
خبراء: شعور إسرائيل بـ"تهديد وجودي" يدفعها لحرب محتملة مع إيران
أجمع خبراء سياسيون أن الشرق الأوسط يقف على أعتاب مرحلة بالغة الخطورة، حيث تتصاعد التوترات حول الملف النووي الإيراني إلى مستويات غير مسبوقة، بينما تستعد إسرائيل لمرحلة قد تكون حاسمة لمستقبل التوازنات الإستراتيجية في المنطقة.
وأكد الخبراء أن الأزمة الحالية تتجاوز كونها مجرد خلاف حول البرنامج النووي الإيراني ، لتتحول إلى صراع وجودي يهدد بإعادة تشكيل خريطة القوى في منطقة تحتوي على أهم مصادر الطاقة العالمية.
وبحسب فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات، فإن إيران مصرة على مواصلة تخصيب اليورانيوم، موضحة أن القيادة العليا الإيرانية رفضت تماما مسألة إنهاء التخصيب بالكامل.
وأشارت الصمادي لبرنامج "مسار الأحداث" إلى أن إيران قد تقبل بالتراجع عن التخصيب من نسبة 60% و20% إلى النسبة التي تقل عن 4%، التي وافقت عليها في اتفاق 2015، لكنها أوضحت أن ما تريده واشنطن هو إنهاء مسألة التخصيب بالكامل.
وفي ذات السياق، حذرت الخبيرة في الشأن الإيراني من أن تنازل طهران عن موضوع التخصيب يعني إنهاء البرنامج النووي، مما يفتح الباب أمام سلسلة أخرى من التنازلات الإيرانية، لافتة إلى أن إيران تدرك أن قبولها بهذا التنازل قد يدفعها سريعا إلى عملية تفاوضية جديدة في ملفات أخرى على رأسها البرنامج الصاروخي.
من جانبه، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، أن إسرائيل تلوح بالهجوم العسكري على إيران من أجل إخضاعها أو إجبارها على تقديم تنازلات في المباحثات.
ووفق مصطفى، فإن إسرائيل استعدت للهجوم على المشروع النووي الإيراني منذ أكثر من 15 عاما، وكان مركز اهتمام وتحضيرات في إسرائيل.
أهداف إسرائيلية
وأوضح مصطفى أن 3 أهداف وراء تهديد وتلويح إسرائيل وتتمثل في تعزيز "شرعيتها" بالهجوم عليها في حالة فشل المباحثات النووية، وترسيخها كقوة ضاربة في المنطقة، بالإضافة إلى الضغط على الولايات المتحدة لكي يكون الاتفاق في حده الأدنى يستجيب للمصالح الإسرائيلية.
وتدرك إسرائيل أنها لا تستطيع أن تشن هجوما على إيران بدون موافقة أميركية، حسب مصطفى، لكنها ظلت تطالب منذ سنوات بأن تجري المباحثات مع إيران في وجود تهديد عسكري.
وأكد أن تل أبيب مدركة للأثمان التي سوف تدفعها "إذا كان نجاح هذه الضربة يؤدي إلى منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي"، مشيرا إلى أن إسرائيل ترى في امتلاك إيران سلاحا نوويا بمثابة تهديد وجودي لها.
وبالتوازي مع هذا التصور، أكدت الصمادي أن إيران تدرك هذه المعادلة، إذ كانت تلجأ خلال العقد الماضي إلى "جعل الأثمان عالية للأطراف المستهدفة، بمعنى مضاعفة الردع أو رفع مستوى الرد لدى إيران".
وأوضحت أن إيران أرسلت رسائل واضحة بأن الأثمان على كل المنطقة لن تكون هينة، "فإذا استُهدفت إيران فالرد سيكون باتجاهات متعددة".
بدوره، حذر الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية أحمد الشريفي، من أن المنطقة تواجه "مخاطر حقيقية" قد تؤدي إلى معادلة الصراع الصفري.
وأكد الشريفي أن ترسانة السلاح في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى تدمير شامل، محذرا من أن المعادلة الخطيرة تكمن في أن النظام الإيراني لديه الرغبة والاستعداد للقتال في "حرب وجود بكل ما يمتلكه من موارد القوة جغرافيا وعسكريا وأمنيا".
وأشار إلى أن مستوى القدرات التسليحية الإسرائيلية عال، لا سيما بعد إطلاق المعدات عالية الدقة والأسلحة الثقيلة التي كانت مقيدة في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وباتت متاحة في فترة خليفته دونالد ترامب"لتمكين إسرائيل من القيام بضربة بشكل منفرد".
لكنه حذر في الوقت نفسه من أن إيران طورت قدراتها أيضا، لافتا إلى المخاوف الإسرائيلية من الطائرات المسيرة الصاروخية أو المُشغلة عبر الطيران المنخفض والتي ستؤثر بشكل كبير على ثغرات الدفاع الجوي الإسرائيلي.
صراع على المنطقة
وفي السياق، أكدت الصمادي أن المسألة ليست فقط صراعا على البرنامج النووي، بل هناك صراع على شكل المنطقة، إذ لدى إيران رؤية مغايرة تماما للشكل الذي يجب أن تكون عليه المنطقة وطبيعة الوجود الإسرائيلي فيها.
وبناءً على هذا التحليل، أضافت أن الشعور بالتهديد الوجودي في إسرائيل تعاظم كثيرا بعد طوفان الأقصى ، مشيرة إلى أن الحسابات الإستراتيجية لإسرائيل تغيرت بالكامل، كما أن العدوان على غزة وطريقة مهاجمة حزب الله وحلفاء إيران في المنطقة أثر أيضا على الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية.
من جانبه، أكد مصطفى أن إسرائيل تعتقد أنها أمام "اللحظة التاريخية المناسبة" لتوجيه هذه الضربة، مشيرا إلى أن إسرائيل "أضعفت المحور الإيراني وبالذات في لبنان".
وفي هذا الإطار، لفت إلى أن إسرائيل تخشى أن هذا السيناريو "لن يتكرر، إذا أجلت الضربة العسكرية الآن"، مما يضع المنطقة أمام سباق مع الزمن قد يحدد مصير الاستقرار الإقليمي لعقود قادمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
القسام تدمر دبابة ميركافا وتقصف آليات الاحتلال بالهاون في خان يونس
بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشاهد لاستهداف عناصرها دبابة إسرائيلية من طراز " ميركافا" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأظهرت المشاهد استهداف الدبابة بقذيفة " الياسين 105" ضمن ما سمتها القسام عملية "حجارة داود" في منطقة البطن السمين بمدينة خان يونس. كما أظهرت الفيديو استهداف مقاتلي الكتائب آليات إسرائيلية في محاور التوغل بقذائف الهاون، إضافة إلى تنفيذ عملية قصف مشترك بالهاون مع سرايا القدس الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي على قوات الاحتلال. وكانت الكتائب أعلنت أمس الخميس عن تفجيرها بعبوات ناسفة منزلا تحصنت فيه قوة للاحتلال شمال خان يونس يوم الجمعة الماضي، وأكدت أنها أوقعت أفرادها بين قتيل وجريح. وأكدت القسام أن مقاتليها رصدوا هبوط طائرة مروحية للإجلاء الذي استمر بضع ساعات في شارع الفلل شرق مدينة حمد بمنطقة السطر شمال خان يونس جنوبي القطاع. ووفق بيانات الجيش الإسرائيلي، فقد قتل 866 عسكريا منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 424 منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في 27 من الشهر ذاته، في حين بلغ عدد المصابين 5844 عسكريا. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 182 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة ودمار واسع.


الجزيرة
منذ 31 دقائق
- الجزيرة
هل ستقلب إيران الطاولة على إسرائيل؟ وما أوراق قوتها؟
في 12 يونيو/ حزيران؛ انتهت المهلة التي فرضتها الولايات المتحدة على نفسها، ومدتها 60 يومًا للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران أو مواجهة العمل العسكري، دون إحراز أي اتفاق يذكر، بعد خمس جولات من المحادثات. وفي ذات اليوم؛ مرّر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يُعلن أن إيران انتهكت التزاماتها بموجب إجراءات الضمانات الدولية. وردًا على قرار الوكالة، أعلنت إيران خططا لاستبدال أجهزة الطرد المركزي القديمة من طراز IR-1 في منشأة فوردو بأخرى أكثر تطورًا من طراز IR-6، ولبدء بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم. لم تكد تمر ساعات حتى شنت إسرائيل في فجر 13 من يونيو/حزيران، هجماتٍ واسعة النطاق على أهداف إيرانية، باستخدام حوالي 200 طائرة، أصابت ما يقرب من 100 موقع في جميع أنحاء إيران، حسب بيانات الجيش الإسرائيلي. وصف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ، الضربات بأنها في سياق "عملية سوف تستمر لعدة أيام لتحييد تهديد وجودي" تتعرض له بلاده"، ويتمثل هذا التهديد في نية طهران العمل على حيازة سلاح نووي في فترة وجيزة. وركز الهجوم على البنية التحتية النووية الحيوية، بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز وخنداب وخرم آباد ومنطقة طهران. كما استهدفت الضربات أصولًا عسكرية -مثل مصانع الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي ومراكز القيادة- بالإضافة إلى أحياء سكنية تضم كبار قادة حرس الثورة وقيادات عسكرية وسياسية وعلماء نوويين، كما وردت تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في المناطق السكنية المستهدفة. ردًا على ذلك، أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى حالة تأهب على مستوى البلاد وإعلان حالة الطوارئ. وتعهّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالرد، في ظل تصاعد غير مسبوق في المواجهة. فكيف يمكن قراءة الآثار الإستراتيجية المحتملة لهذه الموجة التصعيدية الجديدة الأعنف تاريخيا بين إسرائيل وإيران؟ وإلى أين تتجه سيناريوهاتها في المستقبل القريب، في الوقت الذي لا زالت طهران تمتلك فيه العديد من أوراق القوة بالغة التأثير؟ ماذا حققت إسرائيل؟ تفيد قراءة خريطة الأهداف الإسرائيلية أن العملية تتجاوز البرنامج النووي في حد ذاته، بل تصل إلى استهداف قدرات وركائز النظام السياسي والأمني لطهران بصفة عامة، بشريا وماديا. كما يمكن وصف الموجة الأولى منها بعمليات افتتاحية استهدفت إرباك مراكز القيادة والسيطرة وشل القدرات الدفاعية لطهران. ومن الناحية العسكرية، حققت الضربة الإسرائيلية نجاحًا تكتيكيًا واضحًا بإلحاق أضرار أولية بالقدرات النووية والصاروخية الإيرانية. فوفقًا للمعطيات المتاحة حتى الآن، تمكنت الموجات الجوية المتتالية من تدمير أجزاء من منشآت نووية رئيسية فوق الأرض، في مقدمتها محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى استهداف مواقع يشتبه بأنها معنية بأبحاث الرؤوس النووية، ومستودعات لأجهزة الطرد المركزي. كما استهدفت، الهجمات مراكز إنتاج ومنصات إطلاق في أصفهان وقاعدة الإمام علي، وشلّت قدرة طهران على تنفيذ رد فوري واسع. كما طالت الضربات قيادات عسكرية رفيعة في الحرس الثوري وفي برنامج الصواريخ، بهدف خلق حالة من الارتباك والفوضى في بنية القيادة الإيرانية. كما أن إحدى النتائج الهامة التي حققتها الضربة، هي استهداف مجموعة من العلماء النوويين، إذ يشير عدد من المحللين السياسيين، أنه إذا ما كان استبدال القادة العسكريين الذين تم اغتيالهم أمرا يسيرا على القيادة الإيرانية، فمن ذا الذي يعوض استهداف العقول المختصة في بناء المشاريع النووية وسط ندرة هذا الاختصاص، وبما يمتلكون من خبرة امتدت لعقود في بناء المشروع النووي الإيراني. أظهرت إسرائيل إذا قدرة اختراق نوعية للمنظومة الأمنية الإيرانية، استخباريا وعملياتيا، خاصة إذا صدق ادعاء تل أبيب بأنها نجحت في تسريب عدد كبير من المسيرات داخل حدود إيران ثم أطلقتها خلال العمليات. وبصورة عامة، بدا أن طهران لم تشهد مثل هذا الانكشاف منذ عقود، بعدما تعرضت بنيتها الدفاعية لاختبار قاسٍ يكشف عن عجز واضح في حماية العمق الإيراني. لكن التقييم الاستراتيجي لا يقف عند حدود الإنجاز العسكري المباشر، بل يتجاوز إلى سؤال أعمق: هل أزالت الضربة تهديد البرنامج النووي الإيراني نهائيا؟ ثمة تقديرات عديدة، من بينها تقدير مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانيال شابيرو في يناير/كانون الثاني الماضي، كانت تشير إلى أن أية ضربة إسرائيلية منفردة مهما بلغت قوتها، لا يمكنها القضاء على البرنامج النووي الإيراني، بل قد تؤخره أشهرًا أو بضع سنوات في أفضل الأحوال، إذ لا تزال إيران تملك المعرفة التقنية والكوادر العلمية ومخزونا كبيرا من اليورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع عدة قنابل نووية. ويُعتقد أن جزءًا من هذا المخزون محفوظ على هيئة مواد خام أو في أجهزة طرد مركزي حديثة، بعضها ربما نُقل إلى مواقع سرية محصنة يصعب استهدافها. تدعم السوابق التاريخية هذا التصور، فبعد عملية "أوبرا" الإسرائيلية التي دمّرت مفاعل أوزيراك العراقي عام 1981، أعاد النظام العراقي إطلاق برنامجه النووي بسرية وتصميم أكبر، بل كان على وشك تحقيق اختراق كبير مطلع التسعينيات لولا أن حرب الخليج قوضت قدراته. ولا شك أيضا أن إيران اليوم تملك برنامجًا أكثر تقدمًا، وعلماء أكثر خبرة، ومنشآت أكثر تحصينًا وانتشارًا. خيارات إيران.. وقيود السيناريوهات المحتملة من المؤكد أن طهران، كما صرح قادتها، لن يكون أمامها خيار سوى الرد علي الحملة الإسرائيلية مهما بدا ذلك طريقا مفتوحة للتصعيد غير المحسوب، رغم أن ثمة قيودا تكتنف خيارات إيران، أولها يكمن في الجغرافيا؛ إذ لا تجمع إيران وإسرائيل حدود مباشرة، وتفصل بينهما مسافة تتجاوز 1500 كيلومتر، ما يجعل أي رد بري أو جوي تقليدي شبه مستحيل، في حين يعاني سلاح الجو الإيراني من تقادم مزمن، ولا يمتلك القدرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي أو مجابهة التفوق التقني والجوي لإسرائيل. في المقابل، تمتلك إسرائيل منظومة دفاع جوي من عدة طبقات: تشمل منظومات "آرو" (Arrow) لاعتراض الصواريخ الباليستية على مراحل خارج الغلاف الجوي، ومنظومات " القبة الحديدية" و" مقلاع داود" للصواريخ القصيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى بطاريتي ثاد THAAD أميركيتين نُشرتا مؤخرًا في إسرائيل لتعزيز الدرع الصاروخي. وقد أظهرت مواجهة أكتوبر 2024 أن هذه المنظومات قادرة على اعتراض وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية بنسبة نجاح مرتفعة نسبيا، رغم وصول عدد محدود منها لأهدافه وإحداث أضرار في عمق إسرائيل. وعلى الرغم من أن إدارة ترامب سعت في البداية إلى النأي بنفسها عن المشاركة المباشرة في الهجوم الإسرائيلي الأخير، إلا أنها من المرجح أن تُساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم إيراني، والذي من شأنه أن يُضعف على الأقل جزءًا من قوتها. مع ذلك، من المرجح أن تنجح بعض الصواريخ والأنظمة الأخرى -ربما أكثر من المحاولات الإيرانية السابقة- في الوصول إلى العمق الإسرائيلي، وهو ثمن يبدو أن إسرائيل مستعدة لدفعه وفق تصريحات نتنياهو الأخيرة. بناءً على ذلك، فإن خيارات الرد التقليدي الإيراني تنحصر عمليًا في سلاح الصواريخ والطائرات المسيّرة. إذ تمتلك طهران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى، فضلاً عن مسيرات هجومية متنوعة، عملت في السنوات الأخيرة على تحسين دقتها بالتعاون مع شركاء مثل روسيا. ومع إدراكها لقيود الرد العسكري المباشر، يمكن أن تُفعّل إيران أدواتها في الحرب غير المتماثلة، وفي مقدمتها شبكة الحلفاء الإقليميين، في العراق ولبنان واليمن، لتنفيذ عمليات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية أو أميركية، سواء داخل إسرائيل أو في مناطق النفوذ الأميركي. غير أن اللجوء إلى هذه الورقة أيضا ليس مضمون النتائج: حزب الله مكبل داخليًا ويواجه ضغوطًا محلية ودولية، والميليشيات العراقية تتعرض لمراقبة أميركية مشددة، أما الحوثيون فإمكاناتهم محدودة نسبيا. ومع ذلك؛ يبقى هذا الاحتمال واردا بشدة، لأسباب استراتيجية وأيديولوجية تربط قوى ما يسمى محور المقاومة بطهران، رغم قيود الواقع. من جانب آخر؛ تبدو فتح جبهة الحرب السيبرانية واحدة من أكثر الاحتمالات إغراءً لطهران؛ فهي لا تتطلب صواريخ، ولا أنظمة دفاع جوي، وتتيح لطهران توجيه ضربات مباشرة داخل العمق الإسرائيلي مع هامش واسع من الإنكار والمناورة. وعلى مدار العقد الماضي، راكمت إيران قدرات رقمية هجومية متقدمة نسبيًا عبر وحدات مكرسة في "الجيش السيبراني" و"قسم العمليات الإلكترونية" التابع للحرس الثوري. وقد أثبتت طهران مرارا قدرتها على تعطيل أنظمة حساسة، من بينها هجمات على منشآت مائية وكهربائية في إسرائيل. ومن ثم؛ فإن هجومًا رقميًا واسع النطاق بات أحد أهم أدوات الردع البديلة التي يُعوَّل عليها في طهران، إما بوصفها بديلا عن الهجوم العسكري المباشر، أو بكونها سلاحا موازيا يزيد من الضغط على البنية التحتية الإسرائيلية. في هذه الحالة؛ قد تستهدف إيران شبكات الاتصالات أو المطارات أو المصارف الإسرائيلية، أو تسعى لاختراق نظم التحكم في الطاقة أو المواصلات بهدف بثّ الذعر وإرباك الجبهة الداخلية. ورغم أن إسرائيل تُعد من القوى السيبرانية المتقدمة عالميًا، ولديها أنظمة حماية وهجوم عالية المستوى مثل وحدة "8200"، فإن المخاطر في هذا المجال تظل عالية، لأن الهجوم لا يتطلب تفوقًا شاملًا بقدر ما يحتاج إلى ثغرة واحدة فقط. وهنا تكمن الخطورة؛ أن تنجح إيران في اختراق نوعي مفاجئ يساهم في تغيير المعادلات القائمة. قلب الطاولة في ضوء هذه الخيارات والقيود؛ ثمة سيناريو آخر يمكن أن تلجأ إليه طهران، وهو التشدد بصورة أكثر حسما في البرنامج النووي والانتقال السريع، سرا أو علانية لامتلاك القنبلة النووية، بوصفها أداة ردع أخيرة وحاسمة! في هذا السيناريو؛ قد تقرر طهران الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، وطرد مفتشي الوكالة الدولية، والإعلان عن رفع مستوى التخصيب إلى درجة تصنيع سلاح نووي. هذه الخطوة قد تكون استعراضية، أو مقدمة لمسار فعلي نحو القنبلة. إعلان يمنح هذا السيناريو إيران قوة ردع رمزية كبرى، ويعزز صورتها بوصفها قوة إقليمية لا تُبتز عسكريًا. لكنه يحمل أيضًا مخاطر هائلة: فمجرد التلويح بالخروج من المعاهدة سيستفز الغرب، وقد يدفع الولايات المتحدة إلى تحرك عسكري لوقف وصول طهران لهذه النتيجة. لذلك، قد يكون هذا السيناريو أداة ضغط تفاوضية أكثر منه خطة فعلية في المدى القريب. لكن إذا شعرت إيران أن الردود الأخرى لم تحقق الردع أو تحفظ هيبتها، فقد يصبح هذا الخيار مطروحًا فعليًا في صلب حساباتها ليصبح جوهريا في صلب وجودها. والخلاصة؛ أنه رغم الهشاشة التي أظهرتها إيران إثر الحملة الإسرائيلية؛ لا تزال تحتفظ طهران بنقاط قوة بالغة التأثير، وإذا ما تخلت عن "إستراتيجية الصبر الإستراتيجي" واحتواء التصعيد فقد يكتشف نتنياهو أن أمامه سنوات أخرى من حرب لا تنتهي، لكنها ستكون بالتأكيد أكثر ضراوة من حروبه الأخرى الحالية.


الجزيرة
منذ 31 دقائق
- الجزيرة
هل ستقلب إيران الطاولة على إسرائيل؟
في 12 يونيو/ حزيران؛ انتهت المهلة التي فرضتها الولايات المتحدة على نفسها، ومدتها 60 يومًا للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران أو مواجهة العمل العسكري، دون إحراز أي اتفاق يذكر، بعد خمس جولات من المحادثات. وفي ذات اليوم؛ مرّر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يُعلن أن إيران انتهكت التزاماتها بموجب إجراءات الضمانات الدولية. وردًا على قرار الوكالة، أعلنت إيران خططا لاستبدال أجهزة الطرد المركزي القديمة من طراز IR-1 في منشأة فوردو بأخرى أكثر تطورًا من طراز IR-6، ولبدء بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم. لم تكد تمر ساعات حتى شنت إسرائيل في فجر 13 من يونيو/حزيران، هجماتٍ واسعة النطاق على أهداف إيرانية، باستخدام حوالي 200 طائرة، أصابت ما يقرب من 100 موقع في جميع أنحاء إيران، حسب بيانات الجيش الإسرائيلي. وصف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ، الضربات بأنها في سياق "عملية سوف تستمر لعدة أيام لتحييد تهديد وجودي" تتعرض له بلاده"، ويتمثل هذا التهديد في نية طهران العمل على حيازة سلاح نووي في فترة وجيزة. وركز الهجوم على البنية التحتية النووية الحيوية، بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز وخنداب وخرم آباد ومنطقة طهران. كما استهدفت الضربات أصولًا عسكرية -مثل مصانع الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي ومراكز القيادة- بالإضافة إلى أحياء سكنية تضم كبار قادة حرس الثورة وقيادات عسكرية وسياسية وعلماء نوويين، كما وردت تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في المناطق السكنية المستهدفة. ردًا على ذلك، أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى حالة تأهب على مستوى البلاد وإعلان حالة الطوارئ. وتعهّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالرد، في ظل تصاعد غير مسبوق في المواجهة. فكيف يمكن قراءة الآثار الإستراتيجية المحتملة لهذه الموجة التصعيدية الجديدة الأعنف تاريخيا بين إسرائيل وإيران؟ وإلى أين تتجه سيناريوهاتها في المستقبل القريب، في الوقت الذي لا زالت طهران تمتلك فيه العديد من أوراق القوة بالغة التأثير؟ ماذا حققت إسرائيل؟ تفيد قراءة خريطة الأهداف الإسرائيلية أن العملية تتجاوز البرنامج النووي في حد ذاته، بل تصل إلى استهداف قدرات وركائز النظام السياسي والأمني لطهران بصفة عامة، بشريا وماديا. كما يمكن وصف الموجة الأولى منها بعمليات افتتاحية استهدفت إرباك مراكز القيادة والسيطرة وشل القدرات الدفاعية لطهران. ومن الناحية العسكرية، حققت الضربة الإسرائيلية نجاحًا تكتيكيًا واضحًا بإلحاق أضرار أولية بالقدرات النووية والصاروخية الإيرانية. فوفقًا للمعطيات المتاحة حتى الآن، تمكنت الموجات الجوية المتتالية من تدمير أجزاء من منشآت نووية رئيسية فوق الأرض، في مقدمتها محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى استهداف مواقع يشتبه بأنها معنية بأبحاث الرؤوس النووية، ومستودعات لأجهزة الطرد المركزي. كما استهدفت، الهجمات مراكز إنتاج ومنصات إطلاق في أصفهان وقاعدة الإمام علي، وشلّت قدرة طهران على تنفيذ رد فوري واسع. كما طالت الضربات قيادات عسكرية رفيعة في الحرس الثوري وفي برنامج الصواريخ، بهدف خلق حالة من الارتباك والفوضى في بنية القيادة الإيرانية. كما أن إحدى النتائج الهامة التي حققتها الضربة، هي استهداف مجموعة من العلماء النوويين، إذ يشير عدد من المحللين السياسيين، أنه إذا ما كان استبدال القادة العسكريين الذين تم اغتيالهم أمرا يسيرا على القيادة الإيرانية، فمن ذا الذي يعوض استهداف العقول المختصة في بناء المشاريع النووية وسط ندرة هذا الاختصاص، وبما يمتلكون من خبرة امتدت لعقود في بناء المشروع النووي الإيراني. أظهرت إسرائيل إذا قدرة اختراق نوعية للمنظومة الأمنية الإيرانية، استخباريا وعملياتيا، خاصة إذا صدق ادعاء تل أبيب بأنها نجحت في تسريب عدد كبير من المسيرات داخل حدود إيران ثم أطلقتها خلال العمليات. وبصورة عامة، بدا أن طهران لم تشهد مثل هذا الانكشاف منذ عقود، بعدما تعرضت بنيتها الدفاعية لاختبار قاسٍ يكشف عن عجز واضح في حماية العمق الإيراني. لكن التقييم الاستراتيجي لا يقف عند حدود الإنجاز العسكري المباشر، بل يتجاوز إلى سؤال أعمق: هل أزالت الضربة تهديد البرنامج النووي الإيراني نهائيا؟ ثمة تقديرات عديدة، من بينها تقدير مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانيال شابيرو في يناير/كانون الثاني الماضي، كانت تشير إلى أن أية ضربة إسرائيلية منفردة مهما بلغت قوتها، لا يمكنها القضاء على البرنامج النووي الإيراني، بل قد تؤخره أشهرًا أو بضع سنوات في أفضل الأحوال، إذ لا تزال إيران تملك المعرفة التقنية والكوادر العلمية ومخزونا كبيرا من اليورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع عدة قنابل نووية. ويُعتقد أن جزءًا من هذا المخزون محفوظ على هيئة مواد خام أو في أجهزة طرد مركزي حديثة، بعضها ربما نُقل إلى مواقع سرية محصنة يصعب استهدافها. تدعم السوابق التاريخية هذا التصور، فبعد عملية "أوبرا" الإسرائيلية التي دمّرت مفاعل أوزيراك العراقي عام 1981، أعاد النظام العراقي إطلاق برنامجه النووي بسرية وتصميم أكبر، بل كان على وشك تحقيق اختراق كبير مطلع التسعينيات لولا أن حرب الخليج قوضت قدراته. ولا شك أيضا أن إيران اليوم تملك برنامجًا أكثر تقدمًا، وعلماء أكثر خبرة، ومنشآت أكثر تحصينًا وانتشارًا. خيارات إيران.. وقيود السيناريوهات المحتملة من المؤكد أن طهران، كما صرح قادتها، لن يكون أمامها خيار سوى الرد علي الحملة الإسرائيلية مهما بدا ذلك طريقا مفتوحة للتصعيد غير المحسوب، رغم أن ثمة قيودا تكتنف خيارات إيران، أولها يكمن في الجغرافيا؛ إذ لا تجمع إيران وإسرائيل حدود مباشرة، وتفصل بينهما مسافة تتجاوز 1500 كيلومتر، ما يجعل أي رد بري أو جوي تقليدي شبه مستحيل، في حين يعاني سلاح الجو الإيراني من تقادم مزمن، ولا يمتلك القدرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي أو مجابهة التفوق التقني والجوي لإسرائيل. في المقابل، تمتلك إسرائيل منظومة دفاع جوي من عدة طبقات: تشمل منظومات "آرو" (Arrow) لاعتراض الصواريخ الباليستية على مراحل خارج الغلاف الجوي، ومنظومات " القبة الحديدية" و" مقلاع داود" للصواريخ القصيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى بطاريتي ثاد THAAD أميركيتين نُشرتا مؤخرًا في إسرائيل لتعزيز الدرع الصاروخي. وقد أظهرت مواجهة أكتوبر 2024 أن هذه المنظومات قادرة على اعتراض وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية بنسبة نجاح مرتفعة نسبيا، رغم وصول عدد محدود منها لأهدافه وإحداث أضرار في عمق إسرائيل. وعلى الرغم من أن إدارة ترامب سعت في البداية إلى النأي بنفسها عن المشاركة المباشرة في الهجوم الإسرائيلي الأخير، إلا أنها من المرجح أن تُساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم إيراني، والذي من شأنه أن يُضعف على الأقل جزءًا من قوتها. مع ذلك، من المرجح أن تنجح بعض الصواريخ والأنظمة الأخرى -ربما أكثر من المحاولات الإيرانية السابقة- في الوصول إلى العمق الإسرائيلي، وهو ثمن يبدو أن إسرائيل مستعدة لدفعه وفق تصريحات نتنياهو الأخيرة. بناءً على ذلك، فإن خيارات الرد التقليدي الإيراني تنحصر عمليًا في سلاح الصواريخ والطائرات المسيّرة. إذ تمتلك طهران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى، فضلاً عن مسيرات هجومية متنوعة، عملت في السنوات الأخيرة على تحسين دقتها بالتعاون مع شركاء مثل روسيا. ومع إدراكها لقيود الرد العسكري المباشر، يمكن أن تُفعّل إيران أدواتها في الحرب غير المتماثلة، وفي مقدمتها شبكة الحلفاء الإقليميين، في العراق ولبنان واليمن، لتنفيذ عمليات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية أو أميركية، سواء داخل إسرائيل أو في مناطق النفوذ الأميركي. غير أن اللجوء إلى هذه الورقة أيضا ليس مضمون النتائج: حزب الله مكبل داخليًا ويواجه ضغوطًا محلية ودولية، والميليشيات العراقية تتعرض لمراقبة أميركية مشددة، أما الحوثيون فإمكاناتهم محدودة نسبيا. ومع ذلك؛ يبقى هذا الاحتمال واردا بشدة، لأسباب استراتيجية وأيديولوجية تربط قوى ما يسمى محور المقاومة بطهران، رغم قيود الواقع. من جانب آخر؛ تبدو فتح جبهة الحرب السيبرانية واحدة من أكثر الاحتمالات إغراءً لطهران؛ فهي لا تتطلب صواريخ، ولا أنظمة دفاع جوي، وتتيح لطهران توجيه ضربات مباشرة داخل العمق الإسرائيلي مع هامش واسع من الإنكار والمناورة. وعلى مدار العقد الماضي، راكمت إيران قدرات رقمية هجومية متقدمة نسبيًا عبر وحدات مكرسة في "الجيش السيبراني" و"قسم العمليات الإلكترونية" التابع للحرس الثوري. وقد أثبتت طهران مرارا قدرتها على تعطيل أنظمة حساسة، من بينها هجمات على منشآت مائية وكهربائية في إسرائيل. ومن ثم؛ فإن هجومًا رقميًا واسع النطاق بات أحد أهم أدوات الردع البديلة التي يُعوَّل عليها في طهران، إما بوصفها بديلا عن الهجوم العسكري المباشر، أو بكونها سلاحا موازيا يزيد من الضغط على البنية التحتية الإسرائيلية. في هذه الحالة؛ قد تستهدف إيران شبكات الاتصالات أو المطارات أو المصارف الإسرائيلية، أو تسعى لاختراق نظم التحكم في الطاقة أو المواصلات بهدف بثّ الذعر وإرباك الجبهة الداخلية. ورغم أن إسرائيل تُعد من القوى السيبرانية المتقدمة عالميًا، ولديها أنظمة حماية وهجوم عالية المستوى مثل وحدة "8200"، فإن المخاطر في هذا المجال تظل عالية، لأن الهجوم لا يتطلب تفوقًا شاملًا بقدر ما يحتاج إلى ثغرة واحدة فقط. وهنا تكمن الخطورة؛ أن تنجح إيران في اختراق نوعي مفاجئ يساهم في تغيير المعادلات القائمة. قلب الطاولة في ضوء هذه الخيارات والقيود؛ ثمة سيناريو آخر يمكن أن تلجأ إليه طهران، وهو التشدد بصورة أكثر حسما في البرنامج النووي والانتقال السريع، سرا أو علانية لامتلاك القنبلة النووية، بوصفها أداة ردع أخيرة وحاسمة! في هذا السيناريو؛ قد تقرر طهران الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، وطرد مفتشي الوكالة الدولية، والإعلان عن رفع مستوى التخصيب إلى درجة تصنيع سلاح نووي. هذه الخطوة قد تكون استعراضية، أو مقدمة لمسار فعلي نحو القنبلة. إعلان يمنح هذا السيناريو إيران قوة ردع رمزية كبرى، ويعزز صورتها بوصفها قوة إقليمية لا تُبتز عسكريًا. لكنه يحمل أيضًا مخاطر هائلة: فمجرد التلويح بالخروج من المعاهدة سيستفز الغرب، وقد يدفع الولايات المتحدة إلى تحرك عسكري لوقف وصول طهران لهذه النتيجة. لذلك، قد يكون هذا السيناريو أداة ضغط تفاوضية أكثر منه خطة فعلية في المدى القريب. لكن إذا شعرت إيران أن الردود الأخرى لم تحقق الردع أو تحفظ هيبتها، فقد يصبح هذا الخيار مطروحًا فعليًا في صلب حساباتها ليصبح جوهريا في صلب وجودها. والخلاصة؛ أنه رغم الهشاشة التي أظهرتها إيران إثر الحملة الإسرائيلية؛ لا تزال تحتفظ طهران بنقاط قوة بالغة التأثير، وإذا ما تخلت عن "إستراتيجية الصبر الإستراتيجي" واحتواء التصعيد فقد يكتشف نتنياهو أن أمامه سنوات أخرى من حرب لا تنتهي، لكنها ستكون بالتأكيد أكثر ضراوة من حروبه الأخرى الحالية.