logo
أطفال لا يمسكون القلم.. خطر الشاشات يهدد التعليم

أطفال لا يمسكون القلم.. خطر الشاشات يهدد التعليم

صوت لبنان٢٠-٠٢-٢٠٢٥

العربية دقت كاثرين بيكهام، مستشارة في مرحلة الطفولة المبكرة وباحثة، ناقوس خطر محذرة أولياء الأمور من مغبة إفراط الأبناء في المكوث أمام الشاشات.
وحسب ما نشرته "غارديان" البريطانية، قالت بيكهام إنها باعتبارها متخصصًة في تعليم السنوات الأولى، فقد رأت على مدى العقد الماضي أطفالًا يدخلون الفصول الدراسية وهم يمتلكون عددًا أقل وأقل من المهارات اللازمة لبدء تعليمهم الرسمي، لافتة إلى ان المتهم الرئيسي هو وقت الشاشة.
ففي اليوم الأول للطفل في المدرسة، من الطبيعي أن يشعر ببعض التوتر. ولكن يجب أن يكون التلاميذ قادرين على التحرك بثقة، واستخدام القرطاسية، وتكوين صداقات جديدة، وبناء علاقة مع معلمهم، والبدء في الشعور بأنهم جزء من مجتمع أوسع. ولكن أشارت دراسة حديثة إلى أن بعض الأطفال في إنجلترا وويلز غير قادرين على الجلوس أو حمل القلم.
استمع للمقالالنص المسموع تلقائي ناتج عن نظام آليدقت كاثرين بيكهام، مستشارة في مرحلة الطفولة المبكرة وباحثة، ناقوس خطر محذرة أولياء الأمور من مغبة إفراط الأبناء في المكوث أمام الشاشات.
وحسب ما نشرته "غارديان" البريطانية، قالت بيكهام إنها باعتبارها متخصصًة في تعليم السنوات الأولى، فقد رأت على مدى العقد الماضي أطفالًا يدخلون الفصول الدراسية وهم يمتلكون عددًا أقل وأقل من المهارات اللازمة لبدء تعليمهم الرسمي، لافتة إلى ان المتهم الرئيسي هو وقت الشاشة.
ففي اليوم الأول للطفل في المدرسة، من الطبيعي أن يشعر ببعض التوتر. ولكن يجب أن يكون التلاميذ قادرين على التحرك بثقة، واستخدام القرطاسية، وتكوين صداقات جديدة، وبناء علاقة مع معلمهم، والبدء في الشعور بأنهم جزء من مجتمع أوسع. ولكن أشارت دراسة حديثة إلى أن بعض الأطفال في إنجلترا وويلز غير قادرين على الجلوس أو حمل القلم.
الأطفال شاشاتالأطفال شاشاتإعداد الطفل للفشلوأضافت بيكهام أنها رأت أطفالاً يعانون من قلق الانفصال وغير قادرين على تكوين روابط. إنهم منزعجون ومرتبكون، ويتجاهلون التعليمات ويتراجعون أو يستسلمون. بالنسبة للمعلم المشغول، يبدو هذا بمثابة نقص في القدرة، أو طفل مشاغب يجب إدارته. يتم إعداد الأطفال ببساطة للفشل.
جائحة كورونالفترة من الوقت، بدا الأمر كما لو أن الوباء ربما كان السبب في تأخر التنمية. لا شك أن عمليات الإغلاق كان لها تأثير على نمو الأطفال الذين نشأوا خلال تلك الفترة، حيث لم يتمكنوا من اللعب في الخارج والتفاعل مع الآخرين، ولكن بعد مرور خمس سنوات، يبدو أن هذه كانت مشكلة قصيرة المدى تخفي اتجاهاً أطول أمداً بكثير.الهواتف الذكيةوقد أدت عمليات الإغلاق إلى تفاقم العادات التي بدأت بالفعل مع ظهور الهواتف الأولى التي تعمل باللمس. يعتمد عدد متزايد من الآباء على الهواتف الذكية للعمل وتنظيم حياتهم والتسوق والبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة. بسبب الإرهاق والتشتت، قضوا وقتًا أقل في تربية الأبناء بشكل نشط. وبدورهم، قاموا بتسليم أطفالهم جهازًا لإبقائهم مستمتعين. وكانت النتيجة أن الأطفال نشأوا وهم يمارسون نشاطاً بدنياً أقل ويتفاعلون اجتماعياً وجهاً لوجه بشكل أقل.
مثال "الجبيرة"وأعطت بيكهام تشبيها قائلة إذا تخيل المرء أنه يقضي عامًا كاملًا بدون حركة داخل جبيرة - ستضعف عضلاته وستصبح حركاته غير مريحة. وبالمثل فإن الأطفال الذين فاتتهم السنوات الأساسية لتطور العضلات، عندما كان من المفترض أن تكون الممارسة طبيعية وثابتة، لأنه بدلاً من الحركة، تم تشجيع الأطفال على الجلوس بهدوء باستخدام جهاز.
الجري واللعبيحتاج الأطفال إلى فرص للجري واللعب والتسلق والاستكشاف. إنهم يحتاجون إلى عقبات لتحريك أجسادهم، وأنفاق للزحف من خلالها، وعوارض للتوازن عليها، وأطواق هولا للقفز بينها. ينبغي استخدام كل عضلة ومفصل لتطوير التوازن والوضعية. يساعد هذا على إنشاء اتصالات عميقة بين الدماغ والجسم، وهي الاتصالات التي تتطلب التنسيق والوعي المكاني.وقت تفاعلي جيدومن الناحية الإدراكية، يعاني الأطفال بسبب عدم حصولهم على وقت تفاعلي جيد مع مقدمي الرعاية لهم. توصلت دراسة أجريت على مجموعة من الأطفال الأستراليين، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و36 شهرًا، إلى وجود ارتباط سلبي بين الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات والحديث بين الوالدين والطفل. ومع قلة الكلمات التي يتحدث بها البالغون، كان هناك انخفاض في التعبيرات الصوتية للأطفال والمحادثات المتبادلة التي تعد ضرورية لتطور اللغة والمهارات الاجتماعية. وتؤثر الأجهزة أيضًا على السلوك، إذ أظهرت الدراسات وجود صلة بين الإفراط في استخدام الشاشة والتفاعل العاطفي والعدوانية والسلوكيات الخارجية لدى الأطفال.
عوامل مثيرة للقلقوقالت بيكهام إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه النتائج لا يتم توزيعها بالتساوي بين الأطفال؛ إنها تؤثر على أولئك الذين يواجهون بالفعل عيوبًا كبيرة بسبب عدم المساواة الاقتصادية والعرقية. وكشفت الأبحاث أن الأطفال الهولنديين من خلفيات اجتماعية واقتصادية أدنى يميلون إلى قضاء وقت أطول أمام الشاشات.
كما توصلت دراسة أميركية، تبحث في العوامل الاجتماعية والديموغرافية، إلى أن الأطفال أصحاب البشرة السمراء أفادوا بمستويات أعلى من أنشطة وقت الشاشة المختلفة مقارنة بأقرانهم. ومن المثير للاهتمام أن الباحثين، الذين أجروا الدراسة الأميركية، اكتشفوا وجود ارتباط بين محدودية الوصول إلى الأماكن الترفيهية الآمنة وزيادة وقت الشاشة. إن البيئات تشكل شخصية الطفل، ومن الواضح أن الأطفال يحتاجون إلى الوصول إلى أماكن لعب آمنة حيث يمكنهم تجربة اللعب التفاعلي الاجتماعي والجسدي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديفيد بيكهام بين الشغف الكروي وتحديات الوسواس القهري
ديفيد بيكهام بين الشغف الكروي وتحديات الوسواس القهري

النهار

timeمنذ 5 أيام

  • النهار

ديفيد بيكهام بين الشغف الكروي وتحديات الوسواس القهري

في إحدي ليالي نيسان/ أبريل في استاد تشيس بمدينة فورت لودرديل بولاية فلوريدا، شهد عشاق كرة القدم لحظة مثيرة حين قاد ليونيل ميسي نادي إنتر ميامي لتحقيق فرصته للفوز في مباراة حماسية أمام تورنتو إف سي. وفي حين كان الجميع ينتظرون لحظة الانتصار، وقف ديفيد بيكهام، الشريك المالك للفريق، في مكانه مغموراً بالاحباط، يعكس وجهه حالة من الاندهاش والصدمة. هذا المشهد يُظهر بوضوح ارتباط الإنكليزي العميق بكرة القدم، على رغم أنه اعتزل اللعب منذ أكثر من عقد. بيكهام، الذي أصبح في أيار/ مايو في عمر الخمسين، ما زال يشعر أنه لاعب في داخله، في مقابلة كشف فيها عن شعوره قائلاً: "أستيقظ كل يوم وأشعر أنّ هناك شيئاً ما مفقوداً". ورغم أنه يلتزم نظاماً صارماً للحفاظ على لياقته البدنية، ويشارك زوجته فيكتوريا التدريبات اليومية، إلا أنّ وسواس الكمال والتحديات النفسية التي يواجهها تعكس صراعاً داخلياً يرافقه بعيداً من الأضواء. من بين تلك التحديات، يكشف بيكهام عن معاناته مع مرض الوسواس القهري (OCD)، وهو اضطراب نفسي يتميز بأفكار متكرّرة وإلحاح على أداء طقوس معينة. وفي مقابلة حديثة، تحدث عن تأثير هذا المرض على حياته، وصرّح: "أحياناً سلوكياتي الوسواسية تكون مزعجة للعائلة، وأعلم أنّ زوجتي وأطفالي يشعرون بالإحباط أحياناً بسبب هذا". وأوضح أنّ هذه الحالة تتطلب صبراً وعزيمة كبيرة، مشيراً إلى أنه يعمل يومياً على إدارة هذا التحدي. مرض الوسواس القهري بالنسبة إلى بيكهام لا يقتصر على لحظات عابرة فحسب، بل هو جزء من حياته اليومية التي يتعامل معها باستمرار، سلوكياته التي قد تبدو بسيطة أو حتى طبيعية عند البعض، تأخذ أبعاداً أكبر لديه بسبب الوسواس، ورغم هذا، لا يسمح له الوسواس القهري أن يتراجع أو يفقد حماسته، بل يشكل دافعاً إضافياً له للتفوّق والنجاح في مجالات حياته المختلفة. ويقول بيكهام: "أعاني من الوسواس القهري منذ سنوات، البعض يظنه مجرّد ترتيب أو تنظيم، لكنه أعمق من ذلك بكثير، أشعر بحاجة للسيطرة الكاملة على التفاصيل، حتى الصغيرة منها، مثلاً، لا أستطيع النوم قبل أن أتأكد من أنّ كل شيء في مكانه تماماً، أعمل كل يوم على التعامل مع هذا التحدي، وهذا يتطلب الكثير من الصبر". ويروي مثالاً على معاناته: "أحياناً أفتح الثلاجة، وإذا وجدت أنّ علب المشروبات غير مصطفة بالاتجاه نفسه، أعيد ترتيبها فوراً، قد يبدو الأمر سخيفاً، لكن بالنسبة إليّ، هو جزء من الهدوء الداخلي". ويضيف: "سواء كنت ألعب الكرة، أو أقود نادياً، أو أعمل مع اليونيسف، الوسواس القهري يبقى جزءاً من يومي، هو فقط جانب من التحديات التي أواجهها، وأنا مستعد للاستمرار في مواجهتها، كما واجهت كل شيء في حياتي: بالإصرار والتفاني". شغف لا ينتهي وعن شغفه المتواصل بكرة القدم، يؤكد: "في كل مرّة أشاهد فيها إنتر ميامي يخوض مباراة، أعيش اللقاء كأنني على أرض الملعب. بعد كل مباراة، أعود إلى البيت مرهقاً كأنني ركضت طوال 90 دقيقة، فيكتوريا تنظر إليّ وتقول: لماذا أنت متعرّق هكذا؟ ما الذي كنت تفعله؟. الحقيقة أنني أكون مشحوناً عاطفياً حتى آخر ثانية". ويتابع: "قد أكون توقفت عن اللعب منذ 12 عاماً، لكن داخلي لا يعترف بذلك، ما زلت أشتاق للتدريب اليومي والمباريات الأسبوعية، كثيرون يفتقدون أجواء غرفة الملابس، المزاح، الضحك، لكن بالنسبة إليّ، لديّ أصدقائي وعائلتي لهذا الجانب، الشيء الذي أفتقده حقاً هو لمس الكرة والتنافس". وعن الشغف المستمر: "أنا أبلغ من العمر 50 عاماً الآن، لكن حين أستيقظ صباحاً، أشعر أنني في الخامسة والعشرين، المشكلة أنّ جسدي لا يوافقني الرأي دائماً". ويُردف: "بعيداً من كرة القدم، لديّ مسؤوليات كثيرة، أعمل على مشاريع متنوّعة: من وثائقي "Beckham" إلى شراكات مع علامات تجارية، إلى عملي مع اليونيسف، لكنّ كل هذا لا يمنعني من مواجهة تحدٍّ آخر لا يُرى غالباً، وهو الوسواس القهري". وبعد اعتزاله كرة القدم الاحترافية، التي شهدت حصوله على ألقاب عدة مثل ستة ألقاب في الدوري الإنكليزي لكرة القدم مع مانشستر يونايتد، ولقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد، واثنين من كؤوس الدوري الأميركي مع لوس أنجيلوس غالاكسي، وكأس الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، تحوّل بيكهام إلى رائد أعمال ومالك فريق، مستثمراً في تطوير كرة القدم الأميركية من خلال ناديه إنتر ميامي. هذا المزيج من النجومية والعمل الخيري والتحديات النفسية يجعل من ديفيد بيكهام نموذجاً ملهماً لمن يعانون الوسواس القهري وغيره من اضطرابات الصحة النفسية، بحيث يبرهن أنّ النجاح والشهرة لا يعنيان غياب المعاناة الداخلية، وأنّ مواجهة التحديات بعزم وصراحة أمر بالغ الأهمية.

أطفال لا يمسكون القلم.. خطر الشاشات يهدد التعليم
أطفال لا يمسكون القلم.. خطر الشاشات يهدد التعليم

صوت لبنان

time٢٠-٠٢-٢٠٢٥

  • صوت لبنان

أطفال لا يمسكون القلم.. خطر الشاشات يهدد التعليم

العربية دقت كاثرين بيكهام، مستشارة في مرحلة الطفولة المبكرة وباحثة، ناقوس خطر محذرة أولياء الأمور من مغبة إفراط الأبناء في المكوث أمام الشاشات. وحسب ما نشرته "غارديان" البريطانية، قالت بيكهام إنها باعتبارها متخصصًة في تعليم السنوات الأولى، فقد رأت على مدى العقد الماضي أطفالًا يدخلون الفصول الدراسية وهم يمتلكون عددًا أقل وأقل من المهارات اللازمة لبدء تعليمهم الرسمي، لافتة إلى ان المتهم الرئيسي هو وقت الشاشة. ففي اليوم الأول للطفل في المدرسة، من الطبيعي أن يشعر ببعض التوتر. ولكن يجب أن يكون التلاميذ قادرين على التحرك بثقة، واستخدام القرطاسية، وتكوين صداقات جديدة، وبناء علاقة مع معلمهم، والبدء في الشعور بأنهم جزء من مجتمع أوسع. ولكن أشارت دراسة حديثة إلى أن بعض الأطفال في إنجلترا وويلز غير قادرين على الجلوس أو حمل القلم. استمع للمقالالنص المسموع تلقائي ناتج عن نظام آليدقت كاثرين بيكهام، مستشارة في مرحلة الطفولة المبكرة وباحثة، ناقوس خطر محذرة أولياء الأمور من مغبة إفراط الأبناء في المكوث أمام الشاشات. وحسب ما نشرته "غارديان" البريطانية، قالت بيكهام إنها باعتبارها متخصصًة في تعليم السنوات الأولى، فقد رأت على مدى العقد الماضي أطفالًا يدخلون الفصول الدراسية وهم يمتلكون عددًا أقل وأقل من المهارات اللازمة لبدء تعليمهم الرسمي، لافتة إلى ان المتهم الرئيسي هو وقت الشاشة. ففي اليوم الأول للطفل في المدرسة، من الطبيعي أن يشعر ببعض التوتر. ولكن يجب أن يكون التلاميذ قادرين على التحرك بثقة، واستخدام القرطاسية، وتكوين صداقات جديدة، وبناء علاقة مع معلمهم، والبدء في الشعور بأنهم جزء من مجتمع أوسع. ولكن أشارت دراسة حديثة إلى أن بعض الأطفال في إنجلترا وويلز غير قادرين على الجلوس أو حمل القلم. الأطفال شاشاتالأطفال شاشاتإعداد الطفل للفشلوأضافت بيكهام أنها رأت أطفالاً يعانون من قلق الانفصال وغير قادرين على تكوين روابط. إنهم منزعجون ومرتبكون، ويتجاهلون التعليمات ويتراجعون أو يستسلمون. بالنسبة للمعلم المشغول، يبدو هذا بمثابة نقص في القدرة، أو طفل مشاغب يجب إدارته. يتم إعداد الأطفال ببساطة للفشل. جائحة كورونالفترة من الوقت، بدا الأمر كما لو أن الوباء ربما كان السبب في تأخر التنمية. لا شك أن عمليات الإغلاق كان لها تأثير على نمو الأطفال الذين نشأوا خلال تلك الفترة، حيث لم يتمكنوا من اللعب في الخارج والتفاعل مع الآخرين، ولكن بعد مرور خمس سنوات، يبدو أن هذه كانت مشكلة قصيرة المدى تخفي اتجاهاً أطول أمداً بكثير.الهواتف الذكيةوقد أدت عمليات الإغلاق إلى تفاقم العادات التي بدأت بالفعل مع ظهور الهواتف الأولى التي تعمل باللمس. يعتمد عدد متزايد من الآباء على الهواتف الذكية للعمل وتنظيم حياتهم والتسوق والبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة. بسبب الإرهاق والتشتت، قضوا وقتًا أقل في تربية الأبناء بشكل نشط. وبدورهم، قاموا بتسليم أطفالهم جهازًا لإبقائهم مستمتعين. وكانت النتيجة أن الأطفال نشأوا وهم يمارسون نشاطاً بدنياً أقل ويتفاعلون اجتماعياً وجهاً لوجه بشكل أقل. مثال "الجبيرة"وأعطت بيكهام تشبيها قائلة إذا تخيل المرء أنه يقضي عامًا كاملًا بدون حركة داخل جبيرة - ستضعف عضلاته وستصبح حركاته غير مريحة. وبالمثل فإن الأطفال الذين فاتتهم السنوات الأساسية لتطور العضلات، عندما كان من المفترض أن تكون الممارسة طبيعية وثابتة، لأنه بدلاً من الحركة، تم تشجيع الأطفال على الجلوس بهدوء باستخدام جهاز. الجري واللعبيحتاج الأطفال إلى فرص للجري واللعب والتسلق والاستكشاف. إنهم يحتاجون إلى عقبات لتحريك أجسادهم، وأنفاق للزحف من خلالها، وعوارض للتوازن عليها، وأطواق هولا للقفز بينها. ينبغي استخدام كل عضلة ومفصل لتطوير التوازن والوضعية. يساعد هذا على إنشاء اتصالات عميقة بين الدماغ والجسم، وهي الاتصالات التي تتطلب التنسيق والوعي المكاني.وقت تفاعلي جيدومن الناحية الإدراكية، يعاني الأطفال بسبب عدم حصولهم على وقت تفاعلي جيد مع مقدمي الرعاية لهم. توصلت دراسة أجريت على مجموعة من الأطفال الأستراليين، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و36 شهرًا، إلى وجود ارتباط سلبي بين الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات والحديث بين الوالدين والطفل. ومع قلة الكلمات التي يتحدث بها البالغون، كان هناك انخفاض في التعبيرات الصوتية للأطفال والمحادثات المتبادلة التي تعد ضرورية لتطور اللغة والمهارات الاجتماعية. وتؤثر الأجهزة أيضًا على السلوك، إذ أظهرت الدراسات وجود صلة بين الإفراط في استخدام الشاشة والتفاعل العاطفي والعدوانية والسلوكيات الخارجية لدى الأطفال. عوامل مثيرة للقلقوقالت بيكهام إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه النتائج لا يتم توزيعها بالتساوي بين الأطفال؛ إنها تؤثر على أولئك الذين يواجهون بالفعل عيوبًا كبيرة بسبب عدم المساواة الاقتصادية والعرقية. وكشفت الأبحاث أن الأطفال الهولنديين من خلفيات اجتماعية واقتصادية أدنى يميلون إلى قضاء وقت أطول أمام الشاشات. كما توصلت دراسة أميركية، تبحث في العوامل الاجتماعية والديموغرافية، إلى أن الأطفال أصحاب البشرة السمراء أفادوا بمستويات أعلى من أنشطة وقت الشاشة المختلفة مقارنة بأقرانهم. ومن المثير للاهتمام أن الباحثين، الذين أجروا الدراسة الأميركية، اكتشفوا وجود ارتباط بين محدودية الوصول إلى الأماكن الترفيهية الآمنة وزيادة وقت الشاشة. إن البيئات تشكل شخصية الطفل، ومن الواضح أن الأطفال يحتاجون إلى الوصول إلى أماكن لعب آمنة حيث يمكنهم تجربة اللعب التفاعلي الاجتماعي والجسدي.

أحزان ما بعد نشوة الجماع
أحزان ما بعد نشوة الجماع

النهار

time٢٦-١٢-٢٠٢٤

  • النهار

أحزان ما بعد نشوة الجماع

يعاني رجال كثيرون من ظاهرة قليلاً ما يجري تداولها علانية وبصراحة، على غرار أشياء عديدة تتعلق بالجنس عند الذكور، تُسمّى "أحزان ما بعد نشوة الجماع" Post Coital Dysphoria. وقد تناولت صحيفة "غارديان" البريطانية هذه الظاهرة في مقال مطول نشرته أخيراً على موقعها الإلكتروني. من الشائع تماماً معرفة أن نساءً كثيرات يُصبن بكآبة ما بعد الولادة، على الرغم من الفرح الذي يتوقع غالباً أن يرافق ذلك الحدث. وكذلك يُعرف عن شريحة واسعة من الإناث معاناتهن حزناً يعقب انتهاء الجماع، حتى لو جرى بشكل ممتع ووصلن فيه إلى النشوة. في الآونة الأخيرة، ظهرت غير دراسة وثَّقَت معاناة كثيرٌ من الرجال لتلك المشاعر المتضاربة. وتبيّن أيضاً أن هنالك رجالاً يحزنون ويبكون ويصلون إلى حافة التوتر المَرَضي، عقب الانتهاء من الجماع والمرور بالنشوة الجنسيّة! أحزان الرجال على خطى غمّ النساء وعلى مدار عقود مديدة من عمر الطب الحديث، لم تكن خافية معاناة الإناث لظاهرة "الاغتمام بعد الجُماع". وفي المقابل، اقتضى الأمر انتظار العقد الثاني من القرن 21، قبل أن تُنجَز دراسة أولى من نوعها عن وجود تلك الظاهرة عند الذكور. وقد نهض بها آنذاك فريق أكاديمي في "جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا" الأوستراليّة، ونشر نتائجها في "المجلة العالميّة للجنس والعلاج الزوجي". وحينها، أُجريت تلك الدراسة عبر الإنترنت مع الحفاظ على سرّية هوية المشاركين فيها. وشملت 1208 رجال من أوستراليا وأميركا وبريطانيا وروسيا وألمانيا ونيوزيلاندا. وأفاد 41% ممن شملتهم الدراسة أنهم عانوا "أحزان ما بعد الجُماع" في وقت ما من حياتهم، وكابدها خُمسَهم خلال الأسابيع الأربعة التي سبقت الدراسة، فيما أفاد 4% منهم عن معاناة ذلك الألم بصورة مستمرة ومنتظمة. ووفق توضيح من الخبراء الذين نهضوا بتلك الدراسة حينها، تراوحت أعراض "أحزان ما بعد الجُماع" بين النفور من ملامسة الشريك الجنسي كليّاً، والتوتر المتمازج مع الأسى والسخط، إضافة إلى الإحساس بفراغ داخلي شامل وانعدام المشاعر كليّاً. وبالنتيجة، خلص أولئك الخبراء الى استنتاج مفاده أن تجربة الذكر الجنسيّة تبدو أعقد مما ساد الاعتقاد بشأنها طويلاً. وكذلك رجّحوا أن تستند ظاهرة "أحزان ما بعد الجُماع" إلى أسباب متنوّعة وجديرة بالتحرّي عنها. صراع دفين في اللاوعي ورومانسية مرهفة ومن وجهة نظر المدرسة الفرويدية في التحليل النفسي، من المستطاع النظر إلى الأحزان التي تلي النشوة الجنسية، سواء عند الذكور أو الإناث، إلى صراع في اللاوعي البشري، بين طاقتي (أو غريزتي) الـ"ثناتوس" Thanatos والـ"آيروس" Eros. ويتعلق "ثناتوس" بالموت والتدمير والفناء وما إلى ذلك، سواء تعلق بالغير أو الذات؛ فيما تتمحور "الآيروس" حول اللذة بأشكالها المتنوعة. وهنالك ما لا يحصى من الظواهر والمواقف التي يظهر فيها، للعين الفرويدية التي تذهب إلى ما وراء المنكشف والواعي، ذلك التمازج والتصارع بين طاقتي الموت واللذة. ولا يتسع المجال للتوسع في ذلك الأمر الذي تتوافر حوله، لمن يرغب في ذلك، كتابات غزيرة وكثيرة. وهنالك أيضاً النظرة الرومانسية، ربما ليست بعيدة كثيرة من الفرويدية، التي تذهب إلى أن الجمال بحدّ ذاته، يحرك في الإنسان إحساساً بالحزن العميق. وقد يرتبط ذلك بأن لذة الجمال تذكر بالفناء عبر كونها عابرة وغير دائمة بحدّ ذاتها، بالإضافة إلى أن مَن يحس بها يعيش حياة يشكّل الموت الحقيقة المؤكّدة فيها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store