
قراءات إسرائيلية حول التصعيد الأوروبي بشأن غزّة: العالم ليس معنا والمقاطعة ستزداد بقوة
تتوالى الضغوط الدولية على دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومعها ما يبدو أنها أزمات سياسية متعاقبة، في ظل مطالبة دول أوروبية بإنهاء
حرب الإبادة الإسرائيلية
على قطاع غزة ورفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية. وتثير هذه التطورات قلق إسرائيل، التي ترى بأن لهذا الـ"تسونامي" عواقبه، على طريق نبذها وعزلها، وتأثرها دبلوماسياً، وسياسياً، واقتصادياً وفي مختلف المجالات. وترى جهات إسرائيلية بأن تل أبيب في أسوأ حالاتها على الإطلاق على الساحة الدولية، كما تخشى من تدهور وضعها على نحو أكبر إن استمرت الحرب واستمر التجويع.
ووصفت صحيفة هآرتس العبرية ما يجري في اليومين الأخيرين، بأنه "سلسلة من الأحداث السياسية غير المعتادة"، ونقلت عن دبلوماسي أجنبي مطلع على الخطوات ضد إسرائيل، لم تسمّه، أن "الوضع في غزة أصبح لا يُحتمل.. حان الوقت لإيقاف هذا الوضع. صور الأطفال الذين يكافحون للحصول على طبق من الأرز، والتقارير عن الجوع الحقيقي، وعدم اتخاذ إسرائيل إجراءات كافية لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، تجعل من المستحيل علينا أن نظل متفرجين".
ومن بين التطورات الأخيرة، التي لا تعجب دولة الاحتلال،
إعلان
قادة فرنسا، وبريطانيا، وكندا أنهم يدرسون فرض عقوبات على إسرائيل، كما
أصدرت 22 دولة غربية بياناً
أعربت فيه عن قلقها بشأن الوضع في غزة، وأعلنت الحكومة البريطانية تعليق المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، أعلن وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، عن فرض عقوبات على مستوطنين، و
استدعيت السفيرة الإسرائيلية
، تسيبي حوتوفيلي، إلى وزارة الخارجية البريطانية. وصرّحت وزيرة خارجية السويد، ماريا مالمر ستينرجارد، بنيتها الدفع نحو فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين، وهو إجراء تم تجميده لاحقاً.
أما وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، فقد أعلن دعمه لفكرة إلغاء اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. وبعد بضع ساعات، وبدعوة من وزير الخارجية الهولندي، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة إمكانية إلغاء الاتفاقية. وقررت 17 دولة من أصل 27 الموافقة على إعادة النظر في الأساس القانوني للاتفاقية الرئيسية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، أي اتفاقية الشراكة. لكن إلغاء الاتفاقية بالكامل، يتطلب إجماعاً، ولذلك يصعب إلغاؤها.
ومع ذلك، وفق ما ذكرته صحيفة هآرتس، يمكن إلغاء أجزاء من الاتفاقية بالأغلبية الخاصة، مثل اتفاقية التجارة الحرة التي تسمح لإسرائيل بتصدير منتجاتها إلى الاتحاد الأوروبي من دون دفع رسوم جمركية، أو برنامج "هورايزون" الذي يتيح لإسرائيل التعاون بشكل واسع مع الاتحاد في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
تقارير دولية
التحديثات الحية
عواصم غربية تكسر صمتها عن إبادة غزة بانتظار الأفعال
"كمين سياسي" وتحذير شديد
رغم تشكيك مسؤولين إسرائيل بإمكانية إلغاء الاتحاد الأوروبي الاتفاقية بالكامل، لكنهم أقروا بأن قرار إعادة النظر فيها يمثل تحذيراً سياسياً شديداً. وصرح مسؤول سياسي لصحيفة "هآرتس"، بأن التطورات كانت متوقّعة. وأضاف: "إعلان (كايا) كالاس (مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي) هو حدث مؤسف، لكنه كان يمكن أن يكون أسوأ. كل التحركات خلال الـ 24 ساعة الماضية كانت مخططة مسبقاً. لقد كان ذلك كميناً سياسياً كنا على دراية به مسبقاً. هذه كانت سلسلة من الأحداث التمهيدية قبيل اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل، ومن خلال العمل المشترك بين السفراء ووزير الخارجية، تمكنا من الحد من تداعيات هذه الخطوة".
من جهتها، اعتبرت مايا شيؤون تسديكياهو، الباحثة والمحاضرة في الجامعة العبرية، أن هذه الخطوات "تؤدي إلى تدهور إضافي في مكانة إسرائيل دولةً منبوذةً، تفقد تدريجياً بعضاً من حلفائها في أوروبا. هذا الانجراف السياسي حدث بسرعة خلال الأسبوعين الماضيين، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تفاقم الأزمة السياسية".
خلال الأيام الأخيرة، أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، محادثات مع نحو عشرة وزراء خارجية أوروبيين، حيث استمع إلى ا
لانتقادات الحادة التي توجهها دولهم
. وخلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يوم الأحد، أوضح للوزراء أن انتقادات الدول الأوروبية قد تتحول إلى خطوات عملية. كما أكد المستوى العسكري خلال المناقشة أن أنظمة المراقبة الإسرائيلية تشير إلى أن الوضع الإنساني في غزة قد وصل إلى الخط الأحمر، وأن هناك حاجة فورية إلى إدخال المساعدات.
تقارير عربية
التحديثات الحية
خطة المساعدات الإسرائيلية... آلية لإفراغ شمال غزة
انتقادات لخطة توزيع المساعدات
بعد بدء دخول الشاحنات إلى غزة، عقب الضغط الأميركي على إسرائيل، سارع مسؤولون إسرائيليون إلى التوضيح لنظرائهم أن إسرائيل تعمل بالفعل على الحد من الجوع ولا تكتفي بالتصريحات. إلا أن الخطوة العاجلة التي اتخذتها إسرائيل لم تكن كافية لإرضاء المجتمع الدولي. وفي عدة دول أوروبية، أُثيرت انتقادات أيضاً تجاه الخطة الجديدة لتوزيع المساعدات، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في غضون أسبوعين.
وقال دبلوماسي أوروبي في حديث لصحيفة "هآرتس" قبل يومين: "هذا جنون مطلق، لا توجد أي إمكانية لأن ينجح هذا المخطط". وأضاف: "إسرائيل تغلق 400 نقطة توزيع غذائية في غزة وتستبدلها بأربع أو خمس فقط، مما يعني أن 6 آلاف شخص سيحضرون إلى كل نقطة للحصول على الطعام. آمل بشدة ألا ترتكب هذا الخطأ، سيكون الأمر كارثياً".
تخوفات من موقف الولايات المتحدة
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الأربعاء، أنه في الوقت الذي تتصاعد في الخطوات ضد إسرائيل، تلتزم الولايات المتحدة الصمت، مضيفة أن مكانة إسرائيل الدولية تتراجع وتنهار، وأن الأضرار التي قد تطاول الاقتصاد الإسرائيلي ستكون بالمليارات كما أن وزارة الخارجية اعترفت بأن الوضع أسوأ من أي وقت مضى. ولفتت إلى أن المجاعة في قطاع غزة تتصدر العناوين في العالم وأن إسرائيل وصلت إلى أسوأ وضع لها على الساحة الدولية، بعد تهديد دول مهمّة، مثل بريطانيا، وفرنسا، وكندا بفرض عقوبات عليها، إن استمرت الحرب في غزة، وكذلك الخطوات التي اتخذتها بريطانيا.
ونقلت الصحيفة العبرية، تعبير مسؤولين في البيت الأبيض، عن إحباطهم من الحكومة الإسرائيلية، وقولهم "إنها الوحيدة التي لا تعمل من أجل إبرام صفقة شاملة". وأشارت الصحيفة إلى أن أحزاب اليمين في أوروبا وبخلاف الماضي، تطلق تصريحات صعبة ضد إسرائيل، وأن واحدة من أكثر الأمور التي تثير قلق إسرائيل هو الرد الأميركي على هذه التطورات، بحيث إن الولايات المتحدة سارعت في مرات كثيرة للتصدي لخطوات ضد إسرائيل، إلا أنها تصمت هذه المرة، لتجد إسرائيل نفسها وحيدة، فيما السؤال الأساسي الآن بحسب الصحيفة هو "ماذا ستفعل الولايات المتحدة إن وصلت مطالب وقف الحرب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإن كانت ستستخدم حق النقض الفيتو كما فعلت في الماضي؟".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، لم تسمّه، قوله: "نحن أمام تسونامي حقيقي سيزداد سوءاً. نحن في أسوأ وضع كنا فيه على الإطلاق. هذا أسوأ بكثير من كارثة، فالعالم ليس معنا". وأضاف المسؤول: "منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، يشاهد العالم على شاشات التلفاز فقط أطفالاً فلسطينيين يموتون وتدميراً واسعاً للمنازل، وقد سئم من ذلك. إسرائيل لا تقدّم أي حل، لا ترتيبات لليوم التالي، ولا أي أمل. فقط الموت والدمار. المقاطعة الصامتة كانت موجودة سابقاً، لكنها ستزداد قوة. لا ينبغي الاستخفاف بذلك، لن يرغب أحد في أن يكون متضامناً مع إسرائيل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 27 دقائق
- العربي الجديد
تطور المواقف الأوروبية من الاحتلال الإسرائيلي: باب العقوبات موارباً
يكشف تأييد 17 دولة من أصل 27 في الاتحاد الأوروبي خطوة مراجعة البند الثاني (حول احترام حقوق الإنسان) من اتفاق الشراكة مع إسرائيل، على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة، عن تزايد عدد الدول الأوروبية الراغبة بفرض نوع من العقوبات للضغط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. إذ حتى من خارج تكتل الأوروبيين، يبدو الموقف البريطاني والنرويجي منسجماً مع إعلان بعض الدول أنها لن تمدد خطة الاتحاد الأوروبي "لتعزيز التكامل" مع إسرائيل. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ، في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أول من أمس الثلاثاء: "لدينا غالبية قوية مؤيدة لمراجعة البند الثاني من اتفاق الشراكة مع إسرائيل. إذاً، سنباشر هذا الأمر". وأيدت 17 دولة، بينها فرنسا، هذه المراجعة، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمام الجمعية الوطنية في باريس. وأشارت كالاس إلى أن "المساعدات التي سمحت بها إسرائيل مرحب بها بالطبع، لكنها قطرة في بحر"، مضيفة: "يجب أن تتدفق المساعدات فوراً من دون عوائق وعلى نطاق واسع، فهذا هو المطلوب". وشددت على أن "الوضع في غزة كارثي"، وذلك بحسب تحليل أجرته منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي جهة دولية رائدة في مجال شدة أزمات الجوع، أفاد بأن ما يقرب من نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة. إمكانيات الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وتتزعم ألمانيا معسكر المعارضين المسَّ باتفاقية الشراكة، ويضم بلغاريا وكرواتيا وقبرص وجمهورية التشيك والمجر واليونان وإيطاليا وليتوانيا، بينما امتنعت لاتفيا عن التصويت. ويتطلب تعليق الاتفاقية إجماعاً أوروبياً. ومنذ توقيعها عام 1995 ودخولها حيز التنفيذ عام 2000، وتشمل بين أمور أخرى حركة البضائع المعفاة من الرسوم الجمركية وحواراً سياسياً وثيقاً، توسّع التعاون عبرها ليشمل المنتجات الزراعية والأدوية والطيران. وأصبح الاتحاد الأوروبي خلال ربع قرن أكبر شريك تجاري للاحتلال الإسرائيلي، إذ يمثل 32% من إجمالي تجارتها العالمية. رصد التحديثات الحية قراءات إسرائيلية حول تصعيد أوروبا: العالم ليس معنا والمقاطعة ستزداد كما أن 34.2% من واردات إسرائيل تأتي من الاتحاد الأوروبي، بينما تذهب 28.8% من صادراتها إليه، وبواقع 42 مليار يورو، حجم التبادل التجاري خلال العام الماضي. وشهد العام 2005 توقيع الجانبين على خطة عمل لتعزيز اندماج إسرائيل في السياسات والبرامج الأوروبية على مستويات مختلفة. وقد انتهت صلاحية الخطة في يناير/كانون الثاني الماضي، وتتساءل عدة دول عما إذا كان ينبغي تمديدها. وتعارض ألمانيا، من خلال مستشارها المحافظ فريدريش ميرز ووزير خارجيته يوهان فادفول المؤيدين أيديولوجياً إسرائيل، فرض الأوروبيين عقوبات على الاحتلال، وتفضل "استخدام قنوات الحوار خلف أبواب مغلقة"، بل إن فادفول يردد أن دعم بلاده لتل أبيب "غير مشروط". وكرر ميرز مراراً أنه سيجد طريقة للسماح لنتنياهو بزيارة ألمانيا، على الرغم من مذكرة اعتقاله الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب في غزة. إلا أن تعنت حكومة نتنياهو في مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة وتطرف وزراء فيها، أمثال وزيري الأمن الداخلي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش (اللذين للمفارقة لو كانا سياسيين في ألمانيا لوضعا على لوائح التطرف شبه الفاشي وتحت مراقبة جهاز الاستخبارات)، وحادثة إطلاق النار أمس الأربعاء على وفود دبلوماسية أوروبية وعربية في مخيم جنين بالضفة الغربية، كل هذا بات يعقد محاولات برلين تحقيق توازن بين علاقاتها بدولة الاحتلال (بسبب الحقبة النازية) وانتقادها الحرب على غزة. وأكد فادفول أن ألمانيا "ترفض التهجير غير القانوني في قطاع غزة وتريد وقف إطلاق النار". مع ذلك، ورغم معارضة برلين فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، أشار الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات إلى إمكانية فرض العقوبات، إذ قال إنه "سبق للاتحاد الأوروبي أن اتخذ إجراءات مماثلة في 26 مناسبة منفصلة رداً على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها دول أخرى. وإسرائيل لا تستحق أي استثناء". وشدد على أن ذلك مرهون في نهاية المطاف بالإرادة السياسية للدول. تطورات ملحوظة في المواقف وفي سياق النقاشات الأوروبية والاهتمام الإعلامي، تمكن ملاحظة تطور المواقف وتزايد الدول الراغبة بممارسة ضغوط على الاحتلال. فإلى جانب المواقف المتقدمة للنرويج (غير العضو في الاتحاد الأوروبي) وإسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا برفض حرب الإبادة على غزة والاعتراف بدولة فلسطين، تأتي مواقف أوروبية أخرى لتذكر بإمكانية الضغط على الحكومات، وبأن الدول المعارضة لفرض عقوبات يمكن أن تطور موقفها مستقبلاً. تقارير عربية التحديثات الحية أوروبا تلوّح بالعقوبات... موقف يربك إسرائيل وفي هذا الاتجاه مثلاً، اتخذ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر موقفاً واضحاً في بيان مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الاثنين الماضي، بشأن اتخاذ "إجراءات ملموسة" ضمنها عقوبات فعلية، إذا لم تبادر إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية، وتفسح المجال لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري. وأعلن ستارمر أن بلاده ستعلق المفاوضات مع إسرائيل بشأن اتفاقية التجارة الحرة. وشدد أمام البرلمان البريطاني على أن "الإعلان الأخير عن سماح إسرائيل بدخول كمية أقل من الغذاء إلى غزة غير كافٍ إطلاقاً"، مؤكداً: "لذا، يجب علينا تنسيق استجابتنا، لأن هذه الحرب استمرت مدة طويلة جداً. ولا يمكننا السماح لشعب غزة بالجوع". كذلك يأتي التنديد الفرنسي اليوم الخميس بمواصلة الحرب على غزة. وغير بعيد عن ذلك، يُعد تأييد الدنمارك، على لسان وزير خارجيتها لارس لوكا راسموسن (يمين وسط)، تعليق اتفاقية الشراكة مع الاحتلال تطوراً في مواقف أحزاب يمين الوسط في حكومة الائتلاف برئاسة ميتا فريدركسن (يسار وسط)، وسط تنامي التأييد الشعبي لفرض مقاطعة وعقوبات على تل أبيب. أما استوكهولم المحكومة بتحالف يمين وسط، فيبدو موقفها لافتاً، باعتباره تطوراً للموقفين الهولندي والبلجيكي. وصرحت وزيرة خارجيتها ماريا ملمر ستينرغارد لوكالة الأنباء الوطنية (تي تي)، هذا الأسبوع، بأنه "من أجل زيادة الضغط على إسرائيل، يُمكنني الإعلان أن السويد ستضغط على الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين". وذلك يعني أن الدول الاسكندنافية (السويد والدنمارك والنرويج) باتت تؤيد فرض عقوبات. رصد التحديثات الحية تفاصيل خطة جيش الاحتلال الراهنة: غزة صغيرة مقطّعة الأوصال وبلا سكان ويعتبر طرح العقوبات على المستويين السياسي والإعلامي انتكاسة لمحاولات اللوبيات الصهيونية دفع بعض الحكومات نحو تجريم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات (بي دي إس)، وبينها الدنمارك وألمانيا. عموماً، يدرك نتنياهو ومعسكره الصهيوني معنى هذا التغير الحاصل أوروبياً وكندياً، فذهب بمنشور على منصة "إكس" نحو الرد على البيان الثلاثي الكندي-الفرنسي-البريطاني باللغة نفسها التي صارت تستفز الأوروبيين، وزعم عبره أنه: "من خلال مطالبة إسرائيل بإنهاء الحرب الدفاعية (...) من أجل بقائنا، وقبل القضاء على إرهابيي حماس على حدودنا، ومن خلال المطالبة بدولة فلسطينية، يعد قادة لندن وأوتاوا وباريس بمكافأة ضخمة على الهجوم الإبادي (...) على إسرائيل في 7 أكتوبر، بينما يُدعى إلى المزيد من هذه الفظائع".


العربي الجديد
منذ 27 دقائق
- العربي الجديد
مارين لوبان تتبنى السردية الإسرائيلية بشأن حرب غزة
تبنّت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان سردية الاحتلال الإسرائيلي، ودافعت عن مواصلة إسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطيني "حتى النهاية" بذريعة "القضاء على حماس"، متناسية ما توثقه منظمات أممية وحقوقية من فصول حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، والاتهامات باستخدام التجويع سلاح حرب، متحدثة وفق مزاعمها تلك عن "تحرير الشعب الفلسطيني"، وفق ما نقله الإعلام الفرنسي اليوم الخميس. وأورد موقع صحيفة " لوموند " عن مارين لوبان التي تتزعم زعيمة كتلة "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في البرلمان الفرنسي قولها في مقابلة مع قناة "فرانس 2"، إن "الحكومة الإسرائيلية محقة" في الذهاب بالحرب حتى النهاية من أجل "استئصال حماس" و"تحرير الشعب الفلسطيني"، على حد زعمها. وبعد 19 شهراً من العدوان على غزة الذي خلّف أكثر من 53 ألف شهيد، تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم مقابل تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي العمليات العسكرية في القطاع. وقالت لوبان في المقابلة: "هل ينبغي المضي قدماً في الحرب ضد هذه المنظمة الإرهابية؟ أعتقد أن الجواب هو نعم". وأضافت: "هل يجب القضاء على حماس لتحرير الشعب الفلسطيني أولاً؟ لأنه ينبغي أن نتذكر أمراً واحداً: حماس تأخذ الفلسطينيين رهائن، وتستخدم السكان المدنيين دروعاً بشرية. إنهم يحوّلون مسار المساعدات الإنسانية عندما تصل". وتابعت: "إذا كان لا يجب السماح بحدوث مجاعة تصيب السكان المدنيين، فلا بد من مساعدة إسرائيل لضمان توزيع المساعدات، وألّا يجري الاستيلاء عليها من قبل حماس، لأن هذه هي المشكلة الأساسية". وفيما أدى إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على وفد دبلوماسي عربي وغربي في جنين بالضفة الغربية، أمس، إلى موجة استنكارات دولية واسعة، واستدعاء لسفراء إسرائيل في عدد من الدول، قالت لوبان إن ما حصل "غير مقبول"، قبل أن تشير إلى عدم اعتقادها بأن "دولة إسرائيل أمرت عمداً جيشها بإطلاق طلقات تحذيرية تجاه ممثلين أوروبيين"، مضيفة: "في وضع حرب، قد تحدث حوادث مؤسفة". وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، ظهر الأربعاء، النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي من 30 دولة أثناء زيارته محيط مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، للاطلاع على معاناة المواطنين، دون تسجيل إصابات. وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ الوفد الدبلوماسي الأوروبي والعربي كان موجوداً في محيط مخيم جنين، عندما هاجمت قوات الاحتلال المنطقة، وبدأت بإطلاق الرصاص الحي، ولم يجر الإبلاغ عن وقوع إصابات جراء الحادث. وتأتي تصريحات لوبان في وقت تتعرض فيه إسرائيل لانتقادات حتى ممن كانوا يصنفون ضمن خانة حلفائها التقليديين، جراء تماديها في الجرائم سواء في غزة أو الضفة الغربية. أخبار التحديثات الحية فرنسا وبريطانيا وكندا تدعو لوقف حرب غزة وتلوّح بإجراءات ضد إسرائيل وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ونظيره الكندي مارك كارني، قد حذروا إسرائيل في بيان مشترك، مساء الاثنين الماضي، من مغبة تجويعها الفلسطينيين، واصفين تصريحات بعض وزرائها بالبغيضة، ومؤكدين أن بلادهم ستمضي في مسار للاعتراف بدولة فلسطينية. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، أن التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية، كما تنوي الدول الثلاث "لن يتوقف"، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي إطلاق مراجعة رسمية لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل، في ضوء استمرار العدوان على غزة.


العربي الجديد
منذ 28 دقائق
- العربي الجديد
الاضطرابات في ليبيا فرصة لتحقيق مصالح روسيا
بعد عودة أجواء التوتر السياسي والأمني إلى ليبيا عقب الاقتتال الذي شهدته طرابلس خلال الأيام الأخيرة في العديد من المناطق، تتابع روسيا عن كثب التطورات في هذا البلد الذي تمزقه صراعات منذ سنوات، وسط ترجيحات باستفادة اللاعبين الخارجيين من حالة من عدم الاستقرار في ليبيا تتيح لهم تحقيق مصالحهم في منطقة البحر المتوسط وأفريقيا. واللافت أن الاشتباكات في طرابلس اندلعت في أعقاب زيارة اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، إلى موسكو للمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى مرور 80 عاماً على النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) في التاسع من مايو/أيار الحالي. سيرغي بالماسوف: سيطرة قوات حفتر على منشآت شرقي ليبيا، تشكّل نقاط انطلاق لمواصلة توسع النفوذ الروسي في أفريقيا زيارة حفتر لموسكو وأحداث طرابلس حول ذلك، يعتبر الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية ومعهد دراسات الشرق الأوسط في موسكو، سيرغي بالماسوف، أن زيارة حفتر إلى موسكو لا يمكن قراءتها خارج سياق أحداث طرابلس، والبحث عن مزيد من الدعم الروسي. ويوضح في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه في المقابل، يقدم حفتر دعماً لوجستياً لموسكو في مسألة تنفيذ عمليات قوات الفيلق الأفريقي، الذي يعد امتداداً لشركة فاغنر العسكرية الخاصة بعد تمرد مؤسسها يفغيني بريغوجين ، ومقتله في حادثة طيران غامضة في صيف عام 2023. ويقول بالماسوف إنه "رغم ضبابية نتائج زيارة حفتر إلى روسيا، إلا أنه نجح في اعتلاء الموجة إدراكاً منه لأهمية الحضور إلى موسكو أثناء الاحتفالات بذكرى النصر على ألمانيا النازية، وإرضاء القيادة الروسية قبل محاولة جديدة للسيطرة على طرابلس، وهو ما يتطلب دعماً إضافياً رغم أن روسيا ليس بمقدورها تقديمه في ظل انشغالها بالملف الأوكراني". وحول رؤيته للثمن الذي قد يقدمه حفتر لروسيا مقابل دعمه، يشير بالماسوف إلى أن "سيطرة قوات حفتر على بعض المطارات والموانئ في شرق ليبيا، تشكّل نقاط انطلاق لمواصلة توسع النفوذ الروسي في أفريقيا، في ظل انعدام البدائل نظراً لتباين الرؤى بين روسيا والجزائر، وتعثر عملية إنشاء القاعدة البحرية الروسية في السودان، وما يشهده الداخل السوداني من موجة جديدة من الاقتتال الداخلي، مما لا يترك أمام روسيا بديلاً يغنيها عن الاستمرار في الاعتماد على حفتر، خصوصاً أن النشاط العسكري عبر البوابة الليبية قد يزداد في حالة التهدئة في أوكرانيا. تقارير عربية التحديثات الحية حفتر يعزز حضوره في الجنوب الليبي: بوابة لتمدد روسيا أفريقياً يضاف إلى ذلك أن الوجود الروسي في شرق ليبيا ، قد تستثمره موسكو ورقةَ إزعاج بلدان جنوب أوروبا مثل إيطاليا". ومع ذلك، يشكك بالماسوف في وجود دوافع روسية لدعم قوات حفتر إلى حد يتيح لها السيطرة على طرابلس، معتبراً أنه "ليس من مصلحة روسيا أن تكون ليبيا موحدة، إذ إن استمرار الحرب الأهلية يتسبب في اضطرابات في إمدادات النفط والغاز إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن وضع ليبيا الموحدة مثلما كانت عليه في عهد العقيد معمر القذافي سيجعلها مورداً هاماً إلى أوروبا وسيحفزها على زيادة وتيرة الحد من النفوذ الطاقي الروسي". ويلفت بالماسوف إلى مجموعة من التغييرات التي تطرأ على مواقف اللاعبين الدوليين من حفتر وليبيا، قائلاً: "على مدى سنوات طويلة، ساد الاعتقاد أن مصر متحالفة مع حفتر وتركيا تخاصمه، ولكنه منذ عام 2020، توجهت أنقرة نحو التطبيع الجزئي مع حفتر وحتى شراء النفط من شرق ليبيا مقابل أسعار مغرية، بينما عزف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن الوقوف إلى جوار حفتر أثناء حضورهما الاحتفالات بذكرى النصر بموسكو، ربما نظراً لتجاهله المصالح المصرية في السودان عبر دعم قوات الدعم السريع". غريغوري لوكيانوف: الاتفاقات الرئيسية بين روسيا وحفتر ستبقى خلف أبواب مغلقة أهمية ليبيا لروسيا من جانب آخر، يرى غريغوري لوكيانوف، الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "غلب على زيارة حفتر إلى موسكو الطابع الرمزي، من جهة ظهوره على منصة الضيوف أثناء الاستعراض العسكري وما تلاه من لقاءات مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو، ووزير الدفاع، أندريه بيلاوسوف، وحتى مع الرئيس فلاديمير بوتين، رغم أن حفتر لا يشغل مناصب سياسية رسمية في ليبيا، مما يدل على الارتقاء بمستوى العلاقات، وهو ما ستستثمره دعاية القوات المسلحة العربية الليبية كما أصبحت تسمى لإضفاء الشرعية على حفتر وأبنائه". ويشير لوكيانوف إلى أهمية تنامي الدور الليبي بالنسبة إلى روسيا بعد سقوط نظام حليفها بشار الأسد في سورية. ويجزم أن الاتفاقات الرئيسية بين روسيا وحفتر ستبقى خلف أبواب مغلقة، مضيفاً: "جرت مناقشة قضايا التعاون العسكري - السياسي في شرق ليبيا وجنوبها، بهدف دعم أعمال قوات الفيلق الأفريقي في منطقة الصحراء والساحل، الذي بات يحل محل شركة فاغنر بعد أحداث صيف عام 2023 (محاولة تمرد بريغوجين في روسيا ثم مصرعه)، كما ازداد الدور اللوجستي لليبيا بعد سقوط نظام الأسد في سورية، مقابل مساهمة روسيا في تدريب الأفراد الليبيين على ضوء الخبرات الفريدة من نوعها التي اكتسبها العسكريون الروس في أوكرانيا". يذكر أن وزارة الدفاع الروسية باشرت بعد مقتل بريغوجين بتشكيل ما يعرف بالفيلق الأفريقي بديلاً عن "فاغنر"، لأداء المهام العسكرية في الدول الأفريقية، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، والتي تسعى موسكو من خلالها إلى أن تزاحم النفوذ الفرنسي وتعزز وجودها في القارة الثرية بالموارد الطبيعية. تقارير عربية التحديثات الحية هل يجهز خليفة حفتر لاستقبال قواعد روسية في ليبيا؟