
الدنمارك: نتنياهو "مشكلة في ذاته" وحكومته تجاوزت الحدود
وقالت في مقابلة مع صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، إن "نتنياهو بات يمثل مشكلة في حد ذاته"، معتبرة أن حكومته "تجاوزت الحدود".
وأسفت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي للوضع الإنساني "المروع والكارثي للغاية" في غزة، منددة كذلك بخطة جديدة لبناء وحدات استيطانية داخل الضفة الغربية.
وأضافت "نحن من الدول الراغبة في زيادة الضغط على إسرائيل، لكننا لم نحصل بعد على دعم من أعضاء الاتحاد الأوروبي".
لا شيء مستبعداً
وأوضحت رئيسة الوزراء أن الهدف هو فرض "ضغط سياسي وعقوبات، سواء ضد المستوطنين أو الوزراء أو حتى إسرائيل ككل"، في إشارة إلى عقوبات تجارية أو في مجال الأبحاث.
وأشارت فريدريكسن التي لا تعتزم بلادها الاعتراف بدولة فلسطينية "لا نستبعد أي شيء بصورة مسبقة. وكما هي الحال مع روسيا، سنصمم العقوبات بحيث تستهدف ما نعتقد أنه سيحدث أكبر تأثير".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الأسبوع الماضي خطة لإعادة بناء مستوطنة "صانور"، التي أُخليت قبل 20 عاماً، وذلك ضمن مخططات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
وأسفر هجوم "حماس" خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسمية.
وأدت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة إلى مقتل 61827 شخصاً في الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها "حماس" داخل قطاع غزة، وهي أرقام تعدها الأمم المتحدة موثوقة.
مقتل 16 فلسطينياً
وقُتل 16 فلسطينياً بينهم أطفال اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي داخل مناطق عدة في قطاع غزة، وفق ما ذكر الدفاع المدني ومصادر طبية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن تسعة فلسطينيين في الأقل قتلوا وجرح أكثر من 30 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي، قرب مركزين للمساعدات جنوب وشمال قطاع غزة.
ونفذ الجيش ضربتين جويتين على مخيم البريج وسط قطاع غزة، وعلى منطقة المواصي جنوب القطاع، مما تسبب بمقتل ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال، بحسب بصل.
وقال مستشفى "العودة" في مخيم النصيرات، إن خمسة من القتلى الذين استهدف منزلهم في البريج هم "أب وأم وأطفالهما الثلاثة، وهناك جثث محترقة وأشلاء". وأفاد بمقتل صياد فلسطيني "بنيران زوارق الاحتلال قرب شاطئ بحر مدينة غزة فجراً".
في هذا الوقت، يتواصل القصف المكثف على حي الزيتون ومنطقة تل الهوى داخل مدينة غزة منذ أيام.
وقال غسان كشكو (40 سنة) الذي يقيم مع عائلته في مدرسة نازحين داخل الحي "لا نعرف طعماً للنوم. الانفجارات ناتجة من قصف الطيران الحربي، والدبابات لا تتوقف".
وأضاف "في حي الزيتون يقوم الجيش الإسرائيلي بإبادة، ولا يوجد عندنا طعام ولا مياه للشرب".
وحذرت وزارة الداخلية التابعة لـ"حماس"، من "أخطار تداعيات التصعيد في العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة". وقال مصدر في الوزارة للصحافة الفرنسية "يواصل الاحتلال لليوم الخامس على التوالي عملية عسكرية برية في منطقتي الزيتون وتل الهوى جنوب مدينة غزة"، مشيراً إلى أنه دمر "عشرات المنازل، ويقوم بتجريف الطرق والمباني داخل منطقتي الزيتون وتل الهوى".
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها سجلت "11 وفاة بينهم طفل خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية"، لافتة إلى أن العدد بذلك يرتفع إلى "251 وفاة، من بينهم 108 أطفال" عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 38 دقائق
- الوطن
واشنطن: بوتين وافق مبدئيا على ضمانات أمنية دون اتفاق نهائي
أكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى موافقة أولية على السماح للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وذلك خلال القمة التي جمعته بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب. وأوضح ويتكوف، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، أن التفاهم يتضمن صيغة تشبه «المادة الخامسة» من معاهدة حلف شمال الأطلسي، حيث يشكل الدفاع الجماعي حجر الأساس في حماية الدول الأعضاء. وأضاف أن «هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها الروس يقبلون بهذا المبدأ»، واصفًا الاتفاق المبدئي بأنه «تغيير محتمل لقواعد اللعبة». وفي بروكسل، رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالموقف الأمريكي، مؤكدة استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في توفير الضمانات الأمنية إلى جانب واشنطن. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي جمعها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي بدوره شكر الولايات المتحدة لكنه شدّد على أن التفاصيل لا تزال غير واضحة، قائلًا إن بلاده تحتاج إلى ضمانات عملية ملموسة توازي مظلة «الناتو». توجه ترمب دافع ويتكوف عن توجه ترمب بالابتعاد عن فكرة فرض وقف فوري لإطلاق النار، موضحًا أن الرئيس السابق يركّز على اتفاق سلام شامل بعد ما وصفه بتحقيق تقدم ملموس في المباحثات. وأشار إلى أن روسيا التزمت، وفق ما نوقش في القمة، بعدم استهداف مزيد من الأراضي الأوكرانية. عواقب إضافية قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي يضطلع أيضًا بدور مستشار الأمن القومي لترمب، إن أي تأخير في التوصل إلى اتفاق سلام سيقود إلى «عواقب إضافية»، من دون أن يحدد طبيعتها. وأضاف في مقابلات إعلامية أن العقوبات الجديدة لم تعد أداة فعالة في هذه المرحلة، معتبرًا أن أفضل وسيلة لإنهاء الصراع تكمن في تسوية شاملة وليس مجرد هدنة مؤقتة. ورغم ما وُصف بالتقدم، أقر روبيو بأن المفاوضات لا تزال بعيدة عن التوصل إلى اتفاق نهائي، مؤكدًا وجود نقاط خلاف أساسية، أبرزها ما يتعلق بمصير الأراضي محل النزاع. وأوضح أن تلك القضايا من المتوقع أن تناقش في اجتماع يعقد الإثنين في البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين. ويتزامن هذا المسار مع استمرار الغموض بشأن الترتيبات العملية للضمانات الأمنية، خصوصًا في ظل إصرار كييف على أن تكون عضويتها المستقبلية في الاتحاد الأوروبي جزءًا من منظومة الحماية. وبرغم الاتفاق على خطوط عامة، يرى مراقبون أن الطريق لا يزال طويلًا قبل الوصول إلى سلام دائم، وأن أي تفاهمات تبقى رهينة مواقف الأطراف حول القضايا الجوهرية مثل الحدود، الأمن، والالتزامات العسكرية. أبرز النقاط التي خرجت من المواقف: بوتين أبدى موافقة أولية على منح أوكرانيا ضمانات أمنية أمريكية ـ أوروبية. الضمانات شُبّهت بالمادة الخامسة من ميثاق «الناتو». الاتحاد الأوروبي أعلن استعداده للمشاركة في منظومة الحماية. زيلينسكي رحّب بالمبادرة لكنه اعتبرها غير واضحة التفاصيل. ترمب فضّل التوجه نحو اتفاق سلام شامل بدلًا من وقف إطلاق النار الفوري. وزير الخارجية الأمريكي روبيو حذّر من «عواقب إضافية» في حال تعثر التسوية. الخلافات الرئيسية لا تزال قائمة، خصوصًا بشأن قضايا الأراضي والسيادة.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
بوتين نال من ترمب ما أراد وما ينتظر أوكرانيا مرعب
حين ذهبت للنوم ليلة الجمعة الماضي، كان دونالد ترمب وفلاديمير بوتين استهلا للتو قمتهما في أنكوراج، ألاسكا ولم يكن لدي أي فكرة عما ينتظرني عندما أفتح عيوني صباحاً. فهل سأطالع خبر إبرام الثنائي اتفاق سلام شامل على حساب أوكرانيا، أم ينتظرني مشهد ترمب الحانق وهو يعلن عن عقوبات ضخمة لمعاقبة روسيا على تصلب بوتين - مما هدد به قبل أسبوعين من إعلانه عن اجتماع القمة؟ أو سأجد نتيجة مختلفة تندرج بين هذين الأمرين؟ بدلاً من كل هذا، استيقظنا لنجد... حسناً، ما الذي وجدناه تحديداً؟ قيل كلام كثير طبعاً عن كل تلك الأجواء التي لا معنى لها، والمتعلقة بالتقدم والمحادثات البناءة والفهم الأعمق للوضع، لكن فلنكن واضحين في شأن العنوان الرئيس: لم يجر التوصل إلى اتفاق. لن تتوقف الصواريخ، ولا المسيرات الهجومية، وما من جدول زمني لوقف إطلاق النار، حسب معلوماتنا. قد يكون من الأهم أن نلتفت إلى غاية كل من الرجلين من وراء الاجتماع. فلنبدأ بالزعيم الروسي. ما سعى إليه فلاديمير بوتين هو تفادي خطر العقوبات الأميركية، وكسب المزيد من الوقت لمواصلة خوض حربه على أوكرانيا، وكسر عزلته وعزلة روسيا الدبلوماسية، وفصل الولايات المتحدة عن سائر الدول الأوروبية وإقصاء زيلينسكي قدر الإمكان عن كل هذا وتملق مضيفه، دونالد ترمب. لا يفوتكم، عند قراءة هذه السلسلة من النقاط، أن تضعوا إشارة "منجز" عند المرور بكل واحدة منها. فالرجل طالب متفوق، وقد قيم ترمب اللقاء بإعطائه علامة كاملة. وهو فعلاً اجتماع ناجح تماماً بالنسبة إلى بوتين. فقد عاد إلى موسكو بعدما حقق كل غاياته. لا عقوبات جديدة. فقد فرش دونالد ترمب السجادة الحمراء وصفق لبوتين حرفياً قبل أن يصافحه بمودة. جرى الاجتماع على أرض أميركية، على بعد آلاف الأميال من مكان وجود كل القادة الأوروبيين. فكروا فحسب أنه لو عقدت القمة في أوروبا، كان بوتين ليعتقل على خلفية مزاعم ارتكابه جرائم حرب بعد ما فعله في أوكرانيا وعقب صدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية. وفقاً لتصريحات الكرملين، لم يجر التباحث في عقد أية مفاوضات ثلاثية بحضور الرئيس الأوكراني. وعندما يكون التملق هو النية، فهل من مجاملة تتفوق على قول بوتين لترمب بأن هذه الحرب ما كانت لتنشب أبداً لو كان هو الرئيس عام 2022؟ لقد طربت أذناه. فلننقل انتباهنا إلى الطرف المقابل: ما الذي أراده ترمب؟ أفصح ترمب بصورة صريحة ومتكررة عن غايته. فغايته الصادقة التي يستحق عليها الثناء، هي إنهاء القتل. يريد وقفاً لإطلاق النار. ويريد سلاماً دائماً. ومن هذه الناحية، علينا أن نقول إنه خرج من الاجتماع خالي الوفاض. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ربما أراد ترمب تحقيق هدفين آخرين من خلال استضافة هذا الاجتماع. أولهما تركيز اهتمام الإعلام العالمي عليه لمدة 24 ساعة - وهو ما نجح فيه. أراهن أن مطار أنكوراج لم ير ازدحاماً كهذا اليوم منذ أعوام، فيما حطت فرق التصوير من كل العالم فيه. والهدف الثاني الذي يحرك ترمب هو إعادة ضبط العلاقات مع بوتين بالتحديد - وهو مرتبط ببوتين. هناك نظريات شائعة تقول إن الروس، ولا بد أنهم يمتلكون مواد تدين ترمب (تعرف بالروسي بالـ"كومبرومات" kompromat)، لتفسير التودد المبالغ به في حديثه عن الرئيس الروسي، لكنني لم أقتنع يوماً بهذه النظريات. شرح لي شخص لا بد أنه يعرف ترمب من كثب الأمور بطريقة مختلفة. قال لي هذا الشخص إن ما عليك فهمه في شأن ترمب هو أنه صنيعة الحقبة التي نشأ فيها: الحرب الباردة والستار الحديدي ومخزون الأسلحة النووية. لدى ترمب رعب من حرب نووية تفني البشرية، مثلنا جميعاً. ومع أن روسيا لا تشكل سوى اثنين في المئة من الناتج المحلي العالمي الإجمالي (مقابل 25 في المئة للولايات المتحدة)، فهي تملك 45 في المئة من مخزون الأسلحة النووية في العالم. ولذلك يعتقد ترمب أنه من الضروري إقامة علاقات جيدة مع روسيا، خوفاً مما قد يحدث لو اختلف الوضع. على رغم أن هذه النظرية مثيرة للاهتمام فإنها لا تبرر التغاضي عن أكبر عدوان تشهده أوروبا ضد دولة ذات سيادة منذ الحرب العالمية الثانية. كما أن امتلاك السلاح النووي لا يمنح أي أحد قوة مطلقة. لم يشكل امتلاك بريطانيا سلاحاً نووياً أي ردع عندما اختار الأرجنتينيون أن يجتاحوا جزر فوكلاند عام 1982. في مقابلة مع شون هانيتي على "فوكس نيوز" بعد الاجتماع، تكلم ترمب بصورة مبهمة لكنه أعطى الانطباع بأن الكرة الآن في ملعب زيلينسكي، كما لو أن ترمب اقتنع بحجج بوتين وبات على عاتق الرئيس الأوكراني الآن أن يقدم تنازلات. ربما في المستقبل يُتوصل إلى اتفاق يمنح روسيا بعض الأراضي مقابل ضمانات أمنية لأوكرانيا لكن لا أحد يعلم كيف ستكون صورة هذا الاتفاق. مهما قلنا في وصف غرابة هذا الوضع برمته، يصعب أن نفيه حقه. عادة، في عالم السياسة بين القوى العظمى، لا يجتمع الطرفان الرئيسان قبل أن يتوصل المساعدون والمسؤولون عن التحضيرات الأولية والمحامون الحكوميون والمستشارون السياسيون وخبراء الأمن القومي إلى مسودة بيان، بعد كثير من الأخذ والرد حول الفواصل والنقط. ثم ينعقد اجتماع القمة الذي يعد مناسبة لالتقاط الصور يستخدم فيها كل زعيم قلمه الحبر ويمهر الوثيقة بتوقيعه. لكن أسلوب ترمب مختلف. فمبعوثه الخاص ستيف ويتكوف (الرجل الذي لا يملك أية خبرة دبلوماسية على الإطلاق) الذي مهد لهذا الاجتماع، كان يزور موسكو برفقة صديقته الحميمية فحسب. وفي اجتماعاته داخل الكرملين، جلس وحده مقابل بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف ومستشاره الرئيس يوري أوشاكوف وقوتهم المجتمعة. لم يرافق ويتكوف أي أحد يدون الملاحظات ولا مستشارون واعتمد كلياً على مترجم الكرملين. هل ينبغي لأوكرانيا أن تقلق؟ وهل على أوروبا أن تشعر بالقلق من شكل تنظيم هذا الاجتماع وما تكشف عنه؟ سيكون ضرباً من الجنون التام ألا تقلقا. سوف يتجه زيلينسكي مرة أخرى إلى العاصمة واشنطن يوم غد الإثنين (الـ18 من أغسطس 'آب' الجاري)، حيث يلتقي مرة أخرى بترمب في البيت الأبيض. فكيف للأمور أن تأخذ أي منحى أسوأ يا ترى؟


الوطن
منذ 2 ساعات
- الوطن
"إسرائيل الكبرى" مروراً بـ "قمة ألاسكا"
غضبٌ وإدانة واستنكار «بأشد العبارات» لإثارة «رؤية إسرائيل الكبرى»، ثم ماذا؟ بنيامين نتنياهو يتحدّث عن ارتباطه بتلك الرؤية كـ«مهمة تاريخية وروحية»، فلا يختلف عن أي طاغية يخوض حروبه ويدّعي بأنها «وحي إلهي». بتسلئيل سموتريتش يصف مشروعه الاستيطاني بأنه مصمَّم لـ«دفن» الدولة الفلسطينية. الجيش الإسرائيلي يكمل استعداداته لاحتلال قطاع غزّة بكامله، وميليشيات ايتمار بن غفير من المستوطنين تواصل الاعتداءات وأعمال التهجير في الضفة الغربية، ثم ماذا؟.. ولا يلقى كلّ ذلك سوى تصريحات رفض وإدانة عربية وحتى غربية (باستثناء الولايات المتحدة). قادة إسرائيل يستخدمون القوة الغاشمة مرتكبين الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فتصرخ الجهات المستنكرة مذكّرة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لكن هذين يُعاملان أميركياً وإسرائيلياً، كالعادة، بأسوأ تجاهل وتحقير. «إسرائيل الكبرى»، كما شرح مؤرخون وبحاثة، مشروع ومخطط معروفان، قديمان مستجدّان وكامنان في عقلية اليمين المتطرف الإسرائيلي، سبق أن اختُصرا بـ «من النيل إلى الفرات» كشعار للحدود المفترضة للدولة. وبعد معاهدتي السلام مع مصر والأردن، ثم بعد «اتفاقات أوسلو» مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولاحقاً بعد اعتماد المبادرة العربية للسلام (قمة بيروت 2002)، وأخيراً بعد توقيع «الاتفاقات الإبراهيمية» (2020)، ساد اعتقادٌ بأن البحث عن تسوية سلمية ديبلوماسية ربما يطوي هذا المشروع ويحول دون تداوله ليس فقط لأنه نقيضٌ للسلام، بل خصوصاً لأنه ينمّ عن عقلية توسعية وعدوانيةٍ راسخة يُضفى عليها بعدٌ ديني توراتي. غير أن كل تلك الخطوات أُحبطت وحُرّفت فلم تتوصّل إلى بداية حلّ لقضية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما أن اتفاقات التطبيع الأخيرة تزامنت مع طرح «صفقة القرن» الترامبية، فاستغلّتها إسرائيل لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية تمهيداً لضمّها، ولتشديد الحصار على قطاع غزّة. وما إن وقعت عملية «طوفان الأقصى» (7/10/2023) حتى استعيدت إسرائيلياً مخططات التوسّع التي عبّر عنها نتنياهو عشية الاجتياح البرّي للقطاع بـ «تغيير وجه الشرق الأوسط». وحين تعمّد أخيراً إعادة «إسرائيل الكبرى» إلى الواجهة كان يستبعد مسبقاً «صفقة شاملة» تعدّ لها مصر وقطر بالتنسيق مع واشنطن، وكذلك مع «حماس». بل كان يُقصي أيضاً فكرة «إنهاء الحرب» لأن مشروعه أكبر من غزّة وقضم أجزاء منها، وأكبر من استعادة الرهائن ومن «القضاء على حماس». فمنذ منتصف العام الماضي لم تعد الحرب سوى وسيلة للبقاء في الحكم وللحفاظ على ائتلافه الحكومي مع المتطرفين، وغدت غزّة رأس الحربة التي استخدمها لترهيب الضفة وتقويض قوة «حزب إيران/ حزب الله» في لبنان ثم غزو الأراضي السورية قبل خوض حرب على إيران. في قمة ألاسكا الأميركية- الروسية، كانت نقطة القوّة الرئيسية لدى فلاديمير بوتين أن جيشه يحتلّ المناطق الأوكرانية التي استهدفها وأعلنت موسكو «ضمّها»، ثم توسّع باحتلال أراضٍ إضافية يمكن التخلّي عنها بالتفاوض على «معاهدة سلام» تتضمن «اعتراف» كييف بالوضع الجديد، أي بخسارة مناطقها الشرقية وبعضاً من أراضيها الجنوبية، وبموجب المعاهدة تحصل أوكرانيا والدول الأوروبية المتاخمة لها على «تعهّد» روسي وضمانات أميركية بعدم الاعتداء عليها. واشنطن سمّت ذلك «تبادل أراضٍ من أجل السلام» لكنه واقعياً فرضٌ لأمر واقع «باعتداء دولة على أراضي دولة أخرى والاستيلاء عليها بالقوة». وإذ طالت الحرب ولامست الخطر النووي في قلب أوروبا فإن إنهاءها يحتّم البحث عن السلام خارج «صندوق» القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة: هذا يتناسب مع عقلية ترمب (صفقات ومقايضات)، ويتطابق مع أهداف بوتين (استعادة الإمبراطورية الروسية)، ولا يبقى أمام أوروبا الأطلسية سوى الحصول على «ضمانات» للتأقلم مع واقع «التفاهم» الأميركي- الروسي الجديد. هذه التسوية للمأزق الأوكراني تتناسب أيضاً مع طموحات الصين بالنسبة إلى «استعادة تايوان»، وقال ترمب لـ «فوكس نيوز» إن شي جين بينغ أبلغه أنه «لن يغزو تايوان طالما أنه (ترمب) في البيت الأبيض»، وبرّر ذلك بأن «الصين صبورة، وتستطيع أن تنتظر». أما نتنياهو وزمرته فلا يريدون/ ولا يستطيعون الانتظار طالما أنهم حققوا خطوات متقدمة نحو «إسرائيل الكبرى»، ويريدون استثمار النتائج المحققة في غزّة ولبنان وسوريا للذهاب إلى «ما بعد بعدها»، من الضفة الغربية إلى إعادة جغرافية سوريا، إلى ما كان يُفترض أن تصبح عليه قبل «سايكس- بيكو»، وبالتالي سعياً إلى إعادة صوغ المنطقة على حساب مصالح مصر والأردن وغيرهما... لو أن الاعترافات «الغربية» بدولة فلسطينية حصلت فعلاً عندما طُرحت قبل عام ونيّف لبدت أكثر جدوى في ردع الجنون الإسرائيلي مما هي الآن بصيغتها الافتراضية الخجول، «من دون عقوبات»... قد يكون نتنياهو «مشكلة في ذاته» (رئيسة وزراء الدانمارك) أو أنه «فقد صوابه» (رئيس وزراء نيوزيلندا) أو «مجرم مختلّ عقلياً ينفذ إبادة جماعية» (كما وصفه الأمير تركي الفيصل)، لكن نتنياهو يتحدّى المنطقة والمجتمع الدولي متأبطاً دعماً مطلقاً من ترمب. * ينشر بالتزامن مع موقع «النهار العربي»