logo
كيف يباع مصير غزة والضفة بلا ثمن؟

كيف يباع مصير غزة والضفة بلا ثمن؟

جزايرسمنذ 6 أيام
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صفقة آثمة:
كيف يباع مصير غزة والضفة بلا ثمن؟بقلم: إبراهيم نوارمع انهيار السياسة في الشرق الأوسط إلى حضيض الصفقات القذرة أخلت مفاهيم ومعايير السياسة مكانها لأساليب صفقات البورصات التي لا علاقة لها بالقانون أو النظام العام وإنما تقوم على سيادة مبررات تحقيق المصلحة الخاصة بكل الطرق. أحد الأساليب الشائعة في ذلك هو صفقات استحواذ كيان على آخر بحيث يذوب الكيان المستهدف بالاستحواذ وتنتهي هويته ومقوماته مقابل حصول أصحاب الحقوق على بعض التعويضات. وأظن أن الرئيس الأمريكي ترامب وممثله الرئيسي في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يعرفان عن فنون ومناورات صفقات الاستحواذ والوساطة العقارية أكثر مما يعرفان عن معايير السياسة وقوانينها.
تنتشر في الوقت الحاضر رائحة كريهة لصفقة قذرة يتم إعدادها بين واشنطن وتل أبيب لتسليم غزة والضفة الغربية الى حكومة نتنياهو بعد أن فشلت القوة الإسرائيلية في فرض سيطرتها على غزة رغم تكثيف كل قوتها العسكرية هناك. وما يغري الطرفان على ترويج تلك الصفقة هو أنهما يضمنان تأييد بعض الأطراف العربية التي تكره حماس من باب الأيديولوجية ولديها الاستعداد الكامل للتضحية بأي شيء حتى بفلسطين المحتلة كلها في سبيل ذلك. الآن تتبلور تفاصيل الصفقة في لقاءات يجريها رجل نتنياهو المطيع الوزير رون درمر في واشنطن مع أركان الإدارة الأمريكية. *ملامح الصفقة
يستعين ترامب على قضاء حاجاته باستخدام أساليب مختلفة للتأثير النفسي على الأطراف الأخرى منها الإغراءات بمكاسب ومزايا حتى لو لم تكن في حوزته مثل تحقيق حلم نتنياهو في توسيع التطبيع ودمج إسرائيل في المنطقة بادعائه القدرة على تحقيق ذلك. ومنها ادعاء تقديم الحماية لمصلحة الأطراف ما يبرر له حق طلب رد الجميل وقد فعل ذلك في إيران إذ أنه يكثر من ترديد أنه أنقذ المرشد الأعلى الإيراني من موتة شنيعة وكأنه يدعي أن الطرف الآخر ناكر للجميل لا يقدِّر ما فعله من أجله. وهو الآن يلعب اللعبة نفسها لمصلحة بنيامين نتنياهو إذ يطالب القضاء الإسرائيلي بإسقاط التهم الموجهة ضده وإنهاء محاكمته بل يطالب الإسرائيليين باعتباره بطلا قوميا يستحق التخليد. ترامب مضى إلى أبعد من ذلك بالتهديد بوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل إذا لم تتوقف المحاكمة. ما يتوقعه ترامب هنا هو أن التأثير النفسي لذلك على نتنياهو شخصيا يسمح بتليين عناده وتيسير الوصول إلى حلول وسط في المرحلة التالية من المفاوضات المتعلقة بمستقبل الوضع في غزة. ترامب يريد نصيبا أكبر من غزة يسمح له بتحقيق حلم تحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط . بمعنى آخر فإن ترامب وهو يلعب دور الوسيط لا يريد من الصفقة مجرد الحصول على العمولة والخروج وإنما هو يريد الحصول على قطعة من عقد الصفقة وهو يعرف أنه لن يستطيع تحقيق ذلك من دون موافقة نتنياهو. * صفقة ترامب في الشرق الأوسط
الصفقة التي يدور الحديث بشأنها لوقف الحرب لمدة 60 يوما مع ضمانات ترامبية بأن تتوقف نهائيا تتضمن شروطا لإنهاء الحرب وضعتها إسرائيل بالاتفاق مع ستيف ويتكوف على النحو التالي: (1) نزع سلاح المقاومة في غزة. (2) نفي قياداتها العليا. (3) تقديم ضمانات لحماس لإنهاء الحرب بشكل كامل حتى لو لم تُختتم المحادثات بعد 60 يوما. (4) يؤجل الاقتراح المطروح القضايا الخلافية إلى مراحل لاحقة من المفاوضات. (5) خلال فترة وقف إطلاق النار يُطلق سراح 10 رهائن أحياء وتسليم 15 جثة. (6) مقابل ذلك يتم إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حسب الصيغة التي تم اتباعها في المرات السابقة. (7) يستمر تبادل الأسرى والمحتجزين طالما استمرت المفاوضات. (8) قيام إسرائيل بتنفيذ انسحاب جزئي وتدريجي يكون مرهونا بالتقدم في مفاوضات الوضع النهائي من دون تحديد لنطاق الانسحاب. (9) في المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل لن تعود حماس والمقاومة وإنما ستحل محل قوات الاحتلال قوة عربية مشتركة تضم على الأرجح قوات من مصر والمغرب والإمارات والبحرين حسب تقارير متداولة في كل من واشنطن وتل أبيب لكن هذه الدول أعربت عن تحفظها على المشاركة قبل نزع سلاح حماس تماما.
هذا الإطار المعروض للمفاوضات يهدف إلى تجريد حماس وفصائل المقاومة في غزة من كل ما تبقى لديهم من أوراق التفاوض: السلاح والمحتجزين! ولا يوجد لدى المقاومة الفلسطينية غير ذلك للضغط من أجل مفاوضات حقيقية. ويعني القبول بهذا الإطار تصفية مبكرة للقضية الفلسطينية برمتها وانفراد إسرائيل بحرية الحركة في قطاع غزة. إسرائيل تريد اقتطاع مناطق شمال مدينة غزة فورا وبدء موجة استيطان جديدة هناك. ثم بعد ذلك يأتي الدور على بقية القطاع. وطبقا للصفقة يتم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين مع تجريدهم من حق العودة بأخذ إقرار منهم بأن مغادرتهم للقطاع اختيارية! وتعمل إسرائيل على إقناع عدد من دول العالم والدول العربية بقبول أعداد كبيرة من سكان غزة.*سلة الهدايا المقدمة لإسرائيل
ستحصل إسرائيل ونتنياهو في حال نجاح الصفقة على عدد من الهدايا في سلة واحدة. الجائزة الأولى سيحصل عليها نتنياهو بوقف محاكمته إذا استجاب القضاء لنداءات ترامب. الجائزة الثانية هي استعادة المحتجزين العشرين الأحياء وبقية جثث القتلى من دون قتال ما يهدئ الرأي العام المناهض للحرب ويوفر لحكومة نتنياهو بيئة هادئة للمناورة بسهولة في غزة. وأظن ان استعادة المحتجزين ستكون لحظة مثالية للإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل أملا في أن يفوز بها الائتلاف الحاكم. الجائزة الثالثة تأكيد سيادة إسرائيل على الضفة الغربية باعتراف ترامب بسيادة محدودة لها هناك ما يمهد لإنهاء شرعية السلطة الوطنية الفلسطينية وإجراء إصلاحات شاملة تتحول بمقتضاها إلى مجالس للإدارة المحلية في الجيوب العربية مع السماح لهذه المجالس بإقامة نوع من الرابطة المشتركة في ما بينها. الجائزة الرابعة هي إقامة تحالف أمريكي- إسرائيلي لتحويل غزة الى منتجع عالمي مفتوح يلعب فيه ترامب دور المنظم/المستثمر. ومن المرجح اقتطاع منطقة شمال مدينة غزة ومناطق في شرق القطاع لبناء مستوطنات إسرائيلية لإرضاء اليمين الديني الصهيوني وضمان استمرار بنية الحكم الحالي في إسرائيل من دون تغيير جوهري بعد الانتخابات المقبلة. الجائزة الخامسة هي دمج إسرائيل عسكريا واقتصاديا وثقافيا في المنطقة العربية وإزالة كل ما يحول دون ذلك. في المقدمة تأتي سوريا والسعودية من خلال توسيع نطاق التطبيع وقد توصل نتنياهو وترامب إلى توافق عام حول هذه القضايا ويخططان لتطبيقها بسرعة بدءا من إنهاء الحرب في غزة حيث تجري وراء الأبواب المغلقة محادثات بين الأطراف المعنية. *هل يوجد مكان لدولة فلسطينية؟
لا يوجد مشروع فلسطيني موحد واضح الملامح والتفاصيل تعززه آلياته لتحقيقه على الأرض. في الوقت نفسه فإن معظم البيانات الدبلوماسية المتعلقة بتأييد دول عربية لحل الدولتين تعبر عن مجرد رغبة في مسايرة الرأي العام وخجل من حقيقة أن دولا غير عربية مثل جنوب افريقيا وأيرلندا وإسبانيا والنرويج هي التي تتصدر الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة. اليمين الإسرائيلي والأمريكي لا يرى مكانا لدولة فلسطينية على حدود إسرائيل. على العكس من ذلك فإن السفير الأمريكي لدى تل أبيب القس المسيحي الصهيوني مايك هاكابي يطلب من الدول العربية أن تتولى حل القضية باستضافة الفلسطينيين وإقامة دولة لهم على جزء من الأراضي العربية الشاسعة غير المأهولة. وبمقتضى الصفقة فإن قطاع غزة كله لن يذهب إلى إسرائيل لأن ترامب يطمع في الحصول على نصيب منه لإقامة منتجع ترفيهي عالمي يحمل اسمه كما هو الحال مع برج ترامب والعملة الرقمية والموبايل الذهبي وغيرها من منتجات عالم ترامب التجارية.
لقد فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه من حرب غزة بالقوة وليست لديه استراتيجية غير تكرار ما يفعله منذ 21 شهرا تقريبا بلا نتيجة غير تكريس عمليات الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بالقتل والتجويع والتهجير وهي الأسلحة الرئيسية لحرب الإبادة. ومنذ أن دخل ترامب على خط الحرب في غزة يحاول تقديم طريق آخر لتحقيق أهداف حرب الإبادة بوسائل أخرى. ويعلم ترامب كما يعلم جنرالات الولايات المتحدة أن الجيش الإسرائيلي لن ينتصر في غزة وإنما سيظل ينزف وينزف حتى يخور ويرحل. ما يقدمه ترامب هو طوق نجاة لنتنياهو وحكومته لإنهاء الحرب في غزة بصفقة قذرة يتربح هو شخصيا منها. إذا نجحت صفقة ترامب فإن الشرق الأوسط بعدها سيكون مختلفا تماما عما كان قبلها. هذا يثير علامات استفهام كبرى حول مدى قبول دول المنطقة للتغييرات المتوقعة ومدى قدرة المقاومة الفلسطينية على مواصلة الصمود.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العالم يكشف عن وجهه الحقيقي اليوم..
العالم يكشف عن وجهه الحقيقي اليوم..

الشروق

timeمنذ 2 ساعات

  • الشروق

العالم يكشف عن وجهه الحقيقي اليوم..

لم يسبق أن عرف النّاس العالم على حقيقته كما أصبحوا يعرفونه اليوم.. كانت القوة تحكم بشكل خفي، فأصبحت علنا يتباهى أصحابها بها، كانت النظرة الاحتقارية والدونية للضعفاء مموّهة بمساحيق المنظمات الأممية والاعتراف بحق الآخرين في الوجود، فإذا بها تتحوّل اليوم إلى سلوك مباشر تتناقله وسائل الإعلام عبر البث الحي ولا تخفي شيئا على أحد. كان الوقوف إلى جانب الظالم يغلَّف بأغطية من حرير لا تكشف عن عنصريته وانحيازه اللاّأخلاقي، فإذا به يتحوّل اليوم إلى مواقف علنية يتباهى بها الظَّلمة فيما بينهم! كانت الحكومات تتعامل مع الأجانب بشيء من العنصرية الخفية واللاقانون غير المعلن، فإذا بها اليوم لا تتردّد في إعلان رفضها العلني للأجانب وطردها لمن تغرب من دون مراعاة لا للأعراف ولا القوانين ولا التقاليد ولا القيم التي تسمّيها هي إنسانية… لم يوجد قبل اليوم رئيس دولة، مهما كانت قوة دولته، يعلن جهارا نهارا أنه يريد ضم إقليم دولة أخرى له وهي بعيدة بآلاف الكيلومترات عنه أو جارة تتقاسم معه الحدود، ولا وجد رئيس دولة قام بتأييد إبادة شعب بكامله إن هو لم يرض بالتهجير القسري من أرضه من دون الخوف من التعرض لأي حساب أو عقاب.. لم يوجد قبل اليوم من يشن عدوانا على دولة أخرى فقط لأنه يتوهم أنها ستشكّل خطرا عليه ذات يوم وعندما تدافع هذه الدولة على نفسها، تتّهم بدعم الإرهاب وتوصف بالمعتدية مقابل وصف المعتدي بالمدافع عن النفس! لم يوجد قبل اليوم من يمنع على دولة ذات سيادة امتلاك سلاح تدافع به عن نفسها، بل ويسبق إلى تحطيمه لكي تخضع وتذعن وتقبل بشروط الاعتراف به من دون أن يكون لها حتى حق الحياد أو الامتناع في الدخول في علاقة. لم يوجد قبل اليوم رئيس دولة يعلن صراحة أن باستطاعة قواته قتل زعيم لدولة أخرى لكنه لم يفعل، مستدركا أنه يستطيع فعل ذلك متى شاء… لم يوجد قبل اليوم من لا يكتفي بالامتناع عن نصرة أخيه المظلوم ولو بالكلمة، وهو يراه يظلم ويقهر، بل يقف إلى جانب جلاّده يوفّر له المال والدعم اللاّزمين لكي يستمر في ظلمه وغيّه وطغيانه! وفوق ذلك هو سعيد بذلك! لم يوجد قبل اليوم مثل هذا العالم الفظيع الذي لا يكتفي بالعدوان على بعضه البعض – كما كان يحدث في العصور الغابرة – بل ويفتخر بذلك ويصوّره وينشره على أوسع نطاق… لقد حدثت بشاعات فيما مضى من التاريخ وكان هناك ظلم واستعباد وقهر وتهجير واحتلال لأراضي الغير، وظنّ العالم أن تلك حقبة قد ولّت، فإذا بها لا تكتفي بالعودة، بل يتم كل يوم تصوير مشاهدها المرعبة وتوزيعها على أوسع نطاق، ليخاف من يخاف ويعتبر من يعتبر، وكأنها رسالة لمن بقي في مأمن – لحد الآن ـ من هذا العالم المخيف: إننا قادمون… هكذا، يبدو الوجه الحقيقي لعالم اليوم، إخافة من لا يخاف، وظلم من لا يستطيع الدفاع عن نفسه، واحتقار من خانته إمكاناته وقوته، وتصوير ذلك وبثّه على نطاق واسع… لم يكن هذا يحدث قبل ربع قرن من الآن، كانت الجريمة تتم في الخفاء، وكان المجرم ينكر فعلته في الكثير من الأحيان، أو لا يطلع الناس عليها… أما اليوم، فإنك تظلم ويعتدى عليك وتحتقر وتهدّد ويتم التعامل معك بأبشع الوسائل، وفوق ذلك، يتم تصويرك ليجعلوا من هزيمتك موضوع تسلية أو تكون أنت بالذات عبرة للآخرين… لذلك، لم يبق أمام من مازال يسعى للحفاظ على سلامته وكرامته وحريته وكبريائه سوى أن يستعد ويأخذ كافة احتياطاته قبل فوات الأوان، ومن استبق الخطر تجنّبه.. وتلك مساحة الأمل الباقية…

راشيد الطالبي العلمي: التعاون جنوب-جنوب.. المغرب جعل من التضامن والتنمية المشتركة ركيزة أساسية في سياسته الخارجية
راشيد الطالبي العلمي: التعاون جنوب-جنوب.. المغرب جعل من التضامن والتنمية المشتركة ركيزة أساسية في سياسته الخارجية

حدث كم

timeمنذ 4 ساعات

  • حدث كم

راشيد الطالبي العلمي: التعاون جنوب-جنوب.. المغرب جعل من التضامن والتنمية المشتركة ركيزة أساسية في سياسته الخارجية

أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، اليوم السبت في باريس، أن المغرب جعل من التضامن والتنمية المشتركة ركيزة أساسية في سياسته الخارجية في مجال التعاون جنوب-جنوب. وأوضح السيد الطالبي العلمي، في كلمة تلتها باسمه النائبة لطيفة لبليح، عضو مكتب الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، خلال جلسة عامة عقدت بمقر الجمعية الوطنية الفرنسية في إطار الدورة الخمسين للجمعية البرلمانية للفرنكوفونية (من 9 إلى 13 يوليوز)، أن المملكة وضعت برامج للمساعدة التقنية والتكوين ونقل الكفاءات لفائدة عدد من الدول الفرنكوفونية، خاصة في مجالات الفلاحة المستدامة والطاقات المتجددة وتدبير الموارد المائية، وهي مجالات 'أساسية لتعزيز صمود مجتمعاتنا أمام الأزمات المناخية'. وأضاف أن الفرنكوفونية، القوية بديناميتها، تمتلك مؤهلا فريدا لتضطلع بدور استراتيجي في تعزيز الاستقرار، معتبرا أن 'فضاءنا المشترك يشكل رصيدا ثمينا في البحث عن حلول واقعية، وفضاء للحوار وبناء الاستجابات الملموسة للأزمات التي يشهدها عالم اليوم'. وسجل رئيس مجلس النواب أن هذه الدورة تنعقد في سياق يتسم بعدم اليقين وتفاقم الأزمات، وهو ما يضع تحديات حقيقية أمام التعددية البرلمانية، مشددا على أن المملكة، استنادا إلى إرثها التاريخي والتزامها بقيم السلام واحترام القانون الدولي، وموقعها الجغرافي الرابط بين أوروبا وإفريقيا، تواصل تقديم مساهمة نوعية في فضائنا المشترك. وفي ما يتعلق بالأمن، قال السيد الطالبي العلمي إن 'المغرب يؤكد التزامه بمحاربة التطرف والتشدد، لا سيما من خلال تبادل المعلومات الأمنية وتكوين الأئمة والمرشدين الدينيين ضمن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، مما يجسد مساهمة المملكة في تحقيق السلم الاجتماعي والوقاية من العنف'. وأكد أن المقاربة المغربية ترتكز على 'الحياد البناء، والتعاون الهادئ لكن الفعال، وتقوية القدرات الوطنية'. وفي مجال الهجرة، أشار إلى أن المغرب تبنى سياسة إنسانية تقوم على الاندماج واحترام الحقوق، خاصة لفائدة رعايا الدول الفرنكوفونية، مشددا على أن 'هذه المقاربة يمكن أن تشكل مصدر إلهام لإيجاد حلول مستدامة للتحديات المرتبطة بالهجرة داخل فضائنا المشترك'. أما بخصوص الانتقال الطاقي، فقد أبرز السيد الطالبي العلمي التزام المغرب القوي في هذا المجال، من خلال تطوير أحد أكثر البرامج طموحا في مجال الطاقة الشمسية على الصعيد العالمي، مضيفا أن 'خبرة المملكة في هذا المجال و ضعت اليوم رهن إشارة عدد من الدول الفرنكوفونية، في إطار المساهمة في التكيف مع التغيرات المناخية وتنويع الاقتصاد'. وأشار رئيس مجلس النواب، من جهة أخرى، إلى أن المغرب يرتبط مع الدول الأعضاء في تحالف دول الساحل بعلاقات تقوم على التضامن واحترام السيادة الوطنية لكل طرف. وأوضح أن المملكة، وإدراكا منها للتحولات المؤسساتية التي تشهدها بلدان الساحل، تعتمد دبلوماسية مرنة ومتكيفة، ترتكز على الحوار، ومواكبة مراحل الانتقال، والحفاظ على الاستقرار، مضيفا أن العمل المغربي يستهدف الحفاظ على الشراكات البنيوية، والبحث المستمر عن حلول توافقية، وضمان تعاون يعود بالنفع على الساكنة، مع الاحترام التام للخيارات السيادية لكل دولة. وفي صلب هذا الطموح، أضاف السيد الطالبي العلمي أن المبادرة الأطلسية، التي تم الإعلان عنها في نونبر 2023، تروم تمكين بلدان الساحل من الولوج المباشر إلى المحيط الأطلسي من خلال تشييد بنيات تحتية مينائية وطرقية من الجيل الجديد. وأكد أن هذا المشروع البنيوي يهدف إلى فك العزلة عن هذه البلدان، وتعزيز المبادلات التجارية، وفتح آفاق جديدة للتنمية والاستقرار الإقليمي، مع دعم الاندماج الإفريقي وربط القارة بباقي مناطق العالم. يذكر أن الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، التي تأسست سنة 1967، ت عد منظمة دولية تضم 95 عضوا من البرلمانات والمنظمات البرلمانية من القارات الخمس، وتهدف إلى النهوض بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وتشجيع الحوار وتبادل التجارب البرلمانية، ودعم التنوع اللغوي والثقافي. ح/م

الموت يتهدّد مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد إغلاق المعابر
الموت يتهدّد مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد إغلاق المعابر

جزايرس

timeمنذ 5 ساعات

  • جزايرس

الموت يتهدّد مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد إغلاق المعابر

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. ذكر المكتب في بيان صحفي أن قوات الاحتلال تصر على منع دخول الغذاء والدواء والوقود، في واحدة من أشد جرائم الحصار الجماعي في العصر الحديث ما أدى إلى تسجيل عشرات حالات الوفاة خلال الأيام الثلاثة الماضية، في مشهد إنساني بالغ القسوة. وأضاف أن الاحتلال يمعن في جريمته بمنع إدخال الطحين وحليب الأطفال والمواد والمكملات الغذائية والطبية بشكل كامل، في سياسة ممنهجة لتجويع السكان وخاصة الأطفال وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، حيث بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية حتى الآن 67 طفلا.كما أوضح بيان المكتب، أن نحو مليون وربع المليون شخص في غزّة يعيشون حالة جوع كارثي، بينما يعاني 96 بالمائة من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم ما يزيد عن مليون طفل في واقع صادم يعكس حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزّة.وأدان المكتب الإعلامي، بأشد العبارات هذه الجرائم المنظمة التي يرتكبها الاحتلال بحق أكثر من 2,4 مليون إنسان في قطاع غزّة، وحمّله المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج. كما حمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية للدول المنخرطة معه وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى جانب الدول المتواطئة بصمتها وشركائها الدوليين الذين يتعمّدون تعطيل أي مسار لوقف هذه الإبادة. وطالب المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم إلى "التحرك العاجل والفوري لكسر الحصار عن غزّة، وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والإنسانية فورا وإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة من الموت جوعا في وقت يقتل فيه الجوع ما عجزت عن قتله آلة الحرب والإبادة" الصهيونية. يأتي ذلك في الوقت الذي مازالت آلة الكيان الصهيوني تحصد أرواح الفلسطينيين حيث استشهد أمس، 27 فلسطينيا على الأقل وأصيب 180 في إطلاق قوات الاحتلال النار على المواطنين قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزّة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلا عن مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار صوب المواطنين من منتظري المساعدات قرب مركز مساعدات الشاكوش شمال رفح. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أمس، عن استشهاد أكثر من 60 شخصا وإصابة 231 خلال 24 ساعة الماضية، في القصف الصهيوني الذي استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزّة، مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 57882 شهيد أغلبهم من الأطفال والنّساء و138095 مصاب حسب ما أفادت به أمس، مصادر طبية. كما أشارت ذات لمصادر إلى وصول 59 شهيدا (منهم 9 شهداء انتشال) و208 مصابين خلال الساعات 24 الماضية، إلى مستشفيات قطاع غزّة، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم. من جهتها أكدت هيئة العمل الأهلي الوطني الفلسطيني أمس، أن من يسمى ب«رئيس الوزراء" في الكيان الصهيوني المدعو بنيامين نتنياهو، يبحث عن وهم النّصر المطلق بعد فشله في تحقيق أهداف العدوان على قطاع غزّة. وقالت عضو الهيئة رتيبة النتشة، في تصريح "إن نتنياهو لم يستطع حتى هذه اللحظة تنفيذ المساعي الرامية لتغيير خارطة الشرق الأوسط أو تحقيق النّصر على غزّة، فضلا عن أنه يتعمّد إطالة أمد الحرب لأغراض شخصية منها البقاء في سدة الحكم والتهرب من المحاكمة القضائية". فيما دعت إسبانيا إلى تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني نواب بريطانيون يطالبون حكومتهم بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين طالب عشرات النواب من حزب العمال في البرلمان البريطاني، حكومة بلادهم بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين واتخاذ خطوات لمنع الكيان الصهيوني من تهجير أهالي قطاع غزّة، في وقت دعت فيه إسبانيا إلى تعليق "فوري" لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني على خلفية ارتكابه إبادة جماعية في قطاع غزّة. طالب نحو 60 نائبا عن حزب العمال (الحاكم) في البرلمان البريطاني، في رسالة وجهوها إلى وزير الخارجية ديفيد لامي، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، حكومة بلادهم باتخاذ "خطوات فورية" لمنع الاحتلال من تنفيذ خطته للتهجير القسري في مدينة رفح جنوب غزّة، والمضي قدما نحو "الاعتراف بالدولة الفلسطينية فورا". وأشاروا إلى أن رسالتهم جاءت بعد إعلان الاحتلال عن خططه لإجبار جميع فلسطينيي غزّة على النّزوح قسرا إلى مخيم يقام على أنقاض مدينة رفح دون السماح لهم بالمغادرة على أن يتم تهجيرهم لاحقا. وكان جيش الاحتلال الصهيوني، قد أنذر أول أمس الجمعة، مجددا بإخلاء مناطق بقطاع غزّة وسط مواصلته حرب الإبادة الجماعية ومخططات التهجير القسري، وجاء إنذار جيش الاحتلال للفلسطينيين في منطقة تل الهوا وأجزاء من حي الرمال الجنوبي التي يتواجد بها مئات الآلاف من النّازحين، وهي مناطق مكتظة ومأهولة بالسكان، ونقلت "وفا" عن مواطنين فلسطينيين قولهم إنهم "لن يغادروا المنطقة لأنه لم يبق مكان ينزحون إليه ولأن القصف سيطالهم سواء بالنّزوح أم لا، حيث لا يوجد مكان آمن"، مؤكدين أن المناطق المذكورة بها مدارس وجامعات مليئة بالنّازحين.في سياق متصل، دعت إسبانيا إلى تعليق "فوري" لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني على خلفية ارتكابه إبادة جماعية في قطاع غزّة. وانتقد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في تدخله أمام البرلمان الإسباني، الكيان الصهيوني وما يرتكبه من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزّة، مشيرا إلى أن ممارساته "ستظل في الأذهان باعتبارها أحد أحلك فصول القرن الحادي والعشرين". وأكد سانشيز، أن إسبانيا وإيرلندا طلبتا من مؤسسات الاتحاد الأوروبي في فيفري 2024، تقييم مدى الالتزام ببنود اتفاقية الشراكة بين الهيئة الأوروبية والكيان الصهيوني من قبل هذا الأخير. كما تطرق رئيس الوزراء الإسباني، إلى تقرير ممثلة الاتحاد للشؤون الخارجية والأمنية، كايا كالاس، الصادر في 23 جوان الماضي، بشأن الاتفاقية والذي خلص إلى أن "هناك أدلة أكثر من كافية" على أن الكيان الصهيوني انتهك المادة الثانية من الاتفاقية والتي تقوم على احترام حقوق الإنسان. وتابع بالقول "لا يمكن لأحد يدوس على المبادئ التأسيسية للاتحاد الأوروبي، ويستخدم الجوع (في غزّة) سلاحا للقضاء على دولة شرعية (فلسطين) أن يكون شريكا للاتحاد الأوروبي، لا يمكننا أن نكون شركاء في أكبر إبادة جماعية شهدها هذا القرن بالخضوع للامبالاة أو للتردد أو للحسابات السياسية". وتنصّ المادة الثانية من اتفاقية الشراكة على أن العلاقات بين الطرفين "يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل لحقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية"، مما يجعل هذه المادة مرجعية قانونية لأي تقييم سياسي أو حقوقي بشأن الأطراف بالاتفاقية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store