logo
وعد ترامب.. الفشل حتمًا!

وعد ترامب.. الفشل حتمًا!

مصرس٠٩-٠٢-٢٠٢٥

الفشل المحتم يخيم على خطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» ل«تطهير» غزة من مواطنيها الفلسطينيين.
يستحيل تمامًا إجبار أكثر من خمسة ملايين فلسطينى على النزوح من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن.إلغاء القضية الفلسطينية، وهم كامل.بدا الكلام كله معلقًا فى فراغ التفاصيل.بقدر ما أثارته خطة «ترامب» من اعتراضات جوهرية واسعة شملت المنظمات الدولية وحلفاء الولايات المتحدة التقليديين فى أوروبا وداخل العالم العربى نفسه خيمت سيناريوهات الفشل المبكر عليها.بوصف ال«نيويورك تايمز» فإنها: «أكثر خطط الرؤساء الأمريكيين وقاحة».هكذا بالحرف.رغم محاولات معاونيه التخفيف من حمولاتها السلبية على صورة الولايات المتحدة، يعيد «ترامب» طرحها مرة بعد أخرى دون أدنى اكتراث بردات الفعل السلبية عليها.وجد فى نفسه جرأة الادعاء: «الجميع يحبون مقترح غزة».الأغرب أنه يحاول إضفاء صفة البحث عن السلام على أكثر التصورات والأفكار اختراقًا لأية قيمة إنسانية وقانونية بذريعة أنه يقترح حلًا لحياة آمنة ومستقرة لأهالى غزة خارجها، فيما لا يقدم أحد أى مقترح آخر!على مدى عقود خامرت أغلب الرؤساء الأمريكيين فكرة الحصول على جائزة نوبل للسلام من بوابة إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى بتسوية ما.هذه المرة تخامر الرئيس الأمريكى العائد توًا إلى البيت الأبيض الفكرة نفسها، لكن بإلغاء أى حق فلسطينى وإنكار قضيتهم.هناك من يشبه خطة «ترامب» ب«وعد بلفور»، وزير الخارجية البريطانى الذى صدر عام (1917)، وهو الوعد الذى أسس ل«إقامة وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين».على عكس «بلفور» لم يلجأ «ترامب» إلى أية عبارات مراوغة أو مساحيق تجميل.حسب نص وعد «بلفور»: «لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة فى فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى أى بلد آخر»، وهو ما لم يجر الالتزام به.ذهب «ترامب» إلى هدفه الحقيقى مباشرة لإلغاء القضية الفلسطينية بتفريغها من سكانها.الجوهر واحد فى الوعدين، لكن مستوى الكفاءة يختلف تمامًا.الأول ينتمى إلى المدرسة الدبلوماسية البريطانية بكل خبراتها المتراكمة فى إدارة المستعمرات بالقوة أحيانًا وبالمراوغة أحيانًا أخرى.والثانى، يجهل حقائق وتعقيدات أزمات الشرق الأوسط محاولًا العودة إلى الإرث الاستعمارى القديم، الذى انقضى تاريخيًا وموضوعيًا ببطولات وتضحيات حركات التحرر الوطنى، التى نشأت بعد الحرب العالمية الثانية وتصدرتها مصر بقيادة جمال عبدالناصر خمسينيات وستينيات القرن الماضى.بتعبير الزعيم الهندى «جواهر لال نهرو» أثناء شن العدوان الثلاثى على مصر إثر تأميم قناة السويس (1956): «إنه إلغاء للتاريخ».باستلهام نفس المعنى فإن وعد «ترامب» هو إلغاء للتاريخ.. وإلغاء ثانٍ للقانون الدولى، وإلغاء ثالث للعدالة الدولية، حيث أعلن الحرب بالمعنى الحرفى على محكمتى الجنائية الدولية والعدل الدولية لمنع ملاحقة نتنياهو أمام الأولى بتهم ارتكاب جرائم حرب ووقف إجراءات محاكمة إسرائيل أمام الثانية بتهمة الإبادة الجماعية.هذا كله لا يمكن أن يمر ولا العالم يحتمل هذا القدر من التهور والحماقة.لا يوجد أحد فى العالم باستثناء إسرائيل مستعد أن يؤيد خطته.مأزق «ترامب» أنه يناقض تصريحاته التى ألزم بها نفسه أثناء حملته الانتخابية بإنهاء الحروب فى العالم!كانت تلك التصريحات الانتخابية أقرب إلى النكاية بسلفة «بايدن»، الذى استغرق بنزعة عسكرية مفرطة فى حربى الأوكرانية وغزة.بعد وعد تطهير غزة بالتهجير قسريًا أو طوعيًا فإنه يستحق الحصول مناصفة مع «بايدن» على «جائزة نوبل فى القتل».التعبير للأديب الكولومبى «جارثيا ماركيز».فى يناير (2002) أصدر بيانًا باسمه وحده، «لا يوقع عليه سواى»، لم يأخذ حقه من الذيوع والانتشار فى العالم العربى رغم قوة منطقه واسم صاحبه.دعا فيه ساخرًا ومتألمًا لمنح ما اسماها «جائزة نوبل فى القتل» لرئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق «آرييل شارون».«إنه لمن عجائب الدنيا حقًا أن ينال شخص، كمناحيم بيجين جائزة نوبل للسلام، تكريمًا لسياسته الإجرامية التى تطورت فى الواقع كثيرًا خلال السنوات الماضية على يد مجموعة من أنجب تلاميذ المدرسة الصهيونية الحديثة. إلا أن الموضوعية تفرض أن نعترف بأن الذى تفوق على الجميع هو الطالب المجد آرييل شارون».باستلهام «ماركيز» فإن «نتنياهو» يستحق الحصول على ذات الجائزة، فهو تفوق على «شارون» «وبيجين» معًا فى ارتكاب جرائم الحرب بدعم كامل من الإدارة الأمريكية، التى يحاول «ترامب» الآن استكمالها بإلغاء الوجود الفلسطينى كله.«أعجز تمامًا عن فهم هذه الخطة».كان ذلك تصريحًا لافتًا للرئيس البرازيلى «لولا دا سيلفا».فى النهاية الحقائق سوف تقول كلمتها الأخيرة.المثير فى القصة كلها أن «ترامب» لم يستشر فريقه المعاون، وكله تقريبًا يؤيد إسرائيل، ولا أطلع وزير خارجيته عليها!لا يوجد أى تصور يجيب عن أكثر الأسئلة جوهرية: إذا لم يكن مستعدًا لإرسال قوات ضخمة إلى غزة، خشية التورط فى مستنقعها، فمن سوف يملء فراغ «حماس»، الذى يصر «نتنياهو» دون جدوى على الإجهاز النهائى عليها؟لا أحد فى العالم مستعد أن يلعب هذا الدور بالنيابة.بقوة الحقائق الماثلة الخطة فاشلة لا محالة، لكن وجه خطورتها إنها تفسح المجال أمام حكومة «نتنياهو» للتملص من اتفاق وقف إطلاق النار وعدم استكماله بكل مراحله والعودة إلى الحرب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: أحرزنا بعض التقدم الفعلى فى المفاوضات مع إيران
ترامب: أحرزنا بعض التقدم الفعلى فى المفاوضات مع إيران

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

ترامب: أحرزنا بعض التقدم الفعلى فى المفاوضات مع إيران

أفادت وكالة "رويترز" بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن عن إحراز تقدم في المفاوضات مع إيران بشأن البرنامج النووي. وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجى، أن بلاده تدرس حاليًا مجموعة من المقترحات التى قدمتها سلطنة عمان بهدف إزالة العقبات القائمة فى طريق استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووى الإيراني. وقال عراقجي، فى تصريحات للصحفيين مساء الأحد، على هامش مشاركته فى فعالية "يوم إفريقيا 2025" بالعاصمة طهران، إن المبادرات العمانية تخضع للدراسة من جانب المسؤولين الإيرانيين، فى إطار الجهود الرامية إلى كسر الجمود الذى يعرقل المحادثات منذ شهور. وتتركز نقطة الخلاف الأساسية بين الجانبين، الإيرانى والأمريكي، على مسألة تخصيب اليورانيوم، إذ تُصر واشنطن على ضرورة تخلى إيران الكامل عن هذه الأنشطة، بينما تشدد طهران على أن برنامجها النووى سلمى الطابع وأن التخصيب يمثل "حقًا سياديًا لا يمكن التنازل عنه". وكانت الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين البلدين قد اختتمت، الجمعة الماضية، فى العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة وزير الخارجية العمانى بدر البوسعيدي، الذى يقوم بدور الوسيط الرئيسى فى هذا المسار الدبلوماسى المعقد.

الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل
الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل

أخبار اليوم المصرية

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبار اليوم المصرية

الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين ، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لخوض محادثات تجارية حاسمة مع الولايات المتحدة الأمريكية. اقرأ أيضا | مستشار النمسا في «تيرانا» للمشاركة في قمة أوروبية جاء ذلك في منشور على صفحته الشخصية على موقع "إكس"، يوم الأحد، قالت فيه إن التوصل إلى اتفاق جيد مع واشنطن يحتاج إلى مهلة حتى التاسع من شهر يوليو المقبل. وأوضحت فون دير لاين أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعد من أقوى وأوثق العلاقات التجارية في العالم، مضيفة أن الجانبين بحاجة إلى مزيد من الوقت لصياغة اتفاق يخدم مصالح الطرفين. تصريحات رئيسة المفوضية تأتي في وقت يشهد توترا متصاعدا في الملف التجاري بين الطرفين حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف التعامل مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن المحادثات الجارية لا تحقق أي نتائج. كما اقترح ترامب فرض رسوم بنسبة 50 في المئة على واردات التكتل الأوروبي اعتبارا من الأول من يونيو المقبل. ومن جانبه، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التفاوض مع إدارة ترامب بهدف الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الأمريكية التي تشمل ضرائب تصل إلى 25 في المئة على السيارات الأوروبية. يذكر أنه في فبراير الماضي، فرضت الإدارة الأمريكية رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم من أوروبا، بينما توعد الأوروبيون بالرد على تلك الخطوة.

ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة
ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة

وكالة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • وكالة نيوز

ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة

وقال ترامب فجر اليوم الاثنين في حديث للصحفيين 'نريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف القتال' في غزة. وأضاف 'تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف هذا الوضع بأكمله في أقرب وقت ممكن'. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوم الأحد، استشهاد 37 فلسطينيًا منذ فجر اليوم، نتيجة قصف عنيف شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع. وأوضحت الوزارة أن الحصيلة الكاملة منذ 18 مارس الماضي قد تجاوزت 3 آلاف شهيد وآلاف الجرحى، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع غزة. وفي السياق، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرته على نحو 77% من أراضي القطاع، من خلال ما وصفه بـ'التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة'. وأشار المكتب إلى أن ما تشهده غزة 'يُمثل واحدة من أبشع الجرائم الممنهجة في العصر الحديث'، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لاتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store