logo
هل سمعتم بنظرية الحصان الميت؟ لا ليس الأمر كما تظنونه..

هل سمعتم بنظرية الحصان الميت؟ لا ليس الأمر كما تظنونه..

مجلة سيدتي١٧-٠٤-٢٠٢٥

في عالم الأعمال هناك الكثير من المصطلحات المجازية التي تُستخدم لوصف حالة معينة بناءً على عناصر هذه الحالة أو طبيعة تطور العمل فيها، وقد تُستخدم فيها أحياناً كلمات وتعابير غريبة، فمثلاً ما الذي يتبادر إلى ذهنكم عندما تسمعون عبارة "الحصان الميت"؟
نظرية الحصان الميت أو Dead Horse Theory، هي نظرية تشير بشكل مبسط إلى مشروع فاشل، ومع ذلك يُحافَظ عليه قائماً بفضل إدارة جاهلة متعمدة، وتنطلق النظرية من حكمة قديمة تقول: "إذا اكتشفت أنك تركب حصاناً ميتاً؛ فإن أفضل إستراتيجية هي النزول عنه".
منصة هارفرد بيزنس ريفيو التابعة لكلية هارفارد للأعمال أشارت، في مقال مفصل عن هذه النظرية، إلى أن كل مشروع يستنزف موارد الشركة وكل منتج لم يعُد يلبي احتياجات السوق وكل سياسة إدارية قديمة تعوق تطور الشركة وكل نمط عمل تقليدي لا يتوافق مع عصر التحول الرقمي؛ هو بمنزلة الحصان الميت.
لماذا تتمسك الشركة بالمشروع الفاشل؟
بعض الشركات ترفض التخلي عن المشروع الفاشل، وتبدأ بالبحث عن حلول محتملة لمشاكل هذا المشروع؛ فإما تعمل على زيادة الموارد المخصصة له أو زيادة فريق العمل أو استبدال فريق العمل بفريق آخر أو توفير التدريب والتأهيل للموظفين العاملين في هذا المشروع أو الاستعانة بخبراء، وهذه الإستراتيجية الخاطئة لا تؤدي إلا إلى استنزاف الوقت والجهد والمال في مشروع مصيره الفشل بكل تأكيد.
لكن ما الأسباب التي تجعل الشركة تتمسك بهذا المشروع؟
وفق المنصة فإن هناك عدة أسباب خلف هذا الأمر، وهي:
الخوف من التغيير والميل للبقاء في منطقة الراحة.
عدم الرغبة في الاعتراف بالفشل.
الاعتقاد بأن الأمور ستصبح أفضل مع تغيير بعض العناصر.
الاعتياد على معالجة المشاكل بأسلوب بيروقراطي.
هل هناك ما يعيد الحياة للحصان الميت؟
الكاتب والمحلل الألماني – الأسترالي كريس ماير، يقول عبر موقعه The Mind Collection يقول إن بعض الشركات تلجأ إلى ما يشبه شراء سوط أقوى أو تغيير الفرسان أو تعيين خبراء لدراسة حالة الحصان أو تقليل المعايير لتتناسب مع الحصان الميت، لكن الحصان الميت من وجهة نظره يبقى حصاناً ميتاً.
ويعطي ماير أسباباً أخرى أيضاً لهذا التمسك ومنها:
عدم معرفة كيفية النزول عن هذا الحصان (التخلي عن المشروع أو إيقافه).
تهرب المسؤولين من اتخاذ هذا القرار المصيري وعدم الرغبة في تحمل مسؤولية هذا الإعلان الخطير.
وجود مصالح خفية لدى المسؤولين من اعتبار هذا الحصان لا يزال حياً.
الأنا، والخوف من سقوط الصورة المثالية.
هنا قد يهمكم أيضاً أن تقرؤوا: عند فشل مشروعك التجاري.. إليك بعض الخطوات للبدء من جديد
أمثلة شهيرة حول نظرية الحصان الميت
منصة هارفارد بيزنس ريفيو من جهتها أوردت بعض الأمثلة الشهيرة حول نظرية الحصان الميت منها: تمسك شركة كوداك بالكاميرات التقليدية ورفضها مواكبة موجة التكنولوجيا والتحول الرقمي، وهو ما سرع خروجها من السوق. هذا، ويُذكر أن كوداك كانت في السابق اللاعب المهيمن في سوق التصوير الفوتوغرافي بالأفلام، ولكن مع هيمنة التصوير الرقمي، فشلت الشركة في التكيف مع المشهد المتغير. واصلت كوداك ضخ مواردها في قطاع الأفلام، حتى مع اتضاح اتجاه السوق نحو الابتعاد عن الأفلام. وعندما أدركت كوداك هذا التحول وحاولت التكيف، كان الأوان قد فات، وأعلنت الشركة إفلاسها عام 2012.
من الأمثلة الأخرى التي أوردتها المنصة هي شركة نوكيا، شركة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات الفنلندية التي كان منتجها الرئيسي الهواتف النقالة، وقد تجاهلت الشركة آراء العملاء وفشلت في مواكبة تطور الخدمات والتقنيات والتكيف مع نظام الهواتف الذكية والاستخفاف بأهمية أنظمة البرمجيات؛ ما أدى لخسارتها لموقعها القيادي في السوق، وكذلك استحواذ شركة مايكروسوفت الأمريكية للبرمجيات على جميع أعمال شركة نوكيا المتعلقة بالأجهزة والخدمات، بصفقة بلغت قيمتها سبعة مليارات ونصف المليار دولار، وتشمل شركة نوكيا لصناعة الهواتف المحمولة ومجموعة كبيرة من براءات الاختراع المملوكة لها.
من جهته يضرب كريس ماير مثلاً بمشروع مطار برلين براندنبورغ. الذي أخذ ما يقرب من خمسة عشر عاماً من التخطيط وخمس سنوات من البناء، كان من المقرر افتتاحه في أكتوبر 2011. لكن ذلك لم يحدث. على الرغم من اكتماله، استمرت عيوب البناء الخطيرة في تأخير الافتتاح. أُنفقت سنوات عديدة ومليارات اليورو على إصلاح المشكلات والحفاظ على المشروع على قيد الحياة. وفي عام 2018، تم أخذ القرار بإعادة بناء كل شيء بالكامل، ثم تم افتتاحه في 31 من أكتوبر 2020.
ولكن ليس كل حصان ميت يعني إفلاساً كاملاً للشركة؛ فقد يتجسد الأمر في أي وحدة أعمال أو قسم أو خط إنتاج أو استثمار يُنهك أموال وموارد الشركة.
فمثلاً وفق ما نقلته منصة ميديوم عن موقع بيزنس إنسايدر أن وحدة أمازون"الرقمية العالمية"، التي تشمل كل شيء بدءاً من مكبرات الصوت الذكية إيكو وتقنية أليكسا الصوتية وصولاً إلى خدمة بث برايم فيديو، تكبدت خلال الربع الأول من عام 2022، خسارة تشغيلية تجاوزت 3 مليارات دولار؛ إذ إن هدف أمازون من هذه التقنيات كان تحويلها إلى ابتكار جديد في مجال شراء المنتجات الصوتية. فحددت سعر الأجهزة بسعر التكلفة تقريباً، ثم خططت لتحقيق الربح الحقيقي من الأشخاص الذين يستخدمون الأجهزة لإجراء عمليات شراء إضافية على أمازون. وكانت النتيجة عدم وجود عدد كافٍ من الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأجهزة بهذه الطريقة. وفي نوفمبر 2022، سرحت أمازون عدداً كبيراً من الموظفين الذين يعملون على أليكسا وإيكو، في حين لا يزال هناك تمسك بمشروع هذا الجهاز.
تفادي الوقوع في فخ الحصان الميت
بالعودة لتحليل هارفارد بزنس ريفيو فإن على الشركات اتخاذ قرارات صعبة عند وقوفها أمام مشروع مؤكد الفشل من خلال:
إيقاف استنزاف الوقت والجهد والمال وإعادة توجيه الموارد نحو مشاريع أكثر جدوى.
التخلي عن المنهجيات القديمة التي لم تعُد تلائم المرحلة الجديدة، واعتماد منهجيات حديثة في إدارة المشاريع وتصميم الخدمات مع أهمية التركيز على الجودة والقيمة.
التكيف مع المتغيرات والتطورات والسعي لمواكبتها خاصة عندما يكون التشبث بالأوضاع الراهنة يعني عدم التقدم.
في الختام وبناءً على كل ما ذكر، تُعَدُّ نظرية الحصان الميت تذكيراً قوياً بأهمية اتخاذ القرار أو الإجراء الصحيح عندما تدرك أن مشروعك لم يعُد مجدياً، ويمكنك تفادي تحوله إلى حصان ميت من خلال البقاء على اطلاع دائم بتغيرات السوق، ومراقبة مؤشراتك، وتقليص خسائرك عند الضرورة، والانفتاح على تغيير رؤيتك.
وهكذا، يمكن لأصحاب الشركات الصغيرة والمديرين التنفيذيين تجنب الوقوع في الفخ نفسه الذي وقعت فيه العديد من الشركات الأخرى قبلهم.
اقرؤوا أيضاً:

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل سمعتم بنظرية الحصان الميت؟ لا ليس الأمر كما تظنونه..
هل سمعتم بنظرية الحصان الميت؟ لا ليس الأمر كما تظنونه..

مجلة سيدتي

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

هل سمعتم بنظرية الحصان الميت؟ لا ليس الأمر كما تظنونه..

في عالم الأعمال هناك الكثير من المصطلحات المجازية التي تُستخدم لوصف حالة معينة بناءً على عناصر هذه الحالة أو طبيعة تطور العمل فيها، وقد تُستخدم فيها أحياناً كلمات وتعابير غريبة، فمثلاً ما الذي يتبادر إلى ذهنكم عندما تسمعون عبارة "الحصان الميت"؟ نظرية الحصان الميت أو Dead Horse Theory، هي نظرية تشير بشكل مبسط إلى مشروع فاشل، ومع ذلك يُحافَظ عليه قائماً بفضل إدارة جاهلة متعمدة، وتنطلق النظرية من حكمة قديمة تقول: "إذا اكتشفت أنك تركب حصاناً ميتاً؛ فإن أفضل إستراتيجية هي النزول عنه". منصة هارفرد بيزنس ريفيو التابعة لكلية هارفارد للأعمال أشارت، في مقال مفصل عن هذه النظرية، إلى أن كل مشروع يستنزف موارد الشركة وكل منتج لم يعُد يلبي احتياجات السوق وكل سياسة إدارية قديمة تعوق تطور الشركة وكل نمط عمل تقليدي لا يتوافق مع عصر التحول الرقمي؛ هو بمنزلة الحصان الميت. لماذا تتمسك الشركة بالمشروع الفاشل؟ بعض الشركات ترفض التخلي عن المشروع الفاشل، وتبدأ بالبحث عن حلول محتملة لمشاكل هذا المشروع؛ فإما تعمل على زيادة الموارد المخصصة له أو زيادة فريق العمل أو استبدال فريق العمل بفريق آخر أو توفير التدريب والتأهيل للموظفين العاملين في هذا المشروع أو الاستعانة بخبراء، وهذه الإستراتيجية الخاطئة لا تؤدي إلا إلى استنزاف الوقت والجهد والمال في مشروع مصيره الفشل بكل تأكيد. لكن ما الأسباب التي تجعل الشركة تتمسك بهذا المشروع؟ وفق المنصة فإن هناك عدة أسباب خلف هذا الأمر، وهي: الخوف من التغيير والميل للبقاء في منطقة الراحة. عدم الرغبة في الاعتراف بالفشل. الاعتقاد بأن الأمور ستصبح أفضل مع تغيير بعض العناصر. الاعتياد على معالجة المشاكل بأسلوب بيروقراطي. هل هناك ما يعيد الحياة للحصان الميت؟ الكاتب والمحلل الألماني – الأسترالي كريس ماير، يقول عبر موقعه The Mind Collection يقول إن بعض الشركات تلجأ إلى ما يشبه شراء سوط أقوى أو تغيير الفرسان أو تعيين خبراء لدراسة حالة الحصان أو تقليل المعايير لتتناسب مع الحصان الميت، لكن الحصان الميت من وجهة نظره يبقى حصاناً ميتاً. ويعطي ماير أسباباً أخرى أيضاً لهذا التمسك ومنها: عدم معرفة كيفية النزول عن هذا الحصان (التخلي عن المشروع أو إيقافه). تهرب المسؤولين من اتخاذ هذا القرار المصيري وعدم الرغبة في تحمل مسؤولية هذا الإعلان الخطير. وجود مصالح خفية لدى المسؤولين من اعتبار هذا الحصان لا يزال حياً. الأنا، والخوف من سقوط الصورة المثالية. هنا قد يهمكم أيضاً أن تقرؤوا: عند فشل مشروعك التجاري.. إليك بعض الخطوات للبدء من جديد أمثلة شهيرة حول نظرية الحصان الميت منصة هارفارد بيزنس ريفيو من جهتها أوردت بعض الأمثلة الشهيرة حول نظرية الحصان الميت منها: تمسك شركة كوداك بالكاميرات التقليدية ورفضها مواكبة موجة التكنولوجيا والتحول الرقمي، وهو ما سرع خروجها من السوق. هذا، ويُذكر أن كوداك كانت في السابق اللاعب المهيمن في سوق التصوير الفوتوغرافي بالأفلام، ولكن مع هيمنة التصوير الرقمي، فشلت الشركة في التكيف مع المشهد المتغير. واصلت كوداك ضخ مواردها في قطاع الأفلام، حتى مع اتضاح اتجاه السوق نحو الابتعاد عن الأفلام. وعندما أدركت كوداك هذا التحول وحاولت التكيف، كان الأوان قد فات، وأعلنت الشركة إفلاسها عام 2012. من الأمثلة الأخرى التي أوردتها المنصة هي شركة نوكيا، شركة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات الفنلندية التي كان منتجها الرئيسي الهواتف النقالة، وقد تجاهلت الشركة آراء العملاء وفشلت في مواكبة تطور الخدمات والتقنيات والتكيف مع نظام الهواتف الذكية والاستخفاف بأهمية أنظمة البرمجيات؛ ما أدى لخسارتها لموقعها القيادي في السوق، وكذلك استحواذ شركة مايكروسوفت الأمريكية للبرمجيات على جميع أعمال شركة نوكيا المتعلقة بالأجهزة والخدمات، بصفقة بلغت قيمتها سبعة مليارات ونصف المليار دولار، وتشمل شركة نوكيا لصناعة الهواتف المحمولة ومجموعة كبيرة من براءات الاختراع المملوكة لها. من جهته يضرب كريس ماير مثلاً بمشروع مطار برلين براندنبورغ. الذي أخذ ما يقرب من خمسة عشر عاماً من التخطيط وخمس سنوات من البناء، كان من المقرر افتتاحه في أكتوبر 2011. لكن ذلك لم يحدث. على الرغم من اكتماله، استمرت عيوب البناء الخطيرة في تأخير الافتتاح. أُنفقت سنوات عديدة ومليارات اليورو على إصلاح المشكلات والحفاظ على المشروع على قيد الحياة. وفي عام 2018، تم أخذ القرار بإعادة بناء كل شيء بالكامل، ثم تم افتتاحه في 31 من أكتوبر 2020. ولكن ليس كل حصان ميت يعني إفلاساً كاملاً للشركة؛ فقد يتجسد الأمر في أي وحدة أعمال أو قسم أو خط إنتاج أو استثمار يُنهك أموال وموارد الشركة. فمثلاً وفق ما نقلته منصة ميديوم عن موقع بيزنس إنسايدر أن وحدة أمازون"الرقمية العالمية"، التي تشمل كل شيء بدءاً من مكبرات الصوت الذكية إيكو وتقنية أليكسا الصوتية وصولاً إلى خدمة بث برايم فيديو، تكبدت خلال الربع الأول من عام 2022، خسارة تشغيلية تجاوزت 3 مليارات دولار؛ إذ إن هدف أمازون من هذه التقنيات كان تحويلها إلى ابتكار جديد في مجال شراء المنتجات الصوتية. فحددت سعر الأجهزة بسعر التكلفة تقريباً، ثم خططت لتحقيق الربح الحقيقي من الأشخاص الذين يستخدمون الأجهزة لإجراء عمليات شراء إضافية على أمازون. وكانت النتيجة عدم وجود عدد كافٍ من الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأجهزة بهذه الطريقة. وفي نوفمبر 2022، سرحت أمازون عدداً كبيراً من الموظفين الذين يعملون على أليكسا وإيكو، في حين لا يزال هناك تمسك بمشروع هذا الجهاز. تفادي الوقوع في فخ الحصان الميت بالعودة لتحليل هارفارد بزنس ريفيو فإن على الشركات اتخاذ قرارات صعبة عند وقوفها أمام مشروع مؤكد الفشل من خلال: إيقاف استنزاف الوقت والجهد والمال وإعادة توجيه الموارد نحو مشاريع أكثر جدوى. التخلي عن المنهجيات القديمة التي لم تعُد تلائم المرحلة الجديدة، واعتماد منهجيات حديثة في إدارة المشاريع وتصميم الخدمات مع أهمية التركيز على الجودة والقيمة. التكيف مع المتغيرات والتطورات والسعي لمواكبتها خاصة عندما يكون التشبث بالأوضاع الراهنة يعني عدم التقدم. في الختام وبناءً على كل ما ذكر، تُعَدُّ نظرية الحصان الميت تذكيراً قوياً بأهمية اتخاذ القرار أو الإجراء الصحيح عندما تدرك أن مشروعك لم يعُد مجدياً، ويمكنك تفادي تحوله إلى حصان ميت من خلال البقاء على اطلاع دائم بتغيرات السوق، ومراقبة مؤشراتك، وتقليص خسائرك عند الضرورة، والانفتاح على تغيير رؤيتك. وهكذا، يمكن لأصحاب الشركات الصغيرة والمديرين التنفيذيين تجنب الوقوع في الفخ نفسه الذي وقعت فيه العديد من الشركات الأخرى قبلهم. اقرؤوا أيضاً:

حرب التكنولوجيا الباردة .. هل تنافس أوروبا عمالقة الولايات المتحدة؟
حرب التكنولوجيا الباردة .. هل تنافس أوروبا عمالقة الولايات المتحدة؟

الاقتصادية

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • الاقتصادية

حرب التكنولوجيا الباردة .. هل تنافس أوروبا عمالقة الولايات المتحدة؟

بينما كانت الحكومات والشركات الأوروبية تعتمد بشكل شبه كامل على برامج مايكروسوفت وخدمات أمازون السحابية، تغيرت الأوضاع في ضوء النزاعات التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة، حسب "بارونز". يسعى دونالد ترمب لإعلان حرب تجارية حول فرض الضرائب على عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، ما أثار قلق الجانب الأوروبي من استخدام البنية التحتية الرقمية كسلاح. وقد طالب ترمب الإدارات الحكومية بالدفاع عن الشركات الأمريكية ضد ما أطلق عليه "الابتزاز الخارجي". يأتي هذا في إطار السعي الأوروبي لتحقيق استقلالية رقمية. يشير تقرير إلى أن الولايات المتحدة تسهم بنسبة 71% من الإنفاق العالمي على البحث والتطوير في مجال "البرمجيات وتكنولوجيا الإنترنت"، و70% من "نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية". وتأتي الصين في المركز الثاني في كلتا الفئتين. بينما تسعى أوروبا لجمع 300 مليار يورو لتحقيق استقلاليتها. ولا تُضاهي الأسواق المالية الأوروبية المُقسّمة بورصة ناسداك ورأس المال الاستثماري الأمريكي في رعاية المواهب الناشئة القادمة. تعتقد مديرة الأبحاث في مركز دراسات السياسات الأوروبية، أندريا ريندا، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مبادرة كبيرة لتعميق الأسواق المالية لدعم الشركات الناشئة. رغم التحديات، لا تزال أوروبا تمتلك نجومها في مجال التكنولوجيا. حققت شركة إس أيه بي الألمانية قفزة في إيرادات السحابة بنسبة ثلث العام الماضي، متجاوزةً بذلك شركة نوفو نورديسك الدنماركية كأكثر الشركات قيمة في أوروبا. يشير التقرير إلى وجود مجموعة واسعة مما يُمكن تسميته بأسماء تكنولوجية من الدرجة الثانية، تُشكّل حلقة الوصل بين الابتكارات المتطورة والاستخدام العملي في التصنيع وتوفير الطاقة. عادت أسهم شركتي الاتصالات العملاقتين، "نوكيا" و"إريكسون"، إلى قائمة الأسهم الرائجة، حيث ارتفعت أسهم كل منهما بنحو 40% خلال الشهور الـ12 الماضية. علاوة على ذلك، فإن شركاء تقنيين آخرين يشيرون إلى قوة الابتكار الأوروبي. تضم القائمة شركاء بارزين مثل شركة شنايدر إلكتريك الفرنسية، التي تتوقع زيادة في الطلب على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. ويشير خبراء مثل رولاند كالوين ومايكل فيلد إلى وجود شركات ناشئة تنتظر فرصة التحليق، مثل إنفينيون تكنولوجي ومزود الدفع الإلكتروني الأوروبي أدين. رغم التوترات مع الولايات المتحدة، يسعى الاتحاد الأوروبي للرد السريع والمنسق كما فعل في أزمات سابقة مثل جائحة كوفيد وقطع الغاز الروسي. قد يتأخر تحقيق السيادة الرقمية الأوروبية، لكن الشركات الأوروبية تظل تستحق المشاهدة نظراً لما لديها من إمكانات واعدة.

"بلو أوشن جلوبال" تضاعف أعمالها في السعودية بعد الاستحواذ على علامات تجارية عالمية
"بلو أوشن جلوبال" تضاعف أعمالها في السعودية بعد الاستحواذ على علامات تجارية عالمية

الاقتصادية

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • الاقتصادية

"بلو أوشن جلوبال" تضاعف أعمالها في السعودية بعد الاستحواذ على علامات تجارية عالمية

ضاعفت بلو أوشن جلوبال العاملة في مجال توزيع التجارة الإلكترونية حجم أعمالها في 2024، حيث شهدت المجموعة التي دخلت السوق السعودية منذ بضع سنوات قفزة بنسبة 100% في حجم الأعمال على أساس سنوي في البلاد، في ظل ازدهار سوق التجارة الإلكترونية في السعودية. تُعد السعودية أكبر اقتصاد عربي بناتج محلي إجمالي يقدر بأكثر من تريليون دولار أمريكي "الهيئة العامة للإحصاء السعودية". وتمتاز السعودية بانتشار الإنترنت بنسبة 99% بين سكانها البالغ عددهم 33.26 مليون نسمة، ما يعزز الطلب على خدمات التوصيل إلى المنازل ويسهم في نمو توزيع المنتجات الاستهلاكية إلكترونياً. وأصبحت بلو أوشن جلوبال الخيار المفضل للتوزيع من قبل مالكي العلامات التجارية العالمية الذين يرون قيمة أكبر في أعمال التوزيع الفعالة، مع مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية التي تشمل علامات تجارية عالمية مثل بلاك آند ديكر، ورصاصي، وكوداك جيجاسيت، وجودريج، إضافة إلى حلولها المبتكرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتجعل المحفظة المتنامية من بلو أوشن جلوبال مؤديا رئيسيا في سوق توزيع التجارة الإلكترونية في السعودية التي تبلغ 60 مليار دولار أمريكي. وقال رئيس مجلس إدارة شركة بلو أوشن جلوبال شهزاد أحمد: "لسنا مجرد موزعين - بل نحن مهندسو مستقبل أعمال توزيع التجارة الإلكترونية. فشراكتنا مع العلامات التجارية العالمية الأكثر شهرة هي شهادة على التزامنا بإعادة تعريف التجارة بين الشركات في السعودية. وأصبح نمونا بنسبة 100% هو نتيجة مباشرة لسعينا الدؤوب للتميز في توزيع التجارة الإلكترونية، والتخزين الذكي، والتوزيع عبر الإنترنت. ونحن فخورون بأن نكون الشريك المفضل للعلامات التجارية الرائدة التي تتطلع إلى التوسع والازدهار في سوق السعودية". تُسهم حلول بلو أوشن الذكية في تحسين سرعة الاستجابة للخدمات اللوجستية للميل الأخير، ما يربط مباشرة بين الشركات المصنعة وتجار التجزئة ويقلل من عيوب النماذج التجارية التقليدية. وبتوظيف التكنولوجيا، تتيح الشركة شراكات مثمرة للجانبين؛ حيث تستفيد العلامات التجارية من كفاءة الدخول إلى السوق، بينما يتمتع التجار المحليون بأسعار تنافسية وسرعة تنفيذ الطلبات. تشهد السعودية تحولًا سريعًا نحو التجارة الإلكترونية، حيث من المتوقع أن تسهم معاملات التجارة الإلكترونية بين الشركات بأكثر من 50 مليار دولار أمريكي في الاقتصاد الوطني بحلول 2030. ويتوافق توسع شركة بلو أوشن جلوبال تمامًا مع هذا النمو، حيث تضع نفسها كمُمكّن التجارة الرقمية المفضل للعلامات التجارية العالمية. يذكر أن بلو أوشن جلوبال تأسست في 2013 ويقع مقرها الرئيسي في دبي، الإمارات، ولها مكتب في العاصمة السعودية الرياض. وهي واحدة من أكبر موزعي التجارة الإلكترونية في المنطقة للأجهزة المنزلية الصغيرة، والعلامات التجارية لأسلوب الحياة، والعطور، والسلع الاستهلاكية سريعة الحركة (FMCG)، والاتصالات. تمتلك بلو أوشن جلوبال حقوق مبيعات وتوزيع علامات تجارية عالمية شهيرة مثل إن إي سي و ميتيل و جيجاسيت و بلاك + ديكر و دبل إيه و كوداك و توشيبا و جودريج و رصاصي و فيليبس وغيرها الكثير. وتعمل في مجال التجارة الإلكترونية والتوزيع بين الشركات. وتخدم أكثر من 40 دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية وأستراليا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store