
مساحة السكن هل تصنع الفارق؟
ولأن القرار المتعلق بالإنجاب لا ينفصل عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه الأسرة، فمن الضروري أن نُولي اهتماماً جاداً بالعوامل التي تؤثر، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في هذا القرار، وعلى رأسها السكن، ليس من حيث التوافر فقط، بل من حيث المساحة والجودة والخصوصية.
في كثير من الحالات، لا يعارض الأفراد مبدأ التوسع الأسري، لكن طبيعة السكن المتاح قد تفرض عليهم واقعاً مختلفاً، فالمساحات الضيقة، والاكتظاظ داخل المساكن، وقلة الخصوصية، كلها عوامل تضع قيوداً غير مرئية على قرار الإنجاب، وتدفع الأزواج إلى التريث، أو حتى الاكتفاء بعدد محدود من الأبناء، على الرغم من رغبتهم في عائلة أكبر.
من هذا المنطلق، تُعدّ السياسات الإسكانية عنصراً مؤثراً ومكملاً للجهود الوطنية في تعزيز النمو الأسري. وهنا يبرز الدور الفاعل لوزارة الأسرة، بالتنسيق مع الجهات المعنية بالإسكان وتوزيع الأراضي، في صياغة برامج سكنية مرنة تراعي التغيرات الأسرية، وتُقدّم حلولاً طويلة الأمد تمكّن الشباب من تأسيس أسر مستقرة، في مساكن تتناسب مع تطلعاتهم واحتياجاتهم المستقبلية.
إن الاستثمار في السكن المناسب ليس رفاهية، بل ضرورة وطنية. فعندما نتيح للأسر بيئة مكانية مريحة وآمنة، فإننا نمنحها الثقة بالتوسع، ونعزز استقرارها الداخلي، ونُوجّه رسالة مجتمعية واضحة مفادها أن الدولة تقف إلى جانب الأسرة في كل مراحلها.
إن مستقبل المجتمع يبدأ من داخل البيت. وكل خطوة باتجاه تحسين ظروف السكن، هي خطوة عملية نحو دعم معدلات الإنجاب، وبناء مجتمع إماراتي قوي ومتماسك ومتوازن.
*عضو المجلس الوطني الاتحادي
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 4 ساعات
- الإمارات اليوم
«أم درويش» تحتاج إلى أدوية بـ 34.5 ألف درهم
تعاني (أم درويش - باكستانية - 64 عاماً) مرض «الحزام الناري» منذ ثلاثة أشهر تقريباً. وتطور مرضها في الفترة الأخيرة، بعدما فقدت الأدوية، التي كانت تتناولها، قدرتها على تخفيف ما يُسببه لها من ألم. وتحتاج المريضة حالياً إلى أدوية من نوع آخر للسيطرة على وضعها الصحي، تبلغ كلفتها لمدة عام 34 ألفاً و538 درهماً، لكن أسرتها لا تستطيع تدبير هذا المبلغ، بسبب أوضاع معيلها المالية السيئة. وناشد ابن المريضة أصحاب القلوب الرحيمة مساعدته على سداد كلفة علاجها من المرض، وإنقاذها من الألم. وأكد تقرير صادر عن مستشفى مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أن «المريضة دخلت إلى قسم الطوارئ نتيجة إصابتها بحكة شديدة في الجسم، رافقها شعور بألم شديد، وخضعت للفحوص والتحاليل الطبية، وتبين أنها مصابة بمرض الحزام الناري». وأضاف التقرير أن «المريضة تحتاج إلى أدوية من نوع خاص بشكل عاجل»، لافتاً إلى أن «مرضها يتطور ومضاعفاته تزداد». ويروي ابن المريضة لـ«الإمارات اليوم»، قصة معاناة والدته مع المرض قائلاً إن أعراض مرض الحزام الناري تزايدت لديها قبل ثلاثة أشهر، حيث شعرت بحكة وألم شديدين في الجسم، ما استدعى التوجه بها إلى قسم الطوارئ في مستشفى مدينة الشيخ شخبوط الطبية، وبعد إجراء الفحوص والتحاليل لها، قال الطبيب إنها مصابة بمرض جلدي يسمى «الحزام الناري»، يصيب كبار السن عادة، إضافة إلى نقص في الفيتامينات. وأضاف أن «حالتها الصحية تحسنت قليلاً، وخفّت عنها الحكة، بعد تناول الأدوية، لكن بعد أسبوعين عادت لها الأعراض بشراسة أكبر». وأكمل ابن المريضة أن «الطبيب عاينها وقرر إدخالها إلى قسم الطوارئ في مستشفى مدينة الشيخ شخبوط الطبية، وطلب منا إجراء تحاليل وفحوص معينة، أظهرت نتيجتها أن مرض (الحزام الناري) آخذ في التطور». وتابع أن «الطبيب أكد ضرورة البدء، بأسرع وقت ممكن، في تناول أدوية أكثر فاعلية من الدواء السابق، للسيطرة على المرض». وأكمل: «والدتي تحتاج إلى الأدوية لعلاج المرض الذي تعانيه، لكن وضعنا المالي لا يسمح لنا بتدبير كلفة علاجها، كوني المعيل الوحيد لأبي وأمي وأسرتي المكوّنة من ثمانية أفراد، وأعمل في إحدى الشركات الخاصة براتب 8000 درهم، أسدد منه 2500 درهم شهرياً لإيجار المسكن». وتابع الابن أن المرض ينهش جسد والدته، والحزن يخيم على أفراد الأسرة، حيث يقف الجميع عاجزين عن سداد كلفة أدويتها، ولا يعرفون ما العمل في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، بينما يتدهور وضعها الصحي، وحالتها النفسية صعبة جداً، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته في تدبير تكاليف علاجها، وإنقاذها من المرض. الحزام الناري الحزام الناري قد يظهر في أي منطقة بالجسم، إلا أنه في معظم الحالات يظهر على شكل نطاق أو حزام من الطفح الجلدي يلتف حول أحد جانبي الخصر، والمسبب الرئيس له هو الفيروس ذاته الذي يسبب الإصابة بجدري الماء أو «الحماق». وبعد الإصابة بالجدري والشفاء منه في الصغر، يبقى الفيروس غير نشط في النسيج العصبي قرب الحبل الشوكي والدماغ. وبعد سنوات قد ينشط فجأة ليصيب الشخص بالحزام الناري. ومع أنه ليس مميتاً، فإنه مؤلم جداً.


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
«السلامة الغذائية» تعتزم إنتاج 3 آلاف ملكة نحل خلال الخريف
أكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية عزمها إنتاج 3 آلاف ملكة نحل إماراتية من الجيل العاشر خلال موسم الخريف القادم في الفترة ما بين أكتوبر ونوفمبر ليصل إجمالي عدد الملكات التي تم إنتاجهن منذ بداية العام الجاري إلى نحو 5300 ملكة، وأوضحت الهيئة أنها أنتجت في موسم الربيع ما يقارب 2300 ملكة نحل، ويأتي ذلك في إطار جهود هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية المستمرة في تطوير سلالة النحل الإماراتية لضمان استدامة تربية النحل في الدولة وتقليل الاعتماد على استيراد خلايا النحل من الخارج، ما سيسهم في دعم الأمن الغذائي بطريقة مستدامة. وفي إطار جهودها المستمرة لتعزيز الوعي بقيمة العسل الإماراتي ومكانته الفريدة، أعدَّت الهيئة فيديو توعوياً يستعرض تنوع العسل المنتج في مختلف بيئات الدولة، حيث تختلف النكهات باختلاف التضاريس من جبال العين وصحراء أبوظبي إلى شواطئ القرم، وتشمل أبرز الأنواع: عسل السمر، عسل السدر، عسل الغاف، عسل القرم، وعسل الزهور البرية. كما يسلط الفيديو الضوء على دور النحالين وملكات النحل في إنتاج هذا الرحيق الثمين، ويبرز جهود الهيئة في تطوير سلالة النحل الإماراتية، وأهمية العسل كمصدر طبيعي غني بمضادات الأكسدة وذي فوائد صحية متعددة. ويحمل الفيديو رسالة توعوية مفادها أن حماية النحل تمثل سلوكاً حضارياً يضمن استدامة التنوع البيولوجي والأمن الغذائي في الدولة. وأصدرت الهيئة دليلاً علمياً متكاملاً بعنوان «النحل وتربية نحل العسل في دولة الإمارات»، وهو أول إصدار علمي من نوعه محلياً، يسلط الضوء على التنوع الحيوي لأنواع النحل، وأساليب الإدارة المستدامة للخلايا، والتحديات البيئية التي تواجه قطاع تربية النحل في الدولة. وقد أُرفق الإصدار بكتيّب توعوي مخصص للأطفال لتعريفهم بأهمية النحل وطرق إنتاج العسل بأسلوب مبسّط وتعليمي.


البيان
منذ 8 ساعات
- البيان
فيروس إداري بلا لقاح.. البيروقراطية تدمّر الرعاية الصحية
في زمنٍ تُنقذ فيه الأرواح بقرارات دقيقة وسريعة، ما زال هناك فيروس إداري خفي يفتك من الداخل، لا بالجسد... بل بالأداء. إنه فيروس البيروقراطية، لا يُرى تحت المجهر، ولا يظهر في التحاليل، لكنه ينهش قلب المؤسسات الصحية بهدوء وثبات. والأخطر أنه ما زال منتشراً داخل بعض المستشفيات... في بلد قطعت فيه الحكومة أشواطاً غير مسبوقة في اجتثاث البيروقراطية من الجذور. حين تسبق الحكومة القطاع... شيء ما خطأ. دولة الإمارات، بقيادة حكومتها الرشيدة، قدّمت نموذجاً عالمياً في القضاء على التعقيد الإداري. منصة واحدة لكل الخدمات. توقيع رقمي معتمد. لا حاجة لورق، لا انتظار، لا موافقات متسلسلة. دبي اليوم تُدار بلغة السرعة، بالكفاءة، بالرقمنة، بفرق تعرف أن القرار البطيء هو قرار مرفوض. فكيف نقبل أن تتشبث بعض المؤسسات الصحية بأساليب متكلّسة، تقاوم التفويض، وتُعطّل الابتكار بحجج «الإجراءات»؟ مستشفى يتأخر فيه القرار... هو مستشفى يعاني. حين يُصاب مستشفى بفيروس البيروقراطية، يتحوّل من مؤسسة علاج إلى مؤسسة انتظار. ملف بسيط يحتاج 5 تواقيع. جهاز عاجل لا يُشترى إلا بعد 3 اجتماعات. قرار تطوير يُجمد بانتظار الموافقة من «المجموعة». والمريض في كل ذلك... ينتظر. الضرر لا يُقاس بالوقت فقط... بل بالثقة. الفريق الطبي يفقد حماسه حين يرى الإدارة تتردّد. الموظفون يشعرون بالعجز حين تعوقهم اللوائح بدل أن تمكّنهم. والمريض، وهو الأهم، يشعر أن الرعاية متأخرة، وأن النظام يعامله كرقم، لا كإنسان. الحكومة فتحت الباب... فهل نتقدم؟ حين تُقدّم الإمارات حلولاً حكومية رقمية في دقائق، لا يمكن لمؤسسة صحية أن تطلب من المريض «ختماً» أو انتظار لجنة! حين تُعلن دبي أنها ستكون المدينة الأذكى والأسرع عالمياً، لا يجوز أن يُدار مستشفى فيها وكأنه جهاز حكومي في التسعينات. البيروقراطية في المستشفى ليست ضعفاً إدارياً... بل خطراً صحياً. والمطلوب ليس إلغاء الإجراءات، بل تبسيطها، وتسريعها، وتحويلها إلى قرارات مسؤولة تُتخذ في وقتها. القيادة الذكية لا تنتظر... بل تُفوّض. والنظام الذكي لا يعطّل... بل يُسرّع.