
ودّعي التجاعيد مع أقوى علاجات الليزر لتحفيز الكولاجين
ما هو الكولاجين ولماذا نفقده مع الوقت؟
الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في الجسم، إذ يشكّل البنية الأساسية للجلد، العظام والمفاصل. ومع التقدّم بالعمر، يبدأ إنتاجه بالانخفاض تدريجياً بدءاً من منتصف العشرينات، وتتسارع وتيرة التراجع بعد سن الثلاثين. إضافة إلى ذلك، تلعب العوامل البيئية مثل التعرّض للشمس، التدخين، والإجهاد النفسي دوراً كبيراً في تقليل نسبته داخل البشرة. هذه العملية الطبيعية تؤدي إلى فقدان البشرة لمرونتها وظهور التجاعيد المبكرة. وهنا يأتي دور الليزر كوسيلة مبتكرة لإعادة تحفيز هذه العملية الحيوية بطريقة آمنة وفعالة.
الليزر كوسيلة مبتكرة لإعادة تحفيز الكولاجين
أبرز أنواع الليزر لشد البشرة وتحفيز الكولاجين
ليزر الفراكشنال (Fractional CO2)
يُعتبر من أقوى التقنيات وأكثرها شيوعاً. يعتمد على تقسيم شعاع الليزر إلى آلاف النقاط الدقيقة التي تخترق الجلد بشكل مجزّأ، ما يسمح بتحفيز الكولاجين مع تقليل فترة النقاهة. يستخدم لعلاج التجاعيد العميقة، الندبات، والبقع الداكنة. ورغم فعاليته العالية، يحتاج عادةً إلى عدة جلسات مع التزام بالعناية بعد العلاج لتفادي أي تهيّج.
ليزر الفراكشنال يساعد في علاج التجاعيد العميقة، الندبات، والبقع الداكنة
ليزر الإربيوم (Erbium Laser)
يشتهر بكونه ألطف من الفراكشنال، إذ يركّز على الطبقات السطحية للبشرة، ما يجعله خياراً مناسباً للبشرة الحساسة أو للنساء اللواتي لا يملكون وقتاً كافياً لفترات التعافي الطويلة. يساعد على شد البشرة بلطف وتحسين ملمسها، ويُستخدم بكثرة لعلاج الخطوط الرفيعة حول العينين والفم.
الليزر غير الاستئصالي (Non-ablative Laser)
يعمل على تسخين الطبقات العميقة من الجلد دون إزالة الطبقة السطحية، ما يحفّز الكولاجين تدريجياً ويُحسّن مرونة البشرة مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية. رغم أن نتائجه قد تكون أبطأ من الأنواع الأخرى، إلا أنه يُفضَّل للنساء اللواتي يردن علاجاً آمناً وبدون توقف طويل عن حياتهن اليومية.
ليزرNd:YAG
يستخدم هذا النوع بطول موجي يسمح له بالوصول إلى أعماق أكبر من الجلد، ما يجعله فعّالاً في شد البشرة وعلاج الترهلات المبكرة. كما يُعد خياراً جيداً للنساء ذوي البشرة الداكنة، حيث يقل خطر التصبغات الناتجة عنه مقارنةً بأنواع أخرى.
الفوائد التجميلية لعلاجات الليزر
شد فوري وتدريجي للبشرة
من أبرز ما يميز علاجات الليزر أنها تمنح مفعولاً مزدوجاً، إذ يلاحظ المريض تحسناً فورياً في شد البشرة بعد الجلسة، وذلك بفضل الانكماش الحراري للألياف الكولاجينية الموجودة. ومع مرور الأسابيع، تبدأ عملية تكوين كولاجين جديد في العمق، ما يمنح نتيجة أكثر ثباتاً وطبيعية على المدى الطويل. هذه الخاصية تجعل الليزر خياراً مثالياً لمن يبحثون عن حلول سريعة لمناسبة معينة، إلى جانب نتائج مستدامة تحافظ على شباب البشرة لأشهر أو حتى سنوات.
من أبرز ما يميز علاجات الليزر أنها تمنح مفعولاً مزدوجاً
تحسين ملمس البشرة ونعومتها
البشرة التي تخضع لعلاجات الليزر تكتسب ملمساً أكثر نعومة وتجانساً، وذلك من خلال تقليل المسام الواسعة وإصلاح التلف الناتج عن أشعة الشمس أو العوامل البيئية. كما تعمل الحرارة الدقيقة للليزر على إعادة تنظيم ألياف الجلد، ما يتركه بمظهر أكثر صفاءً ومرونة. هذه النتيجة تجعل البشرة أكثر تقبلاً لمستحضرات العناية اليومية والماكياج، حيث تبدو أكثر إشراقاً وامتصاصاً للمنتجات الفعالة.
مكافحة التصبغات وتوحيد لون البشرة
تعتبر مشكلة التصبغات من أبرز الهواجس الجمالية لدى النساء، سواء كانت بقعاً داكنة ناتجة عن التعرّض للشمس، أو كلفاً بعد الحمل، أو آثار حب الشباب. بعض تقنيات الليزر تستهدف بدقة هذه البقع عبر تفتيت الصبغة الزائدة في الجلد، ما يساهم في تفتيحها تدريجياً وتوحيد لون الوجه. وميزة هذه العلاجات أنها تعالج المشكلة من العمق، فتمنح البشرة مظهراً صحياً ومتجانساً بعيداً عن الطبقات الكثيفة من المكياج.
تقنيات الليزر تستهدف بدقة هذه البقع عبر تفتيت الصبغة الزائدة في الجلد، ما يساهم في تفتيحها تدريجياً
إطلالة طبيعية ومتوازنة
على عكس بعض الإجراءات التجميلية الأخرى التي قد تغيّر ملامح الوجه بشكل مبالغ فيه، يتميز الليزر بكونه يعزز الجمال الطبيعي دون المساس بتفاصيل الوجه الأساسية. فالتحسن يحدث تدريجياً، ما يسمح للآخرين بملاحظة إشراقة جديدة وملامح أكثر شباباً من دون معرفة السبب المباشر. هذه النتيجة الطبيعية تعطي المرأة ثقة أكبر بنفسها، بعيداً عن الخوف من المظهر المصطنع.
تحفيز الدورة الدموية وتجديد الخلايا
إضافة إلى شد البشرة، تسهم جلسات الليزر في تعزيز الدورة الدموية الدقيقة في الجلد، ما يمد الخلايا بالمغذيات والأكسجين بشكل أفضل. هذا التحفيز يساعد على تجديد الخلايا التالفة واستبدالها بأخرى صحية أكثر إشراقاً، وهو ما ينعكس مباشرة على مظهر الوجه وحيويته.
تقليل الندبات وآثار حب الشباب
من المزايا الإضافية لعلاجات الليزر أنها تعمل على تحسين مظهر الندبات القديمة، سواء كانت ناتجة عن حب الشباب أو جروح سابقة. بفضل آلية التحفيز الكولاجيني، تبدأ هذه الندبات بالتقلص والاندماج مع النسيج المحيط بها، ما يمنح سطح البشرة مظهراً أكثر نعومة وتجانساً.
من المزايا الإضافية لعلاجات الليزر أنها تعمل على تحسين مظهر الندبات القديمة
نتائج طويلة الأمد مع العناية المستمرة
علاجات الليزر لا تمنح حلاً مؤقتاً فقط، بل تضع البشرة على مسار تجديد طبيعي ومستمر. فمع الالتزام بالعناية المنزلية مثل الترطيب واستخدام واقي الشمس، يمكن للنتائج أن تدوم طويلاً، مما يجعل هذه التقنية استثماراً حقيقياً في صحة وجمال البشرة.
ما يجب معرفته قبل جلسة الليزر
من المهم أن تخضع البشرة لتقييم شامل من قبل طبيب مختص لتحديد النوع الأنسب. فاختيار التقنية يعتمد على العمر، نوع البشرة، درجة الترهل، والتاريخ الطبي. كما يجب الالتزام بتحضير البشرة قبل الجلسة عبر تجنّب التعرض للشمس واستخدام واقٍ شمسي. وبعد الجلسة، يُوصى بالترطيب المكثف، تجنّب الحرارة المباشرة، والابتعاد عن مستحضرات التجميل القاسية لبضعة أيام.
عدد الجلسات والنتائج المتوقعة
يختلف عدد الجلسات بحسب نوع الليزر وحالة البشرة، لكنه يتراوح عادةً بين 3 و6 جلسات، تفصل بينها أسابيع محددة. النتائج لا تظهر فوراً بل تتطور تدريجياً، حيث يبدأ الكولاجين الجديد بالظهور بعد 6 إلى 12 أسبوعاً، ليمنح البشرة مظهراً مشدوداً وطبيعياً يستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات مع العناية المناسبة.
لمن يُناسب علاج الليزر؟
النساء اللواتي يرغبن في شد البشرة من دون جراحة.
من تعاني من الخطوط الدقيقة والتجاعيد السطحية.
النساء اللواتي بدأن بملاحظة ترهّل خفيف إلى متوسط في الوجه أو الرقبة.
من تسعى لحلول فعالة ضد التصبغات والبقع الجلدية.
بدائل تعزز نتائج الليزر
لتحقيق أفضل النتائج، يمكنك دمج جلسات الليزر مع علاجات أخرى مثل:
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
7 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية القلب
قد تتفاعل بعض الأطعمة مع أدوية القلب، مما قد يؤثر سلباً على فعاليتها وسلامتها، ووفقاً لموقع «فيري ويل هيلث» الطبي، هناك 7 أطعمة يُنصح بتجنُّبها. يُعد الغريب فروت من أشهر الأطعمة التي يجب تجنبها عند تناول بعض أدوية القلب. فقد يتفاعل مع الستاتينات المسؤولة عن خفض الكوليسترول، وحاصرات قنوات الكالسيوم، التي تعالج ارتفاع ضغط الدم. قد يُبطئ تناول الغريب فروت قدرة الجسم على تكسير هذه الأدوية، ويرفع مستوياتها في الدم، وهذا قد يُسبب ألماً في العضلات، ودواراً، وانخفاضاً خطيراً في ضغط الدم. تقول كريستين ديلي، مختصة التغذية المسجلة، في المركز الطبي بجامعة ولاية أوهايو ويكسنر: «مع الستاتينات، قد يزيد من مستويات الدواء في الدم، ويؤدي إلى انهيار العضلات الذي بدوره قد يؤدي إلى فشل كلوي حاد». تقول ديلي إنه يجب عليك استشارة طبيبك قبل تناول أيٍّ من منتجات الغريب فروت إذا كنت تتناول هذه الأدوية، لأن حتى كمية صغيرة منها قد تُسبب آثاراً جانبية. يمكن أن تتفاعل الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز والأفوكادو والبرتقال والفواكه المجففة، مع: سبيرونولاكتون، وهو مُدِّر بول مُحافظ على البوتاسيوم. توضح ديلي أن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين قد تُقلل من كمية البوتاسيوم التي تُفرزها الكلى. وقد يؤدي تناول كثير من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم إلى فرط بوتاسيوم الدم، أو ارتفاع بوتاسيوم الدم، الذي قد يُسبب أعراضاً، مثل خفقان القلب أو ضعف العضلات. في الحالات الشديدة، يُمكن أن تُسبب مستويات البوتاسيوم المرتفعة عدم انتظام ضربات القلب، أو تفاقم قصور القلب، أو السكتة القلبية المفاجئة، مضيفةً: «من غير المرجَّح أن يُسبب تناول حصة واحدة من طعام غني بالبوتاسيوم مشكلات. ومع ذلك، فإن الإفراط في تناول هذه الأطعمة باستمرار قد يُسبب ذلك». تُعتبر الخضراوات الورقية الداكنة صحية للغاية للشخص العادي، إلا أن محتواها العالي من فيتامين «ك» قد يتداخل مع تأثير دواء الوارفارين، الذي يُستخدم لعلاج ومنع جلطات الدم. يقول الدكتور أمين يحيى، مختصّ أمراض القلب في «مركز سنتارا الصحي»: «يمكن أن تُضعف التغييرات المفاجئة في تناول فيتامين (ك) تأثير الدواء المُميّع للدم، مما يزيد من خطر الإصابة بجلطات دموية خطيرة». وأضاف ديلي أنه يجب تناول الخضراوات الورقية بكميات مُناسبة لتلك المُستهلكة، عند بدء تناول جرعة مُميّع الدم الحالية. يمكن أن تؤثر التوابل عالية الصوديوم، مثل صلصة الصويا وصلصة الترياكي على أدوية قصور القلب وضغط الدم، حيث يمكن أن تُسبب الأطعمة عالية الصوديوم احتباس السوائل، وبالتالي ضغطاً إضافياً على القلب. وتناول التوابل المملحة قد يُفاقم أعراض قصور القلب ويُقلل من فعالية أدوية ضغط الدم. يقول يحيى: «بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية لقصور القلب أو ارتفاع ضغط الدم، يُمكن أن يُؤدي ذلك بسرعة إلى تورم، وضيق في التنفس، أو زيادة سريعة في الوزن. اتصل بطبيبك إذا زاد وزنك أكثر من 2 إلى 3 أرطال خلال 24 ساعة، أو إذا ظهرت عليك تورمات جديدة أو مشكلات في التنفس». يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم، ومضادات التخثر، والستاتينات أن يكونوا على دراية بالآثار المحتملة لتناول الكحول. يقول يحيى: «قد يكون للكحول تفاعلات قوية مع أدوية القلب، بما في ذلك أدوية ضغط الدم، ومضادات التخثر، والستاتينات، مما قد يُؤدي أحياناً إلى انخفاض ضغط الدم بشكل كبير، وزيادة خطر النزف، أو إجهاد الكبد». يقول يحيى: «يمكن أن يزيد الثوم، خصوصاً على شكل مكملات غذائية أو مستخلصات مركزة، من خطر النزف عند تناوله مع مميعات الدم، وقد يخفض ضغط الدم أكثر من المطلوب. وقد يؤدي ذلك إلى سهولة ظهور الكدمات، أو نزف الأنف، أو الدوار». لا يُعد عرق السوس الأسود طعاماً شائعاً لدى معظم الناس، ولكنه قد يتفاعل مع أدوية ضغط الدم؛ فهو يحتوي على الغلسرين، الذي يمكن أن يخفض مستويات البوتاسيوم ويؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب أو ارتفاع ضغط الدم. تقول ديلي: «يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب أو أمراض الكلى توخي الحذر الشديد عند تناول عرق السوس الأسود». وأضافت أن تناول 150 مل من عرق السوس الأسود يومياً لمدة أسبوعين يمكن أن يكون مشكلة، بالنسبة لمن تزيد أعمارهم على 40 عاماً؛ إذ قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
5 عادات يومية تُضعف عقلك وتجعلك أقل ذكاءً!
عندما يتعلق الأمر بعلم النفس، فغالباً ما نكون أسوأ أعداء أنفسنا، وهذا ينطبق بشكل مضاعف على معدل ذكائنا الفعال، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية. وعندما نركز على الخيارات العملية التي إما أن تُصقل تفكيرنا أو تُضعفه، ندرك كم أن النتيجة بأيدينا. وحسب «سيكولوجي توداي»، فإن التخريب الذاتي ليس بالأمر الجديد، وتوجيه أنفسنا نحو عادات أذكى يبدأ بتحديد ما يعيقنا. وبهذا المعنى، يُعدّ الوعي الذاتي أفضل علاج، وهناك مجموعة من الأخطاء العقلية الشائعة التي تمنعنا من أن نكون أفضل نسخة من أنفسنا. أكثر العادات التي تُضعف الأداء الذهني هي معاملة الدماغ كما لو كان جزءاً جامداً غير قابل للتطوير، والاعتقاد بأن القدرات الذهنية هي قدرات «فطرية» و«غير قابلة للتغيير». أما الصحيح، فإنه يمكن مُعاملة الذكاء كشيء يُمكن بناؤه من خلال الجهد والاستراتيجية. وضرب «سيكولوجي توداي» مثلاً بتجربة على طلاب مرحلة إعدادية اعتقدوا أن الذكاء يمكن أن ينمو كالعضلات. وعلى مدار العام، حسّن هؤلاء الطلاب درجاتهم في الرياضيات بشكل مطرد، بينما لم يُحرز أقرانهم الذين تمسّكوا بمبدأ «الجمود» أي تقدُّم يُذكر. وتعاملت الأدمغة ذاتها مع نفس المنهج الدراسي؛ والفرق الوحيد كان كيفية «تحدثها» إلى نفسها عن إمكاناتها وإيمانها بإمكانية تطويرها. أظهرت عقود من الأبحاث أن النوم «أكثر بكثير من مجرد وقت راحة». وبالنسبة للبشر، فالنوم هو وقت الإصلاح الذي يتدرب فيه الدماغ ويُعيد برمجة ما تعلمه خلال النهار. وتجاهل النوم يؤدي إلى تدهور الأداء بشكل ملحوظ، حيث تضعف وظائفنا التنفيذية وتتعثر قدرتنا على اتخاذ القرارات. ووجدت دراسة أن الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة يزيد بشكل كبير من زمن الاستجابة ووقت رد الفعل، وهو مؤشر واضح على التباطؤ المعرفي. وتُظهر أبحاث أن عدم الكفاية من النوم ليلاً يُضعف الانتباه، والذاكرة العاملة، والمزاج، والقدرة على الحُكم. تزدهر أدمغتنا بالتنظيم وتحديد الهدف والالتزام بـ«المواعيد النهائية» للمهام. ومن دونها، نفقد التركيز، ونُخرّب أي شرارة إبداعية نأمل في إشعالها. وجدت دراسة أُجريت عام 2021 أن الطلاب الجامعيين الذين أبلغوا عن مستويات أعلى من التسويف أظهروا أيضاً ضعفاً ملحوظاً في الأداء التنفيذي. وتُشير نتائج الدراسات إلى أن حتى ألمع المفكرين يحتاجون إلى هيكل مُنظّم للعمل بكامل طاقتهم. أحياناً نترك أدمغتنا في أسوأ صحبة ممكنة. يُعادل هذا الأمر في ذهنك ترك الحلوى على مكتبك وأنت تتبع حمية غذائية: قد تقاوم لفترة، لكن في النهاية يتراجع حذرك. ويحدث الشيء نفسه مع عقلك. وضع العقل في تيار مستمر من المدخلات السيئة، والقيل والقال، والغضب، والتشتتات البسيطة، سيجعله يتكيف حتماً نحو الانحدار. يُؤثر السياق بشكل كبير على ما تفعله أدمغتنا. على سبيل المثال، تُظهر إحدى الدراسات أن مزاجات المراهقين أصبحت أكثر تشابهاً مع مزاج أقرانهم بمرور الوقت، وكان المزاج السلبي هو الأكثر عدوى. ربما يكون الكحول أوضح أشكال التخريب الذاتي. ويمكن لاستهلاك المشروبات الكحولية أن يُلحق ضرراً طويل المدى بالقدرة الإدراكية. وتشير نتائج دراسات حديثة إلى أن تناول المشروبات الكحولية يرتبط بعلامات واضحة على إصابة الدماغ بأمراض مثل: تصلب الشرايين الزجاجي وألزهايمر.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
خريطة طريق نحو «مستقبل بلا سُلّ»
يعد مرض السل (Tuberculosis) أحد أقدم الأمراض المعدية في تاريخ البشرية، إذ يعود ظهوره إلى آلاف السنين. وتسبب المرض البكتيريا المتفطرة السُلية (Mycobacterium tuberculosis)، وغالباً ما تصيب الرئتين، لكن السل قد ينتشر إلى أعضاء أخرى مثل الكلى والعظام. ورغم توافر علاج فعّال منذ منتصف القرن العشرين، فإن السل لا يزال السبب الرئيس للوفاة من بين الأمراض المعدية في العالم. ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024، فقد أصيب بالسل ما يقدّر بـ10.8 مليون شخص في عام 2023، بمتوسط إصابة يعادل 134 حالة لكل 100000 نسمة، وتوفي ما يقارب 1.25 مليون شخص بسبب هذا المرض، بينهم نحو 161000 شخص كانوا مصابين أيضاً بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV). ومع ذلك، ما زالت هناك حالة من «الصمت التشخيصي»، إذ يقدّر أن نحو 2.7 مليون شخص من المصابين لم يتم تشخيصهم أو تسجيلهم ضمن الأنظمة الصحية الرسمية. علاوة على ذلك، يبقى معدل الانخفاض في حالات السل في العالم بين عامي 2015 و2023 متواضعاً للغاية، فمعدل التراجع السنوي عالمياً لا يتعدى 2-3 في المائة فقط، ما يقلّص فرص تحقيق أهداف استراتيجية «إنهاء السل» التي تسعى إلى تقليص حالات الإصابة بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2025. ناهيك عن انتشار السل المقاوم للأدوية (MDR TB)، حيث يُقدّر أن نحو 400000 حالة من السل المقاوم بالأدوية لم تحصل على العلاج الملائم، ما يشكل تحدياً كبيراً لاستراتيجيات القضاء على المرض. السل... تهديد عالمي مستمر تكمن خطورة المرض في كونه معدياً، وينتقل عبر الرذاذ التنفسي، إضافة إلى أنه قد يظل كامناً في الجسم لسنوات قبل أن ينشط. ورغم أن المضادات الحيوية التقليدية أحدثت نقلة نوعية في علاجه، فإن التحديات الحديثة -مثل المقاومة الدوائية، ونقص الالتزام العلاجي- تُهدد بعرقلة مسيرة القضاء عليه. من هنا جاء اهتمام منظمة الصحة العالمية بعقد ندوة يوم 18 أغسطس (آب) 2025 لإطلاق موجز سياسي جديد يدعو إلى دمج مكافحة السل ضمن أنظمة الرعاية الأولية، لتكون خطوة محورية تحقق أهداف التغطية الصحية الشاملة، وتخفض الوفيات. • اهتمام متجدد. لماذا أعارت منظمة الصحة العالمية اهتماماً متجدداً بالسل؟ رغم التراجع النسبي في معدلات الإصابة في بعض الدول، فإن السل لا يزال يضرب بقوة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تضعف أنظمة الرعاية الصحية، وتزداد معدلات الفقر، وسوء التغذية. وقد رأت المنظمة أن الاستمرار بالنهج التقليدي لم يعد كافياً، خاصة في ظل: -تصاعد معدلات السل المقاوم للأدوية (MDR-TB)، و (XDR-TB). -نقص التمويل المخصص للأبحاث واللقاحات. -فجوات كبيرة في أنظمة التشخيص والمتابعة، خصوصاً في المناطق الريفية. -الحاجة إلى دمج الخدمات بدلاً من عزل مكافحة السل في برامج مستقلة. • ندوة منظمة الصحة العالمية. في ضوء التحديات القائمة لمرض السل، عقدت منظمة الصحة العالمية ندوة افتراضية في يوم الاثنين الماضي بتاريخ 18 أغسطس 2025 أعلنت فيها موجزها السياسي الجديد، وسُمّيت بـ«ندوة إطلاق الموجز حول السل والرعاية الصحية الأولية نحو التغطية الصحية الشاملة»، شارك فيها خبراء من المنظمة، وصناع قرار عالميون، حيث تم بحث طرق دمج مكافحة السل ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية، وكان التركيز على تحقيق الاستدامة، وتحسين الوصول، والتكامل مع باقي أنظمة الصحة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة (apnews. com). وقد أكدت الندوة على: -تحقيق الاستعداد التشغيلي الكامل في المراكز الصحية المحلية. -تمكين المجتمعات المحلية للمشاركة في كشف المرض، وعلاج المرضى. -توحيد الجهود المالية والإدارية بين البرامج الصحية المختلفة ضمن الدولة الواحدة. التطورات العلاجية والتشخيصية الحديثة • العلاج المختصر للسل المقاوم للأدوية. السل المقاوم للأدوية (Drug-Resistant Tuberculosis، DR-TB) يُعدّ واحداً من أخطر التحديات التي تواجه الصحة العامة عالمياً. ويُقصد به الحالات التي لا تستجيب لاثنين على الأقل من الأدوية الأساسية المستخدمة في علاج السل التقليدي، مثل الإيزونيازيد والريفامبيسين. وفي حال استمرار الطفرات الجينية للبكتيريا، وتراكم المقاومة، فإن الأمر قد يصل إلى ما يُعرف بالسل شديد المقاومة للأدوية (XDR-TB)، وهو أصعب في التشخيص، والعلاج، ويُهدد جهود القضاء على المرض. حتى وقت قريب، كان علاج هذه الحالات يتطلب بروتوكولات طويلة المدى تتراوح من 18 إلى 24 شهراً، باستخدام أدوية متعددة، وبآثار جانبية شديدة، مثل فقدان السمع، ومشكلات الكبد، واضطرابات الجهاز العصبي. وأدى هذا التعقيد إلى انخفاض التزام المرضى بالعلاج، وصعوبة السيطرة على انتشار العدوى. لكن التطورات الأخيرة قلبت المعادلة، وجلبت الأمل. فقد أطلقت منظمة الصحة العالمية بروتوكولات علاجية مختصرة، وحديثة، أبرزها النظام المعروف باسم BPaLM، والذي يتكون من: -بريتومانيد (Pretomanid): مضاد بكتيري جديد يستهدف آليات حيوية في المتفطرة السُّلية. -لينزوليد (Linezolid): مضاد حيوي قوي يثبط تكوين البروتينات البكتيرية. -موكسيفلوكساسين (Moxifloxacin): من مجموعة الفلوروكينولونات الفعّالة ضد السل المقاوم. -بيداكوينيل (Bedaquiline): دواء ثوري يعطل إنتاج الطاقة في البكتيريا. هذا المزيج أثبت نجاحاً كبيراً، حيث أظهرت الدراسات السريرية أن فعاليته تصل إلى نحو 90 في المائة في علاج حالات السل المقاوم، مع تقليص مدة العلاج إلى 6 أشهر فقط بدلاً من عامين. إضافةً إلى ذلك، فإن هذا النظام قلل بشكل ملحوظ من حدة الآثار الجانبية مقارنة بالبروتوكولات السابقة، مما رفع من نسب التزام المرضى، وأملهم في الشفاء. ويُنظر إلى هذا التقدم باعتباره طفرة علاجية، ليس فقط في إنقاذ حياة المرضى المصابين بالسل المقاوم، بل أيضاً في الحد من انتشار العدوى، ومنع تكوّن سلالات أشد مقاومة. وهو ما يتماشى مع رؤية منظمة الصحة العالمية الطموحة نحو القضاء على السل بحلول عام 2030 ضمن أهداف التنمية المستدامة. • العلاج المختصر لبعض حالات السل الحساس للأدوية. السل الحساس للأدوية (Drug-Sensitive Tuberculosis، DS-TB) هو الشكل الأكثر شيوعاً من المرض، حيث تستجيب البكتيريا بشكل فعّال للأدوية الأساسية المعروفة مثل الإيزونيازيد والريفامبيسين والإيثامبوتول والبيرازيناميد. ولعقود طويلة، كان العلاج القياسي المعتمد يتطلب ستة أشهر كاملة من المتابعة الدقيقة، وتناول الأدوية بانتظام، وهو ما شكّل تحدياً كبيراً أمام الالتزام، خصوصاً في البيئات محدودة الموارد، أو لدى المرضى الذين يواجهون صعوبات اجتماعية، واقتصادية. ولم تكن الإشكالية الكبرى في ضعف فعالية البروتوكول العلاجي التقليدي، بل في طول مدته، إذ إن نسبة غير قليلة من المرضى تنقطع عن العلاج بعد الأشهر الأولى بمجرد تحسّن الأعراض، مما يؤدي إلى خطر عودة المرض، أو تطوره إلى سل مقاوم للأدوية. استجابةً لهذه التحديات، أوصت منظمة الصحة العالمية باعتماد أنظمة علاج أقصر لبعض حالات السل الحساس للأدوية. ففي حالات مختارة بعناية، يمكن أن تقل مدة العلاج إلى أربعة أشهر فقط بدلاً من ستة، شرط استيفاء معايير سريرية معينة، وضمان المتابعة. وقد جاءت هذه التوصيات بعد دراسات سريرية متعددة، أظهرت أن الأنظمة الأقصر تحقق معدلات شفاء مماثلة تقريباً للبروتوكول التقليدي، مع انخفاض ملحوظ في نسب الانقطاع عن العلاج، وزيادة التزام المرضى. وتكتسب هذه الاستراتيجية أهمية خاصة في المجتمعات ذات العبء العالي من المرض، حيث يقلل اختصار فترة العلاج من الضغط على الأنظمة الصحية، ويُحسّن جودة حياة المرضى، ويمنع الانتكاسات. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها نقلة نوعية في استراتيجيات مكافحة السل، إذ إنها تجمع بين الكفاءة العلاجية من جهة، وتخفيف الأعباء النفسية والاجتماعية والاقتصادية عن المرضى من جهة أخرى، بما يتماشى مع توجهات الصحة العالمية نحو تسهيل الرعاية، وجعلها أكثر إنصافاً وفاعلية. • ثورة التشخيص: الذكاء الاصطناعي. يُعتبر التشخيص المبكر حجر الأساس في مكافحة السل. غير أن أدوات التشخيص التقليدية -مثل اختبار اللطاخة (Microscopy)، أو الزرع الجرثومي- قد تكون بطيئة، أو محدودة الدقة في بعض البيئات. وهنا دخلت تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث جرى تطوير أنظمة تعتمد على خوارزميات قراءة صور الأشعة السينية للصدر القادرة على رصد مؤشرات السل بدقة تقارب خبراء الأشعة، بل وأحياناً تتفوق عليهم. كما أتاحت التطبيقات المحمولة والبرمجيات الذكية إمكانية الوصول للتشخيص في المناطق النائية، مما قلّص فجوة عدم المساواة في خدمات الرعاية. وتُعَد هذه الثورة الرقمية عنصراً محورياً لتحقيق أهداف التغطية الصحية الشاملة. السل المقاوم للأدوية يُعدّ واحداً من أخطر التحديات التي تواجه الصحة العامة اللقاحات الجديدة وتحديات المستقبل • لقاحات جديدة. رغم وجود لقاح الـCG منذ قرن تقريباً، فإن فعاليته محدودة، خصوصاً ضد السل الرئوي لدى البالغين. لهذا السبب تكثفت الجهود البحثية في السنوات الأخيرة لتطوير لقاحات أكثر فعالية. وتشير النتائج المبكرة إلى نجاح بعض اللقاحات المرشحة –مثل M72/AS01E– في تقليل خطر الإصابة بالسل الكامن بنسبة تصل إلى 50 في المائة. والآمال معلقة على أن توفر هذه اللقاحات حماية وقائية أفضل، مما سيُسرّع الوصول إلى هدف منظمة الصحة العالمية في خفض الإصابات بنسبة 80 في المائة، والوفيات بنسبة 90 في المائة بحلول عام 2030. • دمج مكافحة السل مع نظم الرعاية الأولية. أحد أهم محاور ندوة أغسطس 2025 كان الدعوة إلى دمج برامج مكافحة السل داخل نظم الرعاية الأولية. وتقوم المبادئ هنا على أن المريض لا ينبغي أن يُعامل على أنه حالة منفصلة ضمن برنامج عمودي خاص، بل يتلقى الرعاية ضمن المنظومة الشاملة للصحة العامة. هذا النهج يضمن: -سهولة الوصول للعلاج عبر المراكز الصحية القريبة. -تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض. -تحسين فرص متابعة المرضى، ومنع الانقطاع العلاجي. • تحديات القضاء على السل. رغم هذه التطورات، لا يزال الطريق طويلاً. فالإحصاءات الحديثة تُظهر أن السل ما زال أحد أكثر عشرة أسباب للوفاة عالمياً، وتبرز تحديات أخرى مثل: -نقص التمويل المخصص للبحث والتطوير. -صعوبة إيصال العلاجات واللقاحات للمجتمعات الأكثر عرضة للمرض. -استمرار تسجيل ملايين الإصابات سنوياً رغم التقدم الطبي، وظهور سلالات جديدة مقاومة للأدوية. لذلك تشدد منظمة الصحة العالمية على أن القضاء على السل يتطلب تعاوناً عالمياً، وتمويلاً كافياً، واعتماد الابتكارات الجديدة بشكل عاجل وواسع. إن الموجز السياسي الجديد الصادر عن منظمة الصحة العالمية ليس مجرد وثيقة؛ بل هو خريطة طريق نحو دمج عادل ومستدام لمكافحة السل ضمن خدمات الرعاية الأساسية. إن ظهور علاجات فعالة أقل تكلفة، إلى جانب قدرة الذكاء الاصطناعي على دعم الالتزام والعلاج، يشيران بوضوح إلى قرب تحقيق الهدف النهائي «عالم خالٍ من السل بحلول منتصف القرن». *استشاري طب المجتمع