
ماذا أراد عراقجي بتوقيع "قوة التفاوض" بين يدي ويتكوف؟
في توقيت دبلوماسي بالغ الحساسية، وقع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كتابه "قوة التفاوض: أصول وقواعد المفاوضات السياسية والدبلوماسية" في معرض مسقط الدولي للكتاب أمس الجمعة، تزامناً مع جولة مفاوضات نووية حاسمة تجري بين إيران والولايات المتحدة اليوم في مسقط.
يأتي الكتاب، الصادر عن دار هاشم في بيروت بترجمة فاطمة محمدي ومراجعة حمد فاروق، كتتويج لخبرة عراقجي الطويلة في قيادة المفاوضات النووية، ويعكس رؤية إيران للتفاوض كأداة إستراتيجية لتعزيز قوة بلاده الوطنية، بحسب ما يروج.
يمتد الكتاب عبر ستة فصول تجمع بين التحليل النظري والتجربة العملية، إذ يعرض عراقجي التفاوض كعملية تتطلب توازناً دقيقاً بين القوة والمرونة. يصف أسلوب إيران التفاوضي بـ"مساومة البازار"، مستلهماً من ثقافة المساومة في الأسواق الإيرانية، ويبرز كيف يعتمد هذا الأسلوب على الصبر والقدرة على استغلال نقاط ضعف الخصم، ويروي عراقجي تجاربه الشخصية، بما في ذلك مفاوضات الاتفاق النووي (JCPOA) مع مجموعة "5+1"، مشيراً إلى لحظات مثل تفاعله مع ويندي شيرمان، التي أثارت دموعها بسبب صلابة موقفه.
الصواريخ على الطاولة
يربط الكتاب بين نجاح التفاوض والقوة الوطنية، مؤكداً أن القدرات الصاروخية والنووية شكلت رافعة أساسية لإجبار الغرب على التفاوض. وفي الفصل الختامي يقدم عراقجي التفاوض كأداة لتقليل الكلف الوطنية وتحقيق "النصر في زمن السلم"، وهي رؤية يعززها محمد جواد ظريف في مقدمته للكتاب، إذ يصفه بأنه مرجع أساس لفهم الدبلوماسية الإيرانية.
تلقت الصحافة الفارسية الكتاب بحماس، معتبرة إياه انعكاساً للفكر الدبلوماسي الإيراني المتجذر في القوة والبراغماتية، وربطت صحيفة "خراسان" بين توقيت إصداره والتقدم في مفاوضات روما، مشيرة إلى أنه يعكس قدرة إيران على استغلال الضغوط السياسية التي تواجه إدارة ترمب، بخاصة مع تحدياتها في تحقيق وعودها الانتخابية مثل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
من جهتها اعتبرت الصحف الإصلاحية الكتاب دليلاً على إدارة إيران مفاوضات معقدة مع "العدو الأميركي" من دون التنازل عن مصالحها النووية، بينما ركزت الصحف المحافظة على تأكيده القدرات الصاروخية والنووية كأساس لنجاح التفاوض، بصورة عامة اتفقت الصحافة الفارسية على أن الكتاب يرسخ صورة إيران كدولة قادرة على فرض شروطها في مواجهة الضغوط الدولية.
التفاوض من موقع ضعف
يظهر مما سبق أن توقيت توقيع الكتاب في معرض مسقط لم يكن صدفة، فهو يتزامن مع مفاوضات مسقط بعد روما، التي شهدت تقدماً ملحوظاً بإعطاء الضوء الأخضر للمحادثات التقنية بعد تبادل أربع رسائل عبر الوسيط العماني.
يعكس هذا التوقيت إيهام إيران المتلقي المحلي قبل الدولي بأنها واثقة بنهجها التفاوضي، من خلال تعزيز صورة عراقجي كدبلوماسي مخضرم يوجه رسالة للداخل الإيراني بأن التفاوض أداة قوة وليس ضعفاً، بعدما جاءت المفاوضات في أعقاب تهديد أميركي مباشر إلى طهران بأنها لا خيار لها سوى التفاوض الجاد أو مواجهة عمل عسكري خطر ضدها.
ويتفاعل الطيف الإيراني الواسع مع المفاوضات في هذا السياق، محاولاً وضع سردية تجمل الواقع الميداني الذي يراه كثير من المراقبين يسير في غير صفها، إذ علق علي شمخاني مستشار المرشد على الجولة الجديدة بتأكيد أن فرص نجاحها كبيرة، إلا أنه علل ذلك بحاجة ترمب إلى نقطة تحسب له في أولى مراحل رئاسته.
وقال شمخاني "الملفات الرئيسة للرئيس الأميركي دونالد ترمب لا تزال عالقة بعد 100 يوم من تنصيبه، ومنها غزة وأوكرانيا وحرب الرسوم الجمركية والعجز في الموازنة"، لذلك رجح أن مفاوضات مسقط "قد تشكل فرصة لنجاح مشترك مع ترمب".
من هذا البعد قد يشكل توقيع عراقجي كتابه بين محادثاته مع ويتكوف رسالة ضغط على الغرب، مستغلاً تحديات إدارة ترمب الداخلية والخارجية، مما يمنح إيران ميزة نسبية في المفاوضات.
فخ إطالة المحادثات
ومن المعروف أن الولايات المتحدة تنظر إلى مهارات إيران التفاوضية بحذر ممزوج بالإحباط، وإذا ما تذكرنا تصريح دونالد ترمب الشهير "لم يربحوا حرباً قط، ولم يخسروا مفاوضات" فإنه يلخص الإدراك الأميركي لتلاعب إيران في هذا الميدان ومحاولاتها تحقيق مكاسب دبلوماسية عبر المساومة الدؤوبة وإطالة المفاوضات.
ووصف مقال في "وول ستريت جورنال" عام 2021 المفاوضين الإيرانيين بأنهم "يستمتعون بإذلال الأميركيين"، مشيراً إلى ميلهم لاستغلال الدبلوماسيين المتحمسين من دون تقديم تنازلات كبيرة، كذلك حذر مسؤولون أميركيون، مثل ستيفن ويتكوف لاحقاً، من صلابة الموقف الإيراني، بخاصة رفض عراقجي وقف تخصيب اليورانيوم، وهو ما اعتبره "غير قابل للتفاوض"، وتعكس هذه النظرة قلقاً أميركياً من قدرة إيران على استغلال الدبلوماسية لتأخير الضغوط الدولية مع تعزيز برنامجها النووي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تكشف تغطية "سي أن أن" المفاوضات الحالية عن تعقيدات كبيرة تحيط بالجولة الراهنة، إذ تطالب إيران برفع العقوبات بصورة كاملة، وضمانات قانونية ضد انسحاب أميركي مستقبلي من الاتفاق، والسماح بمواصلة تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، في المقابل تصر الولايات المتحدة على وقف التخصيب، وفرض تفتيش صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحد من الدور الإقليمي الإيراني، بما يشمل دعم الميليشيات.
تشمل التحديات انعدام الثقة المتبادل والضغوط الإسرائيلية لتشديد الموقف الأميركي، وتوقعات إيران تساهلاً من إدارة ترمب بسبب أولوياتها الداخلية، وتضع هذه الخلفيات المفاوضات في مأزق، إذ يسعى كل طرف إلى تحقيق مكاسب قصوى من دون تقديم تنازلات جوهرية.
بين قوة التفاوض والميليشيات
يبرز الكتاب تناقضاً جوهرياً في الإستراتيجية الإيرانية، فبينما تدعي إيران تمسكها بالتفاوض كقوة وطنية، فإنها تعد، بحسب تقارير دولية، أكبر داعم للميليشيات في المنطقة، بما يشمل "حزب الله" في لبنان والحوثيين في اليمن و"الحشد الشعبي" في العراق.
هذا الاعتماد على القوة الخشنة يثير تساؤلات حول صدقية خطابها الدبلوماسي، في حين تستخدم إيران الميليشيات كأداة ضغط إقليمي بموازاة مفاوضاتها الدولية، ويعكس هذا التناقض إستراتيجية مزدوجة تجمع بين الدبلوماسية المتأنية والقوة العسكرية غير النظامية، مما يجعل إيران لاعباً معقداً في الساحة الدولية، لكن وزارة الخارجية الإيرانية كثيراً ما أكدت جواباً عن تلك الشكوك أن نجاح المحادثات يتعلق بحسن نية الطرف الآخر (أميركا).
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي شدد، أمس الجمعة، على أن "تحقيق التقدم في المفاوضات يتطلب إبداء حسن النية والجدية والواقعية من قبل الطرف الآخر"، في إشارة إلى أميركا، كذلك أشار إلى أن الوفد الإيراني "سيضبط كل خطوة من خطواته بناءً على سلوك الطرف المقابل، ولن يدخر جهداً في سبيل الدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الإيراني".
وتزامناً مع انطلاق المحادثات الفنية والدبلوماسية بين الوفدين الإيراني والأميركي في مسقط اليوم السبت، أكد البرلمان الإيراني أنها فرصة ممتازة للبلاد على رغم تعقيدها.
وقالت المحللة السياسية الكويتية هيلة المكيمي إن إيران، رغم تصريحاتها السابقة الرافضة للعودة إلى التفاوض مع إدارة أميركية سبق أن انسحبت من الاتفاق النووي، قبلت في النهاية الجلوس مجددًا إلى طاولة التفاوض، في تناقض واضح مع مواقفها المعلنة.
وأضافت أن "الإصرار الإيراني على سرية المحادثات يعكس عقلية دولية قديمة انتهت إلى حروب مدمرة، وهو ما يخالف مبدأ العلنية الذي تبناه القانون الدولي لاحقًا". وأشارت إلى أن دول الخليج انتقدت سابقًا سرية التفاوض بين إدارة أوباما وإيران، مؤكدة أهمية الشفافية وإشراك الأطراف الإقليمية المعنية.
وحذرت المكيمي من خطورة ما وصفته بـ"توقيع قوة التفاوض" الذي يشكل تنازلًا عن جوانب من السيادة الوطنية، مشددة على أن التوازن والحوار الإقليمي هو المسار الحقيقي لضمان استقرار المنطقة واستثمار فرصها الاقتصادية والاستراتيجية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحدث
منذ 4 ساعات
- الحدث
ترمب يعلن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50% ويؤكد دعم صفقة "يو إس ستيل"
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة ستضاعف الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب لتصل إلى 50%، في خطوة من شأنها تصعيد الضغوط على منتجي الصلب العالميين وتهديد بتوسيع نطاق الحرب التجارية. جاء هذا الإعلان خلال كلمة ألقاها ترمب في مصنع لشركة "يو إس ستيل" (US Steel) في ويست ميفلين، بنسلفانيا، بالقرب من بيتسبرغ. صرّح ترمب بأن هذه الزيادة ستتم من 25% إلى 50%، مؤكداً أن ذلك "سيعزز مكانة صناعة الصلب ويؤمن الوظائف في الولايات المتحدة"، وفقاً لما نقلته شبكة "سي إن بي سي". وأشار إلى أن "إذا لم يكن لديك الصلب، فلن يكون لديك بلد"، مبرراً بذلك جهوده في دعم عمال الصلب الأمريكيين. يأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من إشارة ترمب إلى موافقته على الاندماج المثير للجدل بين "يو إس ستيل" وشركة "نيبون ستيل" اليابانية. وخلال كلمته، أعلن ترمب دعمه لشراكة بقيمة 14 مليار دولار بين الشركتين، مؤكداً أن "يو إس ستيل" ستبقى مملوكة أمريكيًا ومقرها الرئيسي في بيتسبرغ. وتتضمن الصفقة "حصة ذهبية" للحكومة الأمريكية لمواصلة الإشراف، لضمان السيطرة الأمريكية على الشركة الصناعية العريقة التي يزيد عمرها عن 120 عاماً، والتي ستستثمر فيها نيبون ستيل 14 مليار دولار على مدى 14 شهرًا. كما تحدث ترمب عن خططه المستقبلية، مشيرًا إلى أن "مستقبل العمال الأمريكيين يزداد إشراقًا". ووعد بـ"أكبر تخفيضات ضريبية للطبقة العاملة في تاريخ أمريكا"، موضحًا أن مشروعه الضريبي "الكبير والجميل" سيبقي ضرائب الدخل عند معدلاتها الحالية ويلغي الضرائب على الإكراميات وساعات العمل الإضافية. في وقت سابق، صرح ترمب للصحفيين يوم الأحد بأن الصفقة "استثمار، إنها ملكية جزئية، لكنها ستكون تحت سيطرة الولايات المتحدة". ومع ذلك، لم يقدم البيت الأبيض والشركات سوى تفاصيل قليلة للجمهور حول هيكلية الصفقة منذ إعلان ترمب. من جانبها، وصفت شركة "يو إس ستيل" الصفقة في إيداع قدمته في 8 أبريل إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات بأنها "اندماج" ستصبح بموجبه "شركة تابعة مملوكة بالكامل" لشركة "نيبون ستيل أمريكا الشمالية"، ولكنها ستواصل العمل كشركة منفصلة.


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- Independent عربية
إيران: نحن مثل أميركا نعتبر السلاح النووي "غير مقبول"
جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم السبت رفض بلاده السلاح الذري، وذلك في وقت تجري طهران محادثات مع الولايات المتحدة سعياً إلى التوصل إلى اتفاق في شأن برنامجها النووي. وقال عراقجي في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي "إذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، نعم، نحن نعتبرها أيضاً غير مقبولة"، مضيفاً "نحن متفقون معهم على هذه النقطة". وأجرت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات بوساطة عمانية منذ أبريل (نيسان) الماضي، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم، على رغم تباين معلن بينهما في شأن احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم. وفي حين اعتبر مسؤولون أميركيون أن مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم في ظل اتفاق جديد هو بمثابة "خط أحمر"، تتمسك طهران بما تعتبره "حقاً" لها في مجال الطاقة النووية السلمية. محطة بوشهر للطاقة النووية في جنوب إيران (أ ب) وتتهم دول غربية وإسرائيل إيران بالسعي إلى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه طهران، مؤكدة الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وأبرمت إيران اتفاقاً مع القوى الكبرى في شأن برنامجها النووي عام 2015، أتاح فرض قيود على أنشطتها وضمان سلميتها، لقاء رفع عقوبات كانت مفروضة عليها. وفي 2018 سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال ولايته الأولى بلاده بصورة أحادية من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات على إيران التي تراجعت بعد عام من ذلك تدريجاً عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه. وبينما حدد اتفاق عام 2015 سقف تخصيب اليورانيوم عند مستوى 3.67 في المئة، تخصب طهران حالياً عند مستوى 60 في المئة، غير البعيد من مستوى 90 في المئة المطلوب للاستخدام العسكري. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تُخصب اليورانيوم عند مستوى 60 في المئة. وفي حين قال ترمب الأربعاء الماضي إن الاتفاق بين البلدين بات وشيكاً، علق عراقجي أول من أمس الخميس على تقرير إعلامي أميركي يمضي في الاتجاه ذاته بالقول "لست واثقاً بأننا بلغنا حقاً مثل هذه النقطة". تهديد ترمب نقلت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن مسؤول إيراني قوله أمس الجمعة إن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتدمير المنشآت النووية الإيرانية "خط أحمر واضح" وستكون له عواقب وخيمة. ونقلت الوكالة عن المسؤول الذي لم تكشف اسمه قوله "إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى حل دبلوماسي، فعليها التخلي عن لغة التهديدات والعقوبات"، مضيفاً أن مثل هذه التهديدات "عداء صريح ضد المصالح الوطنية الإيرانية". وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض أمس الجمعة إنه يعتقد أن الولايات المتحدة قريبة من التوصل إلى اتفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي. وكان الرئيس الأميركي قال للصحافيين في البيت الأبيض الأربعاء "أريده (الاتفاق النووي) قوياً جداً بحيث يمكننا إدخال مفتشين، ويكون بإمكاننا أن نأخذ ما نريد، ونفجر ما نريد، ولكن من دون أن يقتل أحد. يمكننا تفجير مختبر، ولكن لن يكون هناك أحد داخله، على عكس تفجير المختبر مع وجود الجميع داخله". وهدد ترمب مراراً بقصف المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في حل الخلاف المستمر منذ عقود في شأن برنامج طهران النووي. عدم امتثال إيران قال دبلوماسيون إن القوى الغربية تستعد للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعه الفصلي المقبل لإعلان عدم امتثال إيران لالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عاماً، وهي خطوة من المرجح أن تثير غضب طهران. من المرجح أن تعقد هذه الخطوة المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، الهادفة إلى فرض قيود جديدة على برنامج طهران النووي الذي يتطور بسرعة. ترمب والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على غلاف صحف إيرانية (رويترز) اقترحت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفون باسم الترويكا الأوروبية، قرارات سابقة اعتمدها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، تدعو إيران إلى اتخاذ خطوات سريعة، مثل تقديم تفسير لآثار اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة في مواقع غير معلنة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتستعد الوكالة لإرسال تقاريرها الفصلية عن إيران إلى الدول الأعضاء قبل الاجتماع القادم لمجلسها، الذي يبدأ في التاسع من يونيو (حزيران). وسيكون أحد هذه التقارير "شاملاً" ومطولاً ويتناول مسائل من بينها تعاون إيران، وفقاً للطلب الوارد بقرار مجلس المحافظين الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني). ويتوقع دبلوماسيون أن يشتمل التقرير على إدانات. وقال مسؤول أوروبي "نتوقع أن يكون التقرير الشامل صارماً، لكن لا توجد أي شكوك في شأن عدم وفاء إيران بالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار". ويقول ثلاثة دبلوماسيين إن الولايات المتحدة ستعد بمجرد صدور هذا التقرير، مشروع قرار يعلن انتهاك إيران لما يسمى بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات. وقال رابع إن القوى الغربية تعد مشروع قرار من دون الخوض في التفاصيل. وأضاف الدبلوماسيون أن النص سيناقش مع الدول الأعضاء في مجلس المحافظين خلال الأيام المقبلة قبل أن تقدمه القوى الغربية الأربع رسمياً إلى المجلس خلال الاجتماع الفصلي، مثلما حدث مع القرارات السابقة. برنامج أسلحة نووية سري كانت آخر مرة اتخذ فيها مجلس المحافظين خطوة الإعلان رسمياً عن انتهاك إيران لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات الشاملة في سبتمبر (أيلول) 2005، وذلك في خضم مواجهة دبلوماسية نتجت عن اكتشاف أنشطة نووية سرية في إيران. وتعتقد الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوقت الحالي أن إيران كان لديها برنامج أسلحة نووية سري ومنسق أوقفته عام 2003. وتنفي إيران امتلاكها أي برنامج أسلحة على الإطلاق وتؤكد أنها تستخدم التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية فقط. وأحال قرار منفصل أصدره مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير (شباط) 2006 مسألة عدم امتثال إيران إلى مجلس الأمن الدولي الذي فرض لاحقاً عقوبات على طهران. وقال الدبلوماسيون إنه لم يتحدد بعد متى ستسعى القوى الغربية إلى إحالة الأمر إلى مجلس الأمن، ولم يتضح أيضاً الإجراء الذي يمكن أن يتخذه مجلس الأمن ضد إيران إن وجد. ومن المرجح أن يؤثر أي قرار بصورية فورية على محادثات طهران مع الولايات المتحدة وعلى أي خطوات نووية أخرى تقرر إيران اتخاذها على أرض الواقع. وقال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز" إن طهران سترد على أي قرار "بتوسيع نطاق العمل النووي بناءً على (مضمون) هذا القرار". ووافق مجلس محافظي الوكالة على جميع القرارات التي اقترحتها القوى الغربية في شأن إيران في الآونة الأخيرة، ولا شك في أن هذا القرار سيقر أيضاً، لكن السؤال الوحيد يكمن في حجم الغالبية التي ستؤيده. وروسيا والصين هما الدولتان الوحيدتان اللتان عارضتا باستمرار مثل هذه القرارات. وتشعر إيران بالاستياء من القرارات والانتقادات الأخرى الموجهة إليها من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يدفعها لاتخاذ خطوات مثل تسريع برنامج تخصيب اليورانيوم وتوسيعه أو منع كبار مفتشي الوكالة من دخول البلاد. وتخصب إيران اليورانيوم بالفعل إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، ويمكن رفع هذه النسبة بسهولة إلى ما يقارب 90 في المئة، وهي الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة. ويظهر معيار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لديها كمية من المواد عند هذا المستوى تكفي لصنع ستة أسلحة نووية إذا واصلت تخصيبها.


صدى الالكترونية
منذ 6 ساعات
- صدى الالكترونية
إيلون ماسك يغادر البيت الأبيض بعد 130 يومًا من ترؤسه 'وزارة الكفاءة الحكومية'
أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مساء الأربعاء، انتهاء مهمته كمستشار خاص في إدارة الرئيس دونالد ترمب، وبدأ رسميًا إجراءات خروجه من البيت الأبيض. وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات من انتقاده العلني لمشروع قانون ترمب الجديد المعروف باسم 'القانون الموحد والجميل والكبير'، واصفًا إياه بأنه 'إنفاق ضخم يقوّض الجهود الإصلاحية'. وغرّد ماسك على منصته 'إكس' قائلاً: 'مع اقتراب انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أشكر الرئيس ترمب على إتاحة الفرصة لي للعمل على تقليص الهدر في الإنفاق الحكومي'، مؤكداً أن مبادرة الكفاءة الحكومية التي أطلقها ستترسخ كنهج مؤسسي دائم داخل أروقة الدولة. وتأتي استقالة ماسك قبل يومين من بلوغه الحد القانوني لخدمة الموظفين الحكوميين المؤقتين، والمحدد بـ130 يومًا. وتصاعد التوتر بين الرجلين خلال الأيام الأخيرة، بعدما انتقد ماسك مشروع القانون الجديد لترمب، معتبرًا أنه يزيد العجز الفيدرالي ولا يتماشى مع أهداف الوزارة التي ترأسها. في المقابل، أكد الرئيس ترمب في تصريحات من المكتب البيضاوي أن المشروع لا يزال قيد التعديل، وأنه 'ليس سعيدًا بكل بنوده، لكنه يرضى عن أجزاء منه'، مشيرًا إلى إمكانية إدخال تحسينات مستقبلية. من جهتها، شكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، ماسك على 'خدماته وجهوده في تقليص الهدر والاحتيال'، مؤكدة استمرار العمل داخل وزارة الكفاءة دون رئيس جديد، حيث سيُدار المشروع من قبل كبار الموظفين الذين اختارهم ماسك والذين أصبحوا معينين سياسيين داخل عدد من الوكالات الحكومية. ورغم خروجه الرسمي، أكدت مصادر مطلعة أن ماسك سيواصل تقديم المشورة غير الرسمية للرئيس، فيما يركز جهوده المستقبلية على أعماله الخاصة مثل 'تيسلا' و'سبيس إكس' و'إكس إيه آي'.