logo
كيف سطت الولايات المتحدة على أميركا اسما وفعلا؟

كيف سطت الولايات المتحدة على أميركا اسما وفعلا؟

Independent عربية٠٧-٠٧-٢٠٢٥
بعد 36 عاماً من صدور كتاب "شرايين أميركا اللاتينية المفتوحة: خمسة قرون من نهب قارة"، أصبح الكتاب بين عشية وضحاها من أكثر الكتب مبيعاً، وما ذلك إلا لأن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أهدى نسخة منه عام 2009 للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خلال قمة للأميركتين عقدت في ترينيداد، إذ اتجه تشافيز إلى أوباما وربت على كتفه ثم صافحه بمودة وأعطاه الكتاب الذي يعد من كلاسيكيات اليسار، والتقطت العدسات المشهد فإذا بالكتاب يتقدم في قائمة مبيعات "أمازون" من المركز رقم (54295) إلى المركز السادس خلال 24 ساعة، وذلك على عهدة الـ "غارديان" في الـ 19 من أبريل (نيسان) 2009.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تحاول أميركا الجنوبية تثقيف جارتها الثرية القوية، أي الولايات المتحدة، فثمة تاريخ طويل لهذا التأثير يرصده أستاذ التاريخ في "جامعة ييل"، غريغ غراندين، عبر كتابه الصادر حديثاً في أكثر من 700 صفحة عن "دار بنغوين" بعنوان "أميركا أميركا: تاريخ جديد للعالم الجديد"، وأرجو أن تكون محاولة صائبة لمضاهاة هذا العنوان، إذ أستعمل لكلمتي AMERICA الإنجليزية و AMÉRICA الإسبانية التعريبين الشائعين في العربية، أي أميركا وأميركا.
في الرابع من الشهر الجاري، أي في عيد الاستقلال الأميركي، نشر غراندين في "نيويورك تايمز" مقالة عنوانها "ترمب يشن حرباً على مواطنيه"، أسهب فيها في عرض تاريخ استعمال كلمة "أميركا" للإشارة إلى بلد لا قارة بل قارتين، فاضحاً استعمار هذه الكلمة واغتصابها بمثل استعمار أرض العالم الجديد واغتصابها.
حدود دائمة التوسع
خلال النصف الأول من القرن الـ 18 كان معظم سكان الغرب يشيرون إلى العالم الجديد باسم أميركا، ثم حدث في ستينيات القرن، وفي رد فعل على جهود التاج البريطاني لتشديد السيطرة على ممتلكاته الأميركية، أن "بدأ الرعايا البريطانيون المنشقون في استعمال لفظ 'أميركا' بمعنيين، فيقصدون بأحدهما العالم الجديد ويقصدون بالثاني شريحتهم الصغيرة من هذا العالم، أي الشريط الضيق من الأرض بين جبال أليجيني والبحر".
"وفي عام 1777 أطلقت مواد دستور على البلد الجديد اسم الولايات المتحدة الأميركية وإن ظلت تشير إليه باسم 'أميركا' فقط، وهذا الخلط اللغوي بين مجمل العالم الجديد وأحد أجزائه ينطوي على طموح، إذ توقع كثر في الولايات المتحدة آنذاك أن تضم الأمة الجديدة نصف الكرة الأرضية بأكمله، أو أن تصل في الأقل إلى المحيط الهادئ".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان جورج واشنطن من أوائل من اغتصبوا للولايات المتحدة اسم أميركا، إذ قال في خطاب وداعه عام 1796 أن "الأميركي اسم يخصكم"، بل بلغ الهوس بالاسم أن الرئيس جيمس بيوكانان أرسل عام 1858 أسطولاً من 19 بارجة و2500 جندي و200 مدفع ليطالب حكومة باراغواي بتغيير كلمات "الولايات المتحدة الأميركية الشمالية" إلى "الولايات المتحدة الأميركية" في نص اتفاق تجاري.
واستمر الهوس حتى دونالد ترمب، إذ استهلت جينيفر سالاي استعراضها للكتاب ["نيويورك تايمز" - 12 مايو (أيار) 2025] بحديث عن الـ 20 من يناير الماضي، حينما وقّع ترمب أمراً تنفيذياً بتسمية خليج المكسيك باسم خليج أميركا، قائلاً إن "المنطقة التي كانت تعرف في السابق باسم خليج أميركا هي منذ أمد بعيد جزء لا يتجزأ من أمتنا الناشئة، وتظل مواردها الطبيعية وحياتها البرية جزءاً مركزياً من الاقتصاد الأميركي".
وبعد أسبوعين كتب غراندين مقالة في الـ "غارديان" البريطانية قال فيها إن "ترمب قد يكون محقاً بمعنى واحد في الأقل، فلو أن استخراج الثروات الطبيعية بكثافة من رقعة من الطبيعة يمنح حقوق ملكية هذه الرقعة، فالخليج ولا شك ملك للولايات المتحدة التي تقوم صناعاتها منذ أكثر من قرن بالحفر في الخليج والتكسير والصيد فيه، بشرهٍ يجعل من الأعاجيب أن يبقى فيه أي قدر من النفط أو الغازات أو الحياة البحرية"، وتعلق سالاي على ذلك بقولها إن الأميركيين امتلكوا الخليج "بانتهاكهم له"، وتمضي فتقول إن ترمب بذلك الأمر التنفيذي لم يستول على الخليج وحده، وإنما على صفة الأميركي أيضاً، إذ يكفي أن يوصف الخليج بالأميركي ليفهم من هذا أنه ملك للولايات المتحدة، ولكن كتاب غراندين يقول خلاف ذلك، إذ يبين أن أميركا الشمال وأميركا الجنوب ظلتا على مدى خمسة قرون تصوغان إحداهما الأخرى عبر الحرب والغزو والتنافس والتعاون، وظلت لعلاقتهما تداعيات، لا على نصف الكرة الأرضي الغربي وحده وإنما على العالم كله، وإذا كان الشماليون من أبناء العالم الجديد قد سعوا منذ فترة باكرة إلى الاستيلاء على اسم القارة لبلدهم، فإن ثوار الجنوب الذين كانوا يسعون إلى الإطاحة بالحكم الملكي الإسباني لم يحذوا حذوهم، "فلم تكن أميركا بالنسبة إليهم رمزاً لقومية وإنما لأممية، وكتب الزعيم السياسي الكولومبي فرانسيسكو دي باولا سانتاندير عام 1888 أنه ليس من المهم كثيراً أين محل ميلاده، فـ 'أنا أميركي وحسب، وبلدي هو أي ركن في أميركا لا يخضع لحكم الإسبان' وكان الثوري الفنزويلي الذي حرر جزءاً كبيراً من أميركا الجنوبية من الحكم الإسباني، سيمون بوليفار، يرجو لأميركا الحرة كلها، كما سيتبين لاحقاً، أن تقود الإنسانية إلى مستقبل يحكمه القانون والعدل".
وفي الوقت نفسه، كما يقول غراندين، وعلى رغم إيمان بعض الأصوات في الولايات المتحدة بالمثل الرائجة في القارة الجنوبية، ومنهم جون كوينسي آدمز، فإن العبودية توسعت وتسارع تهجير الهنود واستعر التوسع غرباً وتسارعت أيضاً وتيرة القومية العدوانية التي تمثلها اليوم حركة "ماغا" MAGA أو "إعادة أميركا لعظمتها من جديد"، وتحول "قاتل الهنود الاستعبادي الأنجلو-سكسوني"، بحسب تعبير آدمز، إلى مثال وطني للبطولة.
ولعل من أهم الأفكار التي نشأت في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة الباكرة أيضاً ما يتناوله غراندين في كتاب سابق له عنوانه "نهاية الأسطورة"، استكشف فيه مكانة الحدود في المخيلة الأميركية، وتقول جينيفر سالاي إن "غراندين أقام نهاية الأسطورة على أن ميثولوجيا الحدود الدائمة التوسع أججت خيالات النمو اللانهائي، وبدلاً من مكافحة ندرة الموارد تعلم الأميركيون ببساطة أن يتقدموا صوب الغرب للاستيلاء على موارد جديدة، وتعقّب غراندين باعتياد الولايات المتحدة الوحشية وقدرتها على تنظيم سياساتها حول التوسع المستمر اللانهائي".
"في الوقت نفسه كان إلى الجنوب من أميركا تصور مختلف للعالم وفهم مختلف له، إذ يبين كتاب 'أميركا أميركا' أن الأميركيين الإسبان ما كانوا يرون الحدود منافذ للهرب وإنما مسارح تاريخية للإرهاب والهيمنة، ويؤكد أن هذا الشعور بالألم قد أدى إلى نشوء نزعة إنسانية في أميركا اللاتينية أصبحت الأساس لمثُل التعاون الدولي والمؤسسات العالمية ومنها الأمم المتحدة".
أرض مفروشة بالجثامين
ترى سالاي في ذلك طرحاً غريباً، لأن لبلاد أميركا اللاتينية نصيبها من الصراعات الداخلية والدكتاتوريات الوحشية، فضلاً عن أسطورة السود التي تظهر فيها الإمبراطورية الإسبانية كياناً فاسداً استعبادياً سفاكاً للدماء، وهي الصورة التي استعملها الإمبرياليون البريطانيون لإظهار أنفسهم بمظهر المعتدلين بالمقارنة مع الإسبان، و"يقر غراندين بمسؤولية الغزاة الإسبان عن سفك هائل للدماء، لكنه يمضي ليقول إن الخراب الذي جرى على أيديهم أثار غضباً ومعارضة"، وليس مزيداً من سفك الدماء.
وفي هذا الصدد يرسم غراندين صورة بديعة للأب بارتولمي دي لاس كاسس، القسيس الدومينيكاني في القرن الـ 16 الذي بدأ مناصراً لطموحات التاج الإسباني الإمبريالية ومنتفعاً بها ثم تحول إلى أحد أشد منتقديها، وما طرأ ذلك التحول على لاس كاساس إلا حينما رافق بعثة لإحلال السلام في كوبا، فرأى رفاقه الإسبان يبقرون أحشاء النساء والأطفال، وحكى لاحقا عن 'الأرض المفروشة بالجثامين' وكتب شهادته عن كثير للغاية من المجازر، وكثير للغاية من الحرق، وكثير للغاية من السلب، وأخيراً عن محيط من الشرور"، ففي مقابل المدافعين البارزين عن الإمبراطورية الإسبانية الذين رأوا السكان الأصليين جديرين بالقهر، يرى غراندين "أننا لا نولي الاهتمام الكافي بـ 'الثوريين الأخلاقيين' الذين أقروا بأن السكان الأصليين بشر، وأن البشر جميعاً متساوون لم يولد منهم أحد عبداً".
"وفي حين كان الباحثون في أجزاء أخرى من العالم يفصلون ملامح إنسانية جديدة، مضى لاس كاساس إلى خطوة أبعد في تقدير غراندين، إذ ربط هذه الإنسانية بتقاليد الكنيسة الكاثوليكية فخرج بفلسفة توازن بين الحقوق الفردية وحاجات المنفعة العامة، وذلك ما ظل الأميركيون اللاتينيون يذكرون به جيرانهم الشماليين دونما جدوى".
يتتبع كتاب "أميركا أميركا" هذه الثيمة عبر القرون، في غمار ثورات وحروب أهلية وكفاح من أجل الاستقلال، ويوضح غراندين أن الأميركيين الإسبان حرصوا دائماً على إحسان الظن بالأميركيين السكسون، حتى إنهم في البداية قرأوا "مبدأ مونرو" الصادر عام 1823 باعتباره تأكيداً للنضال الجماعي ضد الإمبريالية الأوروبية، لولا أن الولايات المتحدة ظلت تستند إلى ذلك المبدأ باعتباره 'تصريحاً ذاتياً بالتدخل ضد جيرانها الجنوبيين' فكان لواشنطن دور في تغيير أنظمة الحكم 16 مرة بين عامي 1961 و1996 في دول أميركا اللاتينية".
وترى جينيفر سالاي أن إبراز غراندين لغلبة الروح الإنسانية لدى الأميركيين اللاتينيين يبلغ أحياناً مبلغ العاطفية، ويصل إلى حد أن يعلن غراندين في نهاية الكتاب أن أميركا اللاتينية "من أكثر قارات العالم سلاماً من حيث العلاقات بين الدول"، مغفلاً أن السياسات الداخلية، بحسب ما تشير سالاي، شأن آخر تماماً، و"غراندين يعلم هذا، ولكنه يمتنع من طرحه بما قد يعقد فرضيته الأساس، ويؤكد بدلاً من ذلك أن ما تعيشه القارة الجنوبية من معاناة إنما يرجع لسبب آخر ويكمن في مكان آخر، فيشير محقاً إلى دعم الولايات المتحدة لطغاة من أمثال بينوشيه في تشيلي"، ويوجه اللوم أيضاً إلى نظام التجارة الدولية غير المنصف، مشيراً إلى أن الديمقراطيين الاجتماعيين في القارة يعتقدون أن مفتاح حل مشكلاتهم الداخلية الكبيرة يكمن في قدرتهم على إصلاح النظام العالمي".
ومؤكد أن التناقض بين الأميركتين لا يبلغ حدة التناقض بين الخير والشر، بحسب ما يصور غراندين، لكن أنطوني باغدن يؤكد في استعراضه للكتاب ["ليتراري رفيو" – أبريل (نيسان) 2025] وجود اختلافات كبيرة بين الأميركتين، مستشهداً بهيغل الذي قال إن "أميركا الجنوبية غُزيت أما أميركا الشمالية فاستُعمرت"، ولا يزال "أثر هذا جلياً بطرق لا حصر لها حتى اليوم"، إذ ظل في أراضي أميركا الجنوبية من السكان الأصليين عدد أكبر وأفضل حالاً ممن في أميركا الشمالية، وظلت شعوب الجنوب أكثر اختلاطاً عرقياً، مصداقاً لقول سيمون بوليفار لنواب فنزويلا عام 1819 "إننا أشبه بسلاسة وسطى بين ملاك هذه الأرض الشرعيين والغاصبين الإسبان"، بينما أزيح السكان الأصليون في أميركا الشمالية واستبدل بهم عبيد أفارقة، فظل البلد الشمالي إلى اليوم منقسماً وفقاً لخطوط عرقية حادة.
يكتب أنطوني باغدن أن بطل كتاب "أميركا أميركا" الحقيقي هو سيمون بوليفار، لكن ليس بوصفه القائد العسكري العبقري المعروف، إذ يحتفي فيه غراندين بالرجل الذي حلم بما أطلق عليه "مؤتمر جوار أميركا"، حين تصور بوليفار أن تترابط كامل أميركا الجنوبية من خلال معاهدات تعاون مع بلاد الشمال، وفي عام 1824 دعا بوليفار جميع جمهوريات أميركا اللاتينية الناشئة ومراقبين من أميركا الشمالية إلى مؤتمر في مدينة بنما، طامحاً إلى تكوين اتحاد لما سماه 'الأمم الحرة' (فلعله أول من استعمل المصطلح) التي ستتوحد في النهاية تحت قانون واحد 'يبطل أي تأثير أو قوة للون أو العرق، ويلغي العبودية، ويقر المساواة في الحقوق للجميع، فلا تكون أمة مفردة أضعف من أخرى ولا أقوى'، وعلى رغم توقيع 'معاهدة الاتحاد والعصبة' فإن مؤتمر بوليفار لم يثمر كثيراً، فظلت بلاد أميركا اللاتينية متناحرة لا تعدو جمهوريات الهواء، بحسب تسمية بوليفار، لكن ظل حلم الرجل بالاتحاد وحسبانه له خطوة نحو اتحاد يشمل العالم كله فكرة مؤثرة، إذ إن الصلات الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، بحسب ما يكتب ريتشارد فاينبرغ في استعراض الكتاب ["فورين أفيرز" - 22 أبريل 2025] ـ قد "جعلت للفكر السياسي والمُثل الدبلوماسية الأميركية اللاتينية أثراً هائلاً في جارتهم الشمالية القوية الثرية، فالعقائد التي تشكلت في أميركا اللاتينية في ما يتعلق بالقانون الدولي والمساواة القضائية وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، هي التي ألهمت الأممية الليبرالية الويلسونية، وسياسة حسن الجوار التي انتهجها الرئيس فرانكلين روزفلت، وركزت على التجارة والتعاون في نصف الكرة الغربي بدلاً من استخدام القوة والمثل التي شكلت الأمم المتحدة، وحتى تحالف الـ 'ناتو' العسكري".
يكتب أنطوني باغدن أن دول أميركا اللاتينية اليوم تتأرجح جميعاً بين النور والظلام، ومع عودة دونالد ترمب للسلطة فإن مستقبل هذه الدول يبدو مظلماً، شأن مستقبل علاقاتها بالولايات المتحدة، غير أن فضل كتاب غراندين يتمثل في وضعه إطاراً للعلاقات بين الأميركتين لا يحتل فيه ترمب، بكل ما يمثله، غير نقطة في قوس واسع، فقد يحدث أن تأخذ الولايات المتحدة، مثلما يرجو غراندين، عن جيرانها الجنوبيين ما يُصلحها، لأن لدى أولئك الجيران كثيراً مما يمكن أن يعلّموه لجارة الشمال.
العنوان: AMERICA, AMÉRICA: A New History of the New World
تأليف: Greg Grandin
الناشر : Penguin Press
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شركة "إكس إيه آي" التابعة لماسك تتعاقد مع البنتاغون لاستخدام "غروك"
شركة "إكس إيه آي" التابعة لماسك تتعاقد مع البنتاغون لاستخدام "غروك"

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

شركة "إكس إيه آي" التابعة لماسك تتعاقد مع البنتاغون لاستخدام "غروك"

أعلنت شركة "إكس إيه آي" التابعة لإيلون ماسك والمطورة لروبوت محادثة قدم إجابات مؤيدة لهتلر وعبارات معادية للسامية على منصة إكس، الإثنين أنها وقعت عقداً لتقديم خدماتها لوزارة الدفاع الأميركية. من جهته، أعلن البنتاغون أنه بالإضافة إلى هذا العقد فقد أبرم عقوداً مماثلة مع ثلاث شركات منافسة لـ"إكس إيه آي" هي "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" و"غوغل". وأوضح البنتاغون في بيان أن هذه العقود ترمي إلى تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي ومواجهة "تحديات الأمن القومي الحرجة". وبحسب البيان فإن القيمة القصوى لكلٍ من هذه العقود الأربعة تبلغ 200 مليون دولار. ولفتت وزارة الدفاع الأميركية في بيانها إلى أنها تريد من خلال الذكاء الاصطناعي "تحويل قدراتها في دعم المقاتلين" و"الحفاظ على ميزة استراتيجية على خصومها". وبما يتعلق بالعقد الذي أبرمته "إكس إيه آي" فإن "غروك"، روبوت المحادثة الذي أطلقته في نهاية 2023 وعرف بتقديم إجابات مثيرة للجدل، سيستعمل في تقديم خدمات باسم "غروك للحكومة". وبالإضافة إلى العقد مع البنتاغون، "أصبح بإمكان كل وزارة أو وكالة أو مكتب في الحكومة الفيدرالية الآن شراء منتجات إكس إيه آي" بفضل إدراجها في قائمة الموردين الرسمية، حسبما أوضحت الشركة. وبعد نشر نسخة محدثة منه في السابع من يوليو (تموز)، أشاد روبوت المحادثة بأدولف هتلر في بعض الردود، وندد على إكس بـ"الكراهية ضد البيض"، ووصف حضور اليهود في هوليوود بأنه "غير متناسب" مع أعدادهم. واعتذرت شركة "إكس إيه آي" السبت عن الإجابات المتطرفة والمسيئة، وقالت إنها صححت التعليمات التي أدت إلى هذه النتائج. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتبين لصحافي في وكالة الصحافة الفرنسية فحص النسخة الجديدة من روبوت المحادثة "غروك 4" التي تم الكشف عنها الأربعاء أن الأخير صار يراجع مواقف ماسك قبل الإجابة على بعض الأسئلة التي وجهت إليه. ويأتي العقد بين شركة "إكس إيه آي" ووزارة الدفاع في ظل خصومة علنية بين ماسك والرئيس دونالد ترمب. وكان ماسك وترمب قريبين جداً، فقد ساهم أغنى رجل في العالم بأكثر من 270 مليون دولار في حملة الجمهوري الرئاسية، وقاد "لجنة الكفاءة الحكومية" لخفض الإنفاق الفيدرالي، وكان ضيفاً دائماً على المكتب البيضاوي. وغادر رجل الأعمال "لجنة الكفاءة الحكومية" في مايو (أيار) للتركيز على إدارة شركاته، وخاصة تيسلا المتخصصة في السيارات الكهربائية والتي تضررت صورتها ومبيعاتها في أنحاء العالم نتيجة تعاونه مع ترمب. لكن بعد فترة وجيزة، وقع صدام علني بين الرجلين بشأن مشروع قانون الميزانية الذي اقترحه الرئيس على الكونغرس وأقره الأخير، قبل أن يعتذر ماسك عن بعض منشوراته الأكثر عدوانية. وتعتبر الحكومة وقطاع الدفاع محرك نمو محتملاً لشركات الذكاء الاصطناعي العملاقة. ودخلت شركة ميتا في شراكة مع شركة أندوريل الناشئة لتطوير سماعات واقع افتراضي للجنود ووكالات إنفاذ القانون، بينما حصلت شركة "أوبن إيه آي" في يونيو (حزيران) على عقد لتوفير خدمات ذكاء اصطناعي للجيش الأميركي.

سقوط مسيرتين في حقل خورمالا النفطي بإقليم كردستان العراق
سقوط مسيرتين في حقل خورمالا النفطي بإقليم كردستان العراق

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

سقوط مسيرتين في حقل خورمالا النفطي بإقليم كردستان العراق

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق في بيان أمس الإثنين أن طائرتين مسيرتين سقطتا في حقل خورمالا النفطي. ويقع حقل خورمالا قرب مدينة أربيل في الإقليم. وذكرت خلية الإعلام الأمني العراقية، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن نشر المعلومات الأمنية، في بيان أن حقل النفط جرى استهدافه بطائرتين مسيرتين مجهولتي المصدر من دون تسجيل خسائر بشرية، مضيفة أن الأضرار اقتصرت على الجوانب المادية. وقالت إن تنسيقاً يجري مع أجهزة الأمن والمخابرات في إقليم كردستان للتحقق من ملابسات الواقعة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشارت وزارة الثروات الطبيعية بإقليم كردستان في بيان إلى أن الهجوم أسفر فقط عن ضرر بأنابيب المياه في حقل النفط. ولم توضح الوزارة ما إذا كان إنتاج الحقل قد تأثر بالهجوم. وفي وقت سابق، أعلنت سلطات إقليم كردستان العراق إسقاط طائرة مسيرة "مفخخة" الإثنين قرب مطار أربيل الدولي الذي يضم قاعدة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش". وقال جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، "صباح الإثنين، عند الساعة 02:20 (23:20 توقيت غرينتش ليل الأحد) جرى إسقاط طائرة مسيرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي"، مؤكداً عدم وقوع "أي خسائر بشرية أو مادية". ولم تتبن أي جهة إطلاق المسيرة. وكانت سلطات الإقليم أعلنت في الثالث من يوليو (تموز) الجاري إسقاط مسيرة قرب المطار في عملية لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

زيلينسكي يعرب عن امتنانه لترمب ويناقش معه "حلولا" لحماية أوكرانيا
زيلينسكي يعرب عن امتنانه لترمب ويناقش معه "حلولا" لحماية أوكرانيا

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

زيلينسكي يعرب عن امتنانه لترمب ويناقش معه "حلولا" لحماية أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين إنه تحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي دونالد ترمب وناقشا "حلولاً" لحماية أوكرانيا، بعدما سمح الأخير بإرسال أسلحة جديدة إلى كييف. وكتب زيلينسكي عبر منصة إكس "ناقشنا مع الرئيس الوسائل والحلول الضرورية لتوفير حماية أفضل للشعب من الهجمات الروسية وتعزيز مواقعنا". وأعرب الرئيس الأوكراني عن "امتنانه" لنظيره الأميركي الذي سمح بإرسال أسلحة جديدة إلى كييف عبر حلف شمال الأطلسي، مؤكداً أن هذه الخطوة ستساعد في حماية أرواح الأوكرانيين. وقال في كلمته المسائية "أنا ممتن للرئيس ترمب لاستعداده لمساعدتنا على حماية أرواح شعبنا". وذكر زيلينسكي في منشور عبر تطبيق تيليغرام "كانت محادثة جيدة جداً. شكرته على استعداده لدعم أوكرانيا ومواصلة العمل معاً لوقف أعمال القتل وإرساء سلام دائم وعادل". وقال أيضاً إنه أجرى محادثة جيدة جداً مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الذي التقى ترمب في البيت الأبيض. وكان زيلينسكي أكد أمس الإثنين أنه عقد اجتماعاً "مثمراً" في كييف مع المبعوث الأميركي كيث كيلوغ تخلله بحث في التعاون الدفاعي والعقوبات على روسيا. وكتب على منصات التواصل الاجتماعي "ناقشنا السبيل إلى السلام وما يمكننا القيام به عملياً ليكون (السلام) أقرب"، مشيراً إلى أن ذلك يشمل "تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، والإنتاج المشترك، وشراء الأسلحة بالتعاون مع أوروبا". برلين ستؤدي "دوراً حاسماً" أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس الإثنين أن بلاده ستؤدي "دوراً حاسماً" في الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا أسلحة للتصدي للهجوم الروسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال ميرتس في بيان نشره مكتبه إن الرئيس الأميركي "اتخذ خطوة مهمة اليوم". وأضاف "ناقشتُ هذا الأمر مع الرئيس ترمب مرات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، وأكدت له أن ألمانيا ستؤدي دوراً حاسماً". وأعلن الرئيس الأميركي والأمين العام للناتو مارك روته الإثنين عن اتفاق تشتري بموجبه دول في الحلف من الولايات المتحدة أسلحة، من بينها أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت، لترسلها لاحقاً إلى أوكرانيا. وقال روته إن أوكرانيا ستحصل على "كميات هائلة" من الأسلحة بموجب الاتفاق الذي يهدف إلى معالجة شكاوى ترمب من أن الولايات المتحدة تدفع الكثير لمساعدة أوكرانيا. وتابع ميرتس "نحن نفعل هذا من أجل مصلحتنا"، لافتاً إلى أن ألمانيا لا تزال تعمل مع حلفائها "لتوضيح تفاصيل" الخطة. وقال المستشار الألماني "بهذه الطريقة فقط سيزداد الضغط على موسكو للتفاوض أخيراً على السلام. وفي نهاية المطاف، نُظهر أننا نعمل بتناغم كشركاء أمنيين". وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس كشف خلال زيارته لواشنطن أن بلاده عرضت شراء نظامين من طراز باتريوت بموجب الاتفاق. وقال بيستوريوس إن "ألمانيا ستواصل أداء دور قيادي وموثوق به في الحلف" الأطلسي. مقتل شخصين في خيرسون ميدانياً، قال أوليكساندر بروكودين حاكم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا إن طائرات مسيرة روسية قتلت شخصين الإثنين. وكتب بروكودين على تطبيق "تيليغرام" أن امرأة قتلت في المدينة الرئيسية بالمنطقة، واسمها أيضاً خيرسون، وقتل رجل في منطقة تقع شمالي المدينة على نهر دنيبرو. وتسيطر القوات الروسية على مساحات كبيرة من منطقة خيرسون على الرغم من هجوم مضاد شنته أوكرانيا في أواخر عام 2022 واستعادت خلاله السيطرة على مدينة خيرسون ومناطق أخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store