مقتل "رجل الصواعق النوووية" في إيران
أسفر الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران عن مقتل سعيد برجي، العضو البارز في منظمة "سبند" والمتخصص في صواعق المتفجرات، والذي أدى دوراً محورياً في تطوير التقنيات المرتبطة بالانفجار في القنبلة النووية، خلال العقدين الماضيين.
وكان برجي، الحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة "مالك أشتر" الصناعية، شخصية غير معروفة للعامة، لسنوات طويلة، لكنه كان عنصراً أساسياً في البرنامج النووي العسكري الإيراني. ويعتبر أحد أهم الشخصيات في المشروع التسليحي العسكري الإيراني،
وكانت تقرير إعلامية واستخباراتية أفادت بأن نشاطات برجي وزملائه استمرت بشكل سري بعد ذلك التاريخ ضمن "مؤسسات" معينة، مثل منظمة "سبند" وهي وكالة بحث وتطوير تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية. وشغل برجي لسنوات منصب رئيس "مركز أبحاث تقنيات الانفجار والارتطام" وهو أحد المراكز التابعة لمنظمة "سبند". وكان للمركز دور محوري في تطوير تقنيات صواعق متقدمة مثل الصواعق متعددة النقاط المتزامنة (MPI) والصواعق السلكية المتفجرة (EBW) المستخدمة في القنابل من نوع الانفجار الداخلي (implosion-type).
وبحسب "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، فإن تصنيع هذه الصواعق يعد جزءاً لا يتجزأ من الجهاز التفجيري النووي، لأن تشغيلها الدقيق والمتزامن ضروري لضغط البلوتونيوم أو اليورانيوم بشكل متناظر، وهو أمر أساسي في تصنيع القنبلة الذرية.
كما تعاون برجي مع خبراء أجانب، من بينهم العالِم الأوكراني فياتشيسلاف دانييلينكو، المتخصص في البرنامج النووي الذي كان يتبع الاتحاد السوفياتي سابقاً، وتلقى تدريبات على تصميم غرف الانفجار، وشارك في تصميم غرف اختبار كبيرة للانفجار في موقع "بارتشين"، والتي استخدمت لمحاكاة الانفجار الداخلي في القنبلة النووية.
وبحسب التقييمات الاستخباراتية، كان موقع "آباده" في محافظة فارس أيضاً من المواقع التي استخدمها برجي لاختبار الصواعق المتفجرة. وفي العام 2019، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الموقع يستخدم في أنشطة نووية مشبوهة. كما أكدت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" العثور على آثار لليورانيوم غير المعلن عنه في هذا الموقع.
وفي أعقاب تلك المعلومات، وضعت وزارة الخزانة الأميركية العام 2019 سعيد برجي في لائحة العقوبات لدوره المحوري في الجهود التسليحية النووية الإيرانية. والبيان الصادر آنذاك بالتزامن مع فرض عقوبات على 13 فرداً و17 كياناً مرتبطين بمنظمة "سبند"، وصف برجي بأنه خبير في المتفجرات والمعادن ضمن مجموعة "شهيد كريمي".
وإضافة إلى نشاطاته العلمية، تولى برجي إدارة عدد من الشركات الواجهة المرتبطة بالمشاريع النووية، فترأس مجالس إدارات شركات مثل "آذر أفروز سعيد" و"آروين كيميا ابزار" في السنوات الأخيرة، والتي زعمت أنها تعمل في مجالي النفط والبتروكيماويات، لكنها بحسب تقارير استخباراتية كانت تستخدم كغطاء لأبحاث عسكرية تتعلق بالصواعق النووية.
ويوصف برجي بأنه "رجل الصواعق النووية في إيران"، وشكل حلقة الوصل بين الجيل الأول من العلماء النوويين والهياكل السرية الحالية للبحوث النووية العسكرية. والتكنولوجيا التي كانت تحت إشرافه، مكنت إيران من توطين تصنيع الصواعق الانفجارية المتزامنة، ورفعها إلى المستوى التشغيلي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 24 دقائق
- ليبانون 24
حين يُهدد التخصيب العالم: ما هو تخصيب اليورانيوم.. وكيف يُستخدم في صنع القنابل النووية؟
في ذروة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، يعود مصطلح "تخصيب اليورانيوم" إلى الواجهة، ليس كمجرد مفهوم تقني، بل كعامل محوري يحدد مصير المنطقة وربما مصير العالم بأسره. فالسؤال الذي يتجاوز الصواريخ والطائرات المسيّرة بات أكثر إلحاحاً: هل نحن على أعتاب لحظة نووية؟ الذرّة والهاوية: ماذا يعني تخصيب اليورانيوم؟ تخصيب اليورانيوم هو العملية التي يتم فيها زيادة نسبة النظير النادر "اليورانيوم-235" داخل اليورانيوم الطبيعي. هذا النظير، الذي يشكل أقل من 1% من اليورانيوم الموجود في الطبيعة، هو القادر على الانشطار النووي ، أي إطلاق طاقة هائلة عبر سلسلة تفاعلات متسلسلة. وعندما تُرفع نسبة هذا النظير إلى مستويات عالية، يصبح بالإمكان استخدامه كسلاح لا كوقود. لكن لماذا اليورانيوم-235 بالذات؟ وما الفارق بينه وبين شقيقه الأكثر وفرة، اليورانيوم-238؟ عند استخراج اليورانيوم من باطن الأرض، نجد أن 99.27% منه هو يورانيوم-238، الذي يحتوي على 92 بروتونًا و146 نيوترونًا. أما اليورانيوم-235، الذي يحتوي على 92 بروتونًا و143 نيوترونًا فقط، فلا يشكّل سوى 0.72% من إجمالي الخام. الفارق بين النظيرين لا يكمن فقط في البنية الذرية، بل في السلوك الفيزيائي داخل قلب المفاعل أو القنبلة. اليورانيوم-235 هو الوحيد بين النظائر القادرة على دعم تفاعل انشطار متسلسل. في هذا التفاعل، يقوم نيوترون واحد بشطر نواة الذرة، ما يُنتج طاقة هائلة ويُطلق نيوترونات أخرى تستمر في شطر ذرات إضافية، محدثة سلسلة تفاعلات يمكن أن تنفجر في جزء من الثانية، كما في الأسلحة النووية، أو تُضبط وتُستخدم لإنتاج الكهرباء أو الأدوية، كما في المفاعلات المدنية. أما اليورانيوم-238، فهو خامد نسبياً في هذا السياق. لا يشارك مباشرة في الانشطار، لكنه يُستخدم في صناعات أخرى مثل إنتاج البلوتونيوم-239، وهو عنصر آخر قابل للاستخدام في السلاح النووي. بين السلم والحرب: مستويات التخصيب ومعادلة الردع لكي نضع الأمور في منظورها الحقيقي، يجب أن ندرك الفوارق الكمية والنوعية بين الاستخدام المدني والعسكري لليورانيوم. المفاعلات النووية التي تُستخدم لإنتاج الطاقة أو تصنيع النظائر الطبية تعمل عادةً على يورانيوم مخصب بنسبة 3% إلى 5%، وهي نسبة لا تكفي لإحداث انفجار نووي. لكن عند الوصول إلى نسبة تخصيب 20%، يصبح اليورانيوم "عالي التخصيب" بحسب تصنيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي هذا المستوى، يصبح الانتقال إلى التخصيب العسكري - أي إلى 90% - أسرع بكثير من الانتقال الأولي من 5% إلى 20%. وهذا هو ما يُعرف بـ"العتبة النووية". من هنا، فإن امتلاك إيران كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% — كما تؤكد الوكالة الدولية — لا يُعد تطوراً تقنياً فقط، بل نقطة انعطاف استراتيجية. فالمسافة الفاصلة بين 60% و90% تُقاس بأشهر أو حتى بأسابيع، في حال توفر الإرادة والقدرة التقنية. الطرد المركزي: قلب السر النووي تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم تعتمد على أجهزة الطرد المركزي، وهي آلات تدور بسرعات خارقة لعزل اليورانيوم-235 عن اليورانيوم-238. وهذه التكنولوجيا، رغم بساطتها الظاهرة، محاطة بسرية شديدة لأنها تمثل بوابة العبور إلى السلاح النووي. الدول التي تملك هذه التقنية يمكنها أن تنتقل في أي لحظة — من الناحية النظرية — من تخصيب منخفض للاستخدام المدني، إلى تخصيب عسكري لصنع قنبلة نووية. هذا هو جوهر الخطر الذي تثيره الأنشطة النووية الإيرانية ، في ظل اشتداد المواجهة مع إسرائيل. حين تتقاطع الفيزياء مع الجغرافيا السياسية إذا كانت الفيزياء النووية علماً دقيقاً، فإن السياسة النووية هي علم إدارة الرعب. أي تحرك نحو تخصيب بنسبة 90% لن يُنظر إليه بوصفه خطوة علمية، بل كإعلان نوايا استراتيجي. وفي منطقة مشبعة بالحروب والانهيارات، يصبح اليورانيوم نفسه طرفاً في المعادلة. إن التوتر الحالي بين إسرائيل وإيران لا يُقاس فقط بعدد الصواريخ أو ساعات الطيران في الأجواء. إنه صراع على مفترق نووي. وإذا كانت المفاوضات النووية قد وُضعت في ثلاجة دبلوماسية منذ سنوات، فإن أجهزة الطرد المركزي لم تتوقف عن الدوران. في لعبة الردع المتبادلة، لا يكفي أن تمتلك السلاح — يكفي أن تكون قادراً على صنعه. وهذا بالضبط ما يجعل من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% حالة طوارئ استراتيجية. لأن من يمتلك القدرة على الوصول إلى 90%، يمتلك أيضاً القدرة على تغيير قواعد اللعبة. وفي ظل غياب ثقة إقليمية أو ضمانات دولية حقيقية، يبقى تخصيب اليورانيوم أكثر من مسألة تقنية. إنه إنذار مبكر لحرب كبرى، أو لحظة عقل تعيد حسابات الصراع. وفي كلا الحالين، نحن في الشرق الأوسط لا نملك رفاهية تجاهل دوران أجهزة الطرد المركزي.

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
الوكالة الذرية تعلن تضرر الجزء السفلي من مفاعل نطنز
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الثلاثاء، أن الجزء السفلي من مفاعل نطنز، تعرض على ما يبدو لأضرار مباشرة خلال الضربات الإسرائيلية على إيران. أضرار مباشرة وكانت الوكالة قد قالت أمس الاثنين، إن "لا مؤشرات" لديها على ذلك، وقدّرت أن يكون القسم الموجود فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم هو الذي تضرر فقط، إلى جانب بنى تحتية كهربائية. وفي منشور عبر "إكس"، أوضحت الوكالة أنه "استناداً إلى التحليلات المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي جُمعت بعد هجمات الجمعة، رصدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز". ويضم مفاعل نطنز نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي في منشأتي التخصيب، وإحداهما تحت الأرض. وتخصّب إيران حالياً اليورانيوم حتى 60 في المئة، وهي نسبة أعلى بكثير من السقف الذي حدده اتفاق 2015 والبالغ 3,67 في المئة، علماً أن النسبة ما زالت أقل من 90 في المئة التي يتطلبها تطوير رأس حربي نووي. غروسي مستعد للتوجه إلى إيران وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، استعداده للتوجه فوراً إلى إيران حيث يتواجد مفتشو الوكالة. وكان غروسي قد قال الجمعة، إن الوكالة على اتصال مع السلطات الإيرانية، للحصول على معلومات عن حالة المرافق النووية المعنية، وتقييم أي آثار أوسع نطاقاً قد تترتب على صعيد الأمان والأمن النوويين. وأضاف في بيان، أن السلطات الإيرانية أكدت تأثر موقع نطنز بالعملية الإسرائيلية، وأنه لا توجَد مستويات إشعاع عالية، مضيفةً أن موقعي أصفهان وفوردو لم يتأثرا حتى الآن بالعملية حتى الآن. وخلال إحاطته في جلسة مجلس الأمن،، قال غروسي إن محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز دُمرت، مضيفاً أن إيران أبلغت عن هجمات على فوردو وأصفهان. يذكر أن "رويترز" كانت أشارت إلى أن مراجعات الخبراء لصور أقمار صناعية، أظهرت أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، جراء الموجة الأولى من الضربات الجوية الإسرائيلية، التي بدأت يوم الجمعة الماضي، محدودة على ما يبدو، بحسب وكالة "رويترز".


النهار
منذ 4 ساعات
- النهار
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: أدلّة جديدة على تعرض الجزء السفلي من منشأة نطنز لأضرار مباشرة
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء أن الجزء السفلي من مفاعل نطنز تعرض على ما يبدو لأضرار مباشرة خلال الضربات الإسرائيلية على إيران. وكانت الوكالة قد قالت الإثنين إن "لا مؤشرات" لديها على ذلك، وقدّرت أن يكون القسم الموجود فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم هو الذي تضرر فقط، إلى جانب بنى تحتية كهربائية. لكن "استنادا إلى التحليلات المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي جُمعت بعد هجمات الجمعة، رصدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز"، على ما قالت الوكالة الأممية في منشور على إكس. ولم تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي تفاصيل أخرى في هذه المرحلة. يضم مفاعل نطنز نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي في منشأتي التخصيب، وإحداهما تحت الأرض. وتخصّب إيران حاليا اليورانيوم حتى 60 في المئة، وهي نسبة أعلى بكثير من السقف الذي حدده اتفاق 2015 والبالغ 3,67 في المئة، علما بأن النسبة ما زالت أقل من 90 في المئة التي يتطلبها تطوير رأس حربي نووي. وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية استعداده للتوجه فورا إلى إيران حيث يتواجد مفتشو الوكالة.