
رفض كبار السن زيارة الطبيب.. خوف التشخيص وقلق يعيشه الأبناء
اضافة اعلان
عمان - في كل مرة يحاول فيها سامي إقناع والده بزيارة الطبيب لإجراء فحوصات دورية، تنتهي المحاولة برد مقتضب ومنهك: "شو بدي أعمل بالطبيب؟ الله يشفيني".والده، البالغ من العمر 68 عاما، يعاني من آلام متكررة في الصدر وتعب مزمن، لكنه يرى أن العيادة هي ما "يُمرض"، ويقول باستنكار: "أروح وأطلع أمراض بحالي!".ويضيف بأن الأدوية تضعف المناعة، بينما الأعشاب التي تُغلى على نار هادئة في المطبخ تكفي، بل هي الأفضل برأيه.هذا الموقف ليس استثناء، بل يبدو مألوفا عند الحديث عن أبناء جيل الخمسينيات والستينيات؛ الجيل الذي يشكل اليوم شريحة واسعة في مجتمعاتنا العربية، ويصنف، وفق منظمة الصحة العالمية، في "عقده الأخير من الشباب".ورغم ما وفرته العقود الأخيرة من تطور طبي، وتشخيص دقيق، وأدوية متخصصة لكل عرض تقريبا، ما تزال نسبة كبيرة من هذا الجيل تبدي ترددا أو حتى رفضا صريحا لمراجعة الأطباء. وكأن الطب رفاهية أو علامة ضعف، أو ترف لا يحتاجونه. وكثيرا ما يكون الدافع الحقيقي هو الخوف من اكتشاف المرض.اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي يوضح أن هذا الجيل، الذي نشأ في ظروف معيشية صعبة، وعاش الحروب والتحولات الاقتصادية والحرمان، طوّر مع الوقت مناعة نفسية تجاه الألم، وأصبح التعب والمرض شيئا لا يعترف به بسهولة، فـ"الاعتراف بالوجع" بالنسبة لهم قد يعني الخضوع والانكسار.ويضيف خزاعي أن كثيرين من أبناء هذا الجيل لا يرون في الوجع ما يستدعي التوقف أو الاستجابة الطبية، بل يتعاملون معه كرفيق مألوف يجب التكيف معه، لا التخلص منه. وربما يفسر هذا السلوك برؤية المرض على أنه ابتلاء يصبر عليه، لا عارض يستدعي العلاج.وتتفاقم هذه النظرة حين تختلط بالعادات الموروثة، إذ تحولت الأعشاب، رغم فائدتها المحدودة في بعض الحالات، إلى بديل دائم عن الدواء، وأصبحت معيارا للثقة بالطبيعة، مقابل شك متجذر في الصناعات الدوائية.فعلى سبيل المثال، تقول أم حسني التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم منذ سنوات، دون أن تراجع الطبيب سوى مرة واحدة: "النعنع واليانسون أحسن من كل أطباء الدنيا"، وترفض الاستمرار على العلاج الطبي لأنه، بحسب قولها، "الجسم بيتعود عليه".ويؤكد الأطباء أن هذه الظاهرة مركبة الجذور، تتداخل فيها الثقافة والخوف، وغياب الثقة، وحتى الإرث التربوي الذي ربط بين الشكوى من المرض والضعف، في مقابل تمجيد الصبر ورفعه فوق صوت الطب.يقول طبيب الأسرة الدكتور مخلص مزاهرة: "كثير من كبار السن يأتون إلى العيادة فقط بعد أن تتدهور حالتهم بشكل خطير، وغالبا ما يجبرهم أبناؤهم على المجيء".ويضيف أنه غالبا ما يكتشف لديهم امراضا مهملة منذ أعوام، ورفضا لفكرة التحاليل أو التصوير، وبعضهم يغادر قبل أن ينتهي الحديث، وكأنهم لا يريدون سماع أي شيء قد يقلقهم، أو حتى يعرضون عن شرب الدواء.ويشير إلى أن ما وراء هذا الرفض ليس مجرد عناد أو جهل، بل خوف حقيقي لدى بعضهم من اكتشاف أمراض يصعب علاجها، أو من الدخول في دوامة الأدوية والمراجعات.ويبين أن الكثير منهم يعد زيارة الطبيب بداية طريق بلا نهاية، مليئا بالإبر والتحاليل والانتظار، وهو ما يشعرهم بأنهم أصبحوا "مرضى فعلا". بعضهم يفضل التظاهر بالقوة حتى اللحظة الأخيرة، خشية أن يتحول إلى عبء على أبنائه، أو ينظر إليه كشخص ضعيف لم يعد قادرا على تدبير أموره.في المقابل، تتحدث المرشدة النفسية رائدة الكيلاني عن الجانب الآخر من المشكلة، والذي يتمثل في نقص التوعية الطبية الموجهة لكبار السن، بلغة تراعي تجاربهم وقيمهم.وتؤكد أن الكثير من الإعلانات والحملات الصحية تخاطب فئات الشباب أو النساء، لكنها نادرا ما تستهدف الآباء والأمهات بلغة مقنعة.وحين يتم تجاهل هذه الفئة إعلاميا واجتماعيا، يصبح من الطبيعي أن تنكفئ على نفسها، وتلجأ لما تعرفه وتثق به؛ الأعشاب، أو انتظار الفرج.وتوضح أن الأبناء أحيانا يكونون جزءا من المشكلة؛ فبعضهم يتعامل مع صحة والديهم بتساهل أو إنكار مماثل، وبدلا من إقناعهم بلطف بأهمية الفحص أو متابعة العلاج، يتركون لهم القرار بدافع الخوف من الجدال أو احتراما مفرطا لرغبتهم. وفي كثير من البيوت، يفضل الصمت على المواجهة، حتى يقع المحظور.لكن رغم قتامة الصورة، تشير الكيلاني إلى وجود مؤشرات إيجابية بدأت بالظهور، لا سيما في الأسر التي ينخرط فيها الأبناء في رعاية آبائهم بطريقة ذكية، تقوم على الحوار لا الفرض، وعلى التدرج لا المواجهة.بعض الأبناء بدأوا بإقناع والديهم بزيارة الطبيب من باب الاطمئنان أو مرافقتهم لفحص سريع مجاني، ثم بناء علاقة تدريجية مع فكرة العلاج، كأن يتحدثوا عن مضاعفات القلب، أو يذكروا أن أصدقاء تناولوا دواء معينا واستفادوا منه. هنا، تبدأ القناعة بالتشكل.وتختم بالتأكيد أن بين جيل يفضل الصمت على الكشف، وأبناء يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، تبقى المسافة بين التقاليد والعلم مليئة بالحواجز النفسية، لكن يمكن تجاوزها مع الوعي، والحب، والإقناع الهادئ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 38 دقائق
- الغد
"الحكيم" عاصم منصور يكتب "من المسافة صفر" عن خيانة الخلايا
هيثم حسان اضافة اعلان عمان- هذا كتاب لا يُقرأ على عجل، بل على مهل، وبتأمل، وتعاد قراءته مرارا، كما لو أنك تستعيد الاستماع إلى لحن قديم.فبلغة أدبية ضافية، وبرشاقة قلم، في بناء الكلمات وتركيبة الجمل والفقرات، وعمق معاني الدلالات وما تحدثه من صدى، بل دوي أحيانا، يأخذك عاصم منصور، الطبيب والكاتب والإداري، ببراعة، إلى عالمه، يخطفك من مقدمة كتابه وحتى آخر الصفحات، ويبقى القارئ أسير الكاتب، بل رهينته، لمدة 678 صفحة، يروي خلالها بطريقة الحكّاء المتمرس رواية السرطان، الذي استنزف جل حياته المهنية.. "ما جعله يختصر الطب في بعدين: السرطان، والأمراض الأخرى، ونجح في تغيير نظرته للحياة"، كما يقول.يلتقط منصور في كتابه، الذي جاء عنوانه "السرطان من المسافة صفر.. عندما تخون الخلايا"، لحظات صغرى، بل متناهية الصغر، ليصنع منها قصصا ومشاهد، تروي وتحكي وتحمل في ذاتها قيما ذات مغزى ومعان تحفر عميقا في الوجدان، فهو في نصوصه يستثمر كل فكرة وواردة، فلا شاردة لديه، بل يبحث عن مكنون المعنى في متن الهوامش وعن المتوارى عن الحس والأنظار، لتتبوأ مكانتها في النص والمخيال والذاكرة.حيث يبني من الخيبات والنكسات الصغيرة، وحتى النكبات الكبيرة في لحظات المرض والألم والحزن واليأس، مبناه وسرديته، لكن خلف ذاك المبنى يتوارى المعنى عميق الدلالة وينبض بالحياة والأمل والوجود، والتجارب.فكل نص فيه مرآة صغيرة، تعكس تجربة وومضة وتكشف ما خفي وما لم يعلن، بما يحمله من حس إنساني متناه في الأنسنة، والكاتب هنا لا يقدم دروسا ولا يلقي عظات، بل يدوّن تجارب للمستقبل، ويفتح نوافذ، وعبر نوافذه تكتشف أن الحياة في تفاصيلها تجربة إنسانية محضة، وعطاء لا أخذ فيه..نصوصه تشبه تأملات كاهن في معبد، حيث يعيد إلى الاعتيادي ألقه، وإلى العابر قيمته، وإلى اللحظات أهميتها، وإلى الحزن نبله، فهو يبحث عن أشياء يومية بلامناسبة، ولذلك فالكتاب ليس محض انطباعات عابرة، بل أرشيف لذاكرة الألم المقترن دائما بالأمل، حتى في جِناسه اللفظي.ويوحي لك، وهو محق، أن عمله في مركز الحسين للسرطان، والذي يأخذ جلّ وقته ذا طابع طقوسي مقدس، فالنصوص لا تتحدث عن الموت بل عن الحياة، أو الوجه الآخر للموت، ولا عن الزوال بل عن الوجود والبقاء والأمل، وما أسماه "تقاطع العلم والروح".وتلك النصوص لا توقظ الحزن ولاتستدعي الأسى بقدر ما تقترب من اللحظات الإنسانية الحرجة، والمرور بالممرات الضيقة والدروب الوعرة، والمظلمة أحيانا، وصولا إلى لحظة إدراك أن الحياة كلها على ذمة الموت، وأن الموت يقف على ذمة الحياة.تنتمي نصوص منصور إلى جنس أدبي هجين (هايبرد)، ليست مقالات وليست قصصا، وربما تأملات لحظية عميقة بلغة إنسانية سلسة ورشيقة، وكل ومضة تحمل سؤالا عن الوجود وعن معنى الحياة.واللافت في عنوان الكتاب، الصادر عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عمان، أنه يحمل سمات ودلالات ذات بعد استراتيجي، لكن هذه المرة من خبير استراتيجي في "الحرب على السرطان"، ففي العنوان مفردة عسكرتارية "المسافة صفر"، وفيه "خيانة" و"خلايا"، وهي كلمات ومصطلحات تحمل معان ودلالات حرب حقيقية وساحة معركة لا تقل واقعية عن الحرب العسكرية. وفي متن الصفحات يمر القارئ بكلمات مثل مستوطنات ومستعمرات، وترميم خطوط الدفاع، وثورة، وثورة بيضاء، ومسافة أمان، وساعة الصفر، والتمرد، والانشقاق، والخلايا، والنقاط العمياء، ونقاط الضعف، المقاومة، والتمويه، والتخفي والدفاع.. وغيرها.وقد رأى الدكتور والكاتب منصور في كتابه أطلسا يرسم ملامح جغرافيا معقدة من خلايا انحرفت عن مسارها، ومن حيوات تمت إعادة توجيهها من جديد بواسطة تشخيص المرض وأبحاث علمية تعود إلى قرون سحيقة وعلماء أفذاذ رفضوا الانصياع للتيار السائد في زمنهم ومن نظم اجتماعية جديدة، يُعاد تشكيلها بمجرد نطق كلمة سرطان!!يهدف هذا الكتاب، وفق مؤلفه، إلى "سبر متاهات علم الأورام، ليس فقط من خلال التشريح الجراحي الدقيق للحقائق الطبية، ولكن أيضا من خلال النثر العاطفي الذي يلتقط الرهبة الوجودية والملاذات غير المتوقعة للأمل، فأثناء تجوالك في هذه الممرات المفعمة بقصص الثبات ولحظات الحزن وهوامش العجائب العلمية وتعليقات السياقات الثقافية ستجد نفسك في متاهة متعددة الأبعاد، يختلط فيها البعد العلمي العميق بالبعد الإنساني الأكثر عمقا".فهذا الكتاب هو البوصلة التي تعين على التنقل بين تعقيدات هذا المرض ودهاليزه، ووسيلة عزائه في أوقات اليأس، وإلهامه في اللحظات التي تحتاج فيها جمرات الأمل عنده إلى تحريك.ووفق منصور، فهذا الكتاب "لا يهدف إلى تقديم المعرفة المجردة فقط؛ وإنما يسعى لاصطحاب القارئ في رحلة إلى عالم ينصهر فيه المسار العلمي والتجربة الإنسانية في شيء أكثر قوة: الحكمة!".ومن خلال صفحات كتاب الحكيم (وهو لقب قديم للأطباء انتشر في بلاد الشام) منصور نتعرف "على الخلية التي تمردت على كل القوانين والأنظمة التي حكمت مثيلاتها منذ الأزل، ورفضت الانصياع لها واختارت لنفسها طريقا لا يمكن التنبؤ بمساراته ومآلاته".يتحدث المؤلف، بحكم عمله طوال 25 عاما، عن "الخلايا التي انشقت عن الصف، وانقسمت وتكاثرت بجنون رافضة فكرة الموت، مستفيدة من تشابه بنيتها مع خلايا الجسم الطبيعية التي تصل حدّ التطابق، لتبرع في التخفي والتموية والخداع لتتفادى دفاعاتنا، واستخدمت معرفتها العميقة بنقاط ضعفنا وقوتنا لمصلحتها، فنمت نقطة عمياء على شاشات راداراتنا، إضافة إلى رحلتها في امتصاص الدماء، وصولا إلى إرسالها مندوبيها لغزو مناطق جدديدة في الجسد المنهك، لينشئوا مستعمراتهم الجديدة كدأب الغزاة عبر التاريخ".ووفق منصور، الذي بدأت رحلته الممتدة في أحد أهم المراكز الطبية في الوطن العربي، وهو مركز الحسين للسرطان، فإن قصة السرطان في جوهرها هي قصة الحياة نفسها، تتكشف من خلال حكايات المقاومة والأمل والقلوب المكسورة والتحول العميق، مشكلة سردية قديمة كقدم الإنسان، مؤكدا أن "معركتنا مع السرطان معركة وعي أولا وثانيا وأخيرا".ويجول بنا المؤلف، الطبيب المختص في الأشعة التشخيصية، الذي تدرج في مناصبه هيراركيا (هرميا) من رئيس القسم إلى نائب المدير، ولاحقا مدير عام المركز، في تاريخ المرض، الذي لا يرى فيه مرضا عصريا، مستعرضا تعليمات الطبيب المصري إمحوتب الذي عاش حوالي 2625 ق. م، الذي كانت رسائله بمثابة أول توثيق علمي لما يعتقد أنه حالة سرطان، ولاحقا المؤرخ الإغريقي هورودوتس في كتابه الموسوعي العام 440 ق. م، عندما أرّخ لقصة الملكة الفارسية أتوسا التي أصيبت بسرطان الثدي، وآن ملكة فرنسا ووالدة لويس الرابع عشر، التي أصيبت بما سمي حينئذ بـ"مرض الراهبات"، وكانت الضحية الأشهر لمرض السرطان في القرن السابع عشر، ناهيك عن الملكة الفرعونية حتشبسوت التي أثبتت الفحوصات العام 2007 أنها توفيت بالسرطان، وغيرها من التجارب، والقصص التاريخية.ويرى منصور أن "قصة السرطان في جوهرها قصة الحياة نفسها، تتكشف من خلال حكايات المقاومة، والأمل والقلوب المكسورة، والتحول العميق، مشكّلة سردية قديمة كقدم الإنسان".لم يكتف منصور، صاحب كتاب "عامان من العزلة"، بتشخيص تاريخ المرض، بل عمل على الحفر عميقا عن التسمية، حيث يرى أن مرض السرطان بقي بلا اسم إلى أن جاء العبقري أبقراط في القرن 4 ق. م ليطلق عليه اسما احتفظ به إلى يومنا هذا (Cancer) وهو مشتق من الكلمة الإغريقية (Karakinos ) وتعني سرطان البحر، ولاحقا جاء غالين الذي حاول تفسير تشكل الأورام باستخدام نظرية السوائل، ولاحقا تلميذه الطبيب الاسكندراني ليونيديس، الذي قدم وصفا لعملية حراحية لاستئصال ورم الثدي، كما لو كان جراحا في القرن الحادي والعشرين، على حد قول الدكتور منصور.وفي ظل هذا التحقيب، يمر بنا المؤلف إلى إنجازات الحضارة العربية والإسلامية في تشخيص هذا المرض، مرورا بالرازي وابن سينا والزهراوي، الذي ذكر سرطان الكِلية بوضوح لأول مرة، مميزا بينه وبين التهاب الكِلية الحاد، وأطباء عصر النهضة..هذا الكتاب للحكيم منصور، سيرة غيريّة، لا ذاتية، كما أنه ليس بحثا علميا عن مرض السرطان، بل رحلة ممتعة عن محاولات تشخيص السرطان ومن ثم علاجه، يبحر بك المؤلف في محيطات معرفته، عن تاريخ البشرية، والحضارات والشعوب والطقوس والعلاجات والأدوية والعلماء والتجارب والمرضى وآلامهم، وعنئذ تجد نفسك أمام صفحات زاخرة؛ تفيض بالعلم والثقافة والتاريخ والرحلات والأسماء..في زمن يتعالى فيه ضجيج الذكاء الاصطناعي، والتسارع الرقمي، يأتي هذا الكتاب كمضاد حيوي وترياق عقلي للقارئ، بل ربما "جرعة" أو "خزعة" وعي؛ للتماس مع الروح الإنسانية، ويعلمنا منصور أن السرطان ليس فقط رحلة ألم بل رحلة إنسانية ذات معنى، وفق تعبير فيكتور فرانكل، أو "الإيكيغاي" كما يُقال في اللغة اليابانية.


الرأي
منذ 3 ساعات
- الرأي
رئيس الوزراء يستقبل المهيدات ويشيد بجهوده في إدارة "الغذاء والدواء"
استقبل رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في مكتبه برئاسة الوزراء اليوم الثلاثاء المدير العام السابق للمؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار المهيدات. وأعرب رئيس الوزراء خلال اللقاء عن تقديره للجهود التي بذلها المهيدات طوال فترة توليه إدارة المؤسسة.


الرأي
منذ 3 ساعات
- الرأي
"الصحة والغذاء النيابية" تطلع على واقع واحتياجات مستشفى الكرك الحكومي
اطلعت لجنة الصحة والغذاء في مجلس النواب، خلال زيارتها الميدانية لمستشفى الكرك الحكومي، على واقع الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى للمواطنين، واحتياجاته من الكوادر والمعدات الطبية، والتحديات التي يواجهها. وقال رئيس اللجنة، الدكتور شاهر الشطناوي، خلال لقائه وأعضاء اللجنة بمدير المستشفى، ومدير صحة المحافظة، وعدد من نواب الكرك، إن "صحة المواطن أولوية وخط أحمر"، كما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، مضيفًا أن اللجنة، ووفقًا للتوجيهات الملكية السامية، تحرص على متابعة ملف الصحة من مختلف الجوانب، من خلال تنظيم زيارات ميدانية للمستشفيات والمراكز والمؤسسات الطبية في جميع محافظات المملكة، بهدف الوقوف على مستوى الخدمات المقدمة وتلمّس احتياجاتها من الكوادر والأجهزة، وتحديد التحديات التي تواجهها وسبل تذليلها. وأشار إلى أن مستشفى الكرك الحكومي يُعد صرحًا طبيًا متميزًا بكوادره الطبية والفنية والإدارية، حيث أثبت كفاءته في تقديم خدمات الرعاية الطبية والعلاجية، كونه المستشفى التحويلي والتعليمي الوحيد على مستوى محافظات الجنوب. وأوضح الشطناوي أن المستشفى، ورغم توفر غالبية التخصصات الطبية فيه، إلا أنه بحاجة إلى دعم ببعض التخصصات الطبية النادرة، إضافة إلى إجراء توسعة لزيادة عدد الأسرة، وإنشاء مبنى جديد للعيادات الخارجية، وهو ما وعدت الحكومة بتنفيذه، لتمكين المستشفى من مواجهة ضغط العمل المتنامي ونسب الإشغال المرتفعة. وأكد أن اللجنة ستعد تقريرًا مفصلًا بالمطالب التي تقدمت بها الإدارات الصحية ونواب المحافظة، وسترفعه إلى رئاسة المجلس، ورئيس الوزراء، ووزير الصحة، ومتابعته وصولًا إلى تأمين كافة الاحتياجات المطلوبة للمستشفى والمراكز الصحية، لتكون في أعلى درجات الجاهزية لخدمة المرضى. من جانبه، قدم مدير المستشفى، الدكتور معتز القرالة، عرضًا موجزًا بالأرقام لأبرز الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية، من بينها إنشاء قسم القسطرة القلبية ورفده بكادر متخصص بموجب اتفاقية تعاون مع الخدمات الطبية الملكية، وشراء خدمات عدد من أطباء الاختصاص من القطاع الخاص، إضافة إلى استحداث قسم جراحة الأعصاب والدماغ، وقسم تفتيت الحصى، ووحدة تخطيط المثانة، وتحديث وحدة التنظير، وإنشاء قسم جراحة خاص للنساء. وأوضح أن نسبة الإشغال العامة في المستشفى تبلغ 80%، وتصل في بعض الأقسام إلى 100%، بعدد أسرة كلي يبلغ 300 سرير. كما أشار إلى أن المستشفى وعياداته الخارجية شهدت تزايدًا ملحوظًا في عدد الإدخالات والمراجعين، بعد اتفاقية التعاون مع جامعة مؤتة، التي رفدت المستشفى بـ25 طبيبًا من أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب من مختلف التخصصات، مما يستدعي توسعة المستشفى وإنشاء مبنى جديد للعيادات الخارجية، وهو ما وعدت الحكومة بإنجازه قريبًا، إضافة إلى الحاجة لأطباء اختصاص في الأوعية الدموية وجراحة القلب والصدر. وبيّن أن المستشفى، وبجهود مشتركة مع نواب المحافظة، حصل مؤخرًا على دعم بقيمة 650 ألف دينار من شركة الفوسفات، لتأمين 100 سرير طبي، وشراء جهاز تصوير طبقي جديد، وجهاز تنظير للأنف والأذن والحنجرة. بدوره، تطرق مدير صحة المحافظة، الدكتور أيمن الطراونة، إلى النقص الحاصل في الكوادر الطبية والفنية والإدارية العاملة في المراكز الصحية، والبالغ عددها 60 مركزًا أوليًا و13 مركزًا شاملًا، لافتًا إلى أن البنية التحتية للمراكز بحالة جيدة، حيث تم إدراج عدد منها ضمن مشاريع الصيانة والتحديث، ومنها مركز الكرك الشامل بتمويل منحة أوروبية. من جهتهم، أشار نواب المحافظة، الدكتور إبراهيم الطراونة، وإبراهيم الصرايرة، وإبراهيم القرالة، وإسلام العزازمة، إلى التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في محافظة الكرك، التي تؤخر تنفيذ مشاريع حيوية، مثل إنشاء مبنى جديد للعيادات الخارجية نظرًا لضيق المبنى الحالي وقدمه، والذي لا يتناسب مع العدد الكبير من المراجعين، إضافة إلى محدودية الشواغر الطبية والفنية، ما يتطلب التعيين على ملاك وزارة الصحة ضمن جدول التشكيلات. وفي ختام الزيارة، قامت اللجنة بجولة تفقدية لأقسام المستشفى ومرافقه، واطلعت على سير العمل ونوعية الخدمات المقدمة، كما استمعت إلى ملاحظات المرضى ومرافقيهم.