logo
7 أكتوبر: هل دقّت ساعة المراجعات؟

7 أكتوبر: هل دقّت ساعة المراجعات؟

صراحة نيوز٢٥-٠٢-٢٠٢٥

صراحة نيوز- بقلم / حسين الرواشدة
هل أخطأت حماس في تقدير نتائج وتداعيات عملية ‏طوفان الأقصى (7 أكتوبر) أم لا؟ تعمدت أن لا أدخل في هذا النقاش على مدى 15 شهراً مضى، قلت : هذا ليس وقته؛ الحرب لم تضع أوزارها بعد، ونتائجها السياسية لم تنضج، الجمهور، أيضا، لا يقبل توجيه أي انتقاد لحماس، وفي بلداننا العربية لا أحد يحاسب مسؤولاً أخطأ، لا في السلم ولا في الحرب، ثمة فرق -بالطبع- بين نقد التقديرات المسبقة للعملية وبين التوافق العام على المقاومة ودعمها، من حق كل فلسطيني أن يقاوم الاحتلال، لكن ثمة فرق، أيضا، بين مقاومة وبين إعلان حرب.
لا أريد أن أخوض في هذه النقاشات الطويلة التي تداولناها على مدى 75 عاماً، ولا نزال، يكفي أن أشير إلى أن إعلان بعض التحفظات على 7 أكتوبر جاء، وللمرة الأولى، على لسان أحد أبرز قادة حماس، ممن لا تنطبق عليهم مقولة لا «يُفتي قاعد لمجاهد» كما لا يمكن أن يُدرجوا على قائمة المثبّطين والمخذّلين، وهذه، بالطبع، مناسبة لإدارة نقاش سياسي صريح، يصب في رصيد القضية الفلسطينية، بعيدا عن منطق المزايدات والاتهامات.
‏في مقابلة مع صحيفة (New York Times ) نُشر أمس الأول (24 /2)، يعترف رئيس المكتب السياسي الاسبق لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، «أنه لم يتم إبلاغه بالخطط المحددة لعملية 7 أكتوبر، وأنه لم يكن ليدعم الهجوم لو كان على علم بالخراب الذي سيحدثه في غزة»، يوضح أكثر ويضيف : «معرفة العواقب تجعل من المستحيل عليه دعم الهجوم «، أقدّر جرأة الرجل وشجاعته، وأتوقع -في سياق تقييم ما جرى – أن أسمع أصواتا أخرى من داخل حماس، لا أقصد، أبداً، إدانة ما جرى، وإنما فهم دروس التجربة والاستفادة منها.
أما الآخرون الذين ركبوا الموجة، ووظفوا العملية لحساباتهم السياسية، فلا انتظر منهم سوى رفع شارة النصر، ثم اتهام كل من يجرؤ على فتح النقاش حول العملية بأنه ضد المقاومة، وربما ضد الدين وفلسطين.
‏الاعتراف بخطأ التقديرات والتداعيات فضيلة، وقد يكون خطوة ضرورية لإعادة الحسابات، سواء بالنسبة للمقاومة في غزة، أو للفلسطينيين في الداخل والخارج، صحيح لا يمكن أن نتصور وجود احتلال بدون وجود مقاومة، صحيح، أيضا، ما حدث في غزة ألهم الكثيرين معاني الصمود والشجاعة والتضحية، لكن الصحيح، أيضاً، أي فعل مقاوم يجب أن يكون في إطار حسابات وتقديرات ومشاورات عسكرية وسياسية دقيقة ومحسوبة، كيف يمكن، مثلا، اعتبار تدمير غزة وقتل وجرح أكثر من 100,000 جريح وشهيد مجرد «خسارات تكتيكية»؟ ثم بأي منطق سياسي نقنع أنفسنا بأننا انتصرنا، فيما نحن أمام نكبة ثالثة، ووعد بلفور (أقصد وعد ترامب) جديد؟
‏حركة حماس اعتبرت التصريحات مجتزأة وغير صحيحة ( أبو مرزوق لم يُعلّق حتى الآن)، طبعا هذا مفهوم في سياق بروز اختلافات داخل قيادات الحركة، في الداخل والخارج، حول العملية وتداعياتها، المهم أن مثل هذه المراجعات، سواء تمت علناً أو بالغرف المغلقة، يمكن أن تضعنا على سكة موقف عربي وفلسطيني موحد، يضمن طرح مخارج سياسية ناضجة، تتبناها قمة القاهرة القادمة، ونستطيع من خلالها مواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية الذي تدفع واشنطن وتل أبيب لفرضه بالقوة.
‏ما أريد أن أقوله، أي إنجاز سياسي ممكن في ظل المعادلات والتحولات التي جرت بعد 7 أكتوبر (معادلة الصمود والتضحيات ومعادلة اختلال موازين القوى) يحتاج إلى جردة حسابات عقلانية، كيف؟ لا أعرف، لكن يبدو أن التاريخ يُطلّ علينا برأسه من جديد، ما حدث قبل نحو 100 عام (1917 تحديداً) يرُاد له أن يتكرر، ولدينا فرصة لمواجهته إذا تحررنا من عقدة إنكار الواقع، وعقدة الاستسلام للواقع أيضا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة عن اغتيال محمد السنوار وقيادي آخر بارز
تفاصيل جديدة عن اغتيال محمد السنوار وقيادي آخر بارز

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

تفاصيل جديدة عن اغتيال محمد السنوار وقيادي آخر بارز

جفرا نيوز - كشفت القناة 12 الإسرائيلية مساء أمس الجمعة عن تفاصيل جديدة بشأن اغتيال محمد السنوار، القائد البارز في حركة حماس وشقيق يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل سابقًا وأُعلن عن الخبر بعد وقف إطلاق النار لتبادل الأسرى في مراحل لم ترى النور بعد انتهاء الأولى منها بسبب نقضها من قبل " النتن ياهو " وخوفه على حكومته بعد تهديد سموتريتش بالاستقالة. ووفقًا للتقرير، فقد لجأ محمد السنوار طوال فترة الحرب إلى استراتيجية تعتمد على إحاطة نفسه بـ"حزام من الأسرى" كدرع بشري لمنع محاولات اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي. اعتمد قادة حماس، بحسب التقرير، على "استخدام الأسرى كوسيلة ردع فعّالة تمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات اغتيال، نظرًا للحساسية المفرطة تجاه حياة الأسرى. محمد السنوار اتبع نفس التكتيك بعد استشهاد شقيقه، وكان تحركه محدودًا ولا يُعرف عنه سوى القليل". "الفرصة النادرة" كما يصف التقرير جاءت عندما التقى السنوار في اجتماع مغلق مع القيادي في حماس محمد شبانة، وبعض كبار المقاتلين، دون وجود أسرى إسرائيليين في المكان. جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تلقى إشارة تؤكد غياب أي أسرى، مما اعتُبر لحظة استثنائية لشن الهجوم، وفق تقرير القناة العبرية. وزعم مصدر أمني إسرائيلي: "إذا وُجد حتى احتمال بنسبة 1% لوجود أسرى في المكان – لا تتم الموافقة على العملية ولو كانت نتائجها تحييد شخصيات قيادية بارزة في حماس. وعقب التأكيد الاستخباراتي، انطلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي باتجاه الهدف: مجمع تحت الأرض قرب مستشفى الأوروبي في غزة، حيث كان يتواجد السنوار وشبانة. تم قصف الموقع وكل مداخله ومخارجه لمنع أي محاولة خروج. كل من حاول الوصول للمكان لإنقاذ مصابين أو إخراج جثامين تعرض لهجوم إضافي، بحسب التقرير.

ترامب – نتنياهو: هل عادت المياه إلى مجاريها؟
ترامب – نتنياهو: هل عادت المياه إلى مجاريها؟

العرب اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • العرب اليوم

ترامب – نتنياهو: هل عادت المياه إلى مجاريها؟

مرّت علينا أيّامٌ بدت فيها علاقة الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو مضطربةً وقلقة بفعل تجاهل الأخير لرغبة الرئيس في تحقيق إنجازٍ ولو جزئيّاً يتّصل بالحرب على غزّة، وإن لم يصل حدّ وقفها ولو مؤقّتاً، في إدخال المساعدات الإنسانية إليها. جرت مبالغاتٌ في تقدير مغزى بعض الوقائع التي حدثت دفعة واحدة، في الوقت الذي كان فيه الرئيس ترامب يتأهّب للقيام بزيارته التاريخية للسعوديّة وقطر والإمارات. أهمّها، وربّما الأكثر إثارةً، استثناء إسرائيل من الزيارة، مع أنّ هذا الاستثناء أُعلن مبكراً بسبب رغبة الرئيس ترامب في تركيز الثقل الإعلامي على زيارته للسعودية وأخواتها من دول الخليج، ولسببٍ آخر هو أنّه منذ أن عاد إلى البيت الأبيض لم تتوقّف اتّصالاته الهاتفية بنتنياهو، مع منحه ميزة أن يكون أوّل زعيم 'أجنبي' يلتقيه ترامب في البيت الأبيض، ولو أنّ ترامب استثنى إسرائيل بعد أن تكون وُضعت في برنامج الزيارة، لكان في الأمر ما يشير إلى أنّ الاستثناء عقاب، أما وقد تمّ بالطريقة التي أُعلنت، فالأمر لا يستحقّ ما بُنيَ عليه من دلالات. مرّت علينا أيّامٌ بدت فيها علاقة الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو مضطربةً وقلقة بفعل تجاهل الأخير لرغبة الرئيس في تحقيق إنجازٍ ولو جزئيّاً يتّصل بالحرب على غزّة مخالفة صارخة جرى أيضاً تضخيم حكاية الاتّفاق مع الحوثي الذي سبق الزيارة، وكأنّ ما حدث هو أكثر من كونه لقطةً استعراضيّةً تباهى فيها ترامب المعروف بولعه بالمبالغة في تقدير كلّ ما يفعل حتّى لو كان صغيراً هامشيّاً. أُقيم أيضاً وزنٌ كبيرٌ للاتّصالات الأميركية المباشرة مع 'حماس' في الدوحة، فوُصفت في إعلام المعارضة الإسرائيلية بأنّها صفعةٌ لنتنياهو وائتلافه، وأمّا المدلول الحقيقي لِما حدث فهو أنّ الجبل تمخّض فولد إفراجاً عن عيدان ألكساندر، دون أن يتجاوز الأمر هذا الحدّ. بمقتضى قانون الدلال الأميركي الدائم لإسرائيل، كلّ ما تقدّم على محدوديّته وهامشيّته بدا مخالفةً صارخةً لهذا القانون. بوسعنا القول إنّ الأمور عادت إلى مجاريها الطبيعية بين ترامب ونتنياهو، وهو ما تجلّى في آخر اتّصالٍ هاتفي بين الاثنين، بعد حادثة واشنطن، تجدّد فيه أهمّ ما يسعى إليه رئيس الوزراء في أصعب فترة صراع بينه وبين معارضيه، وهو أن تكون أميركا إلى جانبه، وما يعنيه الآن وقبل كلّ شيء أن يتجدّد دعمها وتبنّيها لأهداف حربه. بعد إتمام صفقة عيدان ألكساندر، وهي ذات حجم لا يستحقّ المتاجرة به، قال المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى آدم بوهلر، صاحب مأثرة الاتّصال المباشر مع 'حماس'، إنّ أميركا تؤيّد وتدعم حرب نتنياهو على غزّة، خصوصاً في مرحلتها الحاليّة، وجدّد مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيد المشترَك مع نتنياهو، وهو ربط إنهاء الحرب على غزّة بخلوّها التامّ من السلاح. وأخيراً في الاتّصال الهاتفي الذي تمّ بالأمس بين نتنياهو وترامب، جرى تأكيد المؤكّد دون خروجٍ عن المسار الأساسي لعلاقة البيت الأبيض وترامب بالذات، ليس بدولة إسرائيل وإنّما بحكومتها وعلى رأسها بنيامين نتنياهو. منذ بدء الحرب على غزّة، وعبر كلّ مراحلها كانت تظهر على نحوٍ يوميٍّ اعتراضات للإدارة الأميركية على سلوك نتنياهو لغة وتكتيكات مختلفة منذ بدء الحرب على غزّة، وعبر كلّ مراحلها مع أنّها في مجال القتل والتدمير والإبادة مرحلةٌ واحدة، كانت تظهر على نحوٍ يوميٍّ اعتراضات للإدارة الأميركية على سلوك نتنياهو، وكانت النتيجة دائماً تراجع الاعتراضات في الواقع من خلال مواصلة تقديم الدعم المغدَق للحرب ومستلزماتها، مع تغطيتها سياسيّاً بسلسلة فيتوهات غير مسبوقة العدد في التاريخ، وكان ذلك كما هو الآن مقترناً بدور الوسيط الذي كان عديم الفاعلية في أمر وقف الحرب، لكنّه كثير الكلام عن أهميّة وقفها. يتكرّر الآن ما كان في عهد الإدارة الديمقراطية، لكن بلغةٍ مختلفةٍ وتكتيكاتٍ مختلفةٍ أيضاً، إلّا أنّ الجديد فيه هو شخصيّة الرئيس ترامب وطريقته في العمل، فما دام رئيس البيت الأبيض الحالي ومعاونوه ومبعوثوه متّفقين مع نتنياهو في الأهداف، فكلّ ما يُثار عن خلافاتٍ هو غبار لا يمسّ جوهر العلاقة والمشترَك الأساسي فيها. أن نعرف الحقيقة مهما كانت صعبة هو الشرط المبدئي والأساسي لمواجهتها، وما زال أمامنا نحن العرب طريقاً طويلاً في التعامل مع أميركا بما يخدم موقفنا المشترك بشأن الوضع العامّ في الشرق الأوسط وجذره القضيّة الفلسطينية.

واشنطن تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم المتحف اليهودي
واشنطن تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم المتحف اليهودي

خبرني

timeمنذ 5 ساعات

  • خبرني

واشنطن تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم المتحف اليهودي

خبرني - عززت شرطة واشنطن إجراءاتها الأمنية، في المدارس والمقرات الدينية في أنحاء العاصمة الأمريكية، أمس الجمعة، في وقت لا تزال فيه المدينة تعيش صدمة إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام متحف يهودي. وكان إلياس رودريغيز، البالغ 31 عاماً، من شيكاغو، والمتهم بالهجوم الذي وقع الأربعاء الماضي، قد صرخ "فلسطين حرة" أثناء إلقاء الشرطة القبض عليه، ما فاقم المخاوف من تصاعد مشاعر "معاداة السامية"، منذ الحرب التي شنتها إسرائيل في غزة، عقب هجوم حماس غير المسبوق عليها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقالت باميلا سميث، رئيسة شرطة المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة، في مؤتمر صحافي أول أمس الخميس: "سترون في جميع أنحاء واشنطن انتشاراً أكبر لقوات الأمن بين السكان، وستجدوننا في محيط دور العبادة، وستلاحظون تواجداً متزايداً في محيط مدارسنا وأماكن، مثل مركز الجالية اليهودية في المدينة". وقالت السلطات في واشنطن، إنها تحقق في إطلاق النار "كعمل إرهابي وجريمة كراهية"، قبل جلسة استماع أولية في المحكمة للمتهم بالقتل إلياس رودريغيز، مقررة في 18 يونيو (حزيران) المقبل. وندد كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبنيامين نتانياهو بالهجوم "المعادي للسامية"، كما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعزيز أمن جميع البعثات الدبلوماسية لبلاده في العالم. ودعا مجلس علاقات المجتمع اليهودي "JCRC" في واشنطن الكبرى، المنظمة التي تمثل الجالية اليهودية في العاصمة الأمريكية، سلطات البلاد إلى بذل مزيد من الجهود لضمان سلامة المعابد اليهودية، والأماكن الأخرى المرتبطة باليهود. وقال بوب بودوف ورون هالبر، الرئيس والمدير التنفيذي لـ "JCRC"، في بيان: "لن ندع العنف أو الكراهية يمنعانا من عيش حياة يهودية بشكل منفتح وباعتزاز".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store