
نهاية العالم تقترب.. تغير المناخ يذيب الثلوج والأنهار الجليدية من الألب للأنديز.. كارثة بيئية تقترب وتهدد جبال العالم وتشعل أزمة مياه عالمية.. و"نهر القيامة" ينذر بفيضانات تغير وجه الأرض.. والحر أبرز الأسباب
المشهد لم يعد يخص المستقبل فقط، بل يضرب أبواب الحاضر بقوة؛ حيث بدأت ملاجئ المتسلقين في جبال الألب بالإغلاق بسبب الجفاف، وتحذر الأبحاث من أزمة مياه وشيكة في تشيلي والأرجنتين نتيجة الانخفاض التاريخي في الغطاء الثلجي. في هذه اللحظة الحرجة، يقف العالم أمام منعطف خطير، فهل يكون تحركه سريعًا بما يكفي لتفادي الكارثة؟
الخطر يزداد في جبال الألب وسويسرا
وتشير الدراسات إلى أن تأثير التغير المناخي في جبال الألب أقوى بمرتين من المتوسط العالمي. وتشهد سويسرا المجاورة ظواهر مماثلة، حيث ذاب الجليد هذا العام قبل موعده الطبيعي بخمسة إلى ستة أسابيع.
ووصف كزافييه كايلول، طالب دكتوراه في علوم البيئة ومرشد جبلي، الوضع بـ"الوحشي" وقال "بدأت التزلج فى مون بلان فى يونيو على 40 سم لكننى انهيت الموسم وقد أصبحت الأنهار عارية بالكامل ، حتى على ارتفاعات تصل إلى 3700 متر".
كما أشار إلى أن المناطق التي كانت تعكس ضوء الشمس بالثلوج البيضاء أصبحت الآن مغطاة بالحجارة الداكنة التي تمتص الحرارة، مما يُسرّع الذوبان.
كما تشهد سلسلة جبال الأنديز في تشيلي انخفاضًا غير مسبوق في الغطاء الثلجي، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن المائي للبلاد وكذلك للأرجنتين المجاورة، وأظهر تقرير علمي جديد أن المنطقة فقدت أكثر من 3,500 كيلومتر مربع من الغطاء الثلجي خلال العشرين عامًا الماضية في وسط تشيلي، أي ما يعادل ستة أضعاف مساحة العاصمة سانتياجو.
ويرجع الباحثون السبب الرئيسي لهذا الانحسار إلى التغير المناخي، الذي أحدث تغيرات كبيرة في أنماط الرياح وهطول الأمطار، ووفقًا لما أوضحه خبير المناخ التشيلي "راؤول كورديرو"، فإن التحول في موقع الرياح الغربية بسبب ظاهرة "الوضع الحلقي الجنوبي" (SAM) أدى إلى تراكم الثلوج على ارتفاعات أعلى، مما يجعل الوصول إلى المياه أكثر صعوبة.
البيانات المستندة إلى صور الأقمار الصناعية تكشف أن هذه الظاهرة مستمرة منذ الثمانينيات، وأثرت بشكل مباشر على أنهار حيوية مثل نهر أكونكاجوا، ونهر مايبو، ونهر مابوتشو، التي انخفضت تدفقاتها السنوية بنسبة تفوق 40% خلال الأربعين سنة الماضية.
ولم تقتصر التأثيرات على المياه فقط، بل تشمل كذلك التنوع البيولوجي في المنطقة. فحيث كانت تتساقط الثلوج سابقًا، أصبحت الأمطار هي السائدة، ما أثر سلبًا على الأنظمة البيئية التي تعتمد على الثلج كمصدر طبيعي لتنظيم المياه.
أنتاركتيكا
كما أشار التقرير إلى أن التغيرات المناخية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) لعبت دورًا في تحويل مسارات الهطول، مما جعل جبال الأنديز واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بانحسار الثلوج، ويحذر الخبراء من أن هذه الأزمة لا تقتصر على تشيلي فقط، بل تشمل مناطق جبلية أخرى حول العالم، وتؤكد أن العالم يواجه تحديًا عالميًا في إدارة الموارد المائية في ظل تغير المناخ المتسارع.
مع انطلاق موسم التنزه الصيفي في جبال الألب الفرنسية، بدأت ملاجئ الجبال تعاني من نقص حاد في المياه نتيجة موجة الحر القوية التي ضربت المنطقة في يونيو، والتي تسببت في تسريع ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية.
ودأ تراجع الأنهار الجليدية في جبال الألب السويسرية قبل نحو 170 عامًا، حيث كانت وتيرة الذوبان بطيئة في البداية، لكنها تسارعت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، مما أثار قلق العلماء والخبراء.
ويُعد هذا الذوبان المتسارع كارثيًا من الناحية البيئية، إذ تمثل هذه الكتل الجليدية الضخمة عنصرًا حيويًا في تنظيم المناخ العالمي، كما تلعب دورًا محوريًا في تأمين مصادر المياه العذبة للملايين حول العالم.
نهر القيامة
وحذر علماء المناخ من خطر وشيك قد يغير ملامح الكوكب، مصدره منطقة نائية في عمق القارة القطبية الجنوبية، حيث يذوب أحد أكبر الأنهار الجليدية وأكثرها هشاشة، والمعروف باسم "نهر نهاية العالم"، وهو نهر ثويتس.
ورغم بعده آلاف الكيلومترات عن أقرب المدن، يشكل هذا الجبل الجليدي العملاق، الذي يعادل حجمه مساحة المملكة المتحدة، تهديدًا مباشرًا لحياة الملايين حول العالم، إذ أن انهياره الكامل قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 65 سنتيمتراً.
هذا الارتفاع كفيل بإغراق أجزاء من مدن ساحلية كبرى مثل نيويورك، لندن، بانكوك بل وقد يهدد وجود جزر بأكملها في المحيطين الهادئ والهندي.
ويصف العلماء المشهد بأنه أقرب إلى سيناريوهات أفلام الكوارث، إلا أن الخطر هذه المرة حقيقي ويحدث بوتيرة متسارعة، ما يستدعي تحركًا عالميًا عاجلًا لمواجهة آثار تغير المناخ.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
٢٢-٠٧-٢٠٢٥
- اليوم السابع
لغز البحيرات الوردية فى أستراليا.. تغير الألوان إلى الأزرق يثير حيرة العلماء
في قلب غرب أستراليا ، وسط الوديان الذهبية والشواطئ الفيروزية، تلمع بقع وردية فاقعة تُشبه حلمًا بصريًا ساحرًا، إنها البحيرات الوردية الشهيرة، التي سحرت العالم بجمالها اللافت، واحتلت صورها غلافات المجلات، ومشاهد الإعلانات، وذكريات المسافرين، لكن الآن، باتت هذه الكنوز الطبيعية مهددة بالاختفاء، وسط لغز بيئي يثير قلق العلماء والسكان المحليين على حد سواء. السر يكمن في طحالب دقيقة تُعرف باسم دوناليلا سالينا، وهي كائنات مجهرية تنتج صبغات الكاروتينات عند تعرّضها للملوحة العالية والحرارة، فتمنح الماء لونًا ورديًا نيونياً مذهلًا. إلا أن هذا الجمال هشّ للغاية؛ فأي تغير طفيف في البيئة يهدد توازنه. البحيرات تتحول إلى الأزرق.. لماذا؟ خلال العقدين الماضيين، بدأت بعض أشهر البحيرات الوردية في أستراليا، مثل بحيرة "هت"، تفقد لونها المميز، وتتحول تدريجيًا إلى اللون الأزرق أو الشفاف. السبب؟ مزيج قاتل من تغير المناخ، وتراجع هطول الأمطار، والتدخل البشري الزائد، مثل أنشطة التعدين وضخ المياه، ما غيّر من مستويات الملوحة وأربك التوازن الطبيعي للطحالب. ظاهرة تثير دهشة العلماء يرى العلماء أن البحيرات المالحة، رغم جفافها الموسمي وعدم انتظامها، تُعد من أغنى النظم البيئية في العالم. فهي مأوى لطائر الأفوسيت، والسلطان أحمر الصدر، والروبيان الملحي، وحتى قواقع نادرة لا تعيش إلا في الملوحة العالية. كما تُستخدم هذه البحيرات كحقول اختبار علمي لمحاكاة الحياة على المريخ. لكن، بحسب الدكتور أنجوس لوري من جامعة كيرتن، فإن "التهديد الأكبر لهذه البيئات هو الإنسان نفسه". فالنشاط البشري المكثف، وسوء الفهم لدورة حياة هذه البحيرات، يعجّل من اختفائها.


اليوم السابع
١٩-٠٧-٢٠٢٥
- اليوم السابع
نهاية العالم تقترب.. تغير المناخ يذيب الثلوج والأنهار الجليدية من الألب للأنديز.. كارثة بيئية تقترب وتهدد جبال العالم وتشعل أزمة مياه عالمية.. و"نهر القيامة" ينذر بفيضانات تغير وجه الأرض.. والحر أبرز الأسباب
في مشهد لم تشهده البشرية من قبل، تتسارع وتيرة ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية حول العالم، لتكشف عن ملامح أزمة بيئية تهدد الحياة على كوكب الأرض. من جبال الألب الفرنسية التي فقدت مصدر مياهها الطبيعي، إلى سلاسل الأنديز في أمريكا الجنوبية التي تشهد تراجعًا كارثيًا في غطائها الثلجي، وصولًا إلى تحذيرات العلماء من "نهر القيامة" في القطب الجنوبي الذي قد يؤدي ذوبانه إلى ارتفاع كارثي في منسوب البحار. المشهد لم يعد يخص المستقبل فقط، بل يضرب أبواب الحاضر بقوة؛ حيث بدأت ملاجئ المتسلقين في جبال الألب بالإغلاق بسبب الجفاف، وتحذر الأبحاث من أزمة مياه وشيكة في تشيلي والأرجنتين نتيجة الانخفاض التاريخي في الغطاء الثلجي. في هذه اللحظة الحرجة، يقف العالم أمام منعطف خطير، فهل يكون تحركه سريعًا بما يكفي لتفادي الكارثة؟ الخطر يزداد في جبال الألب وسويسرا وتشير الدراسات إلى أن تأثير التغير المناخي في جبال الألب أقوى بمرتين من المتوسط العالمي. وتشهد سويسرا المجاورة ظواهر مماثلة، حيث ذاب الجليد هذا العام قبل موعده الطبيعي بخمسة إلى ستة أسابيع. ووصف كزافييه كايلول، طالب دكتوراه في علوم البيئة ومرشد جبلي، الوضع بـ"الوحشي" وقال "بدأت التزلج فى مون بلان فى يونيو على 40 سم لكننى انهيت الموسم وقد أصبحت الأنهار عارية بالكامل ، حتى على ارتفاعات تصل إلى 3700 متر". كما أشار إلى أن المناطق التي كانت تعكس ضوء الشمس بالثلوج البيضاء أصبحت الآن مغطاة بالحجارة الداكنة التي تمتص الحرارة، مما يُسرّع الذوبان. كما تشهد سلسلة جبال الأنديز في تشيلي انخفاضًا غير مسبوق في الغطاء الثلجي، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن المائي للبلاد وكذلك للأرجنتين المجاورة، وأظهر تقرير علمي جديد أن المنطقة فقدت أكثر من 3,500 كيلومتر مربع من الغطاء الثلجي خلال العشرين عامًا الماضية في وسط تشيلي، أي ما يعادل ستة أضعاف مساحة العاصمة سانتياجو. ويرجع الباحثون السبب الرئيسي لهذا الانحسار إلى التغير المناخي، الذي أحدث تغيرات كبيرة في أنماط الرياح وهطول الأمطار، ووفقًا لما أوضحه خبير المناخ التشيلي "راؤول كورديرو"، فإن التحول في موقع الرياح الغربية بسبب ظاهرة "الوضع الحلقي الجنوبي" (SAM) أدى إلى تراكم الثلوج على ارتفاعات أعلى، مما يجعل الوصول إلى المياه أكثر صعوبة. البيانات المستندة إلى صور الأقمار الصناعية تكشف أن هذه الظاهرة مستمرة منذ الثمانينيات، وأثرت بشكل مباشر على أنهار حيوية مثل نهر أكونكاجوا، ونهر مايبو، ونهر مابوتشو، التي انخفضت تدفقاتها السنوية بنسبة تفوق 40% خلال الأربعين سنة الماضية. ولم تقتصر التأثيرات على المياه فقط، بل تشمل كذلك التنوع البيولوجي في المنطقة. فحيث كانت تتساقط الثلوج سابقًا، أصبحت الأمطار هي السائدة، ما أثر سلبًا على الأنظمة البيئية التي تعتمد على الثلج كمصدر طبيعي لتنظيم المياه. أنتاركتيكا كما أشار التقرير إلى أن التغيرات المناخية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) لعبت دورًا في تحويل مسارات الهطول، مما جعل جبال الأنديز واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بانحسار الثلوج، ويحذر الخبراء من أن هذه الأزمة لا تقتصر على تشيلي فقط، بل تشمل مناطق جبلية أخرى حول العالم، وتؤكد أن العالم يواجه تحديًا عالميًا في إدارة الموارد المائية في ظل تغير المناخ المتسارع. مع انطلاق موسم التنزه الصيفي في جبال الألب الفرنسية، بدأت ملاجئ الجبال تعاني من نقص حاد في المياه نتيجة موجة الحر القوية التي ضربت المنطقة في يونيو، والتي تسببت في تسريع ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية. ودأ تراجع الأنهار الجليدية في جبال الألب السويسرية قبل نحو 170 عامًا، حيث كانت وتيرة الذوبان بطيئة في البداية، لكنها تسارعت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، مما أثار قلق العلماء والخبراء. ويُعد هذا الذوبان المتسارع كارثيًا من الناحية البيئية، إذ تمثل هذه الكتل الجليدية الضخمة عنصرًا حيويًا في تنظيم المناخ العالمي، كما تلعب دورًا محوريًا في تأمين مصادر المياه العذبة للملايين حول العالم. نهر القيامة وحذر علماء المناخ من خطر وشيك قد يغير ملامح الكوكب، مصدره منطقة نائية في عمق القارة القطبية الجنوبية، حيث يذوب أحد أكبر الأنهار الجليدية وأكثرها هشاشة، والمعروف باسم "نهر نهاية العالم"، وهو نهر ثويتس. ورغم بعده آلاف الكيلومترات عن أقرب المدن، يشكل هذا الجبل الجليدي العملاق، الذي يعادل حجمه مساحة المملكة المتحدة، تهديدًا مباشرًا لحياة الملايين حول العالم، إذ أن انهياره الكامل قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 65 سنتيمتراً. هذا الارتفاع كفيل بإغراق أجزاء من مدن ساحلية كبرى مثل نيويورك، لندن، بانكوك بل وقد يهدد وجود جزر بأكملها في المحيطين الهادئ والهندي. ويصف العلماء المشهد بأنه أقرب إلى سيناريوهات أفلام الكوارث، إلا أن الخطر هذه المرة حقيقي ويحدث بوتيرة متسارعة، ما يستدعي تحركًا عالميًا عاجلًا لمواجهة آثار تغير المناخ.


اليوم السابع
١٨-٠٧-٢٠٢٥
- اليوم السابع
أنهار جافة ومناظر مروعة.. صور تكشف آثار الجفاف الشديد فى الأمازون البرازيلية
تشهد غابات الأمازون المطيرة، الأكبر فى العالم، أزمة بيئية خطيرة نتيجة موجة جفاف طويلة الأمد أدت إلى انخفاض غير مسبوق فى منسوب مياه الأنهار، ما تسبب فى انعزال العديد من المناطق التى تعتمد على النقل النهرى كوسيلة وحيدة للتنقل، وفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية. وتُظهر صور جوية التقطتها طائرات مسيرة لمناطق مختلفة من غابات الأمازون ، ولا سيما فى نهر ماديرا بمدينة هوميتا شمالى البرازيل ، مشاهد صادمة لأراضٍ جافة وبنوك ضخمة من الرمال، فى مشهد يلخص شدة الأزمة المناخية. ووفقًا لوزارة البيئة فإن 58% من الأراضي البرازيلية تعانى من آثار الجفاف، بينما يشهد 20% منها جفافًا شديدًا، مشيرة إلى أن منسوب بعض الأنهار انخفض من 14 مترًا إلى 70 سنتيمترًا فقط. وحذرت سيلفا من أن الوضع مرشح للتفاقم فى الأسابيع المقبلة، خصوصًا فى نهرى سوليموينس ونيغرو، وهما من الروافد الرئيسية لنهر الأمازون، فى ظل توقعات بانخفاض معدلات هطول الأمطار. كما أن الجفاف أدى إلى تفاقم ظاهرة حرائق الغابات، إذ سجل معهد الأبحاث الفضائية البرازيلى (INPE) فى سبتمبر 2024 ارتفاعًا بنسبة 8.3% فى عدد الحرائق مقارنة بشهر أغسطس، الذى كان فى حد ذاته الأعلى منذ 14 عامًا.