logo
هل تتجه أميركا وأوروبا لتوقيع اتفاقيات التجارة؟

هل تتجه أميركا وأوروبا لتوقيع اتفاقيات التجارة؟

Independent عربيةمنذ 10 ساعات

تقترب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق في شأن مجموعة من القضايا التجارية غير الجمركية، مثل قواعد إزالة الغابات والتعامل مع شركات التكنولوجيا الأميركية في أوروبا، إلا أن مصير الرسوم الجمركية المرتقبة التي يعتزم كل طرف فرضها على الآخر لا يزال غير محسوم.
وفقاً لما قالته مصادر مطلعة على المسودة لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن "اتفاق التجارة المتبادلة" الذي أعده مكتب الممثل التجاري الأميركي يتضمن تفاهمات مبدئية حول عدد من الملفات التجارية الخلافية، مثل قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي والرسوم الحدودية القائمة على انبعاثات الكربون وصناعة السفن وغيرها، وأضافت المصادر أن المسودة شبه نهائية لكنها قابلة للتغيير خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
لكن هذه المسودة، بحسب المصادر، لا تتطرق صراحة إلى الرسوم الجمركية التي هدد بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب أو التي فرضها سابقاً على الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الرسوم المتبادلة بنسبة 20 في المئة التي علقت خلال أبريل (نيسان) الماضي، أو الرسوم الأعلى على قطاعات محددة مثل السيارات والصلب، كما لا تتضمن تفاصيل في شأن الرسوم الانتقامية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ خلال الـ14 من يوليو (تموز) المقبل، في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
ومن غير الواضح ما إذا كانت قضايا الرسوم ستدرج ضمن اتفاق منفصل، أو أن المفاوضات في شأنها وصلت إلى طريق مسدود، أو أن الطرفين سيقرران تمديد المحادثات لما بعد الموعد النهائي الذي حدده ترمب خلال التاسع من يوليو المقبل.
ولم تعلق الحكومة الأميركية ولا المفوضية الأوروبية على تفاصيل الاتفاق المقترح، لكن متحدثاً باسم الاتحاد الأوروبي قال إن "الجانبين منخرطان بعمق في المفاوضات"، مضيفاً أن "التوصل إلى حل تفاوضي ومربح للطرفين لا يزال هو الهدف المفضل لدينا".
وعلى رغم أن المسودة لا تتناول مسألة الرسوم، فإنها تعالج عدداً من القضايا الاقتصادية الخلافية طويلة الأمد التي تهم الشركات الأميركية.
فهي تنص على إطلاق حوار بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في شأن كيفية تنفيذ قانون الأسواق الرقمية في أوروبا، والذي يهدف إلى تعزيز المنافسة في قطاع التكنولوجيا، وأثار شكاوى من شركات أميركية كبرى، وستعفى الشركات الأميركية من تنفيذ القانون موقتاً خلال فترة الحوار.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض بالفعل غرامات على شركتين أميركيتين بموجب القانون هما "أبل" و"ميتا"، ويتوقع أن يؤدي إعفاء الشركات الأميركية التي تمثل الغالبية الساحقة من المنصات التي يشملها القانون إلى تقويض إحدى أبرز التشريعات الرقمية في التكتل الأوروبي.
مسودة الاتفاق التجاري بين واشنطن وبروكسل
وتشير مسودة الاتفاق المتداول بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى أن بروكسل ستؤجل تنفيذ لائحة إزالة الغابات لمدة عام، وهو تغيير في الجدول الزمني لا يبدو جديداً، إذ كانت المفوضية الأوروبية قررت أواخر العام الماضي منح الشركات، سواء داخل أوروبا أو خارجها، مزيداً من الوقت للامتثال للقواعد الجديدة.
وتنص المسودة على تنسيق بين الطرفين في تصميم وتنفيذ "آلية ضبط حدود الكربون" الأوروبية، وهي نوع من الرسوم الجمركية التي تفرض على الواردات وفقاً لمستوى انبعاثاتها الكربونية. ووفقاً للاتفاق، سيعفى المنتجون الأميركيون من هذه الرسوم لمدة عام بعد دخول السياسة حيز التنفيذ، وستعفى صادرات الطاقة الأميركية إلى أوروبا من القواعد الأوروبية الخاصة بالميثان.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإضافة إلى ذلك، ستدرس المفوضية الأوروبية اتخاذ تدابير لدعم بناء السفن والشحن البحري من الاقتصادات السوقية (مثل الولايات المتحدة)، على غرار الرسوم والعقوبات التي اقترحتها واشنطن سابقاً العام الحالي ضد السفن التجارية الصينية.
وتتضمن المسودة بنوداً تنص على تنسيق أميركي أوروبي في مجالات مثل مشتريات الدفاع والمعادن الاستراتيجية، في سياق أوسع من التعاون الصناعي والأمني.
خلفية المفاوضات
وتأتي هذه المسودة بعد أسابيع من تبادل الوثائق بين المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، وسلسلة من المحادثات المكثفة بهدف التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي للرسوم الأميركية خلال التاسع من يوليو المقبل.
وكان الاتحاد الأوروبي قدم خلال وقت سابق من هذا العام مقترحاً يتضمن استعداداته للتفاوض في شأن الرسوم والحواجز غير الجمركية، إضافة إلى زيادة مشترياته من السلع الأميركية، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال.
ووصف الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير أوائل يونيو (حزيران) الجاري العرض الأوروبي بأنه "نقطة انطلاق موثوقة"، مشيراً إلى أن المفاوضات تتقدم بسرعة.
لكن المسودة التي وزعها مكتب الممثل التجاري الأميركي، بحسب مطلعين، تعالج فحسب مجموعة من الحواجز غير الجمركية التي تقترح خفضها من قبل الاتحاد الأوروبي من دون أن توضح ما قد تقدمه واشنطن في المقابل.
موقف أوروبي حذر
ويؤكد مسؤولون أوروبيون أنهم لن يوقعوا على اتفاق يمنح الولايات المتحدة تنازلات من جانب واحد، إذ يرون أن الناخبين الأوروبيين سيرفضونه، وأن بعضهم يرفض أي اتفاق تجاري لا يضع حداً للرسوم الجمركية الأساس التي فرضها ترمب بنسبة 10 في المئة.
ومع ذلك، فإن حقيقة استمرار ترمب في الترويج لتلك الرسوم باعتبارها مصدر دخل للخزانة الأميركية، دفعت عدداً من المسؤولين الأوروبيين إلى القبول واقعياً بعدم إمكانية إزالتها من خلال المفاوضات، بحسب مصادر مطلعة على الموقف الأوروبي.
ويعكس الاتفاق الأميركي الأوروبي وهو قيد التفاوض حالياً تقارباً في ملفات تقنية وتجارية دقيقة بين ضفتي الأطلسي، لكنه يتجنب عمداً معالجة القضايا الأساس المرتبطة بالرسوم الجمركية، مما يعكس الحذر السياسي من الدخول في صدام مباشر قبل استحقاقات انتخابية مرتقبة لدى الجانبين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هدنة بين إسرائيل وإيران وسط شكوك حول التزام الطرفين
هدنة بين إسرائيل وإيران وسط شكوك حول التزام الطرفين

شبكة عيون

timeمنذ 15 دقائق

  • شبكة عيون

هدنة بين إسرائيل وإيران وسط شكوك حول التزام الطرفين

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيّز التنفيذ رسميًا، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في خطوة وُصفت بأنها ضرورية لكبح التصعيد الإقليمي المتسارع، لكنها تثير تساؤلات حول مدى التزام الطرفين بها في ظل استمرار تبادل الاتهامات والانتهاكات الميدانية. وقد تعثّرت الهدنة في بدايتها مع تجدد الاشتباكات بعد ساعات فقط من سريانها، إذ اتهمت إسرائيل إيران بإطلاق صاروخين على مجالها الجوي، بينما نفى الجيش الإيراني تلك المزاعم، في وقت سُمع فيه دوي انفجارات في شمال إسرائيل، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الصاروخين تم اعتراضهما. وقف النار سارٍ وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض قبل مغادرته إلى قمة حلف شمال الأطلسي، أبدى ترمب إحباطًا من الطرفين، ووجّه انتقادات علنية لإسرائيل، على الرغم من كونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة، قائلاً إن الطرفين «انتهكا الاتفاق»، قبل أن يضيف: «أنا لست سعيدًا بإسرائيل». وفي وقت لاحق، أعلن ترمب عبر منصته «تروث سوشيال» أن إسرائيل قررت عدم مهاجمة إيران، وأن الطائرات «عادت أدراجها»، مؤكدًا أن «وقف إطلاق النار ساري المفعول». وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن إسرائيل امتنعت عن تنفيذ ضربات إضافية بعد محادثة هاتفية مع ترمب، موضحًا أن أحد الأهداف الإيرانية التي ضُربت قبل الهدنة كان موقع رادار، في رد على الهجوم الصاروخي الإيراني صباح الثلاثاء. التسوية المؤقتة بدأ النزاع في أعقاب هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، بحجة منع طهران من تطوير أسلحة نووية. وردّت إيران لاحقًا بهجمات عدة، أبرزها هجوم محدود طال قاعدة أمريكية في قطر، ولم يُسفر عن إصابات بعد تحذير مسبق. وأفادت منظمة «نشطاء حقوق الإنسان»، ومقرها واشنطن، أن الغارات الإسرائيلية على إيران أسفرت عن مقتل 974 شخصًا على الأقل، بينهم 387 مدنيًا، بينما قُتل 28 إسرائيليًا وأُصيب أكثر من 1000 نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية. كما طالت تداعيات التصعيد قوات أمريكية في العراق، حيث هاجمت طائرات مسيّرة قواعد تضم جنودًا أمريكيين في عين الأسد ومحيط مطار بغداد، لكن دون تسجيل إصابات. ولم تتبنَّ أي جهة الهجمات، على الرغم من تهديدات سابقة من فصائل عراقية مدعومة من إيران. ملامح الهدنة قال مكتب نتنياهو إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق نار ثنائي بتنسيق مباشر مع ترمب، بعد أن «حققت أهدافها» في إضعاف البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين. في المقابل، لم يُعرف على وجه الدقة دور المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في الموافقة على الهدنة، مع أنه صرح سابقًا بأنه «لن يستسلم». وترمب، الذي كان قد لمح إلى تغيير النظام في إيران قبل أيام، تراجع لاحقًا، مؤكدًا أنه «لا يريد الكثير من الفوضى»، في مؤشر على رغبة واشنطن في احتواء الصراع دون الانخراط في حرب مفتوحة. مستقبل غامض على الرغم من إعلان الهدنة، ما زالت الشكوك تحيط بالتزام الطرفين بها، في ظل استمرار الحشد العسكري، والخسائر البشرية المرتفعة، والتوتر المتصاعد في ساحات إقليمية أخرى مثل العراق وسوريا. كما أن مقتل عالم نووي إيراني بارز بإحدى الضربات الإسرائيلية يُزيد من احتمال تجدد الردود، خاصة في ظل اتهامات متبادلة بين الطرفين بعدم احترام وقف النار. Page 2 الجمعة 13 يونيو 2025 04:53 صباحاً Page 3

ترمب يسمح للصين بشراء النفط الإيراني
ترمب يسمح للصين بشراء النفط الإيراني

الوئام

timeمنذ 41 دقائق

  • الوئام

ترمب يسمح للصين بشراء النفط الإيراني

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إن الصين يمكنها الاستمرار في شراء النفط الإيراني بعد أن وافقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، وهي الخطوة التي قال محللون إنها تشير على الأرجح للعودة إلى تطبيق متراخي للعقوبات الأمريكية. وكتب ترامب في منشور على موقع 'تروث سوشيال'، بعد أيام قليلة من إصداره الأمر بقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية: 'يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران. ونأمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة أيضًا'. ومن شأن تخفيف العقوبات على إيران أن يمثل تحولا في السياسة الأميركية بعد أن قال ترامب في فبراير، إنه يعيد فرض أقصى قدر من الضغوط على إيران بهدف خفض صادراتها النفطية إلى الصفر بسبب برنامجها النووي وتمويل المتشددين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

انتهاء الحرب الإيرانية - الإسرائيلية... حساب الأرباح والخسائر
انتهاء الحرب الإيرانية - الإسرائيلية... حساب الأرباح والخسائر

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

انتهاء الحرب الإيرانية - الإسرائيلية... حساب الأرباح والخسائر

فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أهل الشرق الأوسط والعالم بالإعلان عن انتهاء الحرب الإيرانية - الإسرائيلية بوقف لإطلاق النار. جاء الإعلان في إعقاب رد إيراني «مبرمج» استهدف القاعدة العسكرية الأميركية في قطر، ومرّ بلا أضرار بشرية وحتى مادية. وكان لافتاً أن ترمب شكر إيران لأنها أبلغت بلاده مسبقاً بالهجوم الذي وضع في خانة «إنقاذ ماء الوجه». ماذا حققت الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل لو صمد وقف النار؟ هذا هو السؤال الذي شغل عواصم المنطقة وربما عواصم أبعد منها. يرى المراقبون أن ما حققته الأطراف مع انتهاء الحرب الإيرانية - الإسرائيلية سيكون قابلاً للتغير في ضوء الوجهة التي ستأخذها الأحداث. فأي هدوء سيتيح للقوى الإسرائيلية المعارضة أن تفتح ملف «حروب نتنياهو» وأثمانها. كما قد يتيح للرأي العام الإيراني أن يطرح أسئلة عن مسؤولية أهل القرار في ما حدث للقوات المسلحة الإيرانية ولصورة إيران في المنطقة والعالم. وفي المرحلة القريبة يبقى اسم اللاعب الأول دونالد ترمب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store