
شهيد مخيم الفارعة.. رامي زهران يرتقي غدرًا برصاص من يفترض أن يحميه!
تقرير – شهاب
الشاب رامي زهران، يرتقي شهيدًا على تراب الوطن ليس بنار قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولكن بغدر من أجهزة أمن السلطة، في جريمة وطنية تتكرر في كل يوم وكل حين، دون حسيب ولا رقيب.
ملاحقة واعتقال وسحل وقتل وتخريب لأعمال المقاومة، هذا الشغل الشاغل لأجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية المحتلة، التي تتعرض للتهويد والتهجير والإبادة الصامتة التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين بكل لحظة.
ووفقاً لشهادات ميدانية، فإن زهران ارتقى بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل أجهزة أمن السلطة في مخيم الفارعة بطوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، عندما كان يقود مركبة تعود لشقيقه يزن عمران زهران، وهو مطارد لقوات الاحتلال وللسلطة، وقد سبق واعتُقل لدى أجهزة السلطة لمدة خمسة أشهر، وكانت قوات الاحتلال قد داهمت منزل العائلة عدة مرات بحثاً عنه.
وتعمل السلطة على ملاحقة المقاتلين والمطاردين الفلسطينيين وسجنهم وتعذيبهم، وإفشال كمائنهم وعبواتهم المتفجرة التي يحاولون فيها التصدي لقوات الاحتلال التي تتوغل في كل لحظة لشوارع ومدن ومخيمات الضفة الغربية.
وخلال معركة "طوفان الأقصى" التي يتعرض فيها شعبنا لأكبر إبادة جماعية، زادت السلطة من ملاحقة المقاومين واستهدافهم في محاولة لإثبات نفسها للاحتلال الإسرائيلي بأنها قادرة على ضبط إيقاع الضفة الغربية، وعدم تطور المقاومة فيها ليعيش الاحتلال بأفضل أيامه بفضل التنسيق الأمني.
"زهران ليس الأول"..
وارتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا برصاص أجهزة أمن السلطة إلى 22 شهيداً منذ السابع من أكتوبر عام 2023، بعد ارتقاء الشهيد رامي زهران بمخيم الفارعة في طوباس، بحسب لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة.
وأوضحت أن 15 شهيدا ارتقوا برصاص أجهزة السلطة في جنين، وثلاثة شهداء في طولكرم، وشهيدان في طوباس، وآخر في رام الله.
وشهداء جنين برصاص أجهزة السلطة هم، رزان تركمان، وفراس تركمان، وأحمد هاشم عبيدي، ومحمد عرسان، وأحمد البالي، وربحي الشلبي، ويزيد جعايصة، ومحمد عماد العامر، ومجد زيدان، ومحمد أبو لبدة، والصحفية شذى الصباغ، ومحمود الجلقموسي، وقسم الجلقموسي، وسائدة محمد أبو بكر، وعبد الرحمن أبو المنى.
أما في طولكرم، استشهد كل من أحمد أبو الفول، ومحمد أحمد الخطيب، ومعتصم العارف، برصاص أجهزة السلطة. واستشهد كلا من محمود أبو لبن في رام الله، ومحمد صوافطة ورامي زهران في طوباس.
"سقوط وطني خطير"
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبد الرحمن شديد، قال إن جريمة اغتيال الشاب رامي الزهران، شقيق المطارد للاحتلال يزن الزهران، في مخيم الفارعة جنوب طوباس على يد أجهزة أمن السلطة، تمثل سقوطاً وطنياً وأخلاقياً خطيراً، وتؤكد مجدداً انحراف السلطة عن مسارها الطبيعي في خدمة شعبها والدفاع عنه.
وأكد شديد في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن ما جرى هو اغتيال سياسي متعمد يأتي في سياق سياسة التنسيق الأمني المستمرة، والتي باتت تستهدف المقاومين وذويهم بشكل مباشر، خدمةً لأجندة الاحتلال وتحت غطاء أمني مفضوح.
وأشار إلى أن هذه الجريمة ليست معزولة، بل تأتي امتداداً لحوادث مشابهة في جنين ونابلس وطولكرم، حيث باتت الأجهزة الأمنية تمارس القمع والاعتقال والملاحقة، متجاوزةً الخطوط الوطنية الحمراء، في محاولة لإخماد جذوة المقاومة التي تتصاعد في وجه الاحتلال.
ودعا شديد القوى والفصائل الوطنية والإسلامية إلى اتخاذ موقف واضح وحازم ضد هذه السياسات القمعية، والعمل على حماية الحاضنة الشعبية للمقاومة، ومنع استفراد الأجهزة الأمنية بالشباب المقاوم وعائلاتهم.
وشدّد على أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته لن يسكت على هذا المسار الخطير الذي يحاول إعادة تشكيل الضفة الغربية بما يخدم أمن الاحتلال ويقضي على روح المقاومة.
"شريك للاحتلال"
ومن جانبه، أدان النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة جريمة اغتيال الشاب رامي الزهران على يد أجهزة أمن السلطة في مخيم الفارعة بطوباس، مؤكداً أن ما يجري هو ممارسة مرفوضة وطنياً وأخلاقياً، ولا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال.
وقال خريشة في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، إن "من يعتقل المقاومين ويلاحقهم أو يرضى بقتلهم، لن يرضى عنه الاحتلال، بل سيظل شريكاً في خدمته، عن وعي أو دون وعي".
وأشار إلى أنه لا يوجد فلسطيني اليوم خارج دائرة الاستهداف الإسرائيلي، ما يجعل من الضروري إعادة بناء العلاقة مع الاحتلال على قاعدة التصادم والمواجهة لا التنسيق والمطاردة.
وأضاف النائب خريشة أن المطلوب في هذه المرحلة هو توحيد الجهود الوطنية، والتوقف الفوري عن ملاحقة المقاومين أو المسّ بالحاضنة الشعبية للمقاومة، مشدداً على أن الأصل في التعامل مع مثل هذه الأحداث أن يتم تشكيل لجان تحقيق مستقلة لتوضح للرأي العام أن الشعب الفلسطيني موحد خلف مقاومته، وليس منقسماً عليها.
وشدد خريشة بالقول: "أي ممارسات تستهدف المقاومين أو عائلاتهم لن تخدم سوى الاحتلال، وستُضعف مناعة شعبنا في مواجهة المشروع الصهيوني".
"الوجه الحقيقي للتنسيق الأمني"
القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، أدانت بأشد العبارات جريمة أجهزة السلطة الفلسطينية باغتيال الشاب المقاوم رامي الزهران في مخيم الفارعة بالضفة الغربية.
وقالت فصائل العمل الوطني والإسلامي، في تصريح صحفي، "في مشهد يعيد إلى الأذهان جرائم الاحتلال بحق المقاومين وذويهم، أقدمت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على اغتيال الشاب رامي الزهران في مخيم الفارعة – طوباس، في جريمة تفضح الوجه الحقيقي لمنظومة "التنسيق الأمني" التي أصبحت خطراً داهماً على وحدة الصف الوطني".
وأضافت: "ما حدث هو جريمة اغتيال سياسي ممنهج تم بإرادة واضحة من قيادة السلطة، واستهداف مباشر لعائلة مقاومة يُطارد أحد أبنائها من الاحتلال".
وأوضحت أن "هذه الجريمة تأتي "ضمن سياق ملاحقة المقاومين، وإعادة مشاهد القمع التي شهدناها في جنين ونابلس وطولكرم، في خدمة أمن الاحتلال وبالتنسيق الكامل معه".
وتابعت: "هذا النهج الخطر للسلطة يضعها في مواجهة مع شعبها وقواه الحية، ويُفقدها ما تبقى من شرعية وطنية".
ودعت "جماهير شعبنا، وفصائل العمل الوطني والإسلامي، إلى موقف موحد ومسؤول في وجه سياسة القتل بالوكالة، والضغط الشعبي لوقف هذا الانحدار المدمر".
وشددت بالقول: "ستبقى البندقية الفلسطينية الشريفة عنوان كرامتنا ووسيلتنا للرد على كل محاولات استهداف مشروعنا الوطني المقاوم".
"مواجهة الشعب"
كما استنكرت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية المحتلة جريمة اغتيال الشاب رامي الزهران على يد أجهزة السلطة في مخيم الفارعة.
وقالت اللجنة، في بيان صحفي، "أقدمت أجهزة أمن السلطة اليوم على اغتيال الشاب رامي الزهران بدمٍ بارد، بعد أن أطلقت النار بشكل مباشر على مركبته في مخيم الفارعة، بجريمة جديدة تضاف إلى سجل القمع الدموي، وفي مشهد يُعيد إلى الأذهان أساليب الاحتلال في ملاحقة واغتيال الشباب الفلسطيني".
وأدنت لجنة الأهالي بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة، التي تأتي ضمن مسلسل متواصل القمع والاجرام والملاحقة حيث قد بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا برصاص السلطة وأجهزتها القمعية منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم 22 شهيداً، في سلسلة جرائم تؤكد أن هذه الأجهزة لا ترى في أبناء شعبنا سوى خصوم يجب إسكاتهم أو تصفيتهم، وأنها اختارت موقعها في مواجهة الشعب لا في خدمته.
وأضافت: "إن ما جرى اليوم ليس حدثاً معزولاً، بل هو حلقة في سياق طويل من سياسة القمع والقتل والاعتقال السياسي والتعذيب، التي طالت المقاومين والأسرى المحررين وأبناء المخيمات والمدن والقرى".
ودعت فصائل العمل الوطني والإسلامي، ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية، إلى التحرك العاجل لوقف هذه المهزلة الدموية، والوقوف أمام سياسة الاغتيالات والاعتقالات التي تُنفذ باسم القانون وهي أبعد ما تكون عنه.
وانضم الشهيد رامي زهران إلى قافلة الشهداء الذين اغتالتهم أجهزة السلطة، بينما تتصاعد الدعوات للمحاسبة ووقف سياسة القتل بالوكالة.
وتنشط أجهزة أمن السلطة في جمع المعلومات الأمنية عن عناصر المقاومة وتحركات كل منهم وأي عمليات ينوون تنفيذها بهدف إحباطها أو تسليمها للاحتلال لقتلهم أو اعتقالهم ضمن التنسيق الأمني المستمر منذ اتفاق أوسلو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة شهاب
منذ ساعة واحدة
- وكالة شهاب
مختص لـ"شهاب": إعادة "إسرائيل" تشكيل آلية جديدة للمساعدات المزعومة مصيرها الفشل
خاص/ شهاب قال عماد عواد، المختص بالشأن السياسي والإسرائيلي، إن "مؤسسة غزة الإنسانية" باتت معروفة بأنها نتاج لتفاهم أمريكي-إسرائيلي، موضحًا أن من يشرف على عمليات التوزيع هم أمريكيون، بينما الإدارة المباشرة إسرائيلية. وأضاف عواد، في تصريح صحفي خاص لوكالة "شهاب"، أن مؤسسة SRS، التي تقود هذه العملية، تضم غالبية من العاملين السابقين في أجهزة استخبارات، مثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، ما يشير إلى أن جمع المعلومات عن غزة وسكانها قد يكون من أهداف هذه المؤسسة. ويرى عواد أن ما حدث في ساحة التوزيع لم يكن ضمن حسابات القائمين على المشروع، إذ لم يتوقعوا حجم الغضب والجوع في غزة، بسبب محاولات "إسرائيل" تزييف الواقع وتقديم صورة مغايرة بأن الأمور لم تصل إلى مرحلة الكارثة. وأوضح أن وجود هذه العناصر يأتي في إطار أهداف استراتيجية محددة، من أبرزها دفع السكان للنزوح نحو الجنوب، لتسهيل تنفيذ ما يُعرف بخطة "عربات جدعون"، التي تهدف إلى احتلال كامل قطاع غزة بعد عملية برية موسعة. وأشار عواد إلى أنه "رغم الكارثة الإنسانية، والتي تُعد وصمة عار على جبين كل من يلتزم الصمت خارج غزة، إلا أن الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها إسرائيل بعيدة المنال، ولن تُحقّق، حتى وإن نجحت في تهجير بعض السكان أو تدمير منازلهم". ويرى أن استمرار "إسرائيل" في هذه السياسات سيؤدي في النهاية إلى ردود فعل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وسينعكس سلبًا عليها. وتوقّع عواد أن تحاول "إسرائيل" مجددًا إعادة تشكيل آلية المساعدات بما يتماشى مع مصالحها، مرجعًا ذلك إلى غياب أي تدخل فعّال من الأمم المتحدة، في ظل إصرار "إسرائيل" على توجيه المساعدات إلى مناطق محددة لتكون ملاذًا لسكان القطاع. ورغم هذه المحاولات، يجزم عواد بأن هذه المشاريع مصيرها الفشل، مؤكدًا أن المساعدات ستصل في النهاية إلى جميع مناطق القطاع. وأضاف أن "إسرائيل" والولايات المتحدة تتفقان على هدف استراتيجي واحد في غزة، وهو تقليل عدد السكان، مشيرًا إلى أن أمريكا ترغب الآن في تغيير شكل الحرب، بينما ترفض "إسرائيل" هذا التوجه، ما قد يدفع واشنطن إلى استخدام أدوات ضغط مستقبلية. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب قوات الاحتلال جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.


مصر 360
منذ 2 ساعات
- مصر 360
استباحة الأقصى.. حرب الألف عام!
في مقطع فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي 'بنيامين نتنياهو'، بدا منتشيا، وهو يستعرض نفقا ضخما تحت المسجد الأقصى من ضمن حفائر، تبحث عن دليل، أو شبه دليل، لوجود جبل الهيكل! أراد أن يقول لليمين الصهيوني، إنه سوف يبني جبل الهيكل الآن، أو بالغد القريب. لم تكن تلك الحفائر ولا شبكة الأنفاق تحت المسجد الأقصى سرا مخبوءا. منذ تسعينيات القرن الماضي، نُشرت خرائط شبه تفصيلية للحفائر الإسرائيلية. علت أصوات تحذر من مغبتها على سلامة المسجد، وأنه قد يتعرض للتقويض، أو الهدم. ما يحدث الآن بوقائعه ورسائله استباحة كاملة للمسجد الأقصى، لا تضع اعتبارا لأية مشاعر إسلامية، أو أي غضب محتمل. كانت 'مسيرة الأعلام' في ذكرى سقوط القدس الشرقية منذرة هذه المرة بأجوائها ووقائعها، بما سوف يحدث تاليا. إننا أمام تجاوز غير مسبوق لأية خطوط حمراء. جرت صلوات يهودية داخل المسجد لا في باحاته بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست، يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف 'إيتمار بن جفير'. اقتحم أكثر من ألفي مستوطن باحات المسجد الأقصى احتفالا بتوحيد مدينة القدس تحت الهيمنة الإسرائيلية الكاملة إثر حرب (1967). ترددت هتافات عنصرية ضد العرب والمسلمين والنبي الأكرم: 'الموت للعرب' و'محمد مات'. إنها حرب دينية معلنة. حدثت صدامات واشتباكات واعتداءات على الفلسطينيين والصحفيين تحت حماية الأمن الإسرائيلي في استباحة كاملة لكل معنى إنساني، أو قيمة حديثة. في أجواء محمومة من موسيقى يهودية ورقص هيستيري، ربطت الهتافات ما بين غزة والقدس، بين التهجير القسري وتهويد المدينة المقدسة. دعا 'بن جفير' المحتشدين للصلاة من أجل نجاح مهمة رئيس الشاباك الجديد المثير للجدل الجنرال 'ديفيد زيني' في اجتثاث 'أعداء إسرائيل'، قاصدا كل الفلسطينيين دون مواربة. بنص كلامه: 'أقول لرئيس الوزراء، أيها الرئيس العزيز، يجب ألا نعطيهم مساعدات إنسانية، يجب ألا نعطيهم وقودا.. أعداؤنا لا يستحقون سوى رصاصة في الرأس'. هكذا بالحرف. وحشية مطلقة، نازية بلا شبهة. لم يعد تقويض المسجد الأقصى احتمالا مستبعدا. إنه خطر ماثل في المشهد المقدسي. إننا أمام سيناريو حقيقي لا افتراضي لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه. الضعف يغري بالاستباحة ثم المزيد من الاستباحة. إذا افترضنا السيناريو الأسوأ.. ماذا قد يحدث؟! إنه نفس السؤال، الذي طرحه البابا الراحل 'شنودة الثالث'، وهو يغلق جهاز التسجيل ذات حوار بيننا: 'حاشا لله أن يحدث ذلك، لكن ماذا سوف يفعل العرب والمسلمون، إذا أقدم الإسرائيليون على قصف المسجد الأقصى، ثم يقولون إن مجنونا فعلها؟'. أجاب عن سؤاله بنفسه: 'أخشى أن يكون أقصى ما نفعله إصدار البيانات التي تشجب، وتندد وبعض المظاهرات التي تخرج ثم تتوارى بالوقت'. كان ذلك استشرافا مبكرا لتبعات التواطؤ العربي شبه المعلن على القضية الفلسطينية. لم تكن مصادفة أن تحمل عملية السابع من أكتوبر (2023) اسم 'طوفان الأقصى'. استدعت تلك التسمية قوة الرموز في الوجدان العام، رغم أن العملية نفسها جرت وقائعها في غلاف غزة لا القدس. 'إن الأقصى معنى كبير قبل أن يكون معلما خالدا بالنسبة لنا جميعا، فهو الحسنيان معا، إذا جازت الاستعارة، فهو تاريخ القداسة، وهو قداسة التاريخ'- بتعبير الأستاذ 'محمد حسنين هيكل'. إذا لم تكن هناك إرادة مقاومة من داخل القدس المحتلة تتصدى لحرمة المسجد وباحاته بقصد تقسيمه زمانيا ومكانيا، فإن أسوأ السيناريوهات حادثة لا محالة. الداخل الفلسطيني هو مفتاح الموقف في الصراع على مستقبل الأقصى. كان ذلك فحوى رسالة كتبها عام (2007) إلى شيخ الأقصى 'رائد صلاح'، الذي علا صوته وقتها محذرا من انهيار مفاجئ في بنيان الأقصى جراء حفريات، اقتربت من عمقه تحت المنطقة المسماة الكأس بين المسجد وقبة الصخرة، يليها هدم غرفتين تقعان في حائط البراق طالبا دعما سياسيا من 'رمزنا الإعلامي الأكبر'. كان من رأي 'هيكل': 'القضية تتعدى أي شخص وأي مؤتمرات صحفية قد يعقدها، فللكلمات طاقتها وحدودها، التي لا تستطيع تجاوزها إذا لم تستند إلى موقف سياسي شعبي واسع من داخل الأرض المحتلة نفسها، فقد شاءت الأقدار أن يتحملوا هم ــ قبل غيرهم وفي مقدمة الصفوف ــ عبء الدفاع عن المسجد الأقصى'. الحقيقة الماثلة الآن، أن الفلسطينيين، في غزة بالذات، أعطوا ما فوق طاقة أي بشر على التحمل والعطاء بلا أي سند عربي يعتد به. حاربوا وعانوا التقتيل والتجويع بمفردهم. كان ذلك داعيا لاستباحات أخرى وصلت إلى تهديد المسجد الأقصى بالهدم، كما لم يحدث من قبل منذ سقوط القدس. في ذلك اليوم البعيد من يونيو (1967)، الذي يحتفل به اليهود المتطرفون بمسيرات أعلام، تسب العرب والمسلمين، لخص الشاعر الفلسطيني 'محمود درويش' مشاعره ومخاوفه بقطعة نثرية، احتفظت بها ذاكرة الزمن: 'تخرج فلسطين منك بلا وداع. كنت في المخبأ معلقًا على حبل الفارق بين يومين لا يتشابهان. ليسكت الوطن قليلًا. لقد وقعت الخصومة بينك وبين الحياة ذاتها. يأخذك الزلزال ويطرحك أرضًا، عادوا إلى أورشليم: الجنرال، والكاهن، والزانية. لن نخرج من هنا إلى الأبد. نفخوا في الصور وصلوا ودقوا رؤوسهم بحجارة الحائط القديم، حتى سالت دماؤهم. لا حرب بلا دماء، ولم يخسروا دمًا كثيرًا في الحرب، فليعلنوا ثمن الحرب تطوعًا وتبرعًا لحجارة الهيكل. تسمع أصواتهم عبر الراديو. لقد وصلوا إلى الحرب عبر جثث أهلك التي لم تدافع عن نفسها. العنف مرة أخرى. العنف يعلن جدارته. وبدعاوى الحق لا تأخذ شيئاً، ولا تستطيع الاحتفاظ بشيء. أنت لا تبكي، عادة، ولكن سقوط القدس يعني سقوط الدموع. توقظك صلواتهم، ترفع ستار نافذة المخبأ، بعد يومين، فيجتاحك شلال الضوء الزاحف من حيفا التي كانت غارقة في التعتيم الكاذب… لم تر ناسًا، قبل اليوم، قادرين على الفرح الوحشي بمثل هذه الطاقة. دقات طبول وصفارات أطفال وأضواء كثيرة. لم يفرحوا بسقوط القدس والضفة وسيناء والجولان، كما يعلنون أفراحهم الآن. لقد سقط عبد الناصر'. كان ذلك قبل حرب الاستنزاف ورفع راية التحدي مجددا. إذا ما نالت إسرائيل من المسجد الأقصى، فإنها حرب الألف عام. لن يبقى حجر على حجر في المنطقة بأسرها. النظم كلها سوف تتداعى وتسقط عنها أية شرعية مفترضة. الاغتيالات سوف تتمدد في كافة أرجاء العالم، والأثمان سوف تكون مروعة بأكثر من أي توقع. الإدانات الإنشائية لا تصلح. السؤال الحقيقي: أين المواقف التي تخيف وتردع؟!


فيتو
منذ 4 ساعات
- فيتو
المشدد 7 سنوات لـ 4 نزلاء قتلوا زميلهم بحجز قسم المعصرة
قضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة 4 عاطلين بالسجن المشدد 7 سنوات بتهمة التعدي بالضرب المبرح علي زميلهم المحتجز معهم داخل حجز قسم شرطة المعصرة حتى الموت بسبب تبوله لا إراديا. وكشفت تحقيقات النيابة العامة قيام المتهمين شهاب م، ٢٦ سنة، عاطل، فضل ع، ٣٨ سنة، عاطل، محمد ال، ٣٠ سنة، عاطل، طه م، ٣٨ سنة، عاطل بدائرة قسم شرطة المعصرة بمحافظة القاهرة بضرب المجني عليه هاني ن عمدا بأن كالوا له عدة ضربات ولكمات استقرت بعموم جسده فألحقوا ما به من إصابات كان من شأنها إحداث انفعال نفسي مصاحب للتعدي الواقع عليه ساهم في إحداث عبء على القلب المعتل فعجل بحدوث الوفاة ولم يكن مقصدهم من ذلك قتلًا ولكن أفضى إلى موته. قتلوا زميلهم بسبب تبوله لا إراديا واستمعت النيابة العامة الي اقوال الشهود الذين قالوا إنهم شاهدوا المجني عليه يرتكز على حائط حجز القسم ويقوم بالتبول وقضاء حاجته داخل حجز القسم وحال ذلك قام المتهمون من الأول للرابع بالتعدي عليه بلكمه وصفعه على وجهه وركله فسقط أرضًا مغشيًا عليه فاستعانوا بضباط أفراد حجز القسم لنقله إلى أحد المستشفيات للكشف عليه ومداركة علته المرضية فنقلوه إلا أن وافته المنية وعزى قصد المتهمين من ذلك ضربه وإيذائه. وتسلمت النيابة العامة تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه والذي أكد إصابته بتغيرات أثيرومية متقدمة يصاحبها ضيق بتجويفة ٣٠% مع وجود مظاهر احتقان شديد وأنزفة منتشرة واوديما بالنسيج الرئوي ومظاهر التهاب مزمن بالشعب الهوائية وبالنسيج الخلالي يصاحبهم بؤر تليفية بالنسيج الخلالي الرئوي والغشاء البللوري والعقد الليمفاوية بسرة الرئة وبؤر تليفية يرجح كونها تفاعلات، وأن الاصابات الموصوفة بالكشف الظاهري هي إصابات حيوية رضية حدثت من المصادمة بجسم صلب أو اجسام صلبه أيا كان نوعها من مثل التعدي بالضرب وتعزى الوفاة إلى الحالة المرضية بالقلب والرئتين ومن المرجح أن يكون الانفعال النفسي المصاحب للتعدي على المجني عليه قد ساهم في إحداث عبء على القلب المعتل أصلا وعجل بحدوث الوفاة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.