
الصين تعارض بشدة التعريفات الجمركية الأمريكية وتقول إنها ستتخذ إجراءات مضادة
أكدت الصين، اليوم الخميس، معارضتها الشديدة للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، مشيرةً إلى أنها ستتخذ التدابير المضادة لحماية حقوقها ومصالحها.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، "الجانب الصيني علم بالتقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة ستفرض تعريفات جمركية متبادلة"، مشددة على أن "الصين تعارض هذا بشدة وستتخذ التدابير المضادة لحماية حقوقها ومصالحها".
وأضاف البيان: "تدّعي الولايات المتحدة تكبّد خسائر في تجارتها الدولية، وتحت ذريعة ما يُسمّى "المعاملة بالمثل"، ترفع الرسوم الجمركية على جميع شركائها التجاريين.
هذا النهج يتجاهل توازن المصالح الذي تحقق على مدى سنوات من مفاوضات التجارة متعددة الأطراف، ولا يأخذ في الاعتبار أن الولايات المتحدة نفسها استفادت منذ فترة طويلة بشكل كبير من التجارة الدولية". مؤكدًا أن "هذه ممارسة نموذجية للتنمر أحادي الجانب. وقد أعرب العديد من الشركاء التجاريين بالفعل عن استيائهم الشديد واحتجاجهم العلني".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع وفي وقت سابق على أمر تنفيذي يقضي بفرض رسوم جمركية مماثلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، قائلاً إن واشنطن ستفرض تعريفة جمركية أساسية بنسبة 10 بالمئة على الواردات من دول أخرى، كما سيتم تطبيق تعريفات جمركية مماثلة بنحو نصف مستوى تلك المطبقة في الخارج.
وكان ترامب، قد صرح في وقت سابق، بأن إدارته ستعلن قريبا جدا عن رسوم جمركية جديدة بنسبة 25 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي بما في ذلك السيارات.
وأشار ترامب أيضا إلى أن الاتحاد الأوروبي تشكل "لإزعاج" الولايات المتحدة وقد نجح في ذلك.
وفي 20 ديسمبر 2024، هدد ترامب الاتحاد الأوروبي بفرض ضريبة إذا لم تقم أوروبا بتعويض "عجزها الضخم" مع الولايات المتحدة من خلال مشتريات النفط والغاز على نطاق واسع.
وخلال فترة ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، فرض ترامب تعريفات جمركية جديدة على الفولاذ والألومنيوم.
وفي نهاية عام 2022، بدأت حرب تجارية أخرى تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين بعد أن أقرت الولايات المتحدة قانونًا لمكافحة التضخم وصفته أوروبا بالمنافسة غير العادلة. وردًا على ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية على السلع الأمريكية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 26 دقائق
- 26 سبتمبر نيت
على وقع ضربات الصواريخ والمسيرات اليمنية .. أمن الكيان الصهيوني يتهاوى
تفي مشهد يتجاوز حدود السرد الإخباري ليلامس جوهر الدراما، تتكشف فصول المواجهة البحرية والجوية التي تقودها القوات المسلحة اليمنية، لتفرض حصاراً خانقاً على كيان العدو الإسرائيلي. لم تعد تداعيات هذه العمليات محصورة في الممرات الملاحية فحسب، بل امتدت لتضرب عمق الكيان المحتل، فتهز أمنه المزعوم وتدفعه نحو استجداء المساعدات الإنسانية لغزة تحت ضغط غير مسبوق، في اعتراف ضمني بفاعلية "طوفان اليمن". 26 سبتمبر – خاص لم تكن صحيفة "كالكاليست" العبرية لتنشر ما نشرته حول تعليق العديد من شركات الطيران الدولية لرحلاتها إلى الأراضي المحتلة لولا قسوة الواقع الذي فرضه الرد اليمني بالعمليات العسكرية النوعية والقصف المستمر لعمق الكيان والهجوم الصاروخي الأخير الذي استهدف مطار "بن غوريون" في مطلع مايو الحالي، وما مثله ذلك الموقف الثابت والتحرك العسكري الفاعل من ضربات استراتيجية كشفت هشاشة "القبة الحديدية" المزعومة. كما أن إلغاء شركات طيران يونانية، إيطالية، بولندية، فرنسية، وهولندية لرحلاتها، وتجميد "لوفتهانزا" لقرار استئنافها، وصولاً إلى تعليق "طيران كندا" لرحلاتها حتى سبتمبر القادم، كلها مؤشرات لا تقبل التأويل على أن المطارات والموانئ المحتلة لم تعد آمنة. مشهد الذعر أيصا الذي دفع مئات الآلاف إلى الملاجئ، وتوقف حركة السير في لحظات الإنذار، هو دليل دامغ على أن عمليات اليمن قد اخترقت العمق الإسرائيلي، محولة المظهر السريالي الموصوف في موقع "إسرائيل ديفينس" إلى كابوس حقيقي يعيشه المستوطنون. واشنطن تتبرأ و"تل أبيب" تواجه المصير المحتوم يضع تقرير "إسرائيل ديفينس" النقاط على الحروف، كاشفاً عن تحول استراتيجي في المنطقة. ففي ظل تصاعد التهديدات اليمنية، يتراجع الدور الأمريكي المباشر، رغم القدرات العسكرية الهائلة التي تمتلكها واشنطن. يكشف التقرير عن اكتفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من صنعاء الالتزام بعدم استهداف السفن الأمريكية، وفصل حظرها للسفن الإسرائيلية وتلك المتجهة من وإلى موانئ الكيان في شواطئ الأراضي الفلسطينية المحتلة عن المعادلة الأمنية التي تشمل الخليج والولايات المتحدة. هذا الفصل ترك "تل أبيب" تواجه منفردة تهديداً صاروخياً مستمراً، حيث لا تزال الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية اليمنية تطلق باتجاه الأراضي المحتلة، متحديةً منظومة الدفاع الجوي الأمريكية "ثاد" والإسرائيلية "آرو". يشار إلى أن السؤال الذي يطرحه الموقع حول رد فعل ترامب لو أُطلق صاروخ باليستي من كندا أو المكسيك على مطار جون كينيدي في نيويورك، ليس سوى محاولة لإبراز حجم العزلة العملياتية التي يعيشها "الكيان" رغم تحالفه الاستراتيجي مع واشنطن. يؤكد تقرير "معهد دراسات الأمن القومي للعدو الإسرائيلي لعام 2024" أن الترسانة العسكرية لليمن، من صواريخ متعددة وصواريخ كروز ومضادة للسفن، قد حولت صنعاء إلى فاعل عسكري بعيد المدى، يفرض معادلة جديدة في المنطقة. وفي سياق التصريحات المقتبسة لوزير الحرب الأمريكي لفوكس نيوز، والتي يؤكد فيها: "لن نكرر ما فعلناه بالعراق وأفغانستان وما فعلناه مع "الحوثيين" حماية للملاحة. لم ندمر "الحوثيين" تماما ولدينا أمور أخرى نحتاج للتركيز عليها مثل إيران والصين"، يتبين أن واشنطن تتنصل من مسؤولية حماية الكيان، وتترك له مواجهة مصيره مع اليمن بمفرده. اليمن ينتصر ونتنياهو يرتد تحت الضغط في خطوة حاسمة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن قرار فرض حظر بحري على "ميناء حيفا" رداً على تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. هذا الإعلان، الذي حوّل الميناء إلى "بنك أهداف" منذ لحظة البيان، يأتي تتويجاً لنجاح فرض الحصار على ميناء أم الرشراش (إيلات) وتوقفه عن العمل. وتأتي هذه الإجراءات، التي أُعلن عنها لاحقاً، بما في ذلك الحظر الجوي، لتجبر الكيان على الانصياع لشروط اليمن: إيقاف جرائم الإبادة، وإدخال المساعدات، وإعادة الإعمار في غزة. وفي رد فعل يكاد يكون مباشراً لإعلان القوات المسلحة اليمنية، نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريراً بعنوان "نتنياهو يأمر بتجديد المساعدات الإنسانية لغزة على الفور، تحت ضغط أمريكي شديد". هذا القرار، الذي اتخذه نتنياهو دون تصويت في "الكابينت" وسط معارضة واسعة من اليمين المتطرف، هو دليل قاطع على أن الحصار اليمني قد أتى بثماره. فبعد أشهر من التعنت، يضطر نتنياهو إلى التراجع والرضوخ للضغوط، تحت ذريعة منع "أزمة جوع" تهدد "استمرار العملية الرامية إلى هزيمة حماس". إن تصريحات نتنياهو بأن الضغط على "كيانه" "يقترب من الخط الأحمر" وأن "سناتورات أمريكيين مؤيدين لإسرائيل" طالبوه باستئناف المساعدات لمنع مجاعة جماعية وإلا "لن نحظى بدعمهم"، تكشف عن حجم المأزق الذي يعيشه الكيان. هي ليست مبادرة إنسانية، بل هي استجابة مذلة لإملاءات الخارج، ونتيجة مباشرة لفاعلية الضربات اليمنية التي جعلت "أمن إسرائيل" المزعوم في مهب الريح. الكيان يتصدع من الداخل لم يقتصر تأثير الحصار اليمني على المطارات والموانئ، بل امتد ليضرب عمق الداخل الإسرائيلي، كاشفاً عن تصدعات عميقة في الائتلاف الحاكم. فقرار نتنياهو استئناف المساعدات قوبل بانتقادات حادة من وزراء اليمين المتطرف، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير، الذي وصف القرار بـ "الخطأ الفادح"، محذراً من أنه "يغذي حماس ويمنحها الأكسجين". كما أن تهديدات سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا دخلت "ذرة واحدة من المساعدات" إلى غزة، وانتقادات نواب "الليكود" أنفسهم، كلها مؤشرات على أن الكيان يعيش حالة من التخبط والتناقض. وكذا اتهامات زعيم المعارضة بيني غانتس لنتنياهو بـ "الاختباء وراء جيش الدفاع والمؤسسة الأمنية عند اتخاذ قرارات تزعزع استقرار ائتلافه"، تؤكد أيضا أن الأزمة تتجاوز مجرد خلاف حول المساعدات. إنها أزمة قيادة، أزمة استراتيجية، وأزمة وجودية يفرضها العدوان اليمني، الذي أظهر للعالم أن الكيان، رغم ترسانته العسكرية، ليس سوى نمر من ورق أمام الإرادة اليمنية الصلبة. خلاصـة: أمن إسرائيل المزعوم يتهاوى في النهاية، وأمام ضربات طوفان اليمن تتجمع كل الخيوط لتكشف عن حقيقة واحدة لا لبس فيها: إن مجمل الإجراءات والخطوات التي بدأ العدو في اتخاذها، أياً كانت المبررات المعلنة، تصب في مسار البحث عما يسمى بـ"أمن إسرائيل" الذي تفرضه العمليات اليمنية. من الحظر البحري إلى الحظر الجوي، ومن انهيار شركات الطيران إلى استجداء المساعدات الإنسانية، كل هذه التداعيات تؤكد أن "طوفان اليمن" قد نجح في إرباك الكيان، وكسر هيبته، وفرض شروطه في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة. إنها بداية النهاية للزعم الزائف والمسمى بـ"الأمن الإسرائيلي" المكذوب، الذي تهاوى أمام صمود اليمن وإرادته في الانتصار للحق الفلسطيني. بل أن تصريحات المسؤولين تؤكد استمرار القوات المسلحة اليمنية في فرض حصارها حتى تُلبى جميع الشروط المتعلقة بغزة، وأن على الكيان ألا يحاول التملص من هذه الشروط بطريقة أو بأخرى.


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
601 يوم من الدمار فك شفرة التواطؤ الاقتصادي الأوروبي مع الكيان الإسرائيلي:
أوروبا وشراكة الدم: 42٫6 مليار يورو تُغذي آلة الحرب الإسرائيلية وبريطانيا تتصدر "الخطيئة الكبرى" بينما تُكمل غزة يومها الـ601 وهي تلفظ أنفاسها تحت وطأة عدوان إسرائيلي يفوق كل وصف، لا يقتصر على كونه "حرب إبادة جماعية" فحسب، بل هو نزيف بشري مستمر يلطخ ضمير العالم. في هذا المشهد المروع، تتعالى صيحات التساؤل، ممزوجة بمرارة الغضب، حول الدور المريب لتلك الدول التي تتشدق بالإنسانية وحقوق الإنسان، بينما تُبرم في الخفاء صفقات تجارية ضخمة مع كيان يرتكب أبشع الفظائع. فهل بيانات التنديد الغربية، تلك التي تخرج خجولة ومتأخرة، ليست سوى ستائر دخان رقيقة تحاول عبثًا التغطية على تواطؤ عميق ومُدان في هذه الجرائم البشعة؟ هل أصبحت دماء الأبرياء سلعة رخيصة في سوق المصالح؟ يحيى الربيعي كشفت تقارير إعلامية عربية ودولية، نقلاً عن مصادر عبرية بتاريخ 23 مايو 2025م، عن مفارقة صادمة: الدول التي أعلنت مؤخراً تنديدها بالعدوان الإسرائيلي ودعت لرفع الحصار – ألمانيا، بريطانيا، إسبانيا، النرويج، آيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، سلوفينيا، فرنسا، كندا، إيطاليا، سويسرا، واليونان – هي ذاتها التي تُشكل الشريان الاقتصادي للكيان المحتل. التهديدات الأوروبية بإعادة تقييم اتفاق التجارة الحرة مع إسرائيل، الذي يُعد عصب العلاقات الاقتصادية، لم تُقابل إلا بالسخرية. فالمحللون يرون فيها مجرد مناورات سياسية عقيمة، لأن تحقيق إجماع أوروبي على مثل هذا الإجراء ضرب من المستحيل. وتأكيد "حكومة" الاحتلال على عدم تراجعها عن "الدفاع عن وجود إسرائيل وأمنها" وعدم اكتراثها بـ"الضغوط الخارجية"، يُظهر بوضوح أن هذه الدول لا تملك الشجاعة الحقيقية لانتشال الشعب الفلسطيني من براثن الظلم. مع نسبة 40% من تجارة الكيان الإسرائيلي مع أوروبا، تملك القارة العجوز ورقة ضغط اقتصادية هائلة. لكن المواقف الغربية لم تولد من قرار سياسي شجاع أو يقظة أخلاقية مفاجئة، بل هي مجرد "موجة غضب ظرفية سرعان ما تنكفئ بعد أن تمتص جزءاً كبيراً من السخط العالمي". بريطانيا.. "الخطيئة الكبرى" وسلاح التجارة تتصدر بريطانيا المشهد كـ "صاحبة الخطيئة الكبرى"، تلك الدولة التي منحت ما لا تملك لمن لا يستحق. فإلى جانب دورها التاريخي في زرع بذور المأساة الفلسطينية، لا تزال بريطانيا تُغذي آلة الحرب الإسرائيلية بـ "أفتك الأسلحة". ورغم إعلانها الأخير عن تجميد مفاوضات الاتفاق التجاري مع إسرائيل، يرى المحللون أن هذا الإجراء لا يمثل سوى قطرة في بحر الشراكة الاقتصادية المتنامية. البيانات تكشف عن حجم هائل لهذه الشراكة: بريطانيا هي الشريك الاستيرادي رقم 11 لإسرائيل في عام 2024م، ورغم تراجع قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى السوق البريطانية إلى 1.28 مليار دولار في عام 2024م (بانخفاض تجاوز 30% عن 2023م)، إلا أن واردات إسرائيل من بريطانيا بلغت 2.5 مليار دولار سنوياً، أي ضعف ما تصدره، مما أدى إلى عجز تجاري بـ1.3 مليار دولار في 2024م، إنها أرقام تصرخ بإمكانية التأثير البريطاني لو توافرت الإرادة. عمالقة التجارة وشراكة مثيرة للجدل يُعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للكيان الإسرائيلي بعد الولايات المتحدة، حيث استحوذ على 32% من إجمالي الصادرات الإسرائيلية في عام 2024م، وبلغت واردات الاتحاد من إسرائيل 15.9 مليار يورو، مقابل صادرات أوروبية لإسرائيل بـ 26.7 مليار يورو. وتبرز أيرلندا كأحد اللاعبين الرئيسيين، حيث استوردت 3.2 مليارات دولار من إسرائيل في 2024م، وكانت أكبر مشترٍ للدوائر المتكاملة الإسرائيلية بقيمة 3 مليارات دولار. أما ألمانيا، فقد شهدت علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل نمواً صاروخياً، لتصل قيمة التبادل التجاري بينهما إلى 7.4 مليارات دولار حالياً، بعد أن كانت 100 مليون دولار فقط في عام 1960م، ألمانيا هي الشريك التجاري الثالث لإسرائيل بعد أمريكا والصين، بينما تعد إسرائيل ثاني أكبر شركاء ألمانيا التجاريين في "الشرق الأوسط" وشمال أفريقيا. وتُعزز اتفاقيات التجارة الحرة وإزالة العقبات الجمركية الموقعة عام 1995م هذه الشراكة. تفنيد مزاعم القلق الغربي يُفنّد المحللون الاقتصاديون والسياسيون المزاعم الغربية بشأن القلق الإنساني تجاه ما يجري في غزة. فالمقال المنشور في "ميدل إيست آي" يكشف بوضوح أن التحول المفاجئ في لهجة الحكومات الغربية ليس سوى "حملة علاقات عامة مدروسة" تهدف إلى تبرئة هذه الحكومات من تواطؤها السابق وتخفيف الضغط الشعبي المتزايد. إن هذا القلق المفرط هو مجرد "حيلة أخرى" تهدف إلى منح إسرائيل الوقت لاستكمال "الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة". فالمملكة المتحدة وأوروبا تملكان القدرة على وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة، ولكن الإرادة السياسية غائبة. فبريطانيا، على سبيل المثال، زادت من صادرات الأسلحة لإسرائيل بعد وعد رئيس وزرائها بخفضها. يطالب المحللون السياسيون والنشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بريطانيا باتخاذ "إجراءات ملموسة" وحاسمة: وقف نقل أسلحة الدول الأخرى، التوقف عن تنفيذ رحلات استطلاعية فوق غزة لصالح إسرائيل، الاعتراف بدولة فلسطين، فرض عقوبات على "وزراء" الحكومة الإسرائيلية، الاستعداد لاعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب إذا زار بريطانيا، منع إسرائيل من حضور الفعاليات الرياضية، وفرض عقوبات اقتصادية شاملة عليها. كل هذه "الإجراءات الملموسة" ممكنة وسهلة التنفيذ، لكنها تتطلب إرادة سياسية حقيقية. فكل ما نشهده الآن هو "رغبة في تحسين العلاقات العامة وإخفاء تواطؤ بريطانيا في إبادة جماعية لم يعد من الممكن إخفاؤها". فهل ستصحو الدول الغربية من سباتها الاقتصادي وتتخذ موقفاً أخلاقياً حازماً، أم ستظل التجارة أعمى من دموع غزة؟ هذا ما ستفصح عنه الأيام القادمة خاصة مع بشاعة التصعيد الإجرامي الصهيوامريكي في غزة.


26 سبتمبر نيت
منذ 2 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
كم انت عظيمة يا غزة !!
ان يدعو النائب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي راندي فاين الى قصف قطاع غزة بقنابل نووية، أسوة بما فعلته بلاده في هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية، ويجد من يصفق له في إدارة الرئيس دونالد ترامب، فهذا هو قمة الإرهاب، واللاإنسانية، والتعطش لسفك الدماء في دولة تدعي انها زعيمة العالم الحر والأكثر حرصا على حقوق الانسان وقيم العدالة. اللافت ان هذه الدعوة صدرت عن نائب جمهوري دعم الرئيس ترامب حملته الانتخابية، وأيده أيضا بعض المصوتين العرب للأسف في ولاية 'ميشيغان'، وتزامنت هذه الدعوة النووية مع عودة ترامب، من جولته في ثلاث دول عربية، استطاع خلالها ابتزاز خمسة تريليونات دولار، وفوقها طائرة جامبو رئاسية كهدية يصل ثمنها، وبعد تجهيزها، ما يقرب من نصف مليار دولار. *** هذا النائب العنصري الدموي الصهيوني لا يعرف ان اعداد ضحايا حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها بنيامين نتنياهو، قدوته في النازية الجديدة تبلغ اضعاف اعداد ضحايا القنبلتين النوويتين اللتين القيتا على المدينتين اليابانيتين، بالمقارنة بين عدد سكان قطاع غزة الذي لا يزيد عن المليونين، وسكان اليابان الذي يقدر بحوالي 124 مليون نسمة. هناك فارق آخر يؤكد جهل وغباء هذا النائب الى جانب دمويته، وهو ان اليابان كانت في حالة حرب مع الولايات المتحدة اثناء الحرب العالمية الثانية، وجاء قصفها النووي، وغير الإنساني، والاجرامي، كرد على هجوم الطيارين اليابانيين الانتحاريين على ميناء بيرل هاربور والقاعدة الجوية البحرية فيه، فهل شن قطاع غزة هجوما بالطائرات الانتحارية على الولايات المتحدة، وهل اهل غزة العزل الأبرياء في حالة حرب مع الولايات المتحدة الامريكية الدولة العظمى؟ فحتى الأسير الأمريكي الإسرائيلي الكسندر عيدان جرى اطلاق سراحه مجانا اكراما لترامب. سقط حتى الآن اكثر من 60 الف شهيد فلسطيني من أبناء القطاع 30 الفا منهم اطفال، وأصيب اكثر من مأتي الف، حسب احصاءات مجلة 'لانست' الطبية البريطانية التي تحظى بسمعة ممتازة لموضوعية ابحاثها عالميا، سقطوا بالقنابل الامريكية العملاقة التي يبلغ وزنها 2000 رطل ويستخدمها الجيش الإسرائيلي في حرب إبادته واغتيالاته، وبدعم مباشر من ترامب صديق العرب الحميم، فما الحاجة الى القنابل النووية في قطاع غزة التي لا تزيد مساحته عن 150 ميلا مربعا، غير الحقد العنصري، ونزعات دموية، وتعطش للدماء. والأخطر من ذلك ان عمليات الإبادة الإسرائيلية مستمرة، واليوم بدأ الجيش استعداداته لإقتحام القطاع، واحتلاله بالكامل، حاشدا اكثر من 200 الف جندي مدعومين بالدبابات، وحاملات الجنود والصواريخ، والطائرات الحربية والمسيرّة، علاوة على اكثر من 50 الف جندي من الاحتياط، حتى لكأن غزة هي الاتحاد السوفيتي في اقوى حالاته، او المانيا النازية في ذروة عنفوانها، التي حرقت اليهود في افرانها، ومن المؤكد ان هذا الاجتياح سيؤدي الى قتل عشرات الآلاف، ان لم يكن اكثر، من أبناء القطاع الذين ما زالوا على قيد الحياة، وتدمير ما تبقى من منازل ما زالت واقفة بكبرياء، ولم تدمر وهي لا يزيد تعدادها عن واحد في المئة فقط، اما الرئيس ترامب رجل السلام ما زال مشغولا في عدّ تريليوناته العربية التي إبتزها من أصدقائه العرب، ويدر وجهه على الناحية الاخرى، ولا يريد ان يعرف، فقنابله وطائراته الشبح تقوم بالواجب واكثر. اليوم فقد نقلت الينا وكالات الانباء خبرا عن سرقة الجيش الإسرائيلي 23 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، وبعض الطعام، كانت في طريقها الى الجوعى في قطاع غزة، ومن ومنّ؟ دولة الامارات العربية الدولة الأكثر تطبيعا في العالم العربي، وجاءت المكافأة الإسرائيلية على شكل سرقة هذه المساعدات في وضح النهار، ولمنع وصولها الى الجوعى من الأطفال الذين استشهدوا جوعا من انعدام التغذية وبلغ تعدادهم 242 طفلا ومسنا حتى الآن والارقام تتصاعد. *** نختم بقصة الدكتورة آلاء النجار التي تعمل في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى والمصابين، فالدكتورة آلاء، فوجئت وهي تقوم بواجبها الإنساني ان من بين الشهداء تسعة من اطفالها 'تفحموا' من جراء قصفهم بصاروخ إسرائيلي وبشكل متعمد، وبعد التأكد من وجودهم ووالدهم مع شقيقهم العاشر (في غرفة الإنعاش) في البيت، وتتراوح أعمارهم بين ستة اشهر و12 عاما. لن نستنجد بالعرب، ولا بالمسلمين، كبرت جيشوهم او صغرت، ولن نطلب أي مقابل أخلاقي او انساني من ترامب للتريليونات التي ابتزها، ولن نذكّر ما يسمى بالمجتمع الدولي ومنظماته بهذه المجازر المأساوية، مثلما فعلنا طوال الـ19 شهرا منذ بدء حرب الإبادة، فلا فائدة ترجى، ولا حياة لمن تنادي، وعزاؤنا الوحيد ان هناك عربا يملكون الكرامة وعزة النفس، والرجولة والاخلاق ويقصفون مطار اللد ومدينة يافا المحتلة، وموانئ حيفا واسدود وام الرشراش (ايلات) يوميا، ويؤكدون انهم لن يتخلون عن قطاع غزة مهما تضاعفت اعداد شهدائهم وجرحاهم الذين يسقطون يوميا بقصف الاسرائيليين وحلفائهم.. عن أهلنا في اليمن نتحدث. *رأي اليوم