"مضيق هرمز" يعود إلى الواجهة كأحد أخطر النقاط الجغرافية وأكثرها تأثيرًا في الاقتصاد العالمي
عمان- في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، يعود مضيق هرمز إلى الواجهة كأحد أخطر النقاط الجغرافية وأكثرها تأثيرًا في الاقتصاد العالمي.
الإغلاق المحتمل لهذا المضيق من قبل إيران، سواء كإجراء عسكري أو كورقة ضغط سياسية، يثير قلقًا دوليًا واسعًا لما يحمله من تبعات اقتصادية فورية وعميقة.
مضيق صغير .. بأهمية كبرى
يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويبلغ عرضه نحو 50 كيلومترًا في أضيق نقطة منه. تمر من خلاله ناقلات تحمل ما يقارب خُمس صادرات النفط العالمية، ما يعادل 17 إلى 20 مليون برميل نفط يوميًا، إضافة إلى كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال، خصوصًا من قطر.
هذا يعني أن أي إغلاق لهذا المعبر سيُحدث شللًا في سوق الطاقة العالمي، ويضرب الاقتصاد في مقتل.
ما الذي سيحدث لو أُغلق المضيق؟
1. قفزة فورية في أسعار النفط
بمجرد الإعلان عن إغلاق المضيق، سيقفز سعر النفط عالميًا. المحللون يتوقعون أن يتجاوز البرميل حاجز 150 دولارًا، مما سيدفع دولًا عديدة إلى إعادة حساباتها في ميزانياتها وخططها الاقتصادية.
2. اضطرابات في أسواق الطاقة
الدول الكبرى المستوردة مثل الصين، الهند، اليابان، وكوريا الجنوبية ستكون الأكثر تأثرًا، كونها تعتمد على نفط الخليج عبر المضيق. حتى الدول الأوروبية والولايات المتحدة لن تكون بمنأى عن تداعيات الاضطراب.
3. ضغوط اقتصادية على دول الخليج
رغم أن بعض دول الخليج تمتلك خطوط أنابيب بديلة، مثل خط أنابيب الفجيرة الإماراتي وخط شرق-غرب السعودي، إلا أن هذه الطرق لا تستطيع تعويض الكميات التي تمر عبر المضيق. وبالتالي، ستتكبد الدول المنتجة خسائر بمليارات الدولارات يوميًا.
4. فوضى في الأسواق المالية
الأسواق ستتفاعل بسرعة مع الخبر، وقد نشهد:
- هبوطًا حادًا في البورصات العالمية.
- ارتفاع أسعار الذهب والدولار.
- قلقًا من ارتفاع معدلات التضخم عالميًا.
5. تكاليف الشحن سترتفع
شركات النقل البحري ستلجأ إلى طرق بديلة أطول وأقل أمانًا، ما سيرفع تكاليف التأمين والشحن، وينعكس مباشرة على أسعار السلع عالميًا.
هل يمكن أن يحدث فعلًا؟
رغم أن إيران لم تغلق المضيق فعليًا من قبل، إلا أنها كررت التهديد بذلك مرارًا في حال تعرضت لضربات عسكرية أو عقوبات مشددة. ومع أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، يعتبر المضيق خطًا أحمر، فإن حتى مجرد التهديد بالإغلاق يكفي لإرباك الأسواق.
خلاصة: أمن المضيق مسؤولية الجميع
مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي، بل شريان اقتصادي عالمي. الحفاظ على أمنه واستمرارية عمله دون تعطيل ليس مسؤولية دول الخليج وحدها، بل مسؤولية دولية شاملة، خاصة أن أي تصعيد في هذه المنطقة ستكون له آثار بعيدة المدى، تطال كل بيت في هذا العالم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب اليوم
منذ 22 دقائق
- العرب اليوم
البرلمان الإيراني يوافق على مشروع إغلاق مضيق هرمز والقرار النهائي بيد القيادة الأمنية العليا
أفادت وسائل إعلام رسمية في إيران ، اليوم الأحد، أن البرلمان الإيراني صوّت بالموافقة على مشروع قرار يسمح بإغلاق مضيق هرمز، في خطوة تصعيدية تأتي على خلفية الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية داخل البلاد. وأكدت التقارير أن القرار النهائي بشأن تنفيذ هذا الإجراء الحساس لا يزال بيد أعلى هيئة أمنية في البلاد، ولم يتم اتخاذ موقف حاسم بشأنه حتى الآن. ويمثل مضيق هرمز أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، حيث يمر عبره ما يقارب 20% من صادرات النفط والغاز العالمية، ويبلغ عرضه نحو 55 كيلومتراً بين السواحل الإيرانية والعُمانية. وتزامنت هذه التطورات مع إعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول، أن القوات المسلحة الإيرانية في "حالة تأهب قصوى"، مؤكداً أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، بما في ذلك خيار إغلاق المضيق. من جهته، قال إسماعيل كوثري، النائب في البرلمان الإيراني وقائد سابق في الحرس الثوري، في تصريح لوكالة "نادي الصحافيين الشباب" الإيرانية، إن إغلاق المضيق "مطروح على الطاولة وسيتم اتخاذ القرار إذا اقتضى الأمر"، مشيراً إلى أن الموقف الإيراني سيتحدد بناءً على تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، لا سيما بعد الهجمات الأميركية الأخيرة. وفي هذا السياق، ذكرت تقارير صحافية أن البرلمان الإيراني يدرس حالياً الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، وذلك رداً على استهداف القوات الأميركية لمنشآت نووية إيرانية، من بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى مواقع حساسة في أصفهان ونطنز. ووصفت الضربات بأنها "الأعنف" منذ التصعيد الأخير بين الجانبين. وقالت النائبة سارة فلاحي، عضو البرلمان وعضو اللجنة الأمنية البرلمانية، إن خيار إغلاق مضيق هرمز سيكون ضمن جدول أعمال جلسة خاصة ستعقدها اللجنة لمناقشة الردود الممكنة على الهجوم الأميركي، إلا أنها أكدت أنه "لم يتم تحديد موعد محدد أو نهائي للإغلاق حتى اللحظة"، بحسب ما نقلته وكالة "تسنيم" شبه الرسمية. ومع تصاعد حدة التوتر، بدأت شركات الشحن الدولية في تجنّب المرور عبر المضيق، في ظل مخاوف من احتمالات الإغلاق أو تعرض السفن لهجمات بحرية. كما ارتفعت أسعار التأمين على السفن المارة عبره بنسبة تزيد على 60%، ما يعكس القلق الدولي المتزايد من تداعيات أي مواجهة في هذه المنطقة الحيوية. ويُشار إلى أن إيران نفسها تعتمد بشكل رئيسي على مضيق هرمز لتصدير نفطها واستيراد غالبية السلع الأساسية. كما أن أي خطوة لإغلاق المضيق قد تؤثر سلباً على الدول الحليفة لطهران، وعلى رأسها الصين، التي تعتبر من أكبر مستوردي النفط الإيراني، حيث تستورد ما يزيد عن 75% من مجمل صادرات النفط الإيرانية. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد غير مسبوق في التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وسط تحذيرات دولية من أن أي تحرك عسكري في مضيق هرمز قد يشعل أزمة طاقة عالمية، ويؤدي إلى انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


صراحة نيوز
منذ 4 ساعات
- صراحة نيوز
إعلانات واتساب تُربك الخصوصية: هل يفقد التطبيق هويته؟
صراحة نيوز- يُشكّل قرار 'واتساب' ببدء عرض الإعلانات تحولًا جذريًا في مسار تطبيق لطالما تميّز بالبساطة والخصوصية، وابتعد عن نهج منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. عندما استحوذت 'فيسبوك' (التي أصبحت لاحقًا 'ميتا') على 'واتساب' عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، كان التطبيق يعتمد نموذجًا فريدًا، يفرض رسومًا سنوية رمزية لا تتجاوز دولارًا واحدًا، مقابل تجربة خالية تمامًا من الإعلانات. وفي عام 2016، ألغيت هذه الرسوم، ليُصبح 'واتساب' مجانيًا بالكامل، لكنه بدأ تدريجيًا ببناء نموذج ربحي عبر تقديم خدمات موجهة للشركات. وبحسب تقرير لموقع 'ذا كونفرزيشن'، فإن أكثر من 700 مليون شركة تستخدم حاليًا 'واتساب للأعمال' في خدمات مثل الردود الآلية والتحديثات الترويجية. علامات تجارية شهيرة مثل 'زارا' و'أديداس' تستفيد من المنصة للتواصل مع العملاء وتقديم تجربة تسوق مخصصة. لكن هذه العوائد ما تزال ضئيلة مقارنة بالأرباح الهائلة التي تحقّقها 'ميتا' من الإعلانات على 'فيسبوك' و'إنستغرام'، والتي تشكل الجزء الأكبر من إيراداتها السنوية البالغة نحو 160 مليار دولار. لذلك، لم يكن غريبًا أن تبدأ 'ميتا' بالنظر إلى جمهور 'واتساب' – الذي يضم نحو 3 مليارات مستخدم – كمصدر دخل إضافي. وفي ظل هذا التوجه، بدأت تطبيقات أخرى مثل 'سناب شات' و'تيليغرام' أيضًا استكشاف طرق للربح، ما يعكس توجّهًا عامًا في السوق الرقمية. لكن ما يجعل خطوة 'واتساب' مثيرة للجدل هو هويته المختلفة. التطبيق لا يُستخدم كمجرد منصة منشورات عامة، بل يُعد مساحة شخصية يستخدمها الناس لتبادل معلومات خاصة وحساسة. ورغم أن الإعلانات قد لا تعتمد على محتوى الرسائل نفسه، إلا أن 'ميتا' تملك كمًا هائلًا من البيانات من 'فيسبوك' و'إنستغرام'، ما يجعل الإعلانات الموجهة في 'واتساب' أكثر حساسية وإثارة للقلق. فإذا كنت تتحدث عن فريقك الرياضي أو تخطط لعطلتك، ثم تبدأ برؤية إعلانات حول ذلك، فقد يبدو الأمر وكأنه اختراق لمساحتك الخاصة. ويُضاف إلى ذلك، أن 'واتساب' لا يزال يتعافى من تداعيات أزمة الخصوصية التي شهدها في 2021، عندما واجه انتقادات حادة بعد تحديث سياسات مشاركة البيانات مع 'فيسبوك'، ما دفع ملايين المستخدمين إلى تحميل تطبيقات بديلة مثل 'سيغنال' و'تيليغرام'. وبالرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى تقبّل الجيل الجديد للإعلانات المخصصة، إلا أن الثقة الرقمية تظل هشّة. فإذا شعر المستخدمون أن خصوصيتهم باتت مهددة، أو أن التطبيق أصبح منصة تجارية بحتة، فقد يهجرونه بسهولة نحو بدائل أخرى،

الدستور
منذ 5 ساعات
- الدستور
"مضيق هرمز" يعود إلى الواجهة كأحد أخطر النقاط الجغرافية وأكثرها تأثيرًا في الاقتصاد العالمي
عمان- في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، يعود مضيق هرمز إلى الواجهة كأحد أخطر النقاط الجغرافية وأكثرها تأثيرًا في الاقتصاد العالمي. الإغلاق المحتمل لهذا المضيق من قبل إيران، سواء كإجراء عسكري أو كورقة ضغط سياسية، يثير قلقًا دوليًا واسعًا لما يحمله من تبعات اقتصادية فورية وعميقة. مضيق صغير .. بأهمية كبرى يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويبلغ عرضه نحو 50 كيلومترًا في أضيق نقطة منه. تمر من خلاله ناقلات تحمل ما يقارب خُمس صادرات النفط العالمية، ما يعادل 17 إلى 20 مليون برميل نفط يوميًا، إضافة إلى كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال، خصوصًا من قطر. هذا يعني أن أي إغلاق لهذا المعبر سيُحدث شللًا في سوق الطاقة العالمي، ويضرب الاقتصاد في مقتل. ما الذي سيحدث لو أُغلق المضيق؟ 1. قفزة فورية في أسعار النفط بمجرد الإعلان عن إغلاق المضيق، سيقفز سعر النفط عالميًا. المحللون يتوقعون أن يتجاوز البرميل حاجز 150 دولارًا، مما سيدفع دولًا عديدة إلى إعادة حساباتها في ميزانياتها وخططها الاقتصادية. 2. اضطرابات في أسواق الطاقة الدول الكبرى المستوردة مثل الصين، الهند، اليابان، وكوريا الجنوبية ستكون الأكثر تأثرًا، كونها تعتمد على نفط الخليج عبر المضيق. حتى الدول الأوروبية والولايات المتحدة لن تكون بمنأى عن تداعيات الاضطراب. 3. ضغوط اقتصادية على دول الخليج رغم أن بعض دول الخليج تمتلك خطوط أنابيب بديلة، مثل خط أنابيب الفجيرة الإماراتي وخط شرق-غرب السعودي، إلا أن هذه الطرق لا تستطيع تعويض الكميات التي تمر عبر المضيق. وبالتالي، ستتكبد الدول المنتجة خسائر بمليارات الدولارات يوميًا. 4. فوضى في الأسواق المالية الأسواق ستتفاعل بسرعة مع الخبر، وقد نشهد: - هبوطًا حادًا في البورصات العالمية. - ارتفاع أسعار الذهب والدولار. - قلقًا من ارتفاع معدلات التضخم عالميًا. 5. تكاليف الشحن سترتفع شركات النقل البحري ستلجأ إلى طرق بديلة أطول وأقل أمانًا، ما سيرفع تكاليف التأمين والشحن، وينعكس مباشرة على أسعار السلع عالميًا. هل يمكن أن يحدث فعلًا؟ رغم أن إيران لم تغلق المضيق فعليًا من قبل، إلا أنها كررت التهديد بذلك مرارًا في حال تعرضت لضربات عسكرية أو عقوبات مشددة. ومع أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، يعتبر المضيق خطًا أحمر، فإن حتى مجرد التهديد بالإغلاق يكفي لإرباك الأسواق. خلاصة: أمن المضيق مسؤولية الجميع مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي، بل شريان اقتصادي عالمي. الحفاظ على أمنه واستمرارية عمله دون تعطيل ليس مسؤولية دول الخليج وحدها، بل مسؤولية دولية شاملة، خاصة أن أي تصعيد في هذه المنطقة ستكون له آثار بعيدة المدى، تطال كل بيت في هذا العالم