
هل يستعيد الاقتصاد استقراره بعد حرب الـ 12 يومًا؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لا شك أن للهدنة الإسرائيلية – الإيرانية مفاعيل إيجابية على الاقتصاد العالمي بدأت تجلياتها بتسجيل أسعار النفط العالمية تراجعا حادا إلى أدنى مستوياتها خلال تعاملات أول من أمس الثلاثاء، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما هدّأ المخاوف من اضطراب الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط المنتِجة الرئيسيّة للنفط.
الخبير الاقتصادي الدكتور باتريك مارديني يؤكد "عودة الاقتصاد العالمي إلى ما كان عليه قبل الحرب، مسترجعا حالة الاستقرار الذي يتجلى أولا باستقرار أسعار النفط، لأن 20% من النفط العالمي يمرّ عبر "مضيق هرمز"، وبالتالي إن وقف الحرب بين إسرائيل وإيران يخفف الضغط على أسعار النفط العالمية، وهي إشارة هامة جداً للإنتاج العالمي كما يُعيد التضخم إلى مستويات مقبولة ليجنّب العالم مخاطر تضخم مدفوعة بارتفاع أسعار النفط".
ويقول لـ "المركزية" إن "عودة الاستقرار الأمني بعد حرب الـ12 يوما، تخفّض المخاطر المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، ما يؤدي إلى إعادة تنشيط الاستثمارات التي كانت قائمة في المنطقة".
ماذا عن الانعكاسات المحلية؟ هل ستكون السياحة المحلية قادرة على استعادة زخمها بعد انتهاء حرب الـ12 يومًا؟ يُجيب مارديني بالإشارة إلى "مخاوف حقيقية من عودة إسرائيل إلى تركيز أهدافها الأمنية على جنوب لبنان، في ضوء عدم حصر سلاح "حزب الله" بيد الدولة اللبنانية حتى اليوم بشكل كافٍ... وبالتالي من المرجّح أن تتعزّز المخاطر الأمنية الأمر الذي يؤثّر سلبًا في السياحة والاستثمار، كما في المساعدات المالية للبنان بشكل عام".
من هنا، "ضرورة معالجة هذا الملف في الإطار المناسب، ليس لِكَسب موسم سياحي واعد فحسب، إنما أيضاً لتعبيد الطريق أمام الاستقرار العام في البلاد بما يؤدي إلى تفعيل العجلة الاقتصادية واستعادة النمو" على حدّ تعبيره.
ويرى أن "الاستثمار بشكل عام، مرتبط بعوامل عديدة، فالاستثمار في القطاع العقاري على سبيل المثال لا الحصر يرتبط ارتباطا وثيقا بالقطاع المصرفي لرفده بالقروض، إن للمطوّرين العقاريين وغيرهم من أركان القطاع، أو للمواطنين الراغبين في شراء الشقق السكنية... لذلك، إن لم تتم معالجة الأزمة المصرفية فمن الصعوبة بمكان تحقيق نهضة نوعية في القطاع العقاري، وبالتالي الاستقرار الأمني ليس العامل الوحيد المطلوب لتفعيل نشاط السوق العقارية".
أما التبادل التجاري بين لبنان والخارج "فسيتحسّن كثيرا في حال استطاع لبنان إتمام عمليات الاستيراد والتصدير عبر الأراضي السورية" يقول مارديني، "اليوم هناك مشكلات كثيرة عالقة بين لبنان وسورية من النواحي الأمنية والحدود والنزوح... إنما أضعف الإيمان استعادة حرية حركة البضائع بين البلدين والسماح للتجار اللبنانيين بتصدير بضائعهم إلى الخليج عن طريق سورية، فأكلاف التصدير عبر البحر مكلفة جدا. كذلك الأمر، بالنسبة إلى الاستيراد الذي يجب أن يتم عبر سورية من الدول الإقليمية الأمر الذي يخفّض كثيرا من عبء الأكلاف على المستهلك اللبناني".
ويضيف: من الضروري جدا إعادة حرية حركة رؤوس الأموال بين لبنان وسورية كانعكاس مباشر على رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، وحرية حركة البضائع بين البلدين، وكذلك حرية دخول اللبناني إلى سورية من دون تأشيرة "فيزا"، مع أهمية الحفاظ على التدابير الأمنية على الحدود اللبنانية – السورية لمنع التهريب. هذه الشروط الثلاثة تساعد كثيرا الاقتصاد اللبناني، خصوصا مع الدخول في مرحلة إعادة إعمار سورية. وعلى الحكومة اللبنانية العمل على هذا الموضوع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 41 دقائق
- النهار
ترامب: يجب إلغاء محاكمة نتنياهو... "حملة شعواء"
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إسرائيل لأن "تلغي فوراً" محاكمة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بتهم فساد، واصفاً القضية الملاحق بها هذا "المحارب" بـ"حملة اضطهاد". وفي رسالة مطوّلة نشرها على منصّته "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي، كتب ترامب أنّ "مثل هكذا حملة اضطهاد لرجل قدّم الكثير هي بالنسبة لي أمرٌ لا يُصدّق"، مشدداً على أنّ نتنياهو "يستحقّ أفضل من ذلك بكثير، وكذلك دولة إسرائيل. يجب إلغاء محاكمة بيبي نتنياهو فوراُ أو أن يصدر عفو عن بطل عظيم". ويأتي هذا المنشور بعدما نجح ترامب في انتزاع وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد حرب استمرت بين البلدين 12 يوماً وشاركت فيها الولايات المتحدة بضربة نوعية استهدفت ثلاثة مواقع نووية في الجمهورية الإسلامية. وترامب الذي يعتبر نفسه ضحية "حملة اضطهاد" بعدما واجه مجموعة من التهم والإدانات الجنائية التي يؤكد أن دافعها سياسي قال في منشوره "لقد علمتُ للتوّ باستدعاء بيبي إلى المحكمة يوم الإثنين". وأضاف: "لقد مررنا لتوّنا، أنا وبيبي، بالجحيم، عبر قتال عدوّ لدود لإسرائيل منذ زمن بعيد هو إيران، وما كان لبيبي أن يكون أفضل أو أكثر حدّة أو قوة في حبّه للأرض المقدّسة المذهلة". رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ ف ب) وتأجّلت محاكمة نتنياهو مرات عدة منذ بدأت في أيار/مايو 2020، إذ طلب محامو رئيس الوزراء تأجيلها بسبب الحرب في غزة ضد حركة حماس ولاحقا بسبب الحرب ضد حزب الله في لبنان. وفي القضية الأولى، نتنياهو وزوجته سارة متّهمان بقبول هدايا فاخرة، مثل سيجار ومجوهرات وشمبانيا، تزيد قيمتها عن 260 ألف دولار، من أثرياء مقابل خدمات سياسية. كما يلاحق نتنياهو في قضيتين أخريين بتهمة السعي للحصول على تغطية إعلامية أكثر إيجابية في وسيلتين إعلاميتين إسرائيليتين. ترامب: هيغسيث يعقد مؤتمراً صحافياً غداً عن قصف إيران وينفي نتنياهو ارتكاب أيّ مخالفة. وفي منشوره ذكّر ترامب بالدعم العسكري الذي قدّمته بلاده للدولة العبرية في مواجهة إيران، وقال إنّ "الولايات المتحدة هي التي أنقذت إسرائيل، والآن ستكون الولايات المتحدة هي التي تنقذ بيبي نتانياهو".


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
ترامب: مؤتمر صحافي مهم لهيغسيث عن قصف نووي إيران
أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أن وزير الدفاع بيت هيغسيث سيعقد مؤتمرًا صحافيًا بشأن التقارير حول عدم تدمير النووي الإيراني. وأضاف ترامب: 'مؤتمر هيغسيث سيكون مثيرًا للاهتمام ولا يمكن دحضه'، مشددًا على أن 'الأخبار حول عدم تدميرنا للنووي الإيراني كاذبة وحرفت الحقائق تمامًا'. وتابع: 'مؤتمر هيغسيث سيكون من أجل كرامة الطيارين الأميركيين'، مشيرًا إلى أن 'طيارينا الاستثنائيين مستاؤون للغاية من التقارير المسربة الكاذبة'.


بيروت نيوز
منذ 3 ساعات
- بيروت نيوز
ترامب خدع إيران واسرائيل معًا وتحكم أميركي بدوائر النفوذ
رأى رئيس 'المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع' عبد الهادي محفوظ، في بيان، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نجح في وقف النار بين اسرائيل وايران، بعد أن ختمت طهران الحرب بضربة عسكرية لقاعدة العديد في قطر، استوعبتها واشنطن بديبلوماسية، وبعد ضربة عسكرية صاروخية ايرانية واسعة استهدفت أكثر من منطقة في اسرائيل سبقت وقف إطلاق النار تلبية لحسابات ايرانية تحت عنوان أن 'الكلمة الأخيرة' في الحرب هي لها'. وقال: 'لا شك أن الرابح الفعلي في هذه الحرب ليست اسرائيل ولا ايران، إنما الولايات المتحدة الأميركية وحسابات رئيسها دونالد ترامب الذي كرّس نوعا من 'التوازن النسبي' بين اسرائيل وايران، دفعهما إلى 'تنازلات مقبولة'. فلا اسرائيل أنجزت 'تغيير خريطة الشرق الأوسط' وتمكنت أن تهيمن على دول محيطة لأربعمئة مليون مسلم. ولا ايران احتفظت بـ'الهلال الشيعي' بعد سقوط سوريا وإنهاك 'الأذرع الايرانية' في الخارج. أما كلام رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عن أن اسرائيل تحوّلت إلى 'دولة عظمى' بفعل هذه الحرب فهو 'مبالغة عظمى'. فإذا كانت المعارضة الاسرائيلية قد ساندته بقوة خلال هذه الحرب، فإنها الآن ستعود إلى طرح الأسئلة الصعبة عليه من حيث الإنجازات التي حققها ومن حيث كون ايران تحتفظ بالأسلحة البالستية وبكونها ستمضي في تخصيب اليورانيوم وفي حقها بامتلاك المعرفة النووية للاستخدام السلمي لها'. أضاف: 'بالتأكيد تخرج ايران أكثر تماسكا من هذه الحرب خصوصا بعد اكتشافها للخلل الناجم عن الإختراق الاسرائيلي لها في عدد كبير من العملاء بأدوار عسكرية وصلت إلى بناء قواعد تجسسية ومحطات لإطلاق طائرات مسيّرة استهدفت علماء نوويين وقواعد لإطلاق الصواريخ. وقد تبيّن خلال الحرب أن هناك تقاسما وظيفيا بين الإتجاهين الإصلاحي والمحافظ، بحيث أن الشأن السياسي تًركت المهام فيه للإصلاحيين ولرئيس الجمهورية مسعود بزشكيان ولوزير خارجيته عباس عراقجي، فيما الشأن العسكري تولاه الحرس الثوري. أما 'القرارات النهائية' فكانت للمرجع الأعلى الإمام خامنئي'. تابع: 'الواضح في هذه الحرب، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نجح في خداع كل من ايران واسرائيل على السواء. فهو ورّط نتنياهو في الحرب تحت عنوان 'الحؤول دون التخصيب النووي وامتلاك ايران لقنبلة نووية' وخداع ايران في 'وقف التفاوض' بعد أن كان الطرفان الأميركي والايراني قد توصّلا في عمان إلى 'ورقة تفاهم' تسبق لقاء يوم الأحد المحدد للتوقيع النهائي وحيث كانت اسرائيل قد شنّت حربها على ايران بعد 'تفاهم' عليها بين نتنياهو وترامب'. وسأل: 'إلى ماذا كان يرمي الرئيس الأميركي دونالد ترامب من كل ذلك؟ في العمق لا يوافق الرئيس الأميركي على دور لليمين الديني اليهودي برئاسة نتنياهو في الاقليم والمنطقة يرمي إلى التوسّع الجغرافي والهيمنة السياسية. فهو يريد أن تكون الولايات المتحدة الأميركية 'الفاعل الرئيسي' وأن تلبّي الدولة العبرية ما ترمي إليه السياسة الأميركية من ضمن رؤية أميركية تًوزع الأدوار لدول المنطقة بما فيها ايران. فقد اكتشفت الإدارة الأميركية أن مطالب اسرائيل وايران كبيرة في 'مجال النفوذ'. من هنا شجّعت على الحرب بين الاثنتين كسرا لهذا النفوذ وحتى تكون واشنطن متحكّمة بالنتائج و'صفقات' ما يحسب له ترامب البراغماتي ورجل المفاجآت'. وقال: 'في نهاية الأمر لا ربح فعليا لاسرائيل ولا خسارة لايران ولا العكس. وإنما دمار في الدولتين وتراجع في دوائر النفوذ. وتداعيات مرتقبة في أكثر من مكان في المنطقة ومزيد من التحكّم الأميركي'. ختم: 'المهم أن لبنان في ظل السياسات العقلانية للرئيس العماد جوزاف عون نجح في ترجيح الولاء للدولة على الولاءات الطائفية ما يعطي لبنان 'أوراقا إضافية' في التفاوض خصوصا وأن المنحى العام الأميركي هو توفير الإستقرار في 'الدائرة الأوسطية' ولبنان أساسي في هذا الاستقرار'.