logo
ترامب يؤكد أن الضربات أعادت برنامج إيران النووي 'عقودا' إلى الوراء

ترامب يؤكد أن الضربات أعادت برنامج إيران النووي 'عقودا' إلى الوراء

القدس العربي منذ 16 ساعات

القدس: أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء أن البرنامج النووي الإيراني عاد 'عقودا' إلى الوراء، وأن الضربات التي نفذتها بلاده ألحقت 'دمارا شاملا' بالمواقع المستهدفة، في حين اعتبرت إسرائيل أنه لا يزال 'من المبكر' تقييم الأضرار.
وغداة بدء سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ايفي ديفرين أن بلاده وجهت 'ضربة موجعة' للبرنامج النووي الإيراني خلال الحرب التي بدأتها في 13 حزيران/يونيو واستمرت 12 يوما.
لكنه أوضح أنه 'ما زال من المبكر تقييم نتائج العملية'.
ويأتي تفاوت المواقف غداة الكشف عن تقرير استخباري سرّي أمريكي أثار شكوكا حول فعالية الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ليل السبت الأحد على ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران هي فوردو ونطنز وأصفهان، في خضم الحرب التي كانت تشنها إسرائيل واستهدفت خصوصا مواقع نووية وعسكرية.
وأكد الرئيس الأمريكي الذي أعلن التوصل لوقف اطلاق النار، أن الضربات الأمريكية ألحقت 'دمارا شاملا' بالقدرات النووية للجمهورية الإسلامية، وأعادت برنامجها 'عقودا' إلى الوراء.
وقال ترامب على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي 'لن يصنعوا قنابل لوقت طويل'، مضيفا أن وقف إطلاق النار بين يمضي 'بشكل جيد جدا'.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشاد مساء الثلاثاء بتحقيق 'انتصار تاريخي'، مؤكدا أن الضربات الجوية الإسرائيلية والأمريكية 'أحبطت مشروع إيران النووي'، مضيفا 'لن تحصل إيران أبدا على سلاح نووي'.
من جهتها، أعلنت ايران أنها 'انتصرت' في الحرب، مؤكدة استعدادها للعودة الى طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي، مع تمسّكها بـ'حقوقها المشروعة' بالاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
خلص تقرير استخباري أولي أمريكي سرّي أوردته وسائل إعلام نقلا عن أشخاص مطلعين إلى أن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان لم تدمّر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصّب، خصوصا في منشأة فوردو المحفورة في جوف الجبال.
ووفق التقرير فقد أغلقت الضربات مداخل بعض من المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض، وبالتالي أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء ولم تدمّره.
'العيش بسلام'
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت نفت بدورها صحّة هذه المعلومات، مؤكدة أنّ التقرير الاستخباري 'خاطئ تماما وكان مصنّفا سريا للغاية وعلى الرغم من ذلك تمّ تسريبه'.
لكنّ رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال دان كين كان أكثر تحفّظا إذ قال إنّ 'التقييمات الأولية تشير إلى أنّ المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين'.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استحالة تقييم الأضرار في هذه المرحلة، وطلبت السماح لها بدخول المواقع الإيرانية.
ويعتقد خبراء أن إيران ربما تكون قد نقلت مواد نووية من المواقع المتضررة، وتؤكد طهران أنها لا تزال تمتلك مخزونا من اليورانيوم المخصب.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لم تعثر على دليل على 'برنامج مُمنهج' لصنع قنبلة ذرية في البلاد.
ولطالما اشتبهت الدول الغربية وإسرائيل بأن إيران تسعى الى تصنيع قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران وتتمسك بحقها في تطوير برنامج نووي مدني. وتتمسك إسرائيل بالغموض بشأن امتلاكها السلاح النووي، إلا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تملك 90 رأسا نوويا.
الأربعاء، صوّت النواب الإيرانيون لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الأممية.
ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف قوله إن 'الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي رفضت إصدار حتى إدانة محدودة للهجوم على منشآت إيران النووية، باعت مصداقيتها الدولية بأبخس الأثمان'.
وأضاف أن 'منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حين ضمان أمن المنشآت النووية'.
رفع قيود
وفي ظل ثبات وقف إطلاق النار، رفع الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء القيود المفروضة على السكان خلال الحرب، لكن رئيس الأركان إيال زامير حذر من أن 'الحملة ضد إيران لم تنتهِ'.
وقال رئيس الأركان إن جيشه سيركز على قطاع غزة حيث يخوض حربا مع حركة حماس منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
الأربعاء، عاد الازدحام إلى شوارع تل أبيب، مع استئناف حركة الحافلات والسيارات وفتح أبواب المدارس وتوجه الموظفين إلى مكاتبهم، كما امتلأت شرفات المقاهي بالمرتادين.
قال يوشي بن، وهو مهندس يبلغ 45 عاما، لوكالة فرانس برس 'أخيرا، بات بإمكاننا العيش بسلام. نشعر بتحسن وقلق أقل'، معربا عن أمله في أن 'يصمد وقف إطلاق النار'.
جنازة رسمية
في إيران، أعلن الرئيس مسعود بزشكيان مساء الثلاثاء 'نهاية حرب الاثني عشر يوما المفروضة على البلاد'، وتعهد احترام وقف إطلاق النار شريطة أن تلتزم به الدولة العبرية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية 'إرنا' أن جنازة رسمية ستنظم السبت في طهران لكبار القادة العسكريين والعلماء الذين قتلوا في الحرب، على أن تُقام الخميس مراسم جنازة في وسط البلاد لحسين سلامي، قائد الحرس الثوري الذي قُتل في اليوم الأول من الحرب.
وأطلقت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مستهدفة مواقع نووية وعلماء وكبار القادة العسكريين في محاولة منها لتعطيل الجهود النووية الإيرانية. وردّت إيران بضربات مكثفة بالصواريخ والمسيرات.
وأكد بزشكيان الثلاثاء أن طهران مستعدة 'لحل القضايا في إطار دولي ومن خلال طاولة التفاوض' مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بلاده 'لم تسع يوما لحيازة أسلحة نووية ولا تسعى لذلك'. لكنه جدد تأكيد بلاده على الدفاع عن 'حقوقها المشروعة' في امتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية.
أفادت السلطات الإيرانية الأربعاء بأن القيود على الإنترنت التي فرضت أثناء الحرب ستُرفع تدريجا بعد وقف النار.
وأكدت قيادة الأمن الإلكتروني التابعة للحرس الثوري في بيان نشره الإعلام الرسمي أن 'شبكة الاتصال تعود تدريجا إلى حالتها السابقة'.
وقالت إن إسرائيل شنت 'حربا إلكترونية واسعة النطاق' بهدف تعطيل الخدمات الرقمية و'استغلال البنية التحتية للشبكة لجمع المعلومات وتكثيف العدوان'.
وأعلن وزير الاتصالات ستّار هاشمي أنه 'مع عودة الأوضاع إلى طبيعتها، عاد وضع خدمات الاتصال إلى حالته السابقة'.
وحتى قبل الحرب، كانت السلطات الإيرانية تفرض قيودا على الاتصال بالأنترنت، لا سيما منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك ويوتيوب وغيرها.
وأودت الحرب بحياة 610 أشخاص على الأقلّ وأسفرت عن إصابة أكثر من 4700 شخص في إيران، بحسب حصيلة رسمية لوزارة الصحة تشمل فقط الضحايا المدنيين. في إسرائيل، قضى 28 شخصا من جرّاء الحرب، بحسب السلطات.
(أ ف ب)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محكمة إسرائيلية تنضم للنيابة العامة في رفض تأجيل محاكمة نتنياهو
محكمة إسرائيلية تنضم للنيابة العامة في رفض تأجيل محاكمة نتنياهو

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

محكمة إسرائيلية تنضم للنيابة العامة في رفض تأجيل محاكمة نتنياهو

رفضت محكمة إسرائيلية، اليوم الجمعة، طلب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إرجاء الإدلاء بشهادته في محاكمته المستمرة منذ مدة طويلة بتهم فساد، والتي سبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن طلب إلغاءها . وقال قضاة المحكمة المركزية في قرارهم إن طلب نتنياهو "في صيغته الراهنة، لا يوفر أي أساس أو تبرير مفصل لإلغاء جلسات الاستماع". وبذلك، تنضم المحكمة المركزية الإسرائيلية إلى النيابة العامة برفض طلب نتنياهو تأجيل محاكمته بتهم الفساد لمدة أسبوعين، بزعم أنه يريد تكريس وقته لقضايا أخرى بعد العدوان الإسرائيلي على إيران، بينها قضية إعادة المحتجزين الإسرائيليين من غزة. وبذلك، يُتوقع أن يمثل نتنياهو أمام المحكمة المركزية الإسرائيلية الاثنين المقبل. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مهاجماً قرار النيابة والمحكمة، في منشور على منصة إكس، "يواصل مكتب المدعي العام وقضاة حكومة نتنياهو إصرارهم على أن يكونوا أقزاماً صغاراً، يفتقرون إلى أي رؤية استراتيجية أو فهم للواقع". وأضاف: "يبدو أنهم يُصرون على مساعدتنا في لفت انتباه الشعب إلى الفساد المدمر والخطير الذي اجتاح الجهاز القضائي، وإلى الحاجة الملحة لإصلاحه". وتابع سموتريتش: "أدعم رئيس الوزراء في مواصلة إدارة الوضع الأمني ​​والسياسي لإسرائيل". كما هاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قرار المحكمة، معتبراً إياه "قراراً منفصلاً وبائساً"، وفق هيئة البث الإسرائيلية. رصد التحديثات الحية نتنياهو يصرخ في وجه قضاة محاكمته: حوّلتم حياتي جحيماً وبدوره، هاجم وزير الاتصالات شلومو قرعي القرار أيضاً، وقال عبر منصة إكس: "يعيشون في عالمهم الخاص، معزولون.. يا للعار!". أما عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو، أفيخاي بوارون، فاعتبر من جهته أنه "على رئيس الوزراء ببساطة إبلاغ المحكمة والنيابة العامة: واجبي تجاه الدولة والمصلحة الوطنية يفوق الحاجة إلى إجراء أربع جلسات استماع أخرى للإثبات، ولن آتي في الأسبوعين المقبلين"، وفق هيئة البث. ومنذ عدة أشهر يمثل نتنياهو مرتين أسبوعياً أمام المحكمة للرد على الاتهامات الموجهة إليه، ولكن الجلسات توقفت خلال العدوان على إيران ، والذي بدأ في 13 يونيو/ حزيران الجاري واستمر 12 يوماً. وأمس الخميس، شكر نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الدعوة لإلغاء محاكمته بتهم الفساد، والتي أثارت جدلاً واسعاً وحالة استقطاب في إسرائيل، إذ أيدها الداعمون لنتنياهو، بينما دعت المعارضة ترامب إلى عدم التدخل بعملية قانونية تجري في إسرائيل. ويواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة قد تقوده إلى السجن بحال أُقرت. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت جلسات استجواب نتنياهو الذي ينفي اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة، في ما يُعرف بملفات "1000" و"2000" و"4000"، وقدم المستشار القضائي للحكومة لائحة اتهام متعلقة بها نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. ويتعلق "الملف 1000" بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهذه الشخصيات في مجالات مختلف، فيما يُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية. أما "الملف 4000" الأكثر خطورة، فيتعلق بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع والاه الإخباري شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضاً مسؤولاً بشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية. (فرانس برس، الأناضول)

فنلندا تنسحب من اتفاقية حظر الألغام الفردية.. مزيد من عسكرة البلطيق
فنلندا تنسحب من اتفاقية حظر الألغام الفردية.. مزيد من عسكرة البلطيق

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

فنلندا تنسحب من اتفاقية حظر الألغام الفردية.. مزيد من عسكرة البلطيق

تتجه فنلندا في سياق تزايد العسكرة الأوروبية ، تحديداً تحت سقف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي انضمت إليه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، نحو الانسحاب من اتفاقية حظر نشر الألغام المضادة للأفراد، مع المزيد من العسكرة على حدودها مع جارتها روسيا . وخلال الأسابيع الأخيرة بدأت هلسنكي بزيادة انتشارها العسكري على حدودها، بعد أن كانت خلال فترة الحرب الباردة منذ 1949 شبه محايدة بين المعسكرين، الشرقي والغربي. ويبدو أن هذا البلد المنتمي إلى الاتحاد الأوروبي و"الأطلسي"، وهو جزء من مجموعة "دول الشمال" إلى جانب السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج وأيسلندا، يحول "الخوف" من الجار الروسي إلى ذريعة لتسويق دخوله حالة سباق تسلح وانتهاج مواقف أكثر تصلباً في علاقاته بموسكو. ويُعتبر انسحاب فنلندا من اتفاقية أوتاوا لحظر انتشار الألغام الأرضية ضد الأفراد (تضم الاتفاقية الموقعة عام1997 نحو 160 دولة) أحد تجليات هذه التطورات، بحجة "الدفاع عن النفس"، بعد أن وافقت أغلبية برلمانية في هلسنكي (157 مقابل معارضة 18)، في 19 يونيو/حزيران الجاري، على الانسحاب من الاتفاقية، على اعتبار أنها خطوة أخرى نحو "حماية الحدود" مع روسيا، الممتدة على طول أكثر من 1300 كم. وخاضت فنلندا خلال عهد الاتحاد السوفييتي السابق حربين مع الجيش الأحمر. الأولى تسمى "حرب الشتاء"، بين نوفمبر/تشرين الثاني 1939 وحتى مارس/آذار 1940، وتكبد فيها السوفييت خسائر كبيرة، وانتهت الحرب بعقد اتفاقية سلام مع هلسنكي. وإبان الحرب العالمية الثانية دخل البلدان في "حرب الاستمرار"، بين 1941 و1944. وتعلم الفنلنديون من الحربين، والحرب الداخلية في عام 1918، الانتقال إلى صيغة "الشعب المسلح" بحيث يعتبر مواطنو البلد جميعاً (نحو 5.5 ملايين نسمة) جزءاً رئيسياً في صد أي غزو خارجي. وأقامت فنلندا طوال عقود الحرب الباردة ملاجئ وأنفاقاً تحمي السكان حتى من القصف النووي. ومن الواضح أن فنلندا، التي تقدمت بطلب مشترك مع جارتها السويد لعضوية الحلف الأطلسي في مايو/أيار 2022، غيرت قراءة علاقاتها بروسيا. وبعد نيل عضويتها في الحلف في إبريل/نيسان 2023 أطلقت روسيا مزيداً من التصريحات الممتعضة والغاضبة من توسع الحلف الغربي نحو حدودها، ما دفع هلسنكي نحو عسكرة حدودية وبحرية أكثر، وتخلت بالتالي عن سياسات استرضاء الكرملين. وجدير بالذكر أن علاقة البلد بموسكو بقيت جيدة في الفترة التي ترأسها مارتي أهتيساري، الحاصل على "نوبل للسلام"، بين 1992 و2000. تقارير دولية التحديثات الحية فنلندا في حلف شمال الأطلسي... تغيير قواعد اللعبة مع روسيا وحتى مع تقرب هلنسكي من الغرب، بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في 1995، إلا أنها حافظت على علاقة جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن توسع الأطلسي في منطقة بحر البلطيق، مع عضوية دوله السوفييتية السابقة، ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، وتنسيق فنلندا أكثر معها ومع إسكندنافيا، زاد من مخاوف روسيا. واعتبرت موسكو التقارب المتزايد، منذ 2014 (بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية) على مستويات عسكرية ودفاعية، بين هلسنكي و"الأطلسيين" تحدياً حقيقياً في وجه سردية روسيا بشأن خرق الحلف الغربي قضية عدم توسعه شرقاً إلى أبعد من حدود ألمانيا الشرقية، بعد وحدتها مع الغربية في 1991. ودفعت التصريحات الروسية بعد بدء الحرب الأوكرانية، وبعد تحركات عسكرية على طول حدودها مع فنلندا واتخاذ الأخيرة خطوات متشددة بشأن دخول الروس عبر الحدود البرية، على ما يبدو فنلندا إلى مزيد من التنسيق العسكري مع دول الجوار الشمالية ومع واشنطن. وتبنت هلسنكي تدريجياً خطوات دفاعية على الأرض، من بينها تسييج الحدود وتعزيز مراقبتها عسكرياً بمشاركة قوات غربية. وتشهد العلاقات توترات إضافية منذ نهاية العام الماضي، بعد اتهام هلسنكي لموسكو بتعمد تخريب كابلات بحرية في أكثر من مناسبة، والدفع بتحركات بحرية مريبة في المياه التي تربطها بدول البلطيق والسويد. وذلك في مقابل اتهامات روسية لهلسنكي بتسهيل أعمال تخريبية يقوم بها الأوكرانيون في مناطق روسية شمالية. ويُعد انسحابها من اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد خطوة إضافية في رفع التوتر، وتشنجاً يتوسع نحو منطقة البلطيق. فدوله المتشاطئة، وبصورة خاصة بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، باتت أيضاً تنشر الألغام المضادة للأفراد، بعد تزايد منسوب التحذير من أن روسيا قد تقدم بعد الحرب في أوكرانيا أو في أثنائها إلى "اختبار" حدود "الأطلسي" الشرقية. وأشار وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هاكانين، إلى أن بلاده ستخصص نحو ثلاثة مليارات يورو إضافية للقضايا الدفاعية، وكذلك ستنتج وتخزن الألغام بصورة كبيرة، مشدداً على أن الانسحاب من الاتفاقية ونشر الألغام الفردية بمثابة "خطوات لازمة للحد من خطر تعرض فنلندا للهجوم"، مضيفاً في تصريحات صحافية محلية أنها خطوة أولوية "لحماية البلد من التهديد الروسي". وأشار الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب، إلى تهديد روسيا لبلاده، وأنه "في نهاية المطاف لدينا دولة مجاورة عدوانية وإمبريالية، وهي ليست عضواً في اتفاقية أوتاوا وتستخدم بنفسها الألغام الأرضية بلا رحمة"، في سياق الدفاع عن موقف بلده الجديد. أخبار التحديثات الحية فنلندا تبني سياجاً على حدودها مع روسيا بعد الانضمام لـ"الناتو" وفي ضوء تزايد عدد الدول المنسحبة من اتفاقية أوتاوا، المجاورة لروسيا وبيلاروسيا، دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى التشديد على ضرورة امتثال الدول لاتفاقية حظر استخدام الألغام ضد الأفراد. وقال غوتيريس إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التصريحات الأخيرة من عدة دول والخطوات التي اتخذتها للانسحاب من الاتفاقية. ورد وزير الدفاع الفنلندي على غوتيريس بالقول إن هدف الانسحاب "حماية المدنيين". وفي نهاية المطاف، تشير مساعي هلسنكي نحو العسكرة، وخصوصاً الخروج من اتفاقية دولية بشأن الألغام ضد الأفراد، إلى زيادة منسوب خوف بعض دول الأطلسي مما يمكن أن تقدم عليه روسيا، وإلى تحول كبير في سياسات البلد المسالم والداعم للاتفاقيات الدولية ولدعوات الحد من سباق التسلح.

هجوم روسي على أوديسا.. وكييف تستهدف قاعدة جوية
هجوم روسي على أوديسا.. وكييف تستهدف قاعدة جوية

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

هجوم روسي على أوديسا.. وكييف تستهدف قاعدة جوية

قُتل شخصان وأصيب 14 آخرون جنوب أوكرانيا في مدينة أوديسا الساحلية، المطلة على البحر الأسود ، إثر هجوم روسي بطائرة مسيرة، وفق ما أعلنت السلطات المحلية اليوم السبت. وقال حاكم المدينة، أوليغ كيبر، على منصة تليغرام: "انتشل عناصر الإنقاذ من بين الأنقاض جثتي شخصين لقيا حتفهما إثر غارة جوية معادية بطائرة مسيرة على مبنى سكني"، وأضاف أن الهجوم الليلي أدى إلى إصابة 14 شخصاً "بينهم ثلاثة أطفال". وفي منطقة خيرسون المجاورة، أعلنت السلطات مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في ضربات روسية، أمس الجمعة، وقال حاكم المنطقة، أوليكساندر بروكودين، على تليغرام، صباح السبت، "استهدفت القوات الروسية المنشآت الحيوية والاجتماعية وكذلك المناطق السكنية في المنطقة". وفي نفس السياق، أعلن الجيش الأوكراني ، السبت، أن قواته، بالتعاون مع جهاز الأمن، نفذت هجوماً استهدف طائرات مقاتلة في قاعدة جوية بمنطقة فولغوغراد جنوب روسيا. وقال الجيش في منصة تليغرام: "تم استهداف الطائرات المتمركزة في مطار مارينوفكا العسكري بمنطقة فولغوغراد الروسية"، مضيفاً أن العملية نُفذت يوم أمس، كجزء من عملية مشتركة بين القوات الخاصة الأوكرانية وجهاز الأمن الأوكراني وعناصر أخرى. وأشار إلى أن التقييمات الأولية تفيد بتدمير أربع مقاتلات من طراز "سو-34"، وهي الطائرات الرئيسية التي تستخدمها روسيا في تنفيذ هجماتها على مواقع أوكرانية. من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن قواتها سيطرت على قرية تشيرفونا زيركا في دونيتسك بشرق أوكرانيا، وأشارت الوزارة إلى أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 31 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية. أخبار التحديثات الحية بوتين: مقترحات روسيا وأوكرانيا حول تسوية النزاع متناقضة تماماً ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن موسكو هجوماً عسكرياً على أوكرانيا التي ترد بدورها عبر ضربات بطائرات مسيرة ضد أهداف في روسيا. وكثفت موسكو هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن الأوكرانية في الأسابيع الماضية مع تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف السنة. ولتحقيق وقف إطلاق النار، تطالب أوكرانيا بانسحاب الجيش الروسي من خمس مناطق يحتلها جزئياً او كلياً، في حين تشترط روسيا أن تتراجع كييف عن الانضمام الى حلف شمال الأطلسي وتقر لها بالسيطرة على تلك الأراضي. (فرانس برس، رويترز، الأناضول)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store