
ليست للبرودة فقط... المروحة قد تنقذ نومك في الصيف
فإلى جانب تخفيف الحرارة، تعمل المروحة كضوضاء بيضاء تساعد في إخفاء الأصوات الخارجية المزعجة، ما يساهم في التخفيف من اضطرابات النوم والقلق وحتى بعض المشكلات الصحية المزمنة. وتزداد هذه الفائدة خلال فصل الصيف، حيث ترتفع معدلات الضجيج نتيجة زيادة النشاطات اليومية، حسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
تشير الأبحاث إلى أن المجتمعات ذات الدخل المنخفض وخاصة في المناطق الحضرية، تتأثر أكثر بتلوث الضوضاء الناتج عن الطرق والمطارات. واستخدام المروحة قد يساعد سكان هذه المناطق على مقاومة تأثيرات الضجيج وتحسين نوعية نومهم.
كما أن المروحة تسهم في تجديد الهواء داخل الغرفة، وتقلل من تراكم ثاني أكسيد الكربون الذي قد يؤدي إلى الصداع والتعب. ورغم أنها لا تخفّض حرارة الغرفة فعلياً، فإنها تخلق إحساسا بالبرودة من خلال تسريع تبخير العرق من سطح الجلد وتحريك الهواء الساخن.
لكن يجب الانتباه إلى بعض السلبيات: فالمراوح قد تنقل الغبار، وتسبب جفاف العينين أو آلاما عضلية. كما أن استخدامها غير مستحب إذا تجاوزت حرارة الغرفة 32 درجة مئوية، لأنها قد ترفع حرارة الجسم بدلا من تبريدها.
في ظل تغيّر المناخ وزيادة موجات الحر، يصبح النوم الجيد أكثر صعوبة، والمروحة أداة بسيطة لكن فعالة للمساعدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 12 دقائق
- الشرق الأوسط
دراسة جينية تُثبت: «متلازمة التعب المزمن» مرض حقيقي
اكتشف العلماء مؤخراً سبباً وراثياً لمتلازمة التعب المزمن (ME) لأول مرة، مما يثبت أن المرض حقيقي، بحسب صحيفة «تلغراف». في إنجازٍ وُصف بأنه وفّر أخيراً «المصداقية والصدق» للمصابين، اكتشفت جامعة أدنبره ثماني مناطق من الشفرة الوراثية تزيد من احتمالية التشخيص. شوهد نشاط الجين بشكل رئيسي في الجهازين العصبي والمناعي، مما يشير إلى أن المصابين بمتلازمة التعب المزمن قد يواجهون صعوبة في التخلص من العدوى، ويعانون من أعراض مستمرة من الألم والتعب والمرض، وهي أعراض يتعافى منها آخرون. صرحت سونيا شودري، الباحثة المشاركة في الدراسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة «العمل من أجل متلازمة التعب المزمن»: «لسنوات، تعرض كثير من الناس للتشهير وعدم التصديق، وستغير نتائجنا هذا الوضع». وقالت: «نعلم أن الكثيرين قد تلقوا تعليقات، مثل (التهاب الدماغ والنخاع العضلي ليس حقيقياً). وقد زاروا الأطباء وأخبروهم أنه ليس مرضاً حقيقياً... إن إمكانية نقل هذه الدراسة إلى غرفة العلاج والتأكيد على وجود أسباب وراثية تلعب دوراً في التهاب الدماغ والنخاع العضلي ستكون بالغة الأهمية. ستُبدد هذه النظرة السلبية والوصمة الاجتماعية السائدة». التهاب الدماغ والنخاع العضلي، أو ما يُعرف غالباً بـ«متلازمة التعب المزمن»، مرض طويل الأمد يتميز بإرهاق شديد لا يزول عند الحصول على الراحة، وقد يُسبب شعوراً بالضيق بعد ممارسة الرياضة، ومشكلات في النوم، وضباباً في الدماغ، وألماً مزمناً. يُعتقد أن نحو 1.35 مليون شخص في بريطانيا يعانون من أعراض تشبه أعراض متلازمة التعب المزمن، التي غالباً ما تظهر بعد الإصابة بعدوى، مثل الإنفلونزا أو «كوفيد» أو فيروس «إبشتاين بار». لكن غموض المرض وصعوبة تحديد مسبباته غالباً ما يدفعان المرضى إلى الخضوع لعلاجات مشبوهة، حتى من قِبل الأطباء. في الماضي، كانت هذه الحالة تُوصف بانتظام بأنها «إنفلونزا اليوبي». في الدراسة الجديدة، حلل الباحثون الحمض النووي لأكثر من 15 ألف شخص مشارك في «DecodeMe» أكبر قاعدة بيانات في العالم للأشخاص المصابين بهذا المرض. وجد العلماء 8 مناطق من الحمض النووي حيث كانت الاختلافات الجينية أكثر شيوعاً بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المصابين بـ«متلازمة التعب المزمن - التعب العضلي» مقارنة بعامة السكان. بما أن الحمض النووي للشخص لا يتغير بمرور الوقت، يقول الخبراء إن الإشارات الجينية تعكس على الأرجح أسباب المرض. قال البروفسور كريس بونتينغ، الباحث في مشروع «DecodeMe» من جامعة أدنبره: «ما نبحثه هو المتغيرات الجينية التي ترجح كفة خطر الإصابة بـ(متلازمة التعب المزمن) أو تجنبها، تماماً كما تفعل الجينات في مرض السكري أو مرض باركنسون». وتابع: «هذه الإشارات الجينية قريبة جداً من الجينات المعروفة الآن بمشاركتها في الاستجابة الأولى للعدوى، ولذلك قد يكون من الصعب جداً على بعض الأشخاص الشفاء من العدوى الفيروسية، أو البكتيرية لدى المصابين بالتهاب الدماغ والنخاع الشوكي. غالباً ما يُبلغ المصابون بالتهاب الدماغ والنخاع الشوكي عند إصابتهم بالعدوى قبل ظهور الأعراض الأولى لديهم. يحدث هذا لدى غالبية المصابين... لذا تتوافق الجينات بشكل عام مع ما وصفه الناس». ومن بين الجينات المعنية جين «RABGAP1L»، الذي يحدّ من تكاثر الفيروسات ويطرد البكتيريا، ولكنه أقل نشاطاً لدى مرضى «متلازمة التعب المزمن». وهناك جين آخر هو «FBXL4.»، وهو ضروري للحفاظ على عمل «الميتوكوندريا» (بطاريات الخلايا) بشكل صحيح، ولكنه يعاني من نقص التعبير الجيني لدى بعض الأشخاص المصابين بالتعب المزمن. يقول الباحثون إن النتائج ليست جاهزة بعد لتكوين علاج أو تشخيص محدد، ولكنها تقدم أدلة حيوية حول أصول المرض ويمكن أن توجه تطوير الأدوية في المستقبل.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
دراسة: السمنة قد تنتقل وراثياً لكن لجينات الأم تأثير أكبر على وزن الطفل
كشفت دراسة جديدة أن جينات الأم قد تلعب دوراً أكبر من جينات الأب في تحديد ما إذا كان الطفل سيعاني من زيادة في الوزن، وذلك بفضل ظاهرة تُعرف بـ"الرعاية الجينية". والرعاية الجينية هي مفهوم ناشئ في علم الوراثة والسلوك، يشير إلى التأثير غير المباشر لجينات الوالدين على صحة وسلوك أطفالهم، ليس من خلال الجينات التي يرثها الطفل، بل من خلال البيئة التي يصنعها الوالدان نتيجة لجيناتهم. على سبيل المثال، قد يمتلك أحد الوالدين جينات تؤثر على مستوى تعليمه أو نمط حياته أو عاداته الغذائية، وهذه الجينات -حتى إن لم تُورث مباشرة للطفل- تساهم في تشكيل بيئة معينة ينشأ فيها، وبالتالي تؤثر على نموه البدني أو العقلي، ما يُعرف أحياناً بـ"الوراثة عبر البيئة" أو "الرعاية الجينية". ويكشف هذا المفهوم أن التأثير الجيني يتجاوز حدود الحمض النووي المنقول، ليشمل "كيفية ترك جينات الأهل بصمتها في نمط التنشئة وظروف الحياة". ووفقاً للباحثين، فإن تأثير الأم على وزن طفلها لا يقتصر فقط على الجينات التي تورثها له، بل يمتد ليشمل البيئة التي تنشئها حوله -من النظام الغذائي إلى أساليب التنشئة- وهي بيئة تتأثر بدورها بجينات الأم نفسها. جينات الأمهات ذات تأثير مزدوج، مباشر وغير مباشر، على وزن أطفالهن، وهو ما يدل على أهمية البيئة التي تصنعها الأم لطفلها المؤلف الرئيسي للدراسة "ليام رايت" الباحث في معهد البحوث الاجتماعية بجامعة كوليدج لندن البريطانية اعتمدت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة "كوليدج لندن" بالمملكة المتحدة، ونُشرت في دورية "بلوس جيناتكس" (PLOS Genetics)، على تحليل بيانات وراثية وصحية لـ2621 أسرة بريطانية مشاركة في دراسة "ميلينيوم كوهورت" (Millennium Cohort) التي تتبع أفراداً وُلدوا بين عامَي 2001 و2002. وراقب الباحثون تأثير مؤشر كتلة الجسم لدى الوالدين على وزن الأطفال ونظامهم الغذائي في ست مراحل عمرية مختلفة: (3، 5، 7، 11، 14، و17 سنة). كما تم تقييم النظام الغذائي للأطفال من خلال تقاريرهم الذاتية عن تكرار وكميات تناولهم لمجموعات غذائية مثل الفواكه والخضروات والوجبات السريعة والمشروبات السكرية. التوارث الجيني المباشر ولم تكتفِ الدراسة بمقارنة السمات الوراثية الموروثة، بل استخدمت منهجاً دقيقاً لفصل تأثير الجينات التي تم توارثها عن تلك التي لم تُورث ولكنها تؤثر بشكل غير مباشر على البيئة التي ينمو فيها الطفل. ووجد الباحثون أن تأثير جينات الأب على وزن الطفل يمكن تفسيره تقريباً بالكامل من خلال التوارث الجيني المباشر، أما جينات الأم، فحتى بعد استبعاد التأثير الوراثي المباشر، بقي لها أثر واضح على وزن الطفل، ما يشير إلى أن الأم، عبر خصائصها الوراثية، تخلق بيئة تؤثر على صحة الطفل، سواء من خلال التغذية أثناء الحمل أو أنماط الحياة اليومية. في عام 2024، وصل عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من زيادة الوزن إلى 35 مليون طفل، بينما أظهرت بيانات عام 2022 أن أكثر من 390 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً يعانون من زيادة الوزن، من بينهم 160 مليون مصابون بالسمنة. وتُعرّف منظمة الصحة العالمية زيادة الوزن لدى الأطفال دون سن الخامسة بأنها الحالة التي يكون فيها وزن الطفل مقابل طوله أعلى من انحرافين معياريين فوق متوسط معايير النمو، أما السمنة فتُعرّف عندما يتجاوز هذا الوزن 3 انحرافات معيارية. وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً، أي من 5 إلى 19 عاماً، يُعد الطفل زائد الوزن إذا كان مناسب كتلة جسمه حسب العمر أعلى من انحراف معياري واحد عن المتوسط المرجعي للنمو، بينما تُعد السمنة إذا تجاوز هذا المؤشر انحرافين معياريين، وفقاً للمخططات البيانية والمراجع المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية. المتوسط المرجعي للنمو معيار وضعته منظمة الصحة العالمية لمقارنة نمو الأطفال وتقييم حالتهم الصحية. إليك النقاط الأساسية: يعتمد على بيانات دولية: تم تطويره باستخدام بيانات من أطفال أصحاء ينمون في بيئات مثالية من حيث التغذية والرعاية الصحية. يشمل مؤشرات متعددة مثل: الطول بالنسبة للعمر، والوزن بالنسبة للطول، ومنسب كتلة الجسم (BMI) حسب العمر. يستخدم لتحديد الحالات: نقص الوزن: عندما يكون الوزن أقل من الانحراف المعياري -2. زيادة الوزن: عندما يكون فوق +1 انحراف معياري. السمنة: فوق +2 أو +3 حسب الفئة العمرية. مقسّم لفئتين: الأطفال دون سن الخامسة (0-5 سنوات). الأطفال والمراهقون من 5 إلى 19 عاماً. يساعد في اكتشاف مشاكل النمو مبكراً: مثل سوء التغذية، والسمنة، أو التأخر في النمو. يُستخدم عالمياً: كمرجع موحد لتقييم صحة الأطفال في مختلف البلدان بغض النظر عن الخلفية العرقية أو الاجتماعية. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، ليام رايت، الباحث في معهد البحوث الاجتماعية بجامعة كوليدج لندن: "تبدو جينات الأمهات ذات تأثير مزدوج، مباشر وغير مباشر، على وزن أطفالهن، وهو ما يدل على أهمية البيئة التي تصنعها الأم لطفلها، والتي تتشكل بدورها من خلفيتها الجينية". وأضاف رايت: "لا يتعلق الأمر بإلقاء اللوم على الأمهات، بل بتقديم الدعم الكافي للعائلات لتوفير بيئة صحية تضمن للأبناء مستقبلاً أفضل". وحرص الفريق البحثي على تجاوز القيود المعروفة لمؤشر كتلة الجسم، خاصة لدى الأطفال، إذ أرفقوا نتائجهم بقياسات إضافية لكتلة الدهون. وأوصى الباحثون بأن التدخلات الصحية التي تستهدف خفض مؤشر كتلة جسم الأم، خاصة أثناء الحمل، يمكن أن تكون استراتيجية فعالة للحد من انتقال السمنة عبر الأجيال.


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
دراسة: معظم أجهزة تنقية الهواء الداخلي قد "تضر أكثر مما تنفع"
كشفت دراسة جديدة أن معظم تقنيات تنقية الهواء المصممة لمنع انتقال العدوى الفيروسية مثل "الإنفلونزا" و"كورونا" لم تُختبر بشكل كافٍ على البشر، ولا تزال مخاطرها المحتملة غير مفهومة بالكامل. وحلل الباحثون نحو 700 دراسة نُشرت بين عامَي 1929 و2024، وركزت هذه الأبحاث على تقنيات تنقية الهواء مثل فلاتر HEPA، والأشعة فوق البنفسجية، والأيونات، وأنظمة التهوية المتطورة. ورغم الانتشار الواسع لهذه الأجهزة في المنازل والمدارس والمباني العامة، إلا أن الدراسة وجدت أن 9% فقط من الأبحاث تناولت تأثير هذه التقنيات فعلياً على تقليل الإصابة بالأمراض بين البشر. تعمل أجهزة تنقية الهواء باستخدام تقنيات متعددة تهدف إلى إزالة الملوثات من الهواء وتحسين جودته داخل الأماكن المغلقة وأكثر هذه الأجهزة شيوعاً تعتمد على فلاتر (HEPA) التي تلتقط الجزيئات الدقيقة مثل الغبار وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات، وتصل كفاءتها إلى إزالة نحو 99.97% من الجزيئات التي يبلغ حجمها 0.3 ميكرون، لكنها لا تزيل الغازات أو الروائح. وتضيف بعض الأجهزة تقنية الأشعة فوق البنفسجية التي تُستخدم لتعقيم الهواء وقتل الفيروسات والبكتيريا عبر تدمير حمضها النووي، إلا أن فاعليتها تعتمد على شدة الضوء ومدة التعرض، وقد تولد الأوزون كمنتج جانبي ضار. لا نقول إن هذه التقنيات لا تعمل، بل نقول إننا لا نعرف بعد بشكل كاف ليزا بيرو- أستاذة الطب الباطني بجامعة كولورادو الأميركية كما أن هناك أيضاً أجهزة المؤينات التي تطلق شحنات سالبة ترتبط بالجسيمات المحمولة في الهواء، فتصبح أثقل وتسقط على الأسطح أو تُلتقط داخل الجهاز، لكنها لا تزيل الملوثات بالكامل من البيئة وقد تنتج أيضاً أوزوناً مهيّجاً للرئتين. بينما تستخدم بعض الأجهزة تقنيات تعتمد على البلازما أو التحفيز الضوئي، في حين تشمل الأنظمة المتقدمة وحدات تهوية ميكانيكية تجلب الهواء النقي من الخارج وتُخرج الهواء الملوث، وهو ما يُعد من أكثر الحلول فاعلية على المدى الطويل، خاصة إذا تم دمجه مع فلاتر عالية الجودة. لذلك تختلف كفاءة أجهزة تنقية الهواء باختلاف التقنية المستخدمة، ويُفضل دائماً اختيار الأجهزة التي خضعت لاختبارات مستقلة وأثبتت فاعليتها في بيئات واقعية دون أن تنتج مواد ضارة. دراسات أقوى ونشرت الدراسة في دورية "أنالز أوف إنتيرنال ميديسن" (Annals of Internal Medicine) وقادها باحثون من جامعة "كولورادو آنشوتز الطبية" بالولايات المتحدة بالتعاون مع "المعهد الوطني للسلامة المهنية والصحة" التابع لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، ليزا بيرو، أستاذة الطب الباطني في جامعة كولورادو: "فوجئنا بأن معظم الأبحاث تمت في غرف مختبرية مغلقة، وليس في بيئات واقعية يعيش أو يعمل أو يدرس فيها الناس". وأضافت بيرو: "نحتاج إلى دراسات أقوى تركّز على النتائج الصحية الحقيقية، مثل انخفاض معدلات العدوى، وليس فقط قياسات الجزيئات في الهواء". واستخدمت غالبية الدراسات التي راجعها الفريق مؤشرات غير مباشرة، مثل الغازات المتعقبة أو جزيئات الغبار أو ميكروبات غير ضارة، بدلاً من تتبع فيروسات أو بكتيريا ممرِضة فعلية، فيما تتبعت القليل من الدراسات ما إذا كان الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأجهزة قد أصيبوا بعدد أقل من العدوى. من جانبه، قال المؤلف الرئيسي في الدراسة، أميرن بادواشفيلي، أستاذ الطب المشارك بجامعة كولورادو، إن الكثير من هذه التقنيات تبدو واعدة نظرياً. وأضاف بادواشفيلي: "لكننا ببساطة لا نعرف إن كانت فعّالة على أرض الواقع، يستخدمها الناس في بيوتهم ومدارسهم لحماية أسرهم، لكن العلم لم يواكب بعد وعود الإعلانات"، مشيراً إلى أن "بعض الأجهزة قد تضر أكثر مما تنفع". مخاطر صحية ورغم ما يروج عن دورها في تنقية الهواء، أثارت الدراسة مخاوف بشأن مخاطر صحية محتملة ترتبط بهذه الأجهزة، إذ أن عدداً قليلاً جداً من الأبحاث راقب الانبعاثات الجانبية الضارة، مثل الأوزون، الذي قد يهيّج الرئتين ويزيد من حدة أمراض الجهاز التنفسي. وأوضحت الدراسة أن تقنيات عديدة، مثل أجهزة الأيونات، والتقنيات القائمة على البلازما، وأنظمة الأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن تُنتج الأوزون، إلا أن تقييمات السلامة لتأثيرها الطويل الأمد داخل البيوت وأماكن العمل نادرة جداً. ولفت الباحثون إلى أن الأوزون وغيره من المواد الكيميائية المنبعثة من بعض أجهزة تنقية الهواء قد تلحق ضرراً بالجهاز التنفسي، لا سيما لدى الأطفال أو المرضى المصابين بأمراض تنفسية مزمنة. وأكدوا على ضرورة أن يتحقق المستهلك مما إذا كانت الشركة المصنّعة توفر بيانات حول الانبعاثات الضارة المحتملة من الجهاز، وما إذا كانت هناك طرق للتقليل منها، ونبَّهوا إلى أن "الوعي بالمخاطر المحتملة عنصر أساسي لاتخاذ قرارات مستنيرة". ودعت الدراسة إلى تطوير جيل جديد من الدراسات الميدانية تُجرى في بيئات واقعية كالفصول الدراسية والمستشفيات، وتركز على تتبع معدلات العدوى فعلياً بدلاً من مجرد قياس عدد الجزيئات في الهواء. كما شدد الباحثون على أهمية تقييم التأثيرات الجانبية، والجدوى الاقتصادية، والتأثير البيئي، ومدى إمكانية الوصول لهذه التقنيات في البيئات المختلفة. تلوث الهواء.. منظمة الصحة العالمية مستويات تلوث الهواء ظلت مرتفعة وثابتة خلال السنوات الست الأخيرة. أعلى معدلات التلوث في شرق المتوسط وجنوب شرق آسيا، تليها إفريقيا وغرب المحيط الهادئ. إفريقيا تعاني من نقص حاد في بيانات تلوث الهواء، رغم تحسن التغطية مؤخراً. أوروبا تسجل أكبر عدد من المواقع التي تبلّغ عن بيانات التلوث. أقل مستويات التلوث توجد في البلدان ذات الدخل المرتفع، خصوصاً في أوروبا والأميركتين. في بعض مدن أوروبا الغنية، يؤدي التلوث لتقليل متوسط العمر المتوقع بين شهرين إلى 24 شهراً. كذلك أوصى الفريق البحثي بوضع مجموعة موحدة من "المخرجات الصحية" لتقييم فاعلية هذه الأجهزة، ما يسهل المقارنة بين الدراسات المختلفة ويجعل نتائجها أكثر فائدة في توجيه السياسات الصحية العامة. وأكد الباحثون كذلك أن قرارات الصحة العامة يجب أن تُبنى على أدلة قوية ومستقلة. وتابعت المؤلفة المشاركة في الدراسة، ليزا بيرو: "لا نقول إن هذه التقنيات لا تعمل، بل نقول إننا لا نعرف بعد بشكل كافٍ. كثير من الدراسات تمولها الشركات المنتجة لهذه الأجهزة، وهو ما يُثير شبهة تضارب المصالح. وحتى نحصل على معلومات أوضح، يستحق الناس شفافية كاملة". وفي ختام الدراسة، أوصى الباحثون المستهلكين الذين يفكرون في شراء أجهزة تنقية الهواء أو أنظمة تهوية جديدة للحد من انتقال العدوى، باختيار التقنيات التي خضعت لاختبارات مستقلة في بيئات واقعية، وتجنّب المنتجات التي قد تُنتج الأوزون أو ملوثات كيميائية أخرى. لكن الأهم من كل ذلك، بحسب الباحثين، هو عدم نسيان الإجراءات التقليدية المعتمدة: "تحسين التهوية، وفتح النوافذ، والتنظيف المنتظم".