logo
تحذير أممي من تداعيات "الأعمال العدائية المتصاعدة" في السودان

تحذير أممي من تداعيات "الأعمال العدائية المتصاعدة" في السودان

Independent عربيةمنذ 5 ساعات

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة من "العواقب الوخيمة الناجمة عن الأعمال العدائية المستمرة والمتصاعدة" في وسط وغرب السودان، مشيراً إلى هجمات عنيفة أدت لسقوط ضحايا من المدنيين.
وقال تورك في بيان إن القتال في أنحاء شمال دارفور وكردفان و"الخطر الجسيم من تفاقم الصراع الوحشي والمميت يثيران مخاوف جدية متعلقة بالحماية، في ظل بيئة تسودها ثقافة الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان".
كانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قالت الأربعاء إن أكثر من 16 ألفاً نزحوا من مناطق في وسط وجنوب وغرب السودان خلال أسبوع واحد.
وأشار تورك إلى أنه "في 15 يونيو (حزيران) شنت قوات الدعم السريع هجوماً جديداً على مدينة الفاشر بعد أشهر من تزايد حشد المقاتلين بما في ذلك تجنيد الأطفال في جميع أنحاء دارفور".
المدنيون محاصرون في ولاية جنوب كردفان
في ولاية جنوب كردفان "لا يزال المدنيون محاصرين جراء القتال بين الأطراف الساعية إلى السيطرة على مدينة الدبيبات الاستراتيجية"، بحسب تورك الذي لفت إلى تقارير تفيد بحصار "الدعم السريع" لمدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، الخاضعة لسيطرة الجيش وفصائل متحالفة معه.
وحذر المسؤول الأممي من أن "الدعم السريع" "قد تشن هجوماً على (الأبيض) في الأيام المقبلة، وفقاً لما أعلنه قائد قوات الدعم السريع".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كانت قوات "الدعم السريع" استهدفت عدة منشآت في مدينة الأبيض خلال الشهرين الماضيين، من بينها سجن المدينة ومستشفيان وأحياء سكنية، ما أدى لمقتل العشرات.
وأضاف فولكر تورك "طالما شهد العالم لفترة طويلة أهوالاً مروعة غير محدودة تجري في السودان ومعاناة شعبه التي لا توصف". وأكد أنه "تجب حماية المدنيين مهما كلف الأمر. ويجب إجراء تحقيق شامل في الانتهاكات والجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها".
ودعا تورك "جميع الدول إلى استخدام تأثيرها للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم، ووقف تدفق الأسلحة إلى البلاد وكبح جماح المصالح التجارية التي تغذي هذا الصراع".
آلاف اللاجئين عالقون على الحدود
علق آلاف اللاجئين الفارين من الحرب على الحدود مع جنوب السودان، بعدما تسبب تراجع المساعدات الإنسانية العالمية في تعليق نقلهم إلى مناطق آمنة، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة.
وشهد قطاع المساعدات الإنسانية حول العالم حالة من الاضطراب بسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنهاء المساعدات الخارجية الأميركية أو خفضها. وكانت واشنطن أكبر مانح للمساعدات الإنمائية. كما قلصت دول غربية أخرى، خصوصاً أوروبية، مساعداتها.
وبسبب "نفاد الأموال المتاحة"، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اليوم أنها اضطرت منذ الأول من يونيو (حزيران) إلى تعليق تسيير "القوارب والحافلات والطائرات" التي كانت تستخدم لنقل النازحين السودانيين إلى مناطق آمنة في جنوب السودان بحسب "مستوى الأمن وصعوبة الوصول إلى الطرق".
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب في بيان "من غير المقبول" أن يجد هؤلاء الفارون من الحرب "أنفسهم الآن عالقين على الحدود، من دون أي وسيلة للوصول إلى بر الأمان أو إعادة بناء حياتهم".
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن هذا الوضع "زاد الضغط على المجتمعات المضيفة، وفاقم أخطار التوترات والأوبئة، كما قلل من إمكان الوصول إلى الموارد الشحيحة أصلاً كالمياه والخدمات الصحية والأراضي وسبل العيش".
يشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً أهلية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 10 ملايين شخص داخل البلاد و4 ملايين آخرين إلى الخارج.
وفر العديد من النازحين إلى جنوب السودان المجاور الذي يعاني أصلاً عدم استقرار منذ استقلاله عام 2011.
وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة وصول 125 ألف شخص إضافي إلى جنوب السودان بين يوليو (تموز) ونهاية العام. وسيحتاج 43 ألفاً منهم إلى مساعدة في مجال النقل. وأطلقت المنظمة الأممية نداءً طارئاً لجمع 6.5 مليون دولار لإعادة تأمين هذه الخدمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحذير أممي: التصعيد بين إسرائيل وإيران يهدد بإشعال المنطقة
تحذير أممي: التصعيد بين إسرائيل وإيران يهدد بإشعال المنطقة

الوئام

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوئام

تحذير أممي: التصعيد بين إسرائيل وإيران يهدد بإشعال المنطقة

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، من أن اتساع رقعة الصراع الإسرائيلي الإيراني ربما 'يشعل نارًا لن يكون بوسع أحد السيطرة عليها'، ودعا طرفي الصراع والأطراف المحتملة الأخرى إلى 'إعطاء فرصة للسلام'. وحذر جوتيريش أيضًا، في كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أن الهجمات على المنشآت النووية ربما تؤدي إلى إطلاق إشعاعات 'داخل وخارج حدود' إيران، داعيا إلى أقصى درجات ضبط النفس. وقال إن هناك 'لحظات لا تشكل فيها الاتجاهات التي نمضي بها مصير الأمم فحسب، بل ربما مستقبلنا الجماعي'، وأضاف 'هذه لحظة من هذا القبيل'. وأوضح جوتيريش أن توسيع نطاق الصراع 'سيشعل نارًا لن يكون بوسع أحد السيطرة عليها.. يجب ألا نسمح بحدوث ذلك'. ومضى قائلا 'لدى رسالة بسيطة وواضحة إلى أطراف الصراع وأطراف الصراع المحتملة وإلى مجلس الأمن بصفتي ممثلا للمجتمع الدولي: أعطوا السلام فرصة'. وعُقدت جلسة مجلس الأمن اليوم في الوقت الذي يلتقى فيه وزراء الخارجية الأوروبيون بنظيرهم الإيراني في محاولة لاختبار مدى استعداد طهران للتفاوض على اتفاق نووي جديد، رغم ضآلة احتمالات توقف إسرائيل عن هجماتها قريبا. وقصفت إسرائيل مرارًا أهدافًا نووية في إيران في حين أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل مع تصاعد الغارات الجوية المستمرة منذ أسبوع دون أي إشارة حتى الآن على وجود استراتيجية لوقفها. وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتخذ قرارا خلال الأسبوعين المقبلين حول ما إن كان سيتدخل لمساندة إسرائيل. وقالت إيران اليوم إنها لن تناقش مستقبل برنامجها النووي في الوقت الذي تتعرض فيه للهجوم الإسرائيلي. وقال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل تتطلع إلى جهود حقيقية لتفكيك القدرات النووية الإيرانية خلال اجتماع اليوم بين وزراء الخارجية الأوروبيين ونظيرهم الإيراني، وليس مجرد جولة أخرى من المحادثات. وأضاف للصحفيين 'شهدنا محادثات دبلوماسية على مدى العقود القليلة الماضية، وانظروا إلى النتائج'. وأردف قائلاً 'إذا كان الأمر سيكون مثل جلسة أخرى ومناقشات أخرى، فلن يتحقق نجاح'.

الأوروبيون يحضون إيران على مواصلة المباحثات النووية مع أميركا
الأوروبيون يحضون إيران على مواصلة المباحثات النووية مع أميركا

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

الأوروبيون يحضون إيران على مواصلة المباحثات النووية مع أميركا

حضت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا اليوم الجمعة إيران على "مواصلة المباحثات مع الولايات المتحدة" في شأن برنامج طهران النووي، وذلك خلال اجتماع في جنيف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "نعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني". ورأى نظيره الألماني يوهان فاديفول أن طهران تبدو "مستعدة من حيث المبدأ لمواصلة المناقشات". قال وزراء خارجية أوروبيون اليوم الجمعة إنهم مستعدون لإجراء مزيد من المحادثات مع إيران بعد مناقشات لمحاولة استعادة المسار الدبلوماسي في شأن برنامجها النووي. وبعد ثلاث ساعات من المحادثات، أدلى وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بتعليقات مقتضبة لكنهم لم يشيروا إلى ما إن كان أي تقدم ملموس أحرز. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم الجمعة إن المحادثات مع إيران يجب أن تبقى مفتوحة، وذلك عقب مناقشات بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى كالاس. "خيانة" للجهود الدبلوماسية ندّد وزير الخارجية الإيراني اليوم الجمعة بالهجمات الإسرائيلية على بلاده معتبراً أنها "خيانة" للجهود الدبلوماسية التي كانت تبذل مع الولايات المتحدة، ومؤكداً أن طهران وواشنطن كانتا ستتوصلان الى "اتفاق واعد" في شأن البرنامج النووي الإيراني. وقال عباس عراقجي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف قبل اجتماع بالغ الأهمية مع وزراء خارجية أوروبيين، "هوجمنا في وسط عملية دبلوماسية. كان مقرراً أن نلتقي الأميركيين في 15 يونيو (حزيران) لصوغ اتفاق واعد جداً". ووصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مقر في جنيف حيث من المقرر أن يجري محادثات مع نظراء أوروبيين حول البرامج النووية والصاروخية لبلاده اليوم الجمعة. الدبلوماسية الأوروبية تسعى إلى إنهاء الصراع مع تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل وتبادل الضربات بين الطرفين، تسعى الدبلوماسية الأوروبية إلى إنهاء الصراع عبر المفاوضات، بينما قالت إيران اليوم الجمعة إنها لن تناقش مستقبل برنامجها النووي وهي تحت القصف الإسرائيلي، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب سيتخذ قراراً في شأن تدخل أميركي محتمل خلال أسبوعين. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس وبرلين ولندن ستقدم "عرضاً تفاوضياً شاملا" للإيرانيين في جنيف الجمعة، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ الباليستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة. وأكد ماكرون على هامش معرض باريس الجوي أنه "يجب إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية". ويلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف في وقت لاحق الجمعة مع نظرائه البريطاني ديفيد لامي والفرنسي جان نويل بارو والألماني يوهان فادفول، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. تنسيق أوروبي ينسق الأوروبيون جهودهم خلال غداء قبل الاجتماع المقرر عقده نحو الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13.00 بتوقيت غرينتش). وقال ماكرون إن الملف النووي الإيراني "يشكل تهديداً ويجب ألا يكون هناك أي تراخ في هذا الأمر"، لكن "لا أحد يستطيع أن يعتقد بجدية أن هذا التهديد يمكن معالجته بالعمليات الحالية فقط". وأضاف أن "هناك منشآت تتمتع بحماية شديدة" و"لا أحد يستطيع اليوم أن يحدد بشكل قاطع مكان وجود اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة (...). لذلك، يتعين استعادة السيطرة على هذا البرنامج، من خلال الخبرة الفنية والتفاوض أيضا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبحسب مصدر دبلوماسي فإن هذا المقترح الشامل قد يتناول مثلاً "تحديد إطار للتحقق المتعمق من المنشآت النووية الإيرانية (...) ويمكننا أن ننص على دخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كل مكان لإجراء عمليات التفتيش دون إعلام مسبق". وأضاف المصدر أن "هذا سيكون نموذجاً للتفتيش يشبه ما تم تطبيقه في شأن النووي في العراق بعد عام 1991 وحرب الخليج التي شهدت هزيمة صدام حسين". ودعا ماكرون إسرائيل أيضاً إلى وقف ضرباتها على "البنى التحتية المدنية" الإيرانية. وأكد أن "لا شيء يبرر استهداف البنى التحتية للطاقة والسكان المدنيين". كما شدد على ضرورة عدم "نسيان الوضع في غزة، الذي يتطلب اليوم، لأسباب إنسانية وأمنية أيضاً، وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية واستئناف العمل السياسي". ترتيب بريطاني إسرائيلي قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الجمعة إن بريطانيا تعمل مع السلطات الإسرائيلية لترتيب رحلات طيران عارض للمواطنين البريطانيين من تل أبيب عند معاودة فتح المجال الجوي. وأضاف في بيان "في إطار جهودنا لدعم المواطنين البريطانيين في الشرق الأوسط، تعمل الحكومة مع السلطات الإسرائيلية لتوفير رحلات طيران عارض من مطار (بن جوريون في) تل أبيب عند معاودة فتح المجال الجوي". وأغلق مطار بن جوريون الأسبوع الماضي بسبب الحرب الجوية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران. ونصحت لندن يوم الاثنين مواطنيها في إسرائيل بتسجيل وجودهم لدى السلطات البريطانية، مؤكدة أنها تراقب الوضع وتدرس خيارات للمساعدة. وأضافت أنها زادت من دعمها اللوجيستي للمواطنين الذين لجأوا إلى مغادرة إسرائيل باستخدام الطرق البرية عبر الأردن ومصر. جهود ألمانية تركية قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار فريدريش ميرتس بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة الصراع بين إسرائيل وإيران. وأضاف المتحدث أن الزعيمين تحدثا عن جهودهما الدبلوماسية الرامية لمنع مزيد من التصعيد في المنطقة ووعدا بالتنسيق الوثيق من الآن فصاعداً. وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن ترمب سيقرر ما إذا كان "سيمضي قدماً أم لا" في المشاركة الأميركية في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين نظراً إلى احتمال عقد مفاوضات مع إيران قريباً. وقال دبلوماسيان قبل الاجتماع الذي سيضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه سيتم إبلاغ عراقجي بأن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مباشرة.

مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"
مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"

عادة ما تتسم القمم بطابع رسمي صارم، وتكاد تكون معدة سلفا كسيناريو مكتوب، بحيث يجتمع فيها قادة أكبر الديمقراطيات حول العالم للنظر في قرارات سبق أن تفاوض عليها مسؤولوهم. لكن في بعض الأحيان النادرة، تخرج لحظة عن هذه الإجراءات الرسمية، لحظة ذات طابع إنساني تخرق الروتين الآلي. إحدى هذه اللحظات في قمة "مجموعة الـسبع" داخل كندا، برزت عندما غادر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر -الذي لا يعرف عادة بعفويته بل بكرهه للارتجال- مما بدا وكأنه اجتماع ثنائي ودي، عقده مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وفي ردهة الفندق، لمح ستارمر المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وسرعان ما اقترب أحدهما من الآخر وجلسا لتبادل أطراف الحديث بصورة غير رسمية. من ثم انضمت إليهما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تلاها مستضيف المؤتمر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، وأخيراً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بعد تقديم الماء لهم، وصلت كؤوس النبيذ. وعلى نحو غير معتاد، لم تكن هناك ملاحظات مدونة أمامهم، ولا مسؤولون حاضرون، إنما فقط "خمسة زملاء يتناولون كأساً من النبيذ ويتحادثون". لا بد من الإشارة هنا إلى أنه على رغم جميع الانتقادات التي توجه إلى السير كير داخل المملكة المتحدة، فإن هذا المشهد قدم دليلاً إضافياً على أنه بعد 11 شهراً فقط من توليه مهام منصبه، بدا زعيماً يحظى باحترام كبير من نظرائه الدوليين، وقائداً يجذب الآخرين بطبيعته، وبنى علاقات صداقة وطيدة مع عدد من نظرائه. وفيما تظل تفاصيل المحادثة بينهم غير معروفة إلى حد كبير، إلا أن أزمة الشرق الأوسط كانت بلا شك من المواضيع التي جرت مناقشتها. كان هناك شعور بأن المناسبة لم تكن مجرد لقاء ودي، بل بدت وكأنها اجتماع تحضيري للقمة، لتنسيق طريقة التعامل مع الضيف المسبب للإحراج الذي كان سيصل إلى كندا بين لحظة وأخرى. وبينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث مساء الأحد الماضي، كانت طائرة الرئاسة الأميركية لدونالد ترمب تهبط في مطار ألبيرتا. اللقاء العفوي وغير الرسمي في ردهة الفندق، عبر بوضوح عن شعور بأن هذه القمة هي أقرب لأن تكون لـ"مجموعة ستة زائد واحد" منها لقمة "مجموعة السبع". ففيما يتفق جميع قادة الدول الست على طريقة التعامل مع روسيا (لجهة تشديد العقوبات عليها)، وأزمة الشرق الأوسط (دعوة لتخفيف التصعيد بين إسرائيل وإيران)، إلا أنه من غير المرجح أن يوافق ترمب على أي من هاتين المقاربتين. ومن المقرر أن تعقد جلسة حول التجارة الحرة العالمية، خلال وقت يمضي فيه الرئيس الأميركي قدماً في فرض رسوم جمركية عالمية. لكن مع حلول صباح يوم الإثنين الماضي، كانت الانقسامات واضحة للعيان منذ البداية. يعرف رئيس الوزراء الكندي السيد كارني على نطاق واسع بدبلوماسيته الهادئة وبلباقته أينما حل. وهاتان الصفتان كان أظهرهما سابقاً خلال فترة توليه منصب محافظ "بنك إنجلترا"، عندما كان عليه أن يتعامل مع مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. لكن خلال وقت كان فيه كارني يرحب بدونالد ترمب في أول اجتماع ثنائي يعقد خلال القمة، بدا وكأنه يستجمع كل ذرة من ذرى خبرته الدبلوماسية. فبينما كان يقف إلى جانب الرئيس الأميركي للإجابة عن الأسئلة، بدا كارني وكأنه مضيف مكلف مهمة غير سارة، تشبه إلى حد كبير مرافقة عم محرج في حفلة زفاف، لا يجرؤ أحد على إزعاجه خوفاً من تعريض الميراث للخطر. إلا أن كارني تعامل مع الموقف بهدوء وبراعة. فعندما بدأت الأسئلة تتزايد وتتشعب، تولى السيطرة على الموقف، وتدخل ليعلن أن الرئيس الأميركي أجاب بما فيه الكفاية. ليس مستغرباً أن نتساءل عما إذا كان رئيس الوزراء الكندي يقول لنفسه من خلال تعابير وجهه المتوترة "لا تتصرف كما فعل جاستن ترودو!". هذه الإشارة تعود إلى عام 2018، عندما فقد رئيس الوزراء الكندي آنذاك ترودو صبره أخيراً مع دونالد ترمب، وذلك أثناء استضافته قمة "مجموعة السبع" في مدينة كيبيك، وهي المرة الأخيرة التي حظيت فيها كندا بهذا الشرف الذي تسبب لها بالإرباك. وكانت التداعيات فورية بحيث انفجر غضب ترمب، وهو في طريقه إلى لقاء كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، وأمر مسؤوليه بسحب الدعم الأميركي للبيان المشترك للقمة. هذه المرة، قلل الجميع من أهمية إصدار أي نوع من البيانات المشتركة. ويبدو أن صدور بيان لـ"مجموعة الستة" من دون الدولة السابعة هو الأرجح. إلا أنه كما يوحي لقاء الأصدقاء الخمسة الذين اجتمعوا لاحتساء كأس من النبيذ، فإنه بعيداً من غرابة أطوار الرئيس الأميركي المبالغ فيها، فإن الحلفاء الآخرين يقتربون من بعضهم بعضاً بصورة أكبر، وربما بفضل ترمب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store