logo
سياسة الهجرة الأوروبية.. المساعدات وسيلة للضغط على أفريقيا – DW – 2025/8/3

سياسة الهجرة الأوروبية.. المساعدات وسيلة للضغط على أفريقيا – DW – 2025/8/3

DWمنذ 4 أيام
يبدو أن الاتحاد الأوروبي يفكر في تغيير استراتيجيته فيما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية، فالدول التي لا تتعاون في إعادة المهاجرين قد تحصل على أموال ومساعدات تنموية أقل. وتنتقد المنظمات الإغاثية والخبراء ذلك بشدة.
اقتراح جديد من المفوضية الأوروبية يحمل في طياته تغييرات جذرية، فحسب هذا الاقتراح يمكن الآن ربط المساعدات المالية والتنموية بمدى تعاون البلدان في مجال إعادة المهاجرين واستقبالهم المرحلين منهم ومراقبة الحدود. وإذا لم تلتزم البلدان باتفاقيات الترحيل فقد يتم خفض المساعدات المالية والتنموية المخصصة لها.
هذا ما ورد في تقرير لصحيفة "'فاينانشال تايمز" ووكالة رويترز للأنباء التي استندت إلى وثائق داخلية للاتحاد الأوروبي.
وقد انتقدت المنظمات الإنسانية هذه الخطط بشدة. ووصفت منظمة أوكسفام الاقتراح بأنه "تشويه لأهداف التنمية في الاتحاد الأوروبي" و"حل سياسي قصير الأجل" لمشاكل هيكلية أعمق.
وترتبط هذه الاعتبارات والخطط بالضغوط المتزايدة داخل أوروبا للحد من الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط والصحراء. وتزداد هذه الضغوط بشكل خاص في دول مثل ألمانيا وإيطاليا واليونان حيث تواجه الحكومات معارضة متزايدة للهجرة واستقبال طالبي اللجوء.
ينتقد خبراء سياسيون وخبراء في شؤون الهجرة بجميع أنحاء افريقيا التغيير المقترح في السياسة الأوروبية ويعتبرونها خططا استعماريا جديدة. ويقولون إن نهج الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يقوض السيادة والثقة.
وقالت ماريا أيوك لـDW :" امنعوا شعبكم من الهجرة وإلا ستفقدون المساعدة، هذا يبدو لي رسالة إكراه أكثر منها رسالة تعاون". وهي باحثة في مجال السلام والأمن في جامعة أوتو فون غيريكه في ماغديبورغ الألمانية.
وبذلك يتم تحويل الدول الأفريقية إلى حراس حدود بدلا من معاملتها كشركاء متساوين في التنمية. ويقوم الاتحاد الأوروبي بـ"تأمين"
وتسييس الهجرة على مر السنين. "الاتحاد الأوروبي يجبر الأفارقة على إبقاء أبنائهم في أفريقيا لأنهم يخشون من "أفرقَة أوروبا"، كما تعتقد أيوك.
بينما يركز السياسيون الأوروبيون في كثير من الأحيان على "عوامل الجذب" مثل فرص العمل والأمن، يرى المحللون الأفارقة أنه يجب إيلاء مزيد من الاهتمام للظروف التي تدفع الناس إلى الهجرة في المقام الأول.
"سيشعر الناس بالتأكيد برغبة في الهجرة"، كما يقول فيديل أماكي أوفوسو، المستشار في شؤون الجغرافيا السياسية والأمن والمقيم في غانا. ومن بين الأسباب الرئيسية التي تدفع للهجرة "المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتفاوت في التنمية بين الريف والمدينة والفقر المدقع والصراعات والبطالة"، كما جاء في حواره مع DW.
ويوافق بول إيجيمي، المحلل الإعلامي والسياسي النيجيري على ذلك قائلا: "إنهم يرحلون لأن البيئة غير مواتية". كما يشير إيجيمي إلى أن "الفقر والمحنة وعدم الاستقرار" تجبر الأفارقة على المخاطرة بحياتهم بحثا عن سبل العيش. وإغلاق الأبواب أو بناء الجدران ليس حلا".
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
وحسب أيوك فإن فشل الحكومات جزء من المشكلة. وقالت لـ DW :"لدينا العديد من القادة المستبدين الذين يريدون البقاء في السلطة إلى الأبد. هذه هي المشاكل الأساسية التي يجب أن نعالجها".
ويتفق الخبراء على أن ممارسات أوروبا التجارية والتدخلات الأجنبية ساهمت بشكل مباشر في عدم الاستقرار والتخلف الاقتصادي في أفريقيا. ويقولون إن هذه الظروف تزيد من دوافع الهجرة.
ويضرب إيجيمي مثالا ملموسا بقوله إن "غالبية العاملين في القطاع الصحي في هذه البلدان موجودون في أوروبا وأمريكا. القطاع الصحي يعاني من نقص التمويل ونقص الموظفين والموظفون الموجودون يغادرون البلاد".
وتتفاقم المشكلة بسبب ازدواجية معايير أوروبا. "يمكنهم فتح أبوابهم أمام الناس القادمين من أوكرانيا. لكن عندما يتعلق الأمر بالأفارقة فإنهم يشددون القواعد"، يقول إيجيمي.
وتشتد الانتقادات بشكل خاص لتوجه الاتحاد الأوروبي إلى ربط المساعدات الإنمائية بالتعاون في تحقيق أهدافه المتعلقة بالهجرة. وقالت ماريا أيوك في حوارها مع DW "نعم أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يربط المساعدات الإنمائية بمراقبة الهجرة... إنه يجعلها سلاحا ويحول المساعدة من التضامن إلى المصلحة الذاتية". وهذا يقوض الثقة والاحترام المتبادل بين أوروبا وأفريقيا.
في الوقت نفسه يتفق الخبراء الذين استطلعت DW آراءهم إلى حد كبير على أن الحكومات الأفريقية تتحمل مسؤولية كبيرة عن الأزمة وسياسة الهجرة الصارمة تجاه مواطنيها. وتقول أيوك الباحثة في جامعة ماغديبورغ: "أفريقيا هي المشكلة، لأنها تفتقر إلى القدرة على التصرف على الصعيد الدولي" وتضيف "أولئك الذين من المفترض أن يمثلوا أفريقيا لا يمثلون المصالح الجماعية لأفريقيا، بل المصالح الفردية للنخب". وعلى الرغم من انتقاداتهم، فإن المحللين مقتنعون بأن أفريقيا ليست عاجزة. ويعتقدون أن القارة لا يمكن أن تصبح قوية إلا إذا حشدت الإرادة السياسية اللازمة.
وتقول أيوك مشيرة إلى موارد القارة وقوتها الإقليمية: "أفريقيا لديها الإمكانات والقدرة اللازمة للتأثير. لكنها تحتاج إلى قيادة موحدة والتحول من التبعية إلى التنمية الذاتية". ويرى أوفوسو، وهو مواطن غاني ضرورة استخدام التكنولوجيا، إذ "تفتقر العديد من الدول الأفريقية إلى التكنولوجيا اللازمة لمراقبة جميع الحدود. من الصعب للغاية إدارة مثل هذه الحدود ومراقبة تدفق الأشخاص".
لكنه يحذر من أن نهج الاتحاد الأوروبي تجاه البلدان التي تبذل جهودا جادة قد تكون له نتائج عكسية. نظرا لأن أوروبا تزداد عزلة في سياستها الخاصة بالهجرة. فقد تستغل بعض البلدان الأفريقية ذلك لتعميق شراكات عالمية بديلة، على سبيل المثال مع دول البريكس أو مبادرات أخرى في الجنوب العالمي، كما يؤكد أوفوسو.
ويمكن لأفريقيا أن تعمق علاقاتها مع القوى الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وروسيا إذا استمرت أوروبا في استخدام المساعدات الإنمائية كوسيلة ضغط. ويقول أوفوسو: "كلما زاد تركيز الغرب على شؤونه الداخلية، زادت سياسته التصادمية وزادت أفريقيا توجهها نحو الشرق".
لكن إيجيمي يقترح نهجا مختلفا: "يجب على أفريقيا أن تتصرف بشكل استراتيجي وأن تحافظ على مصالحها وأن تتفاوض من موقع قوة". ويضيف: "عندما تهاجر الكفاءات إلى الخارج ربما ينبغي أن يكون هناك نوع من الاتفاق أو العقد الذي يعيد الأموال إلى تطوير أنظمة الصحة والتعليم".
يتفق الخبراء على أن النموذج الذي يستهدفه الاتحاد الأوروبي والذي يربط المساعدات التنموية بمراقبة الهجرة قد يعرض العلاقات طويلة الأمد مع أفريقيا للخطر ولا يعالج الأسباب الجذرية للمشكلة. وترى ماريا أيوك أن "الهجرة يجب أن تكون منظمة، لكن لا يجب أن تُستخدم كأداة سياسية. نحن بحاجة إلى علاقات متبادلة قائمة على الاحترام والمساواة والعدالة".
ويؤكد فيديل أماكي أوفوسو: "يجب على أوروبا أن تتوقف عن النظر إلى أفريقيا على أنها مشكلة وأن تبدأ في معاملتها كشريك". ويلفت بول إيجيمي الانتباه إلى التحديات السياسية الداخلية في العديد من الدول الأفريقية، بقوله "لا يوجد فقر في أفريقيا. ما يوجد هو سوء إدارة. وقد أدى سوء الإدارة إلى إفقارها".
أعده للعربية: م.أ.م
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هيروشيما تحيي الذكرى الـ 80 لضربها بالقنبلة الذرية  – DW – 2025/8/6
هيروشيما تحيي الذكرى الـ 80 لضربها بالقنبلة الذرية  – DW – 2025/8/6

DW

timeمنذ 13 ساعات

  • DW

هيروشيما تحيي الذكرى الـ 80 لضربها بالقنبلة الذرية – DW – 2025/8/6

في لحظة صمت، توقفت الحياة في هيروشيما لتسترجع ذكرى إسقاط القنبلة الذرية عليها قبل 80 عاما. واستغلت اليابان الذكرى لتجديد الدعوة إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية. أحيت هيروشيماالأربعاء (السادس من أغسطس/أب 2025) ذكرى مرور 80 سنة على إلقاء الولايات المتحدة قنبلة ذرية على المدينة اليابانية بإقامة مراسم شاركت فيها أكثر من مئة دولة والتزم خلالها الحضور دقيقة صمت للمناسبة. وقبيل بدء دقيقة الصمت في نفس اللحظة التي سقطت فيها القنبلة على المدينة الواقعة في جنوب البلاد وضع العديد من المشاركين أكاليل من الزهر أمام النصب التذكاري للضحايا. وبمناسبة هذه المراسم، حضّت هيروشيما مجددا قادة العالم على التحرّك للتخلّص من الأسلحة الذرية. وقال رئيس بلدية المدينة، كازومي ماتسوي إنّ "الولايات المتّحدة و روسيا تمتلكان 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم، وفي سياق الغزو الروسي لأوكرانيا والوضع المتوتر في الشرق الأوسط، نلاحظ اتجاها متسارعا لتعزيز القوة العسكرية في سائر أنحاء العالم". وأضاف أنّ "بعض القادة يتقبّلون فكرة أنّ الأسلحة النووية ضرورية لدفاعهم الوطني، متجاهلين بشكل صارخ الدروس التي كان يتعين على المجتمع الدولي أن يستخلصها من مآسي التاريخ. إنّهم يهدّدون بتقويض أطر تعزيز السلام". وسبق لماتسوي أن دعا في يوليو/تمّوز الفائت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة هيروشيما بعد أن قارن الملياردير الجمهوري الغارات الجوية التي أمر بتنفيذها على إيران بالقنبلتين اللتين ألقيتا على هيروشيما و ناغازاكي في 1945. وشارك ممثّلون عن 120 دولة ومنطقة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، في المراسم التي أقيمت الأربعاء في هيروشيما، وفقا لمسؤولي المدينة. وستقام مراسم مماثلة في ناغازاكي السبت يتوقع أن يحضرها ممثلون عن عدد قياسي من الدول. وفي مثل هذا اليوم عام 1945وفي تمام الساعة 08:15، ألقت طائرة عسكرية أمريكية قنبلة ذرية على هيروشيما، ممّا أسفر عن مقتل حوالي 140 ألف شخص. وبعد ثلاثة أيام، ألقت الولايات المتحدة قنبلة نووية أخرى على مدينة ناغازاكي في جنوب اليابان مما أسفر عن سقوط حوالى 74 ألف قتيل. وهاتان الضربتان اللتان عجّلتا بنهاية الحرب العالمية الثانية هما الحالتان الوحيدتان في التاريخ اللتان استُخدم فيهما سلاح نووي في زمن الحرب. تحرير: عبده جميل المخلافي

المساعدات من الجو على غزة... غيث لا يروي وغذاء لا يسد الرمق – DW – 2025/8/6
المساعدات من الجو على غزة... غيث لا يروي وغذاء لا يسد الرمق – DW – 2025/8/6

DW

timeمنذ 14 ساعات

  • DW

المساعدات من الجو على غزة... غيث لا يروي وغذاء لا يسد الرمق – DW – 2025/8/6

على الرغم من إسقاط المساعدات جواً على قطاع غزة، لا يزال الوضع الإنساني على الأرض حرجاً وكارثياً. وتواجه إسرائيل ضغوطاً متفاقمة للسماح بدخول المزيد من المساعدات عبر المعابر البرية. رداً على تفاقم المجاعة في قطاع غزة، سمحت إسرائيل لعدة دول بإسقاط منصات طعام جواً على الشريط الساحلي لذي مزقه الحرب. وقال جيش الدفاع الإسرائيلي يوم الاثنين (الرابع من أغسطس/ آب 2025)، إن طائرات من دول الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر وألمانيا وبلجيكا وكندا أسقطت 120 حزمة مساعدات. وقالت إسرائيل الثلاثاء إنها ستعيد بشكل جزئي عملية فتح دخول البضائع للتجارة في غزة من خلال البائعين المحليين لتقليل اعتماد غزة على المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، يقول فلسطينيون متواجدون على الأرض ومنظمات إنسانية إن المساعدات غير كافية ويجري توزيعها على نحو سيء. من بين هؤلاء، ضياء الأسعد، وهو نازح في مدينة غزة يبلغ من العمر 50 عاماً، وهو أب لستة أطفال، وقد تحدث إلى DW عبر الهاتف وقال: "ما يتم إسقاطه من السماء لا يصل إلى أحد سوى أولئك الذين يستطيعون العراك مع الآخرين". ويشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة. وأضاف ضياء الأسعد أن بعض مناطق الإنزال، وهي مواقع استراتيجية تُسقط فيها الإمدادات جواً، يصعب الوصول إليها، لأنها غالباً ما تقع بالقرب من أو داخل المناطق العسكرية التي تسيطر عليها إسرائيل، والمعروفة باسم "المناطق الحمراء". وأوضح: "نحتاج إلى توزيع المساعدات بشكل عادل على جميع السكان، وليس بهذه الطريقة". أمّا ماجد زياد، فهو أحد سكان مخيم النصيرات للاجئين في غزة، وأكد هذه المخاوف قائلًا: "الحل ليس إلقاء الطعام علينا. يحتاج الناس إلى وصول طبيعي وإنساني [للطعام] - على عكس الحيوانات التي تطارد الفرائس في الغابة". تأتي عمليات الإنزال الجوي وسط كارثة إنسانية متفاقمة؛ إذ يعاني سكان غزة، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، من نقص حاد في المواد الغذائية، ويعتمد الكثيرون منهم على المساعدات الخارجية. وقد دُمر الإنتاج الغذائي المحلي بشكل كبير. وطوال فترة الحرب، حذّر الخبراء من أن غزة على شفا المجاعة. ويحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، المدعوم من الأمم المتحدة، من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف"، بينما وثقت منظمة الصحة العالمية ارتفاعاً حاداً في وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية الشهر الماضي. قطعت إسرائيل، التي تسيطر على حدود غزة، الإمدادات في أوائل مارس/ آذار للضغط على حماس - التي تُصنّفها العديد من الدول منظمة إرهابية - بدعوى أن الحركة تُحوّل مسار المساعدات لصالحها. وسط ضغوط موجهة، استأنفت إسرائيل عمليات تسليم المساعدات المحدودة في مايو/ أيار، لكنها انتقلت إلى مواقع التوزيع التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة منها ومن الولايات المتحدة. وقد قُتل المئات بالقرب من نقاط التوزيع هذه، بنيران إسرائيلية مزعومة. وألقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باللوم مراراً وتكراراً على حماس لنهب المساعدات وقال إن إسرائيل "شوهت سمعتها" بمزاعم وجود مجاعة في غزة. وقال في مقطع فيديو نُشر على موقع إكس: "إنهم يكذبون بشأننا. يقولون إننا نقوم بتجويع الأطفال الفلسطينيين عمداً. هذه كذبة مكشوفة. منذ بداية الحرب، سمحنا بدخول ما يقرب من مليوني طن من الطعام". منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أفادت السلطات الصحية المحلية التي تديرها حماس بمقتل أكثر من 60 ألف شخص، ويخشى أن يكون عدد أكبر محاصراً تحت الأنقاض. لا تفرق السلطات المحلية بين المقاتلين والمدنيين، على الرغم من أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من النساء والقصر، حسب ما يتم تداوله. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video تعتبر المنظمات الإنسانية عمليات الإنزال الجوي الملاذ الأخير بالنظر إلى المخاطر على الأرض. ويوم الاثنين (الرابع من أغسطس/آب 2025)، وردت تقارير عن مقتل ممرض في غزة عندما صدمته منصة مساعدات سقطت خلال الجولة الأخيرة من عمليات الإنزال. وكتب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على موقع إكس أن عمليات الإنزال الجوي مكلفة وأقل فعالية من عمليات التسليم البرية عبر المعابر. وأضاف أن "كلفة عمليات الإنزال الجوي أكثر بمئة مرة على الأقل من تكلفة الشاحنات؛ إذ أن الشاحنات تحمل ضعف كمية المساعدات التي تحملها الطائرات". وفي زيارته مؤخراً إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، أقرّ وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بمحدودية عمليات الإنزال الجوي ودعا إسرائيل إلى فتح المعابر البرية لإيصال المساعدات بفعالية. وقال: "إن الطريق البري بالغ الأهمية. وهنا، يقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية واجب السماح بسرعة بمرور ما يكفي من المساعدات الإنسانية والطبية بأمان، حتى يمكن منع الوفيات الجماعية بسبب الجوع". واعترف فاديفول بأن المزيد من شاحنات المساعدات تدخل غزة، لكنه أضاف أن "هذا لا يزال غير كاف"، داعياً إلى "تغيير جذري" في السياسة الإسرائيلية. إلى جانب عمليات الإنزال الجوي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن توقفات تكتيكية للقتال وممرات إنسانية لقوافل المساعدات في ثلاث مناطق من غزة الأسبوع الماضي. ومع ذلك، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن المساعدات التي تدخل غزة "لا تزال غير كافية" وأن القوافل تواجه تأخيرات ومخاطر. على سبيل المثال، استغرقت عملية تسليم وقود مؤخراً 18 ساعة لقطع مسافة 24 كيلومتراً فقط. وقُتل العديد من الفلسطينيين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات الإنسانية أو أثناء انتظارهم قوافل المساعدات. وفي الغالب لا تصل شاحنات المساعدات إلى مستحقيها بسبب عمليات النهب، سواء من قِبل السكان اليائسين أو تجار السوق السوداء. وقالت داليا العفيفي، وهي أم لطفلين من مدينة غزة، إن معظم المساعدات لا تصل أبداً إلى عامة الناس. ارتفعت أسعار المواد الأساسية، مثل الدقيق، بشكل كبير، لتصل أحياناً إلى 100-120 شيكلاً (25-30 يورو، 29-35 دولاراً) للكيلوغرام، وهو سعر يفوق قدرة الكثيرين. وأوضحت العفيفي أنها، كامرأة، لن تتمكن من الركض أسرع من الشباب الذين يحاولون الحصول على الطعام من إحدى شاحنات المساعدات، وستخشى إرسال أحد أفراد عائلتها، وقالت: "أخي هنا، ولا أريده أن يذهب إلى هناك ويعرض نفسه للموت". يكافح ضياء الأسعد كذلك لإطعام أطفاله. في الأسبوع الماضي، سار عدة كيلومترات باتجاه منطقة زيكيم شمال غزة انتظاراً لمرور شاحنات مساعدات الأمم المتحدة وقال لـDW: "حاولت الحصول على الدقيق (الطحين)، لكن الأمر كان مستحيلاً. تمكنت من الحصول على بعض علب الفاصوليا والحمص. أنا ببساطة بحاجة إلى الطعام". أعده للعربية: صلاح شرارة تحرير: خالد سلامة

ألمانيا تشد الأحزمة: مكافحة "العمل بالأسود" والتهرب الضريبي – DW – 2025/8/5
ألمانيا تشد الأحزمة: مكافحة "العمل بالأسود" والتهرب الضريبي – DW – 2025/8/5

DW

timeمنذ يوم واحد

  • DW

ألمانيا تشد الأحزمة: مكافحة "العمل بالأسود" والتهرب الضريبي – DW – 2025/8/5

بتعديل قانون جديد يهدف لتحقيق زيادة كبيرة بالإيرادات المالية للدولة الألمانية، تعتزم وزارة المالية مكافحة ممارسة العمل غير القانوني والتهرب الضريبي. ولكن كيف؟. يعتزم وزير المالية الألماني لارس كلينغبايل تعزيز مكافحة العمل الذي من غير ترخيص والتهرب الضريبي من خلال تعديل قانوني جديد. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم الثلاثاء (الخامس من أغسطس/آب 2025) أن هذه الخطوة تهدف أيضا إلى تحقيق زيادة كبيرة في إيرادات الدولة. وأفاد بيان من وزارة المالية بأن هذا التعديل يهدف إلى مجابهة التهرب الضريبي والعمل بدون ترخيص بـ"أقصى درجات الحزم". ومن المقرر أن يعد مجلس الوزراء الألماني خلال جلسته الأسبوعية بعد هذا مشروع قانون لتعزيز دور هيئة الرقابة المالية على العمل غير القانوني. ووفقا للبيان فإن غرض مشروع القانون يتمثل في تمكين هيئة الرقابة من التصدي بشكل أكثر فاعلية للجرائم الاقتصادية الكبرى والجريمة المنظمة. وتشمل الخطط تحسين الربط الرقمي وتبادل البيانات بين الجهات المعنية. كما يفترض أن توجه الهيئة جهودها بشكل أكثر دقة ضد أصحاب العمل الذين يحققون أرباحا من خلال العمل غير المصرح به وانتهاك الحد الأدنى للأجور، على حساب المنافسين الشرفاء، ومن خلال استغلال العمال وإلحاق الضرر بنظام الرعاية الاجتماعية. ويتمثل أحد الأهداف في تحسين اكتشاف "العناصر المخالفة" ضمن سلاسل المتعهدين الثانويين، مثل تلك العاملة في مشاريع البناء الكبرى. وفي الوقت ذاته، سيتم تقليل عمليات التفتيش لدى الشركات الملتزمة بالقانون. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video ومن المقرر أيضا أن تركز هيئة الرقابة، في إطار ما يعرف بـ"إدارة المخاطر"، على مناطق جديدة تعتبر بؤرا محتملة للعمل غير النظامي (أو العمل الأسْوَد) - وذكرت مصادر حكومية صالونات الحلاقة كمثال على هذه البؤر، حيث لا يمارس فيها العمل بدون تصريح وحسب، بل يشتبه أيضا أن بها أنشطة لغسل الأموال وارتباطات بشبكات الجريمة المنظمة المعروفة بـ "الجريمة العشائرية". وأضافت هذه المصادر أنه تم تسجيل حالات من التوظيف غير القانوني وأشكال استغلالية من العمل أيضا في صالونات التجميل الخاصة بالأظافر، مشيرة إلى أنه لهذا السبب، سيتم إدراج قطاع الحلاقة والتجميل ضمن قائمة القطاعات التي تتأثر بشكل خاص بالعمل غير القانوني. وسيعني التعديل القانوني بشكل محدد إلزام العاملين في هذه القطاعات بحمل بطاقة الهوية وتقديمها عند التفتيش من قبل الجمارك عند الطلب – وهي قاعدة كانت تطبق مسبقا على قطاعات مثل البناء والمطاعم. كما سيتم إلزام أصحاب العمل بالإبلاغ الفوري عن أي موظف جديد لدى مؤسسة التأمين التقاعدي. ومن المقرر أيضا إدماج هيئة الرقابة المالية على العمل غير القانوني ضمن شبكة المعلومات الشرطية، ما يعني أنها ستتمكن مستقبلا بنفسها من تحديد العمال الذين يعملون بشكل غير مشروع والمجرمين. ولتخفيف العبء عن النظام القضائي، ستمنح الهيئة كذلك صلاحية كشف حالات الاحتيال بشكل مستقل. وذكرت وزارة المالية أن هذا التعديل القانوني سيسهم أيضا في تحسين الوضع المالي للدولة، حيث أفادت توقعات بأن من المنتظر أن تحقق الدولة من خلال هذا التعديل القانوني إيرادات إضافية تصل إلى نحو ملياري يورو لصالح الحكومة الاتحادية والولايات وصناديق التأمينات الاجتماعية حتى عام 2029. وكان كلينغبايل كان أعلن مسبقا عن نيته تعزيز جانب الإيرادات من خلال تكثيف جهود مكافحة التهرب الضريبي والجرائم المالية، في ظل وجود عجز بمليارات اليوروهات في الخطة المالية للسنوات 2027 حتى 2029.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store