
عواقب إرسال الولايات المتحدة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
أولًا التأثير العسكري.. تعد باتريوت من بين أكثر الأنظمة تقدما لاعتراض الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والمركبات الجوية غير المأهولة (UAVs)، والمعروفة أيضًا باسم الطائرات بدون طيار، وستساعد أوكرانيا في الدفاع عن المدن والبنية التحتية من القصف الليلي الروسي، وتحمي كل بطارية مساحة صغيرة نسبيا، لذلك ستحتاج أوكرانيا إلى أنظمة متعددة لإحداث فرق ذي مغزى. على الرغم من قوتها، إلا أن باتريوت باهظة الثمن وليست مثالية لمواجهة الطائرات بدون طيار الرخيصة. لا تزال أوكرانيا بحاجة إلى مجموعة من الأنظمة لمعالجة جميع التهديدات المحتملة.
ثانيًا تأثيرات التموج الجيوسياسية.. حدد ترامب موعدا نهائيا مدته 50 يومًا للتوصل إلى اتفاق سلام، مهددًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 % على البضائع الروسية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. وقد يؤدي ذلك إلى الضغط على روسيا اقتصاديًّا ودفعها نحو المفاوضات. قد تواجه دول مثل الصين والهند والبرازيل - المشترون الرئيسون للنفط الروسي - عقوبات إذا واصلت التداول، ما قد يعيد تشكيل أسواق الطاقة العالمية. يدفع حلفاء الناتو فاتورة باتريوت، ما يشير إلى التزام أوروبي أكثر عمقا وتحول في تقاسم الأعباء.
ثالثًا الإشارات الاستراتيجية.. تعكس هذه الخطوة الإحباط المتزايد من بوتين والتحول من الدبلوماسية إلى نهج أكثر حزمًا يتسم بالردع. إنه انعكاس عن الترددات السابقة في تسليح أوكرانيا. على الرغم من المساعدات، لم يطالب ترامب روسيا بالانسحاب من الأراضي الأوكرانية المحتلة، ولا يزال نهجه غير متوقع.
على مستوى الناتو، يتطور دور الناتو المستقبلي في الصراع الأوكراني إلى التزام استراتيجي طويل الأجل يتجاوز بكثير المساعدات الطارئة. إليك كيفية تشكيلها:
1- الدعم العسكري المستدام
أنشأ الناتو برنامج المساعدة الأمنية والتدريب لأوكرانيا (SATU)، حيث ينسق تسليم الأسلحة والتدريب للقوات الأوكرانية عبر مراكز لوجستية متعددة. تعهد الحلفاء بأكثر من 50 مليار يورو في عام 2024، مع 35 مليار يورو إضافية تم الالتزام بها بالفعل لعام 2025، ما يضمن تلبية احتياجات أوكرانيا الدفاعية بشكل مستدام. تنتقل أوكرانيا من أنظمة الحقبة السوفيتية إلى المذاهب والمعدات المتوافقة مع الناتو، ما يعمق قابلية التشغيل البيني.
2 - التكامل الاستراتيجي
أكد الناتو مجددًا على 'مسار أوكرانيا الذي لا رجعة فيه' للعضوية. وفي حين لم يتم توجيه دعوة رسمية حتى الآن، فقد أزال التحالف العقبات البيروقراطية، مثل خطة عمل العضوية. يساعد مركز التحليل والتدريب والتعليم المشترك بين حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا كلا الجانبين على التعلم من تجارب ساحة المعركة، لا سيما في مجال الدفاع الجوي وحماية البنية التحتية.
3- التداعيات الجيوسياسية
أعادت الحرب إحياء أهمية الناتو، ما أدى إلى زيادة الإنفاق الدفاعي والوحدة بين أعضائه، حتى وسط ضغط ترامب لتحمل أوروبا حصة أكبر من العبء. أصبحت دول مثل بولندا ودول البلطيق من اللاعبين المحوريين، في حين أن الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي (المجر وبلغاريا) لا يزال أكثر تناقضًا. يقوم الناتو بتكييف مفهومه الاستراتيجي للتعامل مع روسيا على أنها 'التهديد الأكثر أهمية والمباشر' لأمن أعضائه.
وفقًا لذلك، كان رد فعل الرئيس بوتين على إرسال الولايات المتحدة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا - وموقف ترامب الصارم بشكل متزايد - مزيجًا من التحدي الاستراتيجي والتصعيد الخطابي:
1- الخطاب العام
تجاهل مسؤولو الكرملين، بمن فيهم ديمتري ميدفيديف، إنذار ترامب لمدة 50 يومًا، قائلين إن 'روسيا لم تهتم'. وحذر بوتين من أنه إذا استخدمت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى زودها الغرب لضرب عمق الأراضي الروسية، فسينظر إليها على أنها مشاركة مباشرة لحلف شمال الأطلسي في الحرب، ما قد يغير 'طبيعة الصراع ذاتها'. لقد أشار إلى أن روسيا تحتفظ بالحق في ضرب المنشآت العسكرية في دول الناتو إذا تم استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف روسية.
2- الحسابات الاستراتيجية
على الرغم من الخطاب الناري، لم يصل بوتين إلى حد مهاجمة أصول الناتو بشكل مباشر. يشير المحللون إلى أنه يحاول تجنب إشعال حرب أوسع بينما لا يزال يعرض القوة. صورت وسائل الإعلام الروسية والشخصيات الموالية للكرملين بوتين على أنه 'جنون صعب' (مسرحية على اسم الصاروخ الروسي الجديد الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، أورشنيك) - شخص لن يتراجع تحت الضغط الغربي.
3- التحولات التكتيكية
أطلقت روسيا مؤخرًا صاروخًا تفوق سرعته سرعة الصوت ردا على الضربات الأوكرانية باستخدام أسلحة غربية، ما أرسل إشارة واضحة إلى واشنطن ولندن. يواصل بوتين التأكيد على أن تطلعات أوكرانيا إلى الناتو والدعم العسكري الغربي يشكلان تهديدات وجودية لمجال نفوذ روسيا.
يمكن أن تؤثر الموجة الجديدة من التعريفات والعقوبات - خصوصا التعريفات الثانوية التي اقترحها ترامب بنسبة 100 % - بشكل كبير على روسيا، لكن مدى الضرر سيعتمد على كيفية استجابة اللاعبين العالميين. فيما يلي تفصيل:
1- الضغط الاقتصادي المباشر
تصدر روسيا حوالي 3 مليارات دولار فقط من السلع إلى الولايات المتحدة، لذا فإن التعريفات الجمركية المباشرة لن تضعف اقتصادها. الأسمدة والمعادن والمواد الكيميائية هي الصادرات الرئيسة المتبقية إلى الولايات المتحدة، وحتى تلك الصادرات آخذة في الانكماش. دفعت سنوات من العقوبات روسيا بالفعل إلى الانفصال عن الأسواق الغربية، لذلك يدعي الكرملين أنه 'محصن' من الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة.
2- العقوبات الثانوية: اللكمة الحقيقية
تركز خطة ترامب على التعريفات الجمركية الثانوية - معاقبة دول مثل الصين والهند والبرازيل وتركيا إذا استمرت في التجارة مع روسيا. تمثل الصين والهند الآن 85 – 90 % من النفط الخام الروسي المنقول بحرا، لذا فإن العقوبات المفروضة على هذه الدول يمكن أن تقلل بشكل كبير من إيرادات موسكو. ويقدر المحللون أن خفض صادرات النفط الروسية إلى النصف قد يؤدي إلى أزمة مالية تؤدي إلى زيادة إصدار الديون وإجراءات التقشف.
3- تأثيرات السوق والعملة
من الغريب أن سوق الأسهم الروسية ارتفعت، وتعزز الروبل بعد إعلان ترامب - ربما لأن المستثمرين يتوقعون تأخيرات أو تراجعًا. يستعد الكرملين لعدم استقرار السوق العالمية، خصوصًا إذا ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بسبب انخفاض الإمدادات الروسية.
4- التداعيات الاستراتيجية
إذا دخلت العقوبات الثانوية حيز التنفيذ، فقد تضطر الدول إلى الاختيار بين الأسواق الأميركية والطاقة الروسية، وبالتالي إعادة تشكيل طرق التجارة والتحالفات. قد تحاول موسكو التهرب من العقوبات من خلال شبكات الشحن غير الشفافة، لكن هذا أصبح صعبا بشكل متزايد مع تشديد التنفيذ.
أفضل سيناريو لإنهاء هذه الحرب هو من خلال اتفاق إطاري مقترح. الموقف المعلن في واشنطن وعواصم غربية أخرى هو أن الحرب ستنتهي بتسوية تفاوضية. وينبغي أن يحدد الاتفاق الإطاري الخطوط العريضة للعمل الأكثر تفصيلًا المطلوب لإبرام تسوية نهائية. يمكن إعادة تقييم التنازلات المحددة باستمرار. يتمثل التحدي الذي يواجه النقاد في تقديم حزمة أكثر جاذبية ولا تزال ممكنة. يجب على صانعي السلام المضي قدما في حقيقة أنه إذا لم يتم كسب الحرب في ساحة المعركة ولم يتم تحقيق تسوية فرضها المنتصر، فلن يحقق أي طرف أهدافه القصوى. ومع ذلك، سيتعين على كل منها تلبية الحد الأدنى من متطلبات الأمان. يقدم النهج أعلاه طريقًا معقولًا لتلك النتيجة.
سيتساءل المشككون أيضًا عما إذا كان بوتين أو ترامب سيقبلان مثل هذا النهج. وفيما يتعلق ببوتين، تتمثل المهمة في تغيير السياق السياسي الذي يعمل فيه، لا سيما من خلال تعزيز ومضاعفة نقاط نفوذ الولايات المتحدة. ما الذي سيجلب بوتن في النهاية إلى طاولة المفاوضات هو سؤال مفتوح. ولا يمكن معرفة ما إذا كان النهج المقترح سينجح إلا إذا تمت تجربته. لا تخسر الولايات المتحدة شيئا من خلال المحاولة - والخطوات التي سيتعين عليها اتخاذها ستجعلها في موقف أقوى تجاه روسيا، في أوروبا، ويمكن القول إنه على مستوى العالم، حتى لو كان على بوتين المقاومة.
تكثر الشكوك، بالطبع، حول ما إذا كان ترامب سيحاول حتى. يجادل النقاد بأنه سيتخلى عن جهود صنع السلام، كما هدد بالفعل، لأنه تبين أنه أكثر تعقيدا بكثير مما كان يتوقع. يصر آخرون على أن ترامب لا يهتم بما يكفي بأوكرانيا للقتال من أجل سيادتها واستقلالها ومستعد للتنازل لبوتين للتوصل إلى اتفاق.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ترامب لم يكن ليكون رئيسًا اليوم إذا كان قد ابتعد في مواجهة المصاعب والأهداف التي تم التخلي عنها قليلا والتي تعتبر أساسية لإحساسه بتقدير الذات. تنقل تأملاته العلنية بوضوح أنه يريد أن يعرف بأنه رجل دولة عظيم وصانع سلام. يتوق إلى جائزة نوبل للسلام. في السراء والضراء، فإن العمل مع بوتين للتوصل إلى اتفاق سلام سيثبت صحته كرجل دولة عظيم - وليس فقط في نظره - ولكن فقط إذا كانت هذه الصفقة لا تبدو وكأنها استسلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 2 أيام
- الوطن
ترامب عن عزم إسرائيل احتلال غزة.. 'الأمر متروك لهم'
رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الإفصاح عمّا إذا كان يؤيد أو يعارض عزم إسرائيل على احتلال كامل قطاع غزة، وقال "الأمر متروك لهم". وصرح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "لا يمكنني قول الكثير، لكن الأمر متروك لإسرائيل". كما أوضح ترامب أن تركيز إدارته ينصبّ على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع الفلسطيني، مضيفاً: "من الواضح أن سكان غزة لا يحصلون على الغذاء بشكل كافٍ". وأكد: "نعمل على إطعام السكان في غزة". وتابع "دول عربية ستساعدنا في إطعام السكان في غزة". ولوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتصعيد، وتنفيذ عملية جديدة واسعة في القطاع المدمر. إذ كشف مسؤول في مكتب نتنياهو، أمس الاثنين، أن الأخير يميل إلى توسيع الهجوم على غزة، والسيطرة على القطاع بأكمله بعد جمود المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ووصولها إلى حائط مسدود، وفق ما نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية. كما أكد مسؤولون بارزون من الدائرة المحيطة بنتنياهو أن القوات الإسرائيلية تتجه لاحتلال القطاع الفلسطيني بالكامل. وأضافوا: "الأمر حسم، نتجه نحو احتلال كامل لغزة.. ستكون هناك عمليات أيضاً في المناطق التي يُحتجز فيها الرهائن. وإذا رفض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هذا الأمر يمكنه الاستقالة". في المقابل، نفت مصادر أخرى أن يكون نتنياهو قد اتخذ قراره النهائي بشأن مواصلة العمليات في غزة، على عكس التسريبات، حسبما نقلت صحيفة "معاريف". جاءت هذه التسريبات في وقت وصلت فيه المفاوضات بين إسرائيل وحماس حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار إلى طريق مسدود، وسط تمسك الجانبين بشروطهما.


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
إدارة ترامب تتراجع عن ربط تمويل للولايات بموقفها من إسرائيل
أظهر بيان أميركي الاثنين تراجع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موقفها بشأن مطالبة المدن والولايات الأميركية بعدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية، حتى تكون مؤهلة للحصول على التمويل الخاص بالتأهب للكوارث، حيث تم حذف السياسة السابقة من موقعها الإلكتروني. وحذفت وزارة الأمن الداخلي بيانها الذي كان ينص على أن الولايات يجب أن تقر بأنها لن تقطع "العلاقات التجارية مع الشركات الإسرائيلية على وجه التحديد" كي تكون مؤهلة للحصول على التمويل. وكان الشرط المذكور ينطبق على 1.9 مليار دولار على الأقل تعتمد عليها الولايات في تغطية تكاليف معدات البحث والإنقاذ ورواتب مديري الطوارئ وأنظمة الطاقة الاحتياطية ونفقات أخرى، وذلك وفقا لما ورد في 11 إشعارا بشأن المنح. ويمثل حذف الشرط تحولا بالنسبة لإدارة ترامب، التي حاولت في السابق معاقبة المؤسسات التي لا تتبع وجهات نظرها حيال إسرائيل أو معاداة السامية. وكان الاشتراط يستهدف حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، وهي حملة هدفها ممارسة ضغوط اقتصادية على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وعلت أصوات مؤيدي الحملة في عام 2023 بعدما ردت إسرائيل على هجوم حركة حماس عليها يوم 7 أكتوبر(تشرين الأول) بشن حملة عسكرية على قطاع غزة. وقالت تريشا مكلوكلين المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي في بيان صدر في وقت لاحق الاثنين: "تظل منح الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ محكومة بالقانون والسياسة الحالية وليس باختبارات سياسية حاسمة". وكانت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ، التي تشرف عليها وزارة الأمن الداخلي، قد ذكرت في إشعارات المنح التي نُشرت يوم الجمعة أن على الولايات اتباع "شروطها وأحكامها" حتى تكون مؤهلة للحصول على تمويل الاستعداد للكوارث. وكانت هذه الشروط تتطلب الامتناع عن ما وصفته الوكالة "بالمقاطعة التمييزية المحظورة"، وهو مصطلح يعرَّف بأنه رفض التعامل مع "الشركات التي تنفذ أنشطة في إسرائيل أو تتعامل معها". ولا تتضمن الشروط الجديدة، التي نُشرت في وقت لاحق الاثنين، الإشارة إلى سياسات المقاطعة.


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
الفصل الأخير من لعبة الغموض الاستراتيجي
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينتهج سياسة غير واضحة المعالم في العديد من الملفات، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري أو الاقتصادي، وأصبح منهجه كتصنيف أكاديمي في المجال السياسي يأخذ منحى 'الغموض الاستراتيجي'، وأفضل من طرح تعريفًا لذلك هو بول هوث في الورقة البحثية 'الردع والصراع الدولي.. نتائج تجريبية ونقاشات نظرية'، والتي نشرت في مجلة الاستعراض السنوي للعلوم السياسية عام 1999م. وقال بول في هذا الجانب إن 'الغموض الاستراتيجي يشير إلى الحالات التي تتعمد فيها الدولة تجنب الالتزامات الواضحة بشأن ردّها على التهديدات المحتملة، وتبقي نواياها غير معلنة من أجل ردع الخصوم عبر خلق حالة من عدم اليقين، وكذلك للحفاظ على مرونة خياراتها السياسية'. وتطبيقًا لذلك، فإن الرئيس الأميركي يستغل هذه الاستراتيجية في التعامل مع عدد من الملفات وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، فقد قرر عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي وذهب إلى ما هو أكبر بشن ضربة على المنشآت النووية، فيما إلى هذه اللحظة لم يحدد كيف سيتعامل مع اليورانيوم المخصب والمخزن في المواقع السرية الذي يبلغ 400 كيلوغرام حسب ما أعلنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ إن الغموض يتمثل في أنه هل سيشن جولة ثانية لضرب المزيد من الأهداف النووية؟ وما مدى جدية إدارة ترامب في احتواء التصعيد من الجانب الإسرائيلي؟ خلاصة القول، كما في الحالة الإيرانية فإن ترامب بنفس الطريقة ينتهج سياساته في ملف تايوان، حيث لا يعترف بسيادتها ويدعمها عسكريًّا ضد الصين، وبنفس الوقت يتفاوض في الملف الأوكراني ويزود كييف بالأسلحة ويتفاوض بنفس الوقت مع روسيا دبلوماسيًّا لإنهاء الصراع من دون استراتيجية واضحة لحل الملف، وهكذا مع بقية الملفات.. أصبح الغموض عنوانه، حيث يمارس عدة نظريات كنظرية الردع والألعاب في وقت واحد، ويطرح الأمر سؤالًا جوهريًّا.. متى سيكون الفصل الأخير من لعبة الغموض؟.