
البيت الأبيض يستقبل القادة الأفارقة وترامب يخطف الأضواء مجددا
قاطع ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء حديثه، قائلاً: "ربما علينا أن نُسرع قليلاً... فقط قل لنا اسمك وبلدك".
ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة من نوعها؛ إذ توجّه ترامب إلى رئيس غينيا بيساو بنفس الطلب، وسأل نظيره الليبيري قائلاً: "أين تعلمت الإنجليزية؟"، مبدياً دهشته من إتقانه للغة، رغم أن الإنجليزية هي اللغة الرسمية لبلاده.
وأثارت تعليقات ترامب عاصفة من ردود الفعل، وانتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي.
العديد من الأصوات الموريتانية والعربية عبّرت عن غضبها مما وصفته بالإهانة العلنية لرئيس دولة ذات سيادة.
رين السبع قالت إن المشهد بدا وكأنه استدعاء أمام معلم، فكتبت: "خلال القمة بالبيت الأبيض اليوم قاطع الرئيس الأمريكي ترامب رئيس موريتانيا أثناء كلمته داعيًا إياه والقادة الأفارقة الحاضرين إلى تسريع مداخلاتهم والاكتفاء بذكر أسمائهم وبلدانهم، مثل تلاميذ في القسم. إذلال ما بعده إذلال".
أما الدكتور مراد علي، فاعتبر ما جرى امتداداً لنزعة استعمارية، قائلاً: "لم يُخفِ الرئيس ترامب نزعته العنصرية ولا تعامله الفوقي المتجذر".
في الصورة التي التُقطت داخل المكتب البيضاوي، يظهر دونالد ترامب جالساً خلف مكتبه، محاطاً بخمسة من رؤساء دول غرب أفريقيا، يقفون إلى جانبه بوجوه رسمية متجهمة. تمركز ترامب في منتصف المشهد، مع قبعته الحمراء الشهيرة على الطاولة، أثار ردود فعل على المنصات، حيث رأى البعض أن الصورة تعكس توازناً رمزياً مختلاً في هذا اللقاء البروتوكولي.
صاحب حساب "حلم فريد" علّق بالقول: "في هذه الصورة، لا يظهر ترامب فقط جالساً خلف مكتبه، بل يبدو كمن جلس على كرامة ضيوفه أيضاً".
في المقابل، اختار آخرون التعبير عن غضبهم بسخرية، ومنهم من حمل الرئيس الموريتاني مسؤولية هذا الموقف معتبرين أنه بدأ يتحدث عن بلاده وخيراتها وكأنها سلعة يبيعها في احد الأسواق، مثل وردة التي سخرت من طريقة الخطاب الموجهة إلى ترامب وكتبت: "مزيانة ليه! باش يتعلم! حيت راه حاس براسو! عندما أعطاه ترامب الكلمة بدأ يسرد عليه خيرات موريتانيا وكأنّه في سوق يبيع سلعته! ما هكذا ترود الإبل".
فيما كتب حساب ساخر يحمل اسم الرئيس الموريتاني: "سعدت بلقاء الرئيس ترامب اليوم، يبدو أنّه تمت مقاطعة خطابي الطويل، وهذا مُتفهم جداً. أعتذر عن لغتي الفرنسية الركيكة، لقد أصابتني 'كارما' الدستور الذي ينص على أن لغة بلدي هي العربية".
الصحافي محمد عبد المؤمن وصف ما جرى بأنه يتجاوز الفضيحة إلى "الاستصغار والاحتقار"، داعياً القادة الأفارقة إلى التعلم من رئيس أوكرانيا "كيف تدافعون عن كرامتكم".
بعض المعلقين رفضوا رواية الإهانة من أساسها. كتب لعزيز بن عبد الرحمن: "الكلام لم يكن موجّهاً إلى رئيس موريتانيا، بل كان موجّهاً إلى الرئيس الذي يجلس بجانبه"، مشيداً بما وصفه بـ"رقيّ" الدبلوماسية الموريتانية.
واعتبر عبدالله عبد الرحمن أن ما يحكى عن إهانة لرئيس موريتانيا هو "كذب" وأضاف: "الغزواني أنهى كلامه الذي استغرق 10 دقائق، وترامب شكره قبل أن يتوجّه للرئيس الآخر".
ممود علي أيضاً خالف الرواية الشائعة، قائلاً: "غير صحيح، الرئيس الموريتاني أكمل خطابه وأظهر له ترامب الكثير من الإعجاب".
وسط السجال، برزت أصوات حملت لوماً للرئيس الموريتاني. عزوز بن صالح ربط بين الموقف وملف التطبيع، مدوناً: "من يهن، يسهل الهوان عليه. رئيس موريتانيا، المرشح الأبرز للعودة للتطبيع مع إسرائيل، يتعرض للإهانة من قبل ترامب."
بينما قدّم أحمد مجدي قراءة معاكسة، قائلاً: "فخورين بموقف الرئيس الغزواني اليوم في البيت الأبيض. أعلن دعم موريتانيا لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام... صوت واثق يمثلنا بكل قوة".
الدكتور عامر فاخوري اختصر الموقف وتوجه الى الرئيس ترامب بالقول: "البروتوكول الدبلوماسي ليس رفاهية… بل احترام متبادل بين الدول. حتى القوة تحتاج إلى لياقة".
اللقاء الذي جمع ترامب برؤساء موريتانيا، ليبيريا، السنغال، غينيا بيساو والغابون، كان مخصصاً لبحث الفرص التجارية ومسائل الأمن الإقليمي. لكن وفق الصحافية مريم الصمد، فإن ترامب قاطع الغزواني بعد سبع دقائق من مداخلته، قائلاً له: "علينا أن نكون أسرع قليلاً... لدينا جدول أعمال ممتلئ"، ثم طلب من الرئيس المجاور أن يكتفي بذكر اسمه وبلده.
ناريمان ناجي أضافت تفاصيل أخرى: "ترامب لرئيس ليبيريا: أنت اتعلمت إنجليزي فين؟ ترامب لرئيس موريتانيا: جميل ما تقوله لكن عليك أن تنجز! ترامب لرئيس غينيا بيساو: اسمك واسم بلدك!".
بسام بونني علّق على احتفاء ترامب بإتقان رئيس ليبيريا للإنجليزية: "مقاطعة ترامب لرئيس موريتانيا وسؤاله عن اسمه وبلده يدينه هو لا ضيفه".
ولد محمد الشيخ الغزواني عام 1956، وتخرّج من الأكاديمية العسكرية في المغرب، قبل أن يصعد تدريجياً في الرتب حتى أصبح قائداً للأركان، ووزيراً للدفاع، ثم رئيساً للجمهورية عام 2019 بنسبة 52 بالمئة. أُعيد انتخابه عام 2024 بـ56 بالمئة من الأصوات، في انتخابات اعتبرها البعض استمراراً لتقاليد عسكرية رغم المظهر المدني.
الغزواني كان حليفاً مقرّباً من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وشاركه في انقلابَي 2005 و2008. لكن العلاقة بينهما توترت لاحقاً، وانتهت بمحاكمة ولد عبد العزيز وسجنه بتهم فساد.
في ولايته الأولى، حافظ الغزواني على استقرار أمني نسبي في بلد يشهد فقرًا وتحديات هيكلية. كما حاول تقديم موريتانيا كشريك غربي في منطقة الساحل المضطربة، مع الحفاظ على علاقات مع جيرانها العسكريين المتحولين إلى روسيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 43 دقائق
- هبة بريس
ترامب يتدخل لوقف التصعيد بين تايلاند وكمبوديا
هبة بريس قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، إنه أجرى اتصالات هاتفية مع قادة تايلاند وكمبوديا لحثّهم على وقف القتال المستمر منذ ثلاثة أيام على طول الحدود بين البلدين، في تصعيد وُصف من طرف بانكوك بأنه قد 'يتحول إلى حرب شاملة'. وفي منشور على منصة 'تروث سوشيال'، أوضح ترامب أنه تحدث مع رئيس وزراء كمبوديا، هون مانيت، والقائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند، فومثام ويتشاياشاي، مضيفًا أن كليهما أبدى دعمًا لوقف فوري لإطلاق النار. وكتب: 'نحن بصدد التفاوض على اتفاقيات تجارية مع البلدين، لكننا لن نوقّع أي اتفاق إذا استمر القتال – وقد أبلغتهم بذلك بوضوح!' وتأتي هذه التصريحات في وقت يتسم بالتوتر الشديد، بعد اندلاع مواجهات عنيفة على الحدود بين البلدين في 24 يوليوز الجاري، إثر نزاع قديم حول أراضٍ متنازع عليها. وقد أسفرت الاشتباكات، التي استخدمت فيها المدفعية والصواريخ، عن مقتل أكثر من 30 شخصًا، بينهم جنود، بحسب مصادر تايلاندية. ولم تصدر السلطات الكمبودية بعد أي حصيلة رسمية للضحايا. من جهته، حذر ويتشاياشاي، الجمعة، من أن 'الاشتباكات تتسارع' وأن الوضع 'يتدهور بسرعة'. ويأتي تدخل ترامب بينما يمضي عطلة نهاية الأسبوع في نادي الغولف الذي يملكه في اسكتلندا. وقد أشار إلى أن وساطته تأتي ضمن مساعٍ دبلوماسية وتجارية قبل حلول الأول من غشت، وهو الموعد الذي حددته إدارته لإبرام عدد من الاتفاقيات، من بينها صفقة مع الاتحاد الأوروبي، حيث من المرتقب أن يلتقي رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، يوم الأحد.


كش 24
منذ 5 ساعات
- كش 24
«حماس»: ندعو إدارة ترمب للتوقف عن تبرئة إسرائيل
دعا عزت الرشق، القيادي بحركة «حماس»، اليوم (السبت)، الإدارة الأميركية إلى «التوقف عن تبرئة إسرائيل وتوفير الغطاء السياسي والعسكري لها» لمواصلة الحرب على غزة. وأضاف، في تصريحات نشرها على «تلغرام»، أنه يدعو الولايات المتحدة «إلى الضغط على إسرائيل للانخراط الجادّ للتوصل لاتفاق ينهي الحرب على غزة، ويحقق صفقة تبادل الأسرى». وأبدى الرشق استغرابه للتصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقبلها تصريحات المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، التي تتعارض مع تقييم الوسطاء لموقف الحركة، ولا تنسجم مع مجريات المسار التفاوضي، على حد قوله. واتهم الرئيس ترمب حركة «حماس» بأنها لا تريد اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما تحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن «خيارات بديلة» لإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع المحاصر حيث تتواصل الحرب منذ 21 شهراً. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد تعثّر المفاوضات في الدوحة «درس خيارات بديلة لإعادة» الرهائن و«إنهاء حكم حماس الإرهابي»، حيث اتهمت «حماس» المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بـ«مخالفة السياق، الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة»، وذلك يأتي «في سياق خدمة الموقف الإسرائيلي». وصرّح ترمب أمام صحافيين في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى أسكوتلندا: «(حماس) لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق. أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية». وأضاف: «لقد وصلنا الآن إلى آخر الرهائن، وهم يعلمون ما سيحدث بعد استعادة آخر الرهائن. ولهذا السبب تحديداً، لم يرغبوا في عقد أي اتفاق». وكان ويتكوف قد أعلن، الخميس، أنّ واشنطن سحبت مفاوضيها من محادثات الدوحة التي استمرت أسبوعين بوساطة قطرية وأميركية ومصرية، متّهماً «حركة حماس» بعدم التصرف «بحسن نية». واليوم (السبت)، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 11 فلسطينياً في غارات جوية إسرائيلية. وقال محمود بصل، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مسعفين «نقلوا 4 شهداء وعدداً من المصابين جراء غارة جوية إسرائيلية فجر اليوم استهدفت شقة سكنية في حي الرمال» غرب مدينة غزة. ونُقل الضحايا والمصابون إلى مستشفى الشفاء في غرب مدينة غزة. وفي خان يونس، جنوب القطاع، قتل شابان في العشرينات من العمر في غارة قرب دوار بلدة بني سهيلة، شرق المدينة، بحسب بصل. كما قتل شخص، وأصيب 3 آخرون جرحى بقذيفة مدفعية أصابت منزلاً في مخيم البريج، وسط القطاع. وأوضح بصل أنه قتل شخص، وأصيب عدد أخر من منتظري المساعدات «بنيران الاحتلال قرب جسر وادي غزة» وسط القطاع. وتشنّ إسرائيل حرباً مدمّرة، قتل فيها 59676 فلسطينياً في قطاع غزة، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.


يا بلادي
منذ 7 ساعات
- يا بلادي
الصحراء: الجزائر تلتزم الصمت بعد دعم البرتغال للمغرب
على غير عادتها، التزمت الجزائر الصمت بعد إعلان البرتغال، يوم الثلاثاء 22 يوليوز، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي الذي يقترحها المغرب لحل نزاع الصحراء. وفي ظل هذا الصمت، تُركت لجبهة البوليساريو مهمة الرد، حيث عبّرت في بيان لها عن خيبة أملها من الموقف البرتغالي، قائلة "ما ينتظره الشعب الصحراوي من البرتغال ومن جميع القوى السياسية والاجتماعية فيها هو الاصطفاف إلى جانب الشرعية والدفاع عن حقوق الإنسان، بما في ذلك حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال". يعكس هذا الموقف الجزائري نهجا جديدا في التعاطي مع المواقف الدولية المتزايدة المؤيدة للمبادرة المغربية، إذ تبنت السلطات الجزائرية، منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025، سياسة ضبط النفس والابتعاد عن التصعيد. ويبدو أن تجارب سابقة، مثل استدعاء السفراء الجزائريين من مدريد في مارس 2022 ومن باريس في يوليوز 2024، لم تؤتِ ثمارها، مما دفع الجزائر إلى الاكتفاء بردود فعل محدودة. فبعد إعلان إدارة ترامب، في 8 أبريل الماضي، تجديد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء، اكتفت وزارة الخارجية الجزائرية بالإعراب عن "الأسف" إزاء موقف "بلد عضو دائم في مجلس الأمن، من المفترض أن يحترم القانون الدولي وقرارات المجلس". ورد الفعل ذاته تكرّر بعد إعلان المملكة المتحدة دعمها للمبادرة المغربية، حيث جاء في بيان الخارجية الجزائرية "تأسف الجزائر لاختيار المملكة المتحدة دعم خطة الحكم الذاتي المغربية". وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس عبد المجيد تبون كان قد قام بزيارة رسمية إلى لشبونة في ماي 2023، ووصف البرتغال حينها بأنها "بلد شبه شقيق"، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام عقب لقائه بالرئيس البرتغالي.