logo
إيران في العصر الأميركي

إيران في العصر الأميركي

الديار٢٨-٠٦-٢٠٢٥
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
بحثًا عن الأسباب التي تجعل الايرانيين الهاجس الاستراتيجي والهاجس الايديولوجي للاسرائيليين. في التعليقات "ان ايران الصديقة لأميركا أكثر خطرا علينا من ايران المعادية لها". في اعتقادهم أن ما حققه الايرانيون خلال عقود الحصار، ان على الصعيد النووي، أو على الصعيد الباليستي، أكثر من أن يكون مذهلاً، حتى أن وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث وصف الضربة الجوية على ايران بكونها الأكثر صعوبة في التاريخ.
في هذه الحال، علينا ألا نستبعد ضغط اللوبي اليهودي على الرئيس الأميركي للبحث في مصير العلماء الايرانيين، في البرنامج النووي، أو في البرنامج الباليستي، والا فان ايران قد تتحول، خلال عقدين أو أقل، الى نسخة تكنولوجية عن كوريا الجنوبية، وربما عن اليابان، في منطقة تضج بالحساسيات القبلية، والحساسيات الأمبراطورية.
اذا كان باستطاعتنا اسداء النصح الى القيادة الايرانية، فهو اعادة هيكلة أجهزة استخباراتهم، على نحو نوعي وفاعل، بحيث تصبح مهمتها حماية الدولة لا حماية النظام، وان كان الدستور قد ربط، بديناميكية ايديولوجية محكمة، بين مفهوم الدولة ومفهوم النظام. في نظرنا أن الخطر على العلماء الايرانيين سيكون أكبر بكثير في المرحلة المقبلة.
هذا الكلام بعدما قال لنا وزير عراقي سابق، "بعد سنوات من قيام الطائرات الاسرائيلية بتدمير المجمع النووي العراقي، في 7 حزيران 1981، لم نعد نجد أي اثر للعلماء العراقيين كما لو أنهم "ذابوا وسط تلك الضوضاء".
لا بد أن يتنبه الايرانيون اذا ما كانت هناك خلفية ما لذلك الضجيج الذي يملأ الشاشات، وحيث التشكيك في تأكيدات دونالد ترامب حول اعادة البرنامج النووي الايراني سنوات طويلة الى الوراء، خصوصاً مع التركيز على الصور التي تظهر قيام شاحنات، وقبل يوم أو يومين من الضربة، بنقل مواد غامضة من مفاعل فوردو الى مكان آخر، مع القول أن الشاحنات ربما كانت تنقل اليورانيوم المخصب وكذلك أجهزة الطرد المركزي.
في هذه الحال، لا بد أن تبقى العين الحمراء مركزة نحو اسرائيل التي صدمت من عدم ذهاب ترامب معها "الى آخر الطريق"، أي تقويض النظام الحالي في ايران، والعودة بها الى النظام الشاهنشاهي.
مجريات أيام الحرب أظهرت مدى الخداع في المواقف الأميركية بصورة خاصة، وهذا ما يجعل أي محاولة لقراءة اليوم التالي لا بد أن تكون قراءة ضبابية أو ملتبسة. شكوك عند كل منعطف. ترامب تحدث عن لقاء مع الايرانيين الأسبوع المقبل، و"قد نوقع الاتفاق" اذا ما كان الاتفاق ينطلق من النقطة صفر ما دام الأميركيون يؤكدون على نهاية الاتفاق النووي، فهل يفاجئ الايرانيين بطرح مسألة البرنامج الباليستي، أم أن ما يعنيه الاحتواء المتعدد الأبعاد لايران التي يؤكد أكثر من مؤشر على رغبتها في التوصل الى صفقة مع مع الولايات المتحدة، ولكن ليس الى الحد الذي تتحدث عنه وسائل اعلام أميركية وأوروبية حول دخول الجمهورية الاسلامية، أخيرا، في العصر الأميركي.
تغيير في الشرق الأوسط ؟ في اعتقادنا ليس كما يتخيل يبنيامين نتنياهو، او السفير الأميركي في اسرائيل مايكل هاكابي، برأس "الحاخام الديبلوماسي". هنا لا حروب. بحث طويل في مستقبل القضية الفلسطينية، على أن تستضيف ايران الشركات الأميركية الكبرى للاستثمار في القطاعات كافة، والمتعطشة للتحديث، وكذلك للانتاج. منذ الآن بدأ الحديث عن احياء صفقة البوينغ التي هي بمثابة "المفتاح الذهبي" لعلاقات متقدمة بين ايران والولايات المتحدة.
قوة اقتصادية كبرى تعني قوة سياسية كبرى. في هذه الحال أين العلاقات الاستراتيجية مع كل من روسيا والصين؟ أميركا في كل بيت، بل في كل كائن بشري. انه اسلوب الحياة الذي لايضاهى وانها فلسفة الحياة التي لا تضاهى، ليبقى الدور الروسي أقرب ما يكون الى دور راقصات البولشوي، فيما التنين يبقى كبائع متجول في اسواق العالم.
بالرغم من المواقف الصاخبة، وان كان الثابت أن ايران أرست بصواريخها معادلة جديدة على الأرض، لا شك أن الحرب الأخيرة أيقظت رؤوس القادة فيها على حقائق كثيرة. هناك من يعتقد أن عقد صفقة مع ادارة دونالد ترامب يمكن أن تتيح لبلادهم دوراً، أو شيئاً من الدور الجيوسياسي في المنطقة، لا عبر اللغة الاديولوجية وانما عبر الانفتاح الديبلوماسي والسياسي.
لا عودة الى "الحلم النووي" الذي منع على تركيا، وهي العضو في الأطلسي، وعلى السعودية في علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة، ودون أن تكون الحاجة ماسة اليه في دولة "تنام" فوق احتياطي هائل من النفط والغاز. ولكن لا أحد يستطيع الاحاطة بلعبة الأقدار...
الكل يعلم بالضربات الكارثية التي لحقت بمحور الممانعة. قوى كثيرة ما زالت تراهن على حصار "حزب الله" الذي كانت مأساته في تحول سورية من ظهير استراتيجي الى عدو استراتيجي، وايديولوجي، وعلى لسان حكامها الجدد، في حين أن لا مصلحة لشيعة العراق في اي انفجار داخلي سواء كان مبرمجًا من الخارج أم كان نتيجة تفاعلات سياسية أو طائفية أو اثنية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرملين: لا نستبعد عقد اجتماع بين بوتين وترامب في بكين في سبتمبر
الكرملين: لا نستبعد عقد اجتماع بين بوتين وترامب في بكين في سبتمبر

صوت بيروت

timeمنذ 23 دقائق

  • صوت بيروت

الكرملين: لا نستبعد عقد اجتماع بين بوتين وترامب في بكين في سبتمبر

قال الكرملين اليوم الاثنين إنه لا يستبعد إمكانية عقد لقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب إذا زار الرئيسان الروسي والأمريكي بكين في نفس الوقت في سبتمبر أيلول. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين سيزور الصين لحضور فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، لكنه قال إن موسكو لا تعرف ما إذا كان ترامب يخطط للمشاركة. وردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن يلتقي الزعيمان أو يعقدا لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قال بيسكوف 'تعلمون أننا نستعد لزيارة إلى بكين، ورئيسنا يستعد لهذه الرحلة… لكننا لم نسمع أن الرئيس ترامب سيذهب إلى هناك أيضا'. وقال بيسكوف للصحفيين 'إذا ذهب (ترامب)، فلا نستبعد بالطبع طرح مسألة جدوى عقد اجتماع'. وذكرت صحيفة التايمز الأسبوع الماضي أن الصين تستعد لعقد قمة بين ترامب وبوتين. وتحدث الرئيسان معا ست مرات على الأقل منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني. وعبر الكرملين عن تأييده لعقد لقاء مباشر بينهما، لكنه أشار إلى أن الأمر سيتطلب تحضيرا دقيقا لتحقيق نتائج. وعبر ترامب عن خيبة أمله من الرئيس الروسي بسبب عدم إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلا في وقت سابق من هذا الشهر 'نتعرض لكثير من الهراء من بوتين'. وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا والدول المستوردة لسلعها خلال 50 يوما إذا لم توافق موسكو على اتفاق سلام. وتنتهي هذه المهلة في أوائل سبتمبر أيلول، بالتزامن مع فعاليات ذكرى انتهاء الحرب التي تقام في بكين.

استئناف المحادثات النووية بين طهران والقوى الأوروبية ‏الجمعة
استئناف المحادثات النووية بين طهران والقوى الأوروبية ‏الجمعة

النهار

timeمنذ 4 ساعات

  • النهار

استئناف المحادثات النووية بين طهران والقوى الأوروبية ‏الجمعة

تعقد إيران محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي مع ألمانيا ‏وفرنسا وبريطانيا الجمعة في اسطنبول، ستكون الأولى منذ ‏هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية في ‏حزيران/يونيو في خضم الحرب بين إسرائيل وطهران.‏ وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل ‏بقائي أنه "استجابة لطلب الدول الأوروبية، وافقت إيران على ‏عقد جولة جديدة من المحادثات مع ممثلي الدول الأوروبية ‏الثلاث الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة"، وفق ما ‏نقل عنه التلفزيون الرسمي، مشيرا إلى أن الاجتماع سيعقد في ‏اسطنبول.‏ وكان مصدر دبلوماسي ألماني أفاد في وقت سابق بأن برلين ‏وباريس ولندن "تواصل العمل بشكل مكثف ضمن مجموعة ‏الدول الأوروبية الثلاث لإيجاد حل دبلوماسي مستدام ويمكن ‏التحقق منه للبرنامج النووي الإيراني"، وتعتزم عقد اجتماع ‏خلال الأسبوع الجاري.‏ وكتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد على ‏إكس "أظهرت إيران أنها قادرة على إسقاط أي عمل قذر ‏واهم، لكنها مستعدة على الدوام لمقابلة الدبلوماسية الجادة ‏بالمثل بحسن نية".‏ وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن طهران تسعى إلى امتلاك ‏قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه مؤكدة حقها في مواصلة برنامجها ‏النووي لأغراض مدنية.‏ في 13 حزيران/يونيو، بدأت إسرائيل هجوما مباغتا على ‏عدوها الإقليمي اللدود، مستهدفة على وجه الخصوص منشآت ‏عسكرية ونووية رئيسية.‏ ثم في 22 حزيران/يونيو، شنّت الولايات المتحدة ضربات ‏على منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو جنوب طهران، ‏وموقعين نوويين في أصفهان ونطنز.‏ وعقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من ‏المفاوضات النووية بوساطة سلطنة عمان قبل أن تشن ‏إسرائيل حربها التي استمرت 12 يوما ضد إيران.‏ لكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إلى ‏إسرائيل بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية أنهى المحادثات.‏ واجتمعت الدول الأوروبية الثلاث آخر مرة مع إيران في ‏جنيف في 21 حزيران/يونيو، قبل يوم واحد فقط من ‏الضربات الأميركية.‏ لقاء مع بوتين ‏ في الأثناء، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد ‏اجتماعا في الكرملين مع علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري ‏المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.‏ وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن لاريجاني ‏‏"نقل تقييمات للوضع المتصاعد في الشرق الأوسط وبشأن ‏البرنامج النووي الإيراني".‏ وأضاف أن بوتين أعرب عن "مواقف روسيا المعروفة بشأن ‏الطرق التي يمكن من خلالها جعل الوضع مستقرا في المنطقة ‏وحول التسوية السياسية للبرنامج النووي الإيراني".‏ وتقيم موسكو علاقات ودية مع القيادة الإيرانية وتقدّم دعما ‏مهماً لطهران، لكنها لم تدعم شريكتها بقوة خلال الحرب مع ‏إسرائيل حتى بعد انضمام الولايات المتحدة إلى حملة القصف.‏ وندّدت موسكو الأسبوع الماضي بتقرير أورده موقع أكسيوس ‏الأميركي يفيد بأن بوتين حضّ إيران على القبول باتفاق مع ‏واشنطن يمنعها من تخصيب اليورانيوم.‏ آلية الزناد ‏ أبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقا نوويا عام 2015 أطلق ‏عليه اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، فرضت بموجبه ‏قيود على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها.‏ لكن مفاعيل الاتفاق باتت بحكم اللاغية اعتبارا من 2018 ‏خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة ‏منه وأعادت فرض عقوبات على إيران.‏ وردّت طهران بعد نحو عام ببدء التراجع تدريجاً عن غالبية ‏التزاماتها بموجبه.‏ وحذّر الأوروبيون من أنه إذا لم تعد إيران إلى المحادثات ‏قريبا، فإنهم سيفعّلون "آلية الزناد" (سناب باك) الواردة في ‏الاتفاق النووي، وتسمح بإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن ‏الدولي على طهران في حال عدم امتثالها لبنود الاتفاق. ‏وتنتهي مهلة تفعيل الآلية في تشرين الأول/أكتوبر.‏ وقال عراقجي بعد اتصال هاتفي مع نظرائه الأوروبيين ‏الجمعة إنه لا يوجد أي "أساس أخلاقي أو قانوني" لإعادة ‏تفعيل العقوبات.‏ والأحد كتب عراقجي على إكس "من خلال أفعالها ‏وتصريحاتها، بما في ذلك تقديم الدعم السياسي والمادي ‏للعدوان العسكري غير المبرر وغير القانوني للنظام ‏الإسرائيلي والولايات المتحدة... تنازلت الدول الأوروبية ‏الثلاث عن دورها بصفتها مشاركة في الاتفاق النووي".‏

بعد فرضه رسوماً جمركية على روسيا.. لماذا يعتقد بوتين أن خطوة ترامب مجرد خدعة؟
بعد فرضه رسوماً جمركية على روسيا.. لماذا يعتقد بوتين أن خطوة ترامب مجرد خدعة؟

ليبانون 24

timeمنذ 5 ساعات

  • ليبانون 24

بعد فرضه رسوماً جمركية على روسيا.. لماذا يعتقد بوتين أن خطوة ترامب مجرد خدعة؟

ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أن "رد موسكو على الإنذار الأخير الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي كان استخدام أقوى الأسلحة الدبلوماسية الروسية: الضحك الازدرائي. لقد قوبل تهديد ترامب بفرض عقوبات قاسية ما لم ينه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه لأوكرانيا خلال خمسين يوما بنوع من الازدراء المسرحي. وسخر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علنًا من تدخل ترامب يوم الثلاثاء. وأضاف: "نريد أن نفهم بالضبط ما وراء هذا التصريح"." وبحسب الصحيفة، "تعهد المسؤولون الروس بمواصلة "تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة"، ولكن بوتين نفسه لم يعلق بعد، ومن ناحية أخرى، فهو لم يكن قط من الأشخاص الذين يقدرون تلقي المحاضرات من أي شخص، وخاصة من رئيس أميركي. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: "إذا رأى الرئيس بوتين ذلك ضروريًا، فسيستجيب حتمًا". قد يبدو هذا التحدي استعراضًا روسيًا تقليديًا، لكن التدقيق يُشير إلى أن ثقة موسكو قد تكون مدروسة أكثر منها تمثيلية". وتابعت الصحيفة، "كان تغيير موقف ترامب مُلفتًا. فبعد أشهر من التودد إلى بوتين والضغط على أوكرانيا لقبول ما يُعادل الاستسلام، غيّر الرئيس مساره فجأةً يوم الاثنين. وبعد أن سئم ترامب من تعنت بوتين، وعد باستئناف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع من أي دولة تتاجر مع روسيا. نظريًا، يبدو هذا التهديد هائلًا. فستكون صادرات النفط الروسية، شريان الحياة لآلة حرب بوتين، في مرمى النيران. وقد تحرم هذه العقوبات ميزانية موسكو المثقلة أصلًا من ربع إيراداتها تقريبًا، وتسحب خمسة ملايين برميل يوميًا من الأسواق العالمية. ومع ذلك، لم تشهد أسعار النفط أي تراجع يُذكر. ويبدو أن الأسواق تُشارك موسكو تشككها، ولأسباب وجيهة". وأضافت الصحيفة، "تكمن المشكلة الأساسية في أن الكرملين ومكاتب التداول في سوق الأسهم لا يبدو أنها تفهم كيفية تطبيق هذه التعريفات فعليًا. وهذا ليس مفاجئًا، نظرًا لأن الفكرة بدت وكأنها لفتة سياسية أكثر منها سياسة عملية. إن سجل ترامب الحافل بالمواعيد النهائية لا يُطمئن أولئك الذين يأملون في الوفاء بها. فقد سبق أن قدّم لبوتين إنذاراتٍ نهائية، لكنها لم تكن سوى تهديداتٍ، في حين قصف إيران في الوقت عينه، ولكن بعد إصدار تحذيراتٍ قبلها بفترة وجيزة. وفي شهر آذار، وقع على أمر تنفيذي يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الدول المستوردة للنفط الفنزويلي، وهي الرسوم التي لم تتحقق بعد". وبحسب الصحيفة، "مهلة الخمسين يومًا بحد ذاتها تُتيح لبوتين فرصةً وحافزًا. إنها فترة كافية لمواصلة هجومه الصيفي الأنجح، وإن كان الأكثر تكلفةً، منذ عام 2023. وبدلاً من السعي إلى السلام الفوري، قد يقرر بوتين الذهاب إلى أبعد مدى، فيكثف قصفه للمدن الأوكرانية بينما يزعزع الدفاعات الأوكرانية. وبحلول شهر أيلول، قد يكون في وضع أفضل يسمح له بعرض وقف إطلاق النار من موقع قوة، أو ربما إقناع نظيره الأميركي بأنه يحتاج إلى المزيد من الوقت فقط لتحقيق أهدافه. وإذا تم تطبيق التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب بالفعل، فإنها ستدمر علاقات أميركا مع بعض الدول المهمة للغاية، وستواجه الصين والهند وتركيا، العملاء الرئيسيين للنفط الروسي، حواجز تجارية باهظة. إن فكرة أن أميركا قد تتوقف ببساطة عن التجارة مع الصين تتحدى الواقع الاقتصادي، كما أصبح واضحا في أعقاب الحرب التجارية التي شنها ترامب في وقت سابق من هذا العام. وبالمثل، يبدو عزل الهند في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى دعمها ضد بكين قصر نظر استراتيجي، كما أن قضية تركيا ستطرح سيناريو عبثيًا: فرض عقوبات على حليف في الناتو يُعد تعاونه أساسيًا للمصالح الأميركية في سوريا والقوقاز". وتابعت الصحيفة، "لعل الأمر الأكثر دلالة هو أن إزالة خمسة ملايين برميل من النفط الروسي من الأسواق العالمية من شأنه أن يؤدي على وجه التحديد إلى إحداث ذلك النوع من الارتفاع في الأسعار الذي ظل ترامب لسنوات يعد بتجنبه. وفي ظل عدم وجود طاقة إنتاجية احتياطية لتعويض النفط الخام الروسي على المدى القصير والمتوسط، سيواجه سائقو السيارات الأميركيون ارتفاعًا حادًا في تكاليف الوقود مع تفاقم التضخم. وبالنسبة لرئيسٍ ركّز حملته الانتخابية على الكفاءة الاقتصادية، سيبدو هذا بمثابة استراتيجيةٍ تُلحق الضرر بالنفس. ومن المفارقات أن تهديد ترامب قد قدّم لبوتين هدية غير متوقعة: فقد أعاق فعليًا جهود الكونغرس لفرض عقوبات أشدّ صرامة. فقد أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، يوم الاثنين أنه سيؤجل طرح حزمة عقوبات مشتركة بين الحزبين، والتي حظيت بدعم 85 عضوًا في مجلس الشيوخ". وختمت االصحيفة، "قد يكون استهزاء موسكو مُبررًا. فقد سبق لبوتين أن كشف خدعة ترامب وخرج منتصرًا. ومع استغلال الواقع الاقتصادي والقيود السياسية والمصالح الاستراتيجية الأميركية لصالحه، ربما يكون الرئيس الروسي قد حسب أنه يستطيع السخرية من إنذار أميركي آخر. والسؤال ليس ما إذا كان بوتين سيتراجع، بل ما إذا كانت تهديدات ترامب ستكون أكثر جدية من مواعيده النهائية السابقة. ثقة موسكو توحي بأنها تعرف الإجابة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store