
مزاعم عن «سين – سين» جديدة فما هي جدّيتها؟!
على خلفية النزاع الطبيعي المعترف به في علوم النفس والاجتماع، الذي ينتاب البعض ممن يعيشون نزاعاً بين الرغبات والأمنيات مع ما يرافقها أحياناً من شعور بالدونية وبالغضب والحسد والفشل في مجمل الوقائع والحقائق التي لا يمكن أن تخضع لأي نقاش، انطلقت موجة من التحليلات والسيناريوهات المجهولة المصدر، للحديث عن حصيلة لقاء الدقائق الثلاثين التي جمعت كلاً من ترامب والشرع وبن سلمان، فيما حضر اردوغان عبر تطبيق «زوم» بطريقة تسابقت فيها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلى بث مجموعة من الروايات التي تتحدث عن مستقبل التطورات في المنطقة والعالم، وعن العلاقات بين الرجال الاربعة وما يمكن ان تشهده دولهم من مستجدات طغت عليها توقعات المنجمين والمتخصصين في قراءة الحركات والوجوه، إلى ما هنالك من مواصفات تقارب نوعاً من الخيال الذي يقود إلى الجدل العقيم.
وقبل التدقيق في مثل هذه المعطيات المحيطة باللقاء وما يمكن أن يليه من تطورات، لا يمكن لأي مرجع سياسياً كان أو ديبلوماسياً، أن يتجاهل ما طرحته زيارة ترامب لدول الخليج العربي، بعدما قدّمت أولى الصور الاستباقية لشكل الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس أيام الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن قبل أقل من عقدين من الزمن، ولكنه لم يتحقق قبل مسلسل الحروب الأخيرة التي انطلقت من عمليتي «طوفان الأقصى» و«حرب الإلهاء والإسناد» اللتين قادتا المنطقة إلى تفاهم 27 تشرين الثاني وما استجرّه من انهيار لمحور الممانعة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا وبدء البحث في السلاح غير الشرعي في العراق، قبل أن يُعلن عن تفاهمات لم تكن تخطر على بال أحد، ومنها ما تمّ التوصل إليه بين واشنطن والحوثيين لوقف استهداف البوارج والبواخر الأميركية في البحر الأحمر ومع حركة «حماس» التي أدّت إلى الإفراج عن إسرائيلي من حاملي الجنسية الأميركية من دون بقية الأسرى، على وقع اتفاق وقف النار المستعجل الذي رتّبه ترامب بين الهند وباكستان ولم تحم المدافع بعد، ولم تنطلق كل الطائرات والصواريخ على جانبي الحدود بين البلدين.
اما اليوم، وقد كشفت زيارة ترامب لدول الخليج الثلاث بكل ما رافقها من مفاجآت عن وجهتها المالية ببلايين الدولارات ترجمةً لما أعدّ من اتفاقيات كرّست نوعاً من التعاون غير المسبوق بين واشنطن والرياض والدوحة وأبو ظبي، بقي البحث قائماً عن الثمار السياسية للزيارة، وعمّا إذا كانت ستوفّر لدول الخليج العربي بعضاً من مطالبها السياسية، ولا سيما منها ما يتعلق بمشروع الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، كما بالنسبة الى استكمال التفاهمات الخاصة بغزة ولبنان بعد فك العقوبات عن سوريا. وإن كان ما بات واضحاً انّ تحركات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد نجحت في فرملة بعض الخطوات التي كان ترامب يرغب بها، فإنّها لم تلغ ما في رأس الرجل من سيناريوهات تحاكي عملية السلام الدولية الشاملة التي يرغب بها على وجه الأرض وحيثما لبلاده اسطول أو قاعدة بحرية وربما بعثة ديبلوماسية فقط، أياً كانت تكلفتها طالما انّه بدأ يجني في الاقتصاد والمال والاستثمار ما لم يحلم به إنسان على وجه الأرض، كما قال أمس في آخر تصريحاته في الإمارات العربية المتحدة.
وفي انتظار السيناريوهات السياسية والديبلوماسية الخاصة بأزمات المنطقة الممتدة من الخليج العربي إلى حوض وشرق المتوسط التي وحّدتها واشنطن بمجسمٍ واحدٍ وضع على المكتب البيضاوي، بقيت المواقف الثابتة والمعلنة عن اللقاء الرباعي محصورة بما تبادله من عبارات قصيرة عن الشرع ومواصفاته التي تتناقض والشروط الأميركية التي وضعت قبل سنوات للقبض عليه، وما يمكن أن يقوم به خلال «الفرصة الممنوحة له لتحقيق إنجاز تاريخي في سوريا. وقيل إنّ ترامب لم يستشر إسرائيل في خطوته هذه. وكشف البيت الابيض أنّ الشرع اقرّ بـ «أهمية الفرصة المهمّة التي أتاحها انسحاب إيران من سوريا». واكّد «التزامه باتفاقية فك الارتباط مع إسرائيل الموقّعة، وبالمصلحة الأميركية- السورية بمكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيماوية»، منتهياً إلى «دعوة الشركات الأميركية للاستثمار في النفط والغاز سوريا».
وفي الوقت الذي نُقل أيضاً عن ترامب قوله في توصيفه الشرع بـ «أنّه قائد حقيقي وشاب جذاب ومقاتل له ماضٍ قوي جداً وهو مذهل وسوريا ستنضمّ الى اتفاقية ابراهام»، لم يتجاهل الرجل الملفين اللبناني والفلسطيني، عندما أفرز لكل منهما موقفاً في كل إطلالة في خلال استقباله في الرياض كما في مؤتمر الاستثمار الأميركي - السعودي وفي قطر وأبو ظبي، لفت إلى أنّ هناك «فرصة جديدة للبنان مع الرئيس ورئيس الوزراء الجديدين، وهي تأتي مرّة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه». وقال أيضاً انّه «سيعمل ما في وسعه لوضع حدّ للحرب في غزة وتأمين الرهائن الأميركيين»، محمّلاً مسؤولية ما حصل إلى»إدارة سلفه بايدن التي خلقت الفوضى في المنطقة عند سماحها بالعدوان الذي مارسته أذرع إيران في المنطقة».
وإلى هذه المواقف الثابتة، تبّرعت جهات سياسية وعربية أمس وأول امس بتسريب سيناريوهات مشبوهة رفضتها معظم المراجع المعنية في لبنان وعواصم المنطقة، خلال اتصالات عاجلة ردّت عليها مرجعيات رسمية أميركية وسعودية بنفي مطلق. ومنها ذلك السيناريو الذي قال إنّ ولي العهد السعودي يستعد لتسليم الملف اللبناني للرئيس السوري، في محاولة لإحياء ما عُرف سابقاً بتفاهم الـ»سين ـ السين» لإدارة الوضع في لبنان، والتي لا يمكن استنساخها في أي ظرف من الظروف. فكل المؤشرات تنفي الحاجة اليها لا بل قد تعكسها في بعض المحطات، عندما سعى اللبنانيون عبر القنوات الاردنية والمصرية والأميركية لرفع العقوبات عن سوريا بموجب «قانون قيصر» للإفراج عن مشروع الربط الكهربائي الخماسي الذي كان سيوفر الغاز المصري والكهرباء الأردنية للبلدين، ولم يفلح أي منهم على رغم من الجهود الشخصية التي بذلها الرئيس المصري والعاهل الاردني، فبقيت مجرد وهم مؤجّل لم تفكّه أي وساطة إلى أن اعطى ترامب اول أمس الإشارة برفع العقوبات على سوريا في انتظار أن يقول الكونغرس كلمته في قسم منها، لأنّها صادرة عنه، بعد استسهال تجميد تلك المفروضة بقرارات تنفيذية للرئيس.
وعليه، انتهت المراجع المعنية على أعلى المستويات، إلى نفي اي سيناريو يتحدث عن إمكان إحياء تجارب سابقة، واعتبارها زعماً لا يستأهل التوقف عنده. فلا لبنان عاد إلى تلك الحقبة وقد تغيّرت سوريا كثيراً وهي في حاجة إلى عقود من الزمن لبناء دولتها وجيشها واستعادة وحدتها وعافيتها، قبل أن توكل اليها أي مهمّة خارج حدودها. وما الجهود الدولية التي تترجمها فرنسا ومعها الضغوط الأميركية لتثبيت الحدود اللبنانية ـ السورية ومع فلسطين المحتلة، تعطي الانطباع بالفصل بين أزماتها مع الحرص على احترام خصوصياتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
العدو يعرقل مفاوضات قطر… على وقع تصعيد وتيرة الإبادة
في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية واسعة تستهدف جنوب وشمال القطاع، ما يطرح تساؤلات حول نوايا الاحتلال في المرحلة المقبلة، بينما تتسرب معلومات من مصادر 'إسرائيلية' عن إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة تهدف إلى القضاء على حركة حماس، فإن هذا التصعيد يُفهم من قبل العديد من المراقبين كتمهيد لاحتلال دائم قد يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان. وفي الوقت الذي تواصل فيه المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية، لا يبدو أن هناك أي اختراق جدي في مسارها، حيث تصر 'حماس' على الحصول على ضمانات واضحة لإنهاء العدوان بشكل دائم، وهو ما ترفضه 'إسرائيل'. ورغم الضغوط العلنية التي يكررها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العدو لإنهاء القتال، فإن هذه التصريحات لم تُترجم إلى خطوات ملموسة أو التزامات حقيقية. ما زالت إسرائيل تواصل هجماتها بدعم غير مشروط من واشنطن، بينما تتعثر المفاوضات في الدوحة، مما يضع تساؤلات حول جدية الضغوط الأميركية في تغيير المعادلة العسكرية والسياسية في المنطقة. تتواصل الضغوط الأميركية على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، حيث جددت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مطالبها بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، تستمر المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، دون أي تقدم ملموس في التوصل إلى اتفاق نهائي. تفاصيل المفاوضات وفقًا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست، قال المبعوث الأميركي للرهائن، آدم بولر، إن 'التوصل إلى اتفاق في غزة بات أقرب من أي وقت مضى'. في المقابل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصر على ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى. وفي ظل هذه التحركات، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرر إبقاء وفد بلاده المفاوض في قطر لمواصلة المحادثات بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس. ورغم الضغوط الأميركية التي تتصاعد، أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى أن ترامب وجه تحذيرًا مباشرًا إلى نتنياهو، مفاده أنه إذا لم تُنهِ إسرائيل الحرب في غزة، قد يتوقف الدعم الأميركي لتل أبيب. لكن بحسب واشنطن بوست، لا تزال إسرائيل ترفض الالتزام بإنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المفاوضات. شروط حماس وفقًا لما ذكره 'موقع واللا' الإسرائيلي، عادت المفاوضات بين حماس و'إسرائيل' إلى نقطة الصفر، دون أن تحقق أي تقدم ملموس. حماس لا تزال تطالب بضمانات أميركية 'جدية' لإنهاء العدوان بشكل دائم، بينما ترفض إسرائيل تقديم أي التزامات في هذا الصدد. وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي للمنطقة، في تصريح نقلته جيروزاليم بوست، إن الإدارة الأميركية تواصل دعم إسرائيل لضمان عودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم، لكنه شدد على أن هذه الحرب 'حرب غير أخلاقية' بالنظر إلى أساليبها ضد المدنيين في غزة. الوضع الميداني في غزة في الأثناء، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، حيث استشهد أكثر من 50 فلسطينيًا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، في قصف عنيف استهدف عدة مناطق في القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. كما أعلن جيش العدو الإسرائيلي، وفقًا لتقرير واللا، عن إحباط عملية تهريب أسلحة عبر طائرة مسيرة على الحدود المصرية-الإسرائيلية. في ظل هذه الأوضاع، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدة أن 'اليأس بلغ ذروته' جراء الحصار المستمر وأعمال القصف المكثف. المستقبل غير الواضح للمفاوضات رغم المحادثات الجارية، لا تبدو الأجواء المحيطة بها مهيأة لتحقيق اختراق حقيقي. وبحسب واللا الإسرائيلي، فإن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى قد عادت إلى النقطة التي كانت عليها في البداية، حيث لا تزال المواقف المتباينة بين إسرائيل وحماس تقف حاجزًا أمام التوصل إلى اتفاق. وتستمر الاحتلال في رفض الالتزام بإنهاء الحرب، في وقت تصر حماس على ضمانات أميركية لإتمام اتفاق يشمل وقف العدوان بشكل دائم. الانقسام السياسي يتفاقم داخل كيان الاحتلال مع توسيع العدوان … وانتقادات لنتنياهو والجيش عاد الانقسام السياسي داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الواجهة مجددًا، مع توسيع العدوان على قطاع غزة، في وقت يتصاعد فيه التوتر الداخلي بشأن أهداف الحرب واستراتيجيات إدارتها. فمع إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إطلاق مرحلة جديدة من العدوان تحت مسمّى 'عربات جدعون'، تعالت الأصوات المعارضة داخل الكيان، مشككة بشرعية العمليات العسكرية ومنددة بسلوك الجيش في الميدان. ومن بين أبرز المنتقدين، الجنرال السابق ورئيس حزب 'الديمقراطيين' المعارض يائير غولان، الذي وجّه اتهامات مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن 'قتل الأطفال بات هواية' لدى القوات العسكرية، في سياق تشكيكه بشرعية الأوامر السياسية الموجهة للجيش. وقال غولان في تصريحات لافتة: 'الحكومة العاقلة لا تخوض حربًا ضد مدنيين، ولا تقتل رُضّعًا كهواية، ولا تضع أهدافًا تقوم على طرد السكان. إسرائيل في طريقها لتصبح منبوذة بين الأمم، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة'. تصريحات غولان أثارت ردود فعل غاضبة من نتنياهو وعدد من وزرائه، الذين اعتبروا أنها تحريض مباشر ضد الجيش الإسرائيلي، الذي 'يقاتل من أجل بقاء دولة إسرائيل'، وفق تعبيرهم. وفيما واصل نتنياهو الترويج لعمليته التوسعية في غزة، حذّر عدد من المعارضين من عواقب هذه الحرب، مشككين في إمكانية تحقيق أهدافها، ومبدين تخوفهم من انزلاق 'إسرائيل' إلى مستنقع غزة، في ظل غياب خطة واضحة لليوم التالي للحرب. وفي هذا الإطار، قال رامي إيغرَا، المسؤول السابق عن ملف المفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين: 'هذه حرب كارثية يدفع نحوها اليمين الإسرائيلي، ومن الواضح أنها ستكون طويلة ومكلفة دمويًا. قد ننجح في احتلال غزة، لكننا لن نتمكن من تدمير حركة حماس، لأنها ببساطة لن تسقط بالقوة'. بدوره، أشار إيتان بن دافيد، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى إخفاقات الجيش رغم ضخامة الجهود العسكرية، قائلًا: 'بعد عام وثمانية أشهر من الحرب، استخدم الجيش الإسرائيلي كل قدراته في المعركة، ولم ينجح إلا في استعادة عدد قليل من المختطفين. نتنياهو يدفع باتجاه احتلال كامل لقطاع غزة، لكن السؤال الحقيقي: كم من الوقت سيتمكن الجيش من البقاء هناك؟'. وإلى جانب الانقسام السياسي، ظهرت مؤشرات إضافية على وجود خلافات داخلية، من خلال تسريبات حول تحفظات القيادة العسكرية الجديدة في كيان الاحتلال على خطة نتنياهو المتعلقة بقطاع غزة، رغم إقدامه على تغيير غالبية القيادات العسكرية والأمنية في محاولة لتوحيد القرار داخل المؤسسة الإسرائيلية. وفي ضوء هذا المشهد، يبدو أن الحرب على غزة لم تترك تداعيات كارثية في الميدان فحسب، بل عمّقت أيضًا الشرخ السياسي والعسكري داخل كيان الاحتلال، في وقت تتزايد فيه التساؤلات عن المدى الزمني والإنساني والسياسي الذي يمكن أن تبلغه هذه الحرب المستمرة. المصدر: مواقع إخبارية


LBCI
منذ 2 ساعات
- LBCI
روبيو: ترامب لم يقدم تنازلات لبوتين
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الرئيس دونالد ترامب لم يُقدّم أي تنازلات لروسيا، رافضا الانتقادات الموجهة إليه بشأن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، قال روبيو متحدثا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "لم يحصل على أي تنازل".


ليبانون ديبايت
منذ 2 ساعات
- ليبانون ديبايت
"ترامب يضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة"
أكد مسؤولان في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" أن الرئيس دونالد ترامب يشعر بالإحباط من الحرب الدائرة في غزة، وقد عبّر عن انزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين، وطلب من مساعديه إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغبته في إنهاء الحرب. ونقل الموقع عن مصدر مسؤول قوله: "الرئيس (ترامب) محبط مما يحدث في غزة. يريد إنهاء الحرب، ويريد عودة الرهائن إلى ديارهم، ويريد دخول المساعدات، ويريد البدء في إعادة إعمار غزة". من جهة أخرى، صرّح مسؤول إسرائيلي للموقع أن نتنياهو لا يشعر حاليًا بضغط كبير من الرئيس ترامب. وقال: "إذا أراد الرئيس اتفاقًا لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، فعليه ممارسة ضغط أكبر بكثير على الجانبين". وفي موازاة ذلك، أصدر قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بيانًا يوم الإثنين هددوا فيه باتخاذ خطوات ضد إسرائيل على خلفية استمرار الحرب. وقال البيان: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة. إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردًا على ذلك". وردّ نتنياهو على البيان الأوروبي متهمًا القادة في لندن وأوتاوا وباريس بـ"تقديم جائزة ضخمة للهجوم الإبادي على إسرائيل في 7 تشرين الأول، بينما يدعون إلى المزيد من هذه الفظائع". وفي تطور لافت، أعلنت الحكومة البريطانية يوم الثلاثاء تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين متورطين في هجمات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما استدعت السفيرة الإسرائيلية في لندن. وردّت وزارة الخارجية الإسرائيلية ببيان هجومي على القرار البريطاني، معتبرة أن الحكومة البريطانية "مهووسة بمعاداة إسرائيل". وأضاف البيان: "حتى قبل إعلان اليوم (الثلاثاء)، لم تُحرز مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة أي تقدم من قبل الحكومة البريطانية الحالية. وأكثر من ذلك، فإن الاتفاقية كانت ستخدم المصلحة المتبادلة بين البلدين". وتابع: "إذا كانت الحكومة البريطانية، بسبب هوسها المعادي لإسرائيل واعتبارات سياسية داخلية، مستعدة لإلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني، فذلك قرار يخصها وحدها". يُذكر أن أحد المجالات التي ضغط فيها ترامب على نتنياهو خلال الأسبوعين الماضيين، هو تجميد إسرائيل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ويوم الأحد، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على استئناف إدخال المساعدات، ودخلت القطاع يوم الإثنين 12 شاحنة محمّلة بأغذية أطفال وإمدادات أخرى، في وقت شدد فيه مسؤول في البيت الأبيض على "ضرورة بذل المزيد من الجهود". وحذّرت الأمم المتحدة من أن آلاف الأطفال معرضون لخطر المجاعة إذا لم تزدَد المساعدات بشكل كبير.