logo
الصين تفتتح التوسعة الثالثة لمسار طيران فوق مضيق تايوان

الصين تفتتح التوسعة الثالثة لمسار طيران فوق مضيق تايوان

Independent عربيةمنذ يوم واحد
قالت الصين اليوم الأحد إنها افتتحت توسعة ثالثة لمسار الطيران "إم 503"، والذي يقع إلى الغرب مباشرة من خط فاصل غير رسمي في مضيق تايوان، مما دفع تايبيه للاحتجاج واصفة الخطوة بأنها "أحادية الجانب" وتهدف إلى تغيير الوضع القائم بالمضيق.
وحركت الصين في العام الماضي مسار "إم 503" ليصبح أقرب من الخط الفاصل، مما أثار رد فعل غاضباً مماثلاً من تايبيه، التي تقول إن أي تغييرات في مسارات الرحلات الجوية وامتداداتها يجب الإبلاغ عنها مسبقاً والاتفاق عليها بين الجانبين.
يأتي افتتاح توسعة المسار، التي يطلق عليها "دابليو 121"، قبل أيام من مناورات "هان كوانغ" السنوية للجيش والدفاع المدني التي تجريها تايوان لمحاكاة حصار وغزو صيني للجزيرة التي تتمتع بحكم ديمقراطي.
ظل الخط الأوسط الفاصل على مدار سنوات يعمل كحاجز غير رسمي بين تايوان، التي تعدها بكين جزءاً من أراضيها، والصين، لكن بكين تقول إنها لا تعترف بوجوده، وتحلق الطائرات الحربية الصينية الآن فوقه بصورة متكررة في وقت تسعى فيه الصين للضغط على تايبيه لقبول مطالبها بالسيادة عليها.
وقالت هيئة الطيران المدني الصينية "من أجل زيادة تحسين المجال الجوي والكفاءة التشغيلية، سيستخدم الطيران المدني من الآن فصاعداً خط الاتصال 'دابليو 121' بالمسار 'إم 503'".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مجلس شؤون البر الرئيس في تايوان المعني باتخاذ السياسات المتعلقة بالصين في تصريح لـ"رويترز" إن البر الرئيس الصيني "استخدم إجراءات أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم وزيادة الاضطرابات عبر المضيق والاضطرابات الإقليمية".
وهذه هي التوسعة الثالثة بعد افتتاح التوسعتين "دابليو 122" و"دابليو 123"، الواقعتين إلى الجنوب من الامتداد الجديد، العام الماضي.
وقال مكتب شؤون تايوان في الصين إن الإجراء يهدف إلى "ضمان سلامة الرحلات الجوية، والحد من تأخير الرحلات، وحماية حقوق ومصالح الركاب"، مضيفاً أنه "مفيد" على جانبي المضيق.
واعترضت تايبيه على هذا التفسير ووصفته بأنه "غير مبرر"، قائلة إن "عدد المسافرين الدوليين جواً بالبر الرئيس لم يتعافَ بعد" إلى مستويات ما قبل جائحة "كوفيد-19".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الليرة التركية تتراجع وتكسر حاجز الـ40 مقابل الدولار
الليرة التركية تتراجع وتكسر حاجز الـ40 مقابل الدولار

الشرق الأوسط

timeمنذ 29 دقائق

  • الشرق الأوسط

الليرة التركية تتراجع وتكسر حاجز الـ40 مقابل الدولار

تراجعت الليرة التركية بنحو 0.2 في المائة لتتجاوز عتبة 40 ليرة مقابل الدولار في وقت مبكر من يوم الاثنين، وذلك في أعقاب اتساع حملة قانونية طالت حزب المعارضة الرئيسي خلال عطلة نهاية الأسبوع. وشملت الحملة توقيف رؤساء بلديات مدن كبرى في الجنوب، من بينها أضنة وأديامان وأنطاليا، في إطار تحقيقات بتهم فساد، مما يُعد تصعيداً لعملية قانونية مستمرة منذ أشهر وامتدت الآن إلى خارج إسطنبول، وفق «رويترز». وسجّلت الليرة مستوى 40.005 مقابل الدولار، قبل أن تستقر عند 39.98 ليرة بحلول الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش، وهو مستوى أضعف من إغلاق يوم الجمعة. في الوقت ذاته، انخفض مؤشر بورصة إسطنبول «BIST 100» بنسبة 1.30 في المائة عند الساعة 07:40 بتوقيت غرينتش، بعد تراجع بنسبة 1.34 في المائة في التعاملات المبكرة. كما تراجع مؤشر القطاع المصرفي بنسبة 0.5 في المائة، بعد انخفاض سابق بلغ 1.68 في المائة. وتكبّدت العملة التركية خسائر بنحو 11 في المائة منذ بداية العام، وسط تصاعد المخاوف من التوترات السياسية الداخلية والصراعات الإقليمية المحيطة. وعكس هذا القلق أيضاً ارتفاع تكلفة تأمين الديون السيادية التركية ضد التخلف عن السداد، حيث قفزت عقود مقايضة التخلف عن السداد الائتماني لأجل خمس سنوات بمقدار 13 نقطة أساس، مقارنة بإغلاق يوم الجمعة، لتصل إلى 292 نقطة أساس، بحسب بيانات «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس». وبذلك تكون الليرة التركية قد كسرت حاجز 40 ليرة مقابل الدولار، في تراجع جديد يعكس هشاشة المشهد السياسي والمالي في البلاد.

كيف سطت الولايات المتحدة على أميركا اسما وفعلا؟
كيف سطت الولايات المتحدة على أميركا اسما وفعلا؟

Independent عربية

timeمنذ 30 دقائق

  • Independent عربية

كيف سطت الولايات المتحدة على أميركا اسما وفعلا؟

بعد 36 عاماً من صدور كتاب "شرايين أميركا اللاتينية المفتوحة: خمسة قرون من نهب قارة"، أصبح الكتاب بين عشية وضحاها من أكثر الكتب مبيعاً، وما ذلك إلا لأن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أهدى نسخة منه عام 2009 للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خلال قمة للأميركتين عقدت في ترينيداد، إذ اتجه تشافيز إلى أوباما وربت على كتفه ثم صافحه بمودة وأعطاه الكتاب الذي يعد من كلاسيكيات اليسار، والتقطت العدسات المشهد فإذا بالكتاب يتقدم في قائمة مبيعات "أمازون" من المركز رقم (54295) إلى المركز السادس خلال 24 ساعة، وذلك على عهدة الـ "غارديان" في الـ 19 من أبريل (نيسان) 2009. ولم تكن تلك المرة الأولى التي تحاول أميركا الجنوبية تثقيف جارتها الثرية القوية، أي الولايات المتحدة، فثمة تاريخ طويل لهذا التأثير يرصده أستاذ التاريخ في "جامعة ييل"، غريغ غراندين، عبر كتابه الصادر حديثاً في أكثر من 700 صفحة عن "دار بنغوين" بعنوان "أميركا أميركا: تاريخ جديد للعالم الجديد"، وأرجو أن تكون محاولة صائبة لمضاهاة هذا العنوان، إذ أستعمل لكلمتي AMERICA الإنجليزية و AMÉRICA الإسبانية التعريبين الشائعين في العربية، أي أميركا وأميركا. في الرابع من الشهر الجاري، أي في عيد الاستقلال الأميركي، نشر غراندين في "نيويورك تايمز" مقالة عنوانها "ترمب يشن حرباً على مواطنيه"، أسهب فيها في عرض تاريخ استعمال كلمة "أميركا" للإشارة إلى بلد لا قارة بل قارتين، فاضحاً استعمار هذه الكلمة واغتصابها بمثل استعمار أرض العالم الجديد واغتصابها. حدود دائمة التوسع خلال النصف الأول من القرن الـ 18 كان معظم سكان الغرب يشيرون إلى العالم الجديد باسم أميركا، ثم حدث في ستينيات القرن، وفي رد فعل على جهود التاج البريطاني لتشديد السيطرة على ممتلكاته الأميركية، أن "بدأ الرعايا البريطانيون المنشقون في استعمال لفظ 'أميركا' بمعنيين، فيقصدون بأحدهما العالم الجديد ويقصدون بالثاني شريحتهم الصغيرة من هذا العالم، أي الشريط الضيق من الأرض بين جبال أليجيني والبحر". "وفي عام 1777 أطلقت مواد دستور على البلد الجديد اسم الولايات المتحدة الأميركية وإن ظلت تشير إليه باسم 'أميركا' فقط، وهذا الخلط اللغوي بين مجمل العالم الجديد وأحد أجزائه ينطوي على طموح، إذ توقع كثر في الولايات المتحدة آنذاك أن تضم الأمة الجديدة نصف الكرة الأرضية بأكمله، أو أن تصل في الأقل إلى المحيط الهادئ". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) كان جورج واشنطن من أوائل من اغتصبوا للولايات المتحدة اسم أميركا، إذ قال في خطاب وداعه عام 1796 أن "الأميركي اسم يخصكم"، بل بلغ الهوس بالاسم أن الرئيس جيمس بيوكانان أرسل عام 1858 أسطولاً من 19 بارجة و2500 جندي و200 مدفع ليطالب حكومة باراغواي بتغيير كلمات "الولايات المتحدة الأميركية الشمالية" إلى "الولايات المتحدة الأميركية" في نص اتفاق تجاري. واستمر الهوس حتى دونالد ترمب، إذ استهلت جينيفر سالاي استعراضها للكتاب ["نيويورك تايمز" - 12 مايو (أيار) 2025] بحديث عن الـ 20 من يناير الماضي، حينما وقّع ترمب أمراً تنفيذياً بتسمية خليج المكسيك باسم خليج أميركا، قائلاً إن "المنطقة التي كانت تعرف في السابق باسم خليج أميركا هي منذ أمد بعيد جزء لا يتجزأ من أمتنا الناشئة، وتظل مواردها الطبيعية وحياتها البرية جزءاً مركزياً من الاقتصاد الأميركي". وبعد أسبوعين كتب غراندين مقالة في الـ "غارديان" البريطانية قال فيها إن "ترمب قد يكون محقاً بمعنى واحد في الأقل، فلو أن استخراج الثروات الطبيعية بكثافة من رقعة من الطبيعة يمنح حقوق ملكية هذه الرقعة، فالخليج ولا شك ملك للولايات المتحدة التي تقوم صناعاتها منذ أكثر من قرن بالحفر في الخليج والتكسير والصيد فيه، بشرهٍ يجعل من الأعاجيب أن يبقى فيه أي قدر من النفط أو الغازات أو الحياة البحرية"، وتعلق سالاي على ذلك بقولها إن الأميركيين امتلكوا الخليج "بانتهاكهم له"، وتمضي فتقول إن ترمب بذلك الأمر التنفيذي لم يستول على الخليج وحده، وإنما على صفة الأميركي أيضاً، إذ يكفي أن يوصف الخليج بالأميركي ليفهم من هذا أنه ملك للولايات المتحدة، ولكن كتاب غراندين يقول خلاف ذلك، إذ يبين أن أميركا الشمال وأميركا الجنوب ظلتا على مدى خمسة قرون تصوغان إحداهما الأخرى عبر الحرب والغزو والتنافس والتعاون، وظلت لعلاقتهما تداعيات، لا على نصف الكرة الأرضي الغربي وحده وإنما على العالم كله، وإذا كان الشماليون من أبناء العالم الجديد قد سعوا منذ فترة باكرة إلى الاستيلاء على اسم القارة لبلدهم، فإن ثوار الجنوب الذين كانوا يسعون إلى الإطاحة بالحكم الملكي الإسباني لم يحذوا حذوهم، "فلم تكن أميركا بالنسبة إليهم رمزاً لقومية وإنما لأممية، وكتب الزعيم السياسي الكولومبي فرانسيسكو دي باولا سانتاندير عام 1888 أنه ليس من المهم كثيراً أين محل ميلاده، فـ 'أنا أميركي وحسب، وبلدي هو أي ركن في أميركا لا يخضع لحكم الإسبان' وكان الثوري الفنزويلي الذي حرر جزءاً كبيراً من أميركا الجنوبية من الحكم الإسباني، سيمون بوليفار، يرجو لأميركا الحرة كلها، كما سيتبين لاحقاً، أن تقود الإنسانية إلى مستقبل يحكمه القانون والعدل". وفي الوقت نفسه، كما يقول غراندين، وعلى رغم إيمان بعض الأصوات في الولايات المتحدة بالمثل الرائجة في القارة الجنوبية، ومنهم جون كوينسي آدمز، فإن العبودية توسعت وتسارع تهجير الهنود واستعر التوسع غرباً وتسارعت أيضاً وتيرة القومية العدوانية التي تمثلها اليوم حركة "ماغا" MAGA أو "إعادة أميركا لعظمتها من جديد"، وتحول "قاتل الهنود الاستعبادي الأنجلو-سكسوني"، بحسب تعبير آدمز، إلى مثال وطني للبطولة. ولعل من أهم الأفكار التي نشأت في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة الباكرة أيضاً ما يتناوله غراندين في كتاب سابق له عنوانه "نهاية الأسطورة"، استكشف فيه مكانة الحدود في المخيلة الأميركية، وتقول جينيفر سالاي إن "غراندين أقام نهاية الأسطورة على أن ميثولوجيا الحدود الدائمة التوسع أججت خيالات النمو اللانهائي، وبدلاً من مكافحة ندرة الموارد تعلم الأميركيون ببساطة أن يتقدموا صوب الغرب للاستيلاء على موارد جديدة، وتعقّب غراندين باعتياد الولايات المتحدة الوحشية وقدرتها على تنظيم سياساتها حول التوسع المستمر اللانهائي". "في الوقت نفسه كان إلى الجنوب من أميركا تصور مختلف للعالم وفهم مختلف له، إذ يبين كتاب 'أميركا أميركا' أن الأميركيين الإسبان ما كانوا يرون الحدود منافذ للهرب وإنما مسارح تاريخية للإرهاب والهيمنة، ويؤكد أن هذا الشعور بالألم قد أدى إلى نشوء نزعة إنسانية في أميركا اللاتينية أصبحت الأساس لمثُل التعاون الدولي والمؤسسات العالمية ومنها الأمم المتحدة". أرض مفروشة بالجثامين ترى سالاي في ذلك طرحاً غريباً، لأن لبلاد أميركا اللاتينية نصيبها من الصراعات الداخلية والدكتاتوريات الوحشية، فضلاً عن أسطورة السود التي تظهر فيها الإمبراطورية الإسبانية كياناً فاسداً استعبادياً سفاكاً للدماء، وهي الصورة التي استعملها الإمبرياليون البريطانيون لإظهار أنفسهم بمظهر المعتدلين بالمقارنة مع الإسبان، و"يقر غراندين بمسؤولية الغزاة الإسبان عن سفك هائل للدماء، لكنه يمضي ليقول إن الخراب الذي جرى على أيديهم أثار غضباً ومعارضة"، وليس مزيداً من سفك الدماء. وفي هذا الصدد يرسم غراندين صورة بديعة للأب بارتولمي دي لاس كاسس، القسيس الدومينيكاني في القرن الـ 16 الذي بدأ مناصراً لطموحات التاج الإسباني الإمبريالية ومنتفعاً بها ثم تحول إلى أحد أشد منتقديها، وما طرأ ذلك التحول على لاس كاساس إلا حينما رافق بعثة لإحلال السلام في كوبا، فرأى رفاقه الإسبان يبقرون أحشاء النساء والأطفال، وحكى لاحقا عن 'الأرض المفروشة بالجثامين' وكتب شهادته عن كثير للغاية من المجازر، وكثير للغاية من الحرق، وكثير للغاية من السلب، وأخيراً عن محيط من الشرور"، ففي مقابل المدافعين البارزين عن الإمبراطورية الإسبانية الذين رأوا السكان الأصليين جديرين بالقهر، يرى غراندين "أننا لا نولي الاهتمام الكافي بـ 'الثوريين الأخلاقيين' الذين أقروا بأن السكان الأصليين بشر، وأن البشر جميعاً متساوون لم يولد منهم أحد عبداً". "وفي حين كان الباحثون في أجزاء أخرى من العالم يفصلون ملامح إنسانية جديدة، مضى لاس كاساس إلى خطوة أبعد في تقدير غراندين، إذ ربط هذه الإنسانية بتقاليد الكنيسة الكاثوليكية فخرج بفلسفة توازن بين الحقوق الفردية وحاجات المنفعة العامة، وذلك ما ظل الأميركيون اللاتينيون يذكرون به جيرانهم الشماليين دونما جدوى". يتتبع كتاب "أميركا أميركا" هذه الثيمة عبر القرون، في غمار ثورات وحروب أهلية وكفاح من أجل الاستقلال، ويوضح غراندين أن الأميركيين الإسبان حرصوا دائماً على إحسان الظن بالأميركيين السكسون، حتى إنهم في البداية قرأوا "مبدأ مونرو" الصادر عام 1823 باعتباره تأكيداً للنضال الجماعي ضد الإمبريالية الأوروبية، لولا أن الولايات المتحدة ظلت تستند إلى ذلك المبدأ باعتباره 'تصريحاً ذاتياً بالتدخل ضد جيرانها الجنوبيين' فكان لواشنطن دور في تغيير أنظمة الحكم 16 مرة بين عامي 1961 و1996 في دول أميركا اللاتينية". وترى جينيفر سالاي أن إبراز غراندين لغلبة الروح الإنسانية لدى الأميركيين اللاتينيين يبلغ أحياناً مبلغ العاطفية، ويصل إلى حد أن يعلن غراندين في نهاية الكتاب أن أميركا اللاتينية "من أكثر قارات العالم سلاماً من حيث العلاقات بين الدول"، مغفلاً أن السياسات الداخلية، بحسب ما تشير سالاي، شأن آخر تماماً، و"غراندين يعلم هذا، ولكنه يمتنع من طرحه بما قد يعقد فرضيته الأساس، ويؤكد بدلاً من ذلك أن ما تعيشه القارة الجنوبية من معاناة إنما يرجع لسبب آخر ويكمن في مكان آخر، فيشير محقاً إلى دعم الولايات المتحدة لطغاة من أمثال بينوشيه في تشيلي"، ويوجه اللوم أيضاً إلى نظام التجارة الدولية غير المنصف، مشيراً إلى أن الديمقراطيين الاجتماعيين في القارة يعتقدون أن مفتاح حل مشكلاتهم الداخلية الكبيرة يكمن في قدرتهم على إصلاح النظام العالمي". ومؤكد أن التناقض بين الأميركتين لا يبلغ حدة التناقض بين الخير والشر، بحسب ما يصور غراندين، لكن أنطوني باغدن يؤكد في استعراضه للكتاب ["ليتراري رفيو" – أبريل (نيسان) 2025] وجود اختلافات كبيرة بين الأميركتين، مستشهداً بهيغل الذي قال إن "أميركا الجنوبية غُزيت أما أميركا الشمالية فاستُعمرت"، ولا يزال "أثر هذا جلياً بطرق لا حصر لها حتى اليوم"، إذ ظل في أراضي أميركا الجنوبية من السكان الأصليين عدد أكبر وأفضل حالاً ممن في أميركا الشمالية، وظلت شعوب الجنوب أكثر اختلاطاً عرقياً، مصداقاً لقول سيمون بوليفار لنواب فنزويلا عام 1819 "إننا أشبه بسلاسة وسطى بين ملاك هذه الأرض الشرعيين والغاصبين الإسبان"، بينما أزيح السكان الأصليون في أميركا الشمالية واستبدل بهم عبيد أفارقة، فظل البلد الشمالي إلى اليوم منقسماً وفقاً لخطوط عرقية حادة. يكتب أنطوني باغدن أن بطل كتاب "أميركا أميركا" الحقيقي هو سيمون بوليفار، لكن ليس بوصفه القائد العسكري العبقري المعروف، إذ يحتفي فيه غراندين بالرجل الذي حلم بما أطلق عليه "مؤتمر جوار أميركا"، حين تصور بوليفار أن تترابط كامل أميركا الجنوبية من خلال معاهدات تعاون مع بلاد الشمال، وفي عام 1824 دعا بوليفار جميع جمهوريات أميركا اللاتينية الناشئة ومراقبين من أميركا الشمالية إلى مؤتمر في مدينة بنما، طامحاً إلى تكوين اتحاد لما سماه 'الأمم الحرة' (فلعله أول من استعمل المصطلح) التي ستتوحد في النهاية تحت قانون واحد 'يبطل أي تأثير أو قوة للون أو العرق، ويلغي العبودية، ويقر المساواة في الحقوق للجميع، فلا تكون أمة مفردة أضعف من أخرى ولا أقوى'، وعلى رغم توقيع 'معاهدة الاتحاد والعصبة' فإن مؤتمر بوليفار لم يثمر كثيراً، فظلت بلاد أميركا اللاتينية متناحرة لا تعدو جمهوريات الهواء، بحسب تسمية بوليفار، لكن ظل حلم الرجل بالاتحاد وحسبانه له خطوة نحو اتحاد يشمل العالم كله فكرة مؤثرة، إذ إن الصلات الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، بحسب ما يكتب ريتشارد فاينبرغ في استعراض الكتاب ["فورين أفيرز" - 22 أبريل 2025] ـ قد "جعلت للفكر السياسي والمُثل الدبلوماسية الأميركية اللاتينية أثراً هائلاً في جارتهم الشمالية القوية الثرية، فالعقائد التي تشكلت في أميركا اللاتينية في ما يتعلق بالقانون الدولي والمساواة القضائية وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، هي التي ألهمت الأممية الليبرالية الويلسونية، وسياسة حسن الجوار التي انتهجها الرئيس فرانكلين روزفلت، وركزت على التجارة والتعاون في نصف الكرة الغربي بدلاً من استخدام القوة والمثل التي شكلت الأمم المتحدة، وحتى تحالف الـ 'ناتو' العسكري". يكتب أنطوني باغدن أن دول أميركا اللاتينية اليوم تتأرجح جميعاً بين النور والظلام، ومع عودة دونالد ترمب للسلطة فإن مستقبل هذه الدول يبدو مظلماً، شأن مستقبل علاقاتها بالولايات المتحدة، غير أن فضل كتاب غراندين يتمثل في وضعه إطاراً للعلاقات بين الأميركتين لا يحتل فيه ترمب، بكل ما يمثله، غير نقطة في قوس واسع، فقد يحدث أن تأخذ الولايات المتحدة، مثلما يرجو غراندين، عن جيرانها الجنوبيين ما يُصلحها، لأن لدى أولئك الجيران كثيراً مما يمكن أن يعلّموه لجارة الشمال. العنوان: AMERICA, AMÉRICA: A New History of the New World تأليف: Greg Grandin الناشر : Penguin Press

ترمب يلوح بعصا الرسوم الجمركية في وجه قادة "بريكس"
ترمب يلوح بعصا الرسوم الجمركية في وجه قادة "بريكس"

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

ترمب يلوح بعصا الرسوم الجمركية في وجه قادة "بريكس"

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بلاده "ستفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على أي دولة تتبنى سياسات مجموعة بريكس المعادية لأميركا". وبدأ زعماء مجموعة "بريكس" للدول النامية قمة في البرازيل أمس الأحد. وفي ظل الانقسامات التي تعاني منها تكتلات اقتصادية مثل مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين، ونهج الرئيس الأميركي "أميركا أولاً"، تُقدم المجموعة نفسها كملاذ للدبلوماسية متعددة الأطراف في خضم الصراعات العنيفة والحروب التجارية. وخلال كلمته الافتتاحية لقمة "بريكس"، شبه رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التجمع بحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة وهي مجموعة من الدول النامية التي رفضت الانضمام رسمياً إلى أي من طرفي النظام العالمي المنقسم. وقال لولا لزعماء المجموعة "بريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز... وفي ظل الأخطار التي تحيق بالتعددية، أصبحت استقلاليتنا مهددة مرة أخرى". وفي بيان مشترك صدر مساء أمس الأحد، حذرت "بريكس" من أن زيادة الرسوم الجمركية تهدد التجارة العالمية، مواصلة بذلك انتقادها المبطن لسياسات ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية. معاقبة الدول الأخرى وبعد ساعات، حذر ترمب من أنه سيعاقب الدول التي تسعى لأن تحذو حذو المجموعة. وقال ترمب في منشور على "تروث سوشيال"، "أي دولة تنحاز إلى سياسات بريكس المعادية لأميركا ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة. لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسات. شكرا لانتباهكم لهذا الأمر!". ولم يوضح ترمب أو يُفصل "السياسات المعادية لأميركا" في منشوره. وتسعى إدارة ترمب إلى إبرام عشرات الاتفاقيات التجارية مع مجموعة واسعة من البلدان قبل الموعد النهائي الذي حدده ترمب في التاسع من يوليو (تموز) لفرض "رسوم جمركية مضادة" كبيرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشار لولا في تصريحات أدلى بها السبت إلى أن دول "بريكس" تمثل الآن ما يزيد على نصف سكان العالم و40 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي، محذراً في الوقت نفسه من تزايد سياسات الحماية التجارية. وفي أول قمة لها عام 2009 ضمت مجموعة "بريكس" البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل أن تنضم لها جنوب أفريقيا لاحقاً، وفي العام الماضي ضمت مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات كأعضاء، وأرجأت السعودية الانضمام رسمياً، وفقاً لمصادر. وأبدت أكثر من 30 دولة اهتمامها بالمشاركة في بريكس بالعضوية الكاملة أو الشراكة. نفوذ وتعقيدات متزايدة أضاف توسع "بريكس" ثقلاً دبلوماسياً للمجموعة التي تطمح إلى التحدث باسم الدول النامية في نصف الكرة الجنوبي، مما عزز الدعوات لإصلاح مؤسسات عالمية مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي. وقال لولا في تصريحاته التي سلطت الضوء على فشل الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط "إذا لم تعكس إدارة الشؤون الدولية الواقع الجديد متعدد الأقطاب في القرن الواحد والعشرين فإن الأمر متروك لمجموعة بريكس للمساعدة في تحديثها". وعبرت بريكس عن دعمها لانضمام إثيوبيا وإيران إلى منظمة التجارة العالمية التي دعتها المجموعة إلى استعادة قدرتها على حل النزاعات التجارية سريعاً. وأيد القادة في البيان خططاً لتجريب مبادرة "ضمانات بريكس متعددة الأطراف" في بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة بهدف خفض كلفة التمويل وتعزيز الاستثمار في الدول الأعضاء. وتستغل البرازيل التي تستضيف أيضاً قمة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ في نوفمبر (تشرين الثاني) كلا التجمعين لتسليط الضوء على مدى جدية الدول النامية في التصدي لتغير المناخ في الوقت الذي أوقف فيه ترمب المبادرات المناخية الأميركية. وقال مصدران مطلعان على المناقشات بخصوص تمويل الحفاظ على الغابات المهددة في العالم إن الصين والإمارات أشارتا خلال اجتماعات مع وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد في ريو دي جانيرو إلى أنهما تعتزمان الاستثمار في التسهيل الائتماني المقترح لمبادرة "غابات مدارية إلى الأبد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store