logo
ترمب يلوح بعصا الرسوم الجمركية في وجه قادة "بريكس"

ترمب يلوح بعصا الرسوم الجمركية في وجه قادة "بريكس"

Independent عربية٠٧-٠٧-٢٠٢٥
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بلاده "ستفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على أي دولة تتبنى سياسات مجموعة بريكس المعادية لأميركا".
وبدأ زعماء مجموعة "بريكس" للدول النامية قمة في البرازيل أمس الأحد.
وفي ظل الانقسامات التي تعاني منها تكتلات اقتصادية مثل مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين، ونهج الرئيس الأميركي "أميركا أولاً"، تُقدم المجموعة نفسها كملاذ للدبلوماسية متعددة الأطراف في خضم الصراعات العنيفة والحروب التجارية.
وخلال كلمته الافتتاحية لقمة "بريكس"، شبه رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التجمع بحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة وهي مجموعة من الدول النامية التي رفضت الانضمام رسمياً إلى أي من طرفي النظام العالمي المنقسم.
وقال لولا لزعماء المجموعة "بريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز... وفي ظل الأخطار التي تحيق بالتعددية، أصبحت استقلاليتنا مهددة مرة أخرى".
وفي بيان مشترك صدر مساء أمس الأحد، حذرت "بريكس" من أن زيادة الرسوم الجمركية تهدد التجارة العالمية، مواصلة بذلك انتقادها المبطن لسياسات ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية.
معاقبة الدول الأخرى
وبعد ساعات، حذر ترمب من أنه سيعاقب الدول التي تسعى لأن تحذو حذو المجموعة.
وقال ترمب في منشور على "تروث سوشيال"، "أي دولة تنحاز إلى سياسات بريكس المعادية لأميركا ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة. لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسات. شكرا لانتباهكم لهذا الأمر!".
ولم يوضح ترمب أو يُفصل "السياسات المعادية لأميركا" في منشوره.
وتسعى إدارة ترمب إلى إبرام عشرات الاتفاقيات التجارية مع مجموعة واسعة من البلدان قبل الموعد النهائي الذي حدده ترمب في التاسع من يوليو (تموز) لفرض "رسوم جمركية مضادة" كبيرة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار لولا في تصريحات أدلى بها السبت إلى أن دول "بريكس" تمثل الآن ما يزيد على نصف سكان العالم و40 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي، محذراً في الوقت نفسه من تزايد سياسات الحماية التجارية.
وفي أول قمة لها عام 2009 ضمت مجموعة "بريكس" البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل أن تنضم لها جنوب أفريقيا لاحقاً، وفي العام الماضي ضمت مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات كأعضاء، وأرجأت السعودية الانضمام رسمياً، وفقاً لمصادر.
وأبدت أكثر من 30 دولة اهتمامها بالمشاركة في بريكس بالعضوية الكاملة أو الشراكة.
نفوذ وتعقيدات متزايدة
أضاف توسع "بريكس" ثقلاً دبلوماسياً للمجموعة التي تطمح إلى التحدث باسم الدول النامية في نصف الكرة الجنوبي، مما عزز الدعوات لإصلاح مؤسسات عالمية مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي.
وقال لولا في تصريحاته التي سلطت الضوء على فشل الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط "إذا لم تعكس إدارة الشؤون الدولية الواقع الجديد متعدد الأقطاب في القرن الواحد والعشرين فإن الأمر متروك لمجموعة بريكس للمساعدة في تحديثها".
وعبرت بريكس عن دعمها لانضمام إثيوبيا وإيران إلى منظمة التجارة العالمية التي دعتها المجموعة إلى استعادة قدرتها على حل النزاعات التجارية سريعاً.
وأيد القادة في البيان خططاً لتجريب مبادرة "ضمانات بريكس متعددة الأطراف" في بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة بهدف خفض كلفة التمويل وتعزيز الاستثمار في الدول الأعضاء.
وتستغل البرازيل التي تستضيف أيضاً قمة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ في نوفمبر (تشرين الثاني) كلا التجمعين لتسليط الضوء على مدى جدية الدول النامية في التصدي لتغير المناخ في الوقت الذي أوقف فيه ترمب المبادرات المناخية الأميركية.
وقال مصدران مطلعان على المناقشات بخصوص تمويل الحفاظ على الغابات المهددة في العالم إن الصين والإمارات أشارتا خلال اجتماعات مع وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد في ريو دي جانيرو إلى أنهما تعتزمان الاستثمار في التسهيل الائتماني المقترح لمبادرة "غابات مدارية إلى الأبد".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يحرق الانتقام وحلق الشوارب في السويداء أصابع الجيش السوري؟
هل يحرق الانتقام وحلق الشوارب في السويداء أصابع الجيش السوري؟

Independent عربية

timeمنذ 13 دقائق

  • Independent عربية

هل يحرق الانتقام وحلق الشوارب في السويداء أصابع الجيش السوري؟

موس الحلاقة أخذ طريقه ينتزع الشعر الأبيض الكثيف البادي على وجه رجل مسن من أهالي محافظة السويداء جنوب سوريا، ولم تكتف أيادي شاب يرتدي سترة عسكرية بإزالة الشعر لكن الإهانات كانت مصاحبة لإذلاله، ولم يشفع تضرعه بعدم امتلاكه للسلاح بأن يتابع إهانته بلا أدنى رحمة. مقطع مصور يظهر به عناصر مسلحة يعتقد أنهم من أفراد الجيش الحكومي يتعمدون إهانة الرجل المسن، مما أثار موجة غضب عارمة. مشهد يختزل انهيار القيم الإنسانية والأخلاقية ضمن معركة لا تزال تدور في جبل العرب "الأشم"، كما اعتاد السوريون نعته بما يمثل رمز الكرامة والشهامة والنخوة التي طالما اعتز بها أهالي الجبل ورجاله. وتتعرض السويداء إلى موجة عنف على خلفية توترات أمنية واقتتال بين مجموعات مسلحة، تحولت إلى صورة من صور الاقتتال الطائفي، مما دفع وزارة الدفاع إلى زج فصائل عسكرية تابعة لها لإحكام السيطرة على المدينة وريفها، بعدما ظلت خارج حكم السلطات السورية الجديدة منذ سقوط نظام الأسد. ومع إعلان دخول القوات الحكومية مدينة السويداء (تبعد 120 كيلومتراً من دمشق) ضجت وسائل التواصل الاجتماعي من نشر وبث مقاطع توثق، بلغة لا تخلو من التهكم والتنمر وصوت يعلو به خطاب الكراهية، انتهاكات بحق المدنيين العزل وصلت إلى إعدامات بحقهم، وتعذيب وإذلال وسط تباهي أفراد من القوات الحكومية بقص شوارب رجال وشبان من أبناء المنطقة، مما يزيد من أوار الفتنة وأوزارها ويزرع أحقاداً بعد كل هذا الانتقام المجحف بحق قاطني المدينة. وليست الشوارب المفتولة لدى أبناء جبل العرب قاصرة في معناها على المظهر الشكلي وحسب، بل تعد تقليداً متأصلاً لدى أهل السويداء له دلالاته، ويرمز إلى الشموخ والعزة والكرامة، من ثمَّ نشرت أوساط شعبية من جميع مشارب السوريين واتجاهاتهم الدينية والسياسية منشورات استنكار عبر حساباتهم الشخصية والعامة، تستهجن ما يحدث من إهانات وحلق لشوارب، مُطالبة بوقف الاقتتال ومحاسبة فورية وعلنية لمرتكبي هذه الجرائم في حق الإنسانية. ووثقت المشاهد المصورة ظهور ناشطين إعلاميين أثناء دخول الجيش السوري إلى السويداء يصورون حلق الشوارب بلغة استهزاء تجاه رمز من رموز الرجولة، وبطريقة كلامية تختزل فوزاً ميدانياً على مدينة بعدما استعصت عن الخضوع للدولة منذ الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد وهربه إلى العاصمة الروسية موسكو. ظهور عسكري في المقابل، يتحدث مراقبون أن الأمر يؤكد تورط عناصر الجيش والأمن الحكومية، وانخراط أفراد شرطة عسكرية تواجدوا لوقف هذه الانتهاكات في حق أبناء السويداء، لكن ما زاد الأمر تعقيداً كان ظهور اثنين من عناصر الشرطة يحملان مقصات ضمن مقاطع مصورة بثها ناشطون ويعمدان إلى قص شوارب أحد الرجال. وتبدي الناشطة الحقوقية من السويداء رفا أبو مغضب في حديث إلى "اندبندنت عربية" استغرابها مما تشهده مدينتها من هجوم غير مسبوق على البشر، ولا سيما الطريقة المهينة في حق رجال البلد بحلق شواربهم وما صاحبه من إهانات، وسط تسجيل اعتقالات تعسفية ونزوح القاطنين إلى القرى الشرقية، ومن بقي يخشى عليه، وفق رأيها، بعد اقتحام عناصر مسلحة البيوت وسرقتها وقتل العزل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشارت أبو مغضب إلى انقطاع الماء والكهرباء، والخدمات شبه متوقفة، علاوة عن استنزاف مستشفى المدينة وضعف قدرته على استيعاب الجرحى وجثث القتلى، مع توقف الأفران عن العمل، إضافة إلى ما يشاع عن تلويث المياه من قبل "البدو" وسط خطاب كراهية معلنة وتوثيق لأفعالهم. وأضافت الناشطة الحقوقية "إنها جريمة منظمة ولابد من تدخل دولي لإنهاء المأساة، وأبناء الجبل لديهم عقيدة ثابتة ومنبت متأصل بأنه حرم الاعتداء عليه ومنه، ابن الجبل يدافع ببسالة عن أرضه وعرضه ولن يكون نسخة عن أولئك المرتزقة الذين ينكلون، ويعدون دخولهم وسرقتهم للأرزاق غنيمة حرب". "أصبح الدروز أعداء فجأة"، هكذا تعبر أبو مغضب عن موقفها وفي حديثها نبرة يشوبها الأسى على مفارقة الأقارب والأصدقاء، منهم طبيبة ومدنيون يقطنون حارات السويداء الوديعة "فقط لأنهم طالبوا بالعدالة الانتقالية، ونظام حكم مقبول، من لا يميز بين الفيدرالية مثلاً واللامركزية ونقيضهما التقسيم، تصبح تهمة تلوكها الأفواه ضد معتدلي الرأي بغياب القانون والرادع الخلقي". انتهاكات وانتقام ويرى المدير التنفيذي لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" بسام الأحمد أنه "من الواضح أن الانتهاكات الموثقة هي لعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، وشاهد الجميع إهانات وتعذيباً وقتلاً خارج نطاق القضاء، وفي الوقت نفسه انتهاكات من المجموعات المسلحة في السويداء، لكن التجاوزات التي يرتكبها عناصر وزارتي الدفاع والداخلية والميليشيات التابعة لهما كبيرة، وفيها حرق منازل ونهب وعمليات إعدام وعدد هائل وغير مقبول من الألفاظ بحق الدروز ووصفهم بالخنازير، وأيضاً قضايا الإهانات والإذلال وحلق الشوارب". وعن تفسيره للتجاوزات التي تدور، يرى الأحمد أن "هذه العمليات واسعة الانتشار ولكن ليست انتهاكات فردية، لأن الفردية تكون عن حالات محدودة، لكننا اليوم نتحدث عن حالات كثيرة من القتل والنهب وفيديوهات إهانة، وواضح تعمد إذلال الناس من الطائفة الدرزية خصوصاً". في غضون ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض عدد من الأهالي لعمليات إذلال وقص شوارب الرجال "عنوة"، مع توافر معلومات عن مصرع 12 مدنياً من الطائفة الدرزية ضمن عملية إعدام ميدانية نفذتها قوات الأمن السورية في مضافة بمدينة السويداء، التي دخلتها خلال وقت سابق أمس الثلاثاء. ويعزو متابعون للمشهد الخلاف الذي بات واضحاً بين حكومة دمشق ووجهاء السويداء إلى نفاد صبر الإدارة الجديدة، نتيجة انفلات السلاح بأيدي المجموعات داخل الجنوب السوري، فضلاً على الاستقواء بالخارج وطلب حماية دولية، وكذلك الاتهامات بتنسيق شيوخ الطائفة مع إسرائيل التي تستغل حال الاختلاف ونشرت جيشها متجاوزاً المنطقة العازلة، والمناداة بحماية الطائفة الدرزية في سوريا، وتحليق الطيران الإسرائيلي وقصفه مواقع عسكرية حكومية في المعارك الحالية أو السابقة داخل ريف دمشق. في المقابل، يذهب فريق موالٍ للسلطات السورية إلى اعتبار تعنت شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري سبباً رئيساً لما يحدث، وجاء في تصريح للإعلامي السوري المقرب من الحكومة موسى العمر "لم تدخل القوات السورية إلا بعد نداء أهلها بالدخول لحماية المدنيين من المجموعات المسلحة، والدولة تحملت كل أنواع الأذى والتطاول".

من هو كيفن هاسيت الأوفر حظا لخلافة جيروم باول على رأس الفيدرالي ؟
من هو كيفن هاسيت الأوفر حظا لخلافة جيروم باول على رأس الفيدرالي ؟

الاقتصادية

timeمنذ 13 دقائق

  • الاقتصادية

من هو كيفن هاسيت الأوفر حظا لخلافة جيروم باول على رأس الفيدرالي ؟

يتصدر كيفن هاسيت، أحد أقدم المساعدين للشؤون الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائمة المرشحين الأوفر حظاً لخلافة جيروم باول في رئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي العام المقبل، وفقاً لأشخاص مطلعين على العملية. يُعد هاسيت، الذي يشغل حالياً منصب مدير المجلس الاقتصادي الوطني، إلى جانب كيفن وورش، من أبرز المرشحين في سباق يشبه برنامج "ذا أبرنتس"، لكن هذه المرة يديره ترمب بنفسه من داخل البيت الأبيض. أيضاً يقدم وزير الخزانة سكوت بيسنت المشورة في عملية الاختيار -لكنه قد يحصل على المنصب إن لم ينجح المرشحون الآخرون في إقناع ترمب- بينما يبقى كريستوفر والر، المحافظ في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الحصان الأسود في السباق ليكون الفائز غير المتوقع بالمنصب، بحسب أشخاص مطلعين على النقاشات. استقلالية الاحتياطي الفيدرالي رفع ترمب من أهمية ملف خلافة باول من خلال هجماته المتكررة عليه بسبب إبقائه أسعار الفائدة مرتفعة جداً، وأشار إلى أنه سيختار رئيساً لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يرغب في خفضها. أثار هذا الموقف قلق المستثمرين من تآكل استقلالية البنك المركزي عن الضغوط السياسية، بينما تُعد الاستقلالية عنصراً أساسياً في قدرته على مكافحة التضخم في الولايات المتحدة ودعم قوة الدولار الأميركي. ردد هاسيت انتقادات ترمب الموجهة للبنك المركزي الأميركي. وفي مقابلة على قناة "فوكس بزنس" الشهر الجاري، أشار إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جهة مستقلة، لكنه أضاف أن قراره بخفض أسعار الفائدة قبل انتخابات العام الماضي ثم تثبيتها لاحقاً بحجة مخاطر التضخم المرتبطة بالرسوم الجمركية، جعله يستحق انتقادات الرئيس. تابع هاسيت: "أعتقد أن ذلك يثير شبهة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لم يعد يتصرف كجهة غير حزبية أو مستقلة". من هو كيفن هاسيت ؟ كان يُنظر إلى هاسيت سابقاً كخبير اقتصادي محافظ معتدل، متوافق مع سياسيين مثل ميت رومني. لكنه أصبح ضمن دائرة ترمب منذ ما يقارب 10 سنوات. واتبع في إدارته للمجلس الاقتصادي الوطني نهجاً مختلفاً عن سلفه غاري كون، الذي حاول كبح نزعات ترمب بشأن الرسوم الجمركية، والذي لم يبق طويلاً في منصبه. أما هاسيت، فقد انخرط كلياً في نهج "اجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وراح يكرس مواقف ترمب بشأن التجارة والضرائب والتضخم في الولايات المتحدة وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، خلال ظهوره المتكرر على شاشات التلفزيون. وفقاً لستيفن مايرو، مدير شركة الأبحاث "بيكون بوليسي أدفايزرز" (Beacon Policy Advisers) في واشنطن، فإن هذا ما يتطلبه البقاء ضمن عالم ترمب. أضاف مايرو: "أي شخص بقي طوال هذه المدة إلى جانب ترمب، فهو لا يأتي بأيديولوجيا يسعى لفرضها، فهو ليس موجوداً لخدمة مدرسة فكرية في السياسة النقدية، بل موجود لخدمة ترمب". يبقى السؤال المطروح هو كيف سينعكس هذا المبدأ في الخدمة على منصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والذي يُفترض أن يكون بعيداً عن الأولويات السياسية للإدارة الأميركية؟ هذا السؤال يساوي مليارات الدولارات. إذ يرى خبراء الاقتصاد أن البنوك المركزية المستقلة قادرة أكثر على كبح التضخم، وبالتالي فإن اختيار رئيس لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يُنظر إليه كخاضع لإرادة البيت الأبيض قد يؤدي إلى اهتزاز أسواق السندات الأميركية. كما أن تهديدات ترمب المتكررة بإقالة باول زادت من المخاوف المالية التي فجرتها حربه التجارية. في المقابل، يرى ترمب أن معدلات الفائدة المرتفعة تكلف الولايات المتحدة الأميركية مئات المليارات سنوياً على شكل مدفوعات الفوائد على الدين العام. عملية اختيار خليفة باول أكد بيسنت، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" أمس، أن عملية اختيار خليفة باول قد انطلقت رسمياً. ويشارك في هذا المسار إلى جانب وزير الخزانة الأميركية، عدد محدود من كبار المساعدين، من بينهم سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، التي تلعب دوراً حاسماً في قرارات تعيين الشخصيات البارزة، وتتمتع بخبرة سياسية واسعة تسهم في ضمان أن يكون الاقتصاد الأميركي في وضع قوي بحلول انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي العام المقبل. يؤكد حلفاء ترمب أن الرئيس منخرط بعمق في قرار الاختيار. وتوقع أحد المستشارين أن تسير مقابلات الترشيح بسرعة، نظراً إلى أن ترمب يتصرف عادة فور ترسخ فكرة ما في ذهنه. فيما أفاد البعض بأن هاسيت يعبر في أحاديثه الخاصة داخل الإدارة وخارجها عن رغبة شديدة في الحصول على المنصب، رغم أنه يراوغ حين يُسأل عن ذلك على شاشات التلفزيون، ولم يرد هاسيت على طلبات التعليق في هذا الشأن. أما ترمب، فقد سُئل من قبل الصحفيين أمس عما إذا كان بيسنت هو المرشح الأول لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فأجاب أنه "أحد الخيارات"، وأشاد بأداء وزير الخزانة قائلاً إنه "يقوم بعمل ممتاز". قال المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي: "بعد أن تجاوزنا بشكل حاسم أزمة التضخم التي تسبب بها الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، فإن الرئيس ترمب يؤكد على ضرورة أن تكون السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي منسجمة مع أجندة النمو التي تتبناها الإدارة. وسيواصل الرئيس ترشيح أكثر الأشخاص المؤهلين لخدمة الشعب الأميركي على أكمل وجه". أفضيلة هاسيت بين المرشحين يتمتع هاسيت بميزة قربه اليومي من الرئيس، إذ يملك مكتباً في الجناح الغربي للبيت الأبيض. أما وورش، فيتنقل بين معهد "هوفر" في كاليفورنيا ومدينة نيويورك. وكان ترمب قد قابل وورش -قد شغل سابقاً منصب محافظ في الفيدرالي- عام 2017 ضمن مرشحين لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لكنه اختار في النهاية باول، لأنه رأى أن أفكار وورش متشددة للغاية وأن مظهره لا يوحي بالنضج الكافي. سبق لهاسيت أن ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين خلال الولاية الأولى لترمب. وتضمنت مسيرته السابقة العمل كخبير اقتصادي في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وكمدير أبحاث في معهد "أميركان إنتربرايز" (American Enterprise Institute). يُعرف هاسيت بخبرته في قضايا الضرائب، وألف العديد من الكتب في هذا المجال. لكن كتابه الأشهر -وربما الأكثر إثارة للجدل- كان بعنوان "مؤشر داو عند 36 ألف نقطة"، الذي توقع فيه قفزة كبيرة في سوق الأسهم الأميركية، ونُشر قبيل انفجار فقاعة شركات الإنترنت. لم يصل مؤشر "داو" إلى هذا المستوى إلا بعد أكثر من عقدين. وخلال فترة ابتعاد ترمب عن السلطة بين ولايتيه، حين أقام في فلوريدا، كان هاسيت -الذي عمل حينها مع صندوق الاستثمار "أفينتيتي بارتنرز" (Affinity Partners) التابع لجاريد كوشنر– يلتقي بترمب باستمرار لمناقشة الأفكار الاقتصادية. يقول أحد أصدقاء هاسيت القدامى إن كلا الرجلين يتشاركان رؤية متشابهة للعالم، ويميلان إلى تراكم الضغائن تجاه من يعتقدان أنهم أساؤوا إليهما. هجوم ترمب على باول أعرب ترمب مراراً عن تذمره من باول منذ تعيينه في رئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. تصاعدت تلك الشكاوى في الولاية الثانية، إذ أطلق عليه لقب "متأخر للغاية" ولم يتردد في استخدام عبارات أكثر حدة. حافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بقيادة باول على ثبات أسعار الفائدة العام الجاري، بعد أن خفضها نقطة مئوية كاملة خلال الأشهر الأخيرة من 2024. يؤكد صناع السياسة النقدية أن لا حاجة للاستعجال في مزيد من الخفض، مستندين إلى قوة النمو الاقتصادي وسوق العمل، بالإضافة إلى الحاجة لوقت أطول لرصد تأثير الرسوم الجمركية على التضخم في الولايات المتحدة، وهو تأثير يتوقعه معظم الخبراء الاقتصاديين. حتى الآن، لم تشهد أسعار المستهلكين زيادات واضحة بسبب الرسوم، رغم أن أرقام يونيو -التي نُشرت أمس- أظهرت مؤشرات على أن الشركات بدأت في تحميل التكاليف المرتبطة بالتجارة إلى المستهلكين. عزز هذا الأمر التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير مجدداً في اجتماعه المقبل في 29-30 يوليو الحالي. تظل الأسواق تتوقع خفضين للفائدة بحلول نهاية العام الجاري. هل يستقيل جيروم باول؟ مع انتقاد ترمب المتكرر لبنك الاحتياطي الفيدرالي باعتباره "متأخراً"، اتهم هاسيت البنك المركزي الأميركي في مقابلته على "فوكس" بأنه "متخلف عن الركب" مقارنة بما تقوم به البنوك المركزية الأخرى. كما انضم إلى مساعدي ترمب الآخرين وعدد من المشرعين الجمهوريين في التعبير عن قلقهم من التكاليف المتزايدة لتجديد مقر الفيدرالي، والتي تحولت إلى وسيلة جديدة يستخدمها ترمب لمهاجمة باول. ومن بين الأهداف المحتملة لهذا الضغط، دفع باول إلى مغادرة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بالكامل عند انتهاء ولايته كرئيس للبنك في مايو المقبل، بدلاً من البقاء في منصب المحافظ، الذي تنتهي ولايته فيه خلال 2028. وتستند حجة الإدارة إلى ضرورة أن يتمكن مرشح ترمب –سواء كان هاسيت أو غيره– من تولي المنصب من دون عراقيل. قال بيسنت في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "من المعتاد أن يستقيل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من منصب المحافظ أيضاً. دار حديث كثير عن احتمال حدوث ارتباك في الأسواق في حال وجود رئيس ظل للبنك الفيدرالي قبل إعلان تعيين رسمي، وأستطيع أن أقول إن بقاء رئيس سابق للبنك كعضو في مجلس الإدارة سيكون مربكاً جداً للسوق".

مطار الموصل يخلع دمار "داعش" ويعاود العمل
مطار الموصل يخلع دمار "داعش" ويعاود العمل

Independent عربية

timeمنذ 43 دقائق

  • Independent عربية

مطار الموصل يخلع دمار "داعش" ويعاود العمل

افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الأربعاء مطار الموصل الدولي، الذي أعيد بناؤه بعد ثمانية أعوام من إعلان السلطات العراقية دحر تنظيم "داعش"، الذي دمر المنشأة بالكامل. وسيطر التنظيم الإرهابي خلال الـ10 من يونيو (حزيران) 2014 على الموصل، ثاني كبرى مدن العراق ومركز محافظة نينوى شمال البلاد. وأعلن منها بعد 19 يوماً إقامة "الخلافة الإسلامية". وبعد معارك عنيفة استعادت القوات العراقية، بدعم من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، المدينة عام 2017. وأعلنت بغداد في نهاية العام نفسه هزيمة التنظيم داخل العراق بعدما سيطر على مساحات واسعة من شماله وغربه. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واستعادت السلطات العراقية خلال فبراير (شباط) 2017 السيطرة على مطار الموصل الدولي بعد ثلاثة أعوام من تدميره بالكامل وخروجه عن الخدمة. وخلال أغسطس (آب) 2022، وضع رئيس الوزراء حينذاك مصطفى الكاظمي حجر الأساس لإعادة بنائه. وحط السوداني اليوم داخل طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية في المطار الذي "سيُشغل بصورة كلية بعد شهرين"، وفق بيان صدر عن مكتبه. وسيتمكن المطار "المصمم لاستيعاب الطائرات الكبيرة لنقل المسافرين والشحن الجوي"، من استيعاب 630 ألف مسافر سنوياً، وستبلغ طاقته للشحن الجوي نحو 30 ألف طن سنوياً، وفق البيان. وقال مدير المطار عمار البياتي لوكالة الصحافة الفرنسية "أصبح المطار جاهزاً لتسيير رحلات داخلياً وإلى دول العالم"، من دون تحديد موعد بدء تسيير الرحلات. ولفت إلى أن أكثر الوجهات الدولية للرحلات المنطلقة من مطار الموصل الدولي أو الوافدة إليه كانت تركيا والأردن، قبل خروجه عن الخدمة جراء سيطرة "داعش". ويشهد العراق استقراراً نسبياً بعد أربعة عقود من النزاعات والحروب التي خلفت تهالكاً في بنيته التحتية وسياسات عامة غير فعالة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store