logo
الوزيرة السغروشني توقّع سلسلة اتفاقيات استراتيجية لتسريع التحول الرقمي بالمغرب (صور)

الوزيرة السغروشني توقّع سلسلة اتفاقيات استراتيجية لتسريع التحول الرقمي بالمغرب (صور)

برلمانمنذ 5 أيام
الخط : A- A+
إستمع للمقال
شهدت المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، التي انعقدت يومي 1 و2 يوليوز الجاري بالرباط، دينامية قوية تجسدت في توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية من طرف وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، آمال الفلاح السغروشني، مع عدد من الفاعلين المؤسساتيين والوطنيين والدوليين، بهدف تسريع التحول الرقمي، وتعزيز السيادة الرقمية للمملكة، وترسيخ العدالة المجالية والاقتصادية من خلال التكنولوجيا.
في هذا الإطار، وقّعت الوزيرة مذكّرة تفاهم مع وزارة التربية الوطنية تروم دعم رقمنة المنظومة التربوية والرياضية، عبر إدماج التكنولوجيا في البرامج الدراسية وتطوير محتويات بيداغوجية رقمية، فضلا عن تبادل الخبرات وتنظيم فعاليات مشتركة لتقوية القدرات الرقمية داخل المؤسسات التعليمية والرياضية.
كما تم توقيع اتفاق مماثل مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، بهدف تعزيز قابلية التشغيل وتحسين إدماج الكفاءات في سوق العمل من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، وتوجيه الباحثين عن العمل بحسب حاجيات السوق، ودعم المقاولات الصغيرة في تبني الرقمنة، وتنظيم برامج لإعادة التأهيل المهني للعاملين في القطاعات المتأثرة بالتحول التكنولوجي.
على المستوى الدولي، تم تعزيز الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر التوقيع على مذكرة تفاهم تندرج ضمن مبادرة «Digital for Sustainable Development»، وتهدف إلى دعم التحول الرقمي الشامل في البلدان العربية والإفريقية، عبر إدماج الذكاء الاصطناعي في الخدمات العمومية، وتكوين الكفاءات، ودعم البنى التحتية المستدامة.
وتم كذلك توقيع إعلان نوايا مع مبادرة «Current AI» للانضمام إليها كعضو مؤسس، بما يسمح للمغرب بالمشاركة في تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول ومُنصف، والمساهمة في مشاريع ذات أولوية وطنية كالتنوع اللغوي، والصحة، والمساءلة التكنولوجية.
وفي إطار دعم حضور المغرب في الفضاء الرقمي الدولي، تم توقيع بروتوكول تعاون مع منظمة التعاون الرقمي لتفعيل عدد من البرامج، من بينها مشروع 'We-Elevate' لدعم ولوج المقاولات المغربية إلى أسواق التجارة الرقمية، ومبادرة 'Green Cloud Morocco' التي تروم إنشاء مراكز بيانات خضراء ومصانع للذكاء الاصطناعي، قادرة على تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 70%، مع تمكين المملكة من لعب دور محوري إقليمي في هذا المجال.
وفي خطوة نوعية لتعزيز الابتكار في الأقاليم، تم التوقيع على اتفاقية ثلاثية بين وزارة الانتقال الرقمي ووزارة التعليم العالي وجهة الشرق، تقضي بإنشاء 'معهد الجزري' للتميز الرقمي في إقليم الناظور، ليكون منصة للبحث والتكوين والابتكار في الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على قطاعات حيوية كالفلاحة والطاقات المتجددة والاقتصاد الأزرق.
كما جرى توقيع اتفاق مع القرض الفلاحي للمغرب لتنفيذ برنامج وطني للإدماج الرقمي في المجال القروي، بهدف تمكين الساكنة من الولوج السلس للخدمات الرقمية، وتكوين الفئات الهشة، وتحفيز الابتكار المحلي في مجالات التكنولوجيا الزراعية واقتصاد التدوير.
ومن أجل ترسيخ أسس السيادة الرقمية، تم توقيع اتفاقية شراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات لدعم تطوير مراكز بيانات وطنية وتكوين كفاءات عالية في مجال الرقمنة، في حين توج التعاون بين وزارة الانتقال الرقمي ووزارة الانتقال الطاقي بتوقيع اتفاق يهم بناء مراكز بيانات جديدة تعتمد على الطاقات المتجددة وتُجسد مبادئ الاقتصاد الدائري، في انسجام تام مع رهانات التنمية المستدامة والسيادة التكنولوجية.
وفي إطار التوجه نحو تكامل الاستراتيجيات الوطنية، وقّعت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة اتفاقية تعاون مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، تروم تنسيق الجهود بين مساري التحول الرقمي والانتقال الطاقي، في ظل التحديات المناخية الراهنة ومتطلبات تعزيز السيادة التكنولوجية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى التخطيط المشترك لبناء وتشغيل مراكز بيانات من الجيل الجديد، تعتمد على كفاءة طاقية عالية، واللجوء إلى الطاقات المتجددة، وتبنّي مبادئ الاقتصاد الدائري، بما يكرس إرادة الطرفين في إرساء تحول رقمي مسؤول، مستدام وذي جدوى بيئية واقتصادية.
هذا وتشكل هذه الشراكات التي قادتها الوزيرة آمال الفلاح السغروشني خريطة طريق جديدة نحو مغرب رقمي مندمج، عادل، وسيادي، يستثمر الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية الشاملة، ويضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان، ويكرس انخراط المملكة في بناء نموذج رقمي مبتكر، تشاركي، ومستدام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أقمار صناعية استخباراتية مغربية تراقب الحدود مع الجزائر والمنطقة العازلة
أقمار صناعية استخباراتية مغربية تراقب الحدود مع الجزائر والمنطقة العازلة

الأيام

timeمنذ 10 ساعات

  • الأيام

أقمار صناعية استخباراتية مغربية تراقب الحدود مع الجزائر والمنطقة العازلة

ط.غ نقلت تقارير إعلامية اسبانية أن المغرب شرع في تعزيز قدراته الاستخباراتية والمراقبة من الفضاء، عبر اقتناء أقمار صناعية تعتمد تكنولوجيا الرادار المتطورة من طراز 'أوفيك 13'. وبحسب مجلة 'ديفنسيا' العسكرية الإسبانية، فإنه منذ إطلاق القمرين الصناعيين 'محمد السادس – أ' (2017) و'محمد السادس – ب' (2018)، دخل المغرب مرحلة جديدة في رصد الأرض ومراقبة حدوده. وتم تطوير هذه الأقمار بالتعاون مع شركتي تاليس ألينيا سبايس وإيرباص ديفنس أند سبايس الأوروبية، بتكلفة تجاوزت 500 مليون يورو. مع نهاية العمر الافتراضي لهذه الأقمار، اختار المغرب طريقًا أكثر طموحًا، من خلال الحصول على جيل جديد من الأقمار التي تعتمد تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR)، والتي تتيح الرصد الليلي والنهاري، وفي جميع الأحوال الجوية، دون تأثر بالغيوم أو العواصف الرملية. ونقلت الصحيفة الاسبانية أنه امتلاك المغرب لهذه التكنولوجيا سيصبح قادراً على مراقبة حدوده مع الجزائر بشكل شبه دائم، خاصة في المنطقة العازلة بالصحراء. كما ستمكنه هذه الأقمار من رصد التحركات العسكرية والأنشطة المشبوهة في منطقة الساحل، حيث تنشط شبكات تهريب الأسلحة والجماعات المتطرفة. وفي المجال البحري، ستدعم هذه المنظومة جهود المغرب في مراقبة السواحل والتصدي للهجرة غير النظامية وعمليات التهريب. أما عسكريًا، فستوفر هذه الأقمار دعماً استخباراتياً فورياً للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، وتُسهِم في التخطيط الدقيق للعمليات وتقييم الخسائر المحتملة أو الفعلية.

الرباط.. انطلاق أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا بمشاركة باحثين من أزيد من 100 بلد
الرباط.. انطلاق أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا بمشاركة باحثين من أزيد من 100 بلد

صوت العدالة

timeمنذ 11 ساعات

  • صوت العدالة

الرباط.. انطلاق أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا بمشاركة باحثين من أزيد من 100 بلد

الرباط – انطلقت، اليوم الأحد بالرباط، أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك لأول مرة في القارة الإفريقية والعالم العربي، بمشاركة حوالي 5000 باحث يمثلون أكثر من 100 بلد. ويشمل برنامج هذا المنتدى، الذي تنظمه، تحت شعار 'معرفة العدالة في عصر الأنثروبوسين'، جامعة محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع الجمعية الدولية لعلم الاجتماع والهيئة المغربية لعلم الاجتماع، عقد ما يقارب 1329 جلسة تقودها 67 لجنة بحث ومجموعة موضوعاتيه تابعة للجمعية الدولية لعلم الاجتماع. وستتناول هذه الجلسات قضايا معاصرة محورية منها 'اللامساواة الاجتماعية والبيئية'، و'دور العلوم الاجتماعية في مواجهة الأزمات العالمية'، و'أصوات الجنوب في النقاشات الدولية'. وفي كلمة افتتاحية، أكد رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد غاشي، أن هذا المنتدى 'يأتي ليضيف لبنة فكرية جديدة في بناء 'المغرب المتوسطي، الإفريقي، الكوني'، الذي يراهن على المعرفة كرافعة للتنمية، وعلى العدالة كشرط للاستقرار، وعلى السوسيولوجيا كوسيلة للفهم والإصلاح'، مبرزا أن 'استضافة جامعة محمد الخامس لهذا المنتدى العالمي ليس مجرد محطة تنظيمية، بل هي تجسيد للرؤية الاستراتيجية للجامعة المغربية، كما أرادها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، جامعة منفتحة مبادرة وفاعلة في محيطها الوطني والدولي'. وأوضح أنه 'شرف كبير للرباط أن تتحول لعدة أيام إلى مركز عالمي للنقاش السوسيولوجي العميق، في زمن تزداد فيه الحاجة إلى تفكيك تعقيدات عالمنا، وفهم ديناميات التغيير، وتوجيه مسارات العدالة الاجتماعية والبيئية، في ظل التحولات المتسارعة التي تميز عصر 'الأنثروبوسين'، مشيرا إلى أن شعار المنتدى 'لا يستدعي فقط أدوات التحليل التقليدي، بل يفرض علينا كجامعات، ومراكز أبحاث، ومفكرين، أن نتجاوز البنى الصلبة للنظرية، وأن نفتح نوافذ جديدة للسوسيولوجيا القادرة على إعادة مساءلة العلاقة بين الإنسان والمجتمع والطبيعة والمعرفة والهيكلة'. واعتبر أن الأمر لا يتعلق فقط بـ'حضور منتدى علمي، بل هو مساهمة في بناء جسر جديد بين الشعوب، وإعادة تأسيس أفق أخلاقي للعلم في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل'، معربا عن الأمل في أن 'تشكل جامعة محمد الخامس، بحيويتها الفكرية، وضيافتها العريقة، ومؤسساتها العلمية، فضاء خصبا للنقاشات، ومنصة لإطلاق مشاريع بحثية وشراكات أكاديمية تتجاوز هذا الحدث نحو استمرارية مثمرة'. من جهته، ثمن جيوفري بلاييرز، رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، إقامة المنتدى بمدينة الرباط، ووصفه بأنه 'لحظة حاسمة لإعادة تأكيد الدور الاستراتيجي لعلم الاجتماع في مواجهة الأزمات متعددة الأبعاد التي تجتاح العالم'، مبرزا أن هذا اللقاء يجسد الالتزام الراسخ للجمعية الدولية لعلم الاجتماع بالبحث 'النقدي والمستقل والمتضامن'، المنفتح على تعددية المعارف والخبرات. وفي معرض تطرقه للسياق الدولي، حذر السيد بلاييرز من انتشار الأخبار الكاذبة ومن تراجع الحرية الأكاديمية على الخصوص، لافتا إلى أن التدخل النقدي للعلوم الاجتماعية لا يزال ضروريا لتعزيز العدالة الاجتماعية، وحماية حقوق الإنسان، وتنوير القرارات العمومية. من جانبها، أشارت أليسون لوكونتو، رئيسة المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع، إلى أن هذا المنتدى ليس مجرد مساحة للتبادل العلمي، بل هو أيضا دعوة لإعادة التفكير في المعرفة، وتقدير الأصوات المهمشة منذ زمن طويل، والمشاركة في بناء مستقبل مستدام، مضيفة أن اختيار الرباط، ملتقى الثقافات، يضفي على هذه الدورة أهمية رمزية قوية. وفي سياق حديثها عن مفهوم الأنثروبوسين، اعتبرت السيدة لوكونتو أن هذا المفهوم يتطلب من علماء الاجتماع إعادة التفكير في العدالة الاجتماعية من خلال دمج أشكال المعرفة المهمشة منذ فترة طويلة، داعية المجتمع العلمي إلى العمل على أن يكون للمناقشات التي تعقد في الرباط بصمة واضحة في المجتمعات، من أجل الاستجابة بشكل أفضل للتحديات البيئية والاجتماعية المعاصرة. ومن جهته، أكد عبد الفتاح الزين، رئيس اللجنة المحلية لتنظيم المنتدى ومنسق الهيئة المغربية لعلم الاجتماع، أن التغيير الاجتماعي الرصين يتطلب المعرفة والتدبير وهذه مميزات الفعل السوسيولوجي، ذلك أن علم الاجتماع بتخصصاته ذات الصلة أصبحت ضرورة تكوينية لتشخيص أعطاب المجتمع بمختلف مكوناته وقطاعاته في إطار هندسة يتولى مختلف الفاعلون إنجازها في مواكبة من السوسيولوجيا. وارتباطا بموضوع المنتدى، أوضح السيد الزين أن للنشاط البشري تأثير على فضاء العيش إلى الحد الذي أصبح فيه قوة جيولوجية قابلة للمقارنة بالقوى الطبيعية، مؤكدا أنه سيتم تناول هذه الفرضية لأول مرة من طرف هذا العدد الهائل من الباحثين من مختلف الزوايا وفي ارتباط بمؤشرات متنوعة وعبر مقاربات متعددة. وتقام أنشطة المنتدى، الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 11 يوليوز الجاري، في عدة فضاءات بمدينة الرباط، أبرزها المسرح الوطني محمد الخامس، وكلية علوم التربية، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي، والمدرسة المحمدية للمهندسين، والمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، الذي سيستضيف أول مهرجان للفيلم السوسيولوجي ضمن البرنامج الرسمي للمنتدى.

الرباط.. انطلاق أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا بمشاركة باحثين من أزيد من 100 بلد
الرباط.. انطلاق أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا بمشاركة باحثين من أزيد من 100 بلد

مراكش الآن

timeمنذ 12 ساعات

  • مراكش الآن

الرباط.. انطلاق أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا بمشاركة باحثين من أزيد من 100 بلد

انطلقت، الأحد بالرباط، أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك لأول مرة في القارة الإفريقية والعالم العربي، بمشاركة حوالي 5000 باحث يمثلون أكثر من 100 بلد. ويشمل برنامج هذا المنتدى، الذي تنظمه، تحت شعار 'معرفة العدالة في عصر الأنثروبوسين'، جامعة محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع الجمعية الدولية لعلم الاجتماع والهيئة المغربية لعلم الاجتماع، عقد ما يقارب 1329 جلسة تقودها 67 لجنة بحث ومجموعة موضوعاتيه تابعة للجمعية الدولية لعلم الاجتماع. وستتناول هذه الجلسات قضايا معاصرة محورية منها 'اللامساواة الاجتماعية والبيئية'، و'دور العلوم الاجتماعية في مواجهة الأزمات العالمية'، و'أصوات الجنوب في النقاشات الدولية'. وفي كلمة افتتاحية، أكد رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد غاشي، أن هذا المنتدى 'يأتي ليضيف لبنة فكرية جديدة في بناء 'المغرب المتوسطي، الإفريقي، الكوني'، الذي يراهن على المعرفة كرافعة للتنمية، وعلى العدالة كشرط للاستقرار، وعلى السوسيولوجيا كوسيلة للفهم والإصلاح'، مبرزا أن 'استضافة جامعة محمد الخامس لهذا المنتدى العالمي ليس مجرد محطة تنظيمية، بل هي تجسيد للرؤية الاستراتيجية للجامعة المغربية، كما أرادها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، جامعة منفتحة مبادرة وفاعلة في محيطها الوطني والدولي'. وأوضح أنه 'شرف كبير للرباط أن تتحول لعدة أيام إلى مركز عالمي للنقاش السوسيولوجي العميق، في زمن تزداد فيه الحاجة إلى تفكيك تعقيدات عالمنا، وفهم ديناميات التغيير، وتوجيه مسارات العدالة الاجتماعية والبيئية، في ظل التحولات المتسارعة التي تميز عصر 'الأنثروبوسين'، مشيرا إلى أن شعار المنتدى 'لا يستدعي فقط أدوات التحليل التقليدي، بل يفرض علينا كجامعات، ومراكز أبحاث، ومفكرين، أن نتجاوز البنى الصلبة للنظرية، وأن نفتح نوافذ جديدة للسوسيولوجيا القادرة على إعادة مساءلة العلاقة بين الإنسان والمجتمع والطبيعة والمعرفة والهيكلة'. واعتبر أن الأمر لا يتعلق فقط بـ'حضور منتدى علمي، بل هو مساهمة في بناء جسر جديد بين الشعوب، وإعادة تأسيس أفق أخلاقي للعلم في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل'، معربا عن الأمل في أن 'تشكل جامعة محمد الخامس، بحيويتها الفكرية، وضيافتها العريقة، ومؤسساتها العلمية، فضاء خصبا للنقاشات، ومنصة لإطلاق مشاريع بحثية وشراكات أكاديمية تتجاوز هذا الحدث نحو استمرارية مثمرة'. من جهته، ثمن جيوفري بلاييرز، رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، إقامة المنتدى بمدينة الرباط، ووصفه بأنه 'لحظة حاسمة لإعادة تأكيد الدور الاستراتيجي لعلم الاجتماع في مواجهة الأزمات متعددة الأبعاد التي تجتاح العالم'، مبرزا أن هذا اللقاء يجسد الالتزام الراسخ للجمعية الدولية لعلم الاجتماع بالبحث 'النقدي والمستقل والمتضامن'، المنفتح على تعددية المعارف والخبرات. وفي معرض تطرقه للسياق الدولي، حذر بلاييرز من انتشار الأخبار الكاذبة ومن تراجع الحرية الأكاديمية على الخصوص، لافتا إلى أن التدخل النقدي للعلوم الاجتماعية لا يزال ضروريا لتعزيز العدالة الاجتماعية، وحماية حقوق الإنسان، وتنوير القرارات العمومية. من جانبها، أشارت أليسون لوكونتو، رئيسة المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع، إلى أن هذا المنتدى ليس مجرد مساحة للتبادل العلمي، بل هو أيضا دعوة لإعادة التفكير في المعرفة، وتقدير الأصوات المهمشة منذ زمن طويل، والمشاركة في بناء مستقبل مستدام، مضيفة أن اختيار الرباط، ملتقى الثقافات، يضفي على هذه الدورة أهمية رمزية قوية. وفي سياق حديثها عن مفهوم الأنثروبوسين، اعتبرت لوكونتو أن هذا المفهوم يتطلب من علماء الاجتماع إعادة التفكير في العدالة الاجتماعية من خلال دمج أشكال المعرفة المهمشة منذ فترة طويلة، داعية المجتمع العلمي إلى العمل على أن يكون للمناقشات التي تعقد في الرباط بصمة واضحة في المجتمعات، من أجل الاستجابة بشكل أفضل للتحديات البيئية والاجتماعية المعاصرة. ومن جهته، أكد عبد الفتاح الزين، رئيس اللجنة المحلية لتنظيم المنتدى ومنسق الهيئة المغربية لعلم الاجتماع، أن التغيير الاجتماعي الرصين يتطلب المعرفة والتدبير وهذه مميزات الفعل السوسيولوجي، ذلك أن علم الاجتماع بتخصصاته ذات الصلة أصبحت ضرورة تكوينية لتشخيص أعطاب المجتمع بمختلف مكوناته وقطاعاته في إطار هندسة يتولى مختلف الفاعلون إنجازها في مواكبة من السوسيولوجيا. وارتباطا بموضوع المنتدى، أوضح الزين أن للنشاط البشري تأثير على فضاء العيش إلى الحد الذي أصبح فيه قوة جيولوجية قابلة للمقارنة بالقوى الطبيعية، مؤكدا أنه سيتم تناول هذه الفرضية لأول مرة من طرف هذا العدد الهائل من الباحثين من مختلف الزوايا وفي ارتباط بمؤشرات متنوعة وعبر مقاربات متعددة. وتقام أنشطة المنتدى، الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 11 يوليوز الجاري، في عدة فضاءات بمدينة الرباط، أبرزها المسرح الوطني محمد الخامس، وكلية علوم التربية، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي، والمدرسة المحمدية للمهندسين، والمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، الذي سيستضيف أول مهرجان للفيلم السوسيولوجي ضمن البرنامج الرسمي للمنتدى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store