
بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية.. برلمانيون يطالبون الحكومة بإعادة النظر في موازنة 25/26
شهدت الجلسة العامة بمجلس النواب اليوم الإثنين، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي مطالبات برلمانية واسعة، للحكومة بإعادة النظر في تقديرات مشروع الموازنة العامة للدولة 25/26، في ظل التطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة العربية حاليا، وتخوفات من تأثيرها على ارتفاع أسعار البترول وسلاسل الإمداد والسياحة.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، أثناء مناقشة تقرير لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، عن مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2025/2026.
من جانبه، قال النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، إن مصر تواجه العديد من التداعيات نظرا للتطورات الجيوسياسية في المنطقة.
وأضاف خلال الجلسة العامة للمجلس، أن مصر على خط النار وتواجه التحديات برجولة وشجاعة وشهامة.
و قال أبو العينين: ' منطقة الشرق الأوسط تواجه خطط مكشوفة و لكنها ستنعكس على الأمن القومي و على أسعار الغاز و البترول و سلاسل الامداد و السياحة ، مضيفا ' بعد هذه التطورات لابد من تحديث الأرقام في ظل التحديات.
وقال النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب 'ما زالت الأرقام لا تعكس الاقتصاد المصري الكامل ولابد أن نفجر الطاقات الكامنة ونستقطب المدخرات والاستثمارات وتشجيع الفرص المتاحة لدعم الصناعة وجذب الاستثمارات الصناعية والبحث عن أفكار خارج الصندوق'.
ولفت إلى أن التحدي القادم ليس الشعارات وإنما الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وعلوم المستقبل وأطالب الحكومة بإعادة قراءة الأرقام الخاصة بالموازنة العامة للدولة.
وطالب النائب الدكتور ايمن أبو العلا رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية استمرار العمل بالموازنة العامة للدولة الحالية ، مع تقديم الحكومه لموازنة بديلة في ضوء الاحداث التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط والتى ستؤثر بلاشك على الأرقام المطروحة فى الموازنة العامة للدولة 2025_2026.
وثمن النائب الدكتور أيمن ابو العلا الملاحظات الواردة فى تقرير لجنة الخطة والموازنة حول مشروع الموازنة الجديد للدولة.
وقال أبو العلا : 'نناقش مشروع الموازنه العامة الجديد فى ظل عاصفة الحرب بين إسرائيل وإيران ،لاسيما في ظل تلاعب الكيان الصهيوني بمقدرات الشرق الأوسط ، وهو ما سيؤثر على الموازنة'.
واستطرد النائب أيمن أبو العلا ، قائلا: 'أول الإشكاليات التى سنواجهها كضحايا لهذة الحرب هو ملف الطاقة والذى يمثل شىء فى منتهي الأهمية'.
وتخوف النائب الدكتور أيمن أبو العلا من ارتفاع سعر برميل البترول من 62 دولاراليصل لنحو 100 دولار، الأمر الذي يحتاج إلي إعادة هيكلة ونظرة فى الموازنة الجديدة للدولة 2025_2026.
وقال النائب الدكتور أيمن أبو العلا : 'لو مكان الحكومه كنت مشيت بالموازنة السابقة.. ونعمل تأجيل لعمل تقدير حقيقى بعد ظهور حجم العقبات التى ستخلفها الحرب بين إسرائيل وإيران عل المنطقة ككل ومصر' .
وشدد النائب الدكتور أيمن أبو العلا علي ضرورة إعادة هيكلة بنود الانفاق التى تخص الدعم وذلك بزيادتها لنحو 30 إلى 35%، خاصة أن المواطن لن يستطيع تحمل أعباء إضافية جديدة ،ومن بينها طوارئ الطاقة.
كما طالب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية الحكومة تقديم تقرير شامل بحجم التحديات التى تواجه المنطقة.
وقال :'نحن فى أزمة حقيقية ونعلن رفضنا للموازنة العامة الجديدة لعدم وجود خطة للتنمية واضحة'.
واعلنت النائب مها عبدالناصر، رفضها لمشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2025/2026.
وقالت النائبة: نناقش اليوم موازنة الدولة في سنة صعبة جدًا، والأرقام التي بها ربما ستتغير بسبب الأحداث الجيوسياسية التي تمر بالمنطقة والعالم، بالإضافة إلى أن 65% من إجمالي الموازنة لخدمة الدين فقط.
واستكملت النائبة كلمتها: أعتقد أن الظروف التي يمر بها العالم كله قد فهمنا جيدًا معها أن التقدم والعلم هما من يجعلان الدولة قوية وتستطيع الوقوف على قديمها تحت أي ظرف، وبالنظر لمخصصات التعليم في الموازنة المصرية نجدها بنسبة 1.5% من الموازنة، وبالتالي التعليم ليس على أولوية الموازنة، واستمرار التعامل مع التعليم دون وضعه كمشروع قومي الأهم خلال السنوات العشرة القادمة فلن يتغير شيء، وحتى أرقام ومخصصات التعليم مقارنة بدول إفريقيا والعربية هي الأقل بصورة غير مقبولة، بالنسبة لإسرائيل نجد مخصصات التعليم 10%، وفي إيران 5%، وبناء عليه أرفض الموازنة للمرة الخامسة.
من ناحيته ، قال النائب محمد بدراوي، عضو مجلس النواب أن مشروع الموازنة للعام المالي الجديد 2025/2026، تتضمن أعلى نسبة ضرائب تمثل 85% من الإيرادات وهو يؤكد زيادة الأعباء على الناس وضعف إيرادات الدولة من كل مشروعاتها وهيئاتها شاملة إيراد قناة السويس الى 15% فقط من الإيرادات'.
وأضاف بدراوي خلال الجلسة العامة اليوم 'الضرائب 2650 مليار جنيه وإجمالي الإيرادات 3100 مليار جنيه'.
وتابع عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب:' ارتفاع فوائد الدين إلى 2300 مليار جنيه وهو ما يمثل أكثر من 80% من إيراداتنا.
وتابع 'أي جنيه إيراد للدولة يضيع منه أكثر من 80 قرش فوائد ديون وبالتالى لا يتبق إلا القليل جدًا لتغطية المصروفات، وهذا القليل يغطى فقط الأجور والمرتبات حوالى 700 مليار جنيه '.
واستطرد:' نضطر إلى الاقتراض لبناء المدارس والمستشفيات والطرق ووضع دعم لرغيف الخبز والتموين وبالتالي يحدث العجز مرة أخرى، وهذا الاقتراض يقترب من 1500 مليار فوق الإيرادات المقدرة'.
وتابع بداروي 'نضطر لاقتراض 2000 مليار آخرين لسداد أقساط الديون القديمة وإعادة تدويرها وبالتالى نصبح محتاجين لاقتراض ما اجماليه 1500 مليار لسد عجز الموازنة، و 2000 لسداد القديم أي 3500 مليار وهو رقم كبير جدًا جدًا ويزداد سنويًا بلا حلول واقعية'.
وجه النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، سؤالاً عاجلاً لوزير المالية ووزيرة التخطيط خلال مناقشة موازنة الدولة بمجلس النواب اليوم، محذراً من تداعيات التهديدات الإسرائيلية والإيرانية على إمدادات النفط العالمية.
جاء التحذير – في الجلسة العامة برئاسة المستشار حنفي جبالي – وسط تصاعد التوترات الإقليمية، حيث أشار رضوان إلى أن:
وطلب النائب من الحكومة الإفصاح عن:
وأكد أن 'هذه التهديدات المباشرة تتطلب استعداداً سريعاً'، خاصة مع مناقشة موازنة 2025/2026 التي يفترض أن تتضمن حلولاً استباقية للأزمات المتوقعة.
قال النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أن فى ظل التحديات الحالية التى تواجه البلاد وما تشهده المنطقة من أحداث مشتعلة، يكون من الواجب علينا توجيه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على استقرار الدولة وحصول المواطنين على كل شئ يريدونه من مختلف السلع، فى ظل المشكلات العديدة التى تواجه المنطقة.
وأضاف الحصرى، أيضا فى ظل الحديث عن الموازنة، أريد أن اشكر الحكومة وبشكل خاص وزارة المالية على موقف الداعم لفلاحى مصر من مزاعى القطن الذين زرعوا محصول القطن فى العام الماضى بناء على رؤية الحكومة والسعر المعلن من الحكومة فى وقتها، إلا أن مع انخفاض الأسعار المالية للقطن، لم تتراجع الحكومة عن تلك الأسعار المعلنة من قبل رغم انخفاضها بقيمة 2000 جنيه للقنطار الواحد.
وتابع الحصرى، بالفعل بعد تعثر وزرة قطاع الأعمال عن السداد، تدخلت وزارة المالية وتم تدبير 6 مليار جنيه لسداد مستحقات المزارعين، بعد التنسيق بين كل من وزير الزراعة ووزير الشئون النيابية ولجنة الزراعة بالمجلس، وبالفعل حصل المزارعين على مستحقاتهم، ولم يعد هناك أى مستحقات سوى مبلغ 303 مليون، داعيا وزير المالية لسرعة صرفهم حتى يتم إغلاق ذلك الملف كاملا.
وأضاف رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن مشروع الموازنة لعامة للدولة للعام المالى الجديد، يأتى فى ظل تحديات كبيرة بالمنطقة والعالم وما يشهده من نقص فى السلع وزيادة فى أسعار الطاقة وحالة من عدم الاستقرار.
وتابع، الدولة قامت بعدة تدابير لاحتواء ومواجهة هذه التحديات، مستشهدا بما تم أعلنه وزير التموين حول توافر مخزون سلعى جيد يكفى لفترات طويلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة المال
منذ 21 دقائق
- جريدة المال
بقيمة 9.5 مليار دولار.. «الإحصاء»: 10.5% ارتفاعًا بحجم الصادرات المصرية إلى مجموعة دول السبع خلال 2024
أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تقريرًا عن أبرز مؤشرات العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول المجموعة، والتي تضم اكبر سبع اقتصادات تقدماً فى العالم وهى (الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وكندا، واليابان). وأظهر التقرير أن قيمة الصادرات المصرية إلى مجموعة دول السبع سجلت نحو 9.5 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 8.6 مليار دولار في 2023، بزيادة قدرها 10.5%. وجـاءت إيطاليا على رأس قائمة أعلى مجموعة دول السبع استيرادًا من مصرخلال عام 2024، حيث بلغت قيمة صادرات مصر لها 3.4 مليار دولار، تليها الولايات المتحدة الأمريكية 2.2 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة 1.6 مليار دولار، ثم فرنسا مليار دولار، ثم ألمانيا 989 مليون دولار، ثم كندا 197 مليون دولار، وأخيرًا اليابان 67 مليون دولار. أهم المجموعات السلعية المصدرة إلى مجموعة دول السبع خلال عام 2024 • وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 1.9 مليار دولار.• ملابس جاهزة بقيمة 1.6 مليار دولار.• آلات وأجهزة كهربائية بقيمة 862 مليون دولار.• خضر وفواكه بقيمة 834 مليون دولار.• أسمدة بقيمة 569 مليون دولار.• ألومنيوم بقيمة 523 مليون دولار.• لدائن ومصنوعاتها بقيمة 521 مليون دولار. وقد بلغت قيمة الواردات المصرية من مجموعة دول السبع 20.2 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 17.4 مليار دولار خلال عام 2023 بنسبة ارتفاع قدرها 16.1%. وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة أعلى مجموعة دول السبع تصديرًا لمصر خلال عام 2024، حيث بلغت قيمة واردات مصر منها 7.6 مليار دولار، يليها ألمانيا بقيمة 4.4 مليار دولار، ثم إيطاليا بقيمة 3.2 مليار دولار ثم المملكة المتحدة بقيمة 2 مليار دولار، ثم فرنسا 1.8 مليار دولار، ثم اليابان 819 مليون دولار وأخيرًا كندا 369 مليون دولار. أهم المجموعات السلعية المستوردة من دول مجموعة السبع خلال عام 2024 • وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 4.2 مليار دولار.• آلات وأجهزة كهربائية بقيمة 3.5 مليار دولار.• سيارات وجرارات ودراجات بقيمة 1.8 مليار دولار.• منتجات الصيدلة بقيمة 1.5 مليار دولار.• حديد وصلب ومصنوعاته بقيمة 1.4 مليار دولار.• حبوب وأثمار زيتية ونباتات طبية بقيمة 1.1 مليار دولار. كما أظهرت بيانات الجهاز وصول حجم التبادل التجارى بين مصر و مجموعة دول السبع إلى 29.7 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 26 مليار دولار خلال عام 2023، بنسبة ارتفاع قدرها 14.2%. وسجلت قيمة استثمارات مجموعة دول السبع بمصر 9.2 مليار دولار خلال العام المالي 2023/ 2024 مقابل 8.1 مليار دولار خلال العام المالى 2022/ 2023، بنسبة ارتفاع قدرها 13.6%. واحتلت الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى في قائمة مجموعة دول السبع الأعلى استثمارًا في مصر خلال العام المالي 2023/ 2024، حيث سجلت قيمة استثماراتها في مصر 3 مليارات دولار، يليها المملكة المتحدة 2.9 مليار دولار، ثم إيطاليا 2.1 مليار دولار، ثم فرنسا 483.8 مليون دولار، ثم ألمانيا 421.6 مليون دولار، ثم كندا 122.5 مليون دولار، وأخيرًا اليابان 73.2 مليون دولار. كما سجلت قيمة الاستثمارات المصرية في مجموعة دول السبع 6.3 مليار دولار خلال العام المالى 2023/ 2024 مقابل 7.3 مليار دولار خلال العام المالى 2022/ 2023. وجاءت إيطاليا في المرتبة الأولى في قائمة أعلى مجموعة دول السبع بقيمة الاستثمارات المصرية بها خلال العام المالى 2023/ 2024، حيث بلغت قيمة استثمارات مصر فيها 2.9 مليار دولار، يليها الولايات المتحدة الأمريكية 1.5 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة 1.4 مليار دولار، ثم فرنسا 238.3 مليون دولار، ثم ألمانيا 195.3 مليون دولار، ثم كندا 85.3 مليون دولار، وأخيرًا اليابان 13.5 مليون دولار. وكشفت بيانات الجهاز عن ارتفاع قيمة تحويلات المصريين العاملين بمجموعة دول السبع لتصل إلى 3.2 مليار دولار خلال العام المالى 2023/ 2024، مقابل 2.6 مليار دولار خلال العام المالى 2022/ 2023، بنسبة ارتفاع قدرها 23.1%. وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى بقائمة أعلى دول مجموعة السبع في قيمة تحويلات المصريين بها خلال العام المالي 2023/ 2024، حيث بلغت قيمة تحويلات العاملين بها 2.1 مليار دولار يليها المملكة المتحدة 646.3 مليون دولار، ثم ألمانيا 144.8 مليون دولار، ثم كندا 108.4 مليون دولار، ثم إيطاليا 100.2 مليون دولار، ثم فرنسا 71.1 مليون دولار، وأخيرًا اليابان 5.6 مليون دولار. كما بلغ حجم تحويلات العاملين من مجموعة دول السبع بمصر 133.4 مليون دولار خلال العام المالى 2023/ 2024، مقابل 128.6 مليون دولار خلال العام المالى 2022/ 2023، بنسبة ارتفاع قدرها 3.7%. واحتلت المملكة المتحدة المرتبة الأولى في قيمة تحويلات الأجانب من مجموعة دول السبع العاملين بمصر خلال العام المالى 2023/ 2024، حيث بلغ قيمة تحويلات العاملين من المملكة المتحدة بمصر 59.5 مليون دولار، ثم الولايات المتحدة الأمريكية 36.4 مليون دولار، ثم فرنسا 14.1 مليون دولار، ثم كندا 9.5 مليون دولار، ثم ألمانيا 8.1 مليون دولار، ثم إيطاليا 4.6 مليون دولار، وأخيرًا اليابان 1.3 مليون دولار. وبلغ عـدد المصـريين المتواجديـن بدول مجموعة السبع طبقًا لتقـديـرات البعثة 2.6 مليون مصري حتى نهاية عام 2023.

بوابة ماسبيرو
منذ 41 دقائق
- بوابة ماسبيرو
أحمد حسين.. مغامر سياسى كان يــرى فى «موسولوينى» المثل الأعلى
شخصيات لها تاريخ «66» عشق التمثيل المسرحى وكان رئيساً لفريق المسرح فى الخديوية الثانوية ووزير المعارف فكّر فى إرساله لدراسة التمثيل فى الخارج. تقلّب من القومية المصرية إلى الإسلام والعروبة ثم آمن بالفاشية والنازية وعمل لصالح مع محمد محمود وإسماعيل صدقى والملك فاروق دعا لمشروع «القرش المصرى» وطبق فكرة «القمصان الخضراء» على شباب حزب «مصر الفتاة» ودعا «هتلر» لدخول الإسلام وطالب بتطبيق الشريعة سيرة هذا الرجل ارتبطت بصعود "الفاشية" فى إيطاليا، وهو الذى استورد فكرة "القمصان الخضراء" واعتبر "موسولينى" البطل والنموذج الذى يجب أن يحتذى به المصريون، وكان يتمنى أن يصبح مثل "يوسف وهبى" وسعى لاحتراف التمثيل، وفشل فى هذا المسعى، فجعل المجتمع مسرحاً يقدم له الشخصيات وينتظر منه التصفيق والإعجاب، وكتب فى مذكراته المنشورة ضمن سلسلة "تاريخ المصريين ـ هيئة الكتاب" تاريخ مغامراته السياسية التى بدأت بتأسيس جمعية تدعو إلى نشر الإسلام والدفاع عنه، ثم أسس جمعية "مصر الفتاة" وجعلها حزباً يدعم الملك فاروق، وانتهى به المطاف داعياً إلى الإصلاح الإجتماعى وغيّر الشعار من "الله.. الوطن.. الملك" إلى "الله.. الشعب" وكان رفيقه فى هذه المغامرات "فتحى رضوان" القيادى فى الحزب الوطنى القديــــــم، وكــــان "مشروع القرش" واحداً من المشروعات التى شغل بها المجتمع المصرى، واتهمته حكومة الملك فاروق بالمشاركة فى حريق القاهرة الذى وقع فى 26 يناير 1952. من يقرأ قصة حياة الرئيس عبد الناصر سوف يجد فيها ما يدل على اتباعه أفكار "مصر الفتاة" وكذلك "كمال الدين حسين" زميله فى "الضباط الأحرار" ووزير التعليم فى السنوات الأولى لثورة يوليو 1952، وكانت "مصر الفتاة" محاولة من جانب "أحمد حسين" و"فتحى رضوان" لإحياء "مجد مصر" وكان مفهوم هذا المجد هو المناداة بالفرعونية، واعتبار "الفراعنة" الأسلاف العظماء للمصريين، ثم الانقلاب على الفرعونية والتعصب للإسلام والدعوة للوحدة العربية وتأسيس الحزب الوطنى القومى الإسلامى، والانتقال من تأييد الملك فاروق والدعوة لقبول مشروع معاهدة جاء به "محمد محمود باشا" بالاتفاق مع بريطانيا، إلى الدعوة لتطبيق إصلاحات اجتماعية ـ أطلق عليها اسم الاشتراكية ـ ثم كان فصل الختام ببرقيتيـــن أرســـلهما إلى "محمـــد نجــــيب" و"جمال عبد الناصر" فى أزمة "مارس 1954" واعتقاله بسبب هاتين البرقيتين. هذه الحياة الصاخبة التى عاشها "أحمد حسين" دعتنى للبحث فى تاريخه وقراءة ما كتبته عنه الأقلام المهتمة بالتأريخ لرموز الحقبة الملكية من تاريخنا المعاصر، وكانت أولى هذه القراءات، قراءة ما كتبه هو نفسه فى مذكراته: ـ لا يزال فى ذاكرتى منظرالكُتّاب الذى كنت أذهب إليه وأنا طفل صغير، قبل الخامسة، فلا بد أن يكون ذهابى إلى الكُتَّاب فى وقت مبكر، فلا زلت أذكر "المدرسة الأوّلية" التى انتقلتُ إليها ـ بعد الكتّاب ـ وكيف انتقلتُ إلى "مدرسة البهيّة البرهانية" التابعة للجمعية الخيّرية الإسلامية، وكان عمرى يقل عن ست سنوات، ولا تزال من ذكريات الكتّاب فى رأسى، روائحه، ورائحة الحبر فى المحابر و هى مليئة بقطع القماش، وكان فى مدخل "الكتّاب" رجل وامرأة يبيعان الطعام للأولاد، ماء "اللِّفت" فى طبق صغير فنغمس هذا الماء بالخبز، أو بالأحرى "نَفِتّ" فيه الخبز فيصبح له طعما جميلا، ومازال منظر "الفَلَقة" وأحد الأولاد يعدّونه ليضربه "سيّدنا"، لا يزال هذا المنظر مرسوما فى الذاكرة، ولكنى لا أذكر أن هذه "الفَلَقة" استُعملت معى أبدأً، ولعل ذلك كان يرجع لأننى ابن "الأفندى"، الأفندى الكبير الموظف فى ديوان السلطان، وبعد ذلك الحكومة، ومازالت صورة "اللوح الصفيح" حيث كنّا نكتب عليه بالقلم "البَسْط" آيات من القرآن لنحفظها، عالقةً بذاكرتى. ويضيف أحمد حسين قوله: ـ لنتحدث الآن عن حارة "الجمّالة" حيث وُلِدتُ ونشأتُ، لا تزال الحارة هناك فى حى "طولون" فى منطقة تسمى "العمرى" ولا تزال "حارة الجمّالة" تحمل هذا الاسم على لوحة زرقاء، والحارة مسدودة فى نهايتها بحوش "الجمّالة" ولكن فتحة تتفرع منها قبيل بيتنا كانت تقودنا إلى الجبل، جبل طولون و"قلعة الكبش" ومنذ طفولتنا وفى هذه الحارة ثلاثة أماكن بارزة، بيت الشيخ ضيف، وبيت الأفندى، وحوش الجمَّالة. هذا ما ذكره ـ أحمد حسين ـ عن الحى والحارة التى عاش فيها سنوات عمره الأولى وهى تقع داخل حى السيدة زينب بمدينة القاهرة، ومنطقة "طولون" فيها جامع "ابن طولون" الذى بنى على نموذج شبيه كان فى مدينة "سامراء" العراقية، وابن طولون حكم مصر نائباً عن الخليفة العباسى، ونتوقف هنا لنقرأ ما كتبه ـ دكتور على شلبى ـ عن حركة "مصر الفتاة" وعن "أحمد حسين" فى كتاب خصصه لدراسة الحركة وتاريخها فى السنوات من "1933 ـ 1941".. يقول دكتور على شلبى: ـ أحمد حسين من مواليد القاهرة فى "8 مارس 1911" وهو ابن "محمود حسين" الذى كان يشغل وظيفة كاتب حسابات فى بعض الدوائر الزراعية وهى مهنة ورثها عن أبيه، ووالده "محمود حسين" من مواليد "كفر البطيخ" فى دمياط، وجدّه "حسين" كان يعمل "كاتب حسابات" وعندما فقد بصره تولى "محمود" القيام بمهام الوظيفة بدلا عنه، وافتتح "الكتّاب" ليعلم الصبيان القراءة والكتابة والحساب، وأمضى "محمود حسين" شبابه كاتباً للحسابات، ونقل إلى "سمنّود" ليعمل فى دائرة "السيد بك عبد العال" وتزوج من والدة "أحمد" وهى من قرية "ميت النصارى" قرب "سمنود" وتربطها صلة القربى بالزعيم "مصطفى النحاس" وانتقل والده إلى دائرة " عزيز عزت "باشا، ثم عُيّن "باشكاتب فى دائرة الأمير "كمال الدين حسين" فى نجع حمادى فى العام 1911، وتم اختياره للعمل فى ديوان السلطان "حسين كامل" واستقر به المقام فى القاهرة. مع فتحى رضوان وينقلنا ـ دكتور على شلبى ـ إلى صفحات أخرى من حياة أحمد حسين ورفيق رحلته "فتحى رضوان" وقد جمعتهما صداقة وشراكة فكرية وسياسية: ـ فى المدرسة الابتدائية التقى زميله "فتحى رضوان" ونشأت بينهما صداقة تحولت إلى شراكة سياسية امتدت حتى العام 1942، وكونا معاً فى المدرسة الابتدائية جمعية "نصرة الدين الإسلامى" ورئيسها "أحمد حسين" وهدفها نشر تعاليم الدين والحضّ على الفضيلة، ولكن ناظر المدرسة تصدى للجمعية وطلب منهما حلها وترك هذا العمل للعلماء والشيوخ، وبعد أن حصل ـ أحمد حسين ـ على الشهادة الإبتدائية التحق بالخديوية الثانوية، وظهر عليه حب فن "التمثيل" بعد أن شاهد عدة مسرحيات مدعواً مع والده من صديق لوالده يعمل فى "شركة ترقية التمثيل العربى"وفى "الخديوية الثانوية" وجد الفرصة سانحة لينشط فى مجال "التمثيل المسرحى" المدرسى، فشارك بالكتابة والتمثيل حتى أصبح رئيس فريق التمثيل بالمدرسة وكان المشرف عليه "محمود مراد" مؤلف مسرحى من أعماله "مسرحية مجد رمسيس" التى تتغنى بمجد الفراعنة، وفى الفترة ذاتها كتب ـ أحمد حسين ـ مسرحية "أبومسلم الخراسانى" وتقدم لمسابقة مخصصة للحاق بمعهد التمثيل، كان رئيسها الفنان "زكى طليمات" واستبعدته اللجنة، وحضر "على الشمسى" وزير المعارف فى حكومة الوفد 1928 وشاهد عرضاً مسرحياً يشارك فيه "أحمد" وبعد نهاية العرض، طلب الوزير مقابلة الطالب الفنان "أحمد حسين" وعرض عليه إرساله على نفقة الوزارة لدراسة التمثيل فى أوربا، ولم يكتمل المشروع، لخروج الحكومة من الحكم، لكن ناظر الخديوية "لبيب الكردانى" طلب من ـ أحمدـ تحرير مجلة المدرسة وإدارة جمعية "المحاضرات" ووقع خلاف بينه وبين الناظر، فاعتزل الأنشطة، وكان أيامها فى "البكالوريا" وحصل على الشهادة والتحق بكلية الحقوق. وكما هو معروف فى تاريخنا المعاصرأن "ثورة 1919" دعت المصريين إلى الحنين إلى عصر الفراعنة ، تعويضاً عن "الهزيمة والانكسار" تحت جيش الاحتلال البريطانى ولم تكن "العروبة " مناسبة للظرف الذى تفجرت فيه الثورة الشعبية، وكان المشترك الذى يجمع الأقباط والمسلمين هو التراث المصرى القديم، وتزامن ذلك مع اهتمام عالمى باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وهذا الحنين أو الزهو الوطنى ظهر فى أغنيات "السيد درويش" ومن أشهرها "أنا المصرى كريم العنصرين، بنيت المجد بين الإهرامين" وظهر فى التماثيل التى أبدعها المثّال "محمود مختار"، وهو الذى استخدم نفس الأحجار التى نحت منها الفنانون القدماء تماثيلهم واتبع نفس الأسلوب المستخدم فى التماثيل المصرية القديمة، وجيل "أحمد حسين وفتحى رضوان "نشأ فى ظل هذا السياق الثقافى، فكان الشباب يهوى السفر إلى الأقصر وأسوان ليتعرف إلى آثار حضارة الأجداد، وقام "أحمد" برحلة إلى هاتين المدينتين الواقعتين فى صعيد مصر، وعندما عاد ـ محمد محمود باشا ـ رئيس الحكومة ورئيس حزب الأحرار الدستوريين بمشروع معاهدة بين مصر وبريطانيا بالتوافق مع "هندرسون" وزير الخارجية البريطانى، دعا حزب "الأحرار الدستوريون" الشعب المصرى لقبول المعاهدة باعتبارها خطوة فى تحقيق "الجلاء" وتحقيق "الأمانى الوطنية" وكوّنوا جماعة "الشباب الحر أنصار المعاهدة" برئاسة ـ حافظ محمودـ وهو صحفى رائد ومن مؤسسى "نقابة الصحفيين" فى مصر، وانخرط "أحمد حسين" فى هذه الجماعة ووقف خطيباً يدعم "محمد محمود باشا" ومشروع المعاهدة وخاطب "الباشا" الصعيدى الفرعونى بقوله: ـ بلسان الشباب الحر، بلسان مصر الفتاة أسألك أن تكون زعيماً للشباب فى الوزارة وخارجها على السواء، لا تظننّ وقد جئت بالمعاهدة أن عملك قد انتهى، فإنه لم يكد يبدأ، فإلى العمل إذن والشباب يؤيدك، فلتكن لنا مثل "موسولينى" فى إيطاليا..فلتحيا مصر، مصر فوق الجميع، فليحيا زعيم الشباب. والعجيب فى هذه القصة السياسية، أن "أحمد حسين" لم يكن يعرف أن "محمد محمود سليمان السيلينى" ينتمى إلى قبيلة عربية مازالت موجودة فى ليبيا بالاسم ذاته "سيلين" وهى من فروع "بنى سليم" القبيلة التى شاركت "بنى هلال" فى رحلتها من "نجد والحجاز" إلى أرض تونس، واسم القرية "ساحل سليم" هو تحريف "ساحل سيلين" فى أسيوط، وتحولت إلى مركز إدارى لقرى كثيرة يسكنها "العربان" شرق النيل، ولكن "هَوَس الفرعونية" و"الكذب السياسى" الذى استمرأه "الباشا" جعله يقبل الحديث عنه باعتباره فرعونياً يحمل الدم المصرى القديم، ولكن النداء الذى توجه به "أحمد حسين" إلى "الباشا" تحوّل إلى حقيقة، فالباشا قام بتعطيل "دستور1923" وحكم البلاد بالقبضة الحديدية، ولم يحصل على الاستقلال الذى تمناه المصريون، ودخل التاريخ من باب القمع والقهر و معاداة الديمقراطية. مجلة الصرخة أصدر "أحمد حسين" مجلة أطلق عليها اسم "الصرخة" فى العام 1930 وكتب فى العدد الثانى منها مقالة دعا فيها إلى تشكيل "ميليشيا فرعونية"، وفى العدد الثالث كتب مقالة أخرى دعا فيها إلى تكوين "جيش الخلاص" تكون مهمته استعادة "مجد مصر" الضائع، ولم تلق الفـــكرة قبـــول الشباب، فأوقف المـــجلة، وكرر ـ حسين ـ الخطأ "الرومانسى" ذاته وأُعجبه سلوك "إسماعيل صدقى" الذى عطل الدستور، واخترع دستوراً أسماه "دستور1930" والشعب أطلق عليه اسم "دستور الحكومة" لأن إسماعيل صدقى كان يحتقر "الجماهير"، ويرى أن المصريين "شعب جاهل" لا يستحق الديمقراطية، وسافر ـ الشاب الوطنى أحمد حسين ـ إلى باريس فى العام 1930 وكان من بين ما شاهده فى هذه المدينة تمثال لرجل من رجال التربية والتعليم فى فرنسا، وعلى قاعدته عبارة تقول "بُنى هذا التمثال باكتتاب شارك فيه أكثر من مليونى طفل" ومن هنا تولدت بداخله فكرة "الاكتتاب" لبناء صناعات وطنية، وكان مشروعه "مشروع القرش" الذى يحدثنا عنه ـ دكتور على شلبى ـ فى كتابه الذى خصصه للتأريخ لرحلة "مصر الفتاة" ومؤسسها: ـ عند عودته "أحمد حسين " إلى مصر رسم خطة للنهوض بالصناعات الوطنية بأن يشارك جميع أفراد الشعب فى إنشاء صناعات، وجعل الحد الأدنى "قرش" وسمى مشروعه باسم مشروع القرش المصرى وعرض الفكرة على "فتحى رضوان" وكمال الدين صلاح، ولجأ إلى الصحف لعرض فكرته، ولجأ إلى أوساط الطلبة فى الجامعة والمدارس العليا وبدأ بإقناع الأساتذة والطلبة واستجاب لدعوته الكثيرون ومن هؤلاء الدكتور "على إبراهيم" ـ الجراح المشهورـ عميد كلية الطب وهو الذى تولى رئاسة اللجنة التنفيذية للمشروع وهى لجنة تشكلت من الدكاترة: على إبراهيم وعبدالله العربى وعلى حسن ومصطفى مشرفة، وضمت أيضاً الشيخ أمين الخولى والفقيه القانونى " السنهورى " والاقتصادى زكى عبدالمتعال، وغيرهم. وخلق مشروع "القرش" حالة من الجدل فى المجتمع المصرى، فرأى فيه "حزب الوفد" مؤامرة تستهدف صرف الناس عن القضية الوطنية، وصدر قرار من قيادة الحزب بتكليف لجنة الطلبة المركزية "الوفدية" بمحاربة المشروع والتصدى له، ونشرت جريدة "الجهاد" الناطقة بلسان حال الحزب بياناً يعادى المشروع، لكن الإجماع الشعبى والإقبال على التبرع، جعل ـ مصطفى النحاس ـ زعيم الوفد يغيّر رأيه، ويتبرع بمبلغ اثنين وعشرين جنيهاً، وكذلك فعل "مكرم عبيد باشا" سكرتيرالوفد، وبلغت حصيلة التبرعات فى السنة الأولى للاكتتاب "17332 جنيهاً"، وهذا المبلغ جمعه سكان المدن، وكانت الأزمة الاقتصادية العالمية فى العام 1931 تعصف بالريف وسكانه من الفلاحين الفقراء، فلم يسهموا فى التبرع، وقررت لجنة "مشروع القرش" إقامة "مصنع طرابيش" باعتبار"الطربوش" كان الزىّ الذى يرتديه المتعلمون والأفنديات والتجار. القمصان الخضراء كانت القمصان الخضراء التى تبناها ـ أحمد حسين ـ مبرراً لحزب الوفد استند إليه وهو يعلن تشكيل "القمصان الزرقاء" وقبلهما كان "الشال الأخضر" الذى تميزت به "جماعة الإخوان" وهذه الأزياء التى ميزت الأحزاب مستوردة من إيطاليا وألمانيا، فى وقت كان فيه المصريون يعانون الهوان، ويرون فى "موسولينى" و"هتلر" نموذجين كبيرين، نهضا ببلادهما، ولم يتوقف "أحمد حسين" عن ابتكاراته وتقلباته، فاقترب من "على ماهر" رجل القصر، ودافع عن "فاروق" وانقلب على "فاروق" وكان يرى أن "الديمقراطية" لن تحرر"مصر" من الاحتلال البريطانى، ودعا صراحة إلى انتهاج الديكتاتورية، وزارـ ألمانيا ـ وعاد متأثراً بما رآه هناك، ووجهت إليه السلطات القضائية تهمة "التخابر مع ألمانيا" بعد أن أرسل رسالة إلى "هتلر" يدعوه فيها إلى دخول الإسلام، وصدر أمر باعتقاله فى العام 1941، ومن خلال "مصر الفتاة" طالب ـ حسين ـ فى العام 1938 بإحياء الخلافة الإسلامية ودعا إلى تنصيب "الملك فاروق" خليفة للمسلمين، وطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، وفى العام 1940 تحولت "مصر الفتاة" إلى "الحزب الوطنى القومى الإسلامى" وقيل إنه قصد استقطاب الشباب الذين أقبلوا على الانضمام إلى "الإخوان المسلمين" وفى النهاية، تحول ـ حسين ـ إلى داعية لتطبيق "الإشتراكية" على طريقة "هتلر" فهى وطنية، عرقية، إصلاحية، فى إطار النظام الملكى، رغم أن جريدة الاشتراكية التى أصدرها حملت الصور التى توضح "الفقر" الذى أصاب الطبقات الشعبية، وكانت تنشر صور المتسولين والنائمين على أرصفة الشوارع وتستخدم عبارات من نوعية "رعاياك يامولاى" وهى عبارة إدانة، موجهة إلى الملك فاروق، وهو نفسه الذى اقترب منه بالأمس ودعا إلى تنصيبه خليفة للمسلمين. وفى الختام نسوق ـ ياعزيزى القارئ ـ هذه السطور من مذكرات المغامرالسياسى الراحل "أحمد حسين" وفيها تلخيص لحالته المزاجية والفكرية وهى سطور اختص بها الملك فاروق: ـ. ولما فتُرت حماسة الشباب لمحاربة أعداء فاروق، شكَّل حرساً حديدياً يتلقى الأوامر منه مباشرةً لقتل من يريد من أعدائه، وأقدم هذا الحرس على محاولتين خطيرتين لاغتيال "النحاس"، كانت إحداهما محاولة نسف بيته فى "جاردن سيتى"، ونسف الحى بأكمله توصُّلاً لتحقيق هذه الغاية، وإذا كان فاروق قد وصل إلى حد تبرير الجرائم توصُّلاً للتخلص من ـ النحّاس ـ والوفد وحكم الوفد، فباستطاعتنا أن نتصور إلى أى حد استخدم سلطانه السياسى لتحطيم حزب الوفد وإيقاف كل نشاطه، وقد نجح فاروق فى ذلك إلى حد كبير، فقد وجد وزارات من أحزاب الأقلية تبادر إلى تلبية رغائبه وفى ظل هذه الوزارات بدأ ـ فاروق ـ يتحول بالتدريج إلى طاغية، ولقد عرف التاريخ طغاةً ولكنهم كانوا إلى حد ما مصلحين فى ناحية من النواحى، أما فاروق فقد كان طاغية مستبداً، وكان حاكماً منحلّا.. ويبقى السؤال: هل كان أحمد حسين الذى آمن بالعرش ودعا الشعب للالتفاف حوله، هو نفسه الذى كتب هذه السطور؟..


اليوم السابع
منذ 44 دقائق
- اليوم السابع
الخارجية الأمريكية ترفع تحذير سفر مواطنيها إلى إسرائيل للمستوى الرابع
أفادت قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها بأن الخارجية الأمريكية ترفع تحذير سفر مواطنيها إلى إسرائيل إلى المستوى الرابع، وتمنع سفر موظفيها وعائلاتهم إلى كل من إسرائيل والضفة الغربية وغزة. ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل هجومًا واسعًا على إيران بعشرات المقاتلات، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى". في المقابل، ردت إيران على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة ما يزيد على 250 شخصا، فضلًا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.