
حروب بلا نهايات حاسمة
وفي بعض المرات فإن كل أطراف الصراع يعلنون أنهم انتصروا بما يجعل غالبية المتابعين والمشاهدين وحتى الأنصار يصابون بالاندهاش والحيرة والارتباك.
الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، والتي استمرت 12 يوماً، لم تكن استثناءً، بل تأكيد لظاهرة الحروب المفتوحة.
البعض يعتبر هذا الخروج المهين شبيهاً بخروج القوات الأمريكية من فيتنام مطلع السبعينات من القرن الماضي، بعد سنوات الوحل في حرب تركت جروحاً غائرة في غالبية المجتمع الأمريكي.
وهو ما يعني أن هذه المعركة انتهت بصورة حاسمة إلى حد كبير، رغم أن بعض أنصار حركة حماس يعتبرون أن مجرد عدم استسلامها حتى الآن يعتبر نصراً.
أداء الحزب العسكري ظل قوياً لمدة 11 شهراً، إلى أن تمكن الجيش الإسرائيلي وأجهزته الاستخباراتية من تنفيذ عملية البيجر في 17 سبتمبر الماضي، ثم اغتال زعيم حزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر الماضي ومعه عدد كبير من قادة وكوادر الحزب.
هذه العمليات قلبت المعادلة ورغم وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، فإن إسرائيل تشن عمليات عسكرية طوال الوقت ضد قواعد الحزب ومقاتليه بدون قدرة الأخير على الرد لأسباب كثيرة.
المبدأ نفسه ينطبق على الوضع في ليبيا، فالطرفان ربما قبلا حتى إشعار آخر بنتيجة التعادل بعد مواجهات عنيفة منذ سقوط نظام معمر القذافي. وبالتالي فلا يوجد طرف يستطيع القول إنه حقق انتصاراً ساحقاً.
الأمر ذاته يتكرر في السودان منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023 وكل طرف يعلن أنه حسم الأمر وهو ما لم يحدث على أرض الواقع.
المنطق نفسه تقوله الولايات المتحدة الأمريكية التي شاركت في اللحظات الأخيرة بإلقاء القنابل الخارقة للتحصينات على موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم.
أما إيران فتقول إنها ردت على إسرائيل في عمقها واستهدفت العديد من المواقع والمنشآت الحيوية والعسكرية، واستمرت صواريخها تصل إلى قلب إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة قبل وقف إطلاق النار.
عموما تعلمنا دروس التاريخ أن حسم المعارك والحروب العسكرية لا يكون بعدد القتلي والمصابين أو البيوت والمنشآت المدمرة لكن بالنتائج السياسية التي تتحقق وتتجسد على الأرض، ونحن في انتظار ذلك حتى نرى من الذي انتصر ومن الذي انهزم؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
إيران: لا موعد محدداً بشأن محادثات الملف النووي
طهران - أ ف ب أعلنت إيران الاثنين أنه «لا موعد محدداً» حتى الآن لاجتماع بين وزير خارجيتها عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لبحث برنامجها النووي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، رداً على أسئلة صحفيين بهذا الصدد: «حتى الآن، لم يُحدد موعد أو وقت أو مكان محدد لهذه المسألة». وعقد عراقجي وويتكوف خمس جولات من المحادثات منذ أبريل/ نيسان الماضي، قبل أن تشن إسرائيل ضربات على إيران في 13 يونيو/ حزيران الماضي، أدت إلى اندلاع حرب استمرت 12 يوماً.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
إيران "تضع شرطا" لعودة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن "لا موعد محددا" حتى الآن لاجتماع بين وزير خارجيتها عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لبحث برنامجها النووي. وأوضح بقائي ردا على أسئلة صحفيين بهذا الصدد: "حتى الآن، لم يحدد موعد أو وقت أو مكان محدد لهذه المسألة". وعقد عراقجي و ويتكوف 5 جولات من المحادثات منذ أبريل الماضي، قبل أن تشن إسرائيل ضربات على إيران في 13 يونيو أدت إلى اندلاع حرب استمرت 12 يوما. وفي سياق متصل، قال المتحدث إن بلاده سترد إذا عادت عقوبات الأمم المتحدة بعد تفعيل آلية فرض العقوبات التلقائية. وأضاف أن الدول الأوروبية "ليست في وضع يسمح لها بتفعيل آلية الأمم المتحدة لإعادة فرض تلك الآلية المتعلقة بالعقوبات".


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
فيديو.. جرحى في انفجار بمبنى سكني قرب مدينة قم الإيرانية
ونقلت الوكالة شبه الرسمية عن مصدر لم تسمه، أن الانفجار لم يكن نتيجة أي هجوم إسرائيلي. وقال مدير إدارة الإطفاء في قم للوكالة: "لحقت أضرار بأربع وحدات سكنية في الانفجار. التقديرات الأولية تظهر أن السبب هو تسرب للغاز ولا تزال عمليات المتابعة مستمرة". ونقلت "فارس" عن مصدر إيراني لم تذكر اسمه قوله بعد انفجار قم: "لا داعي للقلق من الشائعات (عن هجمات إسرائيلية). إذا وقع عمل عدائي في البلاد ستصل الأنباء على الفور للناس وستنطلق بالتزامن مع ذلك صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة". وكانت إسرائيل قد نفذت عمليات اغتيال لعلماء نوويين إيرانيين تعتبرهم جزءا من البرنامج الذي يهددها بشكل مباشر. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فحسب. ومنذ انتهاء حرب جوية استمرت 12 يوما الشهر الماضي بين إيران وإسرائيل، وقعت عدة انفجارات في إيران لكن السلطات لم تلق بمسؤوليتها على إسرائيل. وقبل أيام توفي علي طاب، الممثل الشخصي للمرشد الأعلى علي خامنئي ، في مقر "ثار الله"، وهي وحدة مركزية تابعة للحرس الثوري معنية بالأمن الداخلي، ولم تحدد رسميا أسباب وفاته، مما أثار تكهنات في ظل حساسية موقعه الأمني. وتشير تقارير إلى أن مقر "ثار الله" كان من بين أهداف الهجمات الإسرائيلية، خلال التصعيد الأخير بين البلدين.