logo
جشي من دبعال: النقاش في تسليم السلاح يُفتح عندما تصبح هناك دولة تستطيع أن تحمي هذا البلد

جشي من دبعال: النقاش في تسليم السلاح يُفتح عندما تصبح هناك دولة تستطيع أن تحمي هذا البلد

الديارمنذ 2 أيام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيدين محمد حيدر عبود "فلاح" وعلي محمد العلي "أبو غريب" وهادي يحيى فاعور "أبو زينب" في مجمع سيد الشهداء في بلدة دبعال الجنوبية، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي إلى جانب عوائل شهداء وعلماء دين وفاعليات وشخصيات وحشود من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب جشي، كلمة شدد فيها على أن" نزع سلاح المقاومة بالقوة لا يمكن تحقيقه أو حتى رؤيته في الأحلام"، داعياً إلى التخفيف من لهجة وحدة التعاطي مع هذا الأمر".
وقال :" أنه بين من يطرح هذا الأمر بحسن نية أو من يتناوله بسوء نية، هناك من يقترح تسليم سلاح المقاومة مقابل إنشاء قوة أو ضمانات أو ما شابه لمنع العدو الإسرائيلي من الاعتداء على لبنان، ولكننا ومنذ زمن الإمام موسى الصدر ومن خلال الكلمات والمواقف الثابتة والواضحة على لسان شهيدا الأسمى، كنا وما زلنا من دعاة قيام الدولة القوية والعادلة التي تحمي شعبها وتحفظ حقوقها".
وأضاف : "نقول لمن لديه حسن نية ولمن لديه سوء نية تجاه موضوع تسليم السلاح، إن هذا الأمر لن يحصل إلا في حال وجود دولة قوية تستطيع أن تحمي هذا البلد، وتردع العدو وتمنعه من الاعتداء اليومي على أهلنا وشعبنا ومؤسساتنا، وأن أي عاقل في هذا العالم لا يتخلى عن إمكاناته وقوته في ظل هذا العالم المتوحش الذي لا يُقيم وزناً لأي مبادئ أو إنسانية، وما نراه يوميًا في غزة دليل حي على ذلك، حيث أن أكثر من مئتي ألف من أهلنا في غزة ارتقوا بين شهيد وجريح، على مرأى ومسمع من العالم الذي لا يحرّك ساكناً، وبل ويكتفي بعضه ببيانات خجولة".
ولفت النائب جشي إلى" أننا مع حصرية السلاح بيد الدولة القادرة على حماية شعبها ومواطنيها وردع العدو عن الاعتداء علينا،" مشيراً إلى أننا "لا نقول إن الدولة مقصّرة، بل نقول إن إمكانات دولتنا قاصرة عن مواجهة هذا العدو ومنعه من العدوان، ففي العام 1972 دخل العدو إلى أرضنا ولم تستطع الدولة منعه، وكذلك في العام 1978 حسين اجتاحت إسرائيل جزءًا من أرضنا ولم تستطع الدولة منعها، وأيضاً في العام 1982 لمّا عادت الكرة واجتاحت لبنان ووصلت إلى بيروت، ولم تستطع الدولة منعها".
وأردف : "عندما تصبح الدولة قوية وقادرة وحاضرة، وتمنع هذا العدو من الاعتداء، وتردعه حتى عن مجرد التفكير بالنيل من أهلنا وشعبنا وكرامتنا، حينها فقط يُفتح النقاش في هذا الأمر، فنحن لسنا هواة قتل وقتال، ولا نمارس المقاومة كهواية، بل كرهاً كما قال الله تعالى: "كتب عليكم القتال وهو كُره لكم"، أما أولئك الذين يفكرون ويحللون ويكتبون، فليقولوا وليكتبوا ما يشاؤون، لكن لا بد من وجود دولة قوية قادرة حاضرة لتحمي هذا البلد وتمنع العدوان، وبعد ذلك، نحن حاضرون للنقاش في كل التفاصيل".
وانطلاقاً من طروحات البعض حول تسليم سلام المقاومة والتهديدات والإنذارات التي يطلقونها، اعتبر النائب جشي أن "كل كلام لا يستند إلى وجود قوة قادرة على منع العدو من الاعتداء وردعه، هو كلام فارغ لا قيمة له ومردود على أصحابه، وقال: البعض يقول أن لبنان لديه إمكانات ديبلوماسية وعلاقات دولية جيدة، لكن ها قد مرّت ثمانية أشهر على وقف إطلاق النار، دون أن يستطيع لبنان عبر هذه العلاقات أن يمنع العدوان، أو أن يوقف القتل والدمار والاعتداء اليومي، وقد وصلت الإحصاءات إلى تسجيل 4151 خرقاً إلى اليوم، وبالتالي أمام هذا الواقع فليعلم القاسي والداني أن أحداً في هذا العالم لن يستطيع أن يمنعنا من الدفاع عن أهلنا وشعبنا ووطننا وكرامتنا مهما كانت التضحيات ومهما غلت الأثمان، نحن جماعة نحب الحياة ونريد أن نعيش بكرامتنا لكننا في الوقت نفسه لا نرضى أن نعيش أذلاء، ولن نخضع ولن نعطي بأيدينا إعطاء الذليل أو نقر إقرار العبيد".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطة فرنسية بشأن لينان.. إليكم تفاصيلها
خطة فرنسية بشأن لينان.. إليكم تفاصيلها

صوت بيروت

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت بيروت

خطة فرنسية بشأن لينان.. إليكم تفاصيلها

كثفت الدبلوماسية الفرنسية اتصالاتها حول لبنان وكشفت الـmtv نقلا عن مصادر مطلعة أنّ 'باريس تؤيد موضوع نزع سلاح حزب الله وهي تدعم رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام اللذين التزما بمسألة احتكار الاسلحة للدولة اللبنانية'. وأكدت المصادر أنّ 'المهم في هذه المرحلة هو ضرورة احترام وقف اطلاق النار ووقف الخروقات فورا، واحترام سيادة لبنان وضرورة الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من لبنان'، وكشفت أنّ 'التنسيق بين باريس وواشنطن قائم وسيتواصل في الايام المقبلة، وانه خلال زيارة الموفد توم باراك الى العاصمة الفرنسية تم العمل على التنسيق لاعداد خطة تسمح تأمين احتكار السلاح للدولة اللبنانية كونها مسألة هامة جدا لمستقبل لبنان'. ورأت المصادر أنّه 'بعد الحرب على لبنان العام الماضي، كان لا بد من بذل جهد خاص وهذا ما التزمت به السلطات اللبنانية من اجل استعادة السيادة. وتم الاتفاق على تعزيز سبل آلية المراقبة وهذا امر اساسي لاحترام وضمان وقف اطلاق النار، وانه يتوجب على جميع الاطراف احترامه والذي سيلقى دعما من قبل قوات اليونيفيل التي سيتم التجديد لها في آب'، وشددت المصادر على 'ضرورة انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها كونها أولوية'.

صلح الامام الحسن (ع) وأركان الحكم الصالح
صلح الامام الحسن (ع) وأركان الحكم الصالح

شبكة النبأ

timeمنذ 3 ساعات

  • شبكة النبأ

صلح الامام الحسن (ع) وأركان الحكم الصالح

الصلح بطبيعته الإصلاحية يكشف الحقائق ويبدد زيف التضليل، بينما الحروب والصراعات تؤدي الى تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام وتكريس الفساد، لذلك السلطات الفاسدة تفتعل الحروب والصراعات من اجل الهيمنة بقلب الحقائق، لذلك فإن الإمام الحسن أراد أن يكشف الوجه المزيّف للسلطة الأموية البائسة التي صادرت معاني الإسلام الحقيقي... قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)(1). هذا الحديث العظيم من الأحاديث المعتبرة في كل المصادر، ويشير إلى قضية مهمة جدا وهي قضية الإمامة، فأساس الإمامة وجوهرها هي الحجّية، والحجية تعني ان هناك حجة ظاهرة وحجة باطنة، الحجة الظاهرة هم (الأنبياء والأئمة عليهم السلام)، والحجة الباطنة هو (العقل)، وهناك تكامل في التكليف الشرعي بين الحجة الظاهرة والحجة الباطنة، وعن الامام الكاظم (عليه السلام): (إِنَّ لِلَّهِ عَلَى اَلنَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَحُجَّةً بَاطِنَةً، فَأَمَّا اَلظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَاَلْأَنْبِيَاءُ وَاَلْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ، وَأَمَّا اَلْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ)(2). ومعنى (إمامان قاما أو قعدا) هو التسليم المطلق بقول الإمام المعصوم (عليه السلام) وفعله وسكوته، فالإمام حجّة علينا سواء كان في صلح الإمام الحسن أو في نهضة الإمام الحسين في كربلاء، وذلك لأن الحجية تعني بناء النموذج الصالح في المجتمع، حتى يقتدى به في إدارة الحكم واتخاذ القرار، ومن ذلك معرفة الطرق والسبل اللازمة لإدارة الأزمات وحل المشكلات، واحتواء الصراعات، ليكون هذا النموذج مرجعية ومعيار: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب21. هذه الأسوة هي التي توجهنا إلى طريق الرشاد، الذي لابد أن نسير عليه لبناء الصلاح في الحكم والأمة والمجتمع والفرد. وكل إمام معصوم له دور خاص معين حتى يكون نموذجا للامة ولذلك هو حجة علينا، فالإمام علي (عليه السلام) خلق لنا نموذجا للحكم الصالح، والإمام الحسن (عليه السلام) أسس لنا طريقا للسلام والصلح، والإمام الحسين (عليه السلام) خط لنا طريقا للإصلاح والنهضة، والإمام زين العابدين رسخ منهجا للتحرر من الطاغوت بالعبودية المطلقة لله سبحانه وتعالى. والإمامان الباقر والصادق (عليهما السلام) ارتقيا بالأمة عبر النهضة العلمية، وكذلك بقية الائمة المعصومين (عليهم السلام)، فكل إمام معصوم أسس لنا نموذجا للنهضة تحتاجه كل المجتمعات، من أجل إيجاد الطريق اللازم والصحيح للوصول إلى الواقع الذي ينجي وينقذ ويسعد الجميع، والابتعاد عن السقوط في دوامات الوهم والضلال والانحراف. لأنه لولا وجود النموذج الصالح سوف نغرق في عالم الجهالة، ونسكن في أسفل طبقاته التجهيلية، والنتيجة هيمنة النماذج السيئة، لذلك نرى في عالم اليوم كثيرا من النماذج السيئة التي تحكم المجتمعات بحيث أصبحت هذه المجتمعات تعيش البؤس والفقر والجهل والضياع والمشكلات المتعاظمة. لو أن الإمام الحسن (عليه السلام)، لم يحقق لن هذا النموذج، نموذج معاهدات الصلح والسلام، ماذا كان سيحصل، ونحن نعرف بأن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي أسس نموذج السلام في صلح الحديبية، فقد أسس للإسلام، ولكن أئمة أهل البيت هم الذين شرحوا معنى الإسلام بتفاصيله الواضحة استدامة لمعانيه الواقعية لبناء الإصلاح والاستقرار في المجتمعات. لذلك عندما أسس الإمام الحسن (عليه السلام) لمعنى المعاهدات الصلح، فقد أسس لنموذج تحتاجه الإنسانية على طول التاريخ من أجل حل مشكلاتها وأزماتها، وان لا تتوغل في متاهات الحرب والقتال والصراع، ولابد للعالم جميعه ان يعرف بأنه لدينا نموذج للسلام أسسه الامام الحسن (عليه السلام)، والغاية من التأسيس للصلح، والمخرَجات الصادرة منه التي تؤدي الى تصحيح السلوك السياسي والاجتماعي، فالصلح خير في كل المستويات. فالصلح بطبيعته الإصلاحية يكشف الحقائق ويبدد زيف التضليل، بينما الحروب والصراعات تؤدي الى تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام وتكريس الفساد، لذلك السلطات الفاسدة تفتعل الحروب والصراعات من اجل الهيمنة بقلب الحقائق، لذلك فإن الإمام الحسن (عليه السلام) أراد أن يكشف الوجه المزيّف للسلطة الأموية البائسة التي صادرت معاني الإسلام الحقيقي. فالإمام الحسن (عليه السلام) من خلال المعاهدة كشف عن الأطر اللازمة لأي نظام للحكم لكي يكون ناجحا في مخرجاته، استمرارا على نهج والده الامام علي (عليه السلام) الذي وضع الأسس المتينة للحكم الصالح، وعهده الى مالك الاشتر يمثل اهم وثيقة تاريخية لذلك. ان مشكلة الأنظمة السياسية في عالم اليوم هي أنها أنظمة هشة وسلطات فاسدة لاتملك في مناهجها وممارساتها الأطر الصحيحة التي تحقق الصلاح والاستقرار، فما هي هذه الأطر؟ الاطار الأول: الكرامة هذا هو الإطار الأول للسلطة الحقيقية الصالحة، التي تؤدي إلى بناء منظومة كاملة، للحاجات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فالسياسة تعني إدارة حياة البشر بما يؤدي إلى ضمان أمنهم ومصالحهم وتحقيق العدالة والتوازن وعدم الإضرار بالآخرين وحماية حريات الإنسان وحقوقه المشروعة التي أقرها الله سبحانه وتعالى، وكل ذلك يتلخص في الكرامة. الهدف من السياسة أن تحقق كرامة الإنسان، فبسبب انتهاك الكرامة الانسانية أصبحت السياسة اليوم مفهوما سيئا عند الناس، بينما السياسة في حد ذاتها مفهوم جيد، فهو يعني إدارة حياة الناس وحماية مصالحهم وعدم الاضرار بحقوقهم، لكن بسبب الاستغلال السيّئ والفساد المستحكم وإدارة السياسيين لها بالشكل الخاطئ، تكرست صورة نمطية سيئة للناس بأن السياسة هي الفساد، والسياسي هو فاسد وكاذب وخائن، لكن السياسة بالمعنى الحقيقي وتطبيقاتها السليمة هي قيادة المجتمعات نحو الغايات المطلوبة التي ذكرها القرآن الكريم: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء 70. لذلك لابد فإن من أهم أركان السلطة والسياسة هو تحقيق الكرامة الإنسانية، فأية سلطة تكون خارج إطار الكرامة فهي سلطة غير صالحة، ونظام الحكم الذي يظلم الناس ويقمعهم ويأكل حقوقهم، فهو ينتهك كرامة الإنسان، وهو نظام غير شرعي. (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء 58. فبالامانة في حكم الحاكم تتوطد اركان الدولة حيث يرتفع مستوى الثقة بين الناس بتحقيق العدالة والإنصاف، وعن الامام علي (عليه السلام): (وَالْأَمَانَةَ نِظَاماً لِلْأُمَّةِ) وعلى العكس من ذلك فإن خيانة الأمانة يؤدي الى استشراء الفساد والحيف وتتزلزل اركان الحكم وانتشار الفوضى. ومن كتاب للامام علي (عليه السلام) إلى أشعث بن قيس عامل أذربيجان : (وَإِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ وَلَكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أَمَانَةٌ وَأَنْتَ مُسْتَرْعًى لِمَنْ فَوْقَكَ لَيْسَ لَكَ أَنْ تَفْتَاتَ فِي رَعِيَّةٍ وَلَا تُخَاطِرَ إِلَّا بِوَثِيقَةٍ وَفِي يَدَيْكَ مَالٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ)(3)، فمن مصاديق الخيانة استئثار الحكام بأموال الدولة وتقسيمها بين اتباعهم، فعنه (عليه السلام): (ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وَبِطَانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَ تَطَاوُلٌ وَقِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الْأَحْوَالِ وَلَا تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وَحَامَّتِكَ قَطِيعَةً)(4)، لذلك فإن الأنظمة الفاسدة مصيرها الزوال والعار وتدمير الأوطان، كما قال (عليه السلام): (وَمَنِ اسْتَهَانَ بِالْأَمَانَةِ وَرَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ وَلَمْ يُنَزِّهْ نَفْسَهُ وَدِينَهُ عَنْهَا فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ الذُّلَّ وَالْخِزْيَ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَذَلُّ وَأَخْزَى وَإِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الْأُمَّةِ وَأَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الْأَئِمَّةِ)(5). فالعدالة مفهوم نظري لكن تطبيقه العملي يأتي من خلال أن يبدأ الإنسان أولا من نفسه، في تأدية الأمانة، بأن يحكم بالعدل، وينظر لها من خلال زاوية الآخرين وحقوقهم، فعن الامام علي (عليه السلام): (وَأَحْرِزْ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ بِإِنْصَافِكَ مِنْ نَفْسِكَ وَاَلْعَمَلِ بِالْعَدْلِ فِي رَعِيَّتِكَ)(6). فالأمانة تتحقق عمليا بالإنصاف، والانصاف يؤدي الى انتشار العدل واستتباب الامن والاستقرار، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)9المائدة. فعندما يمارس الإنسان العدالة، يقترب نحو التقوى، ويتقي السقوط والانهيار، ويتحقق ذلك الوعد الإلهي الذي وعده الله سبحانه وتعالى في بناء المجتمع الصالح وتحقيق كرامة الانسان، فهذه منظومة متكاملة، متعددة الأركان تؤدي إلى غاية واحد وهو الحصول على المغفرة والأجر العظيم. ونحن نحاول ان نفهم هذه الأركان في الحكم، لكي نكشف زيف السلطة، وخصوصا معاوية الذي كان نموذجا للسلطة البائسة، القائمة على الخيانة والخداع والانتهازية، وما يقال عن صاحب النظرية الانتهازية الغاية تبرر الوسيلة انه ميكافيلي(7)، ولكن في الواقع مؤسس هذه النظرية هو معاوية، فهو المؤسس للنفاق السياسي، والتلاعب بالناس ومصالحهم، وخيانة العدالة والإنصاف، والاستهانة بكرامة الإنسان. ومن كلام له (عليه السلام) في معاوية: (وَاللَّهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي وَلَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ وَلَوْ لَا كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى النَّاسِ وَلَكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَكُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ وَلِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهِ مَا أُسْتَغْفَلُ بِالْمَكِيدَةِ وَلَا أُسْتَغْمَزُ بِالشَّدِيدَةِ)(8). من أركان الحكم الصالح الرحمة، فلا يمكن لأي سلطة أن تدّعي بأنها سلطة شرعية أو صالحة ما دامت تمارس قمع الناس، واستخدام العنف ضدهم، وانتهاك حقوقهم، وليس بصحيح ما يقوله اليوم البعض في الفكر السياسي المعاصر: إن الدولة هي صاحبة الحق الاوحد في استخدام العنف بما يسمى (احتكار العنف المشروع). وعندما نقول عنف فليس هناك في العنف حق أو باطل، بل كله باطل، العنف يعني استخدام القوة خارج إطار الرحمة، التي حددها الله سبحانه وتعالى كإطار شامل لكل شيء، وأول ما يقوله القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم)، فكل شيء يبدأ من الرحمة، الكون كله رحمة، النظام الكوني هو رحمة، خلق الإنسان هو رحمة، النِعَم الإلهية رحمة، فكل شيء يدور في إطار الرحمة. (وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الأنعام/54. فلا يمكن لأي احد ان يدعي بأن له الحق في أن يمارس العنف ضد الآخرين. لذلك فإن الرحمة هي القاعدة أساسية التي عمل بها أهل البيت (عليهم السلام)، لبناء السلطة الصالحة، بناءً معنويا وليس شكليا فحسب، ذلك ان أي دولة وأي حكومة ليس لها قيمة ما لم يكن فيها بناء معنويا تشكله القيم الصالحة، والدول الفاشلة تصبح فاشلة عندما تعتبر نفسها دولة عندما تمتلك جيشا وأجهزة أمنية، ودوائر حكومية وقوانين وبرلمان، دون أن يكون لها بناء عميقا من المعاني والقيم المعنوية والأخلاقية والثقافية، مثل الرحمة والعدالة والإنصاف والامانة، فالدولة الحقيقية هي الدولة العلوية التي بنى نموذجها نظريا وعمليا الامام علي (عليه السلام). وهذه الاية تعبر بوضوح (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران 159، عن نقض شرعية سلوك العنف في الحاكم والحكومة، وان اللين هو الذي يؤسس لشرعية الحكم وغاياته. ولذلك نحن اليوم عندما نتناول سيرة الإمام الحسن (عليه السلام)، فإننا يجب ان ننظر الى المعنى الحقيقي للسلطة، فالذين أشكلوا على الإمام الحسن (عليه السلام)، تلك الإشكالات الواهية كانوا على خطأ، لأن أهل البيت (عليهم السلام) لا يعملون بأساليب الغاية تبرر الوسيلة التي عمل بها معاوية. أهل البيت (عليهم السلام) هم حجج الله، لذلك هم أسوة في بناء القيم الالهية والعمل بها، وهي القيم التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وآله في رسالته الخالدة، فلم يقبل الإمام علي (عليه السلام) ما طرحه عليه المغيرة: "فولّه أنت كيما تتسق عرى الأمور، ثم اعزله إن بدا لك"، وكذلك طلبوا من الإمام الحسن (عليه السلام) ان ينقض معاهدة الصلح عندما استهان بها معاوية، فقال لهم الإمام (عليه السلام): (يا مسيب! إن الغدر لا يليق بنا ولا خير فيه)(9). تحصيل المكاسب على حساب القيم القيم مطلقة عند أهل البيت عليهم السلام، لا يلتمسون السلوكيات الضبابية المتغيرة غير الصالحة للوصول إلى غايات صالحة، فـ: (لا يطاع الله من حيث يعصى) كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، ولكن هناك من عنده حالة من التشوش الذهني والتباس المطالب، فيسعى نحو مكاسب سريعة ولو على حساب القيم، باختلاق مبررات تقوم على مغالطات تختلط فيها الأوهام بالحقائق، وهذه الانتهازية تدمر القيم الصالحة، وإذا تم تدمير القيم يتم تدمير كل الغايات، وتكون النهايات سيئة، فالوسيلة إذا كانت باطلة تكون الغاية باطلة، كبطلان مغالطة (المستبد العادل)، بتبرير ان الحاكم المستبد يحقق بالقوة الأمن والاستقرار، وبعد ذلك يقوم بالبناء شيئا فشيئا. ولكن هذه المعادلة هي بداية إجرام كبير، وإذا بدأ الإجرام لا ينتهي، وإذا بدأت المعاصي لا تنتهي، ويدخل المجتمع في عالم واسع من الجهالة، وفي مستنقع الجهالة ينمو الاستبداد والعنف وعالم يتغلب فيه التجهيل الذي تتحرك فيه ماكنة تدمير العقل، وتستلب فيه فهم الإنسان ووعيه. وفي الآية القرآنية: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، آل عمران 159. أي أن الرحمة هي الاطار الكامل، ولنت لهم انبثاق منها، فالرحمة في ممارستها لين ليس فيها عنف وقسر وإكراه. وهذه الآيات هي بناء النموذج الذي يشكل الأساليب اللازمة في تحقيق الحكم الصالح، وكذلك المجتمع الصالح، وعكسه يؤدي الى فساد المجتمع، فالأسلوب التربوي القاسي في تربية الأولاد بقصد التأديب، كالعنف والضرب والإكراه ليس تأديبا، فهذه الأساليب تجعل الإنسان ينمو مشوها بقلب قاسي، أما أسلوب التربية بالرحمة واللين فإنه يؤدي إلى التربية الصحيحة وليونة القلب. دعه يفكر معك، ودعه يتعقّل معك، ثم بعد ذلك توكّل، والذي يتوكّل على الله بهذه الطريقة فانه يسير باستقامة وعدم انحرافه العقائدي، فأغلب الناس الذين ينحرفون، عقائديا واخلاقيا ويضيعون في بؤر الضلال والجهالة والحيرة، بسبب الغرق في مجتمعات يهيمن عليها الاستبداد والعنف وقساوة القلب وعدم الاحترام، فيشعر بنفسه مهمشًا في المجتمع يعيش بلا معنى، والوجود بركاكة شخصيته، فلا أحد يستمع إلى رأيه، ليس لديه مشاركة في المجتمع، لأنه مهزوم من الداخل ومدمَّر، فيحدث لديه انحراف أخلاقي عقائدي. ان الرحمة هي منظور شامل لبناء السياسة الصالحة والتربية السليمة، وبناء للاقتصاد الرحيم، فكل الأمور تنطلق من الرحمة، وهذا التأسيس بهذا المنظور محوري في عملية بناء السلطة الصالحة. من الأركان المهمة التي تدخل في صميم سياسة الإمام الحسن الحكيمة هي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة، 208. فالحرب من صناعة الشيطان، أما السلم فهو من صناعة الله، صناعة إلهية نبوية علوية، مشروع إلهي لبناء السلام والرحمة في الامة، لذلك فإن صلح الإمام الحسن (عليه السلام) هو مشروع لبناء السلام وتديين المشروع السلمي للناس. مثلا لو كان الإمام الحسن (عليه السلام) يسير في طريق الحرب، يوزع الهدايا ويمنح المال كما طالبه البعض بذلك، ولكن هذا هو السبب في الخلاف مع معاوية، لأنه قام بتوزيع الأموال وشراء الذمم، واشترى جهالة الناس وتلاعب بعقليتهم البائسة، وحرك غرائزهم وحرصهم على الدنيا، وشراء الذمم ليست قضية صعبة، ولكن مشروع الأنبياء والأئمة يختلف عن مشروع الملوك. الملوك يبنون قصورا، ويصنعون الجيوش، ويدخلون في الحروب ويتصارعون على السلطة، أما الأنبياء والائمة (عليهم السلام) فيبنون الإنسان بالقيم، لديهم رسالة الصدق والأمانة، وتصحيح الإنسان حتى يدخل في حاضنة طبيعية من ممارسة التكليف وحرية الاختيار، بناء حاضنات وبيئات سليمة، من اجل أن يكون الإنسان قادرا على أن يصبح مختارا وليس مرغما. لذلك فإن مشروع السلم هو مشروع ضد الشيطان، أما مشروع الحرب فهو للشيطان واتباعه. وفي ذلك كلام للامام الحسن (عليه السلام) حين قيل له: (إن الناس يقولون إنك تريد الخلافة فقال: قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت، ويسالمون من سالمت، تركتها ابتغاء وجه الله، وحقن دماء أمة محمد)، وجماجم العرب الكبرى هو مصطلح يطلق على مجموعة من قبائل شبه الجزيرة العربية والتي توصف في العرف التقليدي بالقوة والكثرة والغلبة والشرف. فعند الامام الحسن (عليه السلام) كان السلم أولى حتى لو كان يستطيع الانتصار، وكان يستطيع الانتصار فعلا، واذا كان يدخل في الحرب تسيل دماء كثيرة، ويصبح مشروع الإسلام مشروع حرب وقتل ودماء، وليس هذا هو المطلوب، فالله سبحانه وتعالى قال: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)، وعلى كل مسلم أن يهتدي إلى طريق السلام. فالحروب تصنع الفتن والأزمات، فالمجتمعات التي دخلت في حروب انزلقت الى الفقر والمرض، وانهيار أخلاقي واجتماعي وانحراف عقائدي شامل، إنه دخول عميق في متاهات الجهالة والضلال. الإمام الحسن (عليه السلام) من خلال صلحه أراد أن يثبت معنى الوفاء بالعهود، فقد أوفى بعهده ويريد أن يبين للناس بأن هؤلاء لا يوفون بعهدهم، المشكلة اليوم في أي مجتمع، أن هذا المجتمع يريد أن يعيش بسلام، مجتمع منظّم، والجميع يطالب بذلك، وذلك يعتمد على نقطة أساسية وهي الثقة والثقة تتحقق من الوفاء بالعهود والعقود. أي مجتمع لا نجد فيه خاصية الوفاء بالعهود، فهذا المجتمع ليس فيه ثقة، يعيش سوء الظن والخوف والقلق وعدم الشعور بالأمن والامان، فهو يتقلب في أزمة وينام وهو ممتلئ بالقلق على مصالحه التي تنتهبها فقدان الثقة بالآخرين، وهذه البضاعة التي أشتريها وأريد أن أبيعها في السوق، هل هي مغشوشة أم غير مغشوشة، وهل سأتعرض للاحتيال والغبن والخداع. (وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) هود/85. هذا المجتمع قلق غير مستقر لأنه مبتني على نقض العهود، المجتمع الصحيح هو الذي يعمل بالآية الكريمة: (يا أيها الذين آمنو أوفوا بالعهود)، والوفاء بالعقود والعهود هو أصلا يعود الى الوفاء بعهد الله سبحانه وتعالى، فالمجتمع الذي يوفي بعهده لله، ويلتزم بالشريعة ويلتزم بالتكليف ويلتزم بالتعاليم التي أوردها الأنبياء والأئمة عليهم السلام، فإذا أوفى بعهده، هذا المجتمع سوف يكون موفيا للعهود فيما بين أفراده. فإن انتفى ذلك انتفى هذا، الآية القرآنية تقول: (بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)، آل عمران 76. فكل شيء يرجع إلى التقوى، فالتقوى هي الوقاية من السقوط. والآية القرآنية الثانية تقول: (نَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، الفتح 10. لذلك فإن دخول الإمام الحسن (عليه السلام) في معاهدة الصلح، هو لإثبات بأن معاوية هو خائن، وأنه لا يمكن لأي مجتمع أن يكون صالحا إذا كان حاكمه خائن. حيث قال معاوية بعد المعاهدة:... "فكل شرط شرطته لكم فهو مردود، وكل وعد وعدته أحدا منكم فهو تحت قدمي". والمجتمع الذي لا يوفي بعهوده وعقوده، والحاكم الذي لا يوفي بذلك، فإن هذا الأمر يؤدي إلى عملية تفكيك كامل للمجتمع، وقد لاحظنا كيف نكث بوعده، ووضع بعده يزيد الفاسق الفاجر الذي قتل الإمام الحسين (عليه السلام) واستباح الكعبة، واستباح المدينة، وهكذا حصل مسلسل طويل من الجرائم والكوارث بسبب نكث معاوية بعهده وأدى الى سقوط الدولة الاموية واستئصال بني امية. (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ). وهي من اهم الأركان المهمة في بناء الحكم الصالح، فالقيادة الصالحة وطاعتها هي المحور الذي تكتمل فيه الأطر الأخرى، فاذا انتفى هذا الاطار انتفت الأطر الأخرى. وجاء في الزيارة الجامعة: (اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ وَخُزّانَ الْعِلْمِ وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ وَاُصُولَ الْكَرَمِ وَقادَةَ الاْمَمِ وَاَوْلِياءَ النِّعَمِ وَعَناصِرَ الاْبْرارِ وَدَعائِمَ الاْخْيارِ وَساسَةَ الْعِبادِ وَاَرْكانَ الْبِلادِ وَاَبْوابَ الاْيمانِ وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ). وللبحث تتمة... * حوارات بثت على قناة المرجعية في مناسبة زيارة الأربعين 1446 ............................................... (1) المناقب ج ٣، ابن شهر آشوب، صفحة ٣٩٤. (2) الكافي، ج ١، الشيخ الكليني، صفحة: ١٦. (3) نهج البلاغة، كتاب رقم: 5. (4) نهج البلاغة، كتاب رقم: 53، كتبه (عليه السلام) للأشتر النخعي لما ولاه على مصر. (5) نهج البلاغة، كتاب رقم: 26. (6) عيون الحكم والمواعظ، علي بن محمد الليثي الواسطي، الصفحة ٢٥٦. (7) نيكولو مكيافيلي فيلسوف سياسي إيطالي من عصر النهضة، وُلد في فلورنسا عام 1469 وتوفي فيها عام 1527. يعتبر مكيافيلي مؤسسًا للتنظير السياسي الواقعي، حيث يرى أن السياسة يجب أن تعتمد على الواقع وليس على الأخلاق. اشتهر بكتابه "الأمير" الذي يقدم فيه تحليلاً واقعياً للسلطة السياسية وكيفية اكتسابها والحفاظ عليها، وغالبًا ما يُفسَّر على أنه يتبنى مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة". المكيافيلية: غالبًا ما يُستخدم لوصف الشخصية التي تتسم بالمكر والخداع والتلاعب لتحقيق أهدافها. في علم النفس، تُعتبر المكيافيلية سمة شخصية تعكس ميل الفرد إلى التلاعب بالآخرين، وانعدام التعاطف، واللامبالاة بالأخلاق. (8) نهج البلاغة، الخطب، رقم: 200. (9) الأمالي، شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، الصفحة 87.

حماس: زيارة ويتكوف إلى غزة استعراض دعائي
حماس: زيارة ويتكوف إلى غزة استعراض دعائي

الديار

timeمنذ 3 ساعات

  • الديار

حماس: زيارة ويتكوف إلى غزة استعراض دعائي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اعتبر القيادي في حركة "حماس" عزّت الرشق إن "زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى ​غزة​ استعراضٌ دعائي، لاحتواء الغضب المتصاعد إزاء الشراكة الأميركية الإسرائيلية في تجويع أهلنا في القطاع". وأضاف أنه "لا يرى ويتكوف في غزة إلا ما يريد له الاحتلال أن يراه، وينظر إلى المأساة المستمرة بعيونٍ إسرائيليةٍ مضلِّلة". وذكر الرشق في تصريح له، أن "من المؤكّد أنه لن يطّلع على عمل مقصلة الجياع، التي تُسمّى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وكيف تُجهِّز مسرح القتل للآلة الحربية الصهيونية". وأضاف أن "إقرار البيت الأبيض بـ'مجاعة غزة' بعد إنكارها، من دون إدانة الاحتلال المتسبّب بها، يعني تبرئة الجاني وتوفير الغطاء السياسي، لاستمرار الجريمة الأفدح في التاريخ الحديث". وسلّم الوسطاء لحركة حماس، أمس الأربعاء، الردّ الإسرائيلي على موقفها بشأن مقترحات التهدئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store