
سيلينا غوميز: نجمة صنعت من معاناتها رسالة أم علامة تجارية؟
انكسارات، قلق، مرض، انعزال، ومشاكل في الحب، كل ذلك عاشته سيلينا غوميز نجمة ديزني على مدار سنوات طويلة، بدءاً من مرض الذئبة الذي تم تشخيصها به عام 2015، وصولًا إلى تشخيصها بمرض ثنائي القطب. كانت قصصها مرآة للعديد من الفتيات. قالت ذات مرة في إحدى اللقاءات: "عانيت من العالم الذي يدور في رأسي مدة طويلة، وشعرت بالضياع واليأس في بعض الأحيان، حتى تم تشخيص حالتي بثنائي القطب، فحصلت على الإجابات التي كنت أبحث عنها، وأصبح لدي وعي أكبر وأقل خوفاً."
نشأت وهي تسعى الى إرضاء الناس، وكانت تكافح منذ صغرها مع حقيقة أن المشاهدين الصغار كانوا يرونها قدوة. في ظل هذه الصراعات، توارت عن الأنظار لسنوات وأخذت استراحة من جولتها للتركيز على صحتها النفسية والتعافي من القلق والاكتئاب. ومن المرض إلى علاقات الحب، انفصلت رسمياً عن حبيبها السابق جاستن بيبر، ما زاد من وقت تعافيها ومحاولتها في التأقلم. لم يكن الأمر سهلاً، ولكنها استمرت في رحلتها نحو الشفاء.
بعد غياب دام أكثر من سنتين عادت بقوة إلى الساحة عام 2021 وقدمت wondermind منصة للصحة النفسية شاركت في تأسيسها مع أصدقائها وشركائها التجاريين، والتي تركز على العافية النفسية من خلال توفير الموارد وخلق مجتمع داعم للأشخاص الذين يعانون من تحديات الصحة النفسية. رغم ذلك، هناك من يرى أن المنصة تستفيد من شهرة سيلينا لتحقيق النجاح التجاري. إلا أن المراجعات الصحافية، مثل تلك التي صدرت عن The New York Times وForbes، تشير إلى أن WonderMind يظل مصدراً مفيداً ويهدف فعلاً إلى تقديم حلول حقيقية لمشكلات الصحة النفسية.
إلى جانب ذلك، أطلقت سيلينا أيضاً علامة Rare Beauty، وهو مشروع يسعى الى تعزيز الثقة بالنفس من خلال مستحضرات تجميل تروّج لمفهوم "الجمال الحقيقي". وعلى رغم أن العلامة التجارية تسعى إلى تقديم رسائل إيجابية حول تقبل الذات، فإن البعض يرى تناقضاً بين هذا التوجه ومعايير الجمال التقليدية التي تروّج لها صناعة التجميل عموماً. Rare Beauty تعكس جهوداً حقيقية لدعم التنوع والشمولية، ولكن يبقى التساؤل حول مدى قدرة العلامة على تغيير معايير الجمال السائدة.
وعلى رغم هذه المبادرات الإيجابية، تواجه سيلينا بعض الانتقادات بسبب سلوكها على وسائل التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي تدعو فيه الى الصحة النفسية والإيجابية، تجد نفسها أحياناً متورطة في دراما اجتماعية مع شخصيات أخرى مثل هايلي بيبر وكايلي جينر. هذه التناقضات قد تثير شكوكاً حيال صدقيتها في دعم الصحة النفسية، إذ يرى البعض أن سلوكها على الإنترنت يتناقض مع رسالتها العلنية. لكن من ناحية أخرى، قد يراها البعض شخصاً حقيقياً يعكس التحديات الحياتية التي يواجهها الجميع، مما يجعل رسالتها أكثر إنسانية وقريبة من الواقع.
جرى تسليط الضوء على هذه الصراعات والتحديات بشكل أعمق في الوثائقي "Selena Gomez: My Mind & Me"، الذي صدر عام 2022. الفيلم يُقدم نظرة حقيقية وصادقة على رحلة سيلينا مع الصحة النفسية، ويعرض لحظات ضعفها وقوتها، وكفاحها مع القلق والاكتئاب، ومحاولاتها المستمرة لفهم نفسها والعثور على السلام الداخلي.
من خلال لقطات حصرية ومقابلات صريحة، يكشف الوثائقي عن الضغوط التي تواجهها كنجمة عالمية، وكيف أثرت الشهرة على حياتها الشخصية وصحتها النفسية. كما يبرز أهمية الوعي بالأمراض النفسية، مشجعاً على كسر الوصمة المرتبطة بها.
لاقى الفيلم إشادة واسعة من النقاد والجماهير، إذ اعتبره كثيرون رسالة صادقة ومؤثرة عن تقبل الذات والتغلب على التحديات النفسية. ومن خلاله، أكدت سيلينا أنها ليست مجرد نجمة، بل إنسانة تخوض معركة شخصية، وتسعى الى نقل تجربتها للآخرين، ليجدوا في قصتها مصدر إلهام ودعم في رحلاتهم الخاصة مع الصحة النفسية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- ليبانون 24
أسباب تمنع سيلينا غوميز من الحمل والانجاب بطريقة طبيعية
قبل فترة أعلنت النجمة العالمية سيلينا غوميز ، أنها لا تستطيع الحمل بسبب مشاكل صحية متعددة تهدد حياتها وحياة الطفل. من أبرز هذه المشاكل: -مرض الذئبة (Lupus): تم تشخيصها به عام 2013، مما أدى إلى مضاعفات صحية خطيرة. -عملية زرع كلية: خضعت لها عام 2017 بعد تدهور وظائف كليتها بسبب الذئبة. -الاضطراب الثنائي القطب: تم تشخيصها به عام 2020، مما يتطلب تناول أدوية قد تؤثر على الحمل. غوميز اشارت في لقاءات صحافية سابقة أنها حزنت لفترة بسبب هذا الواقع، لكنها أصبحت أكثر تقبلاً له. وأعربت عن استعدادها لاستكشاف خيارات أخرى للأمومة، مثل التبني وتأجير الأرحام عبر أم بديلة، معتبرةً إياها "فرصًا عظيمة" بالنسبة لها.


LBCI
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- LBCI
متلازمة "الأم المثالية"... تهديد جديد للأمهات في مجتمع يدفعهن نحو الكمال!
"مبروك الله يعيشو"، "نقشعلها خي" أو "عقبال الصبي"، هي عبارات تلخص بداية مسيرة كل أم جديدة على درب الجلجلة للظهور بأفضل صورة ممكنة وتربية أولادها بحسب عادات وتقاليد تسعى لإرضاء مجتمع يصبو أفراده دائماً نحو الكمال. وبين العمل ومتطلبات الأسرة، تجد الأمهات أنفسهنّ في صراع دائمٍ للظهور بصورة الأم المثالية التي رسمها المجتمع، والموازنة بين العمل والنشاطات الإجتماعية والأعمال المنزلية، وحتى فترة الـ"Me Time" الأسبوعية، غير الموجودة أساساً على جدول أعمالهنّ. وبين رغبة الأمهات بالسعي نحو الكمال ومعايير المجتمع، تسجّل متلازمة الأم المثالية أو "Perfect Mother Syndrome" دخولها لضرب صورة الأمهات عرض الحائط وفرض قواعد جديدة على أمهات أنهكتهنّ متطلبات الحياة. وشرحت المعالجة النفسية سيلينا صليبا في حديث لموقع الـLBCI الإلكتروني، أن متلازمة الأم المثالية هي حالة تدفع الأم للسعي نحو الكمال والمثالية والسيطرة على تفاصيل حياة أولادها بشكل كامل للوصول إلى صورة الأم المثالية وإرضاء المجتمع. وعددت صليبا أسباب هذه الحالة، والتي شملت ضغوط المجتمع الذي يتطلب من الأم دائماً الظهور بصورة الأم المثالية التي تضحي من أجل سعادة عائلتها، بالإضافة إلى وسائل التواصل الإجتماعي التي تطلب من الأم أيضاً الظهور بصورة مثالية وتدفعها لمقارنة نفسها مع الأمهات الأخريات. وأشارت صليبا إلى أن الشعور بالذنب الذي تعيشه الأم يأتي بسبب عدم قدرتها على إعطاء الوقت الكافي لعائلتها وخوفها من تصنيفها كأم فاشلة بالإضافة إلى البيئة التي كانت متواجدة فيها سابقاً كالعيش مع أم صارمة فرضت عليها أن تكون مثالية، ما دفعها إلى السعي دائماً نحوها. ولفتت صليبا إلى أن غياب دعم الزوج أو غياب الزوج، ومقارنة الأم لنفسها مع غيرها من الأمهات، بالإضافة إلى رغبتها بالظهور بصورة الأم الجيدة وظروف المعيشة الصعبة هي من أبرز العوامل التي تفاقم أعراض هذه الحالة. وتابعت صليبا: "تطلب وسائل التواصل الإجتماعي من الأم الظهور بصورة غير واقعية وغير موجودة في الحياة الطبيعية، كالموازنة بين عملها وعائلتها وحتى نفسها، وفي حال شعرت بتقصير بسيط منها ومن أولادها تشعر بالذنب وتبدأ بلوم نفسها، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الأولاد". وعن دور الزوج في هذه المرحلة، أكّدت صليبا أن وجود الزوج كداعم أساسي للأسرة مادياً ومعنوياً وعاطفياً وعدم رميه المسؤوليات على الأم، هو أمر ضروري، ومن واجبه دعمها بكل شيء من الأعمال المنزلية وصولاً إلى عملها. وأضافت أنه "من الضروري أن يسعى لتأمين بعض الوقت الخاص للأم مرة واحدة في الأسبوع لكي تستعيد طاقتها، وأن يتقبّل فكرة أنها قد تخطئ أحياناً ومساعدتها ودعمها لتخطي هذه المرحلة". أما عن تأثير هذه الحالة على صحة الأم النفسية، فأوضحت صليبا أنها تسبب الشعور بالقلق، والإحتراق الوظيفي (Burnout) والإرهاق، وضعف الثقة بالنفس وبالقدرات والمهارات، مضيفةً أن "غياب الدعم والشعور بهذه الأعراض لمدة طويلة يمكن أن يحوّل هذه الحالة إلى مرض نفسي يستلزم خضوع الأم للعلاج". وبالنسبة لتأثيرها على الأولاد، لفتت صليبا إلى أن الضغط الدائم والرغبة بالنجاح لإرضاء الأم يخلق لديهم ما يسمى بالحب المشروط، بالإضافة إلى شعورهم بالقلق وضعف الثقة بالنفس بسبب الشروط التعجيزية المطلوبة منهم والتي تؤدي بدورها إلى شعورهم بالتعب بسبب عدم قدرتهم على تنفيذها. وتابعت صليبا: "من الممكن أن يلجأ الأولاد إلى التمرد على الصورة المفروضة عليهم وخاصة في مرحلة المراهقة والاتجاه نحو الصورة المعاكسة لها". وعن تأثيرها على علاقة الأم بأولادها، قالت صليبا إن الأولاد يسعون دائماً لإرضاء الأم للحصول على حبها، حيث يصبح التعاطي في ما بينهم من دون عاطفة، الأمر الذي يؤثر مستقبلاً على علاقاتهم ويجعلهم يظهرون في هذه الصورة مجدداً لإرضاء الآخرين. وأضافت صليبا أن "هذه الحالة تدفع الأولاد إلى الشعور بالذنب بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى الصورة المثالية المطلوبة، الأمر الذي يمنع تطورهم ويجعلهم يسيرون في الإطار المفروض عليهم بالإضافة إلى انعدام ثقتهم بقدراتهم واعتمادهم على الآخرين لاتخاذ القرارات ". ونوّهت صليبا إلى أن الأولاد ليسوا بحاجة إلى أم خارقة، بل إلى أم تشعرهم بحبها ودعمها لهم وتقبلهم بمميزاتهم واختلافاتهم وتميزهم بالإختلافات الموجودة لدى كل واحد منهم فقط. ونصحت صليبا الأمهات بعدم الضغط على أنفسهنّ بشكل كبير وتحمّل مسؤوليات كثيرة، وإشعار أولادهنّ بالأمان وتحميلهم مسؤوليات مناسبة لهم، مضيفةً أن "لا أحد معصوم عن الخطأ ومن المهم أن نكشف الخطأ لإصلاحه بالشكل المناسب". وأوصت صليبا الأمهات بعدم مقارنة أنفسنّ بغيرهنّ من الأمهات، لأنهنّ مميزات بحبهنّ لأولادهنّ بالطريقة الصحيحة، مشددةً على أهمية عدم تحمل المسوؤليات بمفردهنّ واللجوء إلى الشريك لدعمهنّ ولتخصيص الوقت الكافي لهنّ لأخذ قسط من الراحة.


النهار
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- النهار
سيلينا غوميز: نجمة صنعت من معاناتها رسالة أم علامة تجارية؟
انكسارات، قلق، مرض، انعزال، ومشاكل في الحب، كل ذلك عاشته سيلينا غوميز نجمة ديزني على مدار سنوات طويلة، بدءاً من مرض الذئبة الذي تم تشخيصها به عام 2015، وصولًا إلى تشخيصها بمرض ثنائي القطب. كانت قصصها مرآة للعديد من الفتيات. قالت ذات مرة في إحدى اللقاءات: "عانيت من العالم الذي يدور في رأسي مدة طويلة، وشعرت بالضياع واليأس في بعض الأحيان، حتى تم تشخيص حالتي بثنائي القطب، فحصلت على الإجابات التي كنت أبحث عنها، وأصبح لدي وعي أكبر وأقل خوفاً." نشأت وهي تسعى الى إرضاء الناس، وكانت تكافح منذ صغرها مع حقيقة أن المشاهدين الصغار كانوا يرونها قدوة. في ظل هذه الصراعات، توارت عن الأنظار لسنوات وأخذت استراحة من جولتها للتركيز على صحتها النفسية والتعافي من القلق والاكتئاب. ومن المرض إلى علاقات الحب، انفصلت رسمياً عن حبيبها السابق جاستن بيبر، ما زاد من وقت تعافيها ومحاولتها في التأقلم. لم يكن الأمر سهلاً، ولكنها استمرت في رحلتها نحو الشفاء. بعد غياب دام أكثر من سنتين عادت بقوة إلى الساحة عام 2021 وقدمت wondermind منصة للصحة النفسية شاركت في تأسيسها مع أصدقائها وشركائها التجاريين، والتي تركز على العافية النفسية من خلال توفير الموارد وخلق مجتمع داعم للأشخاص الذين يعانون من تحديات الصحة النفسية. رغم ذلك، هناك من يرى أن المنصة تستفيد من شهرة سيلينا لتحقيق النجاح التجاري. إلا أن المراجعات الصحافية، مثل تلك التي صدرت عن The New York Times وForbes، تشير إلى أن WonderMind يظل مصدراً مفيداً ويهدف فعلاً إلى تقديم حلول حقيقية لمشكلات الصحة النفسية. إلى جانب ذلك، أطلقت سيلينا أيضاً علامة Rare Beauty، وهو مشروع يسعى الى تعزيز الثقة بالنفس من خلال مستحضرات تجميل تروّج لمفهوم "الجمال الحقيقي". وعلى رغم أن العلامة التجارية تسعى إلى تقديم رسائل إيجابية حول تقبل الذات، فإن البعض يرى تناقضاً بين هذا التوجه ومعايير الجمال التقليدية التي تروّج لها صناعة التجميل عموماً. Rare Beauty تعكس جهوداً حقيقية لدعم التنوع والشمولية، ولكن يبقى التساؤل حول مدى قدرة العلامة على تغيير معايير الجمال السائدة. وعلى رغم هذه المبادرات الإيجابية، تواجه سيلينا بعض الانتقادات بسبب سلوكها على وسائل التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي تدعو فيه الى الصحة النفسية والإيجابية، تجد نفسها أحياناً متورطة في دراما اجتماعية مع شخصيات أخرى مثل هايلي بيبر وكايلي جينر. هذه التناقضات قد تثير شكوكاً حيال صدقيتها في دعم الصحة النفسية، إذ يرى البعض أن سلوكها على الإنترنت يتناقض مع رسالتها العلنية. لكن من ناحية أخرى، قد يراها البعض شخصاً حقيقياً يعكس التحديات الحياتية التي يواجهها الجميع، مما يجعل رسالتها أكثر إنسانية وقريبة من الواقع. جرى تسليط الضوء على هذه الصراعات والتحديات بشكل أعمق في الوثائقي "Selena Gomez: My Mind & Me"، الذي صدر عام 2022. الفيلم يُقدم نظرة حقيقية وصادقة على رحلة سيلينا مع الصحة النفسية، ويعرض لحظات ضعفها وقوتها، وكفاحها مع القلق والاكتئاب، ومحاولاتها المستمرة لفهم نفسها والعثور على السلام الداخلي. من خلال لقطات حصرية ومقابلات صريحة، يكشف الوثائقي عن الضغوط التي تواجهها كنجمة عالمية، وكيف أثرت الشهرة على حياتها الشخصية وصحتها النفسية. كما يبرز أهمية الوعي بالأمراض النفسية، مشجعاً على كسر الوصمة المرتبطة بها. لاقى الفيلم إشادة واسعة من النقاد والجماهير، إذ اعتبره كثيرون رسالة صادقة ومؤثرة عن تقبل الذات والتغلب على التحديات النفسية. ومن خلاله، أكدت سيلينا أنها ليست مجرد نجمة، بل إنسانة تخوض معركة شخصية، وتسعى الى نقل تجربتها للآخرين، ليجدوا في قصتها مصدر إلهام ودعم في رحلاتهم الخاصة مع الصحة النفسية.