logo
محكمة استئناف تمنح إدارة ترامب ضوءا أخضر لخفض المساعدات الخارجية

محكمة استئناف تمنح إدارة ترامب ضوءا أخضر لخفض المساعدات الخارجية

الجزيرةمنذ 2 أيام
قضت محكمة استئناف فدرالية أميركية الأربعاء بإمكان مضي إدارة الرئيس دونالد ترامب قدما في اقتطاع مليارات الدولارات من تمويل برامج المساعدات الخارجية.
وفي قرار صدر بأغلبية صوتين مقابل صوت واحد، قالت هيئة من 3 قضاة في محكمة الاستئناف الأميركية لدائرة مقاطعة كولومبيا إن المحكمة الأدنى درجة أخطأت عندما أمرت إدارة ترامب بإعادة تقديم مدفوعات مساعدات خارجية سبق أن وافق عليها الكونغرس.
وكان ترامب قد جمّد مليارات الدولارات من نفقات المساعدات الخارجية 90 يوما بعد توليه في يناير/كانون الثاني من العام الحالي سدّة الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية، وقد شرع في إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).
ولطالما كانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الذراع الرئيسية للحكومة الأميركية وتعد واحدة من أدوات القوة الناعمة عبر توزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم من خلال برامج الصحة والطوارئ في نحو 120 دولة.
في وقت سابق من العام الحالي أصدر قاضي المقاطعة أمير علي -الذي عيّنه الرئيس السابق جو بايدن – أمرا مؤقتا قضى بمنع إدارة ترامب من تجميد الأموال المخصصة للمساعدات الخارجية التي أقرها الكونغرس للسنة المالية 2024.
لكن في انتصار لترامب، قضت محكمة الاستئناف بإبطال قرار المحكمة الابتدائية، وقالت إن الجهات التي تقدمت بالدعوى تفتقد إلى الصفة القانونية.
وفي قرارها، قالت القاضية كارن هندرسون التي عيّنها الرئيس الأسبق جورج بوش الأب"أخطأت المحكمة الابتدائية عندما أصدرت الإجراء … لأن الجهات المستفيدة لا تملك أساسا قانونيا لتقديم دعواها".
ورفعت منظمتان غير ربحيتين، تتلقيان تمويلا اتحاديا، وهما ائتلاف مناصرة لقاح الإيدز وشبكة تطوير الصحافة، دعوى قضائية زعمتا فيها أن تجميد ترامب للتمويل غير قانوني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألاسكا
كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألاسكا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألاسكا

أجمعت كبريات الصحف الأميركية على انتقاد قمة ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ، فرأى بعضها أن ترامب لم يحصل على الكثير، وقالت إحداها إن القمة فشلت، ولكن الأمر كان يستحق المحاولة. وقالت واشنطن بوست إن القمة بدأت بسجادة حمراء وانتهت بخروج مبكر ورصين، ورأت وول ستريت جورنال أن ترامب فرش السجادة الحمراء لبوتين، ولم يحصل على الكثير في المقابل، وأشارت فورين بوليسي إلى أن مناورة ترامب مع بوتين فشلت، ولكن الأمر كان يستحق المحاولة، في حين نقلت نيوزويك عن مسؤول أوكراني أن القمة كانت فاشلة. وفي بداية تقريرها، قالت واشنطن بوست إن الدبلوماسية الناجحة تتطلب نوعا من التنازلات عالية المخاطر، وذكرت بأن ترامب استقبل بوتين استقبال الأبطال، ولكنه بدا في ظهورهما المشترك بعد ساعات، محبطا ومقتضبا على غير عادته. وركزت الصحيفة على تناقض لحظة خروج الرئيسين مع لحظة وصول بوتين، عندما استقبله ترامب بروح الاستعراض التي ميزت مسيرته المهنية، قبل أن يدخلا سيارة ترامب المدرعة، المعروفة باسم "الوحش"، بدون مترجم في خرق غير معتاد للأمن والبروتوكول الدبلوماسي. ورأت الصحيفة أن دفء الترحيب أثار صدمة في أوكرانيا وأوروبا، لتناقضه الحاد مع الاستقبال الذي تلقاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في فبراير/شباط، عندما وبخه ترامب ونائبه جيه دي فانس على الهواء مباشرة بعد أن قال إنه لا يستطيع قبول وقف إطلاق النار دون الحصول على ضمانات أمنية. وكان ترامب قد أعرب في الساعات التي سبقت القمة عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإحلال السلام في أوكرانيا، وقال "لن أكون سعيدا إذا انسحبت دون التوصل إلى وقف إطلاق نار"، ولكن بعد اللقاء، بدا الاستياء على وجهه، وقال رغم إعلانه إحراز "تقدم كبير"، إن خطواته التالية ستكون الاتصال بقادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وزيلينسكي. ورأت الصحيفة أن بوتين حقق العديد من أهدافه بمجرد دعوته للقاء ترامب، ووصفت محادثاتهما بأنها "ودية ومبنية على الثقة"، وأشارت إلى أن الظهور مع ترامب أتاح لبوتين منصة للتعبير عن أفكاره حول ما يسميه "الأسباب الجذرية" للحرب والتهديدات الأمنية التي تتعرض لها روسيا مما يصفه بأوكرانيا المعادية. واختتم بوتين كلامه باللغة الإنجليزية، معلنا بابتسامة عريضة أنهما سيلتقيان قريبا "في المرة القادمة في موسكو"، ولكن ترامب اعترض قائلا إنها فكرة مثيرة للاهتمام، وإنه قد "يتعرض لانتقادات شديدة بسببها". وذكرت الصحيفة أن هذه كانت أول رحلة يقوم بها بوتين لأرض غربية منذ غزوه أوكرانيا عام 2022، وبعد أن صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية ، كما كانت أول زيارة له للولايات المتحدة منذ عام 2007، باستثناء رحلة إلى الأمم المتحدة في نيويورك. ونبهت الصحيفة إلى احتفاء الروس بتصفيق ترامب عندما اقترب منه بوتين على السجادة الحمراء، وكتب المؤرخ الروسي سيرجي رادشينكو "يا إلهي. لقد حظي بوتين بتصفيق من ترامب"، كما أشاد التلفزيون الرسمي بالترتيبات الأولية، و"السجادة الحمراء والمصافحة الدافئة التي تكاد تكون ودية، فهي لا تتناسب مع صورة روسيا التي رسموها في أوروبا كدولة منبوذة". لم يحصل على الكثير أما وول ستريت جورنال، فبدأت تقريرها بأن اجتماع ألاسكا كما يبدو لم يسفر عن أي اختراقات، رغم البذخ المعتاد لممثل الاستعراض السابق -كما وصفت ترامب- موضحة أن اللقاء اختتم دون الإعلان عن أي اختراق، مع بقاء مسار إنهاء الحرب في أوكرانيا غامضا. وكان ترامب، الذي خاطر بدعوة زعيم الكرملين الخاضع للعقوبات إلى الولايات المتحدة، عالقا -كما تقول الصحيفة- في المأزق نفسه الذي واجهه قبل أيام، وكان بوتين لا يزال غير راغب في إنهاء الحرب التي استمرت 3 سنوات ونصف دون تقديم تنازلات بشأن مستقبل أوكرانيا. وراهن كلا الرجلين بسمعتهما السياسية على نجاح القمة، ولكن الغلبة كانت لبوتين الذي عومل على قدم المساواة على الأراضي الأميركية، وتمكن من تجنب أي عقوبات أميركية محتملة في الوقت الحالي، دون أن يعلن عن أي تنازلات ميدانية -حسب الصحيفة- في حين أن ترامب الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أول يوم له في منصبه، فقد فشل في تأمين وقف إطلاق نار مؤقت. وقال ترامب، وهو يقف أمام خلفية كتب عليها "السعي إلى السلام"، إنهما أحرزا "بعض التقدم" وإنه يتوقع من بوتين وزيلينسكي ترتيب اجتماع مستقبلي، مضيفا أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على عدة نقاط، لكنهما لا تزالان بحاجة إلى التوصل إلى توافق في الآراء بشأن "نقطة أو نقطتين مهمتين للغاية"، مؤكدا أن الطريق لا يزال طويلا. وفي مقابلته مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب إنه سيؤجل فرض عقوبات جديدة على روسيا في الوقت الحالي، وقال "أعتقد أننا لسنا مضطرين للتفكير في ذلك الآن، كما تعلمون، سار الاجتماع على ما يرام"، ثم قدم نصيحة لزيلينسكي قائلا "اعقد صفقة"، وذكر أوكرانيا بأن "روسيا قوة عظمى وهم ليسوا كذلك". وأوضحت الصحيفة أن بوتين حقق، حتى قبل بدء الاجتماع رسميا، سلسلة من الانتصارات الرمزية، وذكرت بأن غياب أي خطوات ملزمة للجانب الروسي من الاجتماع يمنحه فرصة لمواصلة حربه في أوكرانيا. الأمر يستحق المحاولة ومن ناحيتها، ذكرت مجلة فورين بوليسي، بعد وصفها الاستقبال الذي حظي به بوتين، بأن ترامب واجه انتقادات شديدة لدعوته الرئيس الروسي على الأراضي الأميركية، وفرشه له سجادة حمراء، رغم عدم تقديم أي تعهد روسي إلا بمواصلة قتل الأوكرانيين والاستيلاء على أراضيهم. واستغربت المجلة أن يوافق ترامب على القمة أصلا دون أي إشارة مسبقة إلى أنه سيحصل على تنازلات، مشيرة إلى أن مثل هذه الاجتماعات عالية المخاطر لا ترتب عادة إلا عند وجود مؤشر معقول على التوصل إلى تسوية من كلا الجانبين. ورأت فورين بوليسي أن استمرار الجمود قد يعني أن ترامب سيخرج من هذا الاجتماع ذليلا وغير فعال، خاصة إذا رضخ لأي من مطالب بوتين دون موافقة أوكرانية أو تعاون أوروبي، وذكرت بأن أفضل نتيجة ممكنة لقمة ألاسكا كانت وقف إطلاق نار مطول على خطوط المواجهة الحالية، مع ترك المسائل الإقليمية معلقة ربما لعقود. بوتين سيستفيد بشكل كبير من مجرد لقائه بترامب لأنه سيخرج من عزلته الدبلوماسية والاقتصادية. أعتقد أنه سيستفيد من هذا لأن ما يسعى إليه بصراحة هو الصور بواسطة زيلينسكي انتصار شخصي لبوتين وفي سياق قمة ألاسكا، علقت مجلة نيوزويك من وجهة نظر أوكرانية، وقالت إن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني أوليكساندر ميريزكو انتقد القمة ووصفها بأنها "فاشلة"، وذكرت بقول البيت الأبيض إن الزعيم الروسي طلب عقد الاجتماع، ولكن الرئيس الأوكراني لم يدع إليه. وصرح المسؤول الأوكراني لصحيفة نيويورك تايمز بأن القمة لم تسفر عن اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وأن بوتين "استغل ترامب ليظهر أنه ليس معزولا"، وأضاف أن بوتين، الذي اتهمته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، "فاز في حرب المعلومات". وذكرت المجلة بأن زيلينسكي أبدى شكوكا عميقة بشأن المحادثات الأميركية الروسية، وقال في وقت سابق إن بوتين سيستفيد بشكل كبير من مجرد لقائه بترامب لأنه سيخرج من عزلته الدبلوماسية والاقتصادية، وأضاف "أعتقد أن بوتين سيستفيد من هذا لأن ما يسعى إليه بصراحة هو الصور. إنه يحتاج إلى صورة من اجتماعه مع الرئيس ترامب". وأضاف زيلينسكي "أولا، سيكون الاجتماع على أرض أميركية، وهو ما أعتقد أنه انتصار شخصي له، ثانيا، سيخرج من عزلته، ثالثا، بهذا الاجتماع، أجل بطريقة ما سياسة العقوبات، ونحن نتطلع بشدة إلى هذه العقوبات"، وقال "سنرى ما سيحدث لاحقا".

ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء
ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء

يُجمع عدد كبير من المحللين في الولايات المتحدة وخارجها على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب زاد من حالة اللايقين في علاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في أوروبا، وشرق آسيا بصورة أساسية. وقد نشأ هذا اللايقين من أجندة ترامب الجمركية العدائية، ووجهة نظره بأن حلفاء أميركا يستغلونها، فهو يطلق التهديدات هنا وهناك ثم يتراجع عنها، مما يجعل حلفاء أميركا أكثر حذرا. انخرطت إدارة ترامب في حروب تجارية أدت إلى توتر لدى الحلفاء، كما قوض ترامب التزامات أميركا تجاه حلف الأطلسي، مما أدى إلى شروخ مع الحلفاء عبر الأطلسي. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالمناخ والصحة وحقوق الإنسان، وهي اتفاقيات تجعل العالم أكثر أمنا. في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة بردع الصين، القوة الصاعدة، تتزايد تكاليف حماية الحلفاء في المحيطين؛ الهادئ والهندي، وسط ظروف غير مستقرة، وهذا يدفع الولايات المتحدة إلى تحميل الحلفاء أعباء أكبر قد تتعارض مع مصالحهم الإستراتيجية وقدراتهم المالية. إن سياسات ترامب في استفزاز جوار الصين ليست جديدة، لكن إدارة بايدن أجبرت حلفاء أميركا على محاذاة سياسات الولايات المتحدة في الدفاع والأمن الاقتصادي تجاه الصين. ومع ذلك، فإن الرسوم الجمركية- إلى جانب فرض شروط جديدة على الالتزام الأميركي تجاه الحلفاء- بثت حالة من انعدام الثقة وعدم اليقين في تحالفات راسخة منذ عقود. إن ربط قضايا الاقتصاد السياسي بالأمن والدفاع يخلق متطلبات جديدة للحفاظ على التحالفات قويةً. الأصوات التي كانت خافتة في اليابان، وكوريا الجنوبية بشأن طبيعة التحالف مع أميركا أصبحت أعلى، بل وصل بعضها إلى المطالبة بفك الارتباط مع الولايات المتحدة. وصار كلا البلدين يسابق الزمن لتصنيع السلاح؛ فكوريا الجنوبية تنتج الآن واحدة من أفضل الدبابات في العالم، واليابان بدأت في توظيف قدراتها التكنولوجية في صناعة السلاح، كما حصلت كوريا على عقود لتصدير السلاح. ورغم ذلك فإن فكرة دخول دول جوار الصين في حرب مع الولايات المتحدة ضد بكين باتت مستحيلة في عهد ترامب؛ لأن نتائج الحرب ستكون سلبية على الجميع، بينما تتبع الصين سياسة قوة واضحة مع تعزيز تحالفاتها الاقتصادية، في وقت يتراجع فيه الوجود العسكري الأميركي، وتهدد الرسوم الجمركية الأميركية اقتصادات هذه الدول. وإذا كانت هذه الدول ستقبل لفترة بالشروط الأميركية لبقاء القوات الأميركية على أراضيها، فإن الدعوات لفصل اليابان عن الاعتماد على الحماية الأميركية أصبحت علنية، لكن تظل قدرات هذه الدول على رفع الإنفاق الدفاعي مشكلة كبيرة. ما لا يدركه ترامب هو أن إلحاق الضرر بصناعة السيارات الألمانية سيقلل من رغبة ألمانيا في بقاء القوات الأميركية على أراضيها، فالسيطرة على ألمانيا تعني ضمنا السيطرة على أوروبا وحلف الأطلسي. فالاقتصاد الأقوى في أوروبا هو الذي يرفع ميزانية الدفاع. وقد جاءت الحرب الأوكرانية لتسقط عن ألمانيا كل القيود التي فُرضت عليها بعد الحرب العالمية الثانية، ورغم أن المواطن الألماني سيتأثر سلبا برفع موازنة الدفاع، فإن المتطرفين الألمان سيدفعون نحو ذلك ويدعمونه. وفي هذا السياق، بدا أن فرنسا، وألمانيا تتبعان نهجا لبناء قدرات دفاعية مستقلة عن أميركا، ولهذا رأينا القلق الأوروبي في الاستقبال الاستثنائي من قبل الملك تشارلز لماكرون في لندن. فبريطانيا، الحليف الأوروبي الأقرب لأميركا، أصبحت أكثر قلقا من التقلبات الأميركية، وكل ذلك يدفع الولايات المتحدة نحو العزلة دوليا. إن من المؤسف بالنسبة للكثير من الأميركيين الشرخ الذي أحدثه ترامب في العلاقة مع الجار الودود كندا. فلم تمثل كندا تهديدا للولايات المتحدة إلا في رياضة الهوكي، ولطالما اعتبر الكنديون الأميركيين أقرباء لهم. فالحدود الفاصلة بين البلدين هي أطول حدود غير محمية في العالم، واقتصاداهما متشابكان بشكل وثيق. ومع ذلك، فإن ما فعله ترامب بحديثه عن كندا كأنها الولاية الحادية والخمسون، وفرضه رسوما جمركية عقابية، وتهديده بعدم الدفاع عنها بموجب نظام الدفاع الصاروخي المقترح "القبة الذهبية" ما لم تدفع تكلفته (مع الاستمرار في رفع الفاتورة)، قد أثار كل ذلك استياء شعب عُرف باعتداله. ويسود في كندا حتى الآن شعور بالصدمة وعدم التصديق، حتى مع تراجع ترامب عن بعض تصريحاته، فما بدا أنه أسس راسخة للسياسة الخارجية الكندية يذوب كالأنهار الجليدية، ويبدو أن ما تهدّم لن يُصلح بسهولة، بل يحتاج إلى جيل قادم على الأقل. ترى مارغريت ماكملان، أستاذة التاريخ الدولي في جامعة أكسفورد، أن التحالفات وبناءها عمل صعب، تتطلب إدارتها الصبر والتحمل والمهارة، تماما كالحديقة التي تحتاج إلى عناية دائمة. فالتوصل إلى فهم أعمق للدول الأخرى وقادتها وتعلم كيفية التفاوض معهم، أمر شاق. إن توبيخ الحلفاء علنا على عيوبهم المزعومة، كما فعل نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس مع الأوروبيين في مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير/شباط 2025، أو إصدار الأوامر والإهانات على وسائل التواصل الاجتماعي كما يفعل ترامب يوميا تقريبا، أو إرسال رسائل علنية إلى رؤساء الدول الآخرين قبل تسليمها لمتلقيها، لا يؤدي هذا إلا إلى تراكم الاستياء وجعل العلاقات المستقبلية أكثر صعوبة. ولنتذكر أنه لو لم يتمكن كيسنجر من إقامة علاقة احترام متبادل مع نظيره الصيني تشو إن لاي، لكان افتتاح العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خلال إدارة نيكسون قد تأخر لسنوات. وهكذا، ففيما يواصل الرئيس الأميركي الضغط والتنمر على حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين، يبدأ هؤلاء رويدا رويدا في رسم مسار جديد لأنفسهم، وقد لا يجدهم ترامب عندما يحتاجهم.

انتقادات لقمة ألاسكا.. لا اتفاق ولا أسئلة فقط احتفالات وعلاقات عامة
انتقادات لقمة ألاسكا.. لا اتفاق ولا أسئلة فقط احتفالات وعلاقات عامة

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

انتقادات لقمة ألاسكا.. لا اتفاق ولا أسئلة فقط احتفالات وعلاقات عامة

انتهت قمة ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين"بضجيجٍ هائل" رغم إقرارهما "بفشلهما" في التوصل إلى أي اتفاقات بشأن كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وقد بدأت القمة بترحيب حار وتحليق جوي لطائرات صاخبة فوق قاعدة عسكرية أميركية في ولاية ألاسكا. وبعد حوالي ساعتين ونصف الساعة من المحادثات في قاعدة " إلمندورف ريتشاردسون" المشتركة في أنكوريج، ظهر الرجلان أمام الصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك، لكنهما لم يتلقيا أي أسئلة ولم يستمر أكثر من 15 دقيقة. وبدت تصريحات ترامب وبوتين في المؤتمر قاصرة على التعليقات الدبلوماسية التقليدية، ولم تتضمن كلمتاهما أي نتائج ملموسة، ولم يُقدما أي اختلاف يُذكر عن تعليقاتهما السابقة بشأن الحرب في أوكرانيا. وقال ترامب "لقد كان اجتماعا مثمرا للغاية، وتم الاتفاق على العديد من النقاط، ولم يتبق سوى القليل جدا. لم نصل إلى هناك، لكن لدينا فرصة جيدة جدا للوصول". من جهته شكر بوتين ترامب على استضافة الاجتماع، واقترح ضاحكا أن تكون المرة القادمة التي يجتمع فيها الرجلان في موسكو، فقد قال ترامب "ربما أراك مجددا قريبا جدا"، فأجابه الرئيس الروسي باللغة الإنجليزية "المرة المقبلة في موسكو"، ورد عليه ترامب "هذا أمر مثير للاهتمام. سأتعرض لانتقادات لاذعة بسبب ذلك، لكنني أرى أنه ممكن الحدوث". وأشاد بوتين بنبرة ترامب "الودية" التي اتسمت بها المحادثات، إذ لم يتحدث ترامب علنا عن مقتل مدنيين أوكرانيين في الهجمات الروسية، وأيضا لتفهمه "أن لروسيا مصالحها الوطنية الخاصة". كما أشاد بوتين، الذي تحدث أولًا بعد انتهاء الاجتماع، بالعلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة وروسيا (والاتحاد السوفياتي السابق)، متذكرا المهام المشتركة التي قام بها البلدان أثناء الحرب العالمية الثانية. وقال بوتين إنه ينبغي على موسكو وواشنطن "طي صفحة الماضي"، بعد أن وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة. وسعيا منه لاستمالة ترامب ومساعديه قال الرئيس الروسي إن الولايات المتحدة وروسيا لهما "قيم مشتركة"، كما أشار إلى أن ترامب كرر مرارا وتكرارا أن حرب أوكرانيا ما كانت لتحدث لو فاز في انتخابات 2020. وتابع الرئيس الروسي "أعتقد أن هذا كان سيحدث". وقال بوتين "نأمل أن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه الطريق إلى السلام في أوكرانيا، ونتوقع أن تعي كييف والعواصم الأوروبية كل هذا بطريقة بنّاءة وألا تخلق أي عقبات". وحذرها أيضا من أي "محاولات لتعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية". دخول وخروج كان ترامب قد دخل القمة قائلا إن هناك احتمالا بنسبة 25% لفشلها، وإنها كانت تهدف إلى أن تكون "اجتماعا تمهيديا"، وكان يأمل في إقناع بوتين بالموافقة على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، أو على الأقل الظفر بالتزام من روسيا بالدخول في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق. بدلًا من ذلك أقر ترامب بـ"أننا لم نصل إلى هناك تماما"، وقال إنه سيتشاور مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن الخطوات المقبلة. وقال ترامب إنه وبوتين "أحرزا تقدمًا ملحوظًا نحو هدف إنهاء الصراع"، لكنه لم يُفصّل ما يستلزمه ذلك، واضطر للاعتراف بأنهما لم يتمكنا من سد فجوات جوهرية. وأضاف ترامب "أعتقد أننا عقدنا اجتماعًا مثمرًا للغاية. لم نصل إلى هناك تمامًا، لكننا أحرزنا بعض التقدم. لذا، لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق". وفي محادثة لاحقة مع قناة "فوكس نيوز"، لم يُقدّم ترامب أي تفاصيل أخرى حول مناقشاته مع بوتين.وقال للقناة الأميركية إن نصيحته إلى زيلنسكي هي أن يعقد صفقة. وأوضح أنه ناقش مع بوتين قضايا عدة من بينها الضمانات الأمنية وتبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا، وأكد أن الأطراف قريبة من إبرام اتفاق، لكنه شدد على أن قبول القرار سيعود لأوكرانيا في نهاية المطاف. تفاؤل وتلاعب ومن جهته قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إنه "فخور جدًا" بترامب "لعقده اجتماعًا وجهًا لوجه مع بوتين، لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إنهاء حمام الدم في أوكرانيا". وأضاف غراهام أنه إذا عُقد بالفعل اجتماع ثلاثي بين ترمب وبوتين وزيلينسكي فإنه "متفائل بحذر بأن هذه الحرب ستنتهي قبل عيد الميلاد بكثير"، مضيفا أنه إذا لم يُعقد الاجتماع الثلاثي فإنه يعتقد أن ترمب قد يضطر لمعاقبة كل من يشترون النفط والغاز الروسيين بأسعار رخيصة. وبدوره قال السيناتور الجمهوري تيد كروز إنه يريد أن تنتهي الحرب بطريقة تضمن ألا يكون بوتين أقوى ولا يُشكل تهديدًا أكبر للولايات المتحدة. أما السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين فقال "يبدو أن بوتين تلاعب بترامب مرة أخرى، فلا وقف لإطلاق النار ولا يبدو أي لقاء وشيك بين بوتين وزيلنسكي ولا توجد احتمالات قريبة لتطبيق ترامب العقوبات التي هدد بها". إشادة روسية على الجانب الروسي وُصف ظهور بوتين في الولايات المتحدة لأول مرة منذ عشر سنوات بأنه "دليل على أن موسكو لم تعد منبوذة على الساحة العالمية". إعلان وفي منشورعلى مواقع التواصل الاجتماعي قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الصحافة الغربية على وشك "فقدان صوابها". وأضافت "لثلاث سنوات تحدثوا عن عزلة روسيا، واليوم رأوا السجادة الحمراء تُفرش لاستقبال الرئيس الروسي في الولايات المتحدة". من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف ، إن المحاثات التي جرت في ألاسكا بين بوتين وترامب "كانت إيجابية للغاية". وأضاف أن الحوار بينهما "يمهد لمواصلة المضي معا بثقة في مسار البحث عن سبل للتسوية". وأشار إلى أن بوتين وترامب "قدما تصريحات شاملة عقب لقائهما ولذلك تقرر عدم تلقي أسئلة في المؤتمر الصحفي بين الرئيسين". أما السفير الروسي لدى واشنطن، ألكسندر دارشيف، فتوقع أن "تعقد قريبا مشاورات جديدة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن القضايا العالقة في العلاقات الثنائية". حديث الفشل على الجانب الآخر نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن عضو البرلمان الأوكراني أوليكساندر ميريزكو قوله إنه "لا يرى أي تغيير"، وأنه يعتقد أن الاجتماع بين ترامب وبوتين "قد فشل لأن بوتين عاد للحديث عن المخاوف الأمنية واستخدم خطابه المعتاد". من جهته أعرب الرئيس السابق ل مؤتمر ميونيخ للأمن ، فولفغانغ إيشنغر، عن خيبة أمله إزاء قمة ألاسكا. وكتب على منصة إكس "لا تقدم حقيقيا -تعادل واضح لبوتين- لا عقوبات جديدة، بالنسبة للأوكرانيين: لا شيء، بالنسبة لأوروبا: خيبة أمل عميقة". وقال "إن بوتين حظي بمعاملة ودية من ترامب، بينما لم يحصل ترامب على أي شيء في المقابل". وتابع "كما كان يُخشى، لا يوجد وقف لإطلاق النار ولا سلام".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store