logo
عون حزين على حزب الله

عون حزين على حزب الله

ليبانون ديبايت٠٢-٠٥-٢٠٢٥

‏‎يبدو عون، بحسب زواره، بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، حزيناً على ما أصاب البلاد، لا سيما الجنوب، في المقام الأول، وحزب الله كتيار سياسي وبيئته المتأثرة من تبعات الحرب. ويتمنّى لو لم تحدث تلك الحرب في الظروف التي وقعت فيها، لكنه يعتبر أن العودة إلى الوراء ليست مجدية. يعرب الجنرال عن تضامنه الكامل مع أبناء الجنوب، ويرفض سياسة كسر أو عزل أي فريق لبناني أو الاستقواء عليه، ويفضل اعتماد سياسة الاحتواء. غير أنه يُبدي عتباً على المسار الحالي، حيث يرى أن شعار "الحرية والسيادة والاستقلال" قد تلاشى تحت وطأة التدخلات الخارجية ولم يعد له أي معنى.
‏‎يقول زوار الرئيس السابق إن "الجنرال" يميل إلى اعتبار إتفاق وقف الأعمال العدائية الساري حالياً، والذي أوقف الحرب، اتفاقاً كان من الأفضل لو ضم بنوداً أكثر وضوحاً، لأنه لم يوفّر الحماية للبنانيين من الانتهاكات الإسرائيلية، بل أبقاهم عرضة للقصف بشكلٍ دائم، وكان من الأفضل –برأيه- التوصل إلى ورقة تتيح للبنان هامش حماية أكبر أمام الغطرسة الإسرائيلية.
‏‎يعدّد زوار الرئيس، مجموعة من المخاطر التي يراها تهدّد لبنان، من الاعتداءات الإسرائيلية، إلى السياسات الداخلية القائمة على استقواء أطراف على أخرى، وصولاً إلى ملف النزوح السوري وما له من تداعيات، بالإضافة إلى التغيرات الحاصلة في سوريا، ويشيرون بأنها لا تشعر المتابع بأي ارتياح تجاهها. لكنهم يرون أن الخطر الأكبر يكمن في تسلل أنماط التطرّف إلى المجتمعات اللبنانية، وخصوصاً المسيحية منها، في ظل خطابات مشحونة. ومع ذلك، يراهن عون على وعي الناس في الانتخابات المقبلة لتجاوز هذا النوع من الخطاب الذي يضر كثيراً بالتاريخ المشترك بين اللبنانيين.
‏‎الاستحقاقات الانتخابية، سواء البلدية أو النيابية، تحظى باهتمام كبير لدى عون، حيث يبدي إهتماماً في متابعتها والتشارك في وجهات النظر حولها مع قيادة التيار، ويطّلع على مجريات الأمور ويقدّم وجهة نظره، ويساهم حيث يجب، وسط محاولات واضحة لجمع كل اخصام التيار السياسيين لمواجهته في الانتخابات، وهو ما يُملي على التيّار "لم الشمل".
‏‎ يُعدّ ملف النزوح السوري من أبرز التحديات التي تثير قلق الرئيس السابق ميشال عون، لما يحمله من تهديدات جيوسياسية وديموغرافية تطال لبنان، فضلاً عن انعكاساته الأمنية والتوظيف الدولي المتزايد لهذا الملف. هذه المخاوف الواقعية على مستقبل البلاد تتزايد، خصوصاً في ظلّ مؤشرات تفيد بأن القيادة السورية الجديدة لا تُبدي رغبة جدية في استعادة النازحين، بل تفضّل بقاءهم في أماكن وجودهم الحالية.
هذا الواقع ألقى بثقله على أداء التيار الوطني الحر، ودفعه إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة، تجلّى بوضوح في الخطاب الأخير لرئيس التيار النائب جبران باسيل، الذي انتقد بلهجة حادة خيار إلزام لبنان بالإبقاء على النازحين، معتبراً أن "لبنان يواجه اليوم احتلالًا من نوع جديد ويجب مواجهته بالمطالبة بانسحابه"، متهماً الأمم المتحدة –ضمناً- "أنها تُمارس وصاية دولية على لبنان عن طريق المفوضّية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR" واصفاً ذلك بأنه "إعتداء واضح على سيادتنا الوطنية وقرارنا المستقل وعلينا مواجهته برفض الوصاية"، ليختم بإسداء وعد بأننا "كما حرّرنا لبنان من الإحتلال السوري مرّة، سنحرّره مرّة جديدة من هذا الإحتلال المقنّع بالعمل الإنساني".
تمتلك قيادة التيّار الجرأة الكاملة للإعلان عن وجود نية دولية لتوظيف ملف النزوح ضمن أجندة إقليمية أوسع، تُستخدم كورقة ضغط في سياق متغيّرات يشهدها الإقليم. ولم يعد سراً أن "التيّار" وطّن نفسه على كشف خفايا هذا المشروع واضعاً نفسه في صورة ما قد يترتب على ذلك من كلفة سياسية في المرحلة المقبلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلام وعباس: لا سلاح خارج الدولة ولا تسويات على حساب السيادة
سلام وعباس: لا سلاح خارج الدولة ولا تسويات على حساب السيادة

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

سلام وعباس: لا سلاح خارج الدولة ولا تسويات على حساب السيادة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، ظهر اليوم، فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في السراي الحكومي، حيث عقد لقاء ثنائي أعقبه اجتماع موسّع أمني، تناول العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وتطورات الأوضاع في المنطقة. وشارك في الاجتماع عن الجانب اللبناني كل من رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني السفير رامز دمشقية، المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي، والمستشار علي قرانوح. أما عن الجانب الفلسطيني، فحضر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، السفير أشرف دبور، عضو اللجنة التنفيذية د. أحمد مجدلاني، مستشار الرئيس عباس للشؤون الدبلوماسية د. مجدي خالد، سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة د. رياض منصور، أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، إلى جانب المستشارين ياسر عباس ووائل لافي. تناول الاجتماع الجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، مع التشديد على احترام السيادة اللبنانية على كامل أراضيها، بما فيها المخيمات الفلسطينية. وأكد الجانبان أن الفلسطينيين في لبنان هم "ضيوف ملتزمون بالقانون اللبناني"، مع الرفض المطلق للتوطين، والتمسك بحق العودة. وشدّد الرئيسان سلام وعباس على ضرورة إنهاء كل المظاهر المسلحة خارج إطار الدولة اللبنانية، بما في ذلك السلاح داخل المخيمات وخارجها، والاتفاق على تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لمتابعة تطبيق هذه التفاهمات. كما تم الاتفاق على العمل المشترك لمعالجة الأوضاع الحقوقية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، بما يضمن تحسين ظروفهم الإنسانية دون المساس بسيادة الدولة اللبنانية. وفي الشأن الإقليمي، جدّد الرئيسان الدعوة إلى وقف العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مع التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإعادة إعمار غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، بما يمكّن السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع. وأكد الجانبان التمسك بحلّ الدولتين كحل عادل وشامل للصراع، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تقدّمت بها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت عام 2002. وفي ختام اللقاء، أقام الرئيس نواف سلام مأدبة غداء على شرف الرئيس محمود عباس والوفد المرافق، بعد أن كان في استقباله رسميًا في الباحة الخارجية للسراي عند الساعة الثانية عشرة والربع ظهرًا، حيث أُقيمت له مراسم تشريفات رسمية من قبل ثلة من سرية رئاسة الحكومة.

متى نرى قاسم جالسا مكان عباس مُسلّما السلاح للدولة؟
متى نرى قاسم جالسا مكان عباس مُسلّما السلاح للدولة؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

متى نرى قاسم جالسا مكان عباس مُسلّما السلاح للدولة؟

هي سطور قليلة أنهت سنوات طويلة من استباحة وتهشيم وانتهاك تعرضت لها سيادة الدولة اللبنانية، كانت في معظم الأحيان، برضى منها او استسلام... طويت امس صفحة السلاح الفلسطيني المتفلت باتفاق رئاسي لبناني - فلسطيني صدر أعلنت بنوده بعد اجتماع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومما جاء فيه: أكد الجانبان "التزامهما مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة اللبنانية. كما يؤكدان أهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه. ويعلنان إيمانهما بأن زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية، قد انتهى، خصوصاً أن الشعبين اللبناني والفلسطيني، قد تحمّلا طيلة عقود طويلة، أثماناً باهظة وخسائر فادحة وتضحيات كبيرة". وشدّد الجانبان على "تعزيز التنسيق بين السلطات الرسمية، اللبنانية والفلسطينية، لضمان الاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية ومحيطها". وتعهد الجانب الفلسطيني "التزام عدم استخدام الأراضي اللبنانية كمنطلق لأي عمليات عسكرية، واحترام سياسة لبنان المعلنة والمتمثلة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والابتعاد عن الصراعات الإقليمية". غير ان هذا الانجاز الذي طال انتظاره، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، سرعان ما أثار سؤالا هو الاكبر والابرز والاهم اليوم، لناحية تداعياته على مستقبل لبنان ودوره الاقليمي وازدهاره ونموه: متى سنرى أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، جالسا مكان الرئيس عباس؟ متى سيحصل الاجتماع "الاخير" بين الرئيس عون وحزب الله والذي سينتهي ببيان مفصلي تاريخي يتم فيه الاعلان عن تسليم الحزب السلاح وحصره بيد الدولة وانهاء "كل المظاهر الخارجة عن الدولة"؟ متى سيعلن الحزب وقف استخدام لبنان "كمنطلق لأي عمليات عسكرية، واحترام سياسة لبنان المعلنة والمتمثلة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والابتعاد عن الصراعات الإقليمية"؟ وبعد، متى سيقول ان زمن السلاح الخارج عن الدولة، انتهى؟ فرح اللبنانيون بالموقف الفلسطيني امس وهم ينتظرون طبعا التنفيذ العملي، لكن الفرحة الكبرى ستكون عندما يفعل حزب الله الامر نفسه وتطوى ورقة سلاحه الى غير رجعة. فطالما هذا المطلب اللبناني والدولي لم يتحقق، سيبقى لبنان يتخبط في ازماته، تختم المصادر. لارا يزبك - المركزية انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الجنوب ينتخب... وبري يطلق النداء: للإقتراع بكثافة وللتأكيد ان القرى الامامية لن تكون شريطاً عازلا مهما غلت التضحيات
الجنوب ينتخب... وبري يطلق النداء: للإقتراع بكثافة وللتأكيد ان القرى الامامية لن تكون شريطاً عازلا مهما غلت التضحيات

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

الجنوب ينتخب... وبري يطلق النداء: للإقتراع بكثافة وللتأكيد ان القرى الامامية لن تكون شريطاً عازلا مهما غلت التضحيات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عشية المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري نداءً إلى الجنوبيين دعاهم فيه إلى المشاركة الكثيفة في الاقتراع، ولا سيما في القرى الأمامية، دعماً للوائح "التنمية والوفاء" التي تم التوافق عليها بين حركة أمل وحزب الله والعائلات والقوى السياسية والأهلية. وشدّد بري على أن "المشاركة الواسعة في هذا الاستحقاق الديمقراطي تمثل رسالة وطنية في وجه الاحتلال الإسرائيلي وآلته العدوانية"، مؤكداً أن "هذه القرى العزيزة لن تكون إلا لبنانية لأهلها، ومساحة للحياة، وليست أرضاً محروقة، وسنعيد إعمارها مهما غلت التضحيات". وجاء في نداء بري "أيها الجنوبيون، أنتم جوهر البدايات في الحزن والفرح والألم والأمل، أنتم مسك الختام في كل الاستحقاقات، وفي التضحية والبذل والشهادة والانتصار والقيامة من بين الرماد. أنتم أبناء الإمام الصدر، كتاب الحقيقة المفتوح على أن الإنسان هو رأس مال لبنان، وأن المشاركة هي الطريق إلى الحرية والعدالة والتنمية". وتوجّه بري إلى عائلات الشهداء، ولا سيما شهداء العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن "المشاركة في الانتخابات هي استمرار لنهج الصمود والمقاومة، وتجسيد لمشهد العودة إلى الأرض والهوية". وأضاف: "أعيدوا إلى أذهان المشككين والمراقبين صورة ذلك المشهد الإنساني الوطني الأصيل، من خلال الاقتراع للوائح التنمية والوفاء، وبذل كل جهد ممكن لتزكيتها حيث أمكن، ضمن المهلة القانونية". وختم رئيس مجلس النواب داعياً إلى "الاقتراع بكثافة، خصوصاً في القرى الأمامية، لتأكيد أن هذه الأرض لن تكون إلا لأهلها، ولن تتحول إلى شريط عازل، بل ستبقى أرضاً للحياة والوطن"، مضيفاً: "إلى اللقاء مع استحقاقات جديدة في التنمية والوفاء، من أجل الجنوب، ومن أجل لبنان كل لبنان... عشتم، عاش الجنوب".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store