
مسلسل فات الميعاد.. القصة والممثلون وموعد العرض
يُعد مسلسل "فات الميعاد" بطولة الثنائي أحمد مجدي وأسماء أبو اليزيد ، واحداً من أبرز المسلسلات المُرتقب عرضها خلال الأيام القليلة المُقبلة، ضمن "الأوف سيزون"، وينتمي إلى الدراما الاجتماعية، التي لا تخلو من الإثارة والتشويق، حيث يفتح ملفات شائكة عن العلاقة بين الأزواج، لاسيما فيما يتعلق بقضية العنف الزوجي.
أبطال مسلسل فات الميعاد
ويضم المسلسل، عدداً كبيراً من الفنانين من أجيالٍ فنية مختلفة، لعل أبرزهم أحمد مجدي ، أسماء أبو اليزيد ، أحمد صفوت، محمود البزاوي، محمد علي رزق، سلوى محمد علي، فدوى عابد، ولاء الشريف، محمد أبو داود، حنان سليمان، هاجر عفيفي، نانسي نبيل، مارتينا عادل، يوسف وائل نور، مصطفى خطاب، محمد السويسي، كريم أدريانو، محمد خميس وغيرهم، والعمل سينايو وحوار عاطف ناشد، إسلام أدهم وناصر عبد الحميد، وإشراف على الكتابة محمد فريد، وإخراج سعد هنداوي، وإنتاج إبراهيم حمودة.
قصة مسلسل "فات الميعاد"
مسلسل "فات الميعاد" مكوّن من 30 حلقة، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي، حول زوجة تطلب الانفصال عن زوجها بعد استحالة استمرار العلاقة بينهما، لكن هذا الطلب لا يبقى مجرد لحظة عابرة، بل يتحول إلى نقطة فاصلة تشعل سلسلة من الأحداث المتلاحقة، وتلقي بظلالها على حياة الأبطال كافة، حيث تتكشف الطباع الخفية، وتخرج مشاعر مكبوتة، وسط صراع مشحون بالحب، والخذلان، والشجاعة، والخوف، وسط أجواء مليئة بالإثارة والتشويق والمشاعر الإنسانية المؤثرة.
قنوات ومواعيد عرض مسلسل فات الميعاد
ومن المُقرر أنّ يُعرض مسلسل "فات الميعاد"، عبر قناة "دي إم سي" و"دي إم سي دراما" وكذلك منصة "واتش إت"، حيث أعلنت الأخيرة عن استعدادها لإطلاق أولى حلقات العمل اعتباراً من يوم الجمعة المقبلة، الموافق 13 يونيو، وذلك بالتزامن مع انتهاء إجازة عيد الأضحى 2025.
مشاركات درامية سابقة للثنائي أحمد مجدي وأسماء أبو اليزيد
جديرٌ بالذكر، أن الفنان أحمد مجدي تواجَد في موسم رمضان الماضي من خلال مسلسل "أثينا"، وجاءت أحداث المسلسل في إطار الدراما النفسية، التي تناولت تأثير تطوُّر التكنولوجيا على المجتمع؛ خاصة جيل الشباب.
كما أنه يتناول كيف يمكن أن نتعرّض لنوع من أنواع التلاعب، سواء أكان بشرياً أو غير بشري، وكيف يمكن لهذا التطور أن يؤذينا كبشر؛ فكلمة "أثينا" ترمز لفكرة العدالة؛ فالمسلسل يتحدث بشكل عام عن فكرة العدل.
من ناحية أخرى، كانت آخر مشاركات أسماء أبو اليزيد في الدراما، من خلال مسلسل "النُص"، وتدور قصته حول شخص يُدعى (عبدالعزيز النُص) ويتحول من مجرد نشال سيّئ السمعة إلى بطل شعبي، وذلك بعد تأسيسه حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإنجليزي، وينضم لها العديد من الأشخاص من مختلف أطياف المجتمع.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 29 دقائق
- الشرق الأوسط
«أوديسة لغزّة»... سياقات ثقافية وتاريخيّة
صدرت عن «الآن ناشرون وموزّعون» في الأردن (2025)، مجموعة شِعرية جديدة للشاعر الفلسطيني المتوكل طه، ضمّت إحدى عشرة قصيدة عن غزّة، وجاءت في مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط. وهي الإصدار رقم ستّين للكاتب. وفي تناوله لهذه المجموعة كتب الدكتور الشاعر راشد عيسى قائلاً: «نحن أمام ملحمة شعرية أو فيلم سينمائي طويل أو مسرحية كونية في صورة مرايا تاريخية وواقعية وأسطورية ودينية مرعبة الرؤى كيوم القيامة. قصيدة من نوع الكثافة المشهدية في الأوديسة الهوميروسية. فإذا كان أوديسيوس البطل الاستثنائي يعرض مغامراته بعظمة العجائب والمستحيلات بعد حرب طروادة، فإن المتوكل هنا يقوم بدور البطولة الشعرية الخارقة بعد حرب غزة. فالقصيدة شجاعة في استدعاء الشواهد الإغريقية والرموز الخاصة بالمعتدي السارق مثل يوشع كنوع من تحدي الضحية للجلاد، والسنبلة للمنجل، وحبّة الرمل للجبل، وصرخة الطفل في القاتل وفي الجدار المهدوم عليه. هذا نصٌّ يتفوّق على التاريخ الأسود للحقد الاستعماري والديني واستلاب تاريخ الشعوب بالمزاعم الكاذبة المخادعة وبجرائم الإبادة الجماعية لكل معنى من معاني الحياة. هنا غزة بطلة كونية جديدة تثبت تفوّقها على إرادة السارق القاتل المجنون الواهم بقدرته على محو التاريخ الكنعاني الخالد. في القصيدة دسم هائل من لقطات العبثية المجنونة التي تقابلها قوى غزية أعظم صبراً ومقاومة وعزيمة لا يمكن أن تنال منها نوايا المراحل السوداء عند العابرين الطغاة. الشاعر هنا يحترم طبيعة الشعر فينأى عن المباشرة والخطابية، ويتلاحم ببلاغة الإيماء والتلميح وذكاء الكناية والتورية وعبقرية الإيحاء الاستعاري الساخن في مراميه الدلالية شديدة الإيلام، حتى لكأن القصيدة تتحدى وقائع الحرب ومقاصدها بانتصار الحلم المقدس عند الضحايا. فالانتصار المكاني مؤقت في حين أن انتصار الفكرة والحلم ديمومة كونية لا تقبل الهزيمة. في القصيدة مسرات كثيرة، أولها أن مثل هذا الشعر هو وثيقة إنسانية جمالية تؤكد تفوق الحضارة الثقافية الغزية تحديداً على مزاعم المحتل الخائف أمام جبروت الحق العادل. وثانية المسرات هي غنى الملحمة بفن استدعاء التاريخ لإدانة الواقع المعيش. في مثل هذه القصائد ينحني فؤاد العالم احتراماً لجماليات الألم الفلسطيني الذي يوثّق مسار وجوده بأهم الفنون الإنسانية جميعاً وهو الشِعر». أما الدكتورة الشاعرة دعاء وصفي بياتنة، فقد أشارت إلى أن «فلسفة الشّكل التّعبيري في القصيدة جعلت تجسيد الواقع المضطرب الذي شهدته غزّة يتجلّى في جماليات التفكك باللوحات والمشاهد والتضاد والمفارقة؛ إذ يسير المتوكل طه في قلب الحدث الشعري سارداً ومؤرخاً ومثقفاً وموظفاً التقنيات السردية التي تصور دواخل الشخصيات؛ الأمر الذي منح القصيدة بُعداً جماليّاً ينسجم مع حركة الواقع. وتنفتح القصيدة على سياقات ثقافية وتاريخيّة تشكّل مقاربة معرفيّة في الرؤية الشعرية. (أدويسة لغزة) لا بطل فيها بالصورة النمطية، إنّها بطولة الحياة رغم الموت، وارتفاع الرفض رغم الصمت، وانتصار التجذّر رغم أنف الآخر». وكان المتوكل قد أصدر قبل شهور، كتابين آخرين عن غزة ما بعد السابع من أكتوبر؛الأول«توقيعات على جدران غزة» وقد صدر عن اتحاد الكُتّاب الفلسطينيين، كما صدرت طبعة ثانية منه في القاهرة عن «سلسلة الإبداع العربي». أما الكتاب الثاني، فكان رواية «أخبار نصف جيدة» التي صدرت عن «دار طباق» في فلسطين، وهي بانوراما عن أحداث العدوان على القطاع الصابر الصامد.


الشرق الأوسط
منذ 29 دقائق
- الشرق الأوسط
«مجاز البيانو»...أنسنة الأشياء الجامدة
تستنطق دارين زكريا، في سردها القصصي - الشعري للحكايات، الأشياءَ والأشخاص، وتمنح الجمادات ألسنةً تنطق وتتحدث بإسهاب عن علاقتها بالبشر والحيوانات وبقية الكائنات وعناصرِ البيئة والحياة. تتساءل المؤلفةُ في قصة «مجاز البيانو»، التي وسمت مجموعتَها القصصية باسمها: ماذا لو كانت للجمادات ألسنة... كيف كانت ستصبح حياتنا بوجودها يا ترى؟ لكنها لا تكتفي بالسؤال، وإنما تمنح «البيانو» العريق المهمل في الحديقة لساناً يتكلم. تسمع الـ«آه» من البيانو المهمل بشكل نوتة موسيقية. يتفجع على خشبه الزان وهو يتعرض لعوامل التعرية الطبيعية بعيداً عن أنامل صاحبه الراحل المرهفة. تتلمس «الأم»، في القصة، «البيانو» كما تتلمس ابنَها في حضنها، تعبيراً عن تماثلهما في الوحدة والإهمال في مجتمع قد لا يرحم طفلاً. عملية تماهٍ بين الآلة الموسيقية والطفل، الذي ترضعه الزجاجة، وهي تعزف على البيانو، وتمنح الاثنين ما فقدته من حب. حَمَامات الحي تبدأ أحاديثها وتنهيها على ظهره... الفراشات والعصافير تحط برفق على مفاتيحه وتعزف أنشودة الحياة. وآثرت أزهار كثيرة أن تغفو على خشبه البُنّي كأنها عاشقة. يبث البيانو المهمل البهجة في الحديقة، ويتحول نفسُه إلى موسيقى تجمع كيمياء العشاق، معبراً عن وحدة الإنسان والطبيعة. نعم الجمادات أيضاً لها ذبذبات تصلها بنا. لذلك حينما نرى شيئاً ما، كآلة موسيقية أو تحفة أو ربما قطعة ملابس، نشعر بأننا أحببناها! لماذا؟ لأن ذبذباتها تنسجم مع ذبذباتنا. معظم أبطال القصص القصيرة عند دارين زكريا، وتلك الخاصة بعذابات المواطن السوري في غربته الداخلية والخارجية؛ هجرته على وجه الخصوص، هم من أبطال فرنتز فانون المعذبين على الأرض. هم: فتاة صغيرة تبيع المناديل الورقية (كلينيكس) في الشارع، أو صبي يشم الممنوعات في أزقة باب توما، أو رجل متسكع يباغته الحب في شكل عابرة سبيل لم تفعل أكثر من الحديث معه بلطف. ضحايا، ومزيد من الضحايا، عندما تسرد دارين عن غرقى البحر الأبيض المتوسط من المهاجرين، وعن ضحايا عنصرية الأبيض والأسود. تعساء... منسيون... ابتلعت القنابل أجزاء من أجسادهم، أو ابتلع الفقر شيئاً من كرامتهم... أو أطفال ابتلعهم البحر الأبيض أو النيل الأسود. يفقد معذبو دارين زكريا السيطرة على أجزاء أجسادهم، كما يبدو؛ لأن الأجزاء تخاطب الجسد، والعقل في غربة فلسفية ظاهرة في النصوص... «تكلم المجنون حتى تعب صوته منه...»، و«القدمان لا تخجلان من الألوان التي تعلوانهما»، و«اليدان تلوحان بعصبية واضحة محاولتَين تبيان الموضوع الذي يتحدث به صاحبهما»، و«استوحش البيانو وحدته»، و«قدماها لا تطاوعانها، وبقيتا مسمّرتين». والأشياء في قصص الكاتبة، ولنقل من جديد، الجمادات، تخاطب الشخصيات وليس العكس، في زخرفة لفظية تزيد القصص أناقة... «الستارة تنادي الفتاة كي تزيح عنها وجه الصباح»، و«المعدة ترسل أوامرها إلى العقل»، و«السرير ذو الملاءات البيضاء يحفظ طباع (شاهين)» و«سواد شعرها الطويل حريص على إثبات نفسه تحت الملاءة البيضاء» و«قطرات العرق تقول أنا متعبة للصغيرة الجالسة على الرصيف في سوق باب توما»، و«فرعون يمد لها قلبه بشكل شظية من زجاج اللوحة المكسورة التي تصوره»... والرسام «شاهين» يقلقه ويسرق من عينيه النوم هم أن يرسم لوحة للإلهة عشتار. يتحول في ولعه هذا إلى «بغماليون» يقع في حب «غالاتيا» كما هي الحال في مسرحية توفيق الحكيم. يناجيها ويطارحها الغرام بعد أن قارب أن ينفخ فيها الروح، تكاد تنطلق من فمه الولهان عبارة «انطق!» المنقولة عن مايكل أنغلو وهو يضرب تمثال موسى بمطرقته. تحاور المؤلفة نفسها في إحدى القصص، وتشعر بالغربة حتى من اسمها. وبحس فلسفي ظاهر تتصارع الـ«أنا» فيها، وتتناقض مع ذاتها، وتنفصل رغباتها عنها، وتجهد كي تليق باسمها، وأن تكون أفضل من أَنَاهَا. المجاز في اللغة هو التجاوز والتعدّي. وفي الاصطلاح اللغوي هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى مرجوح، بقرينة... أي إن اللفظ يُقصد به غير معناه الحرفي، بل معنى له علاقة غير مباشرة بالمعنى الحرفي. المجاز العقلي هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له؛ لعلاقة بينهما. ومجاز دارين يحقق التجاوز والتعدي في اللغة والعقل، ويتجاوز «البيانو»، ليتسلل إلى مختلف الأحداث والشخوص والجمادات في القصص الأخرى الممتدة بين العتمة الزرقاء والأبيض والأسود. تبدو لنا دارين زكريا خلال مجموعتها ناقدة اجتماعية فنية مرهفة الحسّ، يقظة المشاعر، تصرخ بسخرية بارعة كسخرية الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه في وجه كل قبيح، لكي تنشد الجمال كما تراه هي وتعرضه أمام القارئ. نظرة دارين تختلف عن نظرة الـ«ميدوزا» في الأساطير اليونانية القديمة؛ لأن نظرتها تستقرئ الحياة في الجمادات، بدلاً من أن تحول الحياة إلى حجر. ويمكن أن نقول إنها في سردها القصصي «تؤنسن الأشياء الجامدة». صدرت مجموعة «مجاز البيانو» عن «دار صفحات للدراسات والنشر» في دمشق، وجاءت في 174 صفحة من الحجم المتوسط. ولوحة الغلاف للفنان جهاد حنون.


الشرق الأوسط
منذ 29 دقائق
- الشرق الأوسط
الأدب الروسي... فضاء متغير الحدود
في كتابه الصغير الجميل «فجر القصة المصرية» (1959)، يذكر يحيى حقي أنه وأبناء جيله من كُتاب الأقصوصة والرواية في العقود الأولى من القرن العشرين فُتنوا بالأدب الروسي؛ لأنهم وجدوا فيه ما يجاوب المزاج الشرقي مشبوب العواطف: فهو أدب يتحدث عن الشهوة والتطهر، الخطيئة والتوبة، الشياطين والملائكة، الإثم والغفران، الإيمان والشك. وغدت أسماء مثل راسكولينكوف، بطل رواية دوستويفسكي «الجريمة والعقاب»، وبطلات رواياته الأخرى وشخصيات تولستوي، مثل سونيا، وناتاشا، وآنا كارنينا وماسلوفا أيقونات رومانسية تستدر الدمع من أعين القراء والقارئات. وفي عقود لاحقة تُرجمت نماذج كثيرة من الأدب الروسي إلى اللغة العربية: رواية سانين لأرتز باشيف (إبراهيم المازني)، وروايات دوستويفسكي (ترجمة الدبلوماسي السوري سامي الدروبي)، الأجزاء الأولى من «الحرب والسلام» لتولستوي (إدوار الخراط)، و«دخان» لتورجنيف (شكري عياد)، أقاصيص تشيخوف (محمد القصاص)، مسرحية تشيخوف «الشقيقات الثلاث»، علي الراعي (مع مقدمة ممتازة بقلم المترجم)، قصائد باسترناك (أدونيس)، قصائد يفتشنكو (صلاح عبد الصبور)، «غيمة في بنطلون» لمايا كوفسكى (رفعت سلام). وتزامنت هذه الترجمات مع كتب كاملة وفصول ومقالات عن أعلام الأدب الروسي بأقلام نقاد وباحثين من مختلف البلاد العربية، خاصةً في فترة صعود المد الاشتراكي في خمسينات القرن الماضي وستيناته. غوغول والأعمال المذكورة أعلاه أمثلة لثراء الأدب الروسي قصاً وشعراً ومسرحاً ونقداً منذ العصور الوسطى حتى يومنا هذا. وهذا الأدب موضوع سفر ضخم في أكثر من تسعمائة صفحة (لا عجب أن يكون ثمنه مائة وعشرين جنيهاً إسترلينياً!)، صدر في الفترة الأخيرة عن مطبعة جامعة كمبردج تحت عنوان «تاريخ كمبردج الجديد للأدب الروسي»، وشارك في تحريره سيمون فرانكلين، وربيكا ريتش، وج. ويديس Simon Franklin، Rebecca Reich، G. Widdis (eds.)، The New Cambridge History of Russian Literature الكتاب، كما يقول دراليول في ملحق «التايمز» الأدبي (2 مايو/أيار 2025) أول كتاب عن تاريخ الأدب الروسي باللغة الإنجليزية في القرن الحادي والعشرين. لقد سبقه في أواخر القرن الماضي كتاب عنوانه «تاريخ كمبردج للأدب الروسي» (1989) حرَّره تشارلز موزر. والفرق بين الكتابين هو ما يلي: مضت ثلاثة عقود على ظهور كتاب موزر، وهى فترة جرت فيها أمور مثل غزو روسيا لأوكرانيا في 2022، وظهرت أصوات أدبية جديدة، وتغيرت تقنيات الكتابة والطباعة والنشر. كان كتاب موزر يتبع مساراً زمنياً، ويقسم الأدب إلى حقب: الجذور الدينية والفلكلورية للأدب، ثم الأدب السوفياتي الخاضع لسيطرة آيديولوجية الدولة. أما هذا الكتاب الجديد، فيؤكد أن الأدب الروسي ليس معطى ثابتاً محدداً زمنياً، وإنما هو أشبه بفضاء متغير الحدود وقابل لأكثر من تعريف، وينبغي النظر إليه من زوايا متعددة يكمل بعضها بعضاً. ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام رئيسة، كل قسم منها يشتمل على عدد من المقالات الطويلة، بالإضافة إلى ثلاثين مقالة قصيرة. القسم الأول يحمل عنوان «حركات»، ويوضح أن الطابع الديني للأدب الروسي في العصور الوسطى كان قاسماً مشتركاً بين روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء. والقسم الثاني «آليات»، يوضح دور المؤسسات التي ساهمت في صياغة الأدب، مثل الدير والبلاط القيصري وآليات النشر منذ المطبعة حتى الشبكة العنكبوتية ودور الرقابة والسوق. والقسمان الثالث «أشكال» والرابع «أبطال»، وهما دراسة معمقة لأهم تيارات الأدب الروسي نثراً ونظماً والأنماط البشرية المتواترة فيه، وما تثيره الهجرة من مشكلات لغوية وثقافية وحضارية. وأهم المحطات التي يتوقف عندها الكتاب أربعة أدباء: نقولاي غوغول، وألكسندر بوشكين، وليو تولستوي وفيودور دوستويفسكي. فغوغول صاحب قصة «المعطف»، وهو الروائي الذي قيل إن كل الأدباء الروس خرجوا من تحت معطفه مثلما قيل إن كل الأدب الأميركي خرج من تحت معطف مارك توين صاحب رواية «هكلبري فين». وولد غوغول في أوكرانيا، وعمل موظفاً كتابياً، وكذلك - لفترة قصيرة - أستاذاً للتاريخ بجامعة بطرسبرغ. وقد أدان الفساد البيروقراطي في مسرحيته «المفتش الحكومي»، وصور الاضطرابات النفسية والعقلية «مذكرات مجنون»، وجنح إلى الإغراب الفانتازي الذي يكاد يكون سيريالياً في قصته «الأنف». أما بوشكين، فهو أعظم شعراء اللغة الروسية وكان غزير الإنتاج شعراً ونثراً، واسع الاطلاع على أدباء أوروبا مثل شكسبير وبايرون وولتر سكوت. ومن أهم أعماله «يوجين أونيجين» (رواية منظومة)، و«الفارس البرونزي»، و«نافورة الدموع» (ترجمت الدكتورة مكارم الغمري، أستاذة اللغة الروسية بكلية الألسن بالقاهرة، هذا العمل الأخير إلى اللغة العربية). ويتقاسم تولستوي ودوستويفسكي عرش الرواية في عصرهما. الثاني يمثل الرواية الدرامية حتى ليُعدّ من بعض الوجوه مرهصاً بالوجودية المعذبة بقضايا الهوية، والعلاقة بالآخر، والإيمان والإلحاد. وتتمثل هذه الاهتمامات على أوضح الأنحاء في رواياته «الجريمة والعقاب» و«الإخوة كارامازوف» و«مذكرات من تحت الأرض». أما تولستوي، فهو ممثل الرواية الملحمية التي تنبسط زماناً ومكاناً لتغطي رقعة واسعة من المواقف والشخصيات وكأنه هوميروس العصر الحديث. وأهم أعماله «الحرب والسلام» وهي ملحمة تاريخية عن الحروب النابوليونية، و«آنا كارنينا» التي تصور حب امرأة متزوجة لضابط شاب ونهايتها الفاجعة انتحاراً تحت عجلات قطار. وقد استوحى تولستوي هذه الرواية الأخيرة من حادثة واقعية لم تكن تبعد عن منزله إلا بأميال قليلة. وليس من قبيل المصادفة أن ينتمي هؤلاء العمالقة الأربعة إلى قرن واحد هو القرن التاسع عشر. فقد كان ذلك القرن هو العصر الذهبي للأدب الروسي. وقد اقترن – كما يقول ماهر نسيم في كتابه «لمحات من الأدب الروسي» (1958) - بإلغاء نظام الإقطاع، والشغف بالعلم، والإقبال على العمل، والرغبة في الارتقاء، والإفادة من منجزات الغرب الأوروبي علماً وفكراً وفناً. وإذ يدنو القارئ من ختام هذا السفر الضخم لا يملك إلا الشعور بأن الأدب الروسي اليوم في مرحلة أفول، ويكاد يخلو من أي إنجاز عظيم خاصةً بعد عقود من الديكتاتورية الشيوعية التي خنقت كل فكر حر وكل تجريب في الشكل الفني. وفي ظل الأوضاع السياسية القلقة الراهنة – الحرب مع أوكرانيا بعد الحرب في أفغانستان - يحتمل، كما يقول دراليول، أن يزداد عدد الكُتَّاب الروس الذين يتركون بلدهم ليعيشوا في بلاد أخرى. ولكن هذا كله يظل من قبيل الرجم بالظنون. وقد نشهد مولد عبقرية أدبية مفاجئة من حيث لا نحتسب.