logo
الكشف عن «فخ الخروج من الحصار» الذي نصبه نظام الأسد لأهالي مخيم اليرموك عام 2014

الكشف عن «فخ الخروج من الحصار» الذي نصبه نظام الأسد لأهالي مخيم اليرموك عام 2014

الشرق الأوسط٠٨-٠٦-٢٠٢٥
كشف تقرير صادر عن «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» تفاصيل مجزرة «شارع علي الوحش» التي طالت سكان مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق، والتي وقعت في يناير (كانون الثاني) عام 2014، وأسفرت عن اختفاء أكثر من 1500 شخص، بينهم أطفال ونساء، ولم ينجُ منهم سوى 11 شخصاً.
التقرير الذي حمل عنوان «طريق الموت»، وجاء في 103 صفحات، سلط الضوء على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب السورية، متهماً قوات النظام السوري السابق، والميليشيات الموالية له، بارتكاب انتهاكات جسيمة وصلت إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.
لافتة تشير إلى مخيم اليرموك في دمشق
وكان النظام السوري قد فرض حصاراً خانقاً على مخيم اليرموك والمناطق المحيطة به في يوليو (تموز) 2013، أدى إلى مجاعة راح ضحيتها المئات. وفي صباح يوم الأحد الخامس من يناير 2014، انتشرت شائعات عن فتح «ممر إنساني» عبر «شارع علي الوحش»، وتوافدت أعداد كبيرة من المدنيين المحاصرين من أبناء مخيم اليرموك وبلدات يلدا وبيت سحم وأحياء الحجر الأسود والتضامن والبويضة قرب دمشق، وغيرها من مناطق النازحين، إلى «شارع علي الوحش» الواصل بين بلدتَي يلدا وحجيرة، أملاً في النجاة من الحصار، إلا أن الطريق تحول إلى فخ مميت من قبل النظام والميليشيات التابعة له؛ إذ تعرض المدنيون للاعتقال والتعذيب والإعدام الممنهج.
تقرير «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» حول مجزرة بحق مخيم اليرموك عام 2014
يقول التقرير إن «حاجز علي الوحش» كانت تسيطر عليه مجموعة «أبو الفضل العباس» المشكّلة من عناصر عراقية موالية لـ«الحرس الثوري» الإيراني وللنظام السوري آنذاك. وقد تلقى المدنيون بعض الطعام من عناصر الحاجز، مما شجع بقية المحاصرين على التوافد، وفي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم بدأت عناصر الحاجز فصل الشباب عن الأطفال والنساء وكبار السن، ثم قصفت قوات النظام مناطق تجمع المحاصرين على الشارع؛ ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين.
وبحسب تقرير مجموعة العمل وشهادات وثّقتها المجموعة، أجبر عناصر الحاجز المدنيين على رمي أوراقهم وهوياتهم الشخصية في براميل وحرقها، أو كسرها، وأعادوا النساء إلى بلدة يلدا القريبة بعد ضربهن، واعتُقل أكثر من 1200 مدني بينهم كبار في السن وأطفال وعدد من النساء والرضع، ووُضعوا في مستودعات ومحال تجارية.
وقفة لاستعادة مجزرة «حاجز علي الوحش» بعد مرور 10 سنوات عليها العام الماضي (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا)
وتضمن التقرير شهادات لعدد من الناجين، منهم مريم السويداني التي فقدت زوجها وطفلَيها في الحادثة. وقد روت كيف تعرض المدنيون للضرب والتنكيل، وكيف تم فصل الرجال عن النساء والأطفال قبل اعتقالهم. كما كشفت عن حالات اغتصاب وتعذيب وحشي، بما في ذلك إعدام رضيع أمام والدته، وحرق جثث الضحايا.
ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم، ومحاسبة المتورطين، وإحقاق العدالة للضحايا وعائلاتهم. كما طالب بضرورة الكشف عن مصير المفقودين وضمان حقوق عائلاتهم.
ويأتي هذا التقرير بعد مرور 11 عاماً على المجزرة، كمحاولة لكسر حاجز الصمت وتسليط الضوء على معاناة الضحايا، وهو يوثق لجرائم يُعتقد أنها ارتُكبت بإشراف مباشر من قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، بحسب تقديم الفريق الذي عمل عليه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران وإسرائيل ترجّحان احتمال مواجهة جديدة
إيران وإسرائيل ترجّحان احتمال مواجهة جديدة

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

إيران وإسرائيل ترجّحان احتمال مواجهة جديدة

أعلن قيادي كبير في «الحرس الثوري» أن قواته «جاهزة» لكل السيناريوهات، وذلك غداة تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشن هجمات جديدة على طهران. وقال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» مجيد موسوي: «يجب أن نكون مستعدين لأي ظرف قد نواجهه». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن كاتس قوله في اجتماع مع قادة الجيش، الثلاثاء، أن هناك احتمالاً لتجدد الحملة على إيران. ودعا إلى وضع خطة فعّالة لمنع إيران من استئناف برنامجها النووي وأنشطة الصواريخ الباليستية. في الأثناء، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي عن زيارة وشيكة لفريق من الوكالة الذرية الدولية لمناقشة آلية جديدة للتعاون. وحذر في نيويورك من أن تحرك القوى الأوروبية لإعادة العقوبات الأممية (سناب باك) سيفاقم الأزمة.

غزة لا تريد شفقتنا
غزة لا تريد شفقتنا

العربية

timeمنذ 5 ساعات

  • العربية

غزة لا تريد شفقتنا

«في غزة.. الجوع قرار سياسي لا قضاء وقدر». تنص المادة الـ54 من اتفاقية جنيف الرابعة في القانون الدولي على أن: «التجويع كأسلوب حرب، عبر حرمان السكان المدنيين من الغذاء أو تدمير مصادره، جريمة حرب صريحة». إلا أن العالم كله يكاد الصمت يطبق عليه، وقلة الحيلة وغياب المبادرات الحادة والمؤثرة تخنقه، فيما اكتفت الأصوات، التي نطقت، بعبارات الشفقة والأسى والبكاء في كثير من الأحيان. غزة لا تريد شفقتنا ودموعنا، إنها تريد فقط أن تتوقف جريمة التجويع، التي تنهش كل يوم في جسد الطفولة، لأن ما يُموت هناك ليست هذه الأجساد فقط، بل الإنسانية بأكملها. الضمير الإنساني بكامله مات جوعاً في غزة قبل موت الناس. السؤال هنا: مَنْ سيُحاكِم؟ مَنْ سيوجّه التهم لمجرمي الصهيونية، وجثث الأطفال تتساقط يومياً أمام مَن تبقى من أسرة أو عائلة، أمام من صمد وبقي ولم يقتل بصواريخ ورصاص نتانياهو ومن يدعمه وبقوة؟ في غزة، غاب اليوم مفهوم الوجبة المنتظمة في حياة أكثر من مليون طفل، فيما يعيش، وفق أرقام نشرتها الأمم المتحدة، و«أطباء بلا حدود»، «وبرنامج الغذاء العالمي»، أكثر من 90% من السكان على أقل الوجبات، التي تكاد تصل إلى وجبة واحدة كل يومين. أهالي غزة لا يحملون السلاح للرد على من يطحنهم يومياً من إجرام صهيوني، بل يحملون ليل نهار قدوراً قديمة مهترئة، بقايا دمار بيوتهم، يتوسلون فيها أقل القليل من الطعام. ما يحدث في غزة «جريمة تجويع بشعة» وسلاح إبادة، على يد نظام صهيوني، وسط حفلة دفن للضمير الإنساني. هل وصلنا كلنا في هذا العالم إلى مرحلة السؤال التالي: «ماذا تبقى فينا بعد أن عرفنا وسكتنا؟».

لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري لـ"الشرق": وثقنا أسماء الضحايا بالمقابر الجماعية
لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري لـ"الشرق": وثقنا أسماء الضحايا بالمقابر الجماعية

الشرق السعودية

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق السعودية

لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري لـ"الشرق": وثقنا أسماء الضحايا بالمقابر الجماعية

قال المتحدث باسم لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري، ياسر الفرحان، إن اللجنة تمكنت من توثيق أسماء الضحايا بالمقابر الجماعية. وذكر الفرحان أن إحدى المقابر الجماعية ضمّت جثامين عدد من عناصر الأمن العام، دُفنوا على يد عناصر تابعة للنظام السابقة، مشيراً إلى أن هناك عناصر آخرين من الأمن والمدنيين ما زالوا في عداد المفقودين. وأضاف أن بعض عائلات الطائفة العلوية اضطرت، في ظل حالة من الهلع وانهيار الوضع الميداني، إلى دفن أبنائها في مقابر جماعية، نظراً لتعذر إجراء دفن فردي، مبيناً أن تلك المقابر حفرت على عُجالة واستخدمت لأغراض الدفن في ظروف قاسية. وذكر أن لجنة تقصي الحقائق زارت معظم مواقع الدفن، بمشاركة العائلات ومخاتير القرى وعدد من رجال الدين، حيث تم توثيق شهادات الأهالي وتدوين أسماء الضحايا. وأشار إلى أن اللجنة تمكنت من إجراء حصر تقريبي لعدد الضحايا، مع مطابقة البيانات المستقاة من مصادر حكومية ومدنية وطبية، إلى جانب روايات الشهود. المتهمون بأحداث الساحل السوري وذكر الفرحان، في مقابلة مع "الشرق"، أن اللجنة توصلت إلى قائمتين تضمان أكثر من 560 شخصاً، يُشتبه في تورطهم بأعمال عنف وانتهاكات خطيرة بحق المدنيين في الساحل السوري، وذلك في إطار المرحلة الأولى من نتائج التحقيقات الجارية. وأوضح الفرحان أن القائمة الأولى تضم 298 شخصاً متهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأهالي المدنيين، بينما تشمل القائمة الثانية 265 شخصاً تورطوا في أعمال عدائية. وأكد الفرحان أن القائمتين تستندان إلى أدلة قطعية، وستُحالان في وقت لاحق إلى هيئات إنفاذ القانون المختصة لمتابعة الإجراءات القضائية، موضحاً أن اللجنة ترفع تقريرها بشكل مباشر إلى الرئيس السوري أحمد الشرع والنيابة العامة والقضاء. وأوضح الفرحان أن اللجنة ستطلب من النائب العام إصدار مذكرات إحضار بحق المتورطين إذا تمكنت من ترجيح هويتهم، مشيراً إلى أنه في حال تمديد ولاية اللجنة، قد تتولى استجوابهم بنفسها، أما إذا لم تُمدد، فستُحال ملفاتهم إلى الجهات القضائية المختصة لمتابعة مسارات العدالة بشأنهم. كما أشار إلى أن مصادر المعلومات الرئيسية تضمنت شهادات عائلات، بمن فيهم ضحايا الانتهاكات الذين أبدوا تعاوناً لافتاً رغم معاناتهم، ومن بينهم سوريون من الطائفة العلوية ممن عانوا كذلك من ممارسات النظام السابق. هل تورطت جهات خارجية في أحداث الساحل؟ وعن رصد التحقيقات أي جهات داخلية أو خارجية تقف وراء أحداث الساحل السوري، اتهم المتحدث باسم اللجنة عناصر من نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد بأنها مسؤولة عن عمليات قتل في الساحل السوري وفرض حصار على قطاعات ومناطق عسكرية بالكامل. ورجح أن يصل عدد هذه العناصر، وفقاً لما توصلت إليه اللجنة من معلومات، إلى 4 آلاف شخص على أقل تقدير، فيما تشير تقديرات إلى أن عددهم قد يتجاوز 20 ألفاً. وأضاف الفرحان أن من وصفهم بـ"الفلول" ما زالوا يشكّلون بنية أمنية، متهماً إياهم بالحصول على تمويل من أطراف خارجية متعددة، وقال: "حصل البعض على أموال من إيران، وحصل آخرون على أموال من بعض التجار الذين كانت تربطهم علاقات وثيقة بنظام الأسد". واتهم الفرحان عناصر ممن يسميهم "فلول الأسد" بمحاولة إقامة دويلة مسلحة في الساحل السوري، وتحدث عن معلومات تشير إلى أن بعضهم يتحصنون داخل قاعدة حميميم العسكرية، أو في مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التابعة للأكراد. وأشار أيضاً إلى انضمام بعض الشبان إلى تلك الجماعات، مشيراً إلى أن دوافعهم قد تكون مرتبطة بالحماسة أو أسباب أخرى، وقال إن "بعضهم تلقى تدريبات سابقة على يد الفرقة الرابعة أو أجهزة أمنية تابعة لنظام الأسد". فوضى مسلحة في الساحل ووصف الفرحان المشهد في بعض مناطق الساحل السوري بأنه "خرج عن السيطرة عقب استعادة الفلول السيطرة على الأرض، مما تسبب في فوضى واسعة النطاق، مع اندفاع مجموعات مسلّحة من الفصائل والمكونات الحكومية، إلى جانب أفراد من القرى والمناطق المحيطة"، بحسب تعبيره. وقال المتحدث باسم لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري إن "الانتهاكات لم تتوقف في سوريا"، مرجعاً ذلك إلى أن "الدولة لا تزال في مرحلة إعادة البناء". وأسفرت أحداث الساحل السوري عن سقوط المئات، بينهم نحو 230 عنصراً من قوات الأمن الحكومية، إضافة إلى ارتكاب عمليات نهب وسلب، في انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية، بحسب الفرحان. توصيات وتحذيرات وشدد الفرحان على أهمية توصيات اللجنة، والتي نصّت في البند الاول على ضرورة مواصلة التحقيقات من قبل توصيات المؤسسات الحكومية المختصة، انطلاقاً مما توصّلت إليه اللجنة، وإحالة أكثر من 500 متهم إلى القضاء بأسمائهم الكاملة. واعتبر أن النتائج الحالية، وإن لم تكن كافية، إلا أنها تشكل سابقة في تاريخ سوريا الحديث، إذ تمكنت لجنة مستقلة من تحقيق هذا القدر من التوثيق في فترة زمنية قصيرة، وبإمكانات محدودة. وأكد المتحدث أن سوريا تحتاج إلى إصلاح شامل في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وضبط السلاح، وتأهيل الكوادر البشرية، إلى جانب موارد مالية وزمن كافٍ لتحقيق العدالة الانتقالية، مشدداً على دور الشعب السوري في تجاوز هذه المرحلة الصعبة وبناء مستقبل خالٍ من الانتهاكات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store