logo
غزة تباد والحياة تستمر …

غزة تباد والحياة تستمر …

الشاهين٠٢-٠٤-٢٠٢٥

إبراهيم أبو حويله …
هل هذه المعركة كغيرها من المعارك التي خاضتها الأمة مع عدوها منذ مائة عام أو أكثر، ولم ولن يتغير شيء، وسيعود كل واحد منّا لحياته، وقد بدأت الكثير من هذه الملامح في الظهور حتى ممن يرتبطون بالقضية إرتباطا مباشرا، للأسف هذا هو المتوقع من النفس البشرية، ومن اصحاب المبادىء، ومن غيرهم ممن هم دونهم، وتبقى القضية في توظيف الحدث توظيفا يحدث تغييرا في حال النفس البشرية وفي حال الأمة، كيف تنصر مظلوما هذه قصة طويلة، لا تبدأ ولا تنتهي ببوست ولا لايك ولا مظاهرة ولا شتائم، بل تبدأ بالنفس وتنتهي بتشكيل عقل جمعي يتبنى قضية ما للوصول إلى تغيير، وخذ مع حدث مع الي يه ود هم ظلو في ظل هذه البكائية ثلاثة ألاف سنة أو أكثر، ولكن متى تغير حالهم، طبعا هذه البكائية المحرفة صنعها رجال دين منحرفون لصناعة عقل جمعي يتنبى المظلومية ويعيش كقطعان من البشر، وليس عنده القابلية ولا التصور للإندماج في البيئة المحيطة، فهو يعيش عقيدة قائمة على الإنفصال والإنعزال وتشكيل عقل منفرد عن البيئة الموجود فيها، ما جعل العديد من العقول اليهودية نفسها يكفر بهذه العقيدة وينخلع منها، ولكن بقي هناك الكثيرون يؤمنون بها، متى إستطاعت هذه العقيدة أن تفرض نفسها وتجد مكانا لها في العقول والنفوس التي حولها، حتى ممن كان يتبنى القضاء عليها ويسعى لذلك بكل قوة، وهذا ما حدث عبر محاكم التفتيش والنازية، ولكن بناء قوة فكرية وإقتصادية وإعلامية ومالية والمشاركة الفاعلة في قضايا العالم الساخنة، ومشاركتهم حتى في الحربين الأولى والثانية، إذا لم يكونوا هم السبب فيهما، فتح لهم موقعا تحت الشمس.
الحياة لن تتوقف وستسير برغم كل شيء، فكم من حرب إستمرت أكثر من المعتاد وأدت في النهاية إلى الإعتياد، ليس بيدك ولا هو ضعف فيك ولا هي خذلان ولا يأس ولكنها الطبيعة البشرية، التي تسير برغم كل الألم وكل المعاناة وكل الإحباط، برغم كل شيء الإنسان هذا طبعه وهذه طينته وهذا ما جبل عليه، ولذلك كل شيء هو في الحقيقة مرتبط بتلك الطريقة التي تتعامل فيها مع الخبر الأول، وتلك الطريقة التي تبنى بها إستراتيجية للتعامل مع الموقف الأول، وكل ما بعد ذلك هو في الحقيقة وكما يقولون تفاصيل، نعم تفاصيل لأن الشعور يتبعه الشعور ثم يصبح الشعور عادة، ولأن المظاهرة أو الإعتصام أو الكلمة تصبح عادة، وبعد ذلك يصبح السياسي والمتضامن والعامل والمناصر والناصح وكل أولئك يصبحون مجرد خبر عادي لا أكثر.
يريد الغرب أن يفقدك الفاعلية ويخرجك من نطاق الإنفعال إلى نطاق العادة، ونحن نريد أن تبقى النصرة والتفاعل والمشاعر الغاضبة طريقا للبحث عن سبل الخروج من الموقف، وهو يريد أن تكون تصرفاتك وفق ذلك الإطار حتى تخرج ما في نفسك من غضب عبر مظاهرة او كلمات أو بوست غاضب أو حتى صراخ في الهواء، نحن لا نريد أن نقف مع هذا الشعور وقفة عادية، لأن هذا ما يريده العدو والغرب تحديدا، يقول علماء النفس إن أعداد الضحايا عندما تزداد بشكل كبير يفقد الإنسان الشعور والتفاعل والتعاطف معها، وربما لأجل ذلك كان كل هذا العدد من الضحايا في الحروب العالمية الأولى والثانية، وحتى ما قام به ستالين وماو تسي تونغ في الصين، مع أن هذه ليست أعداد ولا ألوفا ولكن ملايين من البشر ماتوا، نعم ملايين من البشر قتلوا ومجاعات ومجازر وأهوال تشيب لهولها الولدان.
الأصل أن يبقى الغضب حتى يصل بك إلى ان تجد طريقا لإخراج الأمة من هذه التبعية، وهذه الدونية إلى الإنفعال الذي يؤدي إلى نتائج، الإنفعال الذي يصنع جيلا يدرك تماما معنى ان تكون تابعا في هذا العالم، معنى أن لا تكون صانعا للحدث ولكن متأثرا به، خذ ما حدث مع الصين، ولا تنسى ما قال عنهم إينشتاين مرة عن هذا الشعب ( شرقيون قذرون )، ونعم لقد وصل هذا الشعب من الضعة والسكينة والإدمان على الأفيون، حد العجز التام والإنصياع غير المبرر للأخر، حتى أن هناك حربين قادتهما بريطانيا ضد هذا الشعب سميت بحروب الأفيون.
ونعم إستطاعت دول لا تشكل أي نسبة لا من حيث الأرض ولا من عدد السكان أن تحتل الصين، وما بريطانيا ولا اليابان إلا مثال لا أكثر، ولكن هذا ما يحدث طبعا عندما تستكين الشعوب، ولا تنفعل إيجابيا ولا تتحرك بشكل علمي ومنهجي للخروج من أزماتها، وهذا ما تعانيه أمتنا اليوم نتيجة الفرقة والإختلاف، ونتيجة لعدم وجود رؤيا واضحة للخروج من أزمة، عندها يتم إستغلال الشعوب من قبل اعدائها وتصبح هذه الشعوب القذرة برأيهم، الوسيلة التي يعتمد عليها الأعداء في سبيل إحكام السيطرة على الأمة، ولذلك أقول بأن الجاهل والجهل ليس عدو لنفسه فقط بل عدو لأمته ولجنسه ولدينه ولكرامته وحريته.
هذا معنى أن لا تفهم ولا تدرك ولا تقرأ ولا تسعى لأن تكون لك طرق، تسعى من خلالها إلى توحيد هذه الجموع المتفرقة تحت إستراتيجية واحدة، ومعنى أنك يجب أن تحرص على المفكر والعالم والصانع، وتحرص على الصناعة الوطنية والمنتج الوطني والزراعة الوطنية والمدرسة الوطنية والجامعة الوطنية، ومعنى أن تغرس في الأجيال معنى الكرامة والعزة والمنعة والسعي للوحدة، نعم لا يجب أن يكون ذلك على حساب مكة ولا المدينة، ولكن على إساس إيجاد المنعة والعزة لمكة والمدينة وكل الدول العربية الأخرى، وهذا ما قام به الإسلام إبتداء.
نعم هناك وحدة ولكن هذه الوحدة تصنع العزة للجميع وتعطي المنعة للجميع، وبقيت مصر والشام والجزيرة كما هي بل تطورت وإزدهرت وأنتعشت إقتصاديا وعلميا وفكريا وحتى في الحرية والمعتقد والحركة، وكل خيرات هذه الدول بقيت فيها إلا القليل، ولكنها شاركت الأخرين في صناعة الموقف والتعاون والوحدة، ولذلك لا تجعل غضبك يذهب هباء، بل يجب أن تسعى حتى يكون هذا الغضب وسيلة للتغيير ، وسيلة للإنطلاق والإنعتاق من القيد ، ووسيلة للوحدة الثقافية والعقدية والفكري ، ووسيلة لإيجاد طرق وصناعات وأفكار ،ووسيلة للتعلم والتعليم ونقل المعرفة والثقافة والحضارة .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السياسة الأردنية والمشهد الإعلامي…
السياسة الأردنية والمشهد الإعلامي…

الشاهين

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الشاهين

السياسة الأردنية والمشهد الإعلامي…

إبراهيم أبو حويله … البعض للأسف يعيش على الجراح ويتغذي على القيح والدماء، فتجده يبحث في كل مناسبة وظرف عن تلك النقاط التي يشق بها الصف، ويحدث فيها فتنة بين مكونات المجتمع الواحد، هو يظن بذلك أنه سيخلق ظروف تعود عليه بالفائدة، حتى لو من خلال تلك المصائب التي ستحدث، هو يقرأ مصالحه جيدا، ويعرف من أين يدخل حتى يحدث خللا بين الصفوف، ولكنه لم يدرك ولن يدرك حجم الكارثة التي سيتسبب بها. بدل أن تكون تلك التصرفات والكلمات التي نطلقها سببا في الوصول إلى مناطق لا تحمد عقباها، وندرك بأن ما قامت به السياسة الأردنية كان له دور كبير في أن ينجو هذا الوطن من الكثير من العقبات والفتن والحفر، التي يضعها الإستعمار الصه يون ي من جهة وتساهم بها الظروف والتحديات والأخطاء وبعض الفاسدين من جهة أخرى، وهنا أقرّ بأن لدينا فاسدين، ولكن لدينا وطن يجب ان نحافظ عليه، ويجب أن نحاول بكل السبل إعادته إلى الطريق المستقيم في تلك المسارات التي نرى فيها إنحرافا، وبأن نأخذ بشدة على يد من يريد أن يحدث ثقبا في السفينة حتى لو كان أقرب الناس إلينا. المشهد الإعلامي يفتقد تلك اللمسة الإحترافية سواء على المستوى المحلي او العربي او العالمي، التي يقوم بها جلالة الملك والهاشميون وهم أهل سياسة، ولمن لا يدرك ذلك فليعد بذاكرته قليلا، حيث إستمر حكم الهاشميين من القرن الرابع الهجري لمكة المكرم الى بداية القرن العشرين، وكان يشمل المدنية المنورة في اوقات مختلفة، هذا معناه ان الحكم الهاشمي للبيت الحرام بدأ مع حكم العباسيين، ثم ظل شبه مستمر إلى إن قامت المملكة العربية السعودية. هذا النضج السياسي يدركه البعض، ولا يدركه الكثيرون، وطبعا العودة إلى تاريخ الأردن الحديث، تعطي صورة واضحة عن حجم الإنجازات التي حدثت على الأرض الأردنية، منذ بدأت هذه الحقبة من التاريخ ولغاية الأن، وكل منصف يستطيع إستقراء ما حدث وما هي التطورات التي حدثت، ويستطيع أن يرى الفرق في السياسة التي يقودها البيت الهاشمي، في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، بما تحويه من تجاذبات وصراعات لم تهدأ. وطبعا هذا مع التأكيد على المكونات المختلفة، والتشكيلة الديموغرافية المختلفة للمجتمع، وهذه ليست خاصة ببلد واحد في المنطقة، فهناك حكم الأقلية وحكم القبيلة وحكم المنطقة، وكل هذه تعتبر نقاط إيجابية ونقاط ساخنة في نفس الوقت، ولكن الطريقة التي يتعامل بها الهاشميون تعطي المملكة بعدا أخر مختلف، وتخلق ترابط مختلفا بين مكونات المجتمع الواحد، وهذا ما يعطي الأردن هذه الصورة المتماسكة والصلبة. نجد هنا في هذا الوطن الذي حباه الله بالكثير من الخيرات، ونعم نفتقد الكثير، وهناك معاناة كبيرة في تأمين الكثير من المتطلبات الأساسية، وهناك فئة تصل إلى حدود المعاناة الحقيقية، ولكن هل نستطيع أن نفتح العين الثانية، وننظر بشيء من الإنصاف لما نملكه، وبدل التركيز على السوداوية ونصف الكأس الفارغ، أن ننظر بعين الإنصاف قليلا، لنرى أننا نملك شيئا يستحق أن نحافظ عليه، وننطلق منه لتحقيق ما نصبو إليه. وفي ظل التجاذب الضخم الذي يجتاح العالم العربي والإسلامي، تجد إنقساما واضحا بين تيارات مختلفة، وهذا يصب قولا واحدا في مصلحة أعداء الأمة، وشق الصف العربي والإسلامي إلى تيارات مختلفة، ولا أذهب بعيدا إذا قلت شق الصف على مستوى الوطن الواحد ، اوعلى مستوى البيت الواحد في أحيان كثيرة، فإين المخرج من هذه الحالة الراهنة. نعم الهدف يكاد يكون متقارب، فنحن نسعى لعز الأمة ورفعتها ومجدها وعزة دينها وتحرير مقدساتها وثرواتها وقرارها في المجمل طبعا، والخروج بصورة ما بوحدة تحفظ لها ذلك، ولكن لماذا يصر البعض على أن طريق تحقيق ذلك هي بالإتهام والتخوين والكفر بكل ما تم تقديمة وما زال يقدم إلى الآن، والعزف على أوتار مشبوهة تخدم اجندات مشبوهة، هل من اجل الإنتقام، نضع مثل هذه السموم القاتلة التي تخدم جهة واحدة فقط هي أعداء الأمة. الأردن الرسمي والشعبي يتبنى القضية الفلسطينية، ويسعى بكل السبل المتاحة أمامه لرفع المعاناة وإيقاف الحرب، ويطرح في كل المحافل الدولية أن لا حل سوى السلام العادل، القائم على إعطاء الحقوق وحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني، قدم ويقدم على حساب قوت أبناءه كل دعم لهذه القضية. هل كان الهجوم الحاد من تلك الفئات التي تجلس متربصة بهذا الوطن، هو السبب في التضعضع الموقف الرسمي وعدم صلابته في الرد على هذه الاتهامات، هل نفتقد الصلابة في الموقف، والحرفية في الإعلام، والمُخرج المتمرس القادر على التحكم بعناصر المشهد الإعلامي، وإعادة هذه الفئة المارقة إلى جحورها، عبر موقف صلب مدروس وتم إخراجه بحرفية، والفعاليات التي يجب اطلاقها ونشرها في سبيل دحض هذه الاتهامات، بدل أن تكون العفوية هي المسيطرة على المشهد. لقد كانت السياسة الأردنية ممثلة بالملك حفظه الله دائما تسبق الواقع بخطوات متعددة، وهذا ما افقد الموقف الرسمي للمملكة الكثير من القوة، بسبب عدم قدرة الموقف الأعلامي على متابعة ما يقوم به القصر، وأيضا هناك عتب كبير على الحكومة في هذا الجانب، فهي ما زالت تمارس الكثير من القضايا بنفس الطريقة التي لم تعد الشعوب تتقبلها، وبصورة تصل إلى الخجل المموج في عرض ما يتم تقديمه للقضية الفلسطينية سياسيا وإقتصاديا وشعبيا، ولذلك لا بد من المراجعة والمحاسبة للوصول إلى المستوى المطلوب. مع التركيز على إيجابية مضيئه واحدة، وهي أن اكثر من لقاء كان مع معالي رئيس الديوان الملكي العامر، وهو من كان يضع النقاط على الحروف فيما يقدم للقضية موقفا ودعما وسياسة فله الشكر المقدر على هذه الجهود. حفظ الله الأردن قيادة وشعبا، ونسأل الله أن يحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الأخبار السيئة...
الأخبار السيئة...

جهينة نيوز

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • جهينة نيوز

الأخبار السيئة...

تاريخ النشر : 2025-05-08 - 04:16 pm إبراهيم أبو حويله اتعاطف مع الذي يتعرض لظلم أو يفقد حقه أو يبحث عن فرصة عمل أو حياة كريمة، ولكن هل معظم الذين ينشرون السلبيات ويتبنون المظالم هم حقا أصحاب مظلمة، ام مجرد ناقل. لماذا تجذبنا الأخبار السيئة والسلبيات ، ولماذا نمارس سياسة الإطفاء مع الأخبار الجيدة والإيجابية ، هل حقا في أنفسنا شيء نبحث عنه لم نعرف بعد حقيقته ، ولكن إذا كنت أبحث عن السلبية وأعمل على تعظيمها ، وأنشرها وأنشر السيء من الأخبار، وبدون تبين ولا تحليل ولا تأكد ، هل حقا ما أقوم به هو من قبيل ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) مخيف أن نكون من هذه الفئة دون أن نشعر ... عندما يصلك الخبر وتنشره بلا فحص ولا تمحيص ولا تدقيق هل هو حقيقة ام إشاعة ، هل هو جزء من الحقيقة تم بناء قصة كاملة الأركان فوقها ، وهذه القصة من نسج الخيال ، وهذا الخيال هل هو خيال سليم أم خيال مريض ... ما هو مقياسنا لتصنيف الخبر والخير والشر والبشر ، هل حقا يتفق مع الأخلاق على الأقل ، أو نضعه على مقياس الله على الأفضل ، هل حقا نحب ونكره ونتوقف عند ذلك الحد الذي يتفق عليه البشر الأسوياء بأنه مقبول ، ونرتقى إلى مقياس الله في الحب والكره ، والعمل على رفع سوية المجتمع ودفعه نحو ما ينفع الجميع فيه ، أم ننشر العنصرية والسلبية والبغضاء فيه ... أقف مع بعض الأشخاص في حالة دهشة شديدة ، فهو ممن تتوسم فيه العقل والحكمة والخلق والدين ، وإذا أردت أن تضع ما ينشر أو ما يصدر عنه في مقياس ما تعرف عنه من أخلاق وعقل ودين ، فلن تقبل ذلك أبدا ... هناك أخبار تسيء إلى أشخاص بعينهم ، وهناك أخبار تسيء إلى هيئات ومؤسسات ، وهناك أخبار هي من قبيل قنابل الإفساد العنقودية والحرارية و النووية ، قد كانت المعصية أو السلبية أو السيئة تنتشر في أوساط محدودة سابقا ، قبل هذا الفضاء الإلكتروني ولكنها اليوم تصل إلى أصقاع الأرض بتكة ، او توك توك او أنستاجرام عابر للحدود والزمن والمكان ، وربما تذكر الناس القصة سنة أو سنيتن وتنتهي بعد أن ينتهي من كان يعلم بها ، أما اليوم فنحن نعلق في فضاء بلا زمان ولا مكان ولا حد ولا عدد ... وتظن أن البشر قد وقع بهم فيروس الفساد فلم تبقي ولم تذر ، وتهم بأن ترفع يديك بأن رب لا تذر على هذه الأرض من هؤلاء أحدا ، ثم تتذكر بأن هذه ما هي إلا واقع يجمع البلاء والسيئات والفساد ، ولو بقيت في مكانها لم علم بها إلا القليل أما اليوم فأصبحت حديث يتك تكا ، وما ذلك إلا لعيب فينا ، وإستغلال سيء لهذه النعمة التي بين أيدينا ... فهلا توقفنا عن النشر والبحث وإعادة النشر ، قبل أن نفقد الأمل في أنفسنا وفي المجتمع ، وقبل أن نجد أن صحائفنا قد ملئت بسيئات غيرنا .... تابعو جهينة نيوز على

بين العدل والطغيان …
بين العدل والطغيان …

الشاهين

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الشاهين

بين العدل والطغيان …

إبراهيم أبو حويله … الدين يقف حدا في وجه الطغيان، فقال صل الله عليه وسلم' لا تطروني'، وقال انما أنا بشر، وقال لرجل عنده 'هون عليك انا ابن أمرأة كانت تاكل القديد في مكة'، وقال ' كلنا لآدم وآدم من تراب 'وقال الله في كتابه' وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ' بين التعليم المنحرف والتربية السقيمة والأخلاق الضعيفة، تقف صناعة الإنسان طفلا وامرأة ورجل وأميرا او حاكما، بين العدالة والطغيان، كم هو مخيف صناعة الإنسان الذي يسعى للقسط، وكم يظلم الإنسان الإنسان، ومخيف كيف نوظف السلطة من أجل الطمع والسيطرة. ومخيف اكثر كيف تنخرط الشعوب، في العنف اللفظي والأخلاقي والتربوي، فما يطفو على السطح في لحظات الفتنة والعصبية ينبىء عن حقد عظيم، وكره كبير نغرسه في هذه الأجيال، وفي لحظات الفتن تصبح الدماء والاعراض رخيصة. وبين حاكم هو المتحكم بمقدرات شعوب وحياتها ومستقبلها، وبين أخلاق هناك تصنع عبيدا او خرافا تسير خلف الإنسان المجرد من أسباب القوة، وما منحه القوة إلا من حوله، فمن من هؤلاء يملك يومه او مستقبله، وما بايدن منا ببعيد فقد جاءه الحكم ولكنه فقد العقل والجسد، فلولا طاعة هذه الشعوب له، لا يستطيع ان يحقق شيئا، فضلا عن أن يتحكم بحياتها وحريتها ومستقبلها. وهنا اقف دائما مع قدرة الإنسان على التحكم بنفسه، وعلى تحمل الأعباء والعواقب نتيجة عدم قيامه بالظلم أو المساهمة فيه، او قبوله بأي شكل من الأشكال، ونعم تبدأ الأمور صغيرة، ثم تعظم بعد ذلك ويكبر خطرها ويزداد حتى تطال كل شيء في المجتمع، قد تظن ان الاحداث التاريخية متعلقة فقط بالتاريخ، ومن المستبعد ان تحدث على ارض الواقع، فعندما تسمع عن فرعون فإنه فرعون ولى وانقضى، وكانت تلك الشعوب مستضعفة محكومة غير مثقفة، ولكن في الحقيقة تلك الشعوب، كانت مثقفة ومتعلمة، ولديها مدارس وديانة وعادات واخلاق، والحقيقة لا تتعلق بالتاريخ فقط، بل تتعلق بهذه الشعوب والقدرة على السيطرة عليها، والقيام بتوجيهها ضد مصلحتها، والسيطرة والتحكم بها لمصلحته هو، تحت مسميات مختلفة. الطاغية يجد دائما الطريق التي تسهل له السيطرة على الشعوب، في عصورنا الحديثة تتعدد صورة الطاغية فمن هتلر إلى موسيلني إلى ستالين إلى فرانكو إلى نوريغا والقائمة تطول، والعجيب أن بعض هؤلاء تورط معهم النظام العالمي الغربي في احداث يندى لها الجبين، كما نرى اليوم مع النتن ياهو، خذ مثلا فرانكو ذهب ضحية العنف الذي قاده ضد اليسار في اسبانيا اكثر من نصف مليون انسان اسباني طبعا، هذا خلاف السجن والنفي وسرقة الاطفال من امهاتهن، طبعا لأن الامهات من اليسار فهن لا يستطعن تربية ابن وتنشأته نشأة سليمة، تتفق ومعايير فرانكو وتلك الثلة المتعصبة من الكاثوليك الذين معه، قاد فرانكو حربا لا هوادة فيها ضد كل اشكال اليسار، وكل المتعاطفين معه، ومن كان في يوم متعاطف معهم، ومن ظن بأنه متعاطف، لكن لماذا غض الغرب الطرف عنه، هل لانه غربي يريد الحضارة الغربية، ويريد ان يجتث جذور اي مظهر يعاديها او قد يعاديها ربما. وحتى لا يذهب ذهنك بعيدا وتظن ان اليسار مظلوم، فاليسار كان يقوم بنفس الأفعال في كل البلدان التي حكم فيها بدءا من روسيا إلى الجمهوريات الإسلامية التي تم احتلالها عنوة، إلى افغانستان وغيرها، كان اليسار هو الصورة المطابقة تماما لما قام به فرانكو ولكن من الجهة الأخرى، القمع والقمع المقابل، القتل والسجن والنفي، كل هذه جرائم تنتقل من جهة إلى اخرى، من يملك السلطة يقضي على الأخر. اما نوريغا فقصة مختلفة، هذا استغل ذكاءه ليصنع لنفسه مجدا قائم على الفساد المالي والسياسي والإجتماعي، والدماء والمخدرات والولاء للولايات المتحدة، التي ظلت تغض الطرف عنه، وعن استيلائه على السلطة، وعن كل جرائم غسل الأموال، والتجارة بالمخدرات والقتل. حتى تم قتل مواطن امريكي في بنما، فدخلت القوات الأمريكية واعتقلته وحاكمته وسجنته في بلادها، حنون العم سام مع البعض، خاصة إذا علمنا انه كان جاسوسها ورجُلها او رجْلها في بنما، وكانت عينه على اليساريين وخاصة كوبا. طبعا لا يخلو عالمنا العربي من هذه الظاهرة، ويبدو أن هذه الظاهرة مستمرة ومتجددة، وقادرة على المقاومة والإستمرار رغم كل الظروف، فجزء من الطبيعة البشرية يهوى الخلود، ويسعى له بكل السبل، ومن هذه السبل، السلطة المطلقة والتي هي فساد مطلق، لقد حاول جورج اورويل تخليد هذه النزعة في روايته الرائعة ' العام 1984 ' والتي تظهر آليات ونزاعات وطبيعة الصراع في مثل هذه المجتمعات، ولكن الحقيقة أن كل متنمر ضعيف، وكل طاغية ضعيف، ولكن من يسيرون معه هم الذين يمدونه بأسباب وأساليب البقاء، وهو لديه مجموعات متكاملة من العقد، ولكنه يملك القوة العقلية والنفسية للسيطرة على المحيطين به والتحكم بهم ليكونوا في خدمته. ولو أنه تم تحصين المجتمعات ضد هذه الظاهرة، وكيف أنه من الممكن عدم طاعة هؤلاء واعطائهم تلك السيطرة المطلقة التي يسعون خلفها على مجتمعاتهم، فهم يستخدمون مجموعات بشرية للسيطرة والتنكيل بمجموعات اخرى، وفي اكثر المواقف ينكل بمن ساعده على التنكيل بالآخرين، فهي سلسلة لا تنتهي، وفي وقائع كثيرة انقلب المظلوم ظالما، كما يحدث مع اليهود اليوم، هو يستغل فئة من الذين يتصفوب بالضعف والهشاشة النفسية والخسة في الطبع والأخلاق، ويسخرونهم ليكونوا خدما لهم، وهؤلاء هم يد الطاغية ورجله في السيطرة، ولو تخلى عنه هؤلاء لإنكشف ضعفه ولسقط صنمه، كما سقطت اصنام عدّة. ان صناعة الإنسان، صناعة قادرة على جعله صاحب قرار ومبدأ وعقل، والأهم من كل ذلك يسعى بكل السبل للحفاظ على حريته وحرية الأخرين، ويحترم الأخرين وقرراتهم وحريتهم، ويسعى بكل السبل للحفاظ على الحقوق العامة والخاصة ويقوم بواجباته على أكمل وجه، فلا يغش ولا يخدع ولا يتساهل ولا يتهاون، ولا يسمح لأحد بالتطاول على الحق العام والحق الخاص، هذا هو السبيل لقطع الطريق على هؤلاء، هذه الأنفس المريضة التي تجر الويل لكل المجتمعات وخاصة مجتمعها، كما حدث مع فرانكو وستالين وهتلر ونوريغا، ومن أراد ان يرى مصير المجتمعات التي سارت خلف الطغاة، فقصصهم تملأ صفحات التاريخ ومواقع التواصل الإجتماعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store