logo
قبل عام على انطلاق كأس العالم 2026... تحديات مناخية بالجُملة

قبل عام على انطلاق كأس العالم 2026... تحديات مناخية بالجُملة

أن تقام نهائيات كأس العالم لكرة القدم في كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فهذه خطوة طموحة جداً في أول نسخة من 48 منتخباً، لكن ماذا عن التكلفة البيئية المرتفعة جداً لحدث بهذه الضخامة؟
بالنسبة إلى دافيد غوجيشفيلي، أستاذ الجغرافيا في جامعة لوزان والمتخصص في الأحداث الرياضية الكبرى، فإنّ "البصمة الكربونية تميل إلى الانخفاض في الألعاب الأولمبية، والعكس صحيح في كأس العالم للرجال"، وفق ما أفاد وكالة فرانس برس.
تعتبر كأس العالم 2026 النقيض التام لنسخة 2022 التي أقيمت في قطر، وذلك من حيث التوزع الجغرافي للمباريات التي أقيمت في رقعة صغيرة قبل عامين، لكن الإمارة الخليجية كانت عرضة للانتقادات بسبب ملاعبها المكيفة التي جرى تشييدها على عجل، في بلد صغير صحراوي ذي مناخ حارق.
من ملعب تورنتو (45,000 مقعد) إلى أرلينغتون في ولاية تكساس الذي يتسع قرابة 93,000 مقعد، كانت الملاعب الـ16 لكأس العالم المقبلة قائمة أساساً وقت منح الاستضافة، وهي نقطة روّج لها ملف "يونايتد 2026" عام 2018.
باستثناء أنّ المسافات بين المدن المضيفة، من فانكوفر إلى مكسيكو سيتي، مروراً ببوسطن وميامي ولوس أنجليس، تتجاوز أحياناً 4 آلاف كيلومتر، مما يضاعف تكاليف السفر الجوي للفرق والمسؤولين ووسائل الإعلام و"أكثر من 5 ملايين مشجع" الذين يستهدفهم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ثمن العملقة
استناداً إلى ملف الاستضافة، فإنّ التقدير الرسمي الوحيد لتأثير الكربون (3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو رقم قياسي)، غير دقيق وأقل من القيمة الحقيقية وذلك نتيجة ارتفاع عدد المباريات من 80 إلى 104 بسبب رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48.
التزم الاتحاد الدولي للعبة الذي أعلن رئيسه السويسري جاني إنفانتينو "تصميمه" على مكافحة الاحتباس الحراري في مؤتمر المناخ السادس والعشرين في غلاسكو، في عام 2018 بـ"قياس وخفض وتعويض" الانبعاثات المتعلقة بكأس العالم.
ولأسباب لوجستية، قرّر الاتحاد أيضاً في أيار/ مايو 2023 تقسيم مرحلة المجموعات إلى ثلاثة "مراكز إقليمية"، لكن المراحل الإقصائية التي تُمثل ثلث مباريات البطولة، ستكون متوزعة الأطراف.
بشكل عام، امتنع الاتحاد الدولي عن أي تقييم أو وعد بشأن نسخة 2026، منذ أن انتقدته الهيئات السويسرية المعنية في حزيران/ يونيو 2023 لتباهيه بـ"الحياد المناخي" لكأس العالم 2022، من دون أن يتمكن من إثبات ذلك.
وبعيداً من الجدل الفني حول التكلفة وانبعاثات الكربون، ثمة ملاحظة واحدة متفق عليها: أفضل طريقة لاحتواء تأثير المسابقات الكبرى هي "الحد" من نطاقها، كما فعلت اللجنة الأولمبية الدولية في الألعاب الصيفية مع تحديد مشاركة 10500 رياضي، كما يشير غوجيشفيلي.
وبزيادة عدد فرق بطولته الرئيسية من 32 إلى 48، فإنّ "فيفا" يسير بالاتجاه المعاكس بحسب الباحث الذي رأى أنّ "شهيته للنمو يؤدي إلى المزيد من المباريات، المزيد من الرياضيين، المزيد من المشجعين، المزيد من الرحلات الجوية، وهي حلقة لا نهاية لها".
الهروب إلى الأمام؟
في شباط/ فبراير الماضي، سلطت مؤسستا "نيو ويذر إنستيتوت" و"ساينتست فور غلوبل ريسبونسيبيليتي" الضوء في تقرير مشترك على التكلفة المناخية لأي مباراة دولية والتي "تزيد بمقدار 26 إلى 42 مرّة عن تكلفة مباراة نخبوية" على المستوى الوطني.
وأشار الباحثون إلى أنّ "مباراة واحدة خلال نهائيات كأس العالم للرجال مسؤولة عن انبعاثات تتراوح بين 44 ألف و72 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون...، وهو ما يعادل انبعاثات 31.500 إلى 51.500 سيارة بريطانية على مدار عام كامل".
وبعيداً من أن يقتصر الأمر على نسخة 2026 "يبدو أنّ إنكار "فيفا" للبيئة سيستمر"، كما أشار جيل باشيه، الأستاذ في جامعة أكس-مرسيليا، لمجلة "مانجمنت ريسورتش".
ومنح الاتحاد الدولي تنظيم نسخة 2030 لثلاث دول في خطوة غير مسبوقة من ناحية التوزيع الجغرافي، مع إقامة ثلاث مباريات في الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي، قبل أن تستضيف المغرب وإسبانيا والبرتغال المباريات الـ 101 المتبقية.
ويطالب رئيس اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية حتى برفع عدد المنتخبات إلى 64 في 2030 للاحتفال بالذكرى المئوية للبطولة، مما سيزيد من عدد المباريات، وهو اقتراح لم يُبدِ إنفانتينو رأيه فيه بعد.
ستُقام كأس العالم 2034 في السعودية، مع مناخ مشابه لقطر، لكن مع 40 مباراة إضافية، في حين بات أرامكو السعودية العملاقة، أكبر شركة نفط في العالم، من الرعاة الرئيسيين لـ"فيفا" العام الماضي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل سيتأثر كأس العالم بحظر السفر الذي فرضه ترامب؟
هل سيتأثر كأس العالم بحظر السفر الذي فرضه ترامب؟

المركزية

timeمنذ 5 ساعات

  • المركزية

هل سيتأثر كأس العالم بحظر السفر الذي فرضه ترامب؟

غالبا ما كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 وأولمبياد لوس أنجليس 2028 من بين الأحداث التي يشعر بالحماس الشديد لها خلال ولايته الثانية. إلا أن حالة من عدم اليقين حول سياسات التأشيرات للزوار الأجانب الذين يخططون للسفر إلى الولايات المتحدة لحضور أكبر حدثين رياضيين، بدأت تنتشر. فيما ساهم حظر السفر الأخير الذي فرضه ترامب على مواطني 12 دولة في إثارة تساؤلات جديدة حول تأثير ذلك على كأس العالم والألعاب الأولمبية الصيفية، اللذين يعتمدان على انفتاح الدول المستضيفة على العالم. فبحلول يوم الاثنين القادم، سيتم منع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، وهي "أفغانستان، وميانمار، وتشاد والكونغو-برازافيل، وغينيا الاستوائية، وإريتريا ، وهايتي، وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن." كما سيتم تطبيق قيود أكثر صرامة على الزوار من سبع دول أخرى وهي: بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوجو وتركمانستان وفنزويلا. لكن كيف يؤثر هذا على كأس العالم والأولمبياد؟ لنبدأ بإيران، إحدى القوى الكروية في آسيا، وهي الدولة الوحيدة المستهدفة التي تأهلت حتى الآن للمونديال، الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال عام من الآن. في حين لا تزال منتخبات كوبا وهايتي والسودان في المنافسة على التأهل للمونديال. كما قد تبقى سيراليون في المنافسة من خلال عدة مباريات فاصلة. بينما بوروندي وغينيا الاستوائية وليبيا فرصهم ضعيفة جدا في التأهل. ولكن ينبغي أن تكون كل تلك الدول قادرة على إرسال منتخبات لكأس العالم إذا تأهلت لأن السياسة الجديدة تتيح استثناءات لـ "أي رياضي أو عضو في فريق رياضي، بما في ذلك المدربون، والأشخاص الذين يؤدون دور الدعم الضروري، والأقارب المباشرون، المسافرون من أجل كأس العالم، أو الأولمبياد، أو أي حدث رياضي كبير آخر تحدده وزارة الخارجية". وما يقرب من 200 دولة يمكنها إرسال رياضييها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية، بما في ذلك الدول المستهدفة بأحدث قيود السفر. إلا أنه ينبغي أن تنطبق الاستثناءات عليهم أيضا إذا استمر الحظر بصيغته الحالية. ماذا عن المشجعين؟ في حين لم يذكر حظر السفر أي استثناءات للجماهير من الدول المستهدفة التي تتمنى السفر إلى أميركا لحضور كأس العالم أو الأولمبياد. وحتى قبل فرض حظر السفر، فإن جماهير المنتخب الإيراني التي تعيش في تلك الدولة يواجهون مشاكل بالفعل للحصول على تأشيرة السفر لكأس العالم. مع ذلك، فإن مشجعي المنتخبات الوطنية غالبا ما يختلفون عن مشجعي الأندية الذين يسافرون للخارج لحضور مباريات في مسابقات دولية مثل دوري أبطال أوروبا. فبالنسبة للعديد من الدول، غالبًا ما يكون المشجعون الذين يسافرون إلى كأس العالم، وهي خطة سفر مكلفة مع ارتفاع أسعار الطيران والفنادق، من الشتات، وأغنى ماديا، وقد يمتلكون خيارات مختلفة بشأن جوازات السفر. فمن يزور كأس العالم عادة ما يكون من أصحاب الإنفاق العالي ومخاطره الأمنية أقل عند تخطيط الدولة المضيفة للأمن. أما زوار الأولمبياد غالبا ما يكونون من أصحاب الإنفاق العالي أكثر، رغم أن عدد السياح خلال الألعاب الصيفية يكون أقل بكثير من كأس العالم، وخاصة من معظم الدول الـ19 التي تستهدفها قيود السفر حاليا. كيف تعمل أميركا مع فيفا والأولمبياد؟ يشار إلى أن جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كان بنى علاقات وثيقة علنا مع ترامب منذ عام 2018، بل اعتبرها البعض وثيقة أكثر من اللازم. وقد شدد إنفانتينو على ضرورة ضمان سير عمل الفيفا بسلاسة في بطولة ستدر على الاتحاد أغلب عائداته المتوقعة البالغة 13 مليار دولار بين 2023 و2026. بدوره، أوضح كيسي واسرمان رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد 2028 يوم الخميس في لوس أنجليس "أن الأولمبياد تتطلب اعتبارات خاصة"، مضيفا أن الحكومة الفيدرالية الأميركية تدرك ذلك. وكانت روسيا، التي استضافت كأس العالم 2018، سمحت للجماهير بدخول البلاد عبر استخدام تذكرة المباراة التي كانت تعتبر بمثابة تأشيرة دخول. كذلك فعلت قطر بعد أربع سنوات. إلا أن عدة حكومات أخرى كانت رفضت دخول الزوار غير المرغوب فيهم. ففي أولمبياد لندن 2012، تم رفض تأشيرة دخول رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، الذي لا يزال زعيمها حتى اليوم رغم أنه كان يقود أيضا اللجنة الأولمبية الوطنية في بلاده.

07 Jun 2025 16:41 PM هل يتأثّر كأس العالم بحظر السفر الأميركي؟
07 Jun 2025 16:41 PM هل يتأثّر كأس العالم بحظر السفر الأميركي؟

MTV

timeمنذ 9 ساعات

  • MTV

07 Jun 2025 16:41 PM هل يتأثّر كأس العالم بحظر السفر الأميركي؟

غالباً ما كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 وأولمبياد لوس أنجلوس 2028 من بين الأحداث التي يشعر بالحماس الشديد لها خلال ولايته الثانية. إلا أن حالة من عدم اليقين حول سياسات التأشيرات للزوار الأجانب الذين يخططون للسفر إلى الولايات المتحدة لحضور أكبر حدثين رياضيين، بدأت تنتشر. فيما ساهم حظر السفر الأخير الذي فرضه ترامب على مواطني 12 دولة في إثارة تساؤلات جديدة حول تأثير ذلك على كأس العالم والألعاب الأولمبية الصيفية، اللذين يعتمدان على انفتاح الدول المستضيفة على العالم. فبحلول يوم الاثنين المقبل، سيتم منع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، وهي "أفغانستان، وميانمار، وتشاد والكونغو-برازافيل، وغينيا الاستوائية، وإريتريا ، وهايتي، وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن". كما سيتم تطبيق قيود أكثر صرامة على الزوار من سبع دول أخرى وهي: بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوجو وتركمانستان وفنزويلا. لكن كيف يؤثر هذا على كأس العالم والأولمبياد؟ لنبدأ بإيران، إحدى القوى الكروية في آسيا، وهي الدولة الوحيدة المستهدفة التي تأهلت حتى الآن للمونديال، الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال عام من الآن. في حين لا تزال منتخبات كوبا وهايتي والسودان في المنافسة على التأهل للمونديال. كما قد تبقى سيراليون في المنافسة من خلال عدة مباريات فاصلة. بينما بوروندي وغينيا الاستوائية وليبيا فرصهم ضعيفة جدا في التأهل. ولكن ينبغي أن تكون كل تلك الدول قادرة على إرسال منتخبات لكأس العالم إذا تأهلت لأن السياسة الجديدة تتيح استثناءات لـ"أي رياضي أو عضو في فريق رياضي، بما في ذلك المدربون، والأشخاص الذين يؤدون دور الدعم الضروري، والأقارب المباشرون، المسافرون من أجل كأس العالم، أو الأولمبياد، أو أي حدث رياضي كبير آخر تحدده وزارة الخارجية". وما يقرب من 200 دولة يمكنها إرسال رياضييها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية، بما في ذلك الدول المستهدفة بأحدث قيود السفر. إلا أنه ينبغي أن تنطبق الاستثناءات عليهم أيضا إذا استمر الحظر بصيغته الحالية. ماذا عن المشجعين؟ في حين لم يذكر حظر السفر أي استثناءات للجماهير من الدول المستهدفة التي تتمنى السفر إلى أميركا لحضور كأس العالم أو الأولمبياد. وحتى قبل فرض حظر السفر، فإن جماهير المنتخب الإيراني التي تعيش في تلك الدولة يواجهون مشاكل بالفعل للحصول على تأشيرة السفر لكأس العالم. مع ذلك، فإن مشجعي المنتخبات الوطنية غالبا ما يختلفون عن مشجعي الأندية الذين يسافرون للخارج لحضور مباريات في مسابقات دولية مثل دوري أبطال أوروبا. فبالنسبة للعديد من الدول، غالبًا ما يكون المشجعون الذين يسافرون إلى كأس العالم، وهي خطة سفر مكلفة مع ارتفاع أسعار الطيران والفنادق، من الشتات، وأغنى ماديا، وقد يمتلكون خيارات مختلفة بشأن جوازات السفر. فمن يزور كأس العالم عادة ما يكون من أصحاب الإنفاق العالي ومخاطره الأمنية أقل عند تخطيط الدولة المضيفة للأمن. أما زوار الأولمبياد غالبا ما يكونون من أصحاب الإنفاق العالي أكثر، رغم أن عدد السياح خلال الألعاب الصيفية يكون أقل بكثير من كأس العالم، وخاصة من معظم الدول الـ19 التي تستهدفها قيود السفر حاليا. كيف تعمل أميركا مع فيفا والأولمبياد؟ يُشار إلى أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو كان بنى علاقات وثيقة علنا مع ترامب منذ عام 2018، بل اعتبرها البعض وثيقة أكثر من اللازم. وشدد إنفانتينو على ضرورة ضمان سير عمل الفيفا بسلاسة في بطولة ستدر على الاتحاد أغلب عائداته المتوقعة البالغة 13 مليار دولار بين 2023 و2026. بدوره، أوضح كيسي واسرمان رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد 2028 يوم الخميس "أن الأولمبياد تتطلب اعتبارات خاصة"، مضيفا أن الحكومة الفيدرالية الأميركية تدرك ذلك. وكانت روسيا، التي استضافت كأس العالم 2018، سمحت للجماهير بدخول البلاد عبر استخدام تذكرة المباراة التي كانت تعتبر بمثابة تأشيرة دخول. كذلك فعلت قطر بعد أربع سنوات. إلا أن حكومات أخرى كانت رفضت دخول الزوار غير المرغوب فيهم. ففي أولمبياد لندن 2012، تم رفض تأشيرة دخول رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، الذي لا يزال زعيمها حتى اليوم رغم أنه كان يقود أيضا اللجنة الأولمبية الوطنية في بلاده.

قبل عام على انطلاق كأس العالم 2026... تحديات مناخية بالجُملة
قبل عام على انطلاق كأس العالم 2026... تحديات مناخية بالجُملة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 11 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

قبل عام على انطلاق كأس العالم 2026... تحديات مناخية بالجُملة

أن تقام نهائيات كأس العالم لكرة القدم في كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فهذه خطوة طموحة جداً في أول نسخة من 48 منتخباً، لكن ماذا عن التكلفة البيئية المرتفعة جداً لحدث بهذه الضخامة؟ بالنسبة إلى دافيد غوجيشفيلي، أستاذ الجغرافيا في جامعة لوزان والمتخصص في الأحداث الرياضية الكبرى، فإنّ "البصمة الكربونية تميل إلى الانخفاض في الألعاب الأولمبية، والعكس صحيح في كأس العالم للرجال"، وفق ما أفاد وكالة فرانس برس. تعتبر كأس العالم 2026 النقيض التام لنسخة 2022 التي أقيمت في قطر، وذلك من حيث التوزع الجغرافي للمباريات التي أقيمت في رقعة صغيرة قبل عامين، لكن الإمارة الخليجية كانت عرضة للانتقادات بسبب ملاعبها المكيفة التي جرى تشييدها على عجل، في بلد صغير صحراوي ذي مناخ حارق. من ملعب تورنتو (45,000 مقعد) إلى أرلينغتون في ولاية تكساس الذي يتسع قرابة 93,000 مقعد، كانت الملاعب الـ16 لكأس العالم المقبلة قائمة أساساً وقت منح الاستضافة، وهي نقطة روّج لها ملف "يونايتد 2026" عام 2018. باستثناء أنّ المسافات بين المدن المضيفة، من فانكوفر إلى مكسيكو سيتي، مروراً ببوسطن وميامي ولوس أنجليس، تتجاوز أحياناً 4 آلاف كيلومتر، مما يضاعف تكاليف السفر الجوي للفرق والمسؤولين ووسائل الإعلام و"أكثر من 5 ملايين مشجع" الذين يستهدفهم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ثمن العملقة استناداً إلى ملف الاستضافة، فإنّ التقدير الرسمي الوحيد لتأثير الكربون (3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو رقم قياسي)، غير دقيق وأقل من القيمة الحقيقية وذلك نتيجة ارتفاع عدد المباريات من 80 إلى 104 بسبب رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48. التزم الاتحاد الدولي للعبة الذي أعلن رئيسه السويسري جاني إنفانتينو "تصميمه" على مكافحة الاحتباس الحراري في مؤتمر المناخ السادس والعشرين في غلاسكو، في عام 2018 بـ"قياس وخفض وتعويض" الانبعاثات المتعلقة بكأس العالم. ولأسباب لوجستية، قرّر الاتحاد أيضاً في أيار/ مايو 2023 تقسيم مرحلة المجموعات إلى ثلاثة "مراكز إقليمية"، لكن المراحل الإقصائية التي تُمثل ثلث مباريات البطولة، ستكون متوزعة الأطراف. بشكل عام، امتنع الاتحاد الدولي عن أي تقييم أو وعد بشأن نسخة 2026، منذ أن انتقدته الهيئات السويسرية المعنية في حزيران/ يونيو 2023 لتباهيه بـ"الحياد المناخي" لكأس العالم 2022، من دون أن يتمكن من إثبات ذلك. وبعيداً من الجدل الفني حول التكلفة وانبعاثات الكربون، ثمة ملاحظة واحدة متفق عليها: أفضل طريقة لاحتواء تأثير المسابقات الكبرى هي "الحد" من نطاقها، كما فعلت اللجنة الأولمبية الدولية في الألعاب الصيفية مع تحديد مشاركة 10500 رياضي، كما يشير غوجيشفيلي. وبزيادة عدد فرق بطولته الرئيسية من 32 إلى 48، فإنّ "فيفا" يسير بالاتجاه المعاكس بحسب الباحث الذي رأى أنّ "شهيته للنمو يؤدي إلى المزيد من المباريات، المزيد من الرياضيين، المزيد من المشجعين، المزيد من الرحلات الجوية، وهي حلقة لا نهاية لها". الهروب إلى الأمام؟ في شباط/ فبراير الماضي، سلطت مؤسستا "نيو ويذر إنستيتوت" و"ساينتست فور غلوبل ريسبونسيبيليتي" الضوء في تقرير مشترك على التكلفة المناخية لأي مباراة دولية والتي "تزيد بمقدار 26 إلى 42 مرّة عن تكلفة مباراة نخبوية" على المستوى الوطني. وأشار الباحثون إلى أنّ "مباراة واحدة خلال نهائيات كأس العالم للرجال مسؤولة عن انبعاثات تتراوح بين 44 ألف و72 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون...، وهو ما يعادل انبعاثات 31.500 إلى 51.500 سيارة بريطانية على مدار عام كامل". وبعيداً من أن يقتصر الأمر على نسخة 2026 "يبدو أنّ إنكار "فيفا" للبيئة سيستمر"، كما أشار جيل باشيه، الأستاذ في جامعة أكس-مرسيليا، لمجلة "مانجمنت ريسورتش". ومنح الاتحاد الدولي تنظيم نسخة 2030 لثلاث دول في خطوة غير مسبوقة من ناحية التوزيع الجغرافي، مع إقامة ثلاث مباريات في الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي، قبل أن تستضيف المغرب وإسبانيا والبرتغال المباريات الـ 101 المتبقية. ويطالب رئيس اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية حتى برفع عدد المنتخبات إلى 64 في 2030 للاحتفال بالذكرى المئوية للبطولة، مما سيزيد من عدد المباريات، وهو اقتراح لم يُبدِ إنفانتينو رأيه فيه بعد. ستُقام كأس العالم 2034 في السعودية، مع مناخ مشابه لقطر، لكن مع 40 مباراة إضافية، في حين بات أرامكو السعودية العملاقة، أكبر شركة نفط في العالم، من الرعاة الرئيسيين لـ"فيفا" العام الماضي. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store