logo
العملات المشفرة.. أهي فقاعة سياسية؟

العملات المشفرة.. أهي فقاعة سياسية؟

الاتحاد٠٩-٠٣-٢٠٢٥

العملات المشفرة.. أهي فقاعة سياسية؟
يُعرف دونالد ترامب بحبه للرئيس الأميركي في القرن ال19ـ ويليام ماكينلي، والذي ينسب إليه الفضل في تحسين الولايات المتحدة «من خلال التعريفات الجمركية والمواهب». والآن، هناك رابط آخر يجمعهما. فالاحتياطي الوطني المقترح من قبل ترامب من العملات المشفرة، بما في ذلك البيتكوين وشبكة سولانا التي تركز على الميمكوين، يشبه إلى حد بعيد الصراع على نظام نقدي مدعوم بكلٍّ من الفضة والذهب في عهد ماكينلي. وتكمن الخطورة اليوم في نشوء فقاعة مضاربة تهدد الدولار الأميركي، خاصةً مع التعريفات الجمركية التي قرر ترامب فرضها على غرار ماكينلي، والتي ستضيف المزيد من الأعباء. إن الاحتياطيات المشفرة تمثل منطقةً مجهولةً لأي دولة، ناهيك عن الولايات المتحدة، كما أن ترامب لم يقدم تفاصيل واضحة حول ذلك. إلا أن لغته تتجاوز مجرد بناء مخزون من البيتكوين أو الاحتفاظ بـ17 مليار دولار من العملات المشفرة التي صادرتها الجهات الأميركية المختصة. واستشهاده الصريح برموز أخرى مثل «ريبل» يوحي بعملية شراء حكومية غير مسبوقة للأصول الرقمية، التي تتسم بتقلب شديد وتخضع لمراقبة تنظيمية صارمة. هذا الأمر يمثل سابقة مقلقة بحد ذاته: فإلى جانب مخاطر الخسارة، لدى عائلة ترامب مصلحة مباشرة في نجاح العملات المشفرة، بما في ذلك عبر عملة «ترامبكوين» القائمة على شبكة سولانا. وهذه التدابير ستثير مزيداً من المخاوف بشأن المصالح الشخصية. لكن هناك تداعيات أوسع، تمتد إلى تسييس موجات الهوس النقدي الشعبي في تسعينيات القرن الـ19. آنذاك، كان «أنصار الفضة»، وهم المزارعون المدينون الذين يعانون من انخفاض الأسعار، غير راضين عن تحوُّل الولايات المتحدة إلى معيار الذهب كونه السلعة الوحيدة المقبولة مقابل الدولار، وطالبوا بالعودة إلى نظام المعدنين. كان هذا الجدل حول «المال السليم» مريراً بقدر أي نقاش حاد حول العملات المشفرة خلال عشاء عيد الشكر، حيث واجه أنصار الذهب، الذين اعتبروه المعيار النهائي للنزاهة، خصومهم الذين أرادوا تخفيض ديونهم إلى النصف عبر السداد بعملة الفضة الوفيرة. وكما زرعت جماعات الضغط المهتمة بالعملات المشفرة، ومؤيدوها من القاعدة الشعبية، بذورَ التحول الذي تبناه ترامب لصالح البيتكوين في حملته الانتخابية، أصبح نظام المعدنين قضيةً شعبية خلال حملة ماكينلي الانتخابية. ووفقاً للخبير الاقتصادي «روبرت شيلر»، كان أنصار الفضة بمثابة سلف لحركة «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماجا)، وذلك لأنهم دعموا «النزعة الأميركية المتحمسة»، وأيضاً لأنهم تعرضوا للتشهير من قبل المؤسسة الحاكمة. بعد خطاب مؤيد للفضة من خصمه «الديمقراطي»، وصل ماكينلي إلى السلطة واعداً بـ«السعي الجاد» لتبني نظام المعدنين عالمياً، وهي فكرة كانت تَعد بالقضاء على الظلم الاقتصادي، وكانت معقدة بدرجة كافية لتصبح «رائعة».
تشير أوجه الشبه مع اليوم إلى أن احتياطي ترامب، إذا تحقق، قد يخلق سردية ذات تداعيات هائلة. إذ أن مباركة الحكومة لشراء العملات الرقمية، على غرار شراء الولايات المتحدة للفضة عام 1890، قد تمنح السوق شرعية جديدة كبديل نقدي، سواء أكان مستقراً أم لا. ورغم أننا ما زلنا بعيدين عن إعلان العملات المشفرة عملةً قانونية، فإن وجود دعم حكومي في الأسواق الرقمية سيجعل العديد من الرموز تبدو استثمارات آمنة.
وهذا يعني المزيد من المخاطر، والمزيد من التقلبات، وربما المزيد من عدم المساواة إذا كانت تقلبات أسعار ترامبكوين أو ميمكوين ليبرا المرتبطة بخافيير ميلي هي المعيار. إن هذا النوع من فقاعات المضاربة المدعومة سياسياً، سيكون بمثابة اختبار هائل للدولار الأميركي، الذي قام ماكينلي بربطه بمعيار الذهب، إلى أن جاء خليفته البعيد ريتشارد نيكسون، الذي ألغى إمكانية تحويل الدولار إلى ذهب، وأعاد تشكيل النظام المالي العالمي.
إن رسالة ترامب الضمنية بأن الناس يجب أن يبيعوا أصولَهم بالدولار الأميركي ويشتروا العملات المشفرة تُعد مجازفة كبيرة في وقت يواجه فيه الاقتصاد ضغوطاً بسبب التعريفات الجمركية القادمة، وما يسميه رجل الأعمال الأميركي «راي داليو» بـ«النوبة القلبية الوشيكة» الناتجة عن ارتفاع الديون. وسيكون هذا اختباراً لقانون جريشام، الذي ينص على أن «النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة من السوق». دعونا نأمل ألا يحدث ذلك، فقد يبدو أشبه بماضي المال أكثر من كونه مستقبله.
ليونيل لوران*
*كاتب متخصص في الشؤون المالية والأوروبية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سعر الذهب مساء الجمعة 24 مايو 2025
سعر الذهب مساء الجمعة 24 مايو 2025

البوابة

timeمنذ 15 دقائق

  • البوابة

سعر الذهب مساء الجمعة 24 مايو 2025

ارتفع سعر جرام الذهب مع بدء تعاملات مساء اليوم الجمعة الموافق 23 مايو 2025 داخل محلات الصاغة المصرية بقيمة اقتربت من 100 جنيه مقارنة بما كان عليه سعر الجرام بمختلف الأعيرة قبل 3 أيام. سعر الذهب اليوم وصل سعر الجنيه الذهب نحو 37.36 ألف جنيه للبيع و 37.52 ألف جنيه للشراء سجل سعر جرام عيار 14 نحو 3113 جنيه للبيع و 3126 جنيه للشراء بلغ سعر عيار 21 نحو 4670 جنيه للبيع و 4690 جنيه للشراء سجل سعر عيار 18 نحو 4002 جنيه للبيع و 4020 جنيه للشراء بلغ سعر عيار 24 نحو 5337 جنيه للبيع و 5360 جنيه للشراء وصل سعر أوقية الذهب نحو 3343 دولار للبيع و 3344 دولار للشراء استقرار الذهب تشهد أسعار الذهب اليوم في مصر استقرارا نسبيا، وسط اهتمام متزايد من المواطنين والمستثمرين الذين يتابعون تحركات المعدن الأصفر كأحد أهم أدوات الادخار والاستثمار، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والتقلبات في أسواق العملات. ويواصل الذهب أداءه كملاذ آمن يحمي المدخرات من التآكل بفعل التضخم، ويظل خيارا مفضلا لدى المستثمرين الذين يبحثون عن وسيلة موثوقة لحفظ القيمة، خصوصا مع تراجع أداء بعض العملات الأجنبية وتزايد المخاوف من عدم استقرار الأسواق المالية الدولية. ويعتمد الأفراد والمؤسسات على الذهب لتأمين رؤوس أموالهم في فترات الأزمات، وهو ما يعزز من الطلب عليه، سواء في صورته الخام أو المشغولات الذهبية.

روسيا تعلن تبادل 270 عسكرياً و120 مدنياً مع أوكرانيا
روسيا تعلن تبادل 270 عسكرياً و120 مدنياً مع أوكرانيا

صحيفة الخليج

timeمنذ 18 دقائق

  • صحيفة الخليج

روسيا تعلن تبادل 270 عسكرياً و120 مدنياً مع أوكرانيا

موسكو-أ ف ب أعلنت روسيا، الجمعة، أنها استعادت 270 عسكرياً و120 مدنياً كانوا أسرى لدى أوكرانيا، مقابل تسليم عدد مماثل من الأشخاص كانت موسكو تحتجزهم، وذلك في إطار عملية تبادل أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق. وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر «تيليغرام»: «عاد 270 عسكرياً روسياً و120 مدنياً، بينهم مدنيون من منطقة كورسك أسرتهم القوات المسلحة الأوكرانية، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف. وفي المقابل، تم تسليم 270 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية و120 مدنياً». وأعلن ترامب الجمعة، عملية تبادل «كبيرة» للأسرى بين أوكرانيا وروسيا، مهنئاً البلدين وطارحاً إمكان أن تفضي هذه الصفقة إلى «أمر مهم»، في إشارة محتملة إلى مفاوضات بين الطرفين المتحاربين. وكتب ترامب على منصته «تروث سوشال»: «اتفاق للتو على عملية تبادل أسرى كبيرة بين روسيا وأوكرانيا»، مؤكداً أنه «سيدخل حيّز التنفيذ قريباً». وأضاف: «تهانينا للطرفين على هذه المفاوضات. هل يُفضي هذا إلى أمرٍ مهم؟»، من دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. ويُعتبر هذا النوع من التبادل حساساً جداً بين دولتين في حالة حرب، وعادة ما يبقى سرياً حتى اكتماله، وقد يستغرق الأمر ساعات. واتفق الروس والأوكرانيون في 16 أيار/مايو على تبادل ألف أسير من كل جانب خلال محادثات في إسطنبول هي الأولى المباشرة بينهما منذ عام 2022، ولكن من دون التوصل إلى هدنة. ويحتجز البلدان آلاف أسرى الحرب جراء القتال المتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن عددهم المحدد غير معروف. وقال مفوض أوكرانيا لشؤون المفقودين أرتور دوبروسردوف في نيسان/إبريل الماضي «لدينا تأكيد بوجود نحو 10 آلاف أسير لدى روسيا». وأكد مسؤول أوكراني رفيع طالباً عدم الكشف عن اسمه أن روسيا تقدم معلومات قليلة جداً عن مصير الأسرى الأوكرانيين وأن كل عملية تبادل تحمل مفاجآت. وأضاف: «في كل تبادل تقريباً، يكون هناك أشخاص لا يعرف أحد عنهم شيئاً. أحياناً يعيدون إلينا أشخاصاً مدرجين ضمن قائمة المفقودين أو اعتبروا متوفين». وتشكل قضية أسرى الحرب أحد الملفات القليلة التي تمكنت كييف وموسكو من التوصل إلى اتفاقات بشأنها منذ بدء الحرب، مما أدى إلى عمليات محدودة لتبادل الأسرى.

«المشاط» تلتقي رئيس المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين
«المشاط» تلتقي رئيس المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين

البوابة

timeمنذ 31 دقائق

  • البوابة

«المشاط» تلتقي رئيس المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا مع المهندس أديب الأعمى، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC)، وذلك خلال فعاليات الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية المنعقدة في دولة الجزائر الشقيقة، لمتابعة مجالات التعاون المشترك، ومناقشة البرامج المشتركة الجارية والمقترحة، وخاصة في قطاعات الطاقة، الأمن الغذائي، التجارة، والرقمنة. وفي مستهل الاجتماع، عبّرت الدكتورة رانيا المشاط، عن تقديرها للشراكة الممتدة مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، والتي تُسهم بدور فعال في دعم جهود الدولة لتوفير السلع الاستراتيجية، وذلك في إطار الشراكة الفعالة مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، مؤكدة حرص الدولة المصرية على تعزيز التعاون مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، بما يتماشى مع التغيرات العالمية والإقليمية الراهنة، بهدف تعظيم المصالح المشتركة للطرفين. تعزيز التجارة الدولية كما أشارت إلى الدور الفعّال الذي تقوم به المؤسسة في دعم التجارة الخارجية وقطاع التصدير على وجه الخصوص، حيث يتم تنفيذ برامج استراتيجية تهدف إلى تعزيز التجارة الدولية، ومن بينها برنامج "جسور التجارة العربية الأفريقية" ومشروع "المرأة في التجارة العالمية- المرحلة الثانية" (She Trades 2)، والمرحلة الثانية من برنامج "التدريب خطوة نحو التصدير" وغيرها من البرامج. برنامج عمل المؤسسة الدولية الإسلامية الجاري واستعرض الجانبان برنامج عمل المؤسسة الدولية الإسلامية الجاري تنفيذه خلال العام الجاري، والذي بموجبه تم اعتماد تمويلات بقيمة 1.814 مليار دولار، بواقع مليار دولار لصالح الهيئة المصرية العامة للبترول و814.25 مليون دولار للهيئة العامة للسلع التموينية، مما يعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين وفعالية البرامج المنفذة، وأكدت على استمرار التعاون مع المؤسسة التي تُعد شريكاً رئيسياً في تمويل السلع الاستراتيجية لجمهورية مصر العربية. رقمنة التجارة كما تناول اللقاء جهود التعاون بين الجانبين في مجال رقمنة التجارة، حيث يجري التنسيق حالياً لعقد ورشة عمل لمناقشة سبل تسريع تبني المعايير الرقمية والقانونية وإجراء دراسة فنية ممولة لتقييم العائد الاقتصادي المتوقع من الرقمنة وتحديد المتطلبات التشريعية اللازمة، كما تم استعراض التقدم المُحرز في عدد من البرامج المشتركة، وعلى رأسها المرحلة الثانية من برنامج "التدريب من أجل التصدير (STEP 2)"، ومشروع "المرأة في التجارة – المرحلة الثانية"، وذلك في إطار برنامج "الأفتياس 2.0"، بالإضافة إلى سبل دعم معاهد التخطيط، والمراكز البحثية، ومراكز التدريب المتخصصة، بما يسهم في إعداد وتأهيل جيل جديد من رواد الأعمال في مجال التصدير، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري. جدير بالذكر أن حجم التمويلات التي قدمتها المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، لمصر من أجل تعزيز جهود توفير السلع الاستراتيجية بلغت نحو 20.5 مليار دولار منذ تدشين المؤسسة، فضلًا عن 1.7 مليار دولار قبل إنشاء المؤسسة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store