
"Unherd": نهاية الهيمنة الأميركية.. الرسوم الجمركية قد تقتل الدولار
موقع "Unherd" البريطاني ينشر مقالاً للكاتب الألماني فولفغانغ مونشاو، يتحدّث فيه عن تأثير سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادية على هيمنة الدولار وقيمته.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
كان فاليري جيسكار ديستان، الرئيس الفرنسي السابق، هو من صاغ تعبير "الامتياز الباهظ" في ستينيات القرن العشرين. وكان وزير مالية فرنسا آنذاك يشير إلى قوة الدولار الأميركي باعتباره العملة الاحتياطية العالمية، وهو ما يمنح الولايات المتحدة هيمنتها الاقتصادية الحالية.
وتمتد هذه القوة إلى ما هو أبعد من ضفاف أميركا، وحتى ضفاف أقرب حلفائها. ولا تكتسب هذه القوة من خلال كونها كبيرة أو غنية أو ناجحة. ولا علاقة لها بالزعامة التكنولوجية، أو حجم جيشها، بل إنها مرتبطة بشكل مباشر بدور الدولار في النظام المالي العالمي.
تتلخّص الهيمنة الاقتصادية في قدرتك على استخدام قوتك الاقتصادية وعملتك ونظامك المالي لفرض إرادتك على الآخرين، أي الإكراه في الأساس. على سبيل المثال، يخاطر أي بنك لا يزال يتعامل مع روسيا بالانقطاع عن أسواق الدولار الأميركي. ونظراً لأهمية الدولار في النظام المالي العالمي، لا تُمنح البلدان أيّ خيار سوى الامتثال للسياسات الأميركية. وعلى هذا فإنّ العديد من خبراء الاقتصاد متفائلون بشأن مستقبل الهيمنة الاقتصادية العالمية للولايات المتحدة. ولكنني لا أتفق معهم. فأنا أعتقد أنّ السياسة الاقتصادية التي ينتهجها ترامب سوف تؤدي إلى تضاؤل الامتياز الباهظ الذي تتمتع به أميركا.
لقد ذكر بين برنانكي، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق، ذات مرة أربع خدمات يقدّمها الدولار للاقتصاد العالمي: استقرار القيمة، والسيولة، والأمان، ودور الولايات المتحدة كمقرض والملاذ الأخير. وكان برنانكي نفسه فعّالاً في دعم الاقتصاد العالمي أثناء الأزمة المالية العالمية، وبالتالي دعم امتيازه الباهظ. ويتذكّر برنانكي بعد ما يقرب من عقد من الزمان منذ اندلاع الأزمة: "لقد عمل بنك الاحتياطي الفيدرالي كمزوّد احتياطي للدولارات أثناء الأزمة المالية من خلال تأسيس مقايضات العملات مع أربعة عشر بنكاً مركزياً، بما في ذلك أربعة في الأسواق الناشئة".
لم يتولَّ الدولار الأميركي دوره كعملة عالمية رائدة إلّا بعد الحرب العالمية الثانية، باعتباره مرساة لنظام "بريتون وودز" المالي الذي أُنشئ في عام 1944. وكان الاتفاق يقضي بأن يعتمد بقية العالم أسعار صرف ثابتة مقابل الدولار، الذي كان مربوطاً بالذهب. وبدأ النظام يتفكّك في الستينيات، وجاء موته على مراحل. ففي عام 1971، أنهى ريتشارد نيكسون قابلية تحويل الدولار إلى ذهب. وفي عام 1973، أُلغيت أسعار الصرف الثابتة. وانتهى نظام "بريتون وودز" رسمياً في عام 1976.
عند هذه النقطة، انتقل العالم إلى أسعار الصرف المرنة. وتبيّن أنّ هذا لم يؤدِّ إلّا إلى تعزيز الهيمنة الاقتصادية الأميركية. وكان ذلك قائماً على ميثاق "فاوستي" بين البلدان التي تعتمد على الصادرات، مثل الصين وألمانيا، والولايات المتحدة التي كانت على استعداد لامتصاص العجز. وعلى سبيل المثال، إذا باعت الصين المزيد من أجهزة الفيديو للولايات المتحدة، وباعت ألمانيا المزيد من السيارات، فإنّ كلّاً منهما ينتهي به الأمر إلى كسب الدولارات التي يستثمرونها بعد ذلك في الولايات المتحدة. والعجز التجاري الأسطوري في أميركا، الذي يكرهه ترامب بشدة، مرتبط بشكل مباشر بهذه التدفّقات من الدولارات في النظام المالي.
7 شباط 12:54
7 شباط 12:10
كانت هذه الاختلالات في التجارة والادخار بمثابة محرّكات العولمة. ويحب خبراء الاقتصاد الكلي، وخبراء الاقتصاد التجاري بشكل خاص، هذه الأشياء لأنها تتوافق مع أيديولوجية أساسية تقول إنّ التجارة العالمية الحرّة مفيدة للجميع، في كلّ وقت وفي كلّ مكان. ولكنّ العيب الكبير هو أنّها تفيد بعض الناس أكثر من غيرهم. وفي النهاية، قرّر الناخبون، وصوّتوا لصالح ترامب وسياساته التجارية، ولم يستمعوا إلى خبراء الاقتصاد، بل تدخّلت السياسة.
كما تدخّلت الجغرافيا السياسية. فخلال عصر العولمة المتفشّية، جعلت ألمانيا نفسها تعتمد على الغاز الرخيص من روسيا، وعلى الصادرات من الصين، وعلى الدفاع من الولايات المتحدة. لقد أدّى هذا التفتّت إلى تدمير النموذج الاقتصادي الألماني، الذي كان يعتمد تقليدياً على الصناعة، مما جعله غير متوازن وعرضة للخطر بشكل كبير.
وقد تأتي تغييرات أكبر قريباً. لقد أعطتنا رئاسة ترامب الأولى إشارة إلى أنّ عصر العولمة العالمية الواحدة يقترب من نهايته. ولكن في ذلك الوقت، لم يكن مركّزاً كما يبدو الآن، وإذا نجح في القضاء على العجز التجاري الثنائي الكبير لأميركا، ضد المكسيك وكندا والصين والاتحاد الأوروبي، فقد تتغيّر ديناميكيات التجارة العالمية والتمويل بشكل أساسي. وبما أنّ البلدان التي اعتمدت كثيراً على قدرتها على التصدير إلى الولايات المتحدة مضطرة إلى زيادة التجارة مع بعضها البعض، فسوف تكون هناك حاجة أقلّ لاستخدام الدولار في المعاملات الدولية، وبالتالي، من المحتّم أن يتراجع الامتياز الباهظ.
إنّ الامتيازات تتراجع أيضاً كلما مارست المزيد من القوة. فبعد غزو روسيا لأوكرانيا، قامت الولايات المتحدة وحكومات الاتحاد الأوروبي بتجميد الأصول الاحتياطية الروسية المستثمرة هناك. والآن بدأ المستثمرون الأجانب يتساءلون عما إذا كانت أموالهم الأميركية المستثمرة في أوكرانيا لا تزال آمنة. ومن المؤكّد أنّ ادّعاء برنانكي بأنّ الدولار يقدّم خدمة "الأمان" و"السيولة" لا يتوافق مع تجربة روسيا، ولن يتمّ الاحتفاظ بأموالها في أميركا وأوروبا عندما تنتهي الحرب. وفي الوقت نفسه، تراقب البلدان التي لم تتخذ أيّ موقف العقوبات الغربية بقلق. فقد بدأت الصين، على سبيل المثال، في الحدّ من تعاملها مع الأسواق الأميركية.
إنّ الاضطرابات كلّها معقّدة بسبب التناقض الداخلي في السياسات الاقتصادية لترامب: فهو يريد سدّ العجز التجاري، ولكنه يريد أيضاً أن يظلّ الدولار الأميركي العملة الأكثر أهمية. ويتولّى سكوت بيسنت، وزير الخزانة في إدارة ترامب، إدارة هذه الأهداف المتضاربة، وربما تكون أصعب وظيفة في إدارة ترامب الآن. كان بيسنت مستثمراً لامعاً، وأحد العقول المدبّرة وراء الرهان المذهل الذي قام به جورج سوروس ضد بنك إنكلترا في عام 1992، والذي انتهى بخروج الجنيه الإسترليني من آلية سعر الصرف الأوروبية. ولكن حتى هو سوف يكافح من أجل تحقيق الأهداف المتضاربة منطقياً التي حدّدها ترامب لسياساته الاقتصادية: خفض العجز التجاري الأميركي، فضلاً عن عجز الميزانية، وعودة الاقتصاد إلى وضع أكثر توازناً، من دون إنهاء دور الدولار كعملة عالمية رائدة. هذه التحوّلات تستغرق وقتاً. ولكنها سوف تضع الكرة في الدوران.
وهناك مشكلة أخرى. فالتكنولوجيا تغيّر الموارد. وربما لا يكون المنافس المستقبلي الأكثر ترجيحاً للدولار كعملة معاملات عالمية هو اليورو، أو الرنمينبي، أو أيّ عملة ورقية أخرى. بل قد يكون البيتكوين. كما أنّ إدارة ترامب مشغولة بتحرير صناعة التشفير لأنّ الرئيس أعلن أنه يريد أن تكون جميع عملات البيتكوين في الولايات المتحدة. إلا أنّ البيتكوين ليس مثل الأسهم أو السندات، وإضفاء الطابع الأميركي على هذه الفكرة لن يكون أكثر جدوى من محاولة إدخال شبكة الإنترنت بالكامل إلى قريتك.
إنّ التناقض في أهداف السياسة الاقتصادية التي ينتهجها ترامب لا يمرّ من دون أن يلاحظه أحد. فبعض المستثمرين الأذكياء الذين أعرفهم يستثمرون حالياً قدراً كبيراً من ثرواتهم في الذهب والبيتكوين. ومثلي، فإنهم يشكّكون في قدرة الغرب على السيطرة على التضخّم. ولست متأكّداً أيضاً من أنّ ترامب يهتم حقاً بالتضخّم بقدر ما تظاهر أثناء الحملة الانتخابية. ولكنني أعتقد أنّه جاد بشأن التعريفات الجمركية. وبالتالي فإنّ المستثمر الذكي سوف يدرك أنّ هذه الاستراتيجية ستكون إيجابية للغاية للاستثمارات البديلة مثل البيتكوين والذهب، وسيئة للغاية للاستثمارات التي تزدهر في بيئات مستقرة ومنخفضة التضخّم، مثل السندات الحكومية.
ولكن كيف ستسير الأمور؟ أعتقد أنّ التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب سوف تأتي بنتائج، وسوف ينخفض العجز التجاري الأميركي، وسوف يحدث حجم متزايد من التجارة العالمية خارج الولايات المتحدة، وسوف يعاود الاتحاد الأوروبي الاتصال بحذر مع الصين. وسوف يظلّ الدولار العملة العالمية الرائدة لفترة من الوقت، بالتأكيد طيلة فترة رئاسة ترامب. ولكنه سوف يبدأ في فقدان هيمنته، وعند هذه النقطة سوف يتجه المزيد من الناس إلى البيتكوين. وسوف يكون البيتكوين بالنسبة للدولار مثل وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة لوسائل الإعلام التقليدية. ففي البداية كان موضع سخرية. ثم فجأة أصبح تهديداً وجودياً، ثم تصبح وسائل الإعلام التقليدية إرثاً ونظاماً قديماً.
إنّ سياسات ترامب سوف تؤدي إلى تأكّل طويل الأمد ليس للقوة العالمية لأميركا، بل لقدرتها على استخدام الإكراه الاقتصادي لجعل بقية العالم يمتثل لأولوياتها. لقد كان الامتياز الباهظ الذي تتمتّع به أميركا مصحوباً بثمن، فقد قبل بقية العالم الزعامة العالمية للولايات المتحدة ليس من باب الاحترام، بل لأنها كانت صفقة جيدة للجميع تقريباً. ومع ترامب، لن يكون هذا هو الحال بعد الآن. وسوف يجد الأميركيون أنهم ما زالوا قادرين على العيش حياة مريحة من دون الامتياز الباهظ، ولكن السياسة الخارجية سوف تصبح أكثر صعوبة.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيار اورغ
منذ 43 دقائق
- تيار اورغ
ترامب يطلق درعاً صاروخية باسم "القبة الذهبية".. "تحبط أي هجوم من الفضاء"
كشف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية"، بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة بنهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض: "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأنني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا" مضيفا: "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وأوضح أن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى "حوالي 175 مليار دولار" عند إنجازه، وأن القبة "ستكون مصنعة في أميركا بالكامل". وذكر الرئيس الأميركي أن الهدف من بناء الدرع الصاروخية هو "مواجهة أي ضربات بعيدة المدى"، و"حماية سمائنا من الصواريخ الباليستية". وشدد على أن "القبة الذهبية ستحبط أي هجوم صاروخي ولو كان من الفضاء". واعتبر ترامب أن "القبة الذهبية استثمار تاريخي في أمن أميركا والأميركيين". وكشف ترامب أن الجنرال مايكل جويتلاين، نائب رئيس سلاح الفضاء، سيقود المشروع. ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن "القبة الذهبية ستغير قواعد اللعبة لصالح أميركا". وفي نهاية يناير (كانون الثاني)، وقّع ترامب مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذلك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وتسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تعمل ضد هجمات صاروخية أو بمسيّرات. وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في العام 2011. ويبلغ معدّل اعتراضها لأهدافها نحو 90 بالمئة، وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها. وفي بادئ الأمر، طوّرت إسرائيل بمفردها "القبة الحديدية" بعد حرب عام 2006 مع حزب الله اللبناني، لتنضم إليها لاحقا الولايات المتحدة التي قدّمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعما ماليا بمليارات الدولارات. وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
ترامب يكشف عن خططه لنظام 'القبة الذهبية' الدفاعي الصاروخي
Reuters أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اختيار بلاده تصميماً لنظام الدفاع الصاروخي المستقبلي 'القبة الذهبية'، لافتاً إلى أن النظام سيدخل الخدمة نهاية ولايته. وبعد أيام قليلة من عودته كرئيس إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، كشف ترامب عن نواياه بشأن النظام، الذي يهدف إلى مواجهة 'الجيل القادم' من التهديدات الجوية للولايات المتحدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. وخصصت الولايات المتحدة مبلغاً أولياً قدره 25 مليار دولار للمشروع ضمن قانون الميزانية الجديد – على الرغم من أن الحكومة قدّرت أن التكلفة ستتجاوز ذلك بكثير على مدى عقود. ويحذر المسؤولون من أن الأنظمة الحالية لم تواكب الأسلحة التي يمتلكها الخصوم المحتملون وتتطور بشكل كبير. كما أعلن الرئيس ترامب أن الجنرال مايكل غيتلين، القائد في قوة الفضاء، سيشرف على المشروع. ويشغل الجنرال غيتلين حالياً منصب نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء. وكان ترامب أمر وزارة الدفاع، بعد سبعة أيام من توليه منصب الرئيس للمرة الثانية، بتقديم خطط لنظام ردع ودفاع ضد الهجمات الجوية، التي وصفها البيت الأبيض بأنها لا تزال 'التهديد الأكثر كارثية' الذي تواجهه الولايات المتحدة. وفي حديثه في المكتب البيضاوي الثلاثاء، قال ترامب إن النظام سيتألف من تقنيات 'الجيل القادم' عبر البر والبحر والفضاء، بما في ذلك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية فضائية. وأضاف أن كندا طلبت الانضمام إلى النظام. وخلال زيارة لواشنطن في وقت سابق من هذا العام، أقر وزير الدفاع الكندي آنذاك، بيل بلير، باهتمام كندا بالمشاركة في مشروع القبة، معتبراً أنه 'منطقي' ويصب في 'المصلحة الوطنية' للبلاد. وأضاف بلير أن 'على كندا أن تعرف ما يجري في المنطقة' وأن تكون على دراية بالتهديدات القادمة، بما في ذلك القطب الشمالي. وأضاف ترامب أن النظام سيكون 'قادراً حتى على اعتراض الصواريخ التي تُطلق من الجانب الآخر من العالم، أو تُطلق من الفضاء'. 'الأكبر في التاريخ'، الولايات المتحدة والسعودية توقعان صفقة أسلحة ضخمة ماذا حدث للأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان، التي يسعى ترامب لاستردادها؟ واستُوحي هذا النظام جزئياً من نظام القبة الحديدية الإسرائيلية، الذي يُستخدم لاعتراض الصواريخ والقذائف منذ عام 2011. ومع ذلك، ستكون القبة الذهبية أكبر بكثير، ومُصممة لمواجهة مجموعة أوسع من التهديدات، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على التحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأنظمة القصف المداري الجزئي – المعروفة أيضاً باسم 'فوبز- Fobs'، وتقدر على إطلاق رؤوس حربية من الفضاء. وقال ترامب 'ستُسقط جميع هذه الصواريخ في الجو قبل أن تصل'. لافتاً إلى أن 'نسبة نجاح النظام قريبة جداً من 100 في المئة'. وكان مسؤولون أمريكيون صرحوا سابقاً بأن القبة الذهبية تهدف إلى تمكين الولايات المتحدة من إيقاف الصواريخ في مراحل مختلفة من إطلاقها، بما في ذلك قبل إطلاقها وأثناء وجودها في الجو. وأكد مسؤولو دفاع أمريكيون أن الجوانب المتعددة للنظام ستكون تحت قيادة مركزية واحدة. وصرح ترامب، الثلاثاء، بأن البرنامج سيتطلب استثماراً أولياً يقدّر بـ 25 مليار دولار، بتكلفة إجمالية تبلغ 175 مليار دولار على المدى الطويل. وحُدد المبلغ الأولي البالغ 25 مليار دولار ضمن مشروع قانونه الضريبي، الذي لم يُقر بعد. ومع ذلك، قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس أن الحكومة قد تنفق في نهاية المطاف مبلغاً أكبر، يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عاماً، على الأجزاء الفضائية من النظام وحده. ولطالما حذّر مسؤولو البنتاغون من أن الأنظمة الحالية لا تواكب تكنولوجيا الصواريخ الجديدة التي تُصمّمها روسيا والصين. وقال ترامب في المكتب البيضاوي، الثلاثاء، 'في الواقع، لا يوجد نظام حالي. لدينا مجالات مُحدّدة للصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي مُحدّدة، ولكن لا يوجد نظام. لم يسبق أن وُجد شيء كهذا'. وأشارت وثيقة إحاطية أصدرتها وكالة استخبارات الدفاع مؤخراً إلى أن التهديدات الصاروخية 'ستتوسّع في نطاقها وتعقيدها'، إذ تصمم الصين وروسيا بشكل نشط أنظمةً 'لاستغلال الثغرات' في الدفاعات الأمريكية. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
تضييق الخيار... لبنان أو السلاح
لبنان كان غائباً وحاضراً في محطات الرحلة الخليجية للرئيس دونالد ترامب. أما الغياب، فإنه بالطبع في موسم التريليونات حيث حصد الزائر الذهبي 4 تريليونات دولار في أربعة أيام. وأما الحضور، فإنه في موسم الرهانات على ما عليه القيام به بقوته الذاتية قبل تقديم المساعدات له. ترامب رأى لبنان "ضحية حزب الله وإيران". ولو أراد توسيع المشهد لرآه أيضاً ضحية لاعبين كثر وظروف تخدمهم، بحيث "عانى لبنان، لا بسبب أخطائه بل بسبب مزاياه"، كما قال المؤرخ برنارد لويس. فهو أيضاً ضحية الوصاية السورية برعاية أميركا التي وضعت "اتفاق الطائف" في يد الرئيس حافظ الأسد، بعد ترتيب اتفاق "الخط الأحمر" بين سوريا وإسرائيل خلال حرب لبنان. ضحية "اتفاق القاهرة" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات. ضحية إسرائيل. وضحية أخطاء قياداته وغباء بعضها وتذاكي البعض الآخر، وتحكم المافيا المالية والسياسية والميليشيوية في ظل الوصايتين السورية والإيرانية. ترامب قال إنه لدى لبنان "فرصة تأتي مرة واحدة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه". لكنه يعرف من تقاليد أميركا أن كل شخص أو بلد يستحق فرصة ثانية. فضلاً عن أنه ليس في مسار الشعوب والبلدان شيء اسمه فرصة أخيرة. وفضلاً أيضاً عن أن لبنان عرف الازدهار من دون سلام صعب مع جيرانه قبل أن يدمره الجيران، وتكمل المهمة إيران وأذرعها في حروب مع إسرائيل وبحث عن صفقة مع أميركا من النوع الذي يأتي ولا يأتي. وما يرافق أحاديث الفرصة التي تأتي مرة في العمر هو تضييق الخيار أمام المسؤولين الجدد في لبنان، سواء من جانب الأصدقاء الدوليين أو من جانب الأشقاء العرب. لا مساعدات، لا استثمارات، ولا إعادة إعمار من دون سحب السلاح من "حزب الله" كما من الفصائل الفلسطينية. لا فقط جنوب الليطاني بل أيضاً في كل لبنان وسطاً وشمالاً وشرقاً. وبكلام آخر، فإن الخيار بشكل واضح هو: إما لبنان وإما السلاح. صحيح أن رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام يكرران القول إن قرار حصرية السلاح في يد الدولة جرى اتخاذه، وبقي التنفيذ. وتلك هي المشكلة. ذلك أن تنفيذ سحب السلاح بالقوة ليس على جدول الأعمال بالنسبة إلى المسؤولين خشية تفجير البلد، كما يهدد "حزب الله" المصر على الاحتفاظ بالسلاح مهما تكن حال لبنان. والحوار بين رئاسة الجمهورية و"حزب الله" حول السلاح هو "حلمان في سرير واحد"، كما يقول المثل الفرنسي. الرئاسة تريد حلاً بالتفاهم لسحب السلاح. و"حزب الله" الذي يقول أمينه العام الشيخ نعيم قاسم "نحن في شراكة مع العهد وجزء منه"، يحدد للحوار خطاً واحداً هو الحفاظ على السلاح بوسيلة أو بأخرى. ولا يبدل في الأمر أن السلاح فشل في ردع العدو وحماية لبنان وحتى حماية نفسه وبيئته، وأن مهمة المقاومة الإسلامية وصلت إلى الحائط إقليمياً. وليس أخطر من المواجهة مع السلاح سوى التراجع عن سحبه. مأزق يصعب الخروج منه بالقوة الذاتية، ويصبح أعمق في حال أي تدخل خارجي بالقوة. و"قل لي ماذا نسيت أقل لك من انت"، كما قال الإنتروبولوجي مارك أو. جي. رفيق خوري -نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News