
حفنة من المستخدمين تفسد الإنترنت على مليارات البشر.. دراسة جديدة تكشف عن حقائق صادمة
كثيرون منا يشعرون بالضيق أو القلق بعد تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وكأن العالم ينهار والمجتمعات تشتعل بخطابات الكراهية والعنف والإثارة المبالغ فيها في عرض الأحداث، لكن المثير أن هذا الإحساس سرعان ما يتبدد عندما نخرج إلى الشارع أو نتعامل مع الناس وجهًا لوجه، حيث تسود حالة من الهدوء النسبي والتفاعل الإنساني العادي.
موضوعات مقترحة
هذا التناقض الحاد بين الواقع الرقمي والحياة اليومية أثار تساؤلات جدية في الأوساط البحثية والإعلامية: لماذا يبدو الإنترنت أكثر سمّية مما هو موجود فعليًا في حياتنا الاجتماعية؟
الجارديان: الصورة التي نراها على الإنترنت مشوّهة بالكامل
في تحقيق موسّع نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، اعتمد على دراسة حديثة أعدها الباحث ويليام برادي بالتعاون مع كلير روبرتسون وكارينا ديل روساريو، تبيّن أن ما نشهده على مواقع التواصل ليس انعكاسًا حقيقيًا للمجتمع، بل صورة مشوّهة تصنعها قلة قليلة من المستخدمين النشطين، الذين ينشرون محتوى انفعاليًا مستفزًا على نحو مستمر.
تشير الدراسة إلى أن 10% فقط من المستخدمين يقفون وراء نحو 97% من المحتوى السياسي المنشور على منصة X (تويتر سابقًا)، ما يعكس مدى هيمنتهم على النقاش العام، رغم أن أغلبية المستخدمين لا تساهم إطلاقًا في هذه الضجة.
منصات مشتعلة بقلة ضجيجها عالٍ
على سبيل المثال، الرئيس التنفيذي لمنصة X، إيلون ماسك، نشر خلال أول 15 يومًا من تنفيذ بعض السياسات الحكومية ما يقرب من 1500 تغريدة، كثير منها احتوى على معلومات خاطئة وصلت إلى أكثر من 220 مليون متابع. وهو نموذج لما يُعرف بمروّجي المعلومات المضللة، الذين تشير البيانات إلى أن 0.1% فقط من المستخدمين يشاركون 80% من الأخبار الكاذبة.
بل إن 12 حسابًا فقط كانت مسؤولة عن أغلب المعلومات المضللة عن اللقاحات خلال جائحة كورونا على "فيسبوك"، وهي ظاهرة تسببت في خلق انطباع زائف بأن الغالبية ترفض اللقاحات، في حين أن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا.
التطرف الإلكتروني لا يعكس الأغلبية الصامتة
الخطير في الأمر أن هذا النمط لا يقتصر على المحتوى السياسي أو الصحي فقط، بل يمتد إلى كل جوانب النقاش الرقمي، من التعليق على الأعمال الفنية إلى قضايا الهوية والمناخ والهجرة. ومع الوقت، يبدأ المستخدم العادي في تصديق أن العالم منقسم بشدة، وأن الطرف الآخر – سواء في السياسة أو السن أو الاهتمامات – هو خصم متطرف أو حتى شرير.
الأغلبية الصامتة، التي لا تكتب ولا تهاجم، تظل بعيدة عن المشهد، ما يمنح هؤلاء النشطين المهووسين حق قيادة النقاش العام، وفرض تصوراتهم وأحكامهم على الجميع.
خلل في تصميم المنصات يغذي السمية
المشكلة لا تكمن فقط في سلوك الأفراد، بل تتعمق بسبب خوارزميات المنصات الرقمية نفسها، التي بُنيت لتعظيم التفاعل دون تمييز بين جودة المحتوى أو ضرره. فكلما كان المحتوى صادمًا أو مثيرًا للانقسام، ارتفعت فرص ظهوره وانتشاره، ما يؤدي إلى تضخيم أصوات المتطرفين على حساب الرأي المعتدل والمتوازن.
تشرح الدراسة ذلك بتشبيه بسيط: إذا كنت تجلس في مطعم مزدحم واضطررت لرفع صوتك لتُسمع، فسيبدأ الجميع بالصراخ تدريجيًا، وهي ذات الديناميكية التي تحدث على الإنترنت. في نهاية المطاف، حتى المستخدمين غير المتطرفين قد يبدأون في تبني سلوكيات حادة فقط لجذب الانتباه أو الحفاظ على التفاعل.
العلاج ممكن.. والخوارزميات ليست قدَرًا
ورغم سوداوية الصورة، إلا أن الدراسة تقدم بصيص أمل، ففي تجربة عملية، جرى دفع مبالغ رمزية لمجموعة من المستخدمين مقابل إلغاء متابعتهم لأكثر الحسابات السياسية إثارة للانقسام. وبعد شهر، أفاد المشاركون بانخفاض شعورهم بالكراهية تجاه الأطراف السياسية الأخرى بنسبة 23%. والأهم أن نصفهم تقريبًا رفض إعادة متابعة تلك الحسابات بعد انتهاء التجربة، فيما استمرت التأثيرات الإيجابية لديهم حتى بعد 11 شهرًا.
تلك النتائج تفتح الباب أمام تصور جديد لطبيعة استخدامنا للمنصات: يمكن للمستخدم العادي أن يستعيد بعض السيطرة على تجربته الرقمية، من خلال فلترة ما يراه، والامتناع عن الانخراط في جدالات عبثية، وتجاهل المحتوى المصمم خصيصًا لإثارة الغضب.
منصة صحية تبدأ بخياراتك أنت
بحسب التقرير، فإن الحل لا يتطلب ثورة تقنية معقدة، بل قرارات واعية على مستوى المستخدم والمنصة معًا. فيمكن للشركات أن تعيد تصميم خوارزمياتها لتكف عن مكافأة السلوك المضلل والصراخ الرقمي، وتمنح أولوية للمحتوى الذي يعكس وجهات نظر أكثر تمثيلًا وتوازنًا.
وفي الوقت نفسه، يجب أن يدرك المستخدمون أن ما يرونه يوميًا ليس الحقيقة الكاملة، بل نتاج تحيزات خوارزمية وضجيج فئة صغيرة. الوعي بذلك هو الخطوة الأولى نحو بيئة رقمية أكثر صحة ونقاشات أقل توترًا. فكما نختار طعامنا الصحي بعناية، علينا أن نختار كذلك "حمية رقمية" أقل ضجيجًا وأكثر احترامًا للعقل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 20 ساعات
- نافذة على العالم
صحة وطب : دراسة: المشى 7 آلاف خطوة يوميا يخفض خطر الوفاة المرتبطة بالسرطان بنسبة 37٪
السبت 26 يوليو 2025 11:50 مساءً نافذة على العالم - كشفت دراسة حديثة، عن أن المشى حوالى 7 آلاف خطوة يوميا، مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بعدد من الحالات الصحية الخطيرة والوفاة الناتجة عنها، أهمها خفض خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 37%. وبحسب موقع "الجارديان" تشير الأبحاث إلى أن المشي لمسافات أطول قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف والاكتئاب والوفاة بالسرطان، بالإضافة إلى أنه مفيد لصحة القلب، وقد لا تحتاج إلى المشي لمسافات طويلة كما كان يُعتقد سابقًا لجني هذه الفوائد. وبفحص بيانات أكثر من 160 ألف شخص بالغ ووجدوا أن المشي 7000 خطوة يوميًا، ارتبط بانخفاض خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 37%، بينما انخفض خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني بنسبة 14%، والخرف بنسبة 38%، والاكتئاب بنسبة 22%، والسقوط بنسبة 28% على التوالي، كذلك ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 25%، وانخفاض خطر الوفاة الإجمالي بنسبة 47%. ولاحظ الباحثون أن كل ألف خطوة إضافية تُحقق عائدًا، بل إن 4 آلاف خطوة يوميًا تُقلل من خطر الإصابة بالأمراض، مقارنةً بمستويات النشاط البدني المنخفضة جدًا، وعلى الرغم من استمرار انخفاض الخطر عند تجاوز 7000 خطوة، إلا أن معدل انخفاضه يبدأ في التباطؤ. وصرحت ميلودي دينج، أستاذة الصحة العامة بجامعة سيدني والباحثة الرئيسية للدراسة، بأنه لا ينبغي لمن مشوا بالفعل 10000 خطوة العودة إلى 7000، إلا أن 7000 خطوة تُعدّ هدفًا عمليًا أكثر لمن لا يمارسون الرياضة حاليًا، وعلى من يمارسون نشاطًا بدنيًا ويحققون 10,000 خطوة يوميًا، أن يواصلوا العمل الجيد ولا داعي لتعديل عدد خطواتهم، أما بالنسبة لمن لا يزالون بعيدين عن تحقيق أهداف الـ 10,000 خطوة، فإن الوصول إلى 7,000 خطوة يوميًا يُقدم فوائد صحية تُضاهي النتائج التي فحصناها. ومن الناحية العملية، يمكن للناس الحصول على فوائد صحية بمجرد زيادات طفيفة في النشاط البدني، مثل المشي 1000 خطوة إضافية يوميًا، ولتحقيق أفضل خفض للمخاطر، ينصح بالسير من 5000 إلى 7000 خطوة يوميًا، وهو ما سيكون أسهل على الكثيرين من الهدف غير الرسمي المتمثل في 10000 خطوة، والذي ظل قائمًا لسنوات عديدة. ويعد عدد الخطوات اليومية مفيدًا عندما يكون التمرين الرياضي حاملًا للوزن، إلا أن ركوب الدراجات والسباحة والتجديف لا يُمثَّل جيدًا في نموذج عدد الخطوات اليومية، وينبغي على البالغين السعي إلى بلوغ 150 دقيقة من النشاط البدني متوسط الشدة أسبوعيًا، إلا أن ممارسة النشاط البدني ليس بالأمر السهل دائمًا، كذلك تناول وجبات خفيفة للنشاط البدني، مثل المشي أثناء الرد على المكالمات الهاتفية، أو المشي السريع لمدة 10 دقائق خلال استراحة الغداء، كلها عوامل تُسهم في تقليل احتمالية الإصابة بأمراض القلب.


الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
اعتقال "البلطو الأبيض" تحت مبرر "الشبهات".. 28 طبيبًا من غزة في سجون الاحتلال
ارتفع عدد الأطباء المحتجزين في السجون الإسرائيلية إلى 28 طبيبًا، بعد اعتقال الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح جنوب غزة، يوم الإثنين الماضي، من أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر، ولا يزال مكانه مجهولًا، حسب صحيفة "الجارديان". وأفادت منظمة مراقبة العاملين في الرعاية الصحية، وهي منظمة طبية فلسطينية، بأن 8 من الأطباء المعتقلين يشغلون مناصب استشارية عليا في تخصصات الجراحة والعناية المركزة والقلب وطب الأطفال، وأن 21 منهم محتجزون منذ أكثر من 400 يوم دون توجيه أي تهم. وأشارت وزارة الصحة في غزة، إلى أن عملية الاعتقال تمت على يد وحدة إسرائيلية سرية، دون إصدار أي تعليق رسمي من السلطات الإسرائيلية، وفقًا لما أوردته الصحيفة البريطانية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن قوات الاحتلال اعتقلت اثنين من موظفيها من منشأة تابعة لها في دير البلح، ولا يزال أحدهما رهن الاحتجاز. ظروف اعتقال مروعة وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد العاملين الصحيين المعتقلين منذ بداية الحرب بأكثر من 300، بينما ترفع منظمة "HWW" هذا الرقم إلى أكثر من 400، بحسب ما نقلته الصحيفة. وصرح مدير منظمة "HWW" بأن العديد من العاملين الصحيين جرى اعتقالهم من مواقع عملهم، ولا يزالون محتجزين دون تواصل أو رعاية طبية، ويخضعون لظروف احتجاز "مروعة". وقال أطباء فلسطينيون في تصريحات لصحيفة "الجارديان"، إن المستشفيات في غزة أصبحت غير قادرة على أداء مهامها مع تزايد الضغط ونقص الطواقم، فيما يعاني الكثير من العاملين من الجوع والضعف، ما يعيق قدرتهم على تقديم الرعاية. ولفتت "الجارديان" إلى وفاة طبيبين كبيرين أثناء احتجازهما لدى الاحتلال، هما الدكتور إياد الرنتيسي، الذي توفي في سجن شكمة، والدكتور عدنان البرش، الذي فارق الحياة في سجن عوفر بعد تعرضه لتعذيب شديد، حسب روايات معتقلين سابقين. ولم تُسلم سلطات الاحتلال الإسرائيلية جثتي الطبيبين إلى ذويهم حتى الآن. من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض الطواقم الطبية بالتورط في أنشطة تتبع لحركة حماس، دون تقديم أدلة، لافتًا إلى أن الاعتقالات تتم بناء على شبهات أمنية وليس بسبب المهنة. ودعت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، إلى الإفراج الفوري عن العاملين الصحيين المعتقلين، وأكدتا تلقيهما تقارير موثقة عن تعذيب وانتهاكات داخل مراكز الاحتجاز، حسب "الجارديان".


نافذة على العالم
منذ 2 أيام
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : 50 ألف طبيب فى بريطانيا يبدأون إضرابا يستمر 5 أيام للمطالبة بزيادة أجورهم
الجمعة 25 يوليو 2025 11:50 صباحاً نافذة على العالم - يبدأ نحو 50 ألف طبيب فى بريطانيا إضرابًا بدءًا من اليوم الجمعة، ويستمر لمدة خمسة أيام، فيما انتقد وزير الصحة البريطانى هذا الإضراب ووصفه بغير المسئول، ووجه المستشفيات بإلغاء القدر الممكن من المواعيد والإجراءات الطبية بما يمكنهم من إدارة الأمر بسلام، وتجنب التكدسات. وقالت صحيفة تليجراف إن إضراب الأطباء فى بريطانيا يأتى بعد انهيار المحادثات بين الحكومة والجمعية الطبية البريطانية، التى تمثل الأطباء المقيميون، يوم الثلاثاء، حيث يطالب الأطباء بزيادة فى الأجور تقترب من 29%. وأوضحت الصحيفة أنه فى الإضرابات السابقة، تمكن الأطباء المبتدئون، الذين كان يطلق عليهم الآن الأطباء المقيميون، من كسب مبالغ طائلة بالحصول على أجور ساعات العمل الإضافية لإنجاز العمل المتراكم، بينما قام آخرون بعملهم خلال الإضرابات.كما تمكن الأطباء من مواصلة مسيرتهم المهنية رغم غيابهم عن التدريب خلال الإضرابات. وستغير خدمات الصحة الوطنية NHS موقفها من كلا الأمرين، حيث ستُلزم المستشفيات مزيدًا من الأطباء بالعمل خلال الإضرابات من أجل حماية سلامة المرضى. كما سيتم تحذيرالأطباء من أن الغياب المتكرر عن الصفوف الأمامية يمكن أن يُبطئ تقدمهم المهنى. وفى مقال بصحيفة الجارديان، قال وزير الصحة البريطانى ويس ستريتنج إن قرار الجمعية الطبية البريطانية بالدفع نحو إضرابات جديدة فى إنجلترا بعد أن حصلت على زيادة فى الأجور بنسبة 22% لتغطية عامى 2023/2024 و2024/2025، غير معقول وغير مسبوق. وفى معرض انتقاده لقرار الجمعية، أدان ستريتينج مطالبهم بزيادة جديدة بنسبة 29% خلال السنوات القليلة المقبلة. وقال إنه على الرغم من تأييد 90% للإضراب، إلا أن نسبة المشاركة فيه كانت نحو 55%. ورأى الوزير أن خطوة الإضراب بعد عرض زيادة فى الأجوربنسبة 5.4% لعامى 2025-2026، قد تم اتخاذها على عجل، وهى مخيبة للآمال بشدة فى ظل الجهود المبذولة لتحسين خدمات هيئة الصحة الوطنية. من جانبها، تجادل الجمعية الطبية البريطانية بأن رواتب الأطباء المقيمين انخفضت بشكل كبير، بالقيمة الحقيقية، منذ عامى 2008 و2009، مقارنةً ببقية السكان. وقالت: "الأطباء لا يستحقون أقل مماكان عليه الحال قبل 17 عامًا، عندما بدأت سياسات التقشف تُخفض الأجور. نحن ببساطة نطالب باستعادة تلك القيمة". نشرت الجمعية إعلانات في الصحف البريطانية تُسلط الضوء على فارق الأجر بين الطبيب المقيم ذى الخبرة لمدة عامين، والذى يتقاضى 18.62 جنيهًا إسترلينيًا في الساعة، ومساعديه غير المؤهلين طبيًا، والذين يتقاضون 24 جنيهًا إسترلينيًا.