
هجرة الأدمغة: أمريكيون غاضبون من ترامب يخططون للعيش في أوروبا فهل تقتنص القارة الفرصة؟
اعلان
تخطط جوليا، ذات الأصول الروسية-الأمريكية، لمغادرة الولايات المتحدة بعدما فكرت في الأمر لعامين، إلا أن بداية الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب دفعتها لأخذ الفكرة على محمل الجد.
وفي تصريح ليورونيوز نكست، قالت: "لاحظت أن الأشخاص الذين ينتمون إلى خلفية مهاجرة مثلي أصبحوا أكثر قلقًا بعد الانتخابات"، مضيفة: "علامات التحذير بدت واضحة وفورية".
كانت جوليا في الخطوط الأمامية خلال أزمة كوفيد-19 حيث عملت كطبيبة تخدير في مدينة نيويورك، لكنها تسعى الآن لإيجاد فرصة في مجال الأدوية أو التكنولوجيا الحيوية والانتقال للعمل في إحدى الدول الأوروبية. ووافقت "يورونيوز نكست" على تعديل اسمها لحماية هويتها أثناء البحث عن فرص عمل في الخارج.
جوليا ليست وحدها في هذا القرار؛ فهي
واحدة من العشرات
الذين نشروا على موقع ريديت ما سموها قناة "Amer/Exit"، وهي عبارة مستوحاة من مصطلح بريكست أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومثل هذه الطبيبة، يناقش المشاركون في هذا المنتدى كيفية الانتقال من الولايات المتحدة إلى وجهات مثل أوروبا أو كندا، في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد مع عودة ترامب إلى السلطة.
ويرى الخبراء أنه "من السابق لأوانه" تصنيف هذه الحركة المحتملة على أنها "هجرة أدمغة"، لكنهم يؤكدون ضرورة استعداد الاتحاد الأوروبي لأي سيناريو مشابه.
اتجاه أمريكي متزايد نحو الهجرة إلى أوروبا
شركة "Connected Financial Planning"، التي أسستها أرييل تاكر لمساعدة الأمريكيين على الانتقال إلى
أوروبا
، شهدت زيادة ملحوظة في الطلب على خدماتها بعد إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب.
استقبلت تاكر أكثر من 30 عميلًا جديدًا من الولايات المتحدة خلال الأسبوع الذي أعقب الانتخابات الرئاسية، واستمر هذا المستوى من الاهتمام طوال الأشهر القليلة الماضية. ويتركز عملاؤها بشكل رئيسي في الفئة العمرية بين منتصف الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، حيث يشغلون مناصب تنفيذية في قطاعات التكنولوجيا، والأدوية، والتمويل.
وقالت تاكر: "الإحساس العام الذي لمسته من هؤلاء الأفراد هو شعورهم بعدم القدرة على التحكم في الوضع، وأن عليهم اتخاذ خطوة ما". وأضافت: "لم نستطع مواكبة تدفق المكالمات".
يعمل معظم هؤلاء العملاء في شركات متعددة الجنسيات لديها مكاتب في أوروبا، أو يمتلكون الموارد المالية اللازمة للانتقال بأنفسهم من مدن أمريكية كبرى مثل نيويورك، لوس أنجلوس، سان فرانسيسكو، أو بوسطن. وأشارت تاكر إلى أن هؤلاء الأفراد كانوا يفكرون "بشكل سلبي" في الانتقال لفترة، لكنهم "أدركوا لاحقًا أن المناخ السياسي في الولايات المتحدة لم يعد يناسبهم".
Related
فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"
من ميامي إلى هايتي... ترحيل عشرات المهاجرين قسرًا إلى بلد أنهكته الفوضى والفقر
رسالة خاطئة من إدارة ترامب تثير الذعر بين اللاجئين الأوكرانيين في الولايات المتحدة
من جانبه، قال أليكس إنجريم، مؤسس شركة إدارة الثروات "ليبرتي أتلانتيك أدفايزرز"، إن عددًا متزايدًا من العملاء يتصلون به للبدء في إجراءات
الحصول على تأشيرة
.
أما عملاء أليكس إنجريم، فتتراوح أعمارهم بين منتصف الأربعينيات وما فوق الستين عامًا، ويعملون في مجالات "البدو الرقميين" مثل التكنولوجيا ورأس المال الاستثماري، أو يخططون للتقاعد.
ويقول إنجريم: "يشعر العديد من هؤلاء الأفراد بأنه كلما طالت مدة بقائهم في الولايات المتحدة، زادت مخاوفهم بشأن جودة الحياة وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على رفاهيتهم المالية".
وأوضحت تاكر أن اختيار الوجهة يعتمد على طبيعة العمل، لكن الأمر غالبًا ما يتحول إلى لعبة "ضرب الخلد"، حيث يتم البحث عن أفضل الفرص المتاحة للهجرة التي تناسب احتياجات عملائهم.
وأشار كل من تاكر وإنجريم إلى أن دولًا مثل إسبانيا والبرتغال وسويسرا وألمانيا أصبحت تحظى بشعبية متزايدة بين الأمريكيين الباحثين عن بدائل للانتقال.
تحديات وفرص انتقال الأمريكيين إلى أوروبا
وتعتقد أرييل تاكر أن الشركات الأوروبية تمتلك "فرصة حقيقية" لجذب الأمريكيين وسد الفجوات في القطاعات التي تعاني من نقص، مثل تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والأدوية.
اعلان
لكن أحد أبرز التحديات التي تواجه الأمريكيين الراغبين في الانتقال إلى أوروبا يتمثل في اختلاف مستويات الرواتب، وفقًا لأليكس إنجريم.
يقول إنجريم: "تتردد أرقام تشير إلى أن الرواتب في باريس قد تصل إلى ثلث ما هي عليه في لوس أنجلوس أو سان فرانسيسكو. أعتقد أن هذا يمثل عائقًا ماليًا يؤثر على تصوراتهم بشأن مستقبلهم".
ويرى فيديريكو شتاينبرغ، كبير محللي الاقتصاد والتجارة الدولية في معهد إلكانو الملكي بإسبانيا، أن الشركات الأوروبية يجب أن تقدم أجورًا أعلى أو مزايا إضافية، مثل المساعدة في السكن، لدعم الأمريكيين في اتخاذ قرار الانتقال.
يضيف شتاينبرغ: "من المفيد أيضًا تقديم رؤية واضحة طويلة الأجل حول مسار الشخص المهني بعد انتهاء تأشيرة مدتها خمس سنوات". ويؤكد أن أوروبا تمتلك عوامل جذب كبيرة: "أوروبا لديها التوازن بين العمل والحياة، الثقافة، والترفيه... لذا فإن الأمر يتوقف على الفرص الوظيفية".
اعلان
تشير تاكر أيضًا إلى أن التعقيدات الضريبية تمثل تحديًا إضافيًا للأمريكيين الذين يعيشون في الخارج، حيث تصعّب القوانين الضريبية الأمريكية التعاون مع البنوك.
على سبيل المثال، توضح تاكر: "إذا أراد أمريكي التوفير للتقاعد عبر معاش غير أمريكي، فإن هناك اعتبارات ضريبية أمريكية غالبًا ما تكون عقابية".
في المقابل، تعمل بعض
الخدمات المالية الأوروبية
على تطوير حلول لدعم الأمريكيين. يقول إنجريم: "قبل جائحة كوفيد-19 وقبل ولاية ترامب الأولى، كانت معظم الخدمات المالية تتجنب التعامل مع الأمريكيين بسبب قلة أعدادهم هنا. الآن أتلقى كل شهر مكالمات حول هذا الموضوع".
ويقترح شتاينبرغ أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يقدم حوافز ضريبية قصيرة الأجل لجذب المواهب المتميزة، مشابهة لما هو متبع بالفعل بالنسبة لأفضل الرياضيين.
اعلان
بين طموحات العمل والمخاوف الشخصية
وفي مدينة نيويورك، تقول جوليا إنها لا تمانع أن يستغرق التخطيط للانتقال عامًا ونصف العام، حيث ترغب في اتخاذ قرار مدروس بعناية.
وتسعى جوليا للانتقال إلى الدنمارك أو ألمانيا أو سويسرا، نظرًا لامتلاكها مهارات قابلة للتحويل تناسب العديد من الوظائف في القطاع الصيدلاني بتلك الدول.
كما يخطط والداها للتقاعد في البرتغال، مما يجعل فكرة الانتقال إلى أوروبا فرصة لها حتى تكون جغرافيا قريبة منهما.
ومع ذلك، يساور جوليا قلق من أن الانتقال للعيش في بلد آخر قد يجعلها تشعر بالعزلة والوحدة و الضياع، رغم أنها ترغب في الاستقرار بمدينة تنبض بالحياة حيث يمكنها بناء علاقات جديدة.
اعلان
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا يبدو أن هناك ما يكفي لإقناعها بالبقاء في الولايات المتحدة، إلا إذا "أُقيلت الإدارة الحالية بالكامل أو عُزلت"، على حد تعبيرها.
وتضيف جوليا: "أستطيع أن أتخيل نفسي هناك [في أوروبا]. أشعر بالحماس عندما أنظر إلى إعلانات الوظائف الشاغرة".
* تم تعديل اسم جوليا بناءً على طلبها لحماية هويتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ يوم واحد
- يورو نيوز
الاتحاد الأوروبي يطلق استراتيجية شاملة لمكافحة تلوث المياه
وتركز الخطة بشكل خاص على معالجة التلوث الناجم عن السلفونات والأحماض المشبعة بالفلور، مثل حمض بيرفلوروأوكتان سلفونيك (PFOS)، والذي تجاوزت مستوياته في عام 2022 المعايير البيئية في عدد كبير من مواقع المراقبة في أوروبا، فقد أظهرت بيانات وكالة البيئة الأوروبية (EEA) أن 59% من الأنهار، و35% من البحيرات، و73% من المناطق الساحلية في أوروبا سجلت نسب تلوث بهذا الحمض تفوق الحدود المقبولة. وبحسب الوكالة، فإن فقط 37% من المياه السطحية في القارة تتمتع بحالة بيئية جيدة أو جيدة جداً، فيما لا تتجاوز نسبة المياه ذات الحالة الكيميائية الجيدة 29%. ورغم أهمية الخطوة، أعربت منظمات بيئية عن خيبة أملها مما وصفته بـ"فرصة ضائعة"، حيث لم تتضمن الاستراتيجية حظراً مباشراً لهذه المواد من المصدر، وقالت أنجيليكي ليسيماشو، رئيسة قسم السياسات العلمية في شبكة العمل من أجل المبيدات (PAN Europe)""كنا نأمل أن نرى مزيدًا من الطموح في الحد من التلوث عند المصدر". "الملوثات الأبدية تُعرف مركبات الفلور العضوية مثل PFOS وPFOA بكونها "ملوثات أبدية"، نظرًا لصعوبة تحللها في البيئة، وهذه المركبات غير لاصقة ومقاومة للماء ومقاومة لدرجات الحرارة العالية، وتُستخدم هذه المواد في منتجات يومية متعددة، منها أواني الطهي غير اللاصقة، ورغاوي مكافحة الحرائق، والأجهزة الطبية، وقد تم تصنيف بعضها كمسرطنات محتملة، وتُقدّر تكلفتها الصحية في أوروبا ما بين 52 و84 مليار يورو سنويًا. وفي مقابلة مع قناة "يورونيوز"، أعربت مفوضة البيئة الأوروبية جيسيكا روزوال عن دعمها لحظر استخدام هذه المواد في المنتجات الاستهلاكية مثل مستحضرات التجميل وتغليف الطعام، لكنها أوضحت أن الحظر الكامل ليس ممكنًا بعد، نظرًا لعدم توفر بدائل فعالة لبعض الاستخدامات الحيوية مثل الأجهزة الطبية، أو تطبيقات الدفاع والتقنيات الدقيقة. وأكدت روزوال أن بعض عمليات التنقية، لا سيما تلك المتعلقة بمركبات مثل حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك (TFA)، تُعد معقدة ومكلفة للغاية، وتتطلب إجراءات تكنولوجية دقيقة لاستخراج المعادن من المياه ثم إعادتها، ما يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المياه واستهلاك ضخم للطاقة. ولتقليل العبء على الميزانيات العامة، تسعى المفوضية إلى تطبيق مبدأ "الملوث يدفع"، بحيث يتحمل المتسببون في التلوث تكلفة إزالة المواد الكيميائية، مع تخصيص الدعم الحكومي فقط للحالات التي يتعذر فيها تحديد المسؤول عن التلوث. وتقدر تكلفة إزالة التلوث بالملوثات العضوية الثابتة في أوروبا بما يتراوح بين 5 و100 مليار يورو سنويًا، وفقًا للمفوضية. الاستراتيجية الأوروبية تهدف الاستراتيجية الأوروبية لمرونة المياه إلى استعادة دورة المياه الطبيعية وضمان التوزيع العادل لمياه نظيفة وبأسعار معقولة، وذلك في مواجهة تحديات مناخية متزايدة مثل الجفاف والفيضانات. ويُقدّر أن 34% من أراضي الاتحاد الأوروبي تعاني من شح المياه. وفي بيان رسمي، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: "الماء هو الحياة، مرونة المياه ضرورية لمواطنينا ومزارعينا وبيئتنا واقتصادنا. تحدد هذه الاستراتيجية الطريق نحو اقتصاد مائي مستدام وذكي وتنافسي. علينا أن نتحرك الآن لحماية هذا المورد الحيوي". وتتضمن خطة العمل المرافقة للاستراتيجية أيضًا خطوات عملية مثل رفع الوعي العام، وزيادة الاستثمارات في تحديث البنى التحتية المائية، وتعزيز الرقمنة من خلال برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لرصد الأرض، ودعم الابتكار في مجال تكنولوجيا المياه.


يورو نيوز
منذ يوم واحد
- يورو نيوز
تقنية جديدة تكشف الفيروس المختبئ في الخلايا.. هل أصبح الشفاء من الإيدز قريبًا؟
خطا الباحثون خطوة واعدة نحو علاج محتمل لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، بعد أن تمكنوا من تطوير وسيلة جديدة لإجبار الفيروس على الخروج من حالته الكامنة داخل خلايا الجسم، وهي إحدى أكثر العقبات تعقيدًا أمام الوصول إلى علاج نهائي. فعلى مدى عقود، شكّل اختباء الفيروس داخل بعض خلايا الدم البيضاء تحديًا كبيرًا، حيث يبقى هناك غير مرئي للجهاز المناعي أو للأدوية، مما يشكل ما يُعرف بـ"خزان الفيروس"، الذي قد يُعيد تنشيط المرض في أي وقت. لكن الآن، نجح فريق من "معهد بيتر دوهرتي للأمراض المعدية والمناعة" في مدينة ملبورن الأسترالية، في استخدام تكنولوجيا الـmRNA – التي اشتهرت خلال جائحة كوفيد-19 – للكشف عن هذا الفيروس المخفي. وقد نُشرت نتائج الدراسة مؤخرًا في مجلة Nature Communications. وتقوم التقنية على إيصال الـmRNA مباشرة إلى الخلايا التي يختبئ فيها الفيروس، من خلال تغليفها داخل جسيمات دهنية نانوية خاصة. وعند وصولها، توجّه هذه الرسائل الجينية الخلايا لكشف الفيروس. الدكتورة باولا سيفال، الباحثة المشاركة في الدراسة، أوضحت أن إيصال الـmRNA إلى هذا النوع من خلايا الدم البيضاء كان يُعدّ أمرًا مستحيلًا سابقًا، لأن هذه الخلايا لا تستجيب عادة للجسيمات الدهنية التقليدية. غير أن الفريق طوّر نوعًا جديدًا من هذه الجسيمات يُعرف بـ"LNP X"، استطاع اختراق هذا الحاجز للمرة الأولى. وقالت سيفال: "عندما ظهرت أولى نتائج الاختبارات في المختبر، اعتقدنا أنها جيدة لدرجة يصعب تصديقها. لكننا كررنا التجارب مرات عدة، والنتائج كانت مذهلة في كل مرة. لقد أحدثت فرقًا واضحًا ومفاجئًا." لكن الباحثين يقرّون بأن الطريق لا يزال طويلًا. فما زال من غير المؤكد ما إذا كان كشف الفيروس فقط كافيًا ليستجيب له الجهاز المناعي، أم أن هناك حاجة إلى علاجات أخرى مكمّلة لإزالته تمامًا من الجسم. وقد أُجريت التجارب على خلايا دم تبرّع بها مرضى، ولا تزال في مراحلها المخبرية الأولى. وتستلزم خطوات لاحقة تشمل تجارب على الحيوانات، ثم دراسات أمان على البشر، قبل الحديث عن فعالية سريرية ممكنة، وهي عملية قد تستغرق سنوات. وأضافت سيفال بحذر: "في الطب الحيوي، كثير من الاكتشافات الواعدة لا تصل في النهاية إلى العيادة، وهذه حقيقة مؤلمة. لكن في مجال أبحاث علاج الإيدز تحديدًا، لم نرَ شيئًا بهذا القدر من الفاعلية في الكشف عن الفيروس من قبل. لذلك نحن متفائلون بحذر." بدوره، رأى الدكتور مايكل روش، من جامعة ملبورن وأحد كبار الباحثين في الدراسة، أن لهذه التقنية إمكانات أوسع قد تتجاوز HIV، مشيرًا إلى أن نوع الخلايا المستهدفة يشارك أيضًا في أمراض أخرى، من بينها بعض أنواع السرطان. وفي تعليق على الدراسة، وصف الدكتور جوناثان ستوي، المتخصص في الفيروسات القهقرية بمعهد فرانسيس كريك، النتائج بأنها "تقدّم مهم في إيصال الـmRNA إلى خلايا الدم لأغراض علاجية"، لكنه شدد على أن التحدي الأكبر لا يزال في القضاء الكامل على الفيروس بعد كشفه. أما البروفيسور توماش هانكه من "معهد جينر" بجامعة أكسفورد، فقد أعرب عن تشككه في مدى قدرة هذه التقنية على الوصول إلى جميع الخلايا التي يختبئ فيها الفيروس في الجسم، واصفًا ذلك بأنه "أقرب إلى الحلم منه إلى الواقع". ورغم الشكوك، تبقى الدراسة خطوة نوعية تُعزز الأمل لدى نحو 40 مليون شخص حول العالم يعيشون مع الفيروس، ويعتمدون على علاجات مستمرة مدى الحياة لكبحه ومنع انتقاله. ففي عام 2023 وحده، توفي شخص واحد تقريبًا كل دقيقة نتيجة للفيروس، بحسب أرقام برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز (UNAIDS).


يورو نيوز
منذ 2 أيام
- يورو نيوز
ركوب الدراجة في أوروبا.. نهج جديد للسفر المستدام والمتعة على عجلتين
وفقًا للاتحاد الأوروبي لراكبي الدراجات (ECF)، تُسجل سياحة ركوب الدراجات ما يقارب 2.3 مليار رحلة سنويًا في دول الاتحاد الأوروبي، تتراوح بين جولات متعددة الأيام ورحلات استكشافية على ضفاف الأنهار، تتجاوز الاستخدامات التقليدية للدراجة كوسيلة نقل داخل المدن. وفي اليوم العالمي للدراجات الهوائية، الذي يصادف الثالث من يونيو، تبدو هذه اللحظة مثالية لاحتضان شكل من أشكال السفر الذي لا يعزز رفاهيتك فحسب، بل ينعكس إيجابيًا أيضًا على صحة الكوكب. لطالما كانت الدراجة جزءًا من الهوية الأوروبية، فهي قارة "طواف فرنسا"، و"جيرو دي إيطاليا"، و"لا فويلتا إسبانيا"، لكن الطفرة الحالية في سياحة الدراجات تتجاوز السباقات الاحترافية، لتصل إلى المسافرين العاديين الذين يختارون الطرق البانورامية الهادئة لاستكشاف القرى والمدن الأوروبية بطريقة بطيئة، ممتعة، وصديقة للبيئة. هذه الطفرة لم تمر دون أثر اقتصادي؛ إذ تدر سياحة الدراجات أكثر من 44 مليار يورو سنويًا، وتدعم آلاف المشاريع الصغيرة، من دور الضيافة الريفية إلى محلات تصليح وتأجير الدراجات، كما تسهم في نقل السياحة إلى خارج المناطق المكتظة، مما يعزز الدخل في المناطق الريفية والموسمية. وإلى جانب الفوائد الاقتصادية، تحقّق سياحة الدراجات مكاسب غير مباشرة كبيرة. فالركوب يعزز الصحة البدنية والعقلية، ويقلل الانبعاثات، ويساهم في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مثل الوصول العادل إلى وسائل النقل. في قلب ثورة ركوب الدراجات الأوروبية، يبرز مشروع EuroVelo، وهو شبكة قارية من طرق الدراجات الهوائية طويلة المدى، تهدف لتعزيز السفر المستدام وربط أوروبا بمسارات تمتد لآلاف الكيلومترات. عند اكتمالها، ستبلغ شبكة يوروفيلو نحو 61,000 كيلومتر، موزعة على 17 طريقًا ذا طابع مميز، معظمها على طرق مخصصة أو منخفضة الحركة المرورية. وحتى عام 2023، تم تنفيذ أكثر من 56,000 كيلومتر منها بالفعل. وتحمل كل من هذه الطرق طابعًا خاصًا: EuroVelo 1، طريق الساحل الأطلسي، يمتد لأكثر من 10,600 كيلومتر من شمال النرويج إلى البرتغال. EuroVelo 6، طريق الأنهار، يتبع مجاري اللوار والراين والدانوب وصولًا إلى البحر الأسود. EuroVelo 13، المعروف بـ"طريق الستار الحديدي"، يحول الحدود السابقة للحرب الباردة إلى ممر استكشافي يصل إلى أطراف تركيا واليونان. لا تزال شبكة EuroVelo تتوسع بشكل لافت، ففي عام 2023، أعلن الاتحاد الأوروبي للدراجات عن خطط لإطلاق EuroVelo 16، طريق الدراجات الإيبيري الجديد الذي يبلغ طوله نحو 1,900 كيلومتر، وسيربط لشبونة ببامبلونا مرورًا بألينتيخو، طليطلة، مدريد، وسفوح جبال البرانس، على أن يكتمل بحلول عام 2028. وفي الوقت ذاته، تزداد شعبية طرق أخرى مثل طريق الخليج للدراجات الهوائية بطول 130 كيلومترًا، بين والني في بارو إن فورنس وجلاسون دوك في لانكستر، والذي يجتذب نحو 3 ملايين راكب سنويًا وفقًا لمؤسسيه، شراكة خليج موريكامب. بدأت الحكومات الأوروبية تتجاوب مع هذا التوجه، ففي فبراير 2023، أعلنت المملكة المتحدة عن استثمار بقيمة 355 مليون يورو لتحسين بنية المشي وركوب الدراجات في إنجلترا، يشمل بناء 300 ميل من الطرق الجديدة، وتطوير معابر أكثر أمانًا، وتوفير تدريب مجاني لآلاف الطلاب. وفي مدينة مانشستر، تسعى السلطات لبناء شبكة متكاملة تُعرف بـ"شبكة بي"، تشمل مسارات للدراجات والمشي والحافلات والترام، وقال عمدة المدينة، أندي بورنهام، إن الخطة تستهدف ربط 95% من السكان بممرات نشطة عالية الجودة ضمن مسافة 400 متر من منازلهم. مع تزايد الاستثمارات والبنية التحتية الصديقة للدراجات، تواصل هذه الوسيلة كسب المزيد من المؤيدين. فهي ليست فقط في متناول الجميع، بل تتيح تجارب سفر تجمع بين المغامرة والهدوء، بين الاستكشاف والحفاظ على البيئة. سواء كانت رحلة نهاية أسبوع على ضفاف نهر الدانوب أو مغامرة تمتد من النرويج إلى البرتغال، أصبحت الدراجة الهوائية أداة لاكتشاف أوروبا من منظور جديد وبأثر بيئي أخف.