
ما هي خطّة "عوديد إينون" التي تنفّذها إسرائيل في سوريا؟
تحوّلت وثيقة كتبها مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، عوديد إينون في 1982 بعنوان "استراتيجية إسرائيل للثمانينيات"، إلى واقع تعيشه سوريا والشرق الأوسط في 2025، فماذا نعرف عنها؟
تنطلق خطة مستشار شارون التي شرحها أيضا في كتاب "الأرض الموعودة: خطة الصهيونية من الثمانينيات" من مبدئين أساسيين استراتيجيين ينبغي لإسرائيل مراعاتهما: العمل على تحول إسرائيل إلى قوة إقليمية إمبريالية والعمل على تحويل المنطقة برمتها إلى دويلات صغيرة عن طريق تفكيك جميع الدول العربية القائمة حاليا.
تتضمن الخطة رؤية لتفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية وعرقية صغيرة بهدف ضمان تفوق إسرائيل الإقليمي، وركزت خصوصا على سوريا، مشيرة إلى ضرورة تقسيمها إلى دويلات علوية وسنية ودرزية، على غرار ما حدث في لبنان.
اللافت أنه بعد أكثر من 4 عقود، تبدو ملامح هذه الخطة واضحة في الواقع السوري الحالي، فقد شهدت البلاد صراعات داخلية أدت إلى تشرذم المجتمع وتفكيك الدولة، مما سهل التدخلات الخارجية، بما في ذلك التدخل الإسرائيلي. ففي ديسمبر 2024، استغلت إسرائيل انهيار النظام السوري لتنفيذ ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع استراتيجية، وأعلنت عن إقامة "منطقة سيطرة" تمتد داخل الأراضي السورية، بهدف إنشاء منطقة عازلة وتأمين حدودها.
كما كشفت تقارير عن خطة إسرائيلية جديدة لحماية الحدود مع سوريا، تتضمن 3 مستويات دفاعية، تبدأ بإنشاء منطقة حدودية عازلة داخل الأراضي الإسرائيلية، يليها نظام دفاع أمامي داخل الأراضي السورية، وأخيرا فرض نزع السلاح في جنوب سوريا.
وفي أحدث تحرّك إسرائيلي، أطلق المستويان السياسي والعسكري الإسرائيليان تهديدات للحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، في تدخل واضح بالشأن الداخلي السوري على خلفية أحداث جرمانا وصحنايا اللتين يسكنهما أفراد الطائفة الدرزية.
ولم تكتفِ إسرائيل بالتصريحات، فقد تحركت عسكريا ضد حكومة الشرع، حيث وجهت ضربات جوية على أهداف ومواقع عسكرية، وحتى بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، لترسل تهديدا واضحا إلى القيادة السورية.
تجسد هذه التحركات الإسرائيلية تنفيذا عمليا لخطة "عوديد إينون"، حيث تسعى إسرائيل إلى استغلال الفوضى في سوريا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، من خلال تقسيم البلاد وإضعافها، لضمان أمنها وتفوقها في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


MTV
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- MTV
ما هي خطّة "عوديد إينون" التي تنفّذها إسرائيل في سوريا؟
تحوّلت وثيقة كتبها مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، عوديد إينون في 1982 بعنوان "استراتيجية إسرائيل للثمانينيات"، إلى واقع تعيشه سوريا والشرق الأوسط في 2025، فماذا نعرف عنها؟ تنطلق خطة مستشار شارون التي شرحها أيضا في كتاب "الأرض الموعودة: خطة الصهيونية من الثمانينيات" من مبدئين أساسيين استراتيجيين ينبغي لإسرائيل مراعاتهما: العمل على تحول إسرائيل إلى قوة إقليمية إمبريالية والعمل على تحويل المنطقة برمتها إلى دويلات صغيرة عن طريق تفكيك جميع الدول العربية القائمة حاليا. تتضمن الخطة رؤية لتفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية وعرقية صغيرة بهدف ضمان تفوق إسرائيل الإقليمي، وركزت خصوصا على سوريا، مشيرة إلى ضرورة تقسيمها إلى دويلات علوية وسنية ودرزية، على غرار ما حدث في لبنان. اللافت أنه بعد أكثر من 4 عقود، تبدو ملامح هذه الخطة واضحة في الواقع السوري الحالي، فقد شهدت البلاد صراعات داخلية أدت إلى تشرذم المجتمع وتفكيك الدولة، مما سهل التدخلات الخارجية، بما في ذلك التدخل الإسرائيلي. ففي ديسمبر 2024، استغلت إسرائيل انهيار النظام السوري لتنفيذ ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع استراتيجية، وأعلنت عن إقامة "منطقة سيطرة" تمتد داخل الأراضي السورية، بهدف إنشاء منطقة عازلة وتأمين حدودها. كما كشفت تقارير عن خطة إسرائيلية جديدة لحماية الحدود مع سوريا، تتضمن 3 مستويات دفاعية، تبدأ بإنشاء منطقة حدودية عازلة داخل الأراضي الإسرائيلية، يليها نظام دفاع أمامي داخل الأراضي السورية، وأخيرا فرض نزع السلاح في جنوب سوريا. وفي أحدث تحرّك إسرائيلي، أطلق المستويان السياسي والعسكري الإسرائيليان تهديدات للحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، في تدخل واضح بالشأن الداخلي السوري على خلفية أحداث جرمانا وصحنايا اللتين يسكنهما أفراد الطائفة الدرزية. ولم تكتفِ إسرائيل بالتصريحات، فقد تحركت عسكريا ضد حكومة الشرع، حيث وجهت ضربات جوية على أهداف ومواقع عسكرية، وحتى بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، لترسل تهديدا واضحا إلى القيادة السورية. تجسد هذه التحركات الإسرائيلية تنفيذا عمليا لخطة "عوديد إينون"، حيث تسعى إسرائيل إلى استغلال الفوضى في سوريا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، من خلال تقسيم البلاد وإضعافها، لضمان أمنها وتفوقها في المنطقة.


الميادين
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- الميادين
"Counterpunch": لماذا لن تخضع غزّة لـ"إسرائيل" أبداً؟
موقع "Counterpunch" ينشر مقالاً يناقش بشكل تحليلي وسياسي وقانوني وضع قطاع غزة من حيث كونه أرضاً محتلة، رغم انسحاب "الجيش" الإسرائيلي منه عام 2005. ويقول إنّ غزة ليست محتلة وخاضعة في الواقع، لكنها محتلة من الناحية القانونية، وستظل كذلك ما دامت "إسرائيل" تمارس السيطرة المباشرة أو غير المباشرة عليها، غير أنّ المقاومة الفلسطينية قادرة على تغيير المعادلة بالكامل. أدناه نصّ المقال منقولاً إلى العربية: إنّ غزو مكان ما يتمظهر في عملية إخضاع سكانه بالكامل، وهو أمر مختلف عن "الاحتلال" كمصطلح قانوني يحكم العلاقة بين قوّة المحتل الأجنبية، والدولة التي احتُلّت، ضمن اتّفاقية جنيف الرابعة الدولية. وعندما اضطرت القوات الإسرائيلية إلى إعادة الانتشار والانسحاب من داخل قطاع غزّة في عام 2005، كنتيجة مباشرة للمقاومة المستمرة للسكّان الفلسطينيين، أصرّت الأمم المتحدة بحزم على أنّ يظل قطاع غزّة أرضاً محتلّة بموجب القانون الدولي، في موقف يتناقض بشكل صارخ مع موقف "إسرائيل"، التي ألفت نصوصها القانونية الخاصة، وصنّفت غزة على أنّها "كيان معاد"، وبالتّالي ليست أرضاً محتلّة. ولإيضاح هذا اللبس في المفاهيم والتعريفات، لا بدّ من الخوض في السياق التاريخي لاحتلال "إسرائيل" لغزّة في العام 1967، وعدم قدرتها على الحفاظ على احتلالها العسكري للقطاع وانسحابها تحت مواظبة ضربات المقاومة الفلسطينية، التي جعلت من المستحيل على "إسرائيل" تطبيع احتلالها العسكري، والأهمّ من ذلك أن تجعله مربحاً، على عكس المستوطنات غير القانونية في القدس الشرقية والضفّة الغربية. بعد عام 1967، بدأت "إسرائيل" الاستثمار في بناء كتل استيطانية غير قانونية في القطاع، وسعى "جيشها" بقيادة أرييل شارون بلا هوادة لقمع الفلسطينيين، واستخدم العنف الشديد والدمار الشامل والتطهير العرقي لإخضاع القطاع، لكنّه فشل في تحقيق أهدافه النهائية والشاملة المتمثّلة في الهزيمة الكاملة للفلسطينيين. بعد ذلك، استثمر شارون في خطّته السيّئة السمعة "5 أصابع"، التي فشلت وقتئذ، والتي كانت تقتضي أنّ السبيل الوحيد لهزيمة سكّان غزّة هو قطع التواصل بين مدن القطاع ونواحيه، ما يؤدّي إلى إعاقة المقاومة المنظّمة. وفي سعيه لتحقيق هذا الهدف في تقسيم غزّة إلى ما يسمّى بالمناطق الأمنية، حيث سيتمّ بناء المستوطنات اليهودية الرئيسية، محصّنة بالحشد العسكري الضخم، مع سيطرة عسكرية إسرائيلية على الطرق الرئيسية ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى الساحل. لكنّ هذه الخطّة لم تتحقّق، لأنّ إنشاء هذه "الأصابع" تطلب تهدئة الفلسطينيين على جانبي "المناطق الأمنية"، وهو شرط لم ينجح في الواقع الميداني أبداً. وكلّ ما حدث هو بناء كتل استيطانية معزولة أكبرها في جنوب غرب القطاع المعروفة باسم "غوش قطيف"، بالقرب من الحدود مع مصر، تليها المستوطنات الشمالية، وأخيراً مستوطنة "نتساريم" المركزية. كانت هذه المستوطنات المزعومة التي تضم بضعة آلاف من المستوطنين، غالباً ما تتطلّب وجود عدد أكبر بكثير من الجنود المكلّفين بحمايتهم، وبناء مدن عسكرية محصّنة. ونظراً لجغرافيا غزّة المحدودة (365 كيلومتراً مربّعاً)، والمقاومة الشديدة للفلسطينيين، لم تتح للمستوطنات إلّا مساحة محدودة للتوسّع، وبالتّالي واجهت الجهود الاستعمارية الفشل ودفع تكاليف باهظة. اليوم 09:42 30 نيسان 12:14 وحين أخلى "الجيش" الإسرائيلي آخر مستوطنة غير شرعية في غزّة عام 2005، تسلّل الجنود إلى خارج القطاع في منتصف الليل. وتبعهم آلاف الغزيّين الذين طاردوهم حتّى فرّ آخرهم في مشهدية قوية درامياً وفريدة، وكافية وحدها لتسمح بيقين لا يتزعزع أنّ غزّة لم تخضع في أيّ لحظة لسيطرة "إسرائيل" فعلاً. وعلى الرغم من أنّ "إسرائيل" سحبت وجودها العسكري الدائم من المراكز السكانية الرئيسية في القطاع، فإنّها استمرّت في العمل داخل ما يسمّى المناطق العازلة، التي غالباً ما كانت توغّلات كبيرة في الأراضي الفلسطينية، بعيداً من خطّ الهدنة. كما فرضت حصاراً محكماً على غزّة، وهو ما يفسّر بشكل واضح مأساة غالبية سكّان غزّة المحرومين من أن تخطو أقدامهم خطوة إلى الخارج. كما أنّ سيطرة "إسرائيل" على المجال الجوّي والمياه الإقليمية والموارد الطبيعية من ضمنها حقول الغاز على الشاطئ الفلسطيني، سهّلت من مهمّة الأمم المتحدة وقادتها إلى استنتاجها الفوري، بأنّ غزّة لا تزال أرضاً محتلّة. لا تثير الدهشة معارضة "إسرائيل" بشدّة هذا الواقع، إذ إن رغبتها الحقيقية هي السيطرة المطلقة على غزّة، مبرّرة ذلك من خلال تصنيف القطاع بأنّه معاد دائم. وبهذا المنطق الملتوي، يبرر "الجيش" الإسرائيلي بذريعة قابلة للاستغلال بشكل لا نهائي لبدء حروب مدمّرة ضدّ القطاع المحاصر والفقير أصلاً كلّما رأى ذلك مناسباً له. وهذه الممارسة الوحشية المخيفة معروفة في المعجم العسكري الإسرائيلي باسم "جز العشب"، وهو تعبير ملطف لا إنساني، يتعمّد تدهور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية دوريّاً، في محاولة لضمان ألّا تتمكّن غزّة أبداً من تحدّي سَجّانِيها الإِسْرائِيلِيِّينَ بِشَكْلٍ فَعّال، أو التحرّر من سجنها في الهواء الطلق. لقد أنهت عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، تلك الأسطورة عن القوة العسكرية الإسرائيلية التي "لا تهزم"، حين استولى مقاومو القطاع على ما يسمى بمنطقة غلاف غزة بساعات (المنطقة التي كانت مقرّ القيادة الجنوبية لشارون)، ونظّموا في ظلّ أقسى الظروف الاقتصادية والعسكرية، وأعدّوا لهزيمة "إسرائيل" في تحوّل ميداني صادم لم يكن متوقّعاً. وبينما يعترف الفلسطينيون بتصنيف الأمم المتحدة لغزّة كأرض محتلّة، لكنّهم احتفلوا بتحريرها في عام 2005، باعتبار أنّ إعادة انتشار "الجيش" الإسرائيلي على أسوار القطاع كانت نتيجة مباشرة لمقاومتهم. كما هي محاولات "إسرائيل" الحالية لهزيمة الفلسطينيين في غزّة، تفشل لهذا السبب الأساسي المتجذّر في تاريخ النضال الفلسطيني. وحين انسحبت القوّات الإسرائيلية خلسة من القطاع قبل عقدين من الزمن تحت جنح الليل، كان مقاتلو المقاومة الفلسطينية يمتلكون أسلحة بدائية، أقرب إلى الألعاب النارية من الأدوات العسكرية الفعّالة. لقد تغيّر مشهد المقاومة بشكل جذريّ منذ ذلك الحين، وانقلب هذا الواقع الطويل الأمد رأساً على عقب في الأشهر الأخيرة، إذ تشير كلّ التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ عشرات الآلاف من الجنود قتلوا أو جرحوا أو أصيبوا بإعاقات نفسية منذ بداية الحرب على غزّة. وبما أنّ "إسرائيل" فشلت في إخضاع سكّان القطاع على مدار عقدين بلا هوادة، فليس من غير المحتمل فحسب، بل من السخف الصريح توقّع أن ينجح الاحتلال الآن في إخضاع غزّة والسيطرة عليها. كذلك تدرك "إسرائيل" تماماً هذه المفارقة المتأصّلة، ومن هنا خيارها الفوري والوحشي، في ارتكاب إبادة جماعية، وهو عمل مروّع يهدف إلى تمهيد الطريق للتطهير العرقي للناجين المتبقّين. لقد تمّ تحقيق الأوّل بكفاءة عالية ووصمة عار لضمير عالم وقف مكتوف الأيدي إلى حدّ كبير. ومع ذلك، لا يزال الهدف الثاني خيالاً غير قابل للتحقيق، ومبنياً على فكرة وهمية مفادها أن سكّان غزّة سيختارون عن طيب خاطر التخلّي عن وطن أجدادهم. لم تحتلّ غزّة قطّ، ولن تحتلّ أبداً. وبموجب مبادئ القانون الدولي تظلّ أرضاً محتلّة، بغضّ النظر عن أيّ انسحاب نهائي للقوات الإسرائيلية إلى "الحدود"، وهو الانسحاب الذي لا يمكن لحرب نتنياهو المدمّرة وغير المجدية أن تؤجّله إلى أجل غير محدّد. وعندما تحدث إعادة الانتشار الحتمية هذه، ستتغيّر العلاقة بين غزّة و"إسرائيل" بشكل لا رجعة فيه، حيث الحيوية الدائمة والروح الكفاحية للشعب الفلسطيني الذي لا يقهر. نقله إلى العربية: حسين قطايا.


سيدر نيوز
١٣-١٢-٢٠٢٤
- سيدر نيوز
الفصائل المسلحة في الضفة الغربية – كيف تشكلت وما قوتها؟
BBC تعد الفصائل المسلحة المنظمة في الحالة الفلسطينية امتداداً لسياقات تاريخية مرت بها القضية الفلسطينية؛ هي من وجة نظر فلسطينيّة 'مقاومة' ضد إسرائيل، التي تعتبر هذه الفصائل 'إرهابية' و'تستهدف المدنيين الإسرائيليين'. وفي داخل الضفة الغربية تحديداً، ارتبطت المجموعات المسلحة تنظيمياً وسياسياً بالفصائل الفلسطينية وخصوصاً الكبرى منها. فماذا نعرف عنها؟ وما التغيّرات التي مرّت بها؟ تشكيلات عسكريّة تقليديّة في نهايات ما يُعرف بالانتفاضة الأولى عام 1987، ظهرت تشكيلات عسكرية مسلحة مثل 'الجيش الشعبي' و'الفهد الأسود' و'صقور فتح' وجميعها كان يتبع حركة التحرير الوطنية الفلسطينية (فتح). ومع اندلاع ما يُعرف بالانتفاضة الفلسطينية الثانية (28 سبتمبر/أيلول 2000)، عقب دخول السياسي الإسرائيلي أرييل شارون باحات المسجد الأقصى، انضوت كلّ التشكيلات تحت اسم كتائب شهداء الأقصى كجناح عسكري موحّد لحركة فتح. ومع تأسيس الشيخ أحمد ياسين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 1987، طورت الحركة أول جهاز عسكري لها، بعد أن كانت عبارة عن مجموعة من الخلايا السرية، واطلقت عليه اسم 'المجاهدون الفلسطينيون'، وبحلول عام 1991 غيرت الحركة الاسم إلى 'كتائب عزالدين القسام'، التي اتخذت من اسم الشيخ عز الدين القسام، الذي تصفه حماس بأنه 'رمز من رموز المقاومة الفلسطينية'. ونشأت كذلك في عام 1987 كتائب 'النسر الأحمر'، والتي كانت تعد أحد الأجنحة العسكرية التابعة لـ 'الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وبرز اسم 'سرايا القدس' في قطاع غزة ثم الضفة الغربية، كجناح عسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي تأسست في عام 1982 تحت اسم كتائب 'سيف الإسلام'، ومع مطلع التسعينيات، غيّرت قيادة 'الجهاد الإسلامي' حينها بقيادة محمود عرفات الخواجا، اسم الجناح العسكري إلى 'القوى الإسلامية المجاهدة' التي عُرفت اختصاراً باسم (قسم)، وصولاً إلى اسمها الحالي في مطلع التسعينيات. أنماط جديد للعمليات والتشكيلات المسلحة منذ عام 2022 احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب عام 1967. ورغم انسحابها من القطاع عام 2005 الذي تسيطر عليه حماس، إلا أن إسرائيل أبقت على قوات عسكرية في مدن وقرى الضفة الغربية وزادت من عمليات الاستيطان، رغم أن السلطة الفلسطينية تتمتع بعلاقات دبلوماسية وأمنية توصف بالجيدة مع إسرائيل. وقالت محكمة العدل الدولية، في يوليو/ تموز 2024، إن سياسة 'الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية تنتهك القانون الدولي'. وشهد عام 2022 ارتفاعاً ملحوظاً في الاشتباكات المسلحة في مدن الضفة، ونشر مركز 'معطى' للمعلومات الفلسطينية إحصائيات حول 'أعمال المقاومة' في النصف الأول من عام 2023. ووفق هذه المعلومات نفذت 6704 عملية في مدن الضفة الغربية. لوحظ في الضفة الغربية في العام 2022، نمط جديد من أنماط المواجهة المسلحة؛ حيث ظهرت المجموعات المسلحة المصغرة، التي بدأت في شمال الضفة، وتكررت اشتباكاتها مع الجيش الإسرائيلي، وانتقلت بوتيرة أقل إلى جنوبها ووسطها. وبرزت هذه المجموعات بالتزامن مع عمليات قتل نفذتها إسرائيل ضد 'قادة ميدانيين' من الفصائل الفلسطينية، وتصاعد المواجهة الفردية في الضفة أو ما يُعرف بـ'الذئاب المنفردة'. ويقول الخبير الأمني إيهاب الحباشنة لبي بي سي عربي نيوز 'إن المجموعات المسلحة الجديدة تباينت في مسار تشكّلها وتطورها، فشهدت بعض نماذجها تطوراً ملحوظاً وتراكماً عملياتياً، انعكس على الخبرة، والقدرة على الصمود، والتنسيق المشترك في المواجهة في ظل التحديات التي تتعرض لها، فيما تراجعت بعض المجموعات على الرغم من البداية الفاعلة لظهورها، بينما ظهر بعضها إعلامياً ثم اختفى'. ويضيف: 'استطاعت المجموعات المسلحة الجديدة، البارزة منذ العام 2022، خلق نمط يختلف عن البنية التنظيمية للأحزاب الفلسطينية التقليدية، وشكّلت قيادة مستمدة من الميدان (القائد الميداني)، واكتسبت حاضنة شعبية واسعة، على الرغم من حداثة نشأتها وطابعها الشبابي'. لكن الصحفي الإسرائيلي، يوآف شتيرن يرى في حديثه لبي بي سي أن' ظهور مثل هذه الفصائل المسلحة -وإن لو لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بالتنظيمات الفلسطينية التقليدية مثل فتح وحماس والجهاد- فإن تنفيذها للعمليات المسلحة واستهداف الجيش والشرطة الإسرائيلية، وربما المدنيين، أمر يشترك فيه الجميع'. وظهر نمط جديد للعمل الميداني المشترك في العام 2023؛ إذ ازداد عدد التشكيلات المسلّحة، وازداد تنسيق عناصرها دون إلغاء ارتباطها بتنظيماتها الأصلية، رغم انتماءاتها الفكرية المختلفة. والتي تتنوع بين الفكر اليساري الاشتراكي والشيوعي، والعلماني ذي البعد القومي العربي، وأيضاً هناك فصائل تنتمي إلى الفكر الإسلامي مع اختلافات فكرية فيما بينها. وكان هذا الظهور جلياً من خلال البيانات التي تنشرها المجموعات، سواء كانت بيانات نعي لمقاتليها أو إعلان عن عمليات مشتركة وغيرها من الأمور. كما أشار موقع واللا العبري نقلاً عن ضباط إسرائيليين 'عن تشابه العبوات الناسفة التي تزرع لاستهداف قواته في جنين ونابلس، ما قد يعني نقل هذه العبوات الناسفة بين جنين ونابلس'. ووفقا لشتيرن فإن هذه الفصائل' تتلقى دعماً من إيران وحزب الله، وأنها تنسق وبشكل كبير مع القيادات الفلسطينية المقيمة في الخارج وخصوصا في لبنان وسوريا وقطر وتركيا'، مضيفا أنها تحصل على أسلحتها وعتادها 'عن طريق عمليات تهريب الأسلحة من كل من الأردن ومصر'. وتتهم حركة فتح إيران بـ'محاولة إشاعة الفوضى في الضفة الغربية'، وفق بيان للحركة في أبريل/نيسان الماضي. ولا تنفي إيران هذه الاتهامات بشكل رسمي كما أنها لا تؤكدها. BBC وتشهد الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من عام تصاعداً في وتيرة العنف، لكن الوضع تدهور منذ اندلاع الحرب في غزة عقب الهجوم الدامي غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين أول عام 2023. وقُتل منذ ذلك الوقت في الضفة الغربية 742 فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية لغاية السابع من أكتوبر لعام 2024، فيما قتل ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً، بينهم جنود، خلال الفترة نفسها، وفقاً لأرقام إسرائيلية رسمية. وأوضح شتيرن أن الجيش الإسرائيلي 'كثف هجماته التي تستهدف قادة ومسلحي الفصائل في الضفة، بعد السابع من أكتوبر، لتشمل عمليات تستمر لبضعة أيام بعد أن كانت لا تتعدى بضع ساعات'. ويلفت شتيرن إلى استخدام 'المسيرات والمروحيات والدبابات والمدرعات وسلاح الجو وأسلحة نوعية حديثة' في هجماته. برأي الحباشنة، هناك عدّة عوامل لعبت دوراً مهماً في توسّع ظاهرة المجموعات المسلحة الجديدة، 'منها غياب الأفق السياسي، وفشل مسار المفاوضات، وأزمات السلطة المُركبة المتمثلة في الأزمة الاقتصادية واستمرار علاقاتها الأمنية المُعقدة والاقتصادية مع إسرائيل'. ويضيف إلى ذلك 'عدم قدرة حركة حماس على الجمع بين السلطة والمقاومة، وتركيزها على تشجيع المقاومة المسلحة في الضفة والتهدئة في غزة'. إذ أن حماس تحاول الوصول إلى وقف إطلاق نار في غزة مع صفقة لتبادل الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين، وبالوقت ذاته تحاول حث الفصائل في الضفة الغربية على التصعيد للضغط على إسرائيل نحو الصفقة التي تريدها حماس. وهو ما قد يُفهم على أنه ازدواجية في خطاب حماس. كما يشير إلى أن هذه العوامل تتأثر أيضاً بما وصفه 'تصاعد وتيرة الاقتحامات للمقدسات الإسلامية والتوسع الاستيطاني والقتل والاعتقال وتشجيع اليمين المتطرف في إسرائيل لاعتداءات المستوطنين -غير المُعترف بوجودهم دولياً- على المناطق الفلسطينية'. أمّا شتيرن فينقل أن تنامي نشاط المجموعات المسلحة في المخيمات الفلسطينية شمال الضفة الغربية، أصبح أمراً 'يثير قلق إسرائيل'، ويعود وبشكل كبير' إلى أن هذه المجموعات المسلحة خارج سيطرة السلطة الفلسطينية، التي لا تستطيع ولم تنجح في مواجهتها. ما جعلها تهديدًا مباشراً على حياة الإسرائيليين'. علما أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تعتقل أحيانا عدداً من المسلحين الفلسطينيين 'في إطار مهمتها لحفظ الأمن في مناطق سيطرتها' وفق بيانات أمنية رسمية، وهو الأمر الذي 'تستنكره' المجموعات والفصائل المسلحة، التي تؤكد في بيانات رسمية أنها 'لا تريد الاشتباك مع السلطة وأن الوجهة الوحيدة للقتال هي الاحتلال'. ورغم أن السلطة لا تستخدم خطاباً معادياً معلناً للفصائل، يبدو أنها غير قادرة على فرض سيطرتها التامة على تنامي الظاهرة المسلحة، بدليل تصاعد العنف في الضفة الغربية على مدار السنوات السابقة. أبرز الفصائل المسلحة النشطة في الضفة الغربية BBC عقب ما سمتها حماس معركة سيف القدس في مايو/ أيار 2021، تراكمت الأحداث الميدانية في الضفة وبدأت المجموعات المسلحة إثر ذلك بالتبلور: تعد أولى هذه التشكيلات، ومقرها مخيم جنين، وتشكلت في 7 سبتمبر/أيلول 2021، وتضم الكتيبة عناصر من مختلف الانتماءات، خاصةً 'لواء الشهداء' الذي أسسه داود الزبيدي، والذي قتل لاحقاً ونعته حركة فتح، باعتباره من أحد كوادرها . كتيبة طولكرم تأسست الكتيبة في مارس/ آذار 2022 على يد سيف أبو لبدة الذي قتل في جنين. هي أبرز الكتائب المقاتلة، ويطلق عليها أيضاً 'الرد السريع'، وتنتمي إلى 'سرايا القدس' الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. كتيبة بلاطة نشات الكتيبة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في مخيم بلاطة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي أنشئ عام 1950 داخل حدود مدينة نابلس. ويتكون المخيم من عدة شرائح سكانية تعود لأصول مختلفة. يُعرف معظم عناصر الكتيبة بانتمائهم لحركة فتح، لكن ليس هناك بيانات رسمية تشير إلى علاقة بين الكتيبة وفتح، ويطلق عليها محلياً اسم 'عش الدبابير'، وفق الإعلام الإسرائيلي، في إشارة إلى أنها باتت مزعجة لحركة الجيش الإسرائيلي في المنطقة. كتيبة نابلس تشكلت الكتيبة في البلدة القديمة أواخر العام 2021، وقد قتلت إسرائيل أبرز قادتها محمد الدخيل، وأشرف مبسلط، وأدهم مبروكة، في 8 شباط/ فبراير 2022، ومن ثم قُتل إبراهيم النابلسي مع إسلام صبوح وحسين طه في 9 أغسطس/ آب من العام ذاته. وانبثقت منها مجموعة 'عرين الأسود'. BBC كتيبة عرين الأسود ظهرت رسميا بتاريخ 2 سبتمبر/ أيلول 2022، وينسب تأسيسها إلى محمد العزيزي الذي قتل لاحقاُ، وكان مقرباً من النابلسي. وتعرضت المجموعة للعديد من الاستهدافات والاعتقالات في صفوف قياداتها بشكل أدى إلى استنزافها، إذ قُتل 21 عنصراً من أفرادها منذ تأسيسها، وسلم بعض عناصرها نفسه للسلطة الفلسطينية، ما ساهم في تراجعها، فتحولت عملياتها إلى 'الصد والاشتباك' وفق البيانات الصادرة باسمها. منذ مايو/ أيار 2023، قلصّت المجموعة نشر بياناتها عبر قناتها على تلغرام، ولم تعد تظهر في عروض عسكرية، واتجهت نحو تكتيك ممارسة 'العمل المقاوم السري' كما تصفه، و'عنصر المباغتة في القتال وتقليص الظهور الإعلامي'، عكس بدايتها. وتعد الكتيبة أول مجموعة مسلحة فلسطينية حديثة تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات وتدرج اسمها على قوائم العقوبات ، لمسؤوليتها أو تواطئها أو مشاركتها المباشرة أو غير المباشرة أو محاولتها، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، 'المشاركة في أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في الضفة الغربية'. مجموعات أخرى لواء الشهداء، وشباب الثأر والتحرير التابعين لكتائب شهداء الأقصى، ومجموعات الفارعة التابعة لسرايا القدس، وكتيبة مخيم عقبة جبر، وكتيبة مخيم الجلزون. وقد ازدادت الحاضنة الشعبية للمجموعات والفصائل المسلحة، وأشار استطلاع نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، في يونيو/ حزيران 2023، أن 71 في المئة من الفلسطينيين يؤيدون تشكيل المجموعات كعرين الأسود وكتيبة جنين. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.