
تعرف على حكاية محتال خطير انتحل صفة وزير الدفاع وسرق الملايين
الخطة صممها وقادها الفرنسي ذو الجنسية الإسرائيلية جيلبرت شيكلي، وقد مكنته من جمع ثروة كبيرة قبل أن يقع بيد العدالة، ويحكم عليه في سبتمبر/أيلول 2020 بالسجن 10 سنوات بتهمة الاحتيال المنظم والانتماء لعصابة إجرامية، غير أنه أفرج عنه مبكرا في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وقد تحولت قصته المثيرة إلى وثائقي يقدم على منصة نتفليكس، وإلى فيلم روائي من إخراج باسكال إلبي.
وأضافت ليبراسيون في تقرير لها أن شيكلي نجح في انتزاع ملايين الدولارات من رجال أعمال ومسؤولين عبر انتحال شخصيات شهيرة، أبرزها وزير الدفاع الفرنسي السابق جان إيف لو دريان.
وقالت إن هذه الظاهرة عرفت إعلاميا باسم "خدعة الرئيس"، وتتمثل في انتحال شخصية رئيس شركة أو مسؤول حكومي لإقناع موظفين ماليين بتحويل مبالغ ضخمة تحت ذرائع أمنية أو تجارية عاجلة، مع طلب السرية التامة.
وذكرت أن الجولة الأولى من عمليات النصب التي قادها شيكلي مست 150 شركة كبرى، حيث فتحت السلطات القضائية الفرنسية تحقيقا في 2015، غير أن شيكلي كان قد فر إلى إسرائيل وحصل على الجنسية لكي لا يسلم لفرنسا.
وقالت إن شيكلي طور أثناء وجوده في إسرائيل أسلوبه في انتحال شخصيات رؤساء شركات ووزراء، فصمّم قناعا بلاستيكيا يشبه وجه وزير الدفاع آنذاك جان إيف لو دريان، وجلس خلف مكتب مزيف يحمل العلم الفرنسي، ليظهر عبر مكالمات نظام سكايب أمام ضحاياه في سيناريو محكم.
وتابعت أن شيكلي أوهم ضحاياه بأن الأموال المطلوبة ستُستخدم في عمليات سرية للإفراج عن رهائن فرنسيين في سوريا وموريتانيا، حيث يُحظر قانونا على الحكومة الفرنسية دفع فدية مباشرة.
رغم بساطة الخدعة، فإنها أقنعت شخصيات بارزة ثرية على دفع ملايين الدولارات للمحتالين
ملايين الدولارات
ورغم بساطة الخدعة، فإنها أقنعت شخصيات بارزة، أبرزهم الأغا خان الرابع، الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية، الذي حوّل قرابة 19.8 مليون يورو على 5 دفعات.
كما دفعت كورين منتزلوبولوس، مالكة قصر مارغو الشهير، نحو5.9 ملايين يورو، ووقع في الفخ أيضا الملياردير التركي إينان كيراش، الذي أجرى 10 تحويلات بلغت 54.9 مليون دولار.
وتضيف ليبراسيون أن عمليات الاحتيال كانت تمر بـ3 مراحل دقيقة، تبدأ بجمع معلومات تفصيلية عن الهدف، تليها مرحلة "النفق" حيث يُغمر الضحية بسيل من المكالمات والوثائق المزيفة، مع لهجة تجمع بين الحزم والطمأنينة.
أما المرحلة الأخيرة فتشمل تحويل الأموال إلى حسابات أوروبية تمهيدا لنقلها سريعا إلى بنوك بعيدة، خاصة في الصين، لتفادي استرجاعها.
واستخدم شيكلي ومساعدوه أسلوب "السرد الإيحائي"، الذي رصدته الشرطة من خلال رسائل صوتية وجدت في هواتفهم، حيث يوجّه المحتال شريكه كيف يتحدث، وما الأسئلة التي يجب طرحها لمعرفة حدود صلاحيات الموظف المستهدف.
عمليات الاحتيال كانت تمر بـ3 مراحل دقيقة، تبدأ بجمع معلومات تفصيلية عن الهدف، تليها مرحلة "النفق" حيث يُغمر الضحية بسيل من المكالمات والوثائق المزيفة، ثم تحويل الأموال إلى حسابات أوروبية تمهيدا لنقلها سريعا إلى بنوك بعيدة
تحذيرات
غير أن مخططات شيكلي انتهت وفضحت، بعدما رفع وزير الدفاع الفرنسي وقتها لو دريان شكوى وبدأ تحقيق رسمي، مما دفع شيكلي وشريكه للفرار إلى أوكرانيا، وهناك خطط للاحتيال باستخدام هوية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، وبدأ البحث عن قناع له.
ألقي عليهما القبض في أوكرانيا في أغسطس/آب 2017، وسلما لفرنسا، حيث وجدت الشرطة في أحد الهواتف ملفا صوتيا كاملا حول كيفية تنفيذ "خدعة الرئيس"، من تعليمات بشأن كسب ثقة الضحية إلى معرفة حدود صلاحياتها المالية.
وحذرت الصحيفة من تنامي حوادث الاحتيال الشبيهة بـ"خطة الرئيس"، وقالت إن الشرطة الفرنسية أحصت في 2020 نحو927 محاولة احتيال من هذا النوع، نجحت منها 611، بإجمالي خسائر تجاوزت 124 مليون يورو.
وقالت إن فرنسا شددت الرقابة على تقنيات انتحال الأرقام، وأنشأت قاعدة بيانات للحسابات المشبوهة، إضافة إلى حملات توعية واسعة في الشركات.
لكن المخاوف تتزايد مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، التي قد تمكّن جيلا جديدا من المحتالين من إنتاج مقاطع صوتية ومرئية أكثر إقناعا، تعيد تجربة شيكلي بحلة رقمية أكثر خطورة، تحذر ليبراسيون الفرنسية.
المصدر: ليبراسيون

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
غالبيتهم من اليمنيين.. إسبانيا تفكّك شبكة لتهريب المهاجرين بجوازات مزورة
أعلنت الشرطة الإسبانية عن تفكيك شبكة دولية متورطة في تهريب مهاجرين، أغلبهم من اليمن، إلى بريطانيا وكندا عبر استخدام جوازات سفر مزورة. وأوضحت الشرطة في بيان رسمي أن الشبكة تعتمد أسلوبًا متقنًا يبدأ بمنح المهاجرين صفة لاجئ في اليونان، ثم نقلهم إلى مطارات أوروبية حيث يحصلون على وثائق سفر مزورة تمكنهم من متابعة رحلتهم إلى وجهاتهم النهائية. وأشار التحقيق إلى أن الشبكة نفذت أكثر من 40 عملية تهريب، مع فرض رسوم تصل إلى 3 آلاف يورو على كل مهاجر. وكان سبق أن حذرت السلطات الكندية نظيرتها الإسبانية من ازدياد محاولات دخول يمنيين باستخدام وثائق مزورة عبر مطارات إسبانية. وشملت عمليات الدهم التي نفذت في مدريد وشمال إسبانيا اعتقال 11 شخصًا مشتبه بانتمائهم للشبكة، منهم زعيمها المفترض. وجاء التحقيق، الذي بدأ في سبتمبر الماضي، بناءً على تحليل حجوزات الطيران، التحويلات المالية، استخدام بطاقات الائتمان، فضلاً عن مراجعة الكاميرات الأمنية وتصاريح السفر الإلكترونية. وشاركت أجهزة أمنية من عدة دول أوروبية منها النمسا، فنلندا، ألمانيا، أيرلندا، سويسرا، والمملكة المتحدة في التحقيق، بينما تولت وكالة "يوروبول" تحليل البيانات المستخرجة من هواتف المشتبه بهم. وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد التحذيرات الأوروبية من شبكات التهريب العابرة للحدود التي تستغل أوضاع اللاجئين والمهاجرين لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة.


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
محكمة إيرانية تقضي بسجن بحارَيْن يمنيَيْن 15 عاما.. وتضع شروطا لإطلاقهما
أصدرت محكمة إيرانية، حكما بسجن بحارين يمنيين اثنين، لا يزالان محتجزين في السجون الإيرانية، منذ نحو 3 أعوام، في ظروف تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتهديدًا لحياتهما، بحسب وصف مركز حقوقي. وقال المركز الأميركي للعدالة في بيان له إن "منطوق حكم المحكمة الإيرانية قضى بسجن البحارين اليمنيين، وهما: محمود وحيد ومحبوب عبده، وكلاهما من أبناء عدن بالسجن 15 عاما أو دفع غرامة مالية تعجيزية قدرها خمسة عشر مليون دولار لكل منهما، أو مقايضتهما بأسرى إيرانيين محتجزين في اليمن".. معتبرا ذلك "استخداماً مرفوضاً للمدنيين كوسيلة ضغط سياسي، ويندرج ضمن أعمال الابتزاز السياسي والانتهاك الفاضح للقانون الدولي الإنساني". وفي رسالة إلى وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، دعا المركز الأميركي للعدالة الحكومة اليمنية إلى تحرك دبلوماسي فوري للإفراج عن البحّارَيْن اليمنيَيْن اللذيَن لا يزالان محتجزَيْن في سجن ببندر عباس منذ أكتوبر 2022م في ظروف صعبة. وحسب البيان فإن البحارَيْن، كانا ضمن طاقم ناقلة النفط "إريانا" التي احتجزتها قوات الحرس الثوري الإيراني أثناء عبورها المياه الإقليمية العمانية باتجاه ميناء المخا. وطبقا للبيان "استمر احتجاز هذين البحارَيْن رغم الإفراج عن غالبية أفراد الطاقم". وحذّر المركز من أن البحار محمود يعاني من حالة صحية خطيرة نتيجة خضوعه سابقًا لعملية قلب مفتوح، ويُحرم حاليًا من الرعاية الصحية والأدوية اللازمة داخل سجن بندر عباس، ما يعرض حياته للخطر.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
الشرطة الإسبانية تفكك شبكة دولية هرّبت يمنيين إلى كندا وبريطانيا بجوازات مزوّرة
في ضربة أمنية جديدة ضد شبكات تهريب البشر، أعلنت الشرطة الإسبانية تفكيك خلية إجرامية منظمة تورطت في تهريب عشرات المهاجرين غير النظاميين، غالبيتهم من اليمن، إلى كل من بريطانيا وكندا، باستخدام وثائق سفر مزورة. وأوضحت السلطات الإسبانية، في بيان صدر الثلاثاء، أن الشبكة كانت تعتمد آلية تهريب دقيقة ومنظمة، تبدأ بحصول المهاجرين على صفة لاجئ في اليونان، قبل نقلهم إلى مطارات أوروبية، حيث يتلقون جوازات سفر مزيفة تُسلّم إليهم من قبل عناصر الشبكة داخل المطار، ليتمكنوا من استكمال رحلتهم إلى وجهاتهم النهائية. وكشفت التحقيقات أن الشبكة نفّذت أكثر من 40 عملية تهريب ناجحة، وفرضت رسومًا على كل مهاجر تصل إلى 3 آلاف يورو. وكانت كندا قد أبلغت السلطات الإسبانية سابقًا عن تزايد محاولات دخول مهاجرين يمنيين بوثائق مزيفة عبر مطارات إسبانية، مما ساهم في تسريع التحقيق. وشنّت الشرطة الإسبانية مداهمات في العاصمة مدريد ومناطق شمال البلاد، أسفرت عن توقيف 11 شخصًا يُشتبه بانتمائهم إلى الشبكة، من بينهم العقل المدبّر للعملية. واستندت التحقيقات، التي انطلقت في سبتمبر الماضي، إلى تحليل معقّد لبيانات السفر والتحويلات البنكية واستخدامات بطاقات الائتمان، إلى جانب مراجعة شاملة للكاميرات الأمنية وسجلات تصاريح السفر الإلكترونية. وشارك في التحقيق تحالف أمني أوروبي واسع شمل أجهزة أمنية من النمسا وفنلندا وألمانيا وأيرلندا وسويسرا والمملكة المتحدة، في حين تولّت وكالة 'يوروبول' تحليل البيانات الرقمية المستخرجة من الهواتف المصادرة. وتعكس هذه العملية المتقدمة تصاعد القلق الأوروبي من تنامي نفوذ شبكات التهريب العابرة للحدود، التي تستغل هشاشة أوضاع اللاجئين لتحقيق أرباح غير مشروعة، في تحدٍّ صارخ للمنظومات الأمنية والهجرية في القارة.