logo
الطراونة .. تلوث الهواء والتغيرات المناخية بحاجة الى منظومة وطنية متكاملة لمراقبة جودة الهواء وتحسينها

الطراونة .. تلوث الهواء والتغيرات المناخية بحاجة الى منظومة وطنية متكاملة لمراقبة جودة الهواء وتحسينها

رؤيامنذ 3 أيام
الرعاية التنفسية ..تحسين جودة الهواء ومراقبته يقلل من انتشار الأمراض التنفسية ويحسن صحة المواطن
تتزايد التحديات البيئية التي يواجهها الأردن، وتبرز قضية جودة الهواء كأحد أهم الملفات التي تتطلب اهتماماً وطنياً عاجلاً. في الوقت الذي تتقدم فيه الدول خطوات واسعة نحو حماية مواطنيها من التلوث، يظل الأردن بحاجة إلى تطوير استراتيجية شاملة وممنهجة. ورغم جهود وزارة البيئة الأردنية في إطلاق منصة إلكترونية لعرض مؤشرات جودة الهواء في مناطق محددة (عمان، إربد، والزرقاء)، إلا أن هذا الإنجاز، وإن كان مهماً، يمثل نقطة بداية لا خط النهاية.
من هذا المنطلق، تتقدم جمعية الرعاية التنفسية الأردنية بدعوة قوية ومستندة إلى الحقائق العلمية لتطوير منظومة وطنية متكاملة لمراقبة جودة الهواء، وذلك بالشراكة بين وزارة البيئة ووزارة الصحة ودائرة الأرصاد الجوية، بهدف حماية صحة المواطنين، خاصةً الفئات الأكثر تأثراً، وبحسب رئيس الجمعية استشاري الأمراض التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة
"إن قضية جودة الهواء لم تعد ترفًا بيئيًا، بل أصبحت تحديًا كبيرًا لصحة الأردنيين. فكل فرد يتنفس حوالي 22 ألف نفس يوميًا، والهواء الذي نتنفسه يجب أن يكون نقيًا لضمان حياة صحية. الدراسات العالمية، ومنها تقارير منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن تلوث الهواء يتسبب في أكثر من 7 ملايين حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم، منها 4.2 مليون حالة وفاة ناجمة عن التلوث الخارجي فقط. هذه الأرقام المخيفة تجعل من الرصد البيئي مهمة إنقاذ حياة، وليست مجرد إجراء روتيني".
وأضاف الدكتور الطراونة: "نحن في الأردن نشهد تزايدًا في الأمراض التنفسية المزمنة، وزيادة في حالات الربو والانسداد الرئوي، وارتفاعًا في معدلات الإصابة بسرطان الرئة. هذه الأمراض تتفاقم بشكل مباشر بسبب تلوث الهواء. ولذا، نطالب بتعزيز جهود الرصد البيئي الحالية لتصبح منظومة متكاملة، مستندين في ذلك إلى تجارب دولية ناجحة".
تكمن الحاجة لتطوير منظومة متكاملة
توسيع شبكة الرصد الوطنية: رغم وجود محطات رصد في عمان، إربد، والزرقاء، فإن الأردن بحاجة إلى توسيع هذه الشبكة لتغطي كافة المحافظات والمناطق الصناعية والزراعية. على سبيل المثال، فإن ولاية مينيسوتا الأمريكية شهدت تحسنًا في جودة هوائها منذ عام 2003، لكنها تواجه اليوم تحديًا جديدًا بسبب دخان حرائق الغابات في كندا الذي ينتقل لمئات الأميال، مما يؤثر على جودة الهواء في مناطقها. وهذا يؤكد ضرورة الرصد الشامل والمتواصل.
التوعية والشفافية اليومية: يجب على الجهات المعنية تقديم بيانات جودة الهواء بشكل يومي للجمهور ووسائل الإعلام، باستخدام مؤشر جودة الهواء (AQI) الموحد عالميًا. هذا المؤشر، الذي تصنفه وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) بألوان ودرجات من 0 إلى 500، يسهل على المواطن فهم المخاطر:
الأخضر (0-50): جودة هواء جيدة.
البرتقالي (101-150): غير صحي للمجموعات الحساسة (الأطفال، وكبار السن، ومرضى الربو).
الأحمر (151-200): غير صحي للجميع.
العنابي (301-500): خطر ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية.
هذه الطريقة التوعوية المباشرة تمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة، مثل تجنب الأنشطة الخارجية أو ارتداء الكمامات عند ارتفاع المؤشر.
دمج التغيرات المناخية في الرصد: أشار تقرير دولي إلى أن فصول الصيف الأكثر دفئًا وجفافًا تؤدي إلى زيادة حوادث حرائق الغابات وارتفاع مستويات تلوث الأوزون الضار.
في الأردن، يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى زيادة العواصف الترابية وارتفاع درجات الحرارة، مما يفاقم من مشكلة تلوث الهواء. لذلك، يجب على دائرة الأرصاد الجوية أن تكون شريكًا أساسيًا في تحليل البيانات والتنبؤ بمستويات التلوث، مما يتيح إصدار تحذيرات مبكرة.
حماية الفئات الحساسة: يوضح مؤشر جودة الهواء أن هناك فئات أكثر عرضة للخطر، تشمل:
الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والرئة.
الأطفال والمراهقون.
البالغون فوق 65 عامًا.
النساء الحوامل.
يجب أن تركز منظومة الرصد على توفير معلومات موجهة لهذه الفئات، مع نصائح عملية للتقليل من تعرضهم للمخاطر.
مثال واقعي من الهند
تُعد تجربة الهند نموذجًا يحتذى به في هذا المجال. فقد استعرضت شركة "Perfect Pollucon Services" حالة مصنع معادن في مدينة "ثين" الهندية، حيث كشفت بيانات الرصد عن مستويات عالية من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) خلال ساعات العمل، مما تسبب في شكاوى صحية للموظفين.
بعد تحديث أنظمة التهوية، انخفضت مستويات التلوث بنسبة 38%، وانخفضت شكاوى الموظفين بنسبة 70%. هذا المثال يوضح كيف يمكن للرصد أن يحمي الأرواح والإنتاجية.
خلاصة
وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور الطراونة أن بناء منظومة وطنية شاملة لمراقبة جودة الهواء في الأردن بالشراكة بين وزارة البيئة، ووزارة الصحة، ودائرة الأرصاد الجوية، ليس مجرد مشروع بيئي، بل هو استثمار في صحة الأردنيين ومستقبلهم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

5 أطعمة 'سيئة السمعة'
5 أطعمة 'سيئة السمعة'

صراحة نيوز

timeمنذ 19 ساعات

  • صراحة نيوز

5 أطعمة 'سيئة السمعة'

صراحة نيوز – إذا كنت تعاني من التهاب المفاصل، فقد سمعت أن هناك أطعمة يجب تجنبها لأنها تزيد الالتهاب والألم. لكن خبراء التغذية يؤكدون أن بعض هذه الأطعمة التي يُعتقد خطأً بأنها ضارة قد تكون مفيدة بالفعل في تقليل الأعراض، ومنها: 1.الأسماك المعلبة تحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية (DHA وEPA) التي تساعد في مكافحة الالتهاب. الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين مفيدة جداً، خاصة لمن يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي. 2.منتجات الألبان رغم الاعتقاد الشائع بأنها قد تسبب التهاباً، فإن الألبان تزود الجسم بالكالسيوم وفيتامين د الضروريين لصحة العظام والمفاصل. الزبادي على وجه الخصوص يُظهر تأثيرات مضادة للالتهاب. 3.البطاطس تنتمي إلى عائلة الباذنجانيات التي يُعتقد خطأً بأنها تسبب الالتهاب. لكنها غنية بالبوتاسيوم وفيتامين سي ومضادات الأكسدة. يمكن تجربة إزالتها ثم إعادة إدخالها لمعرفة تأثيرها عليك. البطاطا الحلوة خيار آمن دائماً. 4.زيوت البذور مثل زيت الكانولا والكتان والسمسم، والتي رغم اتهامها بأنها تسبب الالتهاب، أظهرت الدراسات أنها تقلل من التوتر التأكسدي وتحسن مستويات الدهون والسكر في الدم. 5.الطماطم تحتوي على مضاد الأكسدة اللايكوبين الذي يساعد في تقليل الالتهاب. تناولها مع الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو يعزز امتصاص اللايكوبين.

الطراونة : اعتلالات التنفس لدى نساء الأردن تتجاوز النسب العالمية
الطراونة : اعتلالات التنفس لدى نساء الأردن تتجاوز النسب العالمية

وطنا نيوز

timeمنذ 20 ساعات

  • وطنا نيوز

الطراونة : اعتلالات التنفس لدى نساء الأردن تتجاوز النسب العالمية

وطنا اليوم:حذر رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية واستشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة من تصاعد ملحوظ في نسب الاعتلالات التنفسية المزمنة بين النساء في الأردن مؤكدا أنها تتجاوز المعدلات العالمية. وأضاف في تصريح أن هذا التصاعد الملحوظ يأتي في ظل ارتفاع معدلات التدخين بين الإناث، واستمرار التعرض اليومي لتلوث الهواء داخل المنازل. وبين الطراونة أن النساء الأردنيات سواء كن مدخنات أو غير مدخنات، يواجهن خطرا متناميا لأمراض الرئة المزمنة، ما يتطلب استجابة صحية عاجلة ونهجا وقائيا شاملا، تأخذ بعين الاعتبار الفروقات البيولوجية والاجتماعية الخاصة بالمرأة. واعتبر أن النساء في الأردن يواجهن عوامل خطورة مزدوجة على صحة الجهاز التنفسي، تبدأ من ارتفاع معدلات التدخين بين الفتيات والنساء، مرورا بالتعرض لتلوث الهواء داخل المنازل الناتج عن الطهي بوسائل بدائية، وانتهاء بضعف التشخيص أو التأخر في الوصول إلى العلاج المناسب. ونوه إلى أن الانتشار الملحوظ لأمراض الجهاز التنفسي المزمنة لدى النساء في الأردن، وخصوصا الانسداد الرئوي المزمن والربو، يجب أن يدق ناقوس الخطر، مشيرا إلى وجود نساء غير مدخنات يعانين من أمراض رئة مزمنة بسبب بيئات منزلية غير صحية. وأكد الطراونة أن الجهاز التنفسي لدى النساء يختلف من الناحية التشريحية والوظيفية عن الرجال، مما يجعل بعض العلاجات أقل فعالية إن لم تصمم وفق هذا الاختلاف. وتابع بأن رئتا النساء أصغر حجما، وممرات الهواء لديهن تختلف في الشكل والقطر، مما يؤثر على طريقة استجابتهن للأدوية، لكن للأسف لا تزال معظم الدراسات السريرية تجرى على الرجال، ويتم تعميم نتائجها على النساء، وهذا خلل علمي يجب تصحيحه. ولفت إلى إن الربو يصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال بعد سن 35، حيث تلعب التغيرات الهرمونية دورا مباشرا في تذبذب الحالة، خاصة خلال الحمل والدورة الشهرية، بالإضافة إلى التعرض للمواد الكيميائية في مستحضرات التجميل، إضافة إلى السمنة والتوتر النفسي، كلها عوامل تفاقم الأعراض. وشدد الطراونة على أن مرض الانسداد الرئوي المزمن لم يعد حكرا على الرجال، بل أصبح أكثر شيوعا بين النساء، بنسبة 6.7% مقارنة بـ 5.5% لدى الذكور، وغالبا ما تظهر الأعراض لدى الإناث في سن مبكرة وبشدة أكبر. وأشار إلى أن النساء يواجهن صعوبات أكبر في الإقلاع عن التدخين، ويظهرن استجابة أقل للعلاج في ظل وجود اكتئاب أو قلق مزمن. وعن توقف التنفس أثناء النوم، لفت إلى أن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة لهذه المتلازمة، وأن الأعراض تختلف عن الرجال، مما يؤدي إلى سوء التشخيص. أما بالنسبة لسرطان الرئة، بين الطراونة أنه يشهد ارتفاعا مقلقا بين النساء، رغم أن غالبية الحالات المسجلة في الأردن تصيب غير المدخنات، موضحا أن العوامل الهرمونية وتلوث الهواء تمثلان عوامل خطورة خفية. كما شدد على أن السل الرئوي لا يزال من الأسباب المعدية الرئيسية لوفيات النساء، خاصة في الفئة العمرية 15- 44 عاما، مما يعكس الحاجة إلى تقوية برامج الفحص والرصد المجتمعي. وقال 'أن العديد من النساء يتعرضن لمواد مهيجة داخل منازلهن بسبب استخدام الحطب أو الفحم أو الغاز في بيئة غير جيدة التهوية، كما أن بيئات العمل التي تكثر فيها النساء مثل المختبرات والمصانع والقطاع الصحي، تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة'. واعتبر أن المخاطر اليومية التي تواجهها المرأة الأردنية في منزلها أو مكان عملها لا تقل عن ضرر التدخين المباشر، ويجب وضعها ضمن سياسات الوقاية الصحية الوطنية. وأوصى الطراونة بإطلاق حملات توعية خاصة بالنساء حول أعراض أمراض الجهاز التنفسي، و تشجيع الفحص المبكر وتحسين أدوات التشخيص المراعية للفروقات البيولوجية، و تصميم بروتوكولات علاج تأخذ في الحسبان مراحل الحياة الهرمونية لدى المرأة. ودعا أيضا إلى دمج النساء في الدراسات السريرية الخاصة بالأدوية التنفسية، و دعم برامج الإقلاع عن التدخين الموجهة للنساء والفتيات، ناهيك عن تحسين بيئة العمل والمنزل عبر التهوية والتوعية ببدائل آمنة للطهي والتدفئة، وتدريب الكوادر الطبية على التواصل الفعّال مع المريضات لكسر حاجز الوصمة أو التردد. وأكد الطراونة أنه ليس من الطبيعي أن تعاني النساء بصمت من أمراض الجهاز التنفسي، وأن تعالج وكأنهن رجال، وعلى النظام الصحي في الأردن أن يعيد النظر في كيفية فهم ورعاية النساء المصابات، وأن يضع في الحسبان أن التنفس حق وليس امتيازا.

د. الطراونة : اعتلالات التنفس لدى نساء الأردن تتجاوز النسب العالمية
د. الطراونة : اعتلالات التنفس لدى نساء الأردن تتجاوز النسب العالمية

أخبارنا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبارنا

د. الطراونة : اعتلالات التنفس لدى نساء الأردن تتجاوز النسب العالمية

أخبارنا : حذر رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية واستشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة من تصاعد ملحوظ في نسب الاعتلالات التنفسية المزمنة بين النساء في الأردن مؤكدا أنها تتجاوز المعدلات العالمية. وأضاف في تصريح أن هذا التصاعد الملحوظ يأتي في ظل ارتفاع معدلات التدخين بين الإناث، واستمرار التعرض اليومي لتلوث الهواء داخل المنازل. وبين الطراونة أن النساء الأردنيات سواء كن مدخنات أو غير مدخنات، يواجهن خطرا متناميا لأمراض الرئة المزمنة، ما يتطلب استجابة صحية عاجلة ونهجا وقائيا شاملا، تأخذ بعين الاعتبار الفروقات البيولوجية والاجتماعية الخاصة بالمرأة. واعتبر أن النساء في الأردن يواجهن عوامل خطورة مزدوجة على صحة الجهاز التنفسي، تبدأ من ارتفاع معدلات التدخين بين الفتيات والنساء، مرورا بالتعرض لتلوث الهواء داخل المنازل الناتج عن الطهي بوسائل بدائية، وانتهاء بضعف التشخيص أو التأخر في الوصول إلى العلاج المناسب. ونوه إلى أن الانتشار الملحوظ لأمراض الجهاز التنفسي المزمنة لدى النساء في الأردن، وخصوصا الانسداد الرئوي المزمن والربو، يجب أن يدق ناقوس الخطر، مشيرا إلى وجود نساء غير مدخنات يعانين من أمراض رئة مزمنة بسبب بيئات منزلية غير صحية. وأكد الطراونة أن الجهاز التنفسي لدى النساء يختلف من الناحية التشريحية والوظيفية عن الرجال، مما يجعل بعض العلاجات أقل فعالية إن لم تصمم وفق هذا الاختلاف. وتابع بأن رئتا النساء أصغر حجما، وممرات الهواء لديهن تختلف في الشكل والقطر، مما يؤثر على طريقة استجابتهن للأدوية، لكن للأسف لا تزال معظم الدراسات السريرية تجرى على الرجال، ويتم تعميم نتائجها على النساء، وهذا خلل علمي يجب تصحيحه. ولفت إلى إن الربو يصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال بعد سن 35، حيث تلعب التغيرات الهرمونية دورا مباشرا في تذبذب الحالة، خاصة خلال الحمل والدورة الشهرية، بالإضافة إلى التعرض للمواد الكيميائية في مستحضرات التجميل، إضافة إلى السمنة والتوتر النفسي، كلها عوامل تفاقم الأعراض. وشدد الطراونة على أن مرض الانسداد الرئوي المزمن لم يعد حكرا على الرجال، بل أصبح أكثر شيوعا بين النساء، بنسبة 6.7% مقارنة بـ 5.5% لدى الذكور، وغالبا ما تظهر الأعراض لدى الإناث في سن مبكرة وبشدة أكبر. وأشار إلى أن النساء يواجهن صعوبات أكبر في الإقلاع عن التدخين، ويظهرن استجابة أقل للعلاج في ظل وجود اكتئاب أو قلق مزمن. وعن توقف التنفس أثناء النوم، لفت إلى أن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة لهذه المتلازمة، وأن الأعراض تختلف عن الرجال، مما يؤدي إلى سوء التشخيص. أما بالنسبة لسرطان الرئة، بين الطراونة أنه يشهد ارتفاعا مقلقا بين النساء، رغم أن غالبية الحالات المسجلة في الأردن تصيب غير المدخنات، موضحا أن العوامل الهرمونية وتلوث الهواء تمثلان عوامل خطورة خفية. كما شدد على أن السل الرئوي لا يزال من الأسباب المعدية الرئيسية لوفيات النساء، خاصة في الفئة العمرية 15- 44 عاما، مما يعكس الحاجة إلى تقوية برامج الفحص والرصد المجتمعي. وقال "أن العديد من النساء يتعرضن لمواد مهيجة داخل منازلهن بسبب استخدام الحطب أو الفحم أو الغاز في بيئة غير جيدة التهوية، كما أن بيئات العمل التي تكثر فيها النساء مثل المختبرات والمصانع والقطاع الصحي، تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة'. واعتبر أن المخاطر اليومية التي تواجهها المرأة الأردنية في منزلها أو مكان عملها لا تقل عن ضرر التدخين المباشر، ويجب وضعها ضمن سياسات الوقاية الصحية الوطنية. وأوصى الطراونة بإطلاق حملات توعية خاصة بالنساء حول أعراض أمراض الجهاز التنفسي، و تشجيع الفحص المبكر وتحسين أدوات التشخيص المراعية للفروقات البيولوجية، و تصميم بروتوكولات علاج تأخذ في الحسبان مراحل الحياة الهرمونية لدى المرأة. ودعا أيضا إلى دمج النساء في الدراسات السريرية الخاصة بالأدوية التنفسية، و دعم برامج الإقلاع عن التدخين الموجهة للنساء والفتيات، ناهيك عن تحسين بيئة العمل والمنزل عبر التهوية والتوعية ببدائل آمنة للطهي والتدفئة، وتدريب الكوادر الطبية على التواصل الفعّال مع المريضات لكسر حاجز الوصمة أو التردد. وأكد الطراونة أنه ليس من الطبيعي أن تعاني النساء بصمت من أمراض الجهاز التنفسي، وأن تعالج وكأنهن رجال، وعلى النظام الصحي في الأردن أن يعيد النظر في كيفية فهم ورعاية النساء المصابات، وأن يضع في الحسبان أن التنفس حق وليس امتيازا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store