
هكذا صدقت مخاوف وزير الداخلية الفرنسي إزاء تنطع نظام الـ"كابرانات"
هشام رماح
كان "برونو روتايو"، وزير الداخلية الفرنسي محقا في افتراضه سوء النية لدى الطغمة العسكري الحاكمة في الجزائر، فكما أن "جون نويل بارو"، وزير خارجية بلاده، زار الجارة الشرقية بعد مكالمة بين الرئيس "إيمانويل ماكرون" والرئيس الصوري "عبد المجيد تبون"، في توطئة لصفحة جديدة في العلاقات، سرعان ما انفرط الود من جديد لكن بقوة.
وعاد التصعيد ليجد له مكانا في العلاقات بين فرنسا ومقاطعتها السابقة، بعدما أفاد "جون نويل بارو"، بأن الجزائر أمهلت 12 من موظفي السفارة الفرنسية في باريس، يومان، لمغادرة البلاد، ردا على اعتقال ثلاثة مسؤولين جزائريين ثبت ضلوعهم في محاولة لتصفية المعارض الجزائري المعروف بـ"أمير دي زاد".
وأوردت صحيفة "لوموند"، في عددها اليوم الاثنين 14 أبريل 2025، أن وزير الخارجية الفرنسي، وفي تصريح مكتوب وجهه إلى صحافيين قال "أطلب من السلطات الجزائرية العودة عن إجراءات الطرد هذه التي لا علاقة لها بالإجراءات القضائية الجارية" في فرنسا، متوعدا بالرد قريبا بالقول "في حال الإبقاء على قرار طرد موظفينا لن يكون لنا خيار آخر سوى الرد فورا".
وأحالت الصحيفة الفرنسية، على أن من بين الموظفين الذين شملهم النظام العسكري بقرار الطرد، محسوبين على وزارة الداخلية، التي يرأسها "برونو روتايو"، الذي حل أمس الأحد، بالمملكة المغربية ضمن زيارة يسعي من خلالها، لبحث التعاون الأمني بين البلدين مع عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية.
وسبق لـ"برونو روتايو"، أن أكد في حوار مع قناة "France 2"، على ضرورة التعامل مع السلطات الجزائرية بـ"صرامة وحذر" بالغين، وبالتالي التريث قبل إصدار أي حكم يفيد بحدوث انفراجة بين فرنسا والجزائر التي أنشأتها على حساب جيرانها في شمال إفريقيا.
وقال "برونو روتايو"، إنه محترز مما تروج له الجزائر، بشأن نيتها إنهاء الأزمة مع فرنسا، معبرا عن شكوكه حول جدية نظام الـ"كابرانات" في الالتزام بتعهدات "عبد المجيد تبون" لـ"إيمانويل ماكرون"، قائلا "من جهتي سأظل يقظًا، ولن أصدق إلا ما تراه عيناي".
وبدت هشاشة المصالحة بين فرنسا والنظام العسكري الجزائري، بعدما اعتقلت سلطات الأولى، موظفا قنصليا واثنين جزائريين تورطوا في محاولة اغتيال المعارض "أمير بوخرص"، الملقب بـ"DZ"، ما جعل وزارة الخارجية الجزائرية، تدبج، السبت 12 أبريل 2025، بيانا أكدت فيه الاحتجاج على هذا الإجراء لدى "استيفان روماتي"، السفير الفرنسي في الجزائر.
وصبت الوقائع الحاصلة في العلاقات الفرنسية الجزائرية، الزيت على النار، لتذر بمزيد من التوتر بين فرنسا ومقاطعتها السابقة، والذي طفا على السطح منذ إعلان "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي عن اعتراف بلاده بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، وتأييدها لمبادرة الحكم الذاتي من اجل فض النزاع المفتعل من قبل الجزائر حولها.
شارك المقال

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة 24
منذ يوم واحد
- الجريدة 24
نظام العسكر ينتقم من دول الساحل بطرد المهاجرين والتخلي عنهم للموت جوعا وعطشا
قطع النظام العسكري الجزائري، أشواطا كبيرة في خصوماته مع جيرانه، فكما أن علاقاته مشوبة بالتوتر مع دول الساحل التي انضمت إلى مبادرة الملك محمد السادس الأطلسية، رفعت السلطات الجزائرية من وتيرة طرد المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء نحو الحدود مع النيجر التي أفشلت مطامع الـ"كابرانات" في مزاحمة مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي. مجلة "Jeune Afrique" الفرنسية تعرضت لما تقوم به لجزائر، مشيرة إلى أن الجنرال "إبراهيم بولاما عيسى"، حاكم منطقة "أغاديز" شمال النيجر، أكد في تصريح له عبر التلفزيون العمومي لبلاده أن شهر أبريل 2025، عرف "موجة غير مسبوقة" من طرد الجزائر للمهاجرين. وفي حين وصف المسؤول العسكري الوضع بـ"الخطير" على أمن واستقرار المنطقة، أكد على أن النظام العسكري الجزائري طرد أزيد من ستة آلاف مهاجر، خلال الشهر المذكور، وهو رقم يعادل ما جرى طرده بين شهري يناير ومارس الماضيين، بما يحيل على أن الجزائر تنتقم من دول الساحل بسبب الخلافات التي دبت بينهم. وطردت الجزائر 7,222 مهاجرا، خلال الربع الأول من العام الجاري، في محاولة منها "الضغط" على دول الساحل، وفق ما أفاد به حاكم منطقة "أغاديز" شمال النيجر، على أن الجنرال "محمد تومبا"، وزير الداخلية النيجري، قال إن عمليات الترحيل التي تنفذها الجزائر "تزعزع التوازن الأمني في البلاد"، كما أوردت مجلة "Jeune Afrique". وتعمد السلطات الجزائرية إلى طرد المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، إلى ما يعرف بـ"النقطة صفر"، وهي منطقة صحراوية تبعد بـ15 كلم عن "أصامكا"، حيث يتركون بلا زاد ولا ماء ، ليواجهوا الموت جوعا وعطشا، رغم أن بعض المطرودين يتوفرون على وثائق إقامة قانونية في الجزائر. وبينما بلغ عدد المطرودين في العام الماضي أكثر من 31 ألف مهاجر، سجلت منظمات إنسانية وفيات عديدة في صفوف المهاجرين المتخلى عنهم تحت الشمس في المنطقة الصحراوية الخالية، فضلا عن تعرض أغلبهم للعنف الجسدي خلال عمليات الطرد التي يقوم بها الجيش الجزائري، مما يعد "خرقا صارخا" للاتفاقيات الدولية. وقرر النظام العسكري الجزائري قطع عرة معاوية مع دول الساحل، بعدما قررت كل من النيجر، التي انسحبت من مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري الذي كان يحلم به الـ"كابرانات" وبوركينافاسو ومالي، سحب سفرائها من الجزائر، احتجاجا على إسقاط طائرة مسيّرة مالية من طرف العسكر الجزائري.


وجدة سيتي
منذ 3 أيام
- وجدة سيتي
وانكشف السر أخيرًا: زيارة تبون لسلوفينيا كانت محاولة للوصول إلى ترامب عبر زوجته ميلانيا…سيناريو دانيال ميتران
في مشهد أقرب إلى فيلم تجسس منه إلى زيارة رئاسية، اختفى التمثال البرونزي لميلانيا ترامب من مسقط رأسها في سلوفينيا، بالتزامن الغريب مع زيارة عبد المجيد تبون لهذا البلد الصغير الهادئ. وفيما كانت الشرطة السلوفينية تبحث عن أي خيط يقود للجناة، كان تبون يلوح بيده من الطائرة الرئاسية بمطار ليوبليانا، بعدما أنهى ـ ظاهريا ـ زيارة ثنائية لتعزيز « التعاون الاقتصادي ». لكن الحقيقة كانت أبعد من ذلك بكثير… الهدف الحقيقي من الزيارة؟ التمثال… ثم ميلانيا… ثم ترامب! نعم، كل المؤشرات تقود إلى أن الزيارة الرئاسية كانت في الأصل غطاء لخطة ثلاثية محبوكة بعناية من طرف المخابرات الجزائرية، بعنوان: « البرونز العاطفي، الطريق إلى البيت الأبيض! » المرحلة الأولى: السرقة « الذكية » في توقيت متزامن مع وجود تبون في البلاد، يُنتزع تمثال ميلانيا ترامب من قاعدته البرونزية قرب بلدة سيفنيتسا. العملية نظيفة، لا كاميرات، لا شهود، لا آثار… وكأن من نفذها جهة اعتادت العمل في « الظل »، وتُتقن التحرك عندما يتعلق الأمر بالعمل المشبوه. المرحلة الثانية: تمجيد المخابرات بعد أيام من الصمت، يظهر التلفزيون الجزائري بصوت جهوري: »في إنجاز نوعي جديد، تمكنت مصالحنا الأمنية من استرجاع تمثال ميلانيا ترامب من أيدي عصابة تهريب دولية! » ثم تبدأ عبارات التمجيد تنهال: »مرة أخرى، تثبت المخابرات الجزائرية تفوقها في حماية التراث العالمي والرموز الثقافية من براثن التخريب! » المرحلة الثالثة: « الهدية النبيلة »… والرسالة الخفية في خطوة « إنسانية »، تُعلن الجزائر عن إعادة التمثال إلى سلوفينيا في حفل دبلوماسي، وتُرفق العملية برسالة مفتوحة موجهة إلى ميلانيا ترامب، تُشيد بجمالها ورمزية تمثالها، وتدعوها باسم « الضمير الإنساني » إلى إيلاء الاهتمام لـ »قضية شعب يرزح تحت الاستعمار »…في إشارة مباشرة إلى ملف الصحراء المغربية. الرهان واضح: عبر التأثير العاطفي على ميلانيا، يأمل العسكر في التأثير على دونالد ترامب. فكما استُخدمت دانيال ميتران في الثمانينات كقناة تأثير على زوجها الرئيس الراحل فرانسوا ميتران وعلى قصر الإليزيه، ها هم عسكرDz يُعيدون الكرة، ولكن عبر البوابة السلوفينية التي تمثلها ميلانيا زوجة ترامب! وهكذا نفهم الآن: زيارة تبون لسلوفينيا لم تكن لبحث الغاز أو توقيع بروتوكولات، بل كانت ببساطة أول حلقة في « عملية برونزية سرية » تهدف للتأثير على القرار الأمريكي بخصوص ملف الصحراء المغربية. لكن من دانيال إلى ميلانيا… لا شيء تغير ولا شيء سيتغير لصالح عسكرDz! وليد كبير


هبة بريس
منذ 3 أيام
- هبة بريس
فضيحة استخباراتية تهز باريس.. اختطاف "Amir DZ" يكشف شبكة تجسس جزائرية في فرنسا
في تطور صادم لقضية بدأت تتفاعل على الساحة الأوروبية، كشفت صحيفة L'Express الفرنسية عن خيوط عملية اختطاف المعارض الجزائري المعروف 'أمير بوخرص'، الملقب بـ'Amir DZ'، والتي جرت على الأراضي الفرنسية في ربيع عام 2024. التحقيقات تشير إلى تورط مباشر لأجهزة الاستخبارات الجزائرية، في عملية وُصفت بأنها 'مخططة من قبل الدولة'، تهدف إلى ترحيل بوخرص قسرًا إلى الجزائر. وبحسب ما أوردته الصحيفة، فقد وُجهت يوم الجمعة 16 مايو 2025، تهم رسمية لأربعة رجال بتهمة اختطاف واحتجاز بوخرص قسرًا بين 29 أبريل و1 مايو 2024. وتستمر التحقيقات القضائية في الكشف عن تورط عناصر دبلوماسية جزائرية وأفراد تابعين للاستخبارات في هذه العملية المعقدة. استنادًا إلى مصادر أمنية وقضائية فرنسية، تبين أن عملية الاختطاف لم تكن عملاً فرديًا أو عشوائيًا، بل عملية مدبرة بعناية وبتنسيق بين مستويات مختلفة من السلطات الجزائرية. الهدف: إسكات صوت أحد أبرز المعارضين الجزائريين في الخارج، ومحاكمته في الجزائر حيث صدر بحقه حكم غيابي بالسجن لمدة 20 عامًا في 2023. قاضي التحقيق الفرنسي صنف العملية ضمن 'الأعمال الإرهابية'، بسبب استخدام التهديد والاختطاف والترهيب، في انتهاك صارخ للسيادة الفرنسية، وتهديد مباشر لمعارضين يعيشون في أوروبا تحت وضع اللجوء السياسي. تشير التحقيقات إلى أن أربعة رجال، بعضهم متنكر في زي الشرطة الفرنسية، أوقفوا بوخرص قرب منزله في ضاحية فال دو مارن. ثم اقتادوه إلى مستودع في منطقة 'بونتو كومبو'، حيث تم تخديره باستخدام مادة 'زوبكلون' المنومة. في مفارقة غريبة، استيقظ بوخرص ليجد امرأتين بجانبه، أكدتا أنهما اعتقدتا أنه تاجر مخدرات، بعد أن وُعدتا بمبلغ مالي للقيام بدور 'حارسات'. وبعد تردد وارتباك، أُطلق سراحه في منطقة غابات نائية. تورط دبلوماسيين ومرتزقة التحقيق الفرنسي حدد ثلاث فئات من المتورطين: مسؤولون رسميون جزائريون، وسطاء، وأعضاء في جماعات إجرامية. من بين الأسماء البارزة 'س.ر.' و'س.س.'، وهما دبلوماسيان في السفارة الجزائرية بباريس، إضافة إلى 'ه.ب.'، القنصل المساعد في قنصلية كريتاي. هؤلاء استخدموا مناصبهم الدبلوماسية كغطاء لتجنيد مخبرين فرنسيين، واستهداف لاجئين جزائريين، عبر الحصول على معلومات حساسة، غالبًا باستخدام أساليب التودد والابتزاز. ما أثار قلق السلطات الفرنسية هو ما كشفه التحقيق عن نجاح المخابرات الجزائرية في تجنيد موظفين داخل وزارة المالية الفرنسية، والمكتب الفرنسي للهجرة والاندماج (OFII)، للحصول على بيانات عن لاجئين سياسيين جزائريين، ما يضع الأمن المعلوماتي الفرنسي في موقف محرج. واعتبر قاضي التحقيق أن العملية تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى المعارضين في المهجر: 'يد النظام الجزائري قادرة على الوصول إليكم'. أسلوب يذكر بمحاولة الاختطاف التي استهدفت المعارض هشام عبود في برشلونة، أكتوبر 2024. تداعيات دبلوماسية متصاعدة بعد كشف تفاصيل العملية، قدم محامي أمير DZ، الأستاذ إيريك بلوفييه، طلبًا رسميًا لإصدار مذكرة توقيف دولية ضد 'س.س.'، الذي فر إلى الجزائر فور انتهاء المهمة. في المقابل، لم تصدر السلطات الجزائرية أي رد رسمي حتى الآن، فيما نفى رئيس الاستخبارات الخارجية، الجنرال رشدي فتحي موساوي، علمه بالعملية، رغم ترقيته بعد فترة وجيزة من تنفيذها. وتُعد قضية أمير DZ مؤشراً خطيراً على توغل الأجهزة الأمنية الجزائرية خارج حدودها، واستخدامها للدبلوماسية كأداة للتجسس والضغط. كما تثير تساؤلات حول جدوى التعاون الأمني الفرنسي الجزائري، ومدى قدرة باريس على حماية المعارضين السياسيين على أراضيها. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X