logo
مقامة ألأستفهام

مقامة ألأستفهام

موقع كتابات٠٩-٠٥-٢٠٢٥

نشر أستاذ اللغة العربية : (( الاستفهام المجازي حين يفيد النفي , العمر من غير حب شيفيد ؟؟؟؟؟؟؟؟ )) , لاحظوا كثرة علامات الأستفهام , لتعرفوا مافعله العطش للحب بصاحبنا الثمانيني , نتيجة وصلته متأخرة , ولا زالت الأكواب تتزاحم على طاولة القدر , ورشفة العمر واحدة لم تتغير , عميقة المذاق صاخبة المسك , جياش لونها , ثائرة الهدوء , كحيلة النظرات , عربية الحسن , تملأ الدنا من ثرثرة عشقها الخالد , وحديث الروح تحركه ملعقة الشوق المغمورة بالوجد , وجدران الفؤاد حيث صدى الأحاديث تملأ ذاكرة الزمكان , يقول رجب الشيخ ألأديب : ((وَمَا أنتِ إلَا حِلْمِي الْمُتَطَايِر ,يلهثُ فِي مَوَاسِمِ النَّهَار كالأسئلة, فَيَدْخُل الْقَمَر نَّوافِذي المرتقبة )) .
الْحبُّ مرضٌ خطيرٌ لَا يُصابُ بهِ إلَّا مَنْ فِي قلْبِهِ قبسٌ منْ نورٍ , تعرّضَ النّبيُّ ( بُوذَا ) إلَى مرضِ الْحبِّ , و لمْ يُصَبْ أيُّ مسْلمّ , نقلُوا ضريحَهُ إلَى حائطِ الْبراقِ , بعيداً عنْ بياراتِ الْعنبِ , وحقولِ الشّعيرِ , حيْثُ يزْهُو سكْراناً , يبْحثُ عنْ حمامةٍ تنْقلُ ترْجمانَ الْأشْواقِ إلَى زيْتونِ يافَا نقلُوا برْجَهُ , إلَى الْعهْرانيِّينَ ضدَّ الطّهْرانيِّينَ , بِالْهملايَا , حيْثُ لِلْحبِّ ألْفُ لسانٍ وألْفُ ديانةٍ , دونَ أيّةِ كراهيةٍ , و الْحبُّ يصيبُ النُّدْرةَ الْغافلةَ عنْ سورةِ الْحبِّ الْغائبةِ , أخْلفَتْ ميعادَهَا معَ حُبْرَائِيلَ , لمْ تتودّدْ إلَى مرْيمَ , حينَ أصابَ الْمخاضُ نخْلةَ الْحبِّ , وحينَ تكلّمَ النّبيُّ عيسَى تحوّلَ عابرَ سبيلٍ , (( الْحبُّ يصيبُ : النّصارَى/ الْيهودَ/ الصّابئةَ/ الْمجوسَ/ الْهنْدوسَ/ الدّهْرانيينَ/أهْلَ الْكتابِ/ اللّامتديّنينَ / ومَنْ ليْسَ لهُ كتابُ الْيمينِ أوِالْيسارِ , إلَّا الْمسْلمونَ / لمْ ينْزلْ نصٌّ ولَا وحْيٌ , تمرّدَ علَى اللّهِ , وعصَى فأكلَ التّفّاحةَ ,
نزلْنَا نبْحثُ عنْهُ فِي الْأرْضِ , يُرافقُنَا إبْليسُ لأنّهُ أحبَّ حوّاءَ فضحَّى بِجناحيْهِ كَملاكٍ , وزرعهُمَا فِي جسدِهَا تحوّلَ شيْطاناً , يترصّدُ منْ آمنَ بِالْحبِّ )) .
يقول جلال الدين الرومي : (( يمكن لي أن أبتعدَ عن كل أحد إلّا ذاك الذي بقلبِه يحتويني)) , ويقول الأبيوردي : (( تَنَكَّرَ لِي دَهْرِي وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي …صَبورٌ وَأَهْوالُ الزَّمانِ يَهُونُ
فَباتَ يُرِينِي الضَّيْرَ كَيْفَ اعْتَدَاؤُه… وَبِتُّ أُرِيْهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُون)) , وعندما اعترفت ميلينا إلى كافكا قالت له أحبك, قال حينها كافكا :(( قالت لي أحبك فخرجت إلى الشارع , لأن سماء الغرفة لم تكن كافيةٌ لتحليقي)) , وبعد انفصال غادة السمان عن غسان كنفاني , وفي تساؤلات ما بعد الفراق التي لم نجد لها جوابا لليوم , كتبت له :(( ‏كيف أتخلص من عادة انتظارك ؟ كيف أقنع قلبي بأنك لم تعد تنتظرني ؟ و بأني آخر الأشياء بعد أن كنتُ أولها ؟)) , وتقول كريمة الحسيني : (( وأشتهي غرقا فيك يليق بعمق محيطك )) , وأيدتها أمرأة ذواقة : لا يفهم العشق إلا الكبار يا سادة فالرجل بعد الستين بحر رجولة عميق , ويجب الحذر من أمواجه إن لم تجيدوا السباحة وهو أيضاً كالقصيدة العصماء لا يفهمها إلا الذواقة.
(( سبع سنابل خضر وأُخر يابسات , أنتظر بشوقعاما فيه يغاث الناس , وفيه يعصرون ملابس الذلمن على حبل الحرمان العاطفي , احصديني أيتها الريح , وانثريني فتات خبز للطير في هذا المدى الفسيح , ويا دالية العنب اعصريني في كؤوسالفارين من دُوٓارِ الحب , ويا أيها الراعي ضعني عصا في يدك تهش بها على الذئاب, وترعى قطيعا من كلمات العشق , ويا نجار اصنعني تابوتا من شجر الأكاسيا لجنازة شهيد قطفه الخريف من جذور الأرض , واتركني توقيعا على شاهد قبره أنا الموقع أسفله : رجل سقى الربيع بملح عينيه , يا ساعي البريد احملني قصيدة غزل لامرأة وحيدة لم يسأل عنها يوما أحد , أيها البستاني اقتلعني من مزهرية على واجهة محل تجاري وأعدني إلى الحقل , يا عمّال البناء شٓيّدوني قنطرة عبورلكي تعانق الضفة أختها , ويا جندي أطلقني رصاصة في قلب الحقيقة لينزف المعنى ,ويا أيها الفيلسوف اطرحني سؤالا مبهما في فمك :هل المياه كلها بِلٓون الغرق؟ )) .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مقامة ألأستفهام
مقامة ألأستفهام

موقع كتابات

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

مقامة ألأستفهام

نشر أستاذ اللغة العربية : (( الاستفهام المجازي حين يفيد النفي , العمر من غير حب شيفيد ؟؟؟؟؟؟؟؟ )) , لاحظوا كثرة علامات الأستفهام , لتعرفوا مافعله العطش للحب بصاحبنا الثمانيني , نتيجة وصلته متأخرة , ولا زالت الأكواب تتزاحم على طاولة القدر , ورشفة العمر واحدة لم تتغير , عميقة المذاق صاخبة المسك , جياش لونها , ثائرة الهدوء , كحيلة النظرات , عربية الحسن , تملأ الدنا من ثرثرة عشقها الخالد , وحديث الروح تحركه ملعقة الشوق المغمورة بالوجد , وجدران الفؤاد حيث صدى الأحاديث تملأ ذاكرة الزمكان , يقول رجب الشيخ ألأديب : ((وَمَا أنتِ إلَا حِلْمِي الْمُتَطَايِر ,يلهثُ فِي مَوَاسِمِ النَّهَار كالأسئلة, فَيَدْخُل الْقَمَر نَّوافِذي المرتقبة )) . الْحبُّ مرضٌ خطيرٌ لَا يُصابُ بهِ إلَّا مَنْ فِي قلْبِهِ قبسٌ منْ نورٍ , تعرّضَ النّبيُّ ( بُوذَا ) إلَى مرضِ الْحبِّ , و لمْ يُصَبْ أيُّ مسْلمّ , نقلُوا ضريحَهُ إلَى حائطِ الْبراقِ , بعيداً عنْ بياراتِ الْعنبِ , وحقولِ الشّعيرِ , حيْثُ يزْهُو سكْراناً , يبْحثُ عنْ حمامةٍ تنْقلُ ترْجمانَ الْأشْواقِ إلَى زيْتونِ يافَا نقلُوا برْجَهُ , إلَى الْعهْرانيِّينَ ضدَّ الطّهْرانيِّينَ , بِالْهملايَا , حيْثُ لِلْحبِّ ألْفُ لسانٍ وألْفُ ديانةٍ , دونَ أيّةِ كراهيةٍ , و الْحبُّ يصيبُ النُّدْرةَ الْغافلةَ عنْ سورةِ الْحبِّ الْغائبةِ , أخْلفَتْ ميعادَهَا معَ حُبْرَائِيلَ , لمْ تتودّدْ إلَى مرْيمَ , حينَ أصابَ الْمخاضُ نخْلةَ الْحبِّ , وحينَ تكلّمَ النّبيُّ عيسَى تحوّلَ عابرَ سبيلٍ , (( الْحبُّ يصيبُ : النّصارَى/ الْيهودَ/ الصّابئةَ/ الْمجوسَ/ الْهنْدوسَ/ الدّهْرانيينَ/أهْلَ الْكتابِ/ اللّامتديّنينَ / ومَنْ ليْسَ لهُ كتابُ الْيمينِ أوِالْيسارِ , إلَّا الْمسْلمونَ / لمْ ينْزلْ نصٌّ ولَا وحْيٌ , تمرّدَ علَى اللّهِ , وعصَى فأكلَ التّفّاحةَ , نزلْنَا نبْحثُ عنْهُ فِي الْأرْضِ , يُرافقُنَا إبْليسُ لأنّهُ أحبَّ حوّاءَ فضحَّى بِجناحيْهِ كَملاكٍ , وزرعهُمَا فِي جسدِهَا تحوّلَ شيْطاناً , يترصّدُ منْ آمنَ بِالْحبِّ )) . يقول جلال الدين الرومي : (( يمكن لي أن أبتعدَ عن كل أحد إلّا ذاك الذي بقلبِه يحتويني)) , ويقول الأبيوردي : (( تَنَكَّرَ لِي دَهْرِي وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي …صَبورٌ وَأَهْوالُ الزَّمانِ يَهُونُ فَباتَ يُرِينِي الضَّيْرَ كَيْفَ اعْتَدَاؤُه… وَبِتُّ أُرِيْهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُون)) , وعندما اعترفت ميلينا إلى كافكا قالت له أحبك, قال حينها كافكا :(( قالت لي أحبك فخرجت إلى الشارع , لأن سماء الغرفة لم تكن كافيةٌ لتحليقي)) , وبعد انفصال غادة السمان عن غسان كنفاني , وفي تساؤلات ما بعد الفراق التي لم نجد لها جوابا لليوم , كتبت له :(( ‏كيف أتخلص من عادة انتظارك ؟ كيف أقنع قلبي بأنك لم تعد تنتظرني ؟ و بأني آخر الأشياء بعد أن كنتُ أولها ؟)) , وتقول كريمة الحسيني : (( وأشتهي غرقا فيك يليق بعمق محيطك )) , وأيدتها أمرأة ذواقة : لا يفهم العشق إلا الكبار يا سادة فالرجل بعد الستين بحر رجولة عميق , ويجب الحذر من أمواجه إن لم تجيدوا السباحة وهو أيضاً كالقصيدة العصماء لا يفهمها إلا الذواقة. (( سبع سنابل خضر وأُخر يابسات , أنتظر بشوقعاما فيه يغاث الناس , وفيه يعصرون ملابس الذلمن على حبل الحرمان العاطفي , احصديني أيتها الريح , وانثريني فتات خبز للطير في هذا المدى الفسيح , ويا دالية العنب اعصريني في كؤوسالفارين من دُوٓارِ الحب , ويا أيها الراعي ضعني عصا في يدك تهش بها على الذئاب, وترعى قطيعا من كلمات العشق , ويا نجار اصنعني تابوتا من شجر الأكاسيا لجنازة شهيد قطفه الخريف من جذور الأرض , واتركني توقيعا على شاهد قبره أنا الموقع أسفله : رجل سقى الربيع بملح عينيه , يا ساعي البريد احملني قصيدة غزل لامرأة وحيدة لم يسأل عنها يوما أحد , أيها البستاني اقتلعني من مزهرية على واجهة محل تجاري وأعدني إلى الحقل , يا عمّال البناء شٓيّدوني قنطرة عبورلكي تعانق الضفة أختها , ويا جندي أطلقني رصاصة في قلب الحقيقة لينزف المعنى ,ويا أيها الفيلسوف اطرحني سؤالا مبهما في فمك :هل المياه كلها بِلٓون الغرق؟ )) .

المقاهي والجريدة !!
المقاهي والجريدة !!

موقع كتابات

time٢٢-٠٢-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

المقاهي والجريدة !!

هل نحن تغيرنا، أم الزمان سبب هذا التغييالمفاجئ؟ ربما زمن ممسوخ ، ميتامورفوزي؟ أم نحن أصبحنا 'ميتامورفوزيين' تقريبا ك(غريغورسامسا ) شخصية رواية 'كافكا / المسخ ' لهذا هل أصبحنا 'كافكاويين' بالمعنى المجازي. بحكم أننا نعيش وضعا غرائبيا وعجائبيا، أضحى يتضمن طقسا / طقوسا ما اعتدنا عليها سلفا، كثير منا ( الآن) يبحث عن الأنس والمؤانسة، فلم يجـدها كالأمس القريب،لقد اختفت وجوه المؤنسة ، وشباب الابتسامة والنكتة الفرجوية.فأمسى المرء انعزاليا في( صومعته)بعيدا عن العلائق والصخب وحيوية الحياة ضجيجها، لقد حدث انحدار وتغير في القيم والمكانة الاجتماعية، واختلاط في الكلام والمعاني هل المجتمع أمسى يشيخ؟ فكل شيء تغير وتبدل سؤال ينطرح بين الفينة وأخرى على ألسنة العديد من العباد وفي أغلب أرجاء البلاد ، هذا التحول الحالي بين الأمس واليوم. مخالفلحالتنا الأولى. نعيش يومنا وأيامنا بشكل مهول؛ مذهل. حيث أمسى الشهر أسبوعا، والأسبوع يوما، هكذا يشعـركل منا لحظة اختلائه بنفسه أو انزوائه في ركن ( ما ) وخاصة في إحدى زوايا المقهى، هـذا إن بقي يرتادها ويعشقـها؟ ذاك الفضاء الذي كانت له أجواءه ونكهته الخاصة، وملاذ العديد من الناس، وشرائح المجتمع.. المقاهي(كانت) بوثقه اللقاءاتالخاصة والحميمية بين روادها وزوارها و تبادل الأخباروالمشاورات والاطلاع على المستجدات بين هذا وذاك. فيها كان ركن 'التعارف' الصادق والنبيل. موازاة بركن التعارف الذي كان في الجرائد والمجلات كالأطلس/ المشاهد/…/قبل أن تكون فضاء للترفيه وتذويب عناء العمل وخلافه من أشغال خاصة،إنه نادي حقيقة للتزاور اليومي تقريبا بين الإخوة والأصدقاءوالرفاق . حتى أمست أغلب المقاهي لديها زبائن معينة، فالوافد الجديد يعرفونه بسرعة برق، لكن حينما تتأمل حتى في المقهى، تستشف أنها تغيرت وتغيرت طقوسها اليومية، ليضاف السؤال هل الزمان سبب التغيير؟ أم نحن تغيرنا؟ أم مقاهي الأنس والذكريات فرض عليها أن تتطور، بعد زحف أخواتها خارج مدار المدن؟ يا ليتها تطورت للأفضل، أوبقيت على سجيتها وطقوسها المفضلة. وأعجب طقس تلك الأغانيالصباحية لمطربين عرب ومغاربة، طرب سلس ينبعث من مذياع صداح .مذياع يذكرك بزمن 'هتلر' واكتساحه أوروبا بالنار والحديد، وبزمن انقلاب ضباط الأحرار والنكسةالعـربية، مذياع خاصيته في شكله ، وجوهره في استرسال الكلام الهادئ والمتزن، مرفقا بإدراج حلاوة الطرب الصافي، بدل الإسفاف من الأغاني الموسمية ، وانبعاث ضحكات مجانية بين لحظة وأخرى في برامج ما أنزل الله بها من سلطان، ناهينا عن رطانة لغوية وهجانة حوارية ! كان المذياع في المقاهي وتحول لتلفزة تتنوع أحجامها حسب مقام 'المقاهي' تلفزات منصوبة في الداخل والخارج، من أجل كرة القدم الأوربية ، إنه الاستيلاب اليومي، قبل استجلاب الزبائن…إنه التطور، وليس تبدل الزمان، لأن الصبح صبح. والعشية عشية. بلى ! مشرق الشمس كعادته ؛ وللشمس دورتها، إلى حدود الغروب ليستبدل المشهد ببهاء القمر- ليلا- لحظة اكتماله. لسنا هنا نوستالجيين، ولا شعراء. ولكن نتساءل كبقية أجيال ما قبل 'الأيفون' جيل 'منتصب القامة أمشي' و' شافوني الناس بالصنارة 'و' القمر الأحمر' ورعيل' ناح النوّاح والنوّاحة على بقرة حاحا النطاحة ' و' فين لتجمعو عليك أهل النية'…آه ياالصينية ! وآه من تحول يصعب الإمساك بخيوطه، حينما نتذكر حضور المذياع والجريدة في المقاهي، ياله من طقس متفرد !! امامك جريدتان يملأن ويتصدران فضاء المقهى، لا ثالث لهما . ربما الثالثة في بعض المقاهي. عجبا جريدتان يتناوب الزبناء عليهما بدون خلفية سياسية، أو تأطير فصائلي. إنها لوعة القراءة ليس إلا.وشغف الإطلاع على المستجدات من التنوع المعرفي / الإعلامي ، الذي كانت تقدمه الجريدتين، وأغرب ما يمكن أن تظل الذاكرة تذكره، ففي شمال بلادنا وبالضبط ( تطوان) حيث كل المقاهي كانت تتزين بالجريدتين. كل جريدة منصوبة بعصا( !) ومرارا كنت أسأل أهل 'تطوان' من صاحب هـذا الاختراع الجميل: تلك العصا الجامعة للصفحات ؟ لم يستطع أحد إمدادنا من يحمل براءة الاختراع ، إنه الإيثار: ربما؟ونكران الذات : على ما يبدو؟ لأن وضع صفحات الجريدة حاشيتها ( عصا) لتصبح الجريدة في شكل كتاب لم تأت من فراغ. ولكن الثابت في ذاك الإنجاز: بأن الجريدتين كانتا ملكية مشتركة بين الزبائن، مشهد عجائبي :كنت لا ترى إلا العصي تتلوح من المائدة، فلا ترى حاملها ولا وجه من يتصفحها ، والمدهش أنك كنت ترى الذي بجانبه يتلصص لقراءة القصاصات. مشاهد عجيبة، ولوحات دينامية كانت، تزين المقاهي…. ضاعت بضياع عقارب زماننا. ب'فاس' كانت المقاهي تطبع اسمها على 'الجريدتين' حتى لا تخرج من فضائها ، أو تختلط مع 'جريدة' أحد الزبائن، وذلك تلافيا للمناوشات. حتى أن بعض المقاهي أمست تقتني أربع نسخ من كل جريدة، لتلافي انتظار الزبائن على الصحيفتين، هذا قبل ظهور بعض الصحف قيل لنا إبان ظهورها ( أنها ) حرة ومستقلة ؟ والتي اكتسحت بدورها المقاهي ، إنه تنوع مشروع: لأن قراءة الجريدة كانت مظهرا من مظاهر المقاهى .هي المؤنس، حسب معنى محمود درويش[مقهى، وأنت مع الجريدة جالس/ لا، لست وحدك. نصف كأسك فارغ] هي فعلا كذلك قبل حضور ركب الأصدقاء والشلة المعتادة. وبدون منازع ولا مزايدات كانت 'الجريدة' إحدى المكونات الفاعلة في حياة المقهى. وفي المشهد العام. وهنا يمكن للقارئ' المفترض' أن يتذكر مئات 'المقاهي' كل مقهى كانت لها نكهة خاصة ، وفيها حكايات وحكايات بين روادها، وروادها مع الجريدتين،هل نتأسف عن هاته المعلمة الإجتماعية، التي في الأصل كانت دخيلة، ولكنها حققت هُـويتـَها في هويتـِنا. ف(الآن ) رغم تعدد المقاهي وتنوعها ! فلم تعد لها تلك الطراوة والنكهة الخالصة، ليس بسبب غلاء المشروبات بل نتيجة تغير الزمانفي كينونة البشر، والبشر في خيوط الزمان.

مقامة الهمسة
مقامة الهمسة

موقع كتابات

time٢٠-٠٢-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

مقامة الهمسة

مقتضب شيخنا الجميل في عبارته التي نشرها هذا الصباح : (( اذا فرغت القلوب من الحب , صارت قبورا )) , فنقول له ان كل القصائد أضرحة جميلة لأحلامنا الخائبة , والشعراء يتبعهم الخائبون , وقد يستيقظ مارد الروح , خارج محراب الجسد , فأدعوك ببساطة لأن تخرق حظر التجوال , وتناول التقاة من العشاق سر حلمك , فلو كنا نختار من نحب , لما عذبنا الحب وأدمت قلوبنا مخالبه . في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد و في الحكم المنسوبة لأمير المؤمنين : (( العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض , و جهد عارض , صادف قلبا فارغا )) , فالحب لا يمكن أن يشيخ أبدا , قد تفقد الأقفال لونها الذهبي , وقد تتلاشى نضارة الخدود , ولكن القلوب المحبة سوف تعرف انه لا صقيع الشتاء وبرده يؤثر فيها , بل دفء الصيف لا يزال فيها , ولو كنا نطَّلِعُ على نوايا من حولنا لما سلب منا الوهم اعمارنا , لما كسرتنا هزائمه , نمشي دروبا لا نعرف اين تأخذنا , نودع قريبا صار غريبا , و نلتقي غريبا تُبهرنا محاسنه , نحسن الظن في ناس تخذلنا و نسيء الظن في ناس , ليتضح ان من أسأنا الظن فيه كان يُبطن عكس ما يُظهره , فيكون ثمن نضجنا باهض الثمن . على قارعات الروح يتشوه الوجدان , تتحطم القلوب , تموت فينا كل الاشياء الجميلة حتى نُدركَهُ , ذلك الذي أسميته حبا , وعندما نظن اننا فهمنا كل شيء , و عرفنا كل شيء , نتوقف عند انسان غريب نراه امام المرآة , ونتساءل اذا كنا نعرفه , اذ سحر الكلام وثير , وخيال الشاعر تستهويه كُحلة الحرف , وأنا اقسم اليوم سأكفر حتى بالأسماء التي تزلف بها كفرة قريش اللات والعزى , وأشهد أنهم بارعون في خيانة المشاعر, وسأمنحك حقا لكتابة على صفحات برزخ البحر , فبربك قل لي : كم مدة السجن لتهمة التآمر على القلب ؟ يقول المتنبي : ((وَكَمْ ذَنْبٍ مُولِّدُهُ دَلَالٌ ….وَكَمْ بُعْدٍ مُولِّدُهُ اقتِرَابُ )) , هل لاحظت ان لدى المتنبي قدرةٌ عجيبةٌ على وضعِ أصابعِ الكلماتِ على نبضِ الحياةِ اليومية ؟ والحديثِ بلسانِ مشاعرِ البشر, ممَّا يجعلُ شعرَه قريباً من القلوب ؟ وأنت لا تزال مقتضب العبارة , بين لحظة انشطار الحزن , ووجع الذكريات , تبقى معك الأمنيات مجرد لحن عزفته بقايا الروح , تلهو بأوقاتك ساعات الضجر كيفما تشاء , فيا شتات الروح , مَن يلمّك ؟ وانت الذي لا تجرؤ على اليقظة , كي لا تفيق من حلمك ؟ . في سورة الحب نقرأ : (( الْحبُّ مرضٌ خطيرٌ لَا يُصابُ بهِ إلَّا مَنْ فِي قلْبِهِ قبسٌ منْ نورٍ )) , تعرّضَ النّبيُّ ( بُوذَا ) إلَى مرضِ الْحبِّ , و لمْ يُصَبْ أيُّ مسْلمّ , نقلُوا ضريحَهُ إلَى حائطِ الْبراقِ , بعيداً عنْ بياراتِ الْعنبِ , وحقولِ الشّعيرِ , حيْثُ يزْهُو سكْراناً , يبْحثُ عنْ حمامةٍ تنْقلُ ترْجمانَ الْأشْواقِ إلَى زيْتونِ يافَا نقلُوا برْجَهُ , إلَى الْعهْرانيِّينَ ضدَّ الطّهْرانيِّينَ , بِالْهملايَا , حيْثُ لِلْحبِّ ألْفُ لسانٍ وألْفُ ديانةٍ , دونَ أيّةِ كراهيةٍ , الْحبُّ يصيبُ النُّدْرةَ الْغافلةَ عنْ سورةِ الْحبِّ الْغائبةِ , أخْلفَتْ ميعادَهَا معَ حُبْرَائِيلَ , لمْ تتودّدْ إلَى مرْيمَ , حينَ أصابَ الْمخاضُ نخْلةَ الْحبِّ , وحينَ تكلّمَ النّبيُّ عيسَى تحوّلَ الى عابرَ سبيلٍ , وعليه فالْحبُّ يصيبُ : النّصارَى/ الْيهودَ/ الصّابئةَ/ الْمجوسَ/ الْهنْدوسَ/ الدّهْرانيينَ/أهْلَ الْكتابِ/ اللّامتديّنينَ / ومَنْ ليْسَ لهُ كتابُ الْيمينِ أوِالْيسارِ , إلَّا الْمسْلمونَ / لمْ ينْزلْ نصٌّ ولَا وحْيٌ , تمرّدَ علَى اللّهِ , وعصَى فأكلَ التّفّاحةَ , نزلْنَا نبْحثُ عنْهُ فِي الْأرْضِ , يُرافقُنَا إبْليسُ لأنّهُ أحبَّ حوّاءَ فضحَّى بِجناحيْهِ كَملاكٍ , وزرعهُمَا فِي جسدِهَا تحوّلَ شيْطاناً , يترصّدُ منْ آمنَ بِالْحبِّ . (( الْحبُّ / لَا أخْلاقَ لهُ بِالْمعْنَى الضّيّقِ , الْحبُّ/ طفْلٌ جموحٌ يقْفزُ ضدَّهُمْ , بِأخْلاقِهِ الْخاصّةِ , يجْعلُك عاريا أمامَ ذاتِك والْآخرينَ , الْحبُّ / لَا ينافقُ , لكنَّ الْمُحبّينَ يُنافقونَ , هوَ تابُو يمارسُ طقوسَهُ فِي الظّلامِ بعيداً عنِ الْأنْظار , وعند انطفاء الأضواء , يثْقنُ اللّعبَ علَى الْحبْليْنِ )) .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store